كنت اتصفح الصحف العربية من خلال النت ، وخلال تصفحي لموقع جريدة القدس العربي لصاحبها المشهور " عبدالباري عطوان " والذي انطفأت شهرته منذ عام مضى لاحظت باعلى الصفحة قسم خاص كتب عليه " الصحف العبرية " .

تذكرت بعدها قومية بلدي عام 1982م عندما منعت بث مباراة كاس العالم بسبب ان حكمها اسرائيلي ، واعتبار ذلك من باب عدم الاعتراف باسرائيل ووقوفاً الى جانب العرب وفلسطين .

بينما الآن وما يثير الاستغراب هو قيام الصحافة العربية المتشدقة بالقومية كصحيفة القدس وغيرها
وبعض الفضائيات المتسلقة على طلال القومية كالجزيرة ، قيامهم بنشر الثقافة العبرية من خلال اعلامهم الاصفر ليطلع عليه عامة العرب فيتأثرون بما يقرأون او يسمعون .

قبل ايام احد الاصدقاء المتأثرين بهذا الأعلام امتدح الديمقراطية الاسرائيلية ، وأخذ يضرب لنا الأمثلة
على تلك الديمقراطية الزائفة من احترام حقوق الانسان وتبادل السلطة وحرية الراي ومحاسبة المسئولين وغيرها ، وكان يستشهد لنا بما يقرأ ويسمع من خلال تلك الوسائل الاعلامية .

فاستغربت تحوله المفاجيء وهو من القومجيين الثوار في بلدي يوماً ما ، واستغربت هجومه على زعماء القومجية من العرب الذين كان يدافع عنهم يوما ما .

وما زاد استغرابي حين عارضته في تحول فكرته من " مع " الى " ضد " لينتفض ويقول لي انت ايضاً كنت قومجي حتى النخاع فلماذا تهاجم القومجية .

هنا ادركت الخلط الذي يقع به اغلب ابناء الامة العربية ، فان كفر بشيء ما فعليه ان يكون مع خصمه
المباشر ، كما حدث للبعض ممن يكرهون امريكا وصدام ، تحول كرههم لصدام حب له لمجرد خصومته مع امريكا .

ومن الملاحظ اننا كعرب نتعامل مع الحدث كفعل وردة فعل مباشرة دون ان يستدعي ذلك منا التعامل مع الحدث بعقل وحكمة ، الامر الذي تسبب لنا في كثيرٍ من الخلافات الهامشية ، وإبعادنا عن جوهر القضية ، فنعوم بين امواجٍ عتيدة لا نقوى على السباحة بها .

تحياتي