صفحة 2 من 6 الأولىالأولى 1 2 3 4 5 6 الأخيرةالأخيرة
النتائج 11 إلى 20 من 51

الموضوع: لقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ | ركن القصص

  1. #11
    عضو شرف الصورة الرمزية المطنوخ


    تاريخ التسجيل
    10 2004
    الدولة
    الكـويت
    العمر
    43
    المشاركات
    9,665
    المشاركات
    9,665


    كان الرسول محمد صلي الله عليه وسلم يجلس وسط أصحابه عندما دخل شاب يتيم إلى الرسول يشكو إليه، قال الشاب ( يا رسول الله ، كنت أقوم بعمل سور حول بستاني فقطع طريق البناء نخله هي لجاري طلبت منه ان يتركها لي لكي يستقيم السور ، فرفض ، طلبت منه إن يبيعني إياها فرفض )
    فطلب الرسول ان يأتوه بالجار ، أتي الجار الي الرسول وقص عليه الرسول شكوي الشاب اليتيم فصدق الرجل علي كلام الرسول
    فسأله الرسول ان يترك له النخله او يبيعها له فرفض الرجل ، فأعاد الرسول قوله ( بع له النخله ولك نخله في الجنه يسير الراكب في ظلها مائه عام ) فذهل اصحاب رسول الله من العرض المغري جدا جدا فمن يدخل النار وله نخله كهذه في الجنه وما الذي تساويه نخله في الدنيا مقابل نخله في الجنه
    لكن الرجل رفض مرة اخري طمعا في متاع الدنيا
    فتدخل احد اصحاب الرسول ويدعي ابا الدحداح
    فقال للرسول الكريم
    أأن اشتريت تلك النخله وتركتها للشاب ا لي نخله في الجنه يارسول الله ؟
    فأجاب الرسول نعم
    فقال ابا الدحداح للرجل
    أتعرف بستاني يا هذا ؟
    فقال الرجل ، نعم ، فمن في المدينه لا يعرف بستان ابا الدحداح ذو الستمائه نخله والقصر المنيف والبئر العذب والسور الشاهق حوله
    فكل تجار المدينه يطمعون في تمر ابا الدحداح من شده جودته
    فقال ابا الدحداح ، بعني نخلتك مقابل بستاني وقصري وبئري وحائطي
    فنظر الرجل الي الرسول غير مصدق ما يسمعه
    ايعقل ان يقايض ستمائه نخله من نخيل ابا الدحداح مقابل نخله واحده فيا لها من صفقه ناجحه بكل المقاييس
    فوافق الرجل واشهد الرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم) والصحابه علي البيع
    وتمت البيعه
    فنظر ابا الدحداح الي رسول الله سعيدا سائلا (أ لي نخله في الجنه يارسول الله ؟)
    فقال الرسول (لا ) فبهت ابا الدحداح من رد رسول الله
    فأستكمل الرسول قائلا ما معناه (الله عرض نخله مقابل نخله في الجنه وانت زايدت علي كرم الله ببستانك كله ، ورد الله علي كرمك وهو الكريم ذو الجود بأن جعل لك في الجنه بساتين من نخيل اعجز علي عدها من كثرتها
    وقال الرسول الكريم ( كم من عثقٍ رداح لي أبي الدحداح في الجنة )
    (( والرداح هنا – هو العثق المثقل من كثرة التمر عليه ))
    وظل الرسول يكرر جملته اكثر من مرة لدرجه ان الصحابه تعجبوا من كثرة النخيل التي يصفها الرسول لابا الدحداح
    وتمني كل منهم لو كان ابا الدحداح
    وعندما عاد الرجل الي امرأته ، دعاها الي خارج المنزل وقال لها
    (لقد بعت البستان والقصر والبئر والحائط )
    فتهللت الزوجه من الخبر فهي تعرف خبرة زوجها في التجاره وشطارته وسألت عن الثمن
    فقال لها (لقد بعتها بنخله في الجنه يسير الراكب في ظلها مائه عام )
    فردت عليه متهلله (ربح البيع ابا الدحداح – ربح البيع )



    /

    فمن منا يقايض دنياه بالاخرة ومن منا مستعد للتفريط في ثروته او منزله او سيارته مقابل الجنه ارجو ان تكون القصه عبرة لكل من يقرأها والا يتركها في جهازة بدون ان يرسلها للجميع فالدنيا لا تساوي ان تحزن او تقنط من مشاكلها او يرتفع ضغط دمك من همومها

    فما عندك زائل وما عند الله باق




  2. #12
    عضو شرف الصورة الرمزية المطنوخ


    تاريخ التسجيل
    10 2004
    الدولة
    الكـويت
    العمر
    43
    المشاركات
    9,665
    المشاركات
    9,665


    [align=center]
    قصة أصحاب السبت

    موقع القصة في القرآن الكريم:
    ورد ذكر القصة في سورة البقرة. كما ورد ذكرها بتفصيل أكثر في سورة الأعرف الآيات 163-166.
    قال الله تعالى، في سورة "الأعراف":

    "وَاسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعًا وَيَوْمَ لَا يَسْبِتُونَ لَا تَأْتِيهِمْ كَذَلِكَ نَبْلُوهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ فَلَمَّا عَتَوْا عَنْ مَا نُهُوا عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ .
    وقال تعالى في سورة "البقرة": وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ فَجَعَلْنَاهَا نَكَالًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ" .

    وقال تعالى في سورة "النساء":

    " أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَمَا لَعَنَّا أَصْحَابَ السَّبْتِ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا"

    القصة:
    أبطال هذه الحادثة، جماعة من اليهود، كانوا يسكنون في قرية ساحلية. اختلف المفسّرون في اسمها، ودار حولها جدل كثير. أما القرآن الكريم، فلا يذكر الاسم ويكتفي بعرض القصة لأخذ العبرة منها.
    وكان اليهود لا يعملون يوم السبت، وإنما يتفرغون فيه لعبادة الله. فقد فرض الله عليهم عدم الانشغال بأمور الدنيا يوم السبت بعد أن طلبوا منه سبحانه أن يخصص لهم يوما للراحة والعبادة، لا عمل فيه سوى التقرب لله بأنواع العبادة المختلفة.
    وجرت سنّة الله في خلقه. وحان موعد الاختبار والابتلاء. اختبار لمدى صبرهم واتباعهم لشرع الله. وابتلاء يخرجون بعده أقوى عزما، وأشد إرادة. تتربى نفوسهم فيه على ترك الجشع والطمع، والصمود أمام المغريات.
    لقد ابتلاهم الله عز وجل، بأن جعل الحيتان تأتي يوم السبت للساحل، وتتراءى لأهل القرية، بحيث يسهل صيدها. ثم تبتعد بقية أيام الأسبوع. فانهارت عزائم فرقة من القوم، واحتالوا الحيل –على شيمة اليهود- وبدوا بالصيد يوم السبت. لم يصطادوا السمك مباشرة، وإنما أقاموا الحواجز والحفر، فإذا قدمت الحيتان حاوطوها يوم السبت، ثم اصطادوها يوم الأحد. كان هذا الاحتيال بمثابة صيد، وهو محرّم عليهم.
    فانقسم أهل القرية لثلاث فرق. فرقة عاصية، تصطاد بالحيلة. وفرقة لا تعصي الله، وتقف موقفا إيجابيا مما يحدث، فتأمر بالمعروف وتنهى عن المكر، وتحذّر المخالفين من غضب الله. وفرقة ثالثة، سلبية، لا تعصي الله لكنها لا تنهى عن المكر.
    وكانت الفرقة الثالثة، تتجادل مع الفرقة الناهية عن المنكر وتقول لهم: ما فائدة نصحكم لهؤلاء العصاة؟ إنهم لن يتوفقوا عن احتيالهم، وسيصبهم من الله عذاب أليم بسبب أفعالهم. فلا جدة من تحذيرهم بعدما كتب الله عليهم الهلاك لانتهاكهم حرماته.
    وبصرامة المؤمن الذي يعرف واجباته، كان الناهون عن المكر يجيبون: إننا نقوم بواجبنا في الأمر بالمعروف وإنكار المنكر، لنرضي الله سبحانه، ولا تكون علينا حجة يوم القيامة. وربما تفيد هذه الكلمات، فيعودون إلى رشدهم، ويتركون عصيانهم.
    بعدما استكبر العصاة المحتالوا، ولم تجد كلمات المؤمنين نفعا معهم، جاء أمر الله، وحل بالعصاة العذاب. لقد عذّب الله العصاة وأنجى الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر. أما الفرقة الثالثة، التي لم تعص الله لكنها لم تنه عن المكر، فقد سكت النصّ القرآني عنها. يقول سيّد قطب رحمه الله: "ربما تهوينا لشأنها -وإن كانت لم تؤخذ بالعذاب- إذ أنها قعدت عن الإنكار الإيجابي, ووقفت عند حدود الإنكار السلبي. فاستحقت الإهمال وإن لم تستحق العذاب" (في ظلال القرآن).
    لقد كان العذاب شديدا. لقد مسخهم الله، وحوّلهم لقردة عقابا لهم لإمعانهم في المعصية.
    وتحكي بعض الروايات أن الناهون أصبحوا ذات يوم في مجالسهم ولم يخرج من المعتدين أحد. فتعجبوا وذهبوا لينظرون ما الأمر. فوجودا المعتدين وقد أصبحوا قردة. فعرفت القردة أنسابها من الإنس, ولم تعرف الإنس أنسابهم من القردة; فجعلت القردة تأتي نسيبها من الإنس فتشم ثيابه وتبكي; فيقول: ألم ننهكم! فتقول برأسها نعم.
    [/align]

    /
    ونستشف من القصة ان أن التحايل على شرع الله من صفات اليهود فاستحلال محارم الله بأدنى الحيل سمة يهودية و العياذ بالله و هناك من يفعلها من المسلمين كمن يسمي الأشياء بغير اسمها
    والإنسان لابد أن يفهم أن هناك ارتباط بين الطاعة و المعصية من جهة و الرزق و الكسب من جانب آخر فمن وسع الله له في رزق محرم و سهل له طريق الحرام إنما يُمتحن حتى ينظر الله ما يفعل فإن استمر على الحرام الذي يكتسبه زاده الله سعة ثم أهلكه عز وجل (فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ) (الأنعام:44)




  3. #13
    عضو شرف الصورة الرمزية المطنوخ


    تاريخ التسجيل
    10 2004
    الدولة
    الكـويت
    العمر
    43
    المشاركات
    9,665
    المشاركات
    9,665


    قصة الصحابي جُلَيبيب رضي الله عنه



    قال أنس بن مالك رضي الله عنه : كان رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه
    وسلم يقال له جُليبيب ، كان في وجهه دمامة و كان فقيراً ويكثر الجلوس
    عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال له النبي صلى الله عليه وسلم ذات
    يوم : يا جُليبيب ألا تتزوج يا جُليبيب؟ فقال : يا رسول الله ومن
    يزوجني يا رسول الله؟!
    فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنا أزوجك يا جُليبيب.
    فالتفت جُليبيب إلى الرسول فقال: إذاً تجدُني كاسداً يا رسول الله ..
    فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: غير أنك عند الله لست بكاسد ، ثم لم
    يزل النبي صلى الله عليه وسلم يتحين الفرص حتى يزوج جُليبيا فجاء في
    يوم من الايام رجلٌ من الأنصار قد توفي زوج ابنته فجاء الى النبي صلى
    الله عليه وسلم يعرضها عليه ليتزوجها النبي صلى الله عليه وسلم فقال
    له النبي : نعم ولكن لا أتزوجها أنا !!
    فرد عليه الأب : لمن يا رسول الله !!

    فقال صلى الله عليه
    وسلم: أزوجها جُليبيبا .. فقال ذلك الرجل: يا رسول
    الله تزوجها
    لجُليبيب ، يارسول الله إنتظر حتى أستأمر أمها !!

    ثم مضى إلى أمها وقال لها أن النبي رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب
    إليك ابنتك قالت : نعم ونعمين برسول الله صلى الله عليه وسلم ومن يرد
    النبي صلى الله عليه وسلم ..
    فقال لها : إنه ليس يريدها لنفسه ...!!

    قالت : لمن ؟

    قال : يريدها لجُليبيب !!

    قالت : لجُليبيب لا لعمر الله لا أزوج جُليبيب وقد منعناها فلان وفلان
    فاغتم أبوها لذلك ثم قام ليأتي النبي صلى الله عليه وسلم فصاحت الفتاة
    من خدرها وقالت لأبويها : من خطبني إليكما؟؟ قال الأب : خطبك رسول
    الله صلى الله عليه وسلم ..

    قالت : أفتردان على رسول الله صلى الله عليه وسلم .. أمره ادفعاني إلى
    رسول الله فإنه لن يضيعني !

    قال أبوها : نعم ..

    ثم ذهب إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال : يا رسول الله شئنك بها
    ... فدعى النبي صلى الله عليه وسلم جُليبيبا ثم زوجه إياها ورفع
    النبي
    صلى الله عليه وسلم كفيه الشريفتين وقال: اللهم صب عليهما الخير صباً
    ولا تجعل عيشهما كداً كداً !!

    ثم لم يمضي على زواجهما أيام حتى خرج النبي صلى الله عليه وسلم مع
    أصحابه في غزوة وخرج معه جُليبيب فلما أنتهى القتال اجتمع الناس و
    بدأوا يتفقدون بعضهم بعضاً فسألهم النبي صلى الله عليه وسلم وقال: هل
    تفقدون من أحد قالوا : نعم يا رسول الله نفقد فلان وفلان كل واحد منهم
    إنما فقد تاجر من التاجر أو فقد ابن عمه او أخاه ...
    فقال صلى الله عليه وسلم : نعم و من تفقدون قالوا : هؤلاء الذين
    فقدناهم يا رسول الله ..

    فقال صلى الله عليه وسلم: ولكنني أفقد جُليبيبا .. فقوموا نلتمس خبره
    ثم قاموا وبحثوا عنه في ساحة القتال وطلبوه مع القتلى ثم مشوا فوجدوه
    في مكان قريب إلى جنب سبعة من المشركين قد قتلهم ثم غلبته الجراح فمات .
    فوقف النبي صلى الله عليه وسلم على جسده المقطع ثم قال : قتلتهم ثم
    قتلوك أنت مني وأنا منك ، أنت مني وأنا منك .. ثم تربع النبي صلى الله

    عليه وسلم جالسا بجانب هذا الجسد ثم حمل هذا الجسد ووضعه على ساعديه
    صلى الله عليه وسلم وأمرهم أن يحفروا
    له قبراً ..

    قال أنس : فمكثنا والله نحفر القبر وجُليبيب ماله فراش غير ساعد النبي
    صلى الله عليه وسلم ..
    قال أنس : فعدنا إلى المدينة وما كادت تنتهي عدتها حتى تسابق إليها
    الرجال يخطبونها ..



    /
    مانستشف من القصة هو أنه في زمننا هذا طغت علينا المادة حتى بتنا نثمّن كل شي حتى بناتنا لم يسلمن من تثميننا لهن كمهر لهن
    فالكثير الا من رحم ربي قد أغفل شرط الدين في المتقدم للزواج وآثر غناه ومنصبه وجاهه بل والبعض مادامت الماده توافرت في المتقدم فشرط الدين لابأس من تخطّيه
    متناسيا حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم (( إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير )) رواه الترمذي وغيره.




  4. #14
    عضو شرف الصورة الرمزية المطنوخ


    تاريخ التسجيل
    10 2004
    الدولة
    الكـويت
    العمر
    43
    المشاركات
    9,665
    المشاركات
    9,665


    هذه فتاة وهذا الشاب تواعدا على معصية الله على مرأى ومسمع من الله فركبت معه في سيارته .. كانت ضحكات لكنها حذرة وقلوب وجلة خوفا من الناس و في ظل أمن من رب الناس .. وبعد أن أقنعها بأنه قد شغف قلبه بحبها وأنه طار هيمانا بها وقلبه مشتاق لها وساعده ثالثهما الشيطان .. فوافقت بعد خوف وتردد وبعد أن أقنعها بأن السيارة لا تصلح للقاء لأن الناس حولنا والسيارات ... فبعد الخوف والتردد والإلحاح وافقت ولكن بشرط ...
    أن يذهبا إلى مكان آمن لأنها كانت تحس بخوف .. مكان آمن لا يراهما فيه الناس ... فاستغل تلك المبادرة .. وقال مستهترا وبحيلته .. متظاهرا بثقته ..
    قال مكان لا يرانا فيه الناس ..
    والله لآخذك لمكان ... ثم تبرأ منه لسانه .. قال مكان لا يرانا فيه الناس ... والله لآخذك إلى مكان ...
    الله ما يرانا فيه ...!!!


    (ولا تحسبن الله غافل عما يعمل الظالمون)


    ... قال.. الله ... ما يرانا فيه ..
    (رب كلمة يقولها المرء لا يلقي لها بالا يكتب الله بها عليه سخطه إلى يوم يلقاه) ..
    يقول والله لأوديك لمكان .. الله ... ما يرانا فيه!!


    فسمعه من !!... سمعه الله ... جبار السماوات والأرض .... الذي يراه.. الذي حرك قلبه
    ودماءه ... الجبار الذي خسف بقارون ... سمعه الجبار الذي أغرق فرعون ... فأطلق الجبار أوامره من فوق عرشه سبحانه ... أوامره التي لا ترد .. ولا معقب لها .. فإذا بمداهمة ليست كالمداهمات .. مداهمة تحركت من فوق السماوات .. فإذا بها مداهمة لا تأخذ الأجساد .. بل تأخذ الأرواح ... فلما استخفيا من الناس وأمنا من مكر الله وتوارت عنهما أعين الناس .. ظنا ألا رقيب ..


    ( وما كنتم أن تستترون أن يشهد عليكم سمعكم ولا أبصاركم ولا جلودكم ولكن ظننتم أن الله لا يعلم كثيرا مما تعملون .. )


    لما خلع ملا بسه .. فإذا به يخر من طوله .. أوقف الله قلبه .. وعطل أركانه .. أخرس لسانه .. فإذا به يخر منكبا على وجهه عليها ..
    قامت تقلبه يمنة ويسره تلمس نبضه ... تحس أنفاسه .. لا أنفاس ولا نبض .. فإذا بها كالمجنونة .. صدمت .. بصعقة كصاعقة نزلت عليها من السماء .. خرجت ونسيت نفسها عند الناس .. وهي تصرخ بعد أن مات وهي تقول ......
    يقول ما يشوفه....والحين أخذ روحه !!!!
    يقول ما يشوفه....والحين أخذ روحه !!!!





  5. #15
    عضو شرف الصورة الرمزية المطنوخ


    تاريخ التسجيل
    10 2004
    الدولة
    الكـويت
    العمر
    43
    المشاركات
    9,665
    المشاركات
    9,665


    قصـــة العقــــد


    قال القاضي أبو بكر محمد بن عبد الباقي بن محمد البزاز الأنصاري :
    كنتُ مجاورًا بمكة - حرسها الله تعالى - فأصابني يومًا من الأيام جوع شديد لم أجد شيئًا أدفع به عني الجوع ، فوجدتُ كيسًا من إبريسم مشدودًا بشرابة من إبريسم أيضًا ؛ فأَخذته ، وجئت به إلى بيتي ، فحللته ؛ فوجدتُ فيه عقدًا من لؤلؤ لم أرَ مثله ، فخرجتُ ...
    فإذا الشيخ ينادي عليه ، ومعَه خرقة فيها خمسمائة دينار وهو يقول : هذا لمن يَرد علينا الكيس الذي فيه اللؤلؤ .
    فقلت : أنا محتاج ، وأنا جائع ، فآخذ هذا الذهب فأنتفع به ، وأرد عليه الكيس .
    فقُلت له : تعالى إليّ .
    فأخذته وجئت به إلى بيتي ، فأعطاني علامة الكيس ، وعلامة الشرابة ، وعلامة اللؤلؤ وعَدَدَه ، والخيط الذي هو مَشدُود به ، فأخرجته ودَفعته إليه . فسلم إليّ خمسمائة دينار ، فما أخذتها .
    وقلت : يجب عليّ أن أعيده إليك ولا آخذ له جزاء .
    فقال لي : لا بد أن تأخذ .
    ألح عليَّ كثيرًا ، فلم أقبل ذلك منه ، فتركني ومضى .
    وأما ما كان مني : فإني خرجتُ من مكة وركبتُ البحر ، فانكسر المركب ، وغرق الناس ، وهلكت أموالهم ، وسلمتُ أنا على قطعة من المركب ، فبقيت مُدّةً في البحر لا أدري أين أذهب !!
    فوصَلت إلى جزيرة فيها قوم ، فقعَدتُ في بعض المساجد ، فسمعوني أقرأ ، فلم يبق في تلك الجزيرة أحد إلا جاء إليّ ،
    وقال : علمني القرآن . فحصل لي من أولئك القوم شيء كثير من المال .
    قال : ثم إني رأيتُ في ذلك المسجد أوراقًا من مصحف ، فأخذتها أقرأ فيها ،
    فقالوا لي : تحسن تكتب ؟
    فقلت : نعم .
    فقالوا : علمنا الخط .
    فجاءوا بأولادهم من الصبيان والشباب ، فكنتُ أعلمهم ، فحصل لي أيضًا من ذلك شيء كثير .
    فقالوا لي بعد ذلك : عندنا صبيَّةً يتيمة ، ولها شيء من الدُنيا نريد أن تتزوج بها !!
    فامتنعتُ ،
    فقالوا : لا بل .
    وألزموني ، فأجبتهم إلى ذلك .
    فلما زفوها إليَّ مددتُ عيني أنظر إليها ، فوجدت ذلك العقد بعينه معلقًا في عنقها ، فما كان لي حينئذ شغل إلا النظر إليه .
    فقالوا : يا شيخ ، كسرتَ قلب هذه اليتيمة من نظرك إلى هذا العقد ، ولم تنظر إليها .
    فقصصتُ عليهم قصة العقد ؛ فصاحوا ، وصرخوا بالتهليل والتكبير ، حتى بلغ إلى جميع أهل الجزيرة ،
    فقلتُ : ما بكم ؟
    فقالوا : ذلك الشيخ الذي أخذ منك العقد أبو هذه الصبية ، وكان يقول : ما وجدتُ في الدنيا مسلمًا إلا هذا الذي رد عليَّ هذا العقد ،
    وكان يدعو ويقول : ( اللهم اجمع بيني وبينه حتى أزوجه بابنتي ) .
    والآن قد حصلت ، فبقيتُ معها مدة ورزقتُ منها بولدين .
    ثم إنها ماتت ؛
    فورثت العقد أنا وولداي ،
    ثم مات الولدان فحصل العقد لي ؛
    فبعته بمائة ألف دينار . وهذا المال الذي ترون معي من بقايا ذلك المال .


    /
    (ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب )




  6. #16
    عضو شرف الصورة الرمزية المطنوخ


    تاريخ التسجيل
    10 2004
    الدولة
    الكـويت
    العمر
    43
    المشاركات
    9,665
    المشاركات
    9,665


    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :« بَيْنَمَا ثَلَاثَةُ نَفَرٍ مِمَّنْ كَانَ قَبْلَكُمْ يَمْشُونَ إِذْ أَصَابَهُمْ مَطَرٌ ، فَأَوَوْا إِلَى غَارٍ ، فَانْطَبَقَ عَلَيْهِمْ ([1])، فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ : إِنَّهُ وَاللَّهِ يَا هَؤُلَاءِ لَا يُنْجِيكُمْ إِلَّا الصِّدْقُ فَليَدْعُ كُلُّ رَجُلٍ مِنْكُمْ بِمَا يَعْلَمُ أَنَّهُ قَدْ صَدَقَ فِيهِ . (وفي طريقٍ : عفا الأثر ، ووقع الحجر ، ولا يعلم بمكانكم إلا الله ، ادعوا الله بأوثق أعمالكم) .
    فَقَالَ وَاحِدٌ مِنْهُمْ : اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّهُ كَانَ لِي أَجِيرٌ عَمِلَ لِي عَلَى فَرَقٍ مِنْ أَرُزٍّ ([2])، فَذَهَبَ وَتَرَكَهُ ، وَأَنِّي عَمَدْتُ إِلَى ذَلِكَ الْفَرَقِ فَزَرَعْتُهُ ، فَصَارَ مِنْ أَمْرِهِ أَنِّي اشْتَرَيْتُ مِنْهُ بَقَرًا ، وَأَنَّهُ أَتَانِي يَطْلُبُ أَجْرَهُ ، فَقُلْتُ لَهُ : اعْمِدْ إِلَى تِلْكَ الْبَقَرِ فَسُقْهَا . فَقَالَ لِي : إِنَّمَا لِي عِنْدَكَ فَرَقٌ مِنْ أَرُزٍّ . فَقُلْتُ لَهُ : اعْمِدْ إِلَى تِلْكَ الْبَقَرِ فَإِنَّهَا مِنْ ذَلِكَ الْفَرَقِ ، فَسَاقَهَا ، فلم يترك شيئاً . فَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي فَعَلْتُ ذَلِكَ مِنْ خَشْيَتِكَ (وفي طريق : رجاء رحمتك ومخافة عذابك) فَفَرِّجْ عَنَّا . فَانْسَاحَتْ عَنْهُمْ الصَّخْرَةُ ([3]).
    فَقَالَ الْآخَرُ : اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّهُ كَانَ لِي أَبَوَانِ شَيْخَانِ كَبِيرَانِ ، فَكُنْتُ آتِيهِمَا كُلَّ لَيْلَةٍ بِلَبَنِ غَنَمٍ لِي ، فَأَبْطَأْتُ عَلَيْهِمَا لَيْلَةً ، فَجِئْتُ وَقَدْ رَقَدَا ، وَأَهْلِي وَعِيَالِي يَتَضَاغَوْنَ مِنْ الْجُوعِ ([4])، فَكُنْتُ لَا أَسْقِيهِمْ حَتَّى يَشْرَبَ أَبَوَايَ ، فَكَرِهْتُ أَنْ أُوقِظَهُمَا ، وَكَرِهْتُ أَنْ أَدَعَهُمَا فَيَسْتَكِنَّا لِشَرْبَتِهِمَا ، فَلَمْ أَزَلْ أَنْتَظِرُ حَتَّى طَلَعَ الْفَجْرُ . فَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي فَعَلْتُ ذَلِكَ مِنْ خَشْيَتِكَ فَفَرِّجْ عَنَّا . فَانْسَاحَتْ عَنْهُمْ الصَّخْرَةُ حَتَّى نَظَرُوا إِلَى السَّمَاءِ .
    فَقَالَ الْآخَرُ : اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّهُ كَانَ لِي ابْنَةُ عَمٍّ مِنْ أَحَبِّ النَّاسِ إِلَيَّ ، وَأَنِّي أردتها عَنْ نَفْسِهَا فَامْتَنَعَتْ مِنِّي ، حَتَّى أَلَمَّتْ بِهَا سَنَةٌ مِنْ السِّنِينَ فَجَاءَتْنِي ، فَأَعْطَيْتُهَا عِشْرِينَ وَمِائَةَ دِينَارٍ عَلَى أَنْ تُخَلِّيَ بَيْنِي وَبَيْنَ نَفْسِهَا ، فَفَعَلَتْ ، حَتَّى إِذَا قَدَرْتُ عَلَيْهَا قَالَتْ : لَا أُحِلُّ لَكَ أَنْ تَفُضَّ الْخَاتَمَ إِلَّا بِحَقِّهِ ، فَتَحَرَّجْتُ مِنْ الْوُقُوعِ عَلَيْهَا ، فَانْصَرَفْتُ عَنْهَا وَهِيَ أَحَبُّ النَّاسِ إِلَيَّ ، وَتَرَكْتُ الذَّهَبَ الَّذِي أَعْطَيْتُهَا، فَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي فَعَلْتُ ذَلِكَ مِنْ خَشْيَتِكَ فَفَرِّجْ عَنَّا. فَفَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُمْ فَخَرَجُوا» .
    هذه القصة أخرجها البخاري ومسلم في الصحيحين .




  7. #17
    عضو شرف الصورة الرمزية المطنوخ


    تاريخ التسجيل
    10 2004
    الدولة
    الكـويت
    العمر
    43
    المشاركات
    9,665
    المشاركات
    9,665


    قصة أبوقدامـــة والغـــلام

    كان بمدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل يقال له أبو قدامة الشامي، وكان قد حبب الله إليه الجهاد في سبيل الله والغزو إلى بلاد الروم، فجلس يوماً في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم يتحدث مع أصحابه، فقالوا له: يا أبا قدامة حدثنا بأعجب ما رأيت في الجهاد؟

    فقال أبو قدامة: نعم إني دخلت في بعض السنين الرقة أطلب جملاً أشتريه ليحمل السلاح، فبينما أنا يوماً جالساً إذ دخلت علي امرأة فقالت: يا أبا قدامة سمعتك وأنت تحدث عن الجهاد وتحث عليه وقد رُزقتُ من الشَّعر ما لم يُرزقه غيري من النساء، وقد قصعته وأصلحت منه شكالاً للفرس وعفرته بالتراب كي لا ينظر إليه أحد، وقد أحببت أن تأخذه معك فإذا صرتَ في بلاد الكفار وجالت الأبطال ورُميت النبال وجُردت السيوف وشُرعت الأسنّة، فإن احتجت إليه وإلا فادفعه إلى من يحتاج إليه ليحضر شعري ويصيبه الغبار في سبيل الله، فأنا امرأة أرملة كان لي زوج وعصبة كلهم قُتلوا في سبيل الله ولو كان عليّ جهاد لجاهدت.

    وناولتني الشكال... وقالت: اعلم يا أبا قدامة أن زوجي لما قُتل خلف لي غلاماً من أحسن الشباب وقد تعلم القرآن والفروسية والرمي على القوس وهو قوام بالليل صوام بالنهار وله من العمر خمس عشرة سنة وهو غائب في ضيعة خلفها له أبوه فلعله يقدم قبل مسيرك فأوجهه معك هدية إلى الله عز وجل وأنا أسألك بحرمة الإسلام، لا تحرمني ما طلبت من الثواب.

    فأخذت الشكال منها فإذا هو مظفور من شعرها... فقالت: ألقه في بعض رحالك وأنا أنظر إليه ليطمئن قلبي. فطرحته في رحلي وخرجتُ من الرقة ومعي أصحابي، فلما صرنا عند حصن مسلمة بن عبدالملك إذا بفارس يهتف من ورائي: يا أبا قدامة قف علي قليلاً يرحمك الله، فوقفت وقلت لأصحابي تقدموا أنتم حتى أنظر من هذا، وإذا أنا بفارس قد دنا مني وعانقني وقال: الحمد لله الذي لم يحرمني صحبتك ولم يردني خائباً.
    قلت للصبي: أسفر لي عن وجهك، فإن كان يلزم مثلك غزو أمرتك بالمسير، وإن لم يلزمك غزو رددتك، فأسفر عن وجهه فإذا به غلام كأنه القمر ليلة البدر وعليه آثار النعمة.

    قلت للصبي: ألك والد؟
    قال: لا بل أنا خارج معك أطلب ثأر والدي لأنه استشهد فلعل الله يرزقني الشهادة كما رزق أبي.
    قلت للصبي: ألك والدة؟
    قال: نعم .
    قلت: اذهب إليها فاستأذنها فإن أذنت وإلا فأقم عندها فإن طاعتك لها أفضل من الجهاد، لأن الجنة تحت ظلال السيوف وتحت أقدام الأمهات.
    قال: يا أبا قدامة أما تعرفني
    قلت: لا.

    قال: أنا ابن صاحبة الوديعة، ما أسرع ما نسيت وصية أمي صاحبة الشكال، وأنا إن شاء الله الشهيد ابن الشهيد، سألتك بالله لا تحرمني الغزو معك في سبيل الله ، فإني حافظ لكتاب الله عارف بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، عارف بالفروسية والرمي وما خلفت ورائي أفرس مني فلا تحقرني لصغر سني وإن أمي قد أقسمت علي أن لا أرجع، وقالت: يا بني إذا لقيت الكفار فلا تولهم الدبر وهب نفسك لله واطلب مجاورة الله تعالى ومجاورة أبيك مع إخوانك الصالحين في الجنة فإذا رزقك الله الشهادة فاشفع فيّ فإنه قد بلغني أن الشهيد يشفع في سبعين من أهله وسبعين من جيرانه، ثم ضمتني إلى صدرها ورفعت رأسها إلى السماء وقالت: إلهي وسيدي ومولاي هذا ولدي وريحانة قلبي وثمرة فؤادي سلمته إليك فقربه من أبيه.

    فلما سمعت كلام الغلام بكيت بكاءاً شديداً أسفاً على حسنه وجمال شبابه ورحمة لقلب والدته وتعجباً من صبرها عنه.
    فقال: يا عم مم بكاؤك؟ إن كنت تبكي لصغر سني فإن الله يعذب من هو أصغر مني إذا عصاه.
    قلت: لم أبك لصغر سنك ولكن أبكي لقلب والدتك كيف تكون بعدك.

    وسرنا ونزلنا تلك الليلة فلما كان الغداة رحلنا والغلام لا يفتر من ذكر الله تعالى، فتأملته فإذا هو أفرس منا إذا ركب وخادمنا إذا نزلنا منزلاً، وصار كلما سرنا يقوى عزمه ويزداد نشاطه ويصفو قلبه وتظهر علامات الفرح عليه.

    فلم نزل سائرين حتى أشرفنا على ديار المشركين عند غروب الشمس فنزلنا فجلس الغلام يطبخ لنا طعاماً لإفطارنا وكنا صياماً، فغلبه النعاس فنام نومة طويلة فبينما هو نائم إذ تبسم في نومه فقلت لأصحابي ألا ترون إلى ضحك هذا الغلام في نومه، فلما استيقظ قلت: بني رأيتك الساعة ضاحكاً مبتسماً في منامك
    قال: رأيت رؤيا فأعجبتني وأضحكتني.
    قلت: ما هي.

    قال: رأيت كأني في روضة خضراء أنيقة فبينما أنا أجول فيها إذ رأيت قصراً من فضة شُرفه من الدر والجواهر، وأبوابه من الذهب وستوره مرخية، وإذا جواري يرفعن الستور وجوههن كالأقمار فلما رأينني قلن لي: مرحباً بك فأردت أن أمد يدي إلى إحداهن فقالت: لا تعجل ما آن لك، ثم سمعت بعضهن يقول لبعض هذا زوج المرضية، وقلن لي تقدم يرحمك الله فتقدمت أمامي فإذا في أعلى القصر غرفة من الذهب الأحمر عليها سرير من الزبرجد الأخضر قوامه من الفضة البيضاء عليه جارية وجهها كأنه الشمس لولا أن الله ثبت علي بصري لذهب وذهب عقلي من حسن الغرفة وبهاء الجارية.

    فلما رأتني الجارية قالت: مرحباً وأهلاً وسهلاً يا ولي الله وحبيبه أنت لي وأنا لك فأردت أن أضمها إلى صدري فقالت: مهلاً، لا تعجل، فإنك بعيد من الخنا، وإن الميعاد بيني وبينك غداً بعد صلاة الظهر فأبشر.

    قال أبو قدامة: قلت له: رأيت خيراً، وخيراً يكون. ثم بتنا متعجبين من منام الغلام، فلما أصبحنا تبادرنا فركبنا خيولنا فإذا المنادي ينادي: يا خيل الله اركبي وبالجنة أبشري، انفروا خفافاً وثقالاً وجاهدوا. فما كان إلا ساعة، وإذا جيش الكفر خذله الله قد أقبل كالجراد المنتشر، فكان أول من حمل منّا فيهم الغلام فبدد شملهم وفرق جمعهم وغاص في وسطهم، فقتل منهم رجالاً وجندل أبطالاً فلما رأيته كذلك لحقته فأخذت بعنان فرسه وقلت: يا بني ارجع فأنت صبي ولا تعرف خدع الحرب.
    فقال: يا عم ألم تسمع قول الله تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُواْ زَحْفاً فَلاَ تُوَلُّوهُمُ الأَدْبَارَ } [الأنفال: 15]، أتريد أن أدخل النار؟
    فبينما هو يكلمني إذ حمل علينا المشركون حملة رجل واحد، حالوا بيني وبين الغلام ومنعوني منه واشتغل كل واحد منا بنفسه.

    وقُتل خلق كثير من المسلمين، فلما افترق الجمعان إذ القتلى لا يحُصون عدداً فجعلت أجول بفرسي بين القتلى ودماؤهم تسيل على الأرض ووجوههم لا تعرف من كثرة الغبار والدماء، فبينما أنا أجول بين القتلى وإذا أنا بالغلام بين سنابك الخيل قد علاه التراب وهو يتقلب في دمه ويقول: يا معشر المسلمين، بالله ابعثوا لي عمي أبا قدامة فأقبلت عليه عندما سمعت صياحه فلم أعرف وجهه لكثرة الدماء والغبار ودوس الدواب فقلت: أنا أبو قدامة.
    قال: يا عم صدقت الرؤيا ورب الكعبة أنا ابن صاحبة الشكال، فعندها رميت بنفسي عليه فقبلت بين عينيه ومسحت التراب والدم عن محاسنه وقلت: يا بني لا تنس عمك أبا قدامة في شفاعتك يوم القيامة.

    فقال: مثلك لا يُنسى لا تمسح وجهي بثوبك ثوبي أحق به من ثوبك، دعه يا عم ألقى الله تعالى به، يا عم هذه الحوراء التي وصفتها لك قائمة على رأسي تنتظر خروج روحي وتقول لي عجّل فأنا مشتاقة إليك، بالله يا عم إن ردّك الله سالماً فتحمل ثيابي هذه المضمخة بالدم لوالدتي المسكينة الثكلاء الحزينة وتسلمها إليها لتعلم أني لم أضيع وصيتها ولم أجبن عند لقاء المشركين، واقرأ مني السلام عليها، وقل لها أن الله قد قبل الهدية التي أهديتها، ولي يا عم أخت صغيرة لها من العمر عشر سنين كنت كلما دخلت استقبلتني تسلم علي، وإذا خرجتُ تكون آخر من يودعني عند مخرجي، وقد قالت لي بالله يا أخي لا تبطء عنّا فإذا لقيتَها فاقرأ عليها مني السلام وقل لها يقول لك أخوك: الله خليفتي عليك إلى يوم القيامة، ثم تبسم وقال أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له صدق وعده وأشهد أن محمداً عبده ورسوله هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله، ثم خرجت روحه فكفناه في ثيابه ووريناه رضي الله عنه وعنا به.

    فلما رجعنا من غزوتنا تلك ودخلنا الرقة لم تكن لي همة إلا دار أم الغلام، فإذا جارية تشبه الغلام في حسنه وجماله وهي قائمة بالباب وتقول لكل من مر بها: يا عم من أين جئت فيقول من الغزو، فتقول: أما رجع معكم أخي فيقولون لا نعرفه، فلما سمعتها تقدمت إليها فقالت لي: يا عم من أين جئت، قلت: من الغزو قالت: أما رجع معكم أخي ثم بكت وقالت ما أبالي، يرجعون وأخي لم يرجع فغلبتني العبرة، ثم قلت لها: يا جارية قولي لصاحبة البيت أن أبا قدامة على الباب، فسمعت المرأة كلامي فخرجت وتغير لونها فسلمت عليها فردت السلام وقالت: أمبشراً جئت أم معزياً.
    قلت: بيّني لي البشارة من التعزية رحمك الله.

    قالت: إن كان ولدي رجع سالماً فأنت معز، وإن كان قُتل في سبيل الله فأنت مبشر.
    فقلت: أبشري. فقد قُبلت هديتك
    فبكت وقالت: الحمد لله الذي جعله ذخيرة يوم القيامة، قلت فما فعلت الجارية أخت الغلام.
    قالت: هي التي تكلمك الساعة فتقدمت إلي فقلت لها إن أخاك يسلم عليك ويقول لك: الله خليفتي عليك إلى يوم القيامة، فصرخت ووقعت على وجهها مغشياً عليها، فحركتها بعد ساعة، فإذا هي ميتة فتعجبت من ذلك ثم سلمت ثياب الغلام التي كانت معي لأمه وودعتها وانصرفت حزيناً على الغلام والجارية ومتعجباً من صبر أمهما.




  8. #18
    هذرلوجيا

     

    [ مشرف المضيف الإعلامي ]

    الصورة الرمزية ابو فارس


    تاريخ التسجيل
    09 2001
    الدولة
    هذرلوجي
    المشاركات
    8,476
    المشاركات
    8,476


    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المطنوخ مشاهدة المشاركة


    يا أماه أبشري قد قُبل المهر وزُفت العروس ..
    اولئك آبائي فجأني بمثلهم
    .............اذا جمعتنا ياجرير المجامع



    كتب الله اجرك
    ورفع قدرك
    ونفع بك
    واجزل لك المثوبة اضعافا مضاعفة

    سأكون معك هنا متابعا
    ولك داعيا

    دمت بخير




  9. #19
    -


    تاريخ التسجيل
    06 2005
    المشاركات
    34,989
    المشاركات
    34,989
    Blog Entries
    78


    المستقيم والطاهر يرفع الله ذكره بين الناس :
    عندما تكون بشكل مستقيم ، تكون طاهراً ، تكون عفيفاً ، تكون منضبطاً ، تجد الله يرفع ذكرك .
    أينما ذكرت تتعطر بك المجالس ، هكذا فلان فعل ، الإنسان يموت لكن له أعمال طيبة جداً ، أينما وحيثما يُذكر تذكر أعماله ، وهذا العمل إذا عند الناس هكذا فكيف عند الله عز وجل ؟.
    حدثني شخص استورد بضاعة ، ابنه في أمريكا هو الذي هيأها له ، وصلت للجمرك ، فتحوها بالجمرك ، فحصوها ، وصدقوها ، و لكن عندما فتحها الأب وجد تحت البضاعة كتباً ثمينة جداً ، فالابن كان قد وضع الكتب بأرض هذه الكراتين ، وفوقها البضاعة ، فعندما كشفوا عن البضاعة لم ينتبهوا للكتب ، فالأب إنسان مستقيم عندما اكتشف الكتب ، قال لهم : أعيدوها إلى الجمرك ، ونبهوهم إلى الكتب التي لم ندفع عليها .
    هذه القصة من عشرين سنة ، من عشرين سنة إلى الآن لا يمكن أن تفتح بضاعة هذا الإنسان ، وثقوا به ، ما دام البضاعة خرجت وانتهى الأمر ، وأعادها لهم ، ودفع عن بعض البضاعة التي لم يأخذوا قيمة لرسومها من عشرين سنة إلى الآن بضاعة فلان مستحيل أن تفتح ، فهذا مع إنسان هكذا فكيف مع الواحد الديان؟ .
    هناك شخص تؤمنه على روحك ، تؤمنه على عرضك ، تؤمنه على مالك ، مطمئن ، مالك عنده كأنه بجيبك ، هذا شيء ثمين جداً ، لو نحن نعيش بهذه الحالة الواحد منا يرتاح كثيراً .
    أنا مرة أحد أخواننا يعمل بالدهان ، لا أستطيع أن أجلس معه ، بعثت الأهل لبيت أهلهم ، وأنا بعملي ، هذا البيت لا يوجد فيه شيء مغلق عليه ، الجيران استغربوا هذا ، لأن هذا الإنسان مؤمن لا يمكن أن يفتح درجاً ، و لا يمكن أن يعمل عملاً خلاف الأصول .
    إذا شخص يعيش مع أخوان مؤمنين و مستقيمين فالحياة قطعة من الجنة ، في محبة ، في طمأنينة ، في شعور بالأمن ، الناس مع بعضهم مثل الذئاب ، ينام بعين ويفتح عيناً يخاف أنه إذا أغمض الاثنتين قضي عليه.
    فدائماً هناك معركة ، فالاستقامة مفتاح التشغيل للدين .
    ((استقيموا ونعما إن استقمتم ، وحافظوا على الوضوء فإن خير أعمالكم الصلاة ، وتحفظوا من الأرض فإنها أمكم ، وإنه ليس أحد عامل عليها خيراً أو شراً إلا وهي مخبرة به )) .

    [ رواه الطبراني في الكبير عن ربيعة الجوشي] .
    النبي قال :
    (( تركتكم على بيضاء نقية، ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك )) .
    [أحمد عن العرباض بن سارية] .
    الله يلهمنا الاستقامة .

    من محاضرات الدكتور: راتب النابلسي حفظه الله



    هكذا هم الغرباء يأتون ويرحلون بـصمت ..!

  10. #20
    -


    تاريخ التسجيل
    06 2005
    المشاركات
    34,989
    المشاركات
    34,989
    Blog Entries
    78


    من عرف الله سعد بقربه :
    أحياناً من أين يأتي عدم اليقين ؟ هذا مرض عضال ، الله لا يمكن أن يشفيه لأنه عضال ، من قال لك ذلك ؟ الشيء المستحيل في دنيا البشر على الله عز وجل كن فيكون .
    أنا لدي صديق يعمل مدرساً في الفيزياء ـ القصة من خمس عشرة سنة ـ فجأة آلمه بصره بشدة ، أصابه سعال لا يحتمل , فحص نفسه فإذا به قد أصيب بمرض خبيث بالرئة ، أخذوا خزعة و فحصوها تأكدوا أنه مصاب بمرض خبيث ، أرسلوه إلى بريطانيا الجواب نفسه ، أي القضية منتهية ، قال له طبيب بحضوري : هناك عملية احتمال نجاحها ثلاثون بالمئة في أميركا , في ذلك الوقت كان قد اشترى بيتاً جديداً , و ثمن البيت يكافئ كلفة العملية , فخيار صعب جداً ، عنده خمسة أولاد , و يبيع بيته ، و يسكن في بيت أجرة حتى يعمل عملية نجاحها يقدر بثلاثين بالمئة ، أنا و الله مرة زرته وبكيت ، لأن عنده طفل صغير مثل الوردة ، بعيد عن أن يحمل مسؤوليات الأسرة , والله عز وجل نظر له بالشفاء التام لا سفر , و لا عملية , و الآن حي يرزق , و القصة من ست عشرة سنة , أين بقي الدرجة الخامسة سرطان ؟ وأين بقيت الخزعات التي ذهبت إلى بريطانيا ؟ الله على كل شيء قدير .
    فقط العبرة أن تسأله و أنت موقن بقدرته , وأنت موقن باستجابته .
    (( ادُعوا اللهَ وَأنْتُمْ مُوقِنُونَ بالإِجَابَةِ)) .

    [ أخرجه الترمذي عن أبي هريرة ] .
    الدعاء يا من عليه العسير يسيراً , كن فيكون .
    طبعاً لهذه القصة أمثلة كثيرة جداً , و مئات القصص , وآلاف القصص , هذا الذي يحير الأطباء أحياناً ، كل علمه يلغى ، يقول لك : لا يوجد أمل , هناك طبيب قال لإنسان : لا يوجد أمل اكتبوا النعوة ، يقول لي ابن قريبها : عاشت بعد هذه الكلمة خمساً و أربعين سنة .



    هكذا هم الغرباء يأتون ويرحلون بـصمت ..!

صفحة 2 من 6 الأولىالأولى 1 2 3 4 5 6 الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

     

المواضيع المتشابهه

  1. مشاركات: 9
    آخر مشاركة: 10-10-2009, 03:48
  2. قصه من القصص الشعبيه
    بواسطة الصيرمي في المنتدى مضيف قصة وقصيدة وتاريخ شمر
    مشاركات: 17
    آخر مشاركة: 18-11-2007, 11:08
  3. قصه من اغرب القصص :)
    بواسطة الصيرمي في المنتدى مضيف قصة وقصيدة وتاريخ شمر
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 24-07-2005, 14:00
  4. من نوادر القصص
    بواسطة بو هادف في المنتدى مضيف قصة وقصيدة وتاريخ شمر
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 26-10-2002, 14:44
  5. موسوعة القصص
    بواسطة ظبيانيه في المنتدى مضيف الكمبيوتر والانترنت
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 23-04-2002, 12:06

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
جميع ما يطرح بالمضايف يعبر عن وجهة نظر صاحبه وعلى مسؤوليته ولا يعبر بالضرورة عن رأي رسمي لإدارة شبكة شمر أو مضايفها
تحذير : استنادا لنظام مكافحة الجرائم المعلوماتية بالمملكة العربية السعودية, يجرم كل من يحاول العبث بأي طريقة كانت في هذا الموقع أو محتوياته