بـسـمـ الله الـرحـمـنـ الـرحـيـمـ

***************
************
*********

كـان أبـو جـعـفـر الـمـنـصـور ( ثـانـي مـلـوك الـدولـة الـعـبـاسـيـة )

أيـام بـنـي أمـيـة إذا دخـل الـبـصـرة دخـل مـتـخـفـيـا

وكـان يـجـلـس فـي حـلـقـة أزهـر الـسـمـان الـمُـحَـدِّث

فـلـمـا أفـضـت الـخـلافـة إلـيـه ، قـدم عـلـيـه أزهـر ، فـرحـب بـه وقـرَّبـه

وقـال لـه أبـو جـعـفـر : مـا حـاجـتـك يـا أزهـر ؟

قـال أزهـر : داري مـتـهـدمـة ، وعـلـيَّ أربـعـة آلاف درهـم


وأريـد أن يَـبـنـي ( يـتـزوج ) مـحـمـد ابـنـي بـعـيـالـه

فـوصـلـه أبـو جـعـفـر بـاثـنـي عـشـر ألـفـا

وقـال لـه : قـد قـضـيـنـا حـاجـتـك فـلا تـأتـنـا طـالـبـا

فـأخـذهـا أزهـر وارتـحـل ، فـلـمـا كـان بـعـد سـنـة أتـاه

فـلـمـا رآه أبـو جـعـفـر قـال : مـا جـاء بـك يـا أزهـر ؟

قـال أزهـر : جـئـتـك مُـسَـلِّـمًـا !

قـال أبـو جـعـفـر : إنـه يـقـع فـي خَـلَـدِ أمـيـر الـمـؤمـنـيـن أنـك جـئـت طـالـبـا

قـال أزهـر : ما جـئـت إلا مُـسَـلِّـمـا !

قـال أبـو جـعـفـر : قـد أمـرنـا لـك بـاثـنـي عـشـر ألـفـا

واذهـب فـلا تـأتـنـا طـالـبـا ولا مُـسَـلِّـمـا

فـأخـذهـا أزهـر ومـضـى ، فـلـمـا كـان بـعـد سـنـة أتـاه

فـقـال أبـو جـعـفـر : مـا جـاء بـك يـا أزهـر ؟

قـال أزهـر : جـئـتـك عـائـدا !

قـال أبـو جـعـفـر : إنـه يـقـع فـي خَـلَـدِ أمـيـر الـمـؤمـنـيـن أنـك جـئـت طـالـبـا

قـال أزهـر : مـا جـئـت إلا عـائـدا !

قـال أبـو جـعـفـر : قـد أمـرنـا لـك بـاثـنـي عـشـر ألـفـا

واذهـب فـلا تـأتـنـا لا طـالـبـا ولا مـسـلـمـا ولا عـائـدا

فـأخـذهـا أزهـر وانـصـرف ، فـلـمـا مـضـت الـسـنـة أقـبـل

فـقـال لـه أبـو جـعـفـر : مـا جـاء بـك يـا أزهـر ؟

قـال أزهـر : دعـاء كـنـت أسـمـعـك تـدعـو بـه يـا أمـيـر الـمـؤمـنـيـن ، جـئـت لأكـتـبـه !!!

فـضـحـك أبـو جـعـفـر وقـال :

إنـه دعـاء غـيـر مـسـتـجـاب

وذلـك أنـي دعـوت الله تـعـالـى بـه أن لا أراك فـلـم يـسـتـجـب لـي

وقـد أمـرنـا لـك بـاثـنـي عـشـر ألـفـا فـاذهـب وتـعـال مـتـى شـئـت

فـقـد أعـيـتـنـي فـيـك الـحـيـلـة