صفحة 1 من 2 1 2 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 12

الموضوع: الثلث الأخير في جميع العالم فكيف ينزل الله تبارك وتعالى ..!!

  1. #1
    * كاتب مميّز *


    تاريخ التسجيل
    10 2002
    المشاركات
    2,306
    المشاركات
    2,306

    الثلث الأخير في جميع العالم فكيف ينزل الله تبارك وتعالى ..!!



    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين
    سيدنا ونبينا محمد ابن عبدالله خير من أرسل للعالمين .. أما بعد
    فقد سؤل الشيخ محمد الصالح العثيمين رحمه الله تعالى هذا السؤال ..
    سئل الشيخ... كيف نجمع بين حديث أبي هريرة في النزول، وبين الواقع إذ الليل عندنا مثلاً نهار في أمريكا؟
    فأجاب بقوله.. سؤالكم عن الحديث الصحيح الذي رواه الشيخان وغيرهما من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال.. " ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر يقول .. من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه ، من يستغفرني فأغفرله "، هذا لفظ البخاري في باب الدعاء والصلاة من آخر الليل. فتسألون كيف يمكن الجمع بين هذا الحديث، وبين الواقع إذ الليل عندنا مثلاً نهار في أمريكا.
    فجوابه.. أنه لا إشكال في ذلك بحمد الله تعالى حتى يطلب الجمع، فإن هذا الحديث من صفات الله تعالى الفعلية، والواجب علينا نحو صفات الله تعالى سواء أكانت ذاتية كالوجه واليدين، أم معنوية كالحياة والعلم، أم فعلية كالاستواء على العرش والنزول إلى السماء الدنيا فالواجب علينا نحوها ما يلي..
    1. الإيمان بها على ما جاءت به النصوص من المعاني والحقائق اللائقة بالله تعالى.
    2. الكف عن محاولة تكييفها تصوراً في الذهن، أو تعبيراً في النطق، لأن ذلك من القول على الله تعالى بلا علم. وقد حرمه الله تعالى في قوله.. ) قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطاناً وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون ( (1) . وفي قوله تعالى... ) ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولاً( (2). ولأن الله تعالى أعظم وأجل من أن يدرك المخلوق كنه صفاته وكيفيتها، ولأن الشيء لا يمكن إدراكه إلا بمشاهدته، أو مشاهدة نظيره، أو الخبر الصادق عنه، وكل ذلك منتف بالنسبة لكيفية صفات الله تعالى.
    3. الكف عن تمثيلها بصفات المخلوقين سواء كان ذلك تصوراً في الذهن، أم تعبيراً في النطق لقوله تعالى... ) ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ( (3).
    فإذا علمت هذا الواجب نحو صفات تعالى، لم يبق إشكال في حديث النزول ولا غيره من صفات الله تعالى وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أمته أن الله تعالى ينزل إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر مخاطباً بذلك جميع أمته في مشارق الأرض ومغاربها، وخبره هذا من علم الغيب الذي أظهره الله تعالى عليه، والذي أظهره عليه وهو الله تعالى عالم بتغير الزمن على الأرض وأن ثلث الليل عند قوم يكون نصف النهار عند آخرين مثلاً.
    وإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يخاطب الأمة جميعاً بهذا الحديث الذي خصص فيه نزول الله تبارك وتعالى، بثلث الليل الآخر فإنه يكون عاماً لجميع الأمة، فمن كانوا في الثلث الآخر من الليل تحقق عندهم النزول الإلهي، وقلنا لهم : هذا وقت نزول الله تعالى بالنسبة إليكم ومن لم يكونوا في هذا الوقت فليس ثم نزول الله تعالى بالنسبة إليهم، والنبي صلى الله عليه وسلم حدد نزول الله تعالى إلى السماء الدنيا بوقت خاص، فمتى كان ذلك الوقت كان النزول، ومتى انتهى انتهى النزول، وليس في ذلك أي إشكال. وهذا وإن كان الذهن قد لا يتصوره بالنسبة إلى نزول المخلوق لكن نزول الله تعالى ليس كنزول خلقه حتى يقاس به ويجعل ما كان مستحيلاً بالنسبة إلى المخلوق مستحيلاً بالنسبة إلى الخالق فمثلاً إذا طلع الفجر بالنسبة إلينا وابتدأ ثلث الليل بالنسبة إلى من كانوا غرباً قلنا : إن وقت النزول الإلهي بالنسبة إلينا قد انتهى. وبالنسبة إلى أولئك قد ابتدأ، وهذا في غاية الإمكان بالنسبة إلى صفات الله تعالى، فإن الله تعالى.. ) ليس كمثله شيء وهو السميع البصير( .
    قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في شرح حديث النزول: " فالنزول الإلهي لكل قوم مقدار ثلث ليلهم، فيختلف مقداره بمقادير الليل في الشمال والجنوب، كما اختلف في المشرق والمغرب، وأيضاً فإنه إذا كان ثلث الليل عند قوم فبعده بلحظة ثلث الليل عند ما يقاربهم من البلاد، فيحصل النزول الإلهي الذي أخبر به الصادق المصدوق أيضاً عند أولئك، إذا بقي ثلث ليلهم وهكذا إلى آخر العمارة" أ. هـ كلامه رحمه الله.
    (102) سئل الشيخ، أعلى الله درجته في المهديين.. من المعلوم أن الليل يدور على الكرة الأرضية والله عز وجل ينزل إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر فمقتضى ذلك أن يكون كل الليل في السماء الدنيا فما الجواب عن ذلك؟
    فأجاب بقوله.. الواجب علينا أن نؤمن بما وصف الله وسمى به نفسه في كتابه وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم من غير تحريف، ولا تعطيل، ولا تكييف، ولا تمثيل، فالتحريف في النصوص، والتعطيل في المعتقد، والتكييف في الصفة، والتمثيل في الصفة أيضاً إلا أنه أخص من التكييف لأنه تكييف مقيد بمماثلة، فيجب أن تبرأ عقيدتنا من هذه المحاذير الأربعة. ويجب على الإنسان أن يمنع نفسه عن السؤال بـ"لم " ؟ وكيف؟ فيما يتعلق بأسماء الله وصفاته، وكذا يمنع نفسه عن التفكير في الكيفية، وهذا الطريق إذا سلكه الإنسان استراح كثيراً، وهذه حال السلف رحمهم الله ولهذا جاء رجل إلى مالك بن أنس رحمه الله قال.. يا أبا عبد الله " الرحمن على العرش استوى " كيف استوى؟
    فأطرق برأسه وعلته الرحضاء وقال.. " الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة، وما أراك إلا مبتدعاً ".
    وهذا الذي يقول .. إن الله ينزل إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر كل ليلة فيلزم من هذا أن يكون كل الليل في السماء الدنيا، لأن الليل يدور على جميع الأرض، فالثلث ينتقل من هذا المكان إلى المكان الآخر.
    جوابنا عليه أن نقول... هذا سؤال لم يسأله الصحابة رضوان الله عليهم ولو كان هذا يرد على قلب المؤمن المستسلم لبينه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ونقول : ما دام ثلث الليل الأخير في هذه الجهة باقياً فالنزول فيها محقق، ومتى انتهى الليل انتفى النزول ونحن لا ندرك كيفية نزول الله ولا نحيط به علماً ونعلم أنه سبحانه ليس كمثله شيء، وعلينا أن نستسلم وأن نقول: سمعنا، وامنا، واتبعنا، وأطعنا هذه وظيفتنا.
    (103) سئل الشيخ.. عما جاء في صحيفة ... من قول الكاتب: " إن نزول الله تعالى يكون في وقت لا يدريه إلا هو"؟
    فأجاب بقوله.. لقد وددت أن الكاتب لم يستعجل بكتابة مثل هذا الجواب، لأن المقام خطير حيث يتعلق بصفة من صفات الله تعالى، وهذه الجملة التي وقع عنها السؤال لعلها سهو أو سبقة قلم، فإن نزول الله تعالى في وقت معلوم، حدده وعينه رسول الله صلى الله عليه وسلم بثلث الليل، وهو واضح لا إشكال فيه، ولا يقع فيه إشكال إلا على من تصور أن نزول الله تعالى كنزول المخلوقين، أما من قدر الله تعالى حق قدره وعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم لا ينطق بمثل هذه الأمور الغيبية إلا بما أظهره الله عليه، وأنه صادق فيما أخبر به من ذلك، فإنه لن يشكل عليه هذا الحديث، فإنه يقول .. نزول الله تعالى ليس كنزول غيره، فإنه يكون نازلاً إلى السماء الدنيا في ثلث الليل الآخر بالنسبة لمن كانوا في ذلك الوقت، وليس نازلاً بالنسبة لمن لم يكونوا فيه، هذا مقتضى الحديث، وليس فيه إشكال.
    لذا أرجو أن يكون فيما كتبت كفاية، وأن يعيد الكاتب كتابة الجواب حسبما يتبين له من هذه الكتابة التي هي مقتضى الحديث وعين دلالته، لا أقول .. لمن تأمله لأنه بمنتهى الوضوح بدون تأمل والله الموفق.


    هذا ما بينه فضيلته الشيخ / محمد الصالح العثيمين
    رحمه الله رحمة واسعه وأسكنه فسيح جناته ,,,,
    اللهم آمين
    تجد هذه الأسئلة والأجوبة في مجمع الفتوى في موقع الشيخ
    البرنامج فتاوى رقم واحد .. في باب النزول

    تحيات أخوكم ومحبكم بالله



    طاب الخاطر



    مقاس التوقيع 500 بيكسل عرض وطول200 كحد اقصى وكذلك حجم التوقيع لا يتجاوز50ك ب نرجوا من الجميع التقيد بذلك من اجل تصفح افضل

  2. #2
    مشرف المضايف الإسلامية الصورة الرمزية الشيخ/عبدالله الواكد


    تاريخ التسجيل
    09 2001
    الدولة
    www.alwakid.net
    العمر
    60
    المشاركات
    1,693
    المشاركات
    1,693


    الاخ طاب الخاطر حفظك الله

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد

    أشكرك على هذه طرح هذه المسألة العقائدية التي قد تشكل على البعض لأنهم يقيسون الامر على أنفسهم وهذا القياس فاسد كما بين ذلك فضيلة العلامة بن عثيمين رحمه الله

    شكرا لمجهودك البارز هنا .

    أخوك / عبدالله الواكد





  3. #3


    النص الأصلي مرسل من قبل الشيخ/عبدالله الواكد
    الاخ طاب الخاطر حفظك الله

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد

    أشكرك على هذه طرح هذه المسألة العقائدية التي قد تشكل على البعض لأنهم يقيسون الامر على أنفسهم وهذا القياس فاسد كما بين ذلك فضيلة العلامة بن عثيمين رحمه الله

    شكرا لمجهودك البارز هنا .



    مقاس التوقيع 500 بيكسل عرض وطول200 كحد اقصى وكذلك حجم التوقيع لا يتجاوز50ك ب نرجوا من الجميع التقيد بذلك من اجل تصفح افضل

  4. #4
    * كاتب مميّز *


    تاريخ التسجيل
    10 2002
    المشاركات
    2,306
    المشاركات
    2,306

    جزاكم الله خير ..



    أشكر حضوركم
    وهذا الهدف أخي عبدالله


    تحياتي




  5. #5


    جزاك الله كل خير اخي العزيز



    وكثر الله من امثااااااااااااااااااااالك





    تحياتي لك




  6. #6
    * كاتب مميّز *


    تاريخ التسجيل
    10 2002
    المشاركات
    2,306
    المشاركات
    2,306

    ولكم بالمثل من خلق لم يعصوا الله قط .. الملائكة



    شاكر ومقدر أخي


    تحياتي




  7. #7

    سلام الله عليكم ورحمته وبركاته



    جزاك الله خيرا

    تحياتي




  8. #8
    * كاتب مميّز *


    تاريخ التسجيل
    10 2002
    المشاركات
    2,306
    المشاركات
    2,306

    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته



    شاكر ومقدر حضورك أخي



    تحياتي




  9. #9


    جزاك الله ألف خير أخوي الكريم (( طاب الخاطر )) ..


    ورحم الله شيخنا و (( فقيد )) الممملكة العربية السعودية ..

    الشيخ :

    محمد بن صالح العثيمين ..




  10. #10
    * كاتب مميّز *


    تاريخ التسجيل
    10 2002
    المشاركات
    2,306
    المشاركات
    2,306

    حياك ربي وبياك وجعل الفردوس الأعلى مثواك



    شاكر ومقدر حضورك


    تحياتي




صفحة 1 من 2 1 2 الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

     

المواضيع المتشابهه

  1. دعوة الثلث الأخير من الليل ( قصة )
    بواسطة تذكار في المنتدى منتدى الشباب
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 16-09-2004, 12:29
  2. الثلث الأخير في جميع العالم فكيف ينزل الله تبارك وتعالى ..!!
    بواسطة طاب الخاطر في المنتدى المنتدى الاسلامي
    مشاركات: 11
    آخر مشاركة: 07-06-2003, 22:10
  3. مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 13-08-2002, 18:32
  4. جوائز لكم من الله -سبحانه وتعالى
    بواسطة الدكتور محمد الشمري في المنتدى المنتدى الاسلامي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 03-08-2002, 21:18
  5. قصة مؤثره ( التوكل على الله سبحانه وتعالى )
    بواسطة الحربي في المنتدى مضيف قصة وقصيدة وتاريخ شمر
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 23-04-2002, 12:30

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
جميع ما يطرح بالمضايف يعبر عن وجهة نظر صاحبه وعلى مسؤوليته ولا يعبر بالضرورة عن رأي رسمي لإدارة شبكة شمر أو مضايفها
تحذير : استنادا لنظام مكافحة الجرائم المعلوماتية بالمملكة العربية السعودية, يجرم كل من يحاول العبث بأي طريقة كانت في هذا الموقع أو محتوياته