النص والإجتهاد الفقهي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين

وبعد

فإن الله نزل القرآن وجعله نورا للناس وخاصة العلماء فقال الله سبحانه في ذللك (بل هو آيات بينات في صدور اللذين أوتو العلم )وطلب العلم مرفعة لصاحبه أما قال الله (يرفع الله اللذين آمنو واللذين أوتو العلم درجات ) وطلب العلم مدعاة لخشية الله قال تعالى ( إنما يخشى الله من عباده العلماء ) ولقد رغب النبي صلى الله عليه وسلم في طلب العلم في أحاديث كثيرة منها قوله صلى الله عليه وسلم ( نظر الله إمرأسمع مقالتي فأداها كما سمعها فرب مبلغ اوعى من سامع )وعجز الحديث هو الشاهد اللذي سأفتئت من خلاله إلى الموضوع إذ أنه يا رعاكم الله نحن مبلغون ولسنا سامعين من النبي صلى الله عليه وسلم أي منا من يعي ومنا غير ذلك أي نحن بين مقلد ومجتهد - أي عامي اوطالب علم - وهذا ليس تبريرا لأصحاب النفوس الضعيفة للأخذ بالأسهل من المذاهب الفقهية أو السماح بالإنتقاء وتبريره بل هو محاولة لتوضيح أمر قد يغيب عن البعض ولا أبالغ إن قلت أن كثيرا من الناس يجهل هذا الأمر , يقول الأصوليون إن العامي المقلد هو مجتهد في إختيار من يقلده من أهل العلم والفضل إجتهادا غير منقطع النظير ويدقق ويمحص في هذا الامر لأنه دين تدين الله به ومن إجتهد فقد أبعد عن نفسه المساءلة وأما من قال المقولة الذائعة (إجعل بينك وبين النار طالب علم )فقد إستهان بدينه وربه حيث إنه أخذ لأمور دينه من يضره ولا ينفعه أمام الله ويقول أهل العلم من تتبع الرخص فقد تزندق ولو كان في هذا المتهاون مرض لسعى إلى أفضل الأطباء وأما لدينه اللذي هو عماد الدنيا والآخرة يأخذ من كل من تكلم عالما كان أو جاهلا


ومع ظهور بعض طلبة العلم في الفضائيات لديهم إجتهادات خاصة ينبغي على الأنسان ألا يأخذ بها حتى يتحرى صدق أهلها ولا يتخذها دينا حتى يمحص صاحبها ومن أمثلة هذه الإجتهادت ونحن مقبلون عليها فتاوى الحج الجديدة فالنبي صلى الله عليه (وسلم قال خو عني مناسككم) ومن هذا المنطلق ينبغي على الحاج تتبع الهدي النبوي في الحج أي يستن بسنته ويترخص برخصه ويمتنع عن محظوراته ويقوم بأركانه وباقي الأجتهادات ينظر لها بعين الدليل فإن وجد ولو عام فذاك وإلا طرح

ولا يعني هذا الكلام أني أتعرض لأحد بعينه من أهل الفضل في بلادنا بل كلهم شيوخي ومبعدون عن أي شبهة ولا شك لاكن هناك بعض الأخطاء من غيرهم من المبتدعة والمميعة أحببت أن أحذر منهم
وصدق أإمة الهدى الأربعة إذ أجمعو على صحة الحديث من صحة المذهب




والله من وراء القصد
د.حمتو

جزاك الله خيراً

أخي الفاضل

دعوة طيبة وإضاءة هامة

بارك الله بك وحفظك ورعاك

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين

أشكرك يا سيد شام على الإهتمام

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

أخي الفاضل حمتو حفظك الله ورعاك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أشكرك أخي الكريم لتطرقك في هذه العجالة لهذا الموضوع الذي لا يخفى على الجميع ما يلزم صاحبه من تقوى الله عز وجل وفي كتاب بن القيم رحمه الله إعلام الموقعين شفاء العي في هذه المسألة ولكن نحسب أن جل المشايخ حفظهم الله مجتهدون في تحري الحق والصواب وأما الأخطاء التي تقع منهم فنحسب أنها كذلك في سياق الإجتهاد وكان للإمام أحمد رحمه الله أكثر من قول في المسألة وقد يفتي في مسألة ثم يتبين له دليل آخر فيكون له قول آخر في ذات المسألة فتكون له روايتان أو أكثر في المسألة وكذلك بقية الأئمة فالإمام الشافعي رحمه الله كان يرى أن الصدقة أفضل من حج التطوع فلما حج ورأى المشقة والعنت في الحج جعل هذه مكان هذا ولذلك يقول شيخ الإسلام بن تيمية في الفتاوى يجب على المفتي أن يكون عالما بأمرين بأمور الشرع وأحوال الناس فقد تكون حال المستفتي في مسألة تختلف عن مستفت آخر وبذلك تتغير الفتوى بحسب حال المستفتي من خلال إستفصال المفتي وهؤلاء المجتهدون في مسائل العبادات والمسائل الخاصة - وليست المسائل العامة التي تتعلق بمصالح الأمة - لا بأس في إجتهادهم وليس خلافهم بأكبر من خلاف الأئمة الأربعة في العبادات بل كثير منهم يفتي على ضوء إجتهادات الصحابة رضي الله عنهم والتابعين ومن تبعهم من سلف الأمة واللأئمة الأربعة ووإليك بعض الأمثلة في خلاف العلماء في مسائل الحج :
1- أفضل النسك :
عند الحنابلة التمتع للحديث الذي في الصحيحين ( لو استقبلت من أمري ما ستدبرت ) الحديث
عند الشافعية والمالكية الإفراد لحديث عائشة وجابر رضي الله عنهما
وأما الحنفية فقالوا القران لحديث أنس رضي الله عنه

2- في الإنصراف من عرفة قبل غروب الشمس :
الحنابلة والحنفية قالوا عليه دم لتركه واجب
والشافعية قالوا يستحب الدم لتركه سنة
وأما المالكية فقد قالوا يبطل حجه

فلو أن مالكيا جاء من آفاق بعيدة ودفع ما يملك من أجل الحج ثم انصرف من عرفة قبل غروب الشمس فهل نبطل حجه بناء على قول الإمام مالك رحمه الله أم نلتمس له مخرجا شرعيا في المذاهب الأخرى

3- مسألة الحجاب في الحج :
كان الحنابلة فقط هم الذين يفتون بجواز سدل المرأة لحجابها من فوق رأسها على وجهها ولو مس وجهها لحديث عائشة حديث الركبان والحديث عند أبي داوود وابن ماجه وكان الشافعية لا يجيزون ذلك إلا أن تضع خشبة لمجافاة الغطاء عن الوجه ولكنهم مع المشقة والإزدحام في هذا الزمان أخذوا بمذهب الإمام أحمد رحمه الله

ومع عظيم هذا الإختلاف المذهبي لم يذكر بعضهم بعضا إلا بالخير والثناء بل ربما أخذ بعضهم بقول بعض وربما ترك بعضهم قوله لما ترجح له قول الآخر ولم توجد الحزازات إلا في أذيال التعصب المذهبي الضيق ولله الحمد

والأمثلة كثيرة جدا إذا الأمر ليس تتبعا للرخص فقط بقدر ما هو حاجة الناس لفتوى تلائم حالهم وتيسر عسرهم قال تعالى ( ما جعل الله عليكم في الدين من حرج ) ولعلنا نتأمل ذلك في حديث كعب بن عجرة قال حملت إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأنا محرم قال والقمل يتناثر على وجهي فقال الرحمة المهداة صلى الله عليه وسلم ما كنت أحسب أن الجهد بلغ بك ما أرى ، أتجد شاة قلت لا ، فأنزل الله ( فمن كان منكم مريضا أو به أذى من رأسه ففدية من صيام أو صدقة أو نسك ) فنلاحظ أن كثيرا من الأحكام التوسيعية نزلت للتيسير والتوسيع ورفع الحرج مثلما أنزلت آية التيمم في الليلة التي ضاع فيها عقد عائشة رضي الله عنها فلم يكن معهم ماء وهم سفر فنزلت آية التيمم لرفع الحرج فلما كان الصباح وبعثوا جمل عائشة وجدوا العقد تحته ، فاختلاف العلماء فيه رحمة للعباد وتيسير لهم وقد قال الإمام مالك إن الدين إذا اتسع ضاق وإذا ضاق اتسع هذا إذا كان الإختلاف مستندا لأدلة ترجحت بعضها ، وكانت هذه الإجتهادات نابعة عن معرفة بأصول الشرع وفروعه ولكن يا أخي الكريم إن كان هؤلاء مبتدعة أو جهالا كما تقول يحاولون إضلال العباد عن شريعة ربهم وسنة نبيهم صلى الله عليه وسلم وقد قامت لديك الحجة عليهم وعلمت أن فتاويهم ليست قائمة على دليل شرعي إجتهدوا فيه إنما على هوى فلا شك أن هؤلاء لا تكفي في حقهم الإشارة إنما العبارة ليعلم الناس حقيقة ما يدعون إليه وما يفتون به ، لأن الناس بهذا الكلام المجمل يظنون كل من يخرج في التلفاز أنه من هؤلاء المبتدعة وليس الأمر كذلك والذي يفتي في التلفاز ليس في دائرة مغلقة مع من يفتيهم من العوام إنما يفتي على رؤوس الأشهاد وإذا كان في فتاويه شيء من الخلل والضلال فلن يدعه العلماء دون أن يردوا عليه أو يناصحوه وأما مسائل الحج فالحمد لله كتيبات الحج الصادرة من جهابذة العلماء مثل الشيخ بن باز وابن عثيمين رحمهما الله وغيرهما من كبار العلماء هي محط اعتناء ومعول كثير من عامة المسلمين حتى من خارج البلاد في مسائل العبادات عموما وليس الحج فقط ، فأسأل الله أن يسدد رمينا وأن يصلح قلوبنا وأن يثبتنا على المنهج القويم والطريق المستقيم وأشكرك كثيرا أخي الكريم حمتو على تناولك لهذا الموضوع واسمح لنا عن الإطالة شكر الله لك وغفر لك ولوالديك والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم

أخوك عبدالله الواكد

جزاك الله خير

الشيخ/عبدالله الواكد

بارك الله فيك ونفع بك الأسلام والمسلمين

على هاذا البيان الطيب طيب الله فالك ..

جزاك الله خير أخي الفاضل حمتو وبارك الله بعلم الشيخ الواكد على هذا البيان

لرفع وهذا للفائدة العاااااااااامة

بارك الله فيكم على هذا الموضوع الطيب
لكن الذي عجبت منـه هو:
هل في زمننا هذا مجتهدون ؟
أم هناك فرق بيـن طالب العلم والمجتهد؟

أشكر الأخوة الأفاضل على المتابعة والتعليق
الإخوة

نايف الخريصي
محب شمر
سلطان السراي
عبدالعزيز الغيث

وأشكر الأخ عبدالعزيز على التنبيه فالمقصود هنا أيها الإخوة ليس الإجتهاد الإصطلاحي
فالحقيقة ليس في زماننا هذا إجتهادا مطلقا إنما بحث وتحقيق في مسائل الحج وربما في غيرها من المسائل المتنوعة التي ظهرت تباعا لتغير ظروف الحياة والمعيشة والتنقلات والمعاملات وغيرها مما يرتبط بمصالح الناس في هذا الزمان ولم يكن تحديد هذا المفهوم عند الأصوليين أعني الإجتهاد ليس من باب التضييق على المسلمين بقدر ما هو حماية لجناب الأحكام الشرعية وأمور الدين عموما وضبطها وحمايتها وتنظيمها لكي لا يخوض في ذلك إلا من كان أهلا لذلك وأما مطلق لفظ الإجتهاد وليس المعنى الإصطلاحي فمن المقرر في الشريعة أن القاضي إذا اجتهد وأخطأ فله أجر وإن اجتهد وأصاب فله أجران كما صحَّ عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث عمرو بن العاص رضي الله عنه ، والقاضي يكون في كل زمان ومكان ، ولكن اجتهاده مرتبط باجتهاد الصحابة رضي الله عنهم والتابعين ومن تبعهم بإحسان من السلف الصالح والأئمة المهديين وحكمه مستنبط من النصوص الشرعية ومن إجتهاداتهم ومع ذلك سمي مجتهدا ، لكن أعود وأقول أنا مع الأخ الفاضل عبدالعزيز أنه لا يوجد في زماننا مجتهدون اجتهادا مطلقا ولكن طلبة علم والفرق بينهما جلي .

حفظكم الله جميعا ، وغفر لنا ولكم في هذه العشر المباركات وكل عام وأنتم بخير

أخوكم عبدالله الواكد

بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين إني أشكر الجميع على المرور المبارك


وأشكر الشيخ عبد الله على هذا البيان

وأعقب تعقيبا بسيطا وهو أني أحرص على النص ومواطأة السنة ولا أطرح اإجتهاد والإستنباط ومتقرر عندي أن المشقة تجلب التيسير لا التمييع ومن شاهد الجواب الكافي يفهم قصدي حيث إستفتت إمرأة فعرضت خطة حج على الشيخ جميعها من الرخص المستنبطة من الإجتهادات الفردية


وأما الإجتهاد فليس بعيدا على الله أن يخرج من بطون النساء عالما مجتهدا في أكثر العلوم


أخوكم حمتو

جزاك الله خيراً

فضيلة الشيخ الواكد


للايضاح و التنوير

بارك الله بك وحفظك و رعاك