استمرار مسلسل الخسائر في سوق الأسهم السعودية لليوم الثالث على التوالي

تحليل: د. طارق كوشك

ذكرت في تقرير يوم أمس وبعنوان كبير أن سوق الأسهم السعودية يعاني من ضعف للسيولة ويكبد صغار المتداولين خسائر لا قبل لهم بها في شهر خير وبركة ويمنح المسيطرين على بعض الأسهم ربحا مجزيا يوميا. حذرت أيضا يوم أمس من أسهم التعليقة مثل جرير وأنابيب وسافكو الذي هبط سعرها تسعة ريالات في يوم واحد فقط. إن ما حدث يوم امس في السوق أكد ما ذهبت اليه في تقريري حيث هبط المؤشر 161 نقطة بعد أن شهد عمليات بيع جائرة في سهم سابك الذي انخفض بأربعة ريالات وسهم الراجحي المنخفض بريالين ونصف وسهم سامبا الذي انخفض فقط ربع ريال. هذا الضغط المفتعل من قبل اللاعب الرئيسي وعلى الرغم من أنني حذرت منه طوال الأسبوع الماضي وناقشته في تقاريري لهذا الأسبوع الا أنه وبكل أسف لازال يؤثر ويرعب ويرهب صغار المتداولين مما أجبرهم على بيع اسهمهم. لا أعلم حقيقة طريقة لإيقاف هذا المسلسل المستمر منذ ثلاثة أعوام أي من عام 2006. فمخرج غير متخصص وكادر لم يتغير منذ ست سنوات وممثلين يلعبون أدوارهم باحترافية ولكن ليس في مصلحة الاقتصاد السعودي بل عكسه تماما ومشاهدين للأسف الشديد يتأثرون بتمثيل الممثلين بل إن كثيرا منهم من شدة تأثره يبكي بكاء مصحوبا بشهيق عميق (وآه من دمعة الرجال كم هي صعبة على الأحرار).
إنني مستوعب للعبة جيدا وأعرف لاعبيها وأفهم أهداف مخرجها وحذرت منها مرارا وتكرارا كما حذرت منها صراحة وضمنا ولكن وبكل أسف لم أجد آذانا صاغية لما أقول. لقد قلت و لا زلت أقول إن اللاعب الرئيسي في سوق الأسهم السعودية هو لاعب أمن العقاب والمساءلة وضمن الدعم والتشجيع وهو يملك في سابك والراجحي وسامبا ومعادن وبنك الإنماء وأسهم أخرى ويحقق أرباحا من خلال التذبذب في اسعار الشركات الرئيسية الأولى ومحتفظ بالسهمين الآخرين ليستفيد منهما لاحقا ( الكلام هذا كبييييييييييييييير وخطييييييييييير ) إذا قرر طواعية أو بعد استعطاف واستجداء مخرج السوق بضرورة استقرار الأسهم الثلاثة الأولى.
لقد قلت في تقرير سابق إن هذا اللاعب لا يستطيع الطلوع رأسيا لأن الطلوع الرأسي يعني ارتفاع المؤشر مما سيسبب ارتفاع معدلات التضخم وهو امر غير مرغوب فيه لا للمنتج ولا للمنتج المنفذ بمعنى آخر غير مرغوب فيه من قبل وزارة المالية ولا من قبل مؤسسة النقد. من جهة أخرى انخفاض المؤشر سيغضب المتداول إلا أنه سيؤدي الى تكريم آخرين وإبقائهم في مناصبهم الذين يشغلونها منذ أكثر من ربع قرن (نعم ربع قرن) بسبب أنهم جعلوا التضخم في المملكة لا يتجاوز 11% في حين أن معدلات التضخم في كافة دول العالم تجاوز الثلاثين في المئة.
الحل هو إبعاد سوق الأسهم السعودية عن معادلات التضخم وإيقاف هذا اللاعب الذي يتلاعب بالسوق وفي السوق فيرهب المواطن في بلده. بل إنني أطالب بمكافحة هذا الذي يرهب المواطن في ماله الذي هو عديل الروح في عقر وطنه. أما الحل الثاني والذي طالبت فيه ولازلت أطالب به فهو كشف أسماء كبار المضاربين يوميا في كل سهم حتى نعلم من يرهب المواطن في عقر موطنه ويلحق الأذى به وبماله. أما الحل الثالث لإيقاف المسلسل الهزلي والدرامي الممل الحادث في سوق المال السعودي فهو تكاتف صغار المضاربين مع صغار المتداولين والعودة الى الأسهم الصغيرة التي يمكنهم السيطرة عليها وتحريكها صعودا وأن يصرفوا النظر عما يفعله ذلك المتلاعب في كل من سابك والراجحي وسامبا.


صورة مع التحية لهيئة الرقابة والتحقيق
- صورة مع التحية لديوان المراقبة العامة
- صورة مع التحية لهيئة مكافحة الفسااااااااااااااااااااد

(2008-09-04)(06:32)