[ALIGN=CENTER][TABLE1="width:100%;background-color:black;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]




لا أريد سوى جواب نهائي على طريقة القرداحي الذي سار بالبعض نحو المليون
و سار بـ آخرين نحو الديون ..
و الجواب النهائي الذي أرجوه هو لـ سؤال نابع من ذاتك ولذاتك منك وإليك من عقلك
نحو أولئك الذين لا تستيطع أن تواجههم بعيوبهم أو أخطائهم .. نحو نفسك المسكونة
بكافة المشاعر ونحو حدسك و عقلك ..

والجدير بالابتداء هو الذات .. هل تتمتع بالرضا عن عملك ، هل عملك يؤمن لك دخلاً
متوازناً ، هل أجرك وراتبك قادرين على تأمين الأثاث لمنزلك ، هل تشعر بالاستقرار
هل ادخرت حفنة لعوز الأيام القادمة .. .

هل تملك الشجاعة لأن تواجه المدير بسؤالك الذي يتمشى بحرية وشجاعة في
خلايا دماغك بأن عمله و إدارته فاشلة ، هل تملك القدرة الكامنة في داخل عقلك
الباطن بأن تقول لـ زميل أو زميلة أنه يمتص جهدك و ينتهز الفرص للنيل من الآخرين
ومنك ليكون بارزاً على حساب جهدك و عطاءك ووفاءك .

هل تملك المقدرة لـ أن تقول لصديق لك يا صديقي أنت أكبر استغلالي مر في حياتي
وهل تملك القدرة لـ أن تقول لشريك بأنه يسوق الأمور بمنتهى الغباء و الاعتباط
و هل لديك الشجاعة الكاملة لتخبر الطبيب الفلاني بـ أنك أخطأت في التشخيص
و العلاج .. وهل تملك المقدرة لـ تقول لـ حزب من الأحزاب بأنك حزب فاشي و فاشل
و يذكرك بـ عهد الاستبداد ..

هل يمكنك أن تخبر وزير الكهرباء بـ أن الذمم المترتبة على فاتورة منزلك ذمم مزاجية
وهل يمكنك أن تخبر وزير المياه و البيئة و الشؤون الاجتماعية بـ أن وطنك يئن من شدة
التلوث و من ارتفاع نسبة العاطلين عن العمل ومن انعدام فصل الشتاء ..

هل قررت أنت بنفسك ماذا يجب أن تكون وهل عرفت ماهي الأمور التي تهمك في هذه
الحياة .. أريد جواباً نهائياً ..
لأن الظاهر العام لـ هكذا مجتمعات يخبر بالكثير عن اختفاء القدرة لسؤال الذات
و لسؤال الغير ينبئ عن حالة فصام وحالة شتات اقرب للهستيريا ..
فـ بين مايقبع في العمق الثالث للذات و القدرة على استخراجه لساحة الادراك
هناك فصول و مدن وصحار.

ذكرني بالسؤال و الجواب النهائي اجتماع أخير حدث في إحدى الأمكنة المحببة
وقد اجتمعنا كلنا و قد بدأت زخات الحوار تغمر اجواء الاجتماع بشيء من الحنكة
و أخرى من البهرجة فـ تلك تزوجت وأنجبت البنين والبنات و ذاك أصبح مديراً عاماً
لإحدى المؤسسات و تلك تتحدث عن ما حصلت عليه من الشهادات و ذاك الذي
أذهلنا بـ حصاده للملايين ..

وفي اجتماع الناجحين ذاك .. بدأت الأفواه بالبوح عن الهموم و المشاكل و الصعوبات
و المعضلات في حين حضر أحد الأساتذة يرغب باحتساء القهوة فطلب للنادل
في ذاك المكان بإحضارها له وللجميع و المفاجئ بالأمر بأن القهوة تم تقديمها
بفناجين ثمينة وأخرى رخيصة فناجين من كريستال و أخرى من زجاج وطني
كلنا صرنا بحالة انهماك نرغب بالفنجان الأثمن و الأفخر لنحتسي سنتيمرات من القهوة
وكلٌ منا يرقب الآخر أي فنجان سوف يختار بينما استاذنا القدير قد رسم بعض البسمات
فوق محياه قائلاً لنا أتريدون احتساء القهوة أو الفنجان .. ورمقناه باندهاش لعله يفسر
لنا مالم نستطع تفسيره فقال إن الفناجين هي المناصب و الأموال والجاه
بينما القهوة هي الحياة ولأنكم قد وقعتم في إثم النسيان لها لذلك لم تتذوقوا
طعمها وأشغلتكم المكاسب التي نلتم و التي نالها غيركم ..فما عليكم سوى
الاستمتاع بطعم القهوة أما الفناجين فـ انسوها.



[/ALIGN]
[/CELL][/TABLE1][/ALIGN]