[align=justify]
الصوم لغة الإمساك ومنه قوله تعالى عن مريم ( فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَٰنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيًّا ) أي أنها ستمسك عن الكلام وفاءً بنذرها ، ومنه أيضاً قول الشاعر :
خيلٌ صيامٌ وخيل غير صائمة * تحت العجاج وأخرى تعلك اللجما
أي أنها ممسكة عن الصهيل ، فالإنسان إذا أمسك عن فعل شيء ما فقد صام عن أدائه ومن هذا المعنى أُخذ المعنى الشرعي للصوم لأنه إمساك عن المفطرات من طلوع الفجر وحتى غروب الشمس .
حكومتنا الرشيدة - هداها الله للحق - استعارت هذا المعنى اللغوي أيضاً في أدائها وفي علاقتها مع الشعب فهي كانت ولا زالت صائمة ، بل إن صيامها - كتب الله لها الأجر - قد طال أمده لدرجة أنه يُخيّل إليك أن كل شهور السنة في عرف حكومتنا رمضان ، فهي صائمة عن المضي قدماً في مشاريع التنمية وتطوير البلد منذ سنوات طوال رغم كثرة ترديد عبارة التنمية في السنوات الأخيرة على لسان الحكومة وممثليها حتى صدق فينا المثل "أن تسمع "بالتنمية" خير من أن تراها" ، وهي صائمة أيضاً عن الكلام حين يقتضي المقام الكلام والبيان في قضيّة تهم البلد ومن فيها مما يسمح لكثيرين من الخوض في ذلك وترويج الإشاعات وزعزعة الأمن في البلد ، وصائمة أيضاً عن السكوت حين يقتضي المقام السكوت و كفّ الأذى عن بعض مكونات المجتمع من قبائل وعوائل وذلك عن طريق تسليط قنوات الإعلام الفاسد لضرب مكونات المجتمع وتأجيج النار في صدور شريحة ليست بالقليلة من شرائح المجتمع حتى إذا انفلت الأمر وغضب الناس جاءت لتعاقب الغاضبين ، وهي صائمة عن حل المشكلة الإسكانية ويروق لها رؤية أسعار الإيجارات قد بلغت مبلغاً خطيراً وسعر البيوت في الكويت ينافس بل ربما يتغلب على أسعارها في الدول ذات الماء والخضرة والوجه الحسن حتى أن حلم امتلاك بيت للكويتيين - فضلاً عن غيرهم - أصبح حلماً يصعب تحقيقه ، وهي صائمة أيضاً عن حل مشكلة البدون التي مضى عليها عقود من الزمن وهي من تأجيل إلى تأجيل ومن خمس سنوات تنتهي إلى وعد بالحل خلال خمس سنوات قادمة وهكذا حتى أن الواحد من البدون أصبح يفكر في عمره كم خمس سنوات يحتوي ! ، مع أن الحل أبسط مما نظن والقضية ليست بحاجة إلا لكلمة واحدة فقط مفادها " أعطوا البدون حقّه قبل أن تزهق روحه " وكفى الله الحكومة شرّ الظلم ، وهي صائمة وصائمة وصائمة - وضع العدد الذي تريد من كلمة صائمة - عن حل العديد من المشاكل والقضايا العالقة منذ زمن ليس بالقصير ، والتي أصبحت سبباً رئيسياً لدى العديد من مؤيدي خوض غمار تجربة الحكومة المنتخبة والتي قد يكون في جعبتها ما هو أفضل ... من يدري ؟!.
لا أدري متى ستعلن الحكومة نهاية صومها ، ولكنني أتمنى قبل أن أموت أن أسمع القائمين على البلد يقولون لمن هم تحت أيديهم : جاهز ؟! ... نفّذ ! ، لينطلق مدفع العمل مؤذناً بالفطر ومخبراً عن نهاية حقبة الصوم ومبشراً بقرب العيد ليمد الجميع أيديهم على مائدة الإنجازات سعداء فرحين وهم يقولون : ذهب الظمأ وابتلّت العروق وثبت الأجر إن شاء الله .[/align]