[align=justify]
لا تعطه مالاً ولكن اعطه فأساً وعلّمه كيف يحتطب ، ولا تعطه سمكة ولكن أعطه سنّارة وعلّمه كيف يصطاد ، مثل هذه القيم والمُثل كانت غائبة تماماً عن قضية الكويتيين البدون الذي يعيش جزء كبير منهم تحت خطّ الفقر وتتلذذ الحكومة - ومن وافقها - برؤيتهم يقفون في طوابير أمام بيت الزكاة وأمام اللجان الخيرية التي لا تسمنهم ولا تغنيهم من جوع الفقر الذي بات ينهش أحلامهم وعمّا قريب سيخلص إلى أجسادهم التي لم تعد قادرة على توفير أساسيات الحياة الكريمة من قيمة إيجار مسكن مناسب وتوفير قيمة ملبس يستر عورات أطفالهم ناهيك عن بعض الثانويات والتي أصبحت لدى غيرهم لرغد العيش من الأساسيات .
سنوات تتلوها سنوات والكويتيون البدون يطالبون بإيجاد مصادر رزق لهم بدلاً من دفعهم مكرهين نحو التسوّل المبطّن على أبواب أهل الخير وبدلاً من دفعهم نحو افتراش أرصفة المستشفيات والدوارات لبيع الرّقّي والبنك وألعاب الأطفال ، وكان هذا المطلب يواجه دائماً بتطنيش حكومي ولا مبالاة شعبيّة مع استقطاب كثير من الوافدين لسدّ النقص الموجود في دوائر الدولة والذي كان بالإمكان الاعتماد على أبناء البلد من البدون في سدّه ، حتى أنك حين ترى العدد الكبير من الأئمة والمؤذنين الوافدين - على سبيل المثال - يُخيّل إليك أن البدون لا يجيدون أداء مثل هذه المهمّة والتي تعطي عليها الدولة راتباً لو صرف على أسرة من البدون لكفاهم وأعانهم ، ولكنها السياسة الحكومية البغيضة التي انتُهجت منذ عقود لتطفيش هذه الفئة عن طريق التضييق عليهم في أرزاقهم ، مما جعلهم شيئاً منبوذاً حتى من المجتمع والذين أصبحوا لا يحبّذون توظيفهم في شركاتهم ومحلاتهم الخاصة بل لدرجة أننا وجدنا من لا يرغب في تأجير بيته على أسر من البدون لأنهم فقط بدون !
"وظّف بدون" حملة جميلة كريمة أطلقها الشيخ عبدالعزيز العويّد المشرف العام على مشروع بسمة لتعليم وتوظيف البدون والتابع لجمعية فهد الأحمد الإنسانية والهدف منها إيجاد فرص توظيف لشباب وبنات البدون يعفّون أنفسهم من خلالها عن سؤال الناس أو التفكير في ذلك ، حملة "وظّف بدون" حملة تهدف إلى إعطاء شباب وبنات البدون فؤوساً ليقتلعوا بها أشجار اليأس من حياتهم ويحتطبوا على ظهورهم حطب أمل يوقد لهم ناراً يطبخون عليها قليلاً من مشاريع حياتهم التي باتت حبيسة أدراج النسيان ، حملة "وظّف بدون" حملة تهدف إلى إعطاء شباب وبنات البدون سنّارة أمل يصيدون بها أحلامهم السابحة في بحر مليء بالخيرات وخيراته قد غطّت مشارق الأرض ومغاربها لكنه عجز أن يشمل بخيراته تلك قلّة من أبنائه .
"وظّف بدون" حملة مباركة جزى الله القائمين عليها خير الجزاء ، وأتمنى أن تجد لها تعاطفاً من أبناء هذا الوطن الذين كلّما وضعوا على المحك في اختبار جديد لإنصاف هذه الفئة المغلوبة على أمرها نكصوا على أعقابهم حتى باتوا شركاء - ولا شكّ - في الذنب .[/align]