اقتباس:
بعد اعدام صدام حسين توالت ردود الفعل فمنها مرحب و سعيد ومنها مستنكر و حزين ، لا شك أن المحاكمة كانت مسرحية والاعدام برز فيه حب الانتقام والتشفي لمن يدعي محبة النبي علية الصلاة والسلام وآل بيته ، فنار الانتقام و التشفي والحقد ستدمرهم وتدمر دولتهم ، والفرحين باعدامه ليسوا سواء فمنهم الأمهات الثكلى و والسجناء المظلومين و العلماء و الذين عذبهم ونكل بهم الطاغية صدام فحق لهم أن يفرحوا بسقوط الطاغية ويحمدوا الله ويشكروه ومنهم غلاة الشيعة الحاقدين و الساعين لتحقيق دولتهم ومهديهم المزعوم ، ومنهم من استنكر وحزن على موته و هؤلاء هم المخدوعين من البسطاء وعامة الناس الذين ساهم الإعلام و سحرة صدام في خداعهم وتضليلهم ، ولكن العلماء الربانيون والدعاة الصادقين كان رأيهم في صدام حسين ثابت لم يتغير ومنهم الشيخ عائض القرني الذي ثبت برأيه ولم يتغير. المشكلة أن كثير من البلدان لا تقيم للعالم وزنا فيضيع رأي العلماء بين غبار المنافقين ، والإعلام كذلك الذي ساهم في تصوير صدام كبطل و زعيم ومجاهد فأنخدع الناس به وبزمرته.
فاستخف قومه
يقول الشيخ عائض في سذاجة الشعوب ومصارع الطغاة :
“يبلغ بعض الشعوب من السفاهة والسذاجة إلى أن ينقادوا إلى زعيم مضلل، يقول سُبحَانَهُ وَتَعَالَى: فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْماً فَاسِقِينَ [الزخرف:54]
فرعون كان يقول: أليس لي ملك مصر؟
قالوا: يعيش يعيش.. ويصفقون له!!
وقال: وهذه الأنهار تجري من تحتي؟
قالوا: صدقت.
ويقول: ما علمت لكم من إله غيري.
قالوا: صدقت!!
فأراهم الله من هو الإله, قال: أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي؟ فأجرى الله الماء من فوق رأسه فأصبح كالضفدع في الماء “يا ضفدع! نقنقي ما تنقنقين أسفلك في الماء وأعلاك في الطين”. قال تعالى: فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَآيَةً [يونس:92]. فهذه مصارع الطغاة, دائماً مصارعهم تأتي عجيبة, هتلر انتحر, ونابليون نفي, وزعيم إيطاليا في الحرب العالمية احتسى سماً, وفرعون احتسى طيناً, يقول سُبحَانَهُ وَتَعَالَى: أَتَوَاصَوْا بِهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ [الذاريات:53] لكن المثل سوف يقع، والطغاة لهم مصارع, والله لهم بالمرصاد. “
وصدق الشيخ فقد وقع المثل وصرع الطاغية ، وقد حاول سحرة صدام خداع الناس بالجهاد وإدعاء الدفاع عن الإسلام فرد الشيخ عائض :
“إنما قول صدام : الجهاد في سبيل الله كقول فرعون لما أصبح في البحر: آمَنْتُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرائيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ [يونس:90] فهو يضحك على السذج والبسطاء؛ لأنهم يحبون من ينادي للجهاد؛ لأنهم ما وجدوا من ينادي بالجهاد فلما نادى أراد أن يكسب عاطفتهم فما كسبها والحمد لله.”
وينتقد الشيخ عائض القرني بعض العلماء الذين دافعوا عن صدام حسين :
“أحد الرؤساء سجن العلماء، ثم خطب في الدهماء، وقال: أنا إمام عادل كـعمر بن الخطاب ، فقال أحد العلماء: نعم. عمر إمام عادل، وأنت عادل إمام .
تقايس بين طلحة وابن ساوي رعاك الله ما هذا التساوي
فـطلحة مشرق الطلعات بدر وذاك الجلف في الحانات عاوي
أظلمت الدنيا، صدام إمام، وطارق عزيز يؤذن، وعزت إبراهيم يخطب، ومن صلى وراءهم فليعد صلاته، لأن الكيماوي المزدوج في جيب صدام ، والصليب على صدر يوحنا وعزت إبراهيم يطلق الأسكود، وطه ياسين رمضان يصفق لأبطال أ م الهزائم.”
وانتقد الشيخ عائض مواقف بعض العلماء من العدوان على الكويت :
“مما نعتب عليهم أيضاً موقفهم من العدوان الذي جرى على الكويت ، فقد
أجمعت الأمة على أنه عدوان وبغي، وظالم اعتدى على مظلوم، فالواجب أن
يعلنوا أن صدام قد ظلم واعتدى، هذا الذي نريده منهم، وما سمعنا تصريحاً
منهم يشير، وقد تكلمت عنهم بعض أجهزة الإعلام وعن بعض كلامهم، وما أدري
هل هو ثابت لهم أم لا، لكن ما زلنا نطمح بأن نسمعهم ينددون بالعدوان
والطغيان والبغي. ”
وانتقد الشيخ عائض من كان يمدح صدام ويمجده ثم تغير رأيه بعد غزو الكويت :
“تقع مسئولية تبيين حقيقة شخص طاغية كـصدام حسين على من يملك المسئولية،
على من أظهر صدَّاماً قبل اليوم ومدحه وجعله فاتحاً عظيماً وعبقرياًَ، ثم
حطه وسفَّه به هذه الأيام، فهي تقع على من يستمع له من الناس، وتقع على
من يحسن أن يتكلم وأن يقول؛ وسوف يسأله الله عن فعله، وقد أشرت أنا إلى
أن حَمَلة المبادئ لا يتغيرون، هم يموتون ويقدمون جماجمهم عن مبادئهم.
بعض الناس لو صادقه صدَّام عاد إليه وسلم على رأسه في المربد، وقبَّل يده
ونسي أنه بعثي علماني كافر ملحد بالله، أما أهل الخير فمواقفهم من
قبل الغزو وما بعده واحدة، والله كنا نعلم أنه عفلقي مجرم، وأنه عدو لله
وأنه لا يؤْمَن جانبُه، وأنه خائن قبل أن يدخل الكويت ، وما زادتنا فيه
الأيام إلا بصيرة لأنا عرفنا لا إله إلا الله وعرفنا الولاء والبراء.”
وقد حاول صدام وسحرة صدام خداع الناس بالجهاد والدعوة للجهاد فرد الشيخ
بأن الجهاد لأهل الجهاد والمقاومة الإسلامية وليس لأتباع ميشيل عفلق :
“يقول سُبحَانَهُ وَتَعَالَى: انْفِرُوا خِفَافاً وَثِقَالاً [التوبة:41]
هذه الآية يستشهد بها صدام في الإذاعة، في بيانه الرسمي يقول: انفروا
خفافاً وثقالاً، لحماية المقدسات.
قلنا: أنت يا صدام آخر من تنفر، فأنت تنفر لكن على الأطفال والنساء، وعلى
أعراض المسلمين، وأنت تنفر لكن على الجيران وهدم البيوت وتمزيق المصاحف،
وأنت تنفر لكن لهدم المساجد ولقتل الدعاة والعلماء، فأنت آخر من يتكلم عن
المقدسات، أما من ينفرون خفافاً وثقالاً، فهم أبناء التوحيد وأتباع محمد
عليه الصلاة والسلام، وأنصار لا إله إلا الله، ليسوا بأتباع ميشيل عفلق
والبيطار.”
وعندما سقط صدام و وجد مختبئا ولم يقاتل ولم ينفر ويرفع السلاح كما فعل ولديه و ثبت أنه جبان وكذاب ، والبعض قد يدافع عن صدام بغضا في المحتل أو بغضا لأعوانه ولكن الواجب قول كلمة الحق فلو وقفنا جميعا ضد صدام و وقفنا مع أخواننا الأكراد الذين عذبهم الطاغية ، ولوقف معنا أخواننا الشيعة المعتدلين ولكننا دافعنا عن الظالم والجلاد ، و الواجب أن ندافع عن المقاومين الشرفاء والمجاهدين والعلماء كالشيخ حارث الضاري ، أما صدام فمجرم طاغية ظالم ولا نقول كما قال غلاة الشيعة الحاقدين إلى جهنم بل أمره إلى الله ، ولا من أعطاه منزلة أكبر من منزلته كمجاهد أو شهيد بل أمره إلى الله .
صدام حسين و عائض القرني
قدر الله أن يلتقي الشيخ عائض مع صدام حسين في السجن من خلال كتابه ” لا تحزن ” فقد أخبر المحامي الدليمي أنه أحظر مجموعة من الكتب لصدام حسين في سجنه منها كتاب “لا تحزن” وربما قرأ صدام فقرة من الكتاب بعنوان “أمجاد زائلة” وتفكر كيف طرد من قصوره كيف سقطت الرئاسة و المال كيف أصبح مهانا ذليلا وحيدا ليس معه من
ينصره. ولو كان عادلا لوقف معه شعبه كما وقف الفقراء مع هوغو شافيز فقد
حاولت أمريكا وضع عملاء لها وقامت بسجن هوغو شافيز لكن فقراء الشعب طردوا
العملاء وارجعوا هوغو شافيز للرئاسة. صدام حسين انتهى والعبرة بأن
الظالم مهما ارتفعت عنقه، فإنها سوف تقصم بسيف الحق ، وأن الساكت عن الحق شيطان أخرس ، والأمة تحتاج أن تعمل بقول المربي الأول عليه الصلاة والسلام : قال صلى الله عليه وسلم: {أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر } وقال عليه الصلاة والسلام: {سيد الشهداء عند الله حمزة ورجل قام إلى إمام جائر فأمره أو نهاه فقتله }، ولا نريد أمة فاسقة يستخف بها الطغاة كفرعون وأحفاد فرعون.
حكمة
قال سفيان الثوري :
[[إذا أقبلت الفتنة لا يعرفها إلا العلماء، وإذا أدبرت عرفها العالم والجاهل ]]
من قبل فرعون كنا نعبدُ الأحدا
وقبل قارون كنا نشكرُ الصمدا
وما سجَدْنا لغير الله خالِقنا
وغيرنا لرموز الكفر قد سَجَدا
شعبُ العراق أزاح اللهُ كربته
وردَّ من غربة الأوطان من فقدا
وجفنُ بغداد مقروح وكم رُزئت
من المصائب حتى مُزِّقت بددا
يا ويلها كل زوجٍ كان يعشقها
أضحى لها قاتلاً أو طالباً قودا
كأن «صدام» ما سارت عساكره
مملوءة عدّة مزحومة عددا
كأن «صدام» ما ماست كتائبهُ
يستعبدُ الشعبَ او يستعمرُ البلدا
كأن «صدام» ما حيكت له قصصٌ
ولن ترى عندها متنا ولا سندا
قالوا: يموت بحبِّ الشعب بل كذبوا
بل قاتل الشعب ملعونٌ وما ولدا!
بوقٌ عميلٌ ختولٌ في مذاهبه
يا ثعلباً صار في أوطانه أسدا!
شماتةٌ بعدو الله أبعثها
والنار تُحرق منه الروحَ والجسدا!
بطولة زيّفوها من جنونهم
شهادة الزور تُخزي كل من شهدا!
سلاحه أبداً في نحر أمته
يا خائن الجار غدراً بعدما رقدا
هل سلّ في وجه إسرائيل خنجرَهُ
وهي التي دمرت في أرضه العمدا؟
هل هبّ نحو اليتامى يصرخون به
ليمون يافا ذوى حزنا على الشهدا؟!
هل كان يوماً نصير الحقِ أو فرحت
بجيشه أمة الإسلام إذ حسدا؟!
كلا فما كان إلا دمية نُصبت
من العمالة والتضليل مذ وفدا
صلاته لعبة، أقواله كذبٌ
حياتهُ خدعةٌ لا تقبل الرشدا
تبّاً له قاتل الأخيار كم صُبغت
يمينه بدم في كفه جمدا!
يُصفقون لمعتوه أذاقهمُ
ذلا، وألبسهمْ من خوفهم لُبدا
والناسُ في حكمه ما بين متّجرٍ
أو خائفٍ قلقٍ، أو ميتٍ كمدا
صار الجواسيسُ نصفُ الشعبِ همهُمُ
نقل الوشاية عن إخوانهم رصَدا!
فالإبن يكتبُ تقريراً بوالدهِ
والجارُ عن جارهِ يوشي إذا هَجَدا!
والآن يسقطُ ملعوناً بخيبته
ملّطماً بحذاء الشعب مُضْطَهَدَا!
تهوي التماثيل للأقدام ترفسها
إخسأ فزارع ظلمٍ فعلهُ حصدا!
ذُقْ أيها النذلُ!.. فالتاريخُ مؤتمنٌ
ولن ترى مقلةً تبكي لكم أبدا!
[/align]