بـسـمـ الله الـرحـمـنـ الـرحـيـمـ

ـــ * ـــ ـــ ** ـــ ـــ * ـــ
ـــ * ـــ ـــ ** ـــ ـــ * ـــ
ـــ * ـــ ـــ ** ـــ ـــ * ـــ
ـــ * ـــ ـــ ** ـــ ـــ * ـــ
ـــ * ـــ ـــ ** ـــ ـــ * ـــ

هـو شُـرَيْـح بـن الـحـارث أدرك الـجـاهـلـيـة واسـتـقـضـاه عـمـر بـن الـخـطـاب رضي الله عـنـه

عـلـى الـكـوفـة ، فـأقـام قـاضـيـا فـيـهـا مـدة طـويـلـة ، وامـتـنـع عـن الـقـضـاء أيـام فـتـنـة ابـن

الـزبـيـر ثـلاث سـنـيـن ثـم بـعـد انـتـهـاء الـفـتـنـة عـاد لـلـقـضـاء ، وهـو ذو فـطـنـة وذكـاء

ومـعـرفـة وعـقـل وإصـابـة ، كـمـا كـان شـاعـرا حـسـنـا ، تـوفـي ســـ87ـــــنـة هـ

ـــ * ـــ ـــ ** ـــ ـــ * ـــ
ـــ * ـــ ـــ ** ـــ ـــ * ـــ

رأى شـريـح رجـلا يـضـرب زوجـتـه ، فـقـال ....

رأيـت رجــالا يـضـربـون نـســــاؤهـم ،،،،، فـشُـلَّـت يـمـيـنـي يـوم أضـرب زيـنـبـا

أأضـربـهـا فـي غـيـر جُـــرم أتــت بـه ،،،،، إلـيَّ فـمـا عــــذري إذا كـنـتُ مُـذنِــبــا

فـتـاة تُـزِيـن الـحُـلـيَّ إن هـي حـلـيـت ،،،،، كـأن بـفِـيـهـا الـمـســك خـالـط مَـجـلـبـا


ـــ * ـــ ـــ ** ـــ ـــ * ـــ
ـــ * ـــ ـــ ** ـــ ـــ * ـــ

قـال الـشـعـبـي ، قـال لـي شـريـح الـقـاضـي .....

يـا شـعـبـي عـلـيـكـم بـنـسـاء بـنـي تـمـيـم، فـإنـهـن الـنـسـاء

قـلـت : كـيـف ذاك ؟

قـال : انـصـرفـت مـن جـنـازة ذات يـوم عـنـد دخـول وقـت الـظـهـر ، فـمـررت بـدُور بـنـي تـمـيـم

فـإذا امـرأة جـالـسـة فـي سـقـيـفـة عـلـى وسـادة ، وتـجـاهـهـا جـاريـة رؤدة ( شـابـة حـسـنـة ) ولـهـا

ذؤابـة عـلـى ظـهـرهـا ، كـأحـسـن مـن رأيـت مـن الـجـواري ، فـأسـتـسـقـيـت ومـا بـي مـن عـطـش

فـقـالـت الـمـرأة ، أي الـشـراب أعـجـب إلـيـك ؟ الـلـبـن أم الـمـاء ؟

قـلـت : أي ذلـك تـيـسَّـر

قـالـت : اسـقـوا الـرجـل لـبـنـا فـإنـي أخـالـه غـريـبـا

فـلـمـا شـربـت نـظـرت إلـى الـجـاريـة فـأعـجـبـتـنـي ، فـقـلـت : مـن هـذه ؟

قـالـت : ابـنـتـي

فـقـلـت : ومِـمَّـن ؟

قـالـت : زيـنـب بـنـت حُـديـر ، إحـدى نـسـاء بـنـي تـمـيـم

قـلـت : أفـارغـة أم مـشـغـولـة ؟

قـالـت : بـل فـارغـة

قـلـت : أتـزوجـيـنـيـهـا ؟

قـالـت : نـعـم ، إن كـنـت كـفـؤا ، ولـهـا عَـمّ فـأقـصـده

وانـصـرفـت إلـى مـنـزلـي لأقـيـل فـيـه ، فأمـتـنـعـت مـنـي الـقـائـلـة ( نـوم الـقـيـلـولـة )

فـأرسـلـت إلـى إخـوانـي الـقـرَّاء ( الـذيـن يـقـرأون الـقـرآن ويـتـلـونـه )

ووافـيـت مـعـهـم صـلاة الـعـصـر

فـإذا عـمّـهـا جـالـس ، فـقـال : أبـا أمـيـة حـاجـتـك

قـلـت : إلـيـك

قـال : ومـا هـي ؟

قـلـت : ذُكِـرَت لـي بــنـت أخـيـك زيـنـب

فـقـال : مـا بـهـا عـنـك رغـبـة

ثـم زوجَـنـيـهـا ، ومـا بـلـغـت مـنـزلـي حـتـى نـدمـت

وقـلـت : تـزوجـت إلـى أغـلـظ الـعـرب وأجـفـاهـا ! ثـم هـمـمـت بـطـلاقـهـا

ولـكـن قـلـت : أجـمـعـهـا إلـيَّ ، فـإن رأيـت مـا أحـب وإلا طـلـقـتـهـا

ثـم مـكـثـت أيـامـا حـتـى أقـبـل نـسـاؤهـا يُـهـاديـنـهـا ، ولـمـا أُدخِـلَـتْ

قـلـت : يـا هـذه ، إن مـن الـسُّـنَّـة إذا دخـلـت الـمـرأة عـلـى الـرجـل أن يُـصـلـي ركـعـتـيـن ، وتـصـلـي ركـعـتـيـن

ويـسـألا الله خـيـر لـيـلـتـهـمـا ويـتـعـوَّذا مـن شـرِّهـا

فـتـوضـأتْ بـوضـوئـي وصـلـيـت فـإذا هـي تـصـلـي بـصـلاتـي

ولـمـا قـضـيـنـا الـصـلاة قـالـت لـي :

إنـي امـرأة غـريـبـة ، وأنـت رجـل غـريـب لا عـلـم لـي بـأخـلاقـك

فـبـيِّـن لـي مـا تـحـب فـآتـيـه ، ومـا تـكـره فـأنـزجـر عـنـه

فـقـلـت : قـدمـتِ خـيـر مَـقـدم ، قـدمـتِ عـلـى أهـل دارٍ زوجـك سـيِّـد رجـالـهـم

وأنـت سـيِّـدة نـسـائـهـم أحـب كـذا ، وأكـره كـذا

ومـا رأيـت مـن حـسـنـة فـابـثـثـيـهـا ، ومـا رأيـت مـن سـيـئـة فـاسـتـريـهـا

قـالـت : أخـبـرنـي عـن أخـتـانـك أتـحـب أن يـزوروك ؟

( الـخـتـن = الـصـهـر مـن قـبـل الـمـرأة )

قـلـت : إنـي رجـل قـاضٍ ومـا أحـب أن تـمَـلُّـونـي

قـالـت : فـمـن تـحـب مـن جـيـرانـك يـدخـل دارك آذن لـه ، ومـن تـكـرهـه أكـرهـه ؟

قـلـت : بـنـو فـلان قـوم صـالـحـون ، وبـنـو فـلان قـوم سـوء

وأقـمـت عـنـدهـا ثـلاثـا ثـم خـرجـت إلـى مـجـلـس الـقـضـاء

فـكـنـت لا أرى يـومـا إلا وهـو أفـضـل مـن الـذي قـبـلـه

حـتـى إذا كـان رأس الـحـول دخـلَـتْ مـنـزلـي امـرأة عـجـوز تـأمـر وتـنـهـى

قـلـت : يـا زيـنـب مـن هـذه ؟

قـالـت : أمـي فـلانـة

قـلـت : حـيـاك الله بـالـسـلام

قـالـت : أبـا أمـيـة ، كـيـف أنـت وحـالُـك ؟

قـلـت : بـخـيـر ، أحـمـد الله

قـالـت : أبـا أمـيـة كـيـف زوجُـك ؟

قـلـت : كـخـيـر امـرأة

قـالـت : إن الـمـرأة لا تُـرى فـي حـال أسـوأ خُـلـقـا مـنـهـا فـي حـالـيـن :

إذا حـظِـيَـت عـنـد زوجـهـا ، وإذا ولـدت غـلامـا فـإن رابـك مـنـهـا ريـب فـعـلـيـك بـالـحَـزْم

فـإن الـرجـال مـا حـازت والله بـيـوتـهـم شـر مـن الـورهـاء ( الـحـمـقـاء ) الـمـتـدلـلـة

قـلـت : أشـهـد أنـهـا ابـنـتـك ، فـقـد كـفـيـتـيـنـي الـريـاضـة ، وأحـسـنـتِ الأدب

قـالـت : أتـحـب أن يـزورك أخـتـانـك ؟

قـلـت : مـتـى شـاؤا

قـال شـريـح .......

فـكـانـت كـل حـول تـأتـيـنـا وتـوصـي تـلـك الـوصـيـة ثـم تـنـصـرف

ومـكـثـتُ مـع زيـنـب عـشـريــــن عـامـا مـا غـضـبـت عـلـيـهـا قـط

إلا مـرة واحـدة كـنـت لـهـا ظـالـمـا

ـــ * ـــ ـــ ** ـــ ـــ * ـــ ـــ * ـــ ـــ ** ـــ ـــ * ـــ
ـــ * ـــ ـــ ** ـــ ـــ * ـــ ـــ * ـــ ـــ ** ـــ ـــ * ـــ
ـــ * ـــ ـــ ** ـــ ـــ * ـــ
ـــ * ـــ ـــ ** ـــ ـــ * ـــ