[align=justify]لست ملمّاً بالأمور القانونية حتى أتحدث عمّا يستحقه أو لا يستحقه الأستاذ محمد الوشيحي والذي حكم عليه بالسجن لمدة ثلاثة شهور مع النفاذ على خلفية شكوى تقدم بها الشيخ ناصر المحمد ضده ، ولكن من خلال متابعتي الدقيقة لكل ما يكتبه الأستاذ محمد الوشيحي في الصحافة المحلية والخليجية والعربية سابقاً وحتى ما يغرد به في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" فإنني وجدته عنيفاً في نقده ولكن باحترام ، وشديداً على خصومه ولكن بأدب ، ومؤذٍ لأهل البذاءة دون اتخاذ سبيلهم ولا سلوك طريقهم ، ومجادلاً عن رأيه بالتي هي أحسن ، وساخراً بلا تجريح ، ومنتقداً لخصومه بالتصريح تارة وتارة بالتلميح ، ورغم مساحات الاختلاف الشاسعة بيني وبين الأستاذ محمد الوشيحي إلا أنني يجب عليّ أن أقرّ بالفضل لأهل الفضل فهو ذو فضل عليّ لا يسعني نكرانه ، ولا يمكنني لقلة بضاعتي بيانه .
لاشك عندي بأنه مهما بلغت الإساءة التي يدّعي الشيخ ناصر المحمد عبر محاميه أن الأستاذ محمد الوشيحي قد وجّهها إليه فإنها لن تبلغ معشار ولا ربع معشار الإساءات التي كانت توجّه بالجملة من المحسوبين سياسياً على فريق الشيخ ناصر المحمد ضد أبناء القبائل وضد ممثلي الأمة في المجالس السابقة وضد مكوّنات المجتمع الكويتي والذي كان للبدون الحظ الأوفر منها أيضاً حتى سمعنا من يقول عنهم "لفو وهيلق وكواولة" تحت قبة عبدالله السالم ولم نسمع بأن أحداً من أولئك الساقطين قد صدر في حقه حكم بالحبس مع النفاذ إلا فيما ندر على أن يتبعه حكم استئناف مستعجل ليخرج بعدها كالشعرة من العجين وليبقى المتضرر يتحلطم على حظه العاثر حتى إذا ما جاء أحد مثل الأستاذ محمد الوشيحي وعبّر عما يجول في صدور المتضررين ببضع كلمات هي لا تقارن بما يدور في المجالس العامة والخاصة قيل : خذوه فغلّوه ولثلاثة أشهر في السجن اطرحوه .
إن مثل هذه التصرفات تزيد الحنق في قلوب الصامتين غيظاً وكمداً ، وقديماً قيل : اتّق شرّ الحليم إذا غضب ، فإلى متى يتم محاسبة المتضررين على ردّات أفعالهم ولا يتم محاسبة المتسببين في الضرر ابتداءً بل يتم إكرامهم وتبجيلهم على مرأى ومسمع من المتضررين أنفسهم تحت شعار : قل موتوا بغيظكم !
إن حكماً كهذا بالطبع يرفع من قدر الأستاذ محمد الوشيحي في عيون محبيه ومخالفيه من ذوي المروءة ، ولن يفرح به إلا خصم لا يعرف من المروءة إلا اسمها ولا من الشهامة إلا رسمها ، وإن البراءة في حكم الاستئناف للأستاذ محمد الوشيحي تلوح كباقي الوشم في ظاهر اليدِ ، وإنما هي أيام قلائل ليعود معانقاً سيفه / قلمه مقاتلاً في ساحات الفكر يقارع الحجة بالحجة ويرد عنه البذاءات بدرعه ، فنصفق له إعجاباً إن وافق الحقّ ، ونبارزه بالسيف إن لاح في الأفق ضوء خلاف كما حصل سابقاً ، ومعه بالذات - ولايهون بعض الأحباب - "الاختلاف في الرأي لا يفسد للودّ قضيّة" أبداً .[/align]