خطبة جمعة

بعنوان

(التحذير من جماعة التبليغ والدعوة (الأحباب ))

6/5/1443 ه

عبدالله بن فهد الواكد

إمام وخطيب جامع الواكد بحائل

الخطبة الأولى

إِنَّ الحَمْدَ للهِ نَحْمِدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ وَنَسْتَهْدِيهِ وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَسَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.
((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)) سورة آل عمران آية (102).
أَمَّا بَعْدُ أَيُّهَا المُسْلِمُونَ :
فَإِنَّ الإِجْتِمَاعَ ضَرُورَةٌ دِينِيَّةٌ وَاجْتِمَاعِيَّةٌ وَأَمْنِيَّةٌ ، وَسُنَّةٌ شَرْعِيَّةٌ، وَلَقَدْ حَرِصَ السَّلَفُ أَشَدَّ الحِرْصِ عَلَى وِحْدَةِ الصَّفِّ ؛ لِأَنَّ الفُرْقَةَ كَسْرٌ لِلشَّوْكَةِ، وَتَفْرِيقٌ لِلْكَلِمَةِ ، فَاللهُ تَعَالَى حَثَّ هَذِهِ الأُمَّةَ عَلَى الإِجْتِمَاعِ وَحَذَّرَهَا مِنْ الإِفْتِرَاقِ قَالَ سُبْحَانَهُ (( وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمْ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ))
آل عمران (105)
وَقَالَ سُبْحَانَهُ ((… وَلا تَكُونُوا مِنْ الْمُشْرِكِين ، مِنْ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ )) وَحَثَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ هَذِهِ الأُمَّةَ عَلَى أَنْ تَكُونَ مُتَّحِدَةً مُتَمَاسِكَةً وكَانَ الصَّحَابَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ حَرِيصِينَ كُلَّ الحِرْصِ عَلَى أَلَّا يَقَعُوا فِي التَّفَرُّقِ وَالتَّشَرْذُمِ وَلِذَلِكَ سَأَلُوا النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ عَنْ الفِرْقَةِ النَّاجِيَةِ مِنْ أَجْلِ أَنْ يَسْلُكُوا سَبِيلَهَا وَطَرِيقَهَا فَقَالُوا : مَنْ هِيَ يَارَسُولَ اللهِ ؟ قَالَ : ( مَنْ كَانَ عَلَى مِثْلِ مَا أَنَا عَلَيْهِ اليَوْمَ وَأَصْحَابِي ) وَمَنْ أَمْعَنَ البَصِيرَةَ لاَحَظَ أَنَّهُ لَمْ يَطْرَأْ التَّفَرُّقُ المَذْمُومُ فِي أَوْسَاطِ الصَّحَابَةِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَإِنَّمَا ظَهَرَ فِيمَنْ بَعْدَهُمْ ، ظَهَرَ فِي زَمَنِ التَّابِعِينَ وَمَنْ بَعْدَهُمْ وَذَلِكَ لِأَنَّ الصَّحَابَةَ رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْهِمْ كَانُوا حَرِيصِينَ أَشَدَّ الحِرْصِ عَلَى الأُلْفَةِ وَعَلَى الأُخُوَّةِ وَعَلَى وِحْدَةِ الكَلِمَةِ وَالصَّفِّ ، وَفِي الآوِنَةِ المُتَأَخِّرَةِ ظهرت هَذِهِ الفِرَقُ وَالجَمَاعَاتُ الكَثِيرَةُ كُلُّ فِئَةٍ رُبَّمَا تَدَّعِي لِنَفْسِهَا أَنَّهَا هِيَ الفِرْقَةُ النَّاجِيَةُ وَالطَّائِفَةُ المَنْصُورَةُ
فَاحْرِصُوا أَيُّهَا المُسْلِمُونَ عَلَى لُزُومِ جَمَاعَةِ المُسْلِمِينَ وَالتَّحْذِيرِ مِنْ التَّفَرُّقِ وَلَمَّا سُئِلَ الشَّيْخُ صَالِحُ الفُوزَان حَفِظَهُ اللهُ عَنْ السَّلَفِيَّةِ قَالَ إِنْ كَانَ المَقْصُودُ بِهَا السَّيْرَ عَلَى مَنْهَجِ السَّلَفِ الصَّالِحِ فَهِيَ خَيْرٌ وَهَذَا هُوَ المَطْلُوبُ وَإِنْ كَانَ المَقْصُودُ بِهَا الدَّعْوَةَ لِلتَّحَزُّبِ وَ الفُرْقَةِ فَلاَ تَجُوزُ
أَيُّهَا المُسْلِمُونَ : وَأَمَّا جَمَاعَةُ التَّبْلِيغِ وَالدَّعْوَةِ أَوْ مَا يُسَمَّوْنَ بِالأَحْبَابِ فِي بِلَادِنَا بِصِفَةٍ خَاصَّةٍ فَمَنْ دَرَسَ مَنْهَجَهَا وَدَرَسَ تَأْرِيخَهُمْ وَحَاضِرَهُمْ دِرَاسَةً مُتَأَنِّيَةً أَدْرَكَ أَنَّهُمْ خَطَرٌ عَلَى العَقِيدَةِ الصَّحِيحَةِ، وَعَلَى العِلْمِ الشَّرْعِيِّ، وَعَلَى اللُّحْمَةِ الوَطَنَيِّةِ، وَأَنَّهُمْ بَوَّابَةٌ لِلْبِدَعِ وَالمُحْدَثَاتِ وَالجَهَالاَتِ لِأَنَّ هَذِهِ الجَمَاعَةَ أُصُولُهَا صُوفِيَّةٌ تَأَسَّسَتْ فِي الهِنْدِ قَبْلَ مِئَةِ سَنَةٍ تَقْرِيباً أَسَّسَهَا مُحَمَّدُ إِلْيَاسَ الكَانَدَهُولِي ثُمَّ اْنْتَشَرَتْ فِي بَاكِسْتَانَ وَبَانْقَلاَدِيشْ وَبَعْدَ ذَلِكَ إِنْتَشَرَتْ فِي البِلَادِ العَرَبِيَّةِ وَهَذِهِ الجَمَاعَةُ لَهَا مَرَاكِزُ كَبِيرَةٌ فِي الهِنْدِ وَغَيْرِهَا مِنْ البُلْدَانِ التِي يُوجَدُ فِيها كِبَارُ قَادَتِهَا وَمَرَاجِعِهَا الذِينَ تَتَلَقَّى مِنْهُمْ هَذِهِ الجَمَاعَةُ الصِّفَةَ وَالتَّرْتِيبَ لِلْأَسْفَارِ وَالجَوْلَاتِ وَالزِّيَارَاتِ وَالخُرُوجِ وَغَيْرِهَا وَكَثِيرٌ مِمَّنْ يَنْتَمُونَ وَيَتَعَصَّبُونَ لِهَذِهِ الجَمَاعَةِ مِنْ أَبْنَاءِ هَذَا الوَطَنِ لَا يَعْلَمُونَ خَطَرَهَا وَلاَ حَقِيقَةَ أَمْرِهَا وَلاَ مُعْتَقَدَاتِهَا المُخَالِفَةِ لِلْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ وَإِلاَّ لَتَرَكُوهَا وَابْتَعَدُوا عَنْهَا فَهِيَ جَمَاعَةٌ تُمِيتُ دَعْوَةَ التَّوْحِيدِ وَعُلُومِهِ الذِي بُعِثَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ أَجْلِهِ ، فَتَوْحِيدُ اللهِ هُوَ أَصْلُ الدِّينِ وَقَاعِدَتُهُ وَهُوَ خُلاَصَةُ دَعْوَةِ الأَنْبِيَاءِ وَالرُّسُلِ ، وَمَنَاطُ عِبَادَةِ الخَلْقِ وَنَجَاتِهِمْ ، قَالَ تَعَالَى (وَمَا خَلَقْتُ الجِنَّ وَالإِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونَ) أَيْ لِيُوَحِّدُوا اللهَ وَيُفْرِدُوهُ بِالعِبَادَةِ ، فَهَذِهِ الجَمَاعَةُ تُنَفِّرُ مِنْ طَلَبِ الِعلْمِ بِالعَقِيدَةِ الصَّحِيحَةِ فَهْمًا وَتَطْبِيقًا ، وَتُنَفِّرُ عَنِ العُلَمَاءِ وَحُضُورِ دُرُوسِهِمْ ، فَعَنْ مُعَاوِيَةَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ : سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : (مَنْ يُرِدِ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ) متفق عليه ، فَهُمْ يُقَدِّمُونَ الجَهَلَةَ وَيُجَرِّؤُونَهُمْ عَلَى الدَّعْوَةِ إِلَى اللهِ بِدُونِ عِلْمٍ ، وَذَلِكَ بِإِلْقَاءِ الكَلِمَاتِ وَالبَيَانَاتِ ، وَالدَّعُوَةُ يَا عِبَادَ اللهِ : لاَ بُدَّ لَهَا مِنْ عِلْمٍ شَرْعِيٍّ قَالَ تَعَالَى ( قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ) وَالبَصِيرَةُ هِيَ العِلْمُ وَإِذَا كُنْتَ لاَ تَعْلَمُ عَنْ دِينِ اللهِ شَيْئًا فَعَمَّا تَتَحَدَّثْ وَإِلَى مَا تَدْعُوا ، وَقَدْ حَذَّرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ تَقْدِيمِ الجُهَّالِ لِلْكَلاَمِ فِي دِينِ اللهِ وَأَخْبَرَ أَنَّ ذَلِكَ مِنْ أَسْبَابِ الزَّيْغِ وَالضَّلاَلِ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ « إِنَّ اللَّهَ لاَ يَقْبِضُ العِلْمَ انْتِزَاعًا يَنْتَزِعُهُ مِنَ العِبَادِ، وَلَكِنْ يَقْبِضُ العِلْمَ بِقَبْضِ العُلَمَاءِ، حَتَّى إِذَا لَمْ يُبْقِ عَالِمًا اتَّخَذَ النَّاسُ رُءُوسًا جُهَّالًا، فَسُئِلُوا فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ، فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا» مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ ، فَهَذِهِ الجَمَاعَةُ تُولِجُ أَتْبَاعَهَا فِي جُمْلَةٍ مِنْ البِدَعِ وَالمُخَالَفَاتِ وَحُبِّ أَهْلِ البِدَعِ وَمُوَالَاتِهِمْ ، تَتَفَاوَتُ بِتَفَاوُتِ البُلْدَانِ التِي تَكُونُ فِيهَا ، وَبِالتَّقَرُّبِ إِلَى اللهِ بِمَا يُسَمُّونَهُ الخُرُوجَ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ كُلَّ شَهْرٍ أَوْ أَرْبَعِينَ يَوْماً كُلَّ عَامٍ أَوْ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ فِي العُمُرِ وَهُوَ خُرُوجٌ مُبْتَدَعٌ فِي دِينِ اللهِ لَمْ يَشْرَعْهُ اللهُ وَإِنَّمَا شَرَعَهُ مُؤَسِّسُ هَذِهِ الجَمَاعَةِ وَقَدْ قَالَ تَعَالَى ( أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ وَلَوْلَا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ) ( 21 الشورى ) فَيُضَيِّعُونَ بِهَذَا الخُرُوجِ المُبْتَدَعِ الأَهْلَ وَالأَوْلَادَ وَيُهْمِلُونَهُمْ ، وَمِنْهُمْ مَنْ تَرَكَ عَمَلَهُ وَوَظِيفَتَهُ وَمَصْدَرَ قُوتِهِ وَتَرَكَ مَنْ يَعُولُهُمْ لِلْفَقْرِ وَاسْتِجْدَاءِ النَّاسِ ، وَهُمْ يَتْرُكُونَ الدَّعْوَةَ إِلَى التَّوْحِيدِ وَالنَّهْيَ عَنِ المُنْكَرِ وَلَوْ رَأَوْا شِرْكاً أكْبَرَ خَوْفاً مِنْ تَنْفِيرِ النَّاسِ بِزَعْمِهِمْ، وَجُلُّ كَلَامِهِمْ سَرْدٌ لِلْحِكَايَاتِ وَالرُّؤَى وَالكَرَامَاتِ وَالِهدَايَاتِ التِي تَحْصُلُ لِمَنْ يَخْرُجُ مَعَهُمْ، لِيَنْخَدِعَ بِهَذِهِ الأَخْبَارِ الجَهَلَةُ وَالعَوَامُّ الذِينَ لاَ يُمَيِّزُونَ بَيْنَ الحَقِّ وَالبَاطِلِ ، وَهَذِهِ الجَمَاعَةُ لَهَا جُهُودٌ مَعَ العُصَاةِ وَمُدْمِنِي المُخَدِّرَاتِ الكُلُّ يَعْرِفُهُ وَلَيْتَهُمْ يُوَجِّهُونَهُمْ لِطَلَبِ العِلْمِ وَلَكِنَّهُمْ يُخْرِجُونَهُمْ مِنْ ظَلَامِ المَعَاصِي إِلَى حَنَادِسِ الجَهْلِ وَالمُخَالَفَاتِ وحَشْدِهِمْ وَتَسْخِيرِ وَلَائِهِمْ لِهَذِهِ الجَمَاعَةِ ، وَلِذَا لاَ يَجُوزُ الإِنْتِمَاءُ إِلَيْهَا وَلاَ إِلَى كَافَّةِ الأَحْزَابِ وَالجَمَاعَاتِ كُلِّهَا ، فَكُلُّهَا مَحْظُورَةٌ فِي بِلَادِنَا المَمْلَكَةِ العَرَبِيَّةِ السُّعُودِيَّةِ ، لِأَنَّ المُسْلِمِينَ جَمَاعَتُهُمْ وَاحِدَةٌ وَأُمَّتُهُمْ وَاحِدَةٌ وَمَنْهَجُهُمْ وَاحِدٌ
قَالَ تَعَالَى ( وَأَنَّ هَذِهِ أُمَّتَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ ) نَسْأَلُ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يَجْعَلَنَا مُجْتَمِعِينَ عَلَى الحَقِّ وَالْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ مُسْتَمْسِكِينَ بِشَرْعِ اللهِ وَسُنَّةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَارَكَ اللهُ لِي وَلَكُم فِي القُرْآنِ العَظِيمِ .


الخطبة الثانية

الحَمْدُ للهِ عَلَى إِحْسَانِهِ وَالشُّكْرُ لَهُ عَلَى تَوْفِيقِهِ وَامْتِنَانِهِ وَأَشْهَدُ أنْ لَا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ تَعْظِيمًا لِشَأْنِهِ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ الدَّاعِي إِلَى رِضْوَانِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحاَبَتِهِ أَجْمعِين
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً ) سورة الأحزاب الآيات (70-71)
أَمَّا بَعْدُ أَيُّهَا المُسْلِمُونَ : فَلَيْسَ فِي هَذِهِ الجَمَاعَاتُ إِلاَّ التَّشَعُّبُ وَالتَّفَرُّقُ وَالبِدَعُ وَالضَّلَالَاتُ وَهَدْمُ أُصُولِ الإِعْتِقَادِ وَالإِنْزِلاَقُ إِلَى البِدَعِ وَالشِّرْكِ فَعَلَى المُسْلِمِ أَنْ يَلْزَمَ جَمَاعَةَ المُسْلِمِينَ وَمَذْهَبَ أَهْلِ السُّنَّةِ وَالجَمَاعَةِ الَّذِي أَمَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالتَّمَسُّكِ بِهِ فَفِيهِ مَا يَسَعُ العِبَادَةَ وَالعَمَلَ الدَّعَوِيَّ دَونَ الحَاجَةِ إِلَى هَذِهِ الجَمَاعَاتِ وَأَنْ يَكُونَ أَصْلُ الوَلاَءِ لِدِينِ اللهِ وَلِسُنَّةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْسَ لِفُلاَنٍ وَلَا لِعَلاَّنٍ وَلَا لِحِزْبٍ وَلَا لِجَمَاعَةٍ وَلَا لِطَائِفَةٍ فلاَ يُمَزِّقُ جَسَدَ الأُمَّةَ إِلاَّ هَذِهِ الفِرَقُ وَالجَمَاعَاتُ وَالأَحْزَابُ نَسْأَلُ اللهَ تَعَالَى أَنْ يَجْعَلَنَا وَإِيَّاكُمْ مِنْ أَهْلِ سُنَّةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَجَمَاعَةِ المُسْلِمِينَ وَأَنْ يَنْصُرَ إِخْوَانَنَا أَهْلَ السُّنَّةِ وَالجَمَاعَةِ فِي كُلِّ مَكَانٍ وَأَنْ يَنْشُرَ دِينَهُ وَسُنَّةَ نَبِيِّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( إِنَّ اللهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الذينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا )