[align=justify]
من باب إذا لم تستحِ "فاسحب" ما شئت ؛ تلجأ حكومة غير رشيدة في بلدٍ ما إلى التلويح بسحب جنسيات من يخالفونها الرأي ويحاولون كشف فساد غطّى الأفق علّها أن تثنيهم - لحاجة في نفس متعوس - عن المضي قدماً في ذلك رافعة شعار "اللي تكسبّه اسحبّه" .
هناك في الجانب الآخر يقف أولئك الخائفون من هذا التلويح والذين سيكونون من أوائل المتضررين لو طبّق عليهم هذا القرار فعلاً وهم يردّدون "أكلتُ يوم أُكل الثّور الأبيض"، ويمرّ في ذاكرتهم العديد من المواقف التي اتّخذوها أو التي تخاذلوا عن الوقوف في وجه متّخذيها في مناسبات مشابهة لهذه المناسبة مع الفارق طبعاً ، فلطالما صفّقوا لسحب جنسية من اتّصف بالإرهاب أو من قلّ أدبه مع رموزنا الدينية - مع يقيننا بضلاله وانحرافه - ناسين أو متناسين أنّه من الممكن أن يُشهر ذات السلاح في وجوههم من قبل خصومهم ، وما أقسى أن تُضرب على ظهرك بذات العصا التي كنت تضرب بها خصومك وما أقسى أن تُطعن بذات الخنجر الذي قهقهت عالياً وأنت ترى خصومك يطعنون به .
كنتُ ولا زلت أقول بأنّه يجب إبعاد الجنسية - أي جنسية في أي بلد - عن مبدأ الثواب العقاب فهي ليست قميصاً تستر به جسداً اليوم لتعري منه آخر غداً ، وليست صحناً مليئاً بالطعام تضعه أمام الجائع لتساومه على السير كما تريد ، بل هي إثبات مواطنة وامتداد لجذور عاشت هنا وساهمت في نهضة هذا الوطن كلّ بحسب موقعه ، ولافضل لمواطن على آخر إلا بما يقدّمه من أجل وطنه .
تقوم بعض الحكومات بغباء منقطع النظير بتقديم خدمة كبيرة لخصومها حين تستخدم مثل هذه الأساليب غير الشريفة وتجعل منهم أبطالاً في عيون الشعب كما أنّها تبدو أكثر ضعفاً حين تستخدم أساليب التهديد المبطّن عن طريق التضييق على مخالفيها في أرزاقهم كالتلويح بالطرد من الوظيفة أو البيت أو تسجيل قيد أمنيّ لايغتفر أو ماشابه ذلك ، وفي بلدي تحديداً هذا الأسلوب ليس جديداً على الإطلاق بل لطالما رأيناه سلاحاً يُشهر في وجوه الغاضبين - قسراً - من البدون في حين كان الغاضبون منه اليوم على "الكراسي" يضحكون .... مالكم كيف تحكمون ؟! .


‏‫منصور الغايب
twitter : @Mansour_m[/align]