سؤال : ما أسباب هذه الظاهرة الفلكية ؟

بسم الله الرحمن الرحيم

لدي سؤال عن ظاهرة فلكية

ورد في صحيح مسلم من حديث أَبِي أَيُّوبَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِذَا صَلَّيْتُمُ الْفَجْرَ فَإِنَّهُ وَقْتٌ إِلَى أَنْ يَطْلُعَ قَرْنُ الشَّمْسِ الْأَوَّلُ ثُمَّ إِذَا صَلَّيْتُمُ الظُّهْرَ فَإِنَّهُ وَقْتٌ إِلَى أَنْ يَحْضُرَ الْعَصْرُ فَإِذَا صَلَّيْتُمُ الْعَصْرَ فَإِنَّهُ وَقْتٌ إِلَى أَنْ تَصْفَرَّ الشَّمْسُ فَإِذَا صَلَّيْتُمُ الْمَغْرِبَ فَإِنَّهُ وَقْتٌ إِلَى أَنْ يَسْقُطَ الشَّفَقُ فَإِذَا صَلَّيْتُمُ الْعِشَاءَ فَإِنَّهُ وَقْتٌ إِلَى نِصْفِ اللَّيْلِ

ورد في الحديث ذكر الشفق

السؤال هو : لماذا تصطبغ السماء بهذا اللون الوردي ثم الأحمر بعد الغروب وهو ما يسمى بالشفق الأحمر ما تفسير هذه الظاهرة علميا ولماذا لم يكن الشفق لونا غير الأحمر ؟

ملاحظة : إن الهدف هو التفكر في عظمة الله ودقة صناعته وأعتبر إجاباتكم مشاركات ولا بأس أن تبحث وتقرأ ولكن رجائي وللفائدة أن لا تكون المشاركة قص و لزق إقرأ وافهم وأجب من فهمك لأن المقصود هو عبور المعلومة خلال عقلك النير وإعادتك لصياغتها يساعد على رسوخها وليس المقصود من ذلك إشغالك بقضية النقل فقط ولنستنتج بعد ذلك بعض الفوائد التي تدل على عظمة الله سبحانه وتعالى ورحمته بالعالمين .


بانتظار مشاركاتكم

شارك ولا تتردد فقد يكون ما تتردد في كتابته أفضل بكثير مما لدينا جميعا

أخوكم

أبو فهد

أشكر شيخنا الفاضل عبد الله على هذا السؤال القيم حول ظاهرة نراها يوميا وأغلب الناس لا يعيرونها إهتماما
أو بالأحرى لا يتساْلون عن سببها.وأترك الفرصة للإخوان لإبداء الأراء وبعد إذن الغالي ابو فهد سوف أضيف أن ظاهرة الشفق لا توجد على سطح القمر .

لماذا تصطبغ السماء بهذا اللون الوردي ثم الأحمر بعد الغروب وهو ما يسمى بالشفق الأحمر ما تفسير هذه الظاهرة علميا ولماذا لم يكن الشفق لونا غير الأحمر ؟

بعد غروب الشمس و تحت الأفق فإن الأشعة المباشرة لا تصل للراصد ولكنها تمر فى الغلاف الجوى وتنعكس على جزئياته فى كل الإتجاهات وينتج عن ذلك الضوء المنتشر الذى يصل إلى الراصد طالما أن الضوء المنتشر من أشعة الشمس يمر فى الغلاف الجوى فى منطقة فوق أفق الراصد ويسمى هذا الضوء المنتشر الذى يضىء الأفق الغربى بعد غروب الشمس بالشفق .
ونتيجة لمرور الضوء المنتشر فى المنطقة الغربية من سطح الأرض والتى تحتوى على نسبة عالية من بخار الماء والشوائب فإن الأشعة الضوئية تتناثر خاصة الأشعة ذات الأطوال القصيرة ولا يصل إلينا إلا الأشعة ذات الأطوال الكبيرة نسبياً ( الأحمر والألوان القريبة منه ) فيظهر الضوء بلون أحمر أو أحمر مصفر ويسمى بالشفق الأحمر .
وتظل الشمس تنخفض تحت الأفق حتى يأتى الضوء المنتشر من منطقة بعيده عن الطبقة ذات الرطوبة العالية فيصبح الضوء بلون أبيض ويسمى بالشفق البيض وضوء الشفق يقل بالتدريج من لحظة غروب الشمس حتى غياب الشفق الأحمر ثم البيض .
وهذا لا يعني أن غياب الشفق إنتهاء الضوء نهائياً بل عدم تمييزه بالنسبة لما حوله أى عدم تمييز حد فاصل بينه وبين الطبقة التى فوقه .

كما تتكرر ظاهرة الشفق قبل شروق الشمس بشكل معاكس للشفق في الغروب الشمسي

ومدة ظهور الشفق تختلف حسب خط عرض المكان إذ تزيد مدة الشفق كلما زادت قيمة خط العرض شمالاً أو جنوباً فالمدة أقل ما يمكن على خط الإستواء وتزيد كلما إتجهنا شمالاً أو جنوباً كذلك تختلف مدة الشفق بإختلاف الميل الإستوائى للشمس الذى يتغير على مدار السنة .

قسم علماء الفلك الغربيون الشفق الى ك

1- الشفق المدني

2-الشفق الملاحي

3-الشفق الفلكي

أما علماء المسلمين المتقدمين فقد قالوا : أن الشفق الأبيض يغيب غرباً ويظهر شرقاً حين تكون زاوية إنخفاض مركز الشمس تحت الأفق 18 درجة .

وهناك اقوال و ابحاث مختلفة في هذا المجال لدى جموع العلماء المسلمون

و يعطيك العافية فضيلة الشيخ الواكد

و بانتظار سؤال ثاني

أشكرك يا أبا ندى على المتابعة


وأشكر الأخت إيمان على التفاعل والإجابة الوافية

لقد ذكرت يا أخت إيمان في إجابتك الكريمة :

الأشعة ذات الأطوال القصيرة ولا يصل إلينا إلا الأشعة ذات الأطوال الكبيرة نسبياً ( الأحمر والألوان القريبة منه )

فما المقصود بهذا الكلام وما هي الأشعة ذات الأطوال القصيرة والأشعة ذات الأطوال الكبيرة ؟

وما المقصود أيضا بهذه العبارة التي أوردتيها :

أن الشفق الأبيض يغيب غرباً ويظهر شرقاً حين تكون زاوية إنخفاض مركز الشمس تحت الأفق 18 درجة .

أنتظر الإجابة والتفاعل من الإخوة جميعا

ما هي الأشعة ذات الأطوال القصيرة والأشعة ذات الأطوال الكبيرة ؟

هناك صنفين من ضوء الشمس أشعة الحمراء وتمتاز بطول موجاتها وصغر طاقاتها ، ثم الأشعة فوق البنفسجية قصيرة الموجات شديدة الطاقات .

و لقد أدرك العلماء منذ قرن من الزمان أن الأشعة فوق البنفسجية القادمة من الشمس الينا تتوفر بغزارة بموجات أطوالها قريبة من 290 نانومترا
أما الأشعة فوق البنفسجية ذات الأطوال الموجية الأقصر من 290 نانو مترا فانها لحسن الحظ لا تصل الينا مطلقا . ففي وصولها هلاك الحياة على سطح الأرض

ويلعب كلاً من غازي الأوكسجين والأوزون في منع وصول هذا الصنف من الأشعاعات عالية الطاقة الينا وذلك بامتصاصها والتحول بالتفاعلات الكيميائية من شكل الى آخر

ولي عودة فضيلة الشيخ في حال وجدت المزيد من المعلومات

اقتباس:

---

وما المقصود أيضا بهذه العبارة التي أوردتيها :

أن الشفق الأبيض يغيب غرباً ويظهر شرقاً حين تكون زاوية إنخفاض مركز الشمس تحت الأفق 18 درجة .

---

إن الشفق ينعدم تماما عندما تكون الشمس تحت الأفق بزاوية قدرها 18 درجة تقريبا، وفي المقابل تطول مدة بقائه كلما ارتفعنا إلى خطوط العرض العليا ويميز الفقهاء بين نوعين من الشفق: الأول منهما يتميز بالبياض والثاني يتميز بالاحمرار

وتمتد فترة المغرب حتى يغيب الشفق بنوعيه، وبذلك تبدأ فترة حلول صلاة العشاء، وفي الصباح يظهر أولا عمود رفيع طويل من النور يتفاوت ميله على الأفق باختلاف عرض المكان، و أول ما يبدو ضوءا أبيض خافتا ينتشر تدريجيا في صورة نصف دائرة على امتداد الأفق

وقد اهتم العلماء المسلمون اهتماما بالغا بحساب اليوم الذي يقترن فيه الفجر بالشفق، وربطوا بين خطوط الطول والعرض للإقليم وبين ظاهرة الشفق، ويحدث ذلك في البلاد الواقعة على خط عرض 48 درجة مثلا عندما تكون الشمس في أول برج السرطان ، وصحة الشفق والفجر هي أوتار فلك البروج بين الأفق الشرقي أو الغربي وبين الشفق أو الفجر

ما شاء الله ابداع بالطرح من الشيخ الواكد

ومجهود مبارك من الاخوان ومن الاخت ايمان



نحن معكم نستفيد


بارك الله بك اخونا وشيخنا الواكد

أشكرك الأخ الشاهري العبيدي على الحضور والمشاركة

وأشكر الأخت إيمان على الإجابة الموفقة والوافية ما شاء الله تبارك الله

وبالمناسبة فإن سطح القمر ليس فيه شفق أحمر مثل ما قال أبو ندى في تعليقه

والسبب في ذلك عدم وجود غلاف جوي على سطح القمر

ولو كانت الأرض مثلا ليس فيها غلافا جويا لم يكن هذا التدرج العجيب في خروج النهار ودخول الليل

لكان بمجرد غروب الشمس تكون الدنيا ظلاما دامسا وكذلك لم يكن هناك فجر إنما ظلمة حتى تخرج الشمس فيكون ضياء وهذا في الحقيقة له ضرر عظيم على العينين لأن العين حدقتها تفتح كحد أقصى 7 مم في حالة الظلام الدامس وتغلق العين هذه الفتحة في حالة الضوء حسب الحاجة بميزان دقيق لو وضعت ميزانيته بيدك لما استطعت أن تفعل ما يفعله هذا الميزان الآلي الدقيق وخذ مثالا لذلك أدخل في غرفة مظلمة تماما وابق بها فترة خمس دقائق مثلا ثم اخرج فجأة إلى النور ستلاحظ المشكلة التي سيواجهها من ستخرج عليه الشمس كل يوم لولا أوجد الله سبحانه هذا الغلاف الجوي وفي المقابل كن في ضوء الشمس وقت الظهيرة ثم ادخل غرفة مظلمة فجأة ولاحظ المشكلة التي سيواجهها كل سائق سيارة وكل شخص لحظة غروب الشمس لولا الخالق سبحانه أوجد هذا الغلاف الجوي الذي يتدرج من خلاله الليل والإصباح لمصلحة هذا الإنسان المعاند المكابر ( قتل الإنسان ما أكفره ) فالسماء تغيب وتشرق بالتدريج والعين تغلق وتفتح بالتدريج والذي ألهم هذه المخلوقات سعيها وسيرها هو الله سبحانه وذلك حفاظا من الله على سلامة العين والشبكية من التلف فمتى يكون الإنسان عبدا شكورا

وشكرا أخت إيمان على المشاركة والتفاعل

أخوكم عبدالله الواكد

إنه علم يحفز على القراءة و الاستمتاع بما نقرأه

و الاستفادة من الظواهر الطبيعية و الفلكية

بشكل اصولي و علمي كما لا تخلو تلك الابحاث

من تذكير القارئ أو الباحث بقدرة الله عز وجل و كيف كل شيء بمقدار

فضيلة الشيخ الواكد ..

جزاك الله كل الخير فهذه البادرة الطيبة تحرك العقول و القلوب

و تفتح المجال أكثر نحو المزيد من التأمل و البحث

و يعطيك العافية ..

بارك الله فيك شيخنا عبدالله على هذا السؤال المفيد

وبارك الله في الأخوة المشاركين في هذا الحوار النافع بإذن الله

أشكرك يا أخت إيمان

وأشكر أخي أبا أسامة جزيل الشكر على المتابعة والتعقيب