خطبة جمعة

بعنوان

رياض المغفرة

28/4/1443


كتبها / عبدالله بن فهد الواكد

خطيب جامع الواكد بحائل


الخطبة الأولى

الحَمْدُ للهِ ، قَدَّمَ مَنْ شَاءَ بِفَضْلِهِ ، وَأَخَّرَّ مَنْ شَاءَ بِعَدْلِهِ ، المُبْدِيءِ المُعِيدِ ، الفَعَّالِ لِمَا يُرِيدُ ، وَأشهدُ أن لا إلهَ إلاَّ الله ، وحدَهُ ولا شريكَ لهُ ، وأشهدُ أن محمداً عبدُهُ ورسولُهُ صلى اللهُ عليه ، وعلى آلِهِ وصحبِهِ وسلم تسليماً كثيراً (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ )
أَيُّهَا الأَحِبَّةُ المُسْلِمُونَ:
مَنْ الذِي يَبْسُطُ يَدَهُ بِاللَّيْلِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ النَّهَارِ، وَيَبْسُطُ يَدَهُ بِالنَّهَارِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ اللَّيْلِ ؟
مَنْ الذِي يُنَادِي فِي كُلِّ لَيْلَةٍ هَلْ مِنْ سَائِلٍ فَأُعْطِيَهُ ، هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ فَأَغْفِرَ لَهُ ؟ مَنْ الذِي يُنَادِي: يَا ابْنَ آدَمَ لَوْ بَلَغَتْ ذُنُوبُكَ عَنَانَ السَّمَاءِ ثُمَّ اسْتَغْفَرْتَنِي لَغَفَرْتُهَا لَكَ وَلَا أُبَالِي ؟ مَنْ الذِي يُنَادِي : يَا عِبَادِي إِنَّكُمْ تُخْطِئُونَ فِي اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَأَنَا أَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا فَاسْتَغْفِرُونِي أَغْفِرُ لَكُمْ ؟
مَنْ الذِي يَقُولُ : ( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ).
مَنْ الذِي يَرْحَمُ التَّائِبِينَ وَيَشْمَلُهُمْ بِعَفْوِهِ وَمَغْفِرَتِهِ وَهُوَ خَيْرُ الغَافِرِينَ ؟ مَنْ الذِي عَجَّتْ بِبَابِهِ الأَصْوَاتُ فَلَهَجَتْ بِالمَعْذِرَةِ وَالمَسَائِلِ وَالحَاجَاتِ ؟
إِنَّهُ الغَفُورُ الرَّحِيمُ ،
إِتَّصَفَ بِهَذِهِ الصِّفَةِ سُبْحَانَهُ ، لِعِلْمِهِ بِوُجُودِ المُذْنِبِينَ ، وَلِكَثْرَةِ الخَطَّائِينَ ، لِيَمْحُوَ مَا اخْتَرَمَتْهُ أَنْفُسُنَا وَمَا أكْتَسَبَتْهُ أَيْدِينَا ، فَهُوَ خَيْرُ الغَافِرِينَ، وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ.
جَاءَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَأَرْضَاهُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَهُوَ يَحْمِلُ الذَّهَبَ وَالفِضَّةَ ، فَوَضَعَهَا فِي حِجْرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَدقَةً لِوَجْهِ اللهِ، فَنَزَلَ الوَحْيُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَخَذَ الذَّهَبَ بِيَدَيْهِ، وَقَلَّبَهُ بِكَفَّيْهِ ، فَقَالَ: مَا ضَرَّ عُثْمَانَ مَا فَعَلَ بَعْدَ اليَوْمِ.
وَقَالَ لِعُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فِي شَأْنِ حَاطِبِ ابْنِ أَبِي بَلْتَعَةَ ، يَا عُمَرُ، وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ اللهَ اطَّلَعَ عَلَى أَهْلِ بَدْرٍ فَقَالَ : اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ فَقَدْ غَفَرْتُ لَكُمْ ، قَدْ يَغْفِرُ اللهُ لِلْعَبْدِ مَغْفِرَةً فَيَمْشِي عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ وَمَا عَلَيْهِ مِنْ خَطِيئَةٍ ، فَقَدْ غَفَرَ اللهُ ذُنُوبَ خَلْقِهِ ، بِرَحْمَتِهِمْ لِخَلْقِهِ ، مَرَّتْ بَغِيٌّ مِنْ بَغَايَا بَنِي إِسْرَائِيلَ ، مَرَّتْ عَلَى أَنْجَسِ حَيَوَانٍ ، مَرَّتْ عَلَى كَلْبٍ مِنْ الكِلَابِ ، يَلْهَثُ عَطَشًا ، وَيَتَقَلَّبُ عَلَى الأَرْضِ ظَمَأً ، فَانْكَسَرَ قَلْبُهَا ، وَرَقَّ فُؤَادُهَا ، وَهَمَتْ رَحْمَةُ هَذِهِ المَرْأَةُ الزَّانِيَةُ البَغِيُّ لِكَلْبٍ يَكَادُ يَمُوتُ عَطَشًا ، فَنَزَلَتْ إِلَى البِئْرِ ، فَمَلَأَتْ خُفَّهَا مَاءً ، وَسَقَتْ الكَلْبَ الظَّمْآنَ ، فَشَكَرَ اللهُ لَهَا ، وَغَفَرَ ذُنُوبَهَا ، غَفَرَ اللهُ ذُنُوبَ هَذِهِ الزَّانِيَةِ البَغِيِّ ، بِسَبَبِ رَحْمَتِهَا لِهَذَا الكَلْبِ ، وَمَرَّ رَجُلٌ عَلَى غُصْنِ شَوْكٍ فِي طَرِيقِ المُسْلِمِينَ ، فَلَمَّا رَآهُ ، رَقَّ قَلْبُهُ شَفَقَةً عَلَى النَّاسِ ، وَقَالَ وَاللهِ لَأُنَحِّيَنَّهُ عَنْ طَرِيقِ المُسْلِمِينَ حَتَّى لَا يُؤْذِيَهُمْ ، فَأَزَاحَهُ عَنْ طَرِيقِهِمْ فَزَحْزَحَهُ اللهُ عَنْ نَارِ جَهَنَّمَ وَغُفِرَتْ ذُنُوبُهُ.
أَيُّهَا المُسْلِمُونَ : اللهُ هُوَ الغَفَّارُ ، وَهُوَ الوَاحِدُ القَهَّارُ ، إِذَا أَرَادَ أَنْ يَغْفِرَ لِعَبْدِهِ ، مَنْ الذِي سَيَسْأَلُهُ ( لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ ) إِذَا غَفَرَ اللهُ لِعَبْدِهِ ، فَلَا يُسْأَلُ عَنْ أَمْرِهِ ، وَلَا يُعَقَّبُ فِي حُكْمِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى.
أَيُّهَا الأَحِبَّةُ المُؤْمِنُونَ : ، إِذَا وَقَفَ العَبْدُ بَيْنَ يَدَيْ اللهِ، وَانْكَسَرَ ذِلَّةً عِنْدَ سَيِّدِهِ وَمَوْلَاهُ ، يَنَادِيهِ رَبَّاهُ رَبَّاهُ ، قَدْ أَحْزَنَتْهُ ذُنُوبُهُ ، وَأَهَمَّتْهُ كُرُوبُهُ ، يَنْظُرُ يَمِينًا فَإِذَا بِالنَّفْسِ الأَمَّارَةِ بِالسُّوءِ قَدْ خَذَلَتْهُ ، وَيَنْظُرُ شِمَالاً وَإِذَا بِالشَّيْطَانِ قَدْ تَخَلَّى عَنْهُ ، فَلَمْ يَجِدْ إِلَّا اللهَ ، لَمْ يَجِدْ إِلَّا ذَا العَفْوِ وَالمَغْفِرَةِ ، فَيَلُوذُ بِبَابِهِ مُعْتَذِرًا ، وَيَقِفُ بَيْنَ يَدَيْهِ مُنْكَسِرًا.
وَقَدْ يَكُونُ هَذَا العَبْدُ ، بَلَغَ الخَمْسِينَ أَوْ السِّتِّينَ أَوْالسَّبْعِينَ أَوْ الثَّمَانِينَ مِنْ عُمُرِهِ ، أَوْ أَقَلَّ مِنْ ذَلِكَ أَوْ أَكْثَرَ ، فَيَغْفِرُ اللهُ لَهُ فِي طَرْفَةِ عَيْنٍ ، فَيُصْبِحُ وَلِسَانُ حَالِهِ يَقُولُ : يَا رَبِّ أَسَئْتُ فِي مَا مَضَى مِنْ عَمَلِي ، فَأَحْسِنْ لِي فِي مَا بَقِيَ مِنْ عُمُرِي ، وَأَحْسِنْ خَاتِمَتِي إِذَا حَلَّ أَجَلِي.
فَيَفْتَحُ اللهُ فِي وَجْهِهِ أَبْوَابَ البِرِّ، فَيَنْطَلِقُ ذَلِكَ العَبْدُ المُذْنِبُ المُسِيءُ ، المُوغِلُ فِي أَوْحَالِ الخَطِيئَةِ ، يَنْطَلِقُ إِلَى أَبْوَابِ الخَيْرِ وَالتَّوْفِيقِ وَالعَمَلِ الصَّالِحِ ، بِسَبَبِ تَوْبَتِهِ وَإِنَابَتِهِ ،
فَإِذَا بِالذُّنُوبِ قَدْ غُفِرَتْ ، وَإِذَا بِالسَّيِّئَاتِ قَدْ تَبَدَّلَتْ ، قَالَ تَعَالَى ( إِلا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً) (الفرقان:70)
أَيُّهَا المُسْلِمُونَ : قَالَ سُبْحَانَهُ فِي الحَدِيثِ القُدْسِيِّ: ( يَا ابْنَ آدَمَ إِنَّكَ مَا دَعَوْتَنِي ‏َوَرَجَوْتَنِي غَفَرْتُ لَكَ عَلَى مَا كَانَ مِنْكَ وَلَا أُبَالِي، يَا ابْنَ آدَمَ لَوْ بَلَغَتْ ذُنُوبُكَ عَنَانَ ‏السَّمَاءِ ، ثُمَّ اسْتَغْفَرْتَنِي، غَفَرْتُ لَكَ ، يَا ابْنَ آدَمَ إِنَّكَ لَوُ أَتَيْتَنِي بِقُرَابِ الأَرْضِ خَطَايَا، ثُمَّ ‏لَقِيتَنِي لَا تُشْرِكُ بِي شَيْئاً لأَتَيْتُكَ بِقُرَابِهَا مَغْفِرَةً )
فَمَنْ الذِي يَحُولُ بَيْنَنَا وَبَيْنَ اللهِ ؟ مَنْ الذِي يَقِفُ بَيْنَنَا وَبَيْنَ رَبِّنَا ؟ لَيْسَ بَيْنَنَا وَبَيْنَ اللهِ أَحَدٌ، لَيْسَ بَيْنَنَا وَبَيْنَ اللهِ تُرْجُمَانٌ وَلاَ حِجَابٌ وَلاَ جِنٌّ وَلاَ إِنْسٌ، أَبْوَابُ اللهِ مُشْرَعَةٌ لِلتَّائِبِينَ ، وَأَسْحَارُ اللَّيْلِ مَفْتُوحَةٌ لِلْمُسْتَغْفِرِينَ ،
عَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَاَلَ : سَمِعْتُ رَسولَ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ : ( إنَّ اللَّهَ يُدْنِي المُؤْمِنَ، فَيَضَعُ عَلَيْهِ كَنَفَهُ ويَسْتُرُهُ، فيَقولُ: أتَعْرِفُ ذَنْبَ كَذَا؟ أتَعْرِفُ ذَنْبَ كَذَا؟ فيَقولُ: نَعَمْ أيْ رَبِّ، حتَّى إذَا قَرَّرَهُ بذُنُوبِهِ، ورَأَى في نَفْسِهِ أنَّه هَلَكَ، قالَ: سَتَرْتُهَا عَلَيْكَ فيِ الدُّنْيَا، وأَنَا أغْفِرُهَا لكَ اليَومَ، فيُعْطَى كِتَابَ حَسَنَاتِهِ، وأَمَّا الكَافِرُ والمُنَافِقُونَ، فيَقولُ الأشْهَادُ: {هَؤُلَاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ} ) رواه البخاري
فلَيْسَ بَيْنَ العَبْدِ وَبَيْنَ اللهِ أَحَدٌ، لَا يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ أَنْ يَحْرِمَكَ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّكَ، وَلَا يَسْتَطِيعُ كَائِنٌ مَنْ كَانَ أَنْ يُقْفِلَ أَبْوَابَ فَضْلِ اللهِ عَلَيْكَ..
فَانْهَبْ أَثْبَاجَ العُمُرِ إِلَى تَدَارُكِهِ ، وَشَمِّرْ إِلَى طَرِيقِ الخَيْرِ وَمَسَالِكِهِ ، فَالعُمُرُ قَصِيرٌ ، وَالطَّرِيقُ طَوِيلٌ ، وَتَفَطَّنْ لِأَمَارَاتِ التَّوْبَةِ ، وَعَلَامَاتِ الأَوْبَةِ ، فَإِنَّ دَلَائِلَ التَّوْبَةِ ثَلَاثٌ ، إِذَا رَزَقَهَا اللهُ العَبْدَ غُفِرَتْ ذُنُوبُهُ، وَسُتِرَتْ عُيُوبُهُ، وَزَالَتْ عَنْهُ خَطَايَاهُ.
أَوَّلُهَا وَأَجَلُّهَا وَأَعْظَمُهَا نَدَمُ القَلْبِ وَالجِنَانِ ، وَهُوَ أَنْ يَنْدَمَ نَدَمًا صَادِقًا عَلَى أَنْ لَا يَعُودَ ، ثُمَّ الإسْتِغْفَارُ باللِّسَانِ ، وَهُوَ أَنْ يُكْثِرَ مِنْ طَلَبِ المَغْفِرَةِ مِنْ اللهِ ، ثُمَّ الإِقْلَاعُ وَإِصْلَاحُ حَالِ الجَوَارِحِ وَالأَرْكَانِ.
فَلَا يُقْنِطَنَّكُمْ الشَّيْطَانُ عَنْ رَحْمَةِ الرَّحْمَنِ ، أَعُوذُ بِاللهِ مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ)(الزمر:53)


الثانية

الحمدُ للهِ على إحسانِهِ ، وَالشُّكْرُ لَهُ عَلَى تَوْفِيقِهِ وَامْتِنَانِهِ ، َوأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ، تَعْظِيماً لِشَانِهِ ، وَأَشْهَدُ أنَّ نَبِيَّنَا مُحَمّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، الدّاعِي إِلَى رِضْوَانِهِ ، صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَأَعْوانِهِ ، وَسَلّمَ تَسْلِيماً مَزِيداً (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا*يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً)
أَيُّهَا المُسْلِمُونَ : فَإِنَّ اللهَ تَعَالَى حَدَّدَ وَقْتَيْنِ تُقْفَلُ فِيهِمَا التَّوْبَةُ هُمَا، الأَوَّلُ أَنْ يُغَرْغِرَ الإِنْسَانُ وَمَعْنَى يُغَرْغِرُ الإِنْسَانُ، أَيْ أَنْ تَصِلَ رُوحُهُ إِلَى الحُلْقُومِ، وَالثَّانِي : عِنْدَ خُرُوجِ الشَّمْسِ مِنْ المَغْرِبِ ، فعَنْ أبي عَبْدِ الرَّحْمن عَبْدِ اللَّهِ بنِ عُمرَ رضيَ اللهُ عنهما عن النَّبيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قَالَ: «إِنَّ الله عزَّ وجَلَّ يقْبَلُ توْبة العبْدِ مَالَم يُغرْغرِ» رواه الترمذي وقال: حديث حسنٌ.، نَسْأَلُ اللهَ أَنْ يَجْعَلَنَا مِنْ التَّوَّابِينَ ، وَمِنْ المُسْتَغْفِرِينَ صَلَّو وَسَلِّمُوا ، عَلَى مَنْ قَالَ اللهُ فِيهِ ( إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا * لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطاً مُسْتَقِيماً) فاللهم صل وسلم على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وصحابته أجمعين .........................