-
مقالات محمد الرطيان في صحيفة المدينة السعودية (موضوع متجدد)
نزولا عند رغبة الاخوة وفقهم الله وبناء على اقتراح الاستاذ محمد الشمري ... وتأييد الأخت أم طلال والمشرف العام ثم تلاه تأييد أغلب من مر على موضوع الأخت الرائعة أم طلال ...
ولتيسير متابعة مقالات كاتب كبير كمحمد الرطيان ...
متمنيا أولا الفائدة لي بأن أتمكن من التعلم من طريقته الفذة في الكتابه .. ومتمنيا الفائدة لكم أيضا ...
فانتظرونا ...
ملاحظة : الموضوع مغلق وهو للقراءة فقط ...
-
مقال السبت 22 / مايو / 2010
فاكهة - 1
(أ)
ـ من هو أفضل كاتب سعودي ؟
ـ المطر !
ـ لماذا ؟!
ـ لأنه استطاع أن يقول ما لم يقله أي كاتب سعودي آخر
وكشف الكثير من الخلل خلال قطرات قليلة من حبره النقي .
(ب)
العطر نفس العطر .. ولكن الأجساد التي تستقبله تختلف !
لهذا ، عندما تتعطرين يتفاعل العطر مع جسدك كيميائياً فينتج رائحة خرافية .
رائحة : لها لون وطعم وضوء ..
رائحة : تحلم بابتكارها أجمل زهور الأرض .. ولا تستطيع !
رائحة : تجعل العالم كله يتحوّل إلى « أنـف « !
(ج)
يسقط الراقص الماهر عندما يبدأ بمراقبة حركة قدميه .
وكذلك الكاتب عندما يكبر « الناقد « فيه ..
ويبدأ بمراقبة ما يفعله « الفنان « في داخله .
(د)
الحياة مثل البيانو لا يكتمل لحنها فقط بالمفاتيح البيضاء ..
لا بد من استخدام المفاتيح السوداء أيضاً !
(هـ)
في إحدى ممالك عربستان اخترعت الأجهزة الأمنية آلة تكشف الأفكار التي تدور
في رأس المواطن . في اليوم التالي تم القبض على 90% من المواطنين !
أحدهم علق قائلاً :
هذه حكاية خيالية .. ليس لأنه من المستحيل اختراع هذا الجهاز ، ولكن من
المستحيل أن تجد 90% من الشعب يفكرون !!
(و)
الأول : له ظل يحرسه
الثاني : له ظل يراقبه
الثالث : بلا ظل !
أنت .. أيهم ؟!
لا تدع ظلك يجيب بالنيابة عنك !
على فكرة : من منكم يدّعي أن « ظله « أبيض ؟!
(ز)
لن أملّ من تكرار هذه العبارة عليك :
لا تصدق كل الإعلانات والعبارات واليافطات
المُعلقة في الشارع السياسي ..
وخذ مني ثلاث كلمات : ( بلادك : هي أنت )
-
كأنه مقال جنسي .... الاثنين 24 مايو 2010
لن تكون رجلا حرًا .. إن لم تنجبك وتربيك امرأة حرة !
والحرية : ليست إباحية ( كما يظن بعض المعتوهين ) الحرية : شرف.. ومسؤولية.
(1) نمنع المرأة من قيادة السيارة خوفًا عليها من الذئاب البشرية !..
وهذه الذئاب : هي «ذكور» سيغتصبونها عند أول «بنشر» يُصيب إطارات سيارتها !
مشغولون بـ «الاختلاط» حتى أصبح قضيتنا الوطنية الكبرى..
لأن أي لقاء بين الرجل والمرأة – حتى وإن كان في مكان عام – سينتهي بعلاقات محرمة !
نمنعها من القيام ببعض الأعمال لأن الجنس يقف لها بالمرصاد !
ألا تلاحظون معي أن أكبر بعبع يُخيف مجتمعنا هو «الجنس» وأن نصف الفتاوى تدور حوله،
أو تنطلق منه، أو تحاول منع حدوثه ؟!
عند الأنثى نحاول أن نسد الذرائع الموجودة في خيالنا المريض خوفًا من حدوثه في زاوية ما !.. وعند الذكر «نشرعن» كل شيء لإرضائه !.. ولهذا نتج لدينا : «المسيار» و «المسفار» و «الوناسة»... وأشكال أخرى من «الزواج» قادمة في الطريق.!
لماذا نشعر (ونـُشعر المرأة معنا) أن عالمًا متوحشًا يقف لها بالمرصاد ما أن تتعدى عتبة باب بيتها ؟.. أليست لدينا ثقة بنسائنا ؟.. وقبلها أليست لدينا ثقة بأنفسنا كرجال ؟!
ثم ما نتيجة هذا الهاجس والخوف الدائم من الوقوع في الرذيلة ومحاولة منعها حتى قبل أن تخطر على بال الشيطان نفسه ؟.. ما هي النتيجة.. هل نحن مجتمع سوي ؟
للإجابة على هذا السؤال : تابعوا بيانات وزارة الداخلية خلال العقد الماضي عن الجرائم الذكورية.. ( هذا ما يُنشر.. وما خفي كان أعظم )... طبعا هذا بالنسبة للذكور، أما الإناث فجولة صغيرة في إحدى كليات البنات ستجعلكم تشاهدون الكثير...!!
سنصل إلى نتيجة مفزعة ومزعجة : نحن مجتمع غير طبيعي!
(2) أعلم أن هذا المقال سيلاقي سوء فهم من البعض، وسيمنحني بعض الاتهامات الجاهزة.
وأعلم أن البعض ستزعجه لغة هذا المقال..
ولكن لكي نصل إلى الحل يجب أن نـُسمي الأشياء بأسمائها.
يجب أن نضغط على الجرح – وبقوة – حتى يخرج هذا الصديد منه.
نحن كمجتمع لم نستطع أن نحافظ على قيم الماضي
ولم نستطع أن نستوعب قيم المستقبل أو نصل إليها
وقفنا في منطقة «هلامية» لا ملامح لها !
نمارس نفاقنا الاجتماعي بجدارة، وندّعي حفاظنا على هذه «الدرة المصونة» وكل تصرفاتنا تدل على عدم الثقة بها !
ولا نمل من ترديد مفردة «خصوصية» كأن المجتمعات الأخرى بلا خصوصية.
(3) عندما ترى مجتمعا فيه الكثير من الخلل، وعلاقاته الاجتماعية مشوهة ومرتبكة، فاعلم أن الخلل في نظامه الاجتماعي الذي يسيطر عليه طوال العقود الماضية !
ومسكين، أو كاذب ومكابر، من يرى أن مجتمعنا هو مجتمع الفضيلة !
(4) نحن أكثر شعب يسافر إلى الخارج.
طبعًا السبب معروف : لكي نزور المتاحف العالمية !!
* عنوان المقال سيجعله الأكثر قراءة والأكثر تعليقًا ... وتلك مشكلة أخرى!!
-
الحياة حلوة .. لمن يراها ..! 26 مايو 2010
قال لي: طوال الوقت وأنت مبتسم.. لم تفقد هذه الابتسامة حتى في أقسى اللحظات!.. كيف تفعل هذا ؟
قلت: أنا متصالح مع نفسي.. ومن ثم أنا متصالح مع الحياة.. والعالم. تصالح مع نفسك وستكتشف الفرق.
قال بتذمر: هكذا ببساطة!.. وماذا أفعل بالقولون والسياسة والفواتير؟!
قلت: يجب أن تنظر للعالم بشكل مختلف.
قال: كيف؟
قلت: انظر للأشياء التي بين يديك، ولا تشغل نفسك بأشياء الآخرين وكيفية الحصول عليها. حاول أن تحتفي بما تمتلكه.. وأنظر حولك ستكتشف أنك تمتلك الكثير...
قال: نعم.. أمتلك فواتير وأقساطًا لم تسدد حتى الآن!!
قلت: تمتلك الحياة بأكملها..ولكنك لا تراها.. ولا تشعر بها..
قال: كيف؟
قلت: لنفترض جدلاً أنك أُصِبْتَ – لا سمح الله – بألم فظيع وصداع مزعج في رأسك. حاولت أن تقضي عليه بالمسكنات ولم ينفع. ذهبت في اليوم التالي إلى المستشفى. أجروا لك كل الفحوصات لمعرفة السبب.. وأخيرًا قرروا إرسالك إلى غرفة الأشعة المقطعية. بعدها اجتمع حولك الأطباء بملامحهم المضطربة ليعلنوا لك الخبر/ الصاعقة: « هنالك ورم خبيث في رأسك»!
وأنت تمشي في ممر الخروج البارد، وبالكاد تجر قدميك، تعود حياتك أمامك كشريط سينمائي يعبر بسرعة “يالله.. كم من الأشياء الرائعة التي فاتتني.. وكم سيفوتني مستقبلا”:
ضحكة أصغر أطفالك، صلاة الفجر.. والتي قررت أن تعدل نظام نومك لكي تصليها.. ولم تفعل، قراءة كتاب جديد ومشاهدة فيلم رائع، تقبيلك لجبين أمك، التصالح مع أحد الأقارب، رؤية أولادك وهم يكبرون أمام عينيك، إنهاء بعض العداوات الصغيرة، أكل المزيد من الشوكلاته والآيسكريم، سماع محمد عبده وهو يغني: أعن له عنت هل الكيف للهيل، الجلوس أمام البحر، الذهاب إلى الصحراء، مشاهدة أهداف “ميسي” في كأس العالم،....،... وآلاف آلاف الأشياء التي كانت بين يديك ولم تنتبه لها.
وقبل أن ينتهي الممر، وتصل إلى باب الخروج، تسمع أحدهم ينادي باسمك.
يصل إليك لاهثا ومرتبكًا ، ويقول لك بتلعثم: “أعتذر لك سيدي، حدث خطأ كبير في الأوراق، فالتقرير الذي معك هو لشخص آخر.. أنت لا تعاني سوى من التهابات في الجيوب الأنفية”!
وبدلاً من أن تثور في وجهه بسبب هذا الخطأ القاتل تقوم باحتضانه وشكره.. كأنه منحك الحياة.
لم يمنحك الحياة يا صديقي، بل الذي منحها لك هو الله سبحانه، وهي موجودة لديك لم يأخذها أحد منك، ولكنك خلال ركضك في الحياة.. نسيت الحياة نفسها!
نعم.. عليك أن تقاتل لكي تكون هذه الحياة أجمل وأكثر عدالة.. ولكن لا تنسَ أن تعيشها.
يقول فريد الأطرش: “الحياة حلوة.. بس نفهمها”.
وأنا أقول لكم: نفهمها، أو لم نفهمها، ستظل الحياة حلوة.. وقصيرة جدًا جدًا.
-
فاكهة - 2 29 مايو 2010
(أ)
بعض القرارات تشبه في كرة القدم الركلة القوية التي ترتطم بالعارضة :
ـ تعجب الجمهور .
ـ يصرخ المذيع لجمالها وخطورتها .
ـ تربك الدفاع .
ـ ولكنها – في النهاية – بلا « هــدف » !
(ب)
لي صديق – جزاه الله خيرًا –
إذا أصابتني مصيبة قال : إنها « عقـاب »
وإذا أصابته مصيبة قال : إنها « ابتـلاء »
كأنني « جدة » .. وكأنه « الرياض »!!
(ج)
لا توجد حكاية تـُروى بنفس الدّقة مرتين ..
كل حكاية تتأثر بآراء راويها وموقفه من الأشياء.
لهذا : لا تصدقوا « التاريخ » كثيرًا !
(هـ)
خرجَتْ من المصعد وبقي فيه عطرها يفعل بنا الأفاعيل العابثة
ودون أن نضغط على أزرار الطوابق :
طار بنا المصعد إلى السماء الثالثة !
(و)
لم يكتف برذيلة عدم المشاركة في صنع المستقبل.
بل ارتكب رذيلة أكبر .. الوقوف في وجه المستقبل ومحاربته .
ستفضحه الأيام المقبلة .. وتلعنه !
(ز)
... ، وكان آخر ما قاله لهم :
اعلم أنها تسكن في قصر يحرسه عشرة من العبيد
اعلم أن لها عشرة إخوة أشداء .
اعلم أن لها عشرة أعمام ، كل منهم له عشرة أبناء.
اعلم أن لها أباً يمتلك نصف المدينة ، ويستطيع أن يشتري النصف الآخر .
ولكن .. سأنام الليلة في غرفتها !
قالوا : ما اسم هذه الصبيّة ؟
قال : الحريّة !
* ملاحظة مهمة :
يغيب هذا الأسبوع عن الفاكهة حرف « الدال» وذلك لانشغاله بقضية رأي عام كبرى ، فلقد شاهده « واو الجماعة » وهو يقف بجانب « نون النسوة » في اختلاط وصف بأنه لا يحمل ضوابط « الاختلاط العابر » !.. بعض الصحف الالكترونية قالت: إن الأمر تجاوز الاختلاط وأنه متّهم بخلوة غير شرعية مع « تاء التأنيث» !!
-
تعريفات سعودية .... 31 مايو 2010
(1)
المال العام : هو « المال « الذي إذا اجتهدت بالمحافظة عليه لن تجد من يشكرك ، وإذا قمت في ليلة ظلماء ( غاب فيها القمر .. وضميرك ) بالسطو عليه لن تجد من يحاسبك !
(2)
اختلاط عابر : هو اختلاط يجوز للمشايخ ولا يجوز للعامة من الناس لأنهم – لجهلهم الشديد به –
لا يعرفون ضوابطه !
(3)
« السعودة « : إحدى روايات الخيال العلمي !
(4)
سوق الأسهم : كائن خرافي .. يخوّف السعوديون به أولادهم قبل النوم!
(5)
«لا يوجد سرير»: شعار وزارة الصحة.. على غرار «نعتز بخدمتكم»!
ويتم التعامل معها كعبارة تراثية قيّمة يجب المحافظة عليها حتى لا تنقرض من القاموس اللغوي لوزارة الصحة!
(6)
«مدرسة خاصة»: هي المدرسة التي يذهب إليها أولاد المسئولين في وزارة التعليم لعدم ثقتهم بالتعليم الحكومي!!
(7)
«حرية التعبير»: فيلم رعب.. ينتهي بموت طاقم الفيلم!
(8)
«شيـخ»: لقب تستطيع الحصول عليه عندما تنقطع عن الذهاب للحلاق لمدة ثلاثة أسابيع!
(9)
هيئة الصحافيين السعوديين: مبنى.. بلا معنى!
(10)
«السياحة الداخلية»: مانشيت صحفي، في صحيفة لا يقرأها أحد!.. كتبه إعلامي يقضي إجازته على شواطئ «كان» الفرنسية.. وكان يتحدث عن سحر شواطئ جدة والدمام!
-
أسبوع العنتريات العربية الأربعاء 2 يونيو 2010
(1)
سيتحوّل هذا الأسبوع إلى مهرجان خطابي تقوده الحناجر العربية من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار ، نستعيد خلاله كل فنون الخطابة ، وننفض الغبار عن كلمات مثل ( العزة ، الشرف ، الكرامة ) ونخرجها من مستودع اللغة لـ «تلعلع” على كل المنابر :
هنا ستسمع خطبة عصماء من شخصية سياسية سابقة لم يعد لها أي دور تلعبه !
هنا ستسمع «فرقعات” بلاغية ، وعند سماعها ستدعو الله أن يستر على الشرق الأوسط من هذه “العبارة النووية” العابرة للقارات !
ومن هناك سينطلق صاروخ “شجب واستنكار” مزود برأس ... فارغ !
وهناك ستنفجر قنبلة “إدانة” من النوع المحرم دوليا.
سيتحول الإعلام العربي -خلال ساعات- إلى “حفلة” خطابة سياسية :
إدانات ، مظاهرات ، محللون سياسيون أحيلوا على المعاش يعودون للظهور مرة أخرى ، شجب ، استنكار ، قصائد مناسبات .. بلا لون ولا طعم ، مقالات تم سلقها خلال دقائق ، وأشكال عجيبة وغريبة من فنون الكلام لم تخطر على بال “المتنبي” نفسه !
(2)
يا عيال الـ .. إعلام العربي !.. لم تعلموا بحصار غزة إلا بعد حادثة “قافلة الحرية” ؟!!
غزة محاصرة منذ سنوات .. هل كنتم بحاجة إلى “أكشن” مثير لتتذكروا هذا الحصار ؟!
غزة يقتلها الجوع والبرد طوال الأشهر الماضية .. ماذا فعلتم؟
غزة تموت كل يوم ... وعندما كنتم تغضبون لانقطاع الكهرباء لدقائق – خلال عرض مسلسلكم التركي المفضل – كانت أجزاء كبيرة من غزة تعيش في ظلام دامس منذ الحرب الأخيرة.
هل قلت “المسلسل التركي” ؟!
أتذكر وجوه الزعامات التركية ، وبعض الأسماء التركية من أعضاء “قافلة الحرية” وأقدم اعتذاري عن العبارة السابقة ، لأجلهم : حتى “التفاهة” التركية تستحق الاحترام.
(3)
وماذا بعد ؟.. بالعامي : “وبعـدين” ؟
هل ستعيد “الدول المُطبعة” نظرها في “التطبيع” مع إسرائيل ؟ .. لا !
هل سيطرد سفير إسرائيلي واحد من عاصمة عربية يرفرف علم إسرائيل في سمائها ؟.. لا !
هل سيتحد الدم الفلسطيني وننسى أن هنالك كريات دم بيضاء تخص فتح وكريات دم حمراء تخص حماس ؟!.. لا !
هل ستلغي الدول العربية “مبادرة السلام العربية” ؟ .. لا !
هل سيكف الساسة العرب عن ترديد هذه العبارة الغبية “السلام خيارنا الاستراتيجي” ؟!.. لا !
ـ إذا ما الحل ؟
ـ سنشجب ونستنكر وندين ، ونرسل بعض المساعدات للسلطة الفلسطينية ، ونسمح لبعض المواطنين بإقامة تجمع خطابي (وربما نصنع لهم مظاهرة بمعرفتنا) شرط أن يحملوا صور الزعيم الخالد !
(4)
قبلة على جبين كل إنسان حر (أيًا كان دينه ولونه وجنسيته) كان ضمن “قافلة الحرية”
صنعوا “الفعل” وتركوا لنا الضجيج والثرثرة !
-
فاكهة - 3 السبت 5 يونيو 2010
يبعثر رأسه في الجهات الأربع
ليرتب فكرة عابرة !
(أ)
عندما ندخل إلى القصر الفخم، ترتسم على وجوهنا ابتسامة بلهاء، وجميعنا نصفق لا شعوريا!
حتى الأماكن لها سلطتها :
عندما تدخل إلى المقهى الشعبي تصرخ بأعلى صوتك على الجرسون: « يا ولد » ..!
عندما تدخل إلى الفندق ذي النجمات الخمس تناديه بهمس: « لو سمحت يا سيّد » !
حتى الأماكن لها سلطتها !
(ب)
في رأسك ألف باب صغير لم يُفتح من قبل.
اكتفيت بفتح الأبواب التي ورثت مفاتيحها من الأهل والأقارب والكتب الأولى .
جرّب أن تفتح الأبواب الأخرى .. ولا تخف من الهواء الجديد !
(ج)
حتى اللص، يجد التبرير المناسب أمام نفسه، لما يرتكبه من أعمال سيئة وذلك لكي يرضي ضميره!
الضمير: لا يمنعنا من فعل الأشياء السيئة ..
ولكنه يُزعج ما تبقى فينا من أخلاق .. ويُعكر المتعة!
(د)
هل تريد أن تنتقم ممن أساء إليك
بشكل يجعله يتضاءل أمام نفسه ؟
ـ اعف عنه !
(هـ)
الحياة : نص فاتن ومدهش .
يشغلنا عن الاستمتاع بقراءته ..
محاولاتنا الدؤوبة للمشاركة بكتابته !
(و)
الذين لا يشعرون بالحنين إلى شيء ما من « الماضي» لا تثق كثيرا ً بـ « المستقبل » الذي يأخذونك إليه !
(ز)
ــ بالعاميـّة :
أجمل ما في الموت .. إننا لمـّا نموت :
تصير بقايا أجسادنا
رمل بصحاري بلادنا
يجون أحفاد أحفادنا .. يبنون منـّا بيوت !
-
وين راح الفرق ؟ الاثنين 7 يونيو 2010
(1) الفساد : رجل وقح ، ولا يشعر بالخجل . تشتمه هنا .. يمد لسانه عليك من هناك . تطارده هناك ولا تدري إلا ويظهر لك في مكان آخر بوجهه البشع وابتسامته الصفراء .. « أما قليل أدب بجد .. هالفساد « !
تراه في مدينتك الصغيرة بمبنى حكومي صغير قـُدرت تكلفته بثلاثة ملايين ، وبجانبه فيلا لمواطن – بحجم المبنى الحكومي وأجمل منه – يقول صاحبها إنها كلفته ستمائة ألف .. تراه – الفساد – ينط في وجهك في فرق الكلفتين وهذا الفرق الشاسع بين المبلغين ، وتسأل : « وين راح الفرق « ؟.. ولماذا تقفز التكلفة في المشاريع الحكومية بهذا الشكل ؟!
وعلى ذكر الفروقات الضخمة : أتذكر أنني قرأت فروقات هائلة بين تكلفة مشروع محلي ومشروع شبيه له عند الجيران، ولا أدري ما سبب هذا الفرق الهائل (بالتكلفة) لدينا ، والفرق الهائل (بالجمال والنظام) لديهم ... ما السبب يا ترى ؟
سأحاول جاهداً – وكمواطن مخلص – أن أبحث عن إجابة تبرر ما يحدث :
أولا ً : الأراضي لدى الجيران « بلاش « .. ولدينا مملوكة وأسعارها « نار « وهذا مما يزيد بالتكلفة الإجمالية لأي مشروع .
ثانيا ً : الجيران أتوا بعمالة أرضية رخيصة (أي: من كوكب الأرض) ونحن أتينا بعمالة من « كوكب زحل « وذلك لما عـُرف عن الإخوة الزحلاويين من مهارة وإتقان . الزحلاويين : نسبة إلى « زحل « وليس « زحلة « .
ثالثاً : الجيران يستخدمون لمشاريعهم حديداً رخيصاً، ونحن نستورده من « كوكب سابك « !!
لحظتها ( سينط في وجهي قارئ مقهور ) ويقول : طيب يبو الشباب .. هذي اقتنعنا فيها .. وش قولك بمشروع تكلفته تجاوزت خمسة مشاريع عالمية مثيلة له؟!
لحظتها سأصرخ في وجه القارئ : « وين راح الفرق « ؟!!
(2) لم لا توجد جهة ثالثة بين الجهة التي تـُسلم المشروع والمقاول الذي يقوم باستلامه لمراقبة ما يحدث بينهما ؟.. ما دور هيئات المراقبة وديوان الرقابة وبقية الجهات في مثل هذه الحالات ؟
ألا توجد إدارات هندسية تراقب تنفيذ المشروع وتحدد تكلفته التقريبية الحقيقية ؟
لماذا تأتي « الرقابة « متأخرة بعد أن ينتهي كل شيء ، بدلا ً من أن تأتي قبل أن يبدأ كل شيء ؟
(3) القانون : وضع لكي « يحمينا « ويمنع حدوث الجريمة ..
لا لكي يأتي متأخرا ً – ويحاول – معاقبة المجرم.
هذا إذا أستطاع أن يعاقبه !
-
فاكهة 4 السبت 12 يونيو 2010
.
.
.
.
.
(أ) جهلك لبعض الأشياء فيك لا يعني أنها غير موجودة لديك . أخرج منك .. لتراك بشكل جيّد !
(ب) قبل فترة ألزم ديوان المظالم وزارة الداخلية بأن تدفع لمواطن (3909) ريالات تعويضاً له بسبب سجنه مدة (6) أيام في شرطة الحمراء وغرناطة في الرياض بدون وجه حق . وبصراحة ، الـ (9) ريالات سببت لي قلقا أكثر مما فعلته الـ (3900) ريال ومن خلالها اكتشفت هذه المعادلة : 3909 ÷ 6 = 651,5 ريال .. وهي قيمة حرية المواطن السعودي لمدة يوم واحد حسب قسمة ديوان المظالم ! في الغرب ( الكافر / ملعون السنسفيل / اللي ما يخاف الله ولا يرجيه ) إذا تأخرت عليك رحلة الطائرة تحصل على تعويض ضعف هذا المبلغ ! (ج) في الفن والحب : من المنطق أن لا تستخدم المنطق !
(د) عقل / “عقال” / اعتقال ... حتى اللغة العربية توحي لك أن الحرية : جنون !
(هـ) هل تعلم أن لك أجنحة خفيّة ؟! حاول أن تكتشفها أولا .. وثانيا حاول أن تتعلم كيف تطير . من لم يجرب الحب ، والكتابة ، والحلم .. لن يصدقني !
(و) كوميديا سوداء : أمريكا مشغولة بكيفية “الذهاب” إلى المريخ وهي – حتى هذه اللحظة – لا تعرف كيفية “العودة” من أفغانستان !
(ز) “صـح” مطبعي : لكل مجتهد “نسيـب” !
-
حرروا العصافير من أقفاصها .. وغنوا للحب ... الاثنين 14 يونيو 2010
.
.
.
.
كل الذين « يتبجحون» بعداوتهم للمرأة هم : أغبياء .. وكل الرجال الذين يكرهونها هم : مرضى ، وبحاجة للذهاب إلى أقرب عيادة نفسية ! * * * * * الحب .. ما هو الحب ؟ هل هي ( الأرواح : تلك الجنود المجندة ) تلتقي لتتكامل ؟ أم هو هذا الضلع – القريب من القلب – والذي انتزعته حواء من صدر آدم .. يعود إليه بعد غياب ويجد مكانه الآمن ؟ أم هو هذه العلاقة العابرة التي نشتعل بها .. ثم ننطفئ ؟! لا .. الحب : يضيء ولا ينطفئ أبدا ً . * * * * * ما هو الحب ؟ هو هذا الشعور الذي يمنحك عيونا جديدة ترى فيها العالم بشكل جديد وجميل ومختلف . يمنحك أصابع تلمس كل الأشياء .. وتقبض على كل اللحظات الجميلة . يمنحك أجنحة تجعلك تطير في كل الفضاءات الساحرة . ما هو الحب ؟.. الإجابة : هو الحب . ولماذا الحب ؟.. الإجابة : لأنه الحب . فالتبرير الوحيد للحب .. هو الحب نفسه . * * * * * تذكروا وجوه حبيباتكم ، وعودوا للقرآن العظيم ، لتجدوا هذا الوصف الدقيق : ( .. لتسكنوا إليها ) المرأة : هي السكن .. والسكينة . المرأة : هي البيت . المرأة : هي الوطن . وغيابها عن المشهد يعني أنك تعيش في غربة خانقة ! فتبًا لكل قلب لا ترفرف عصافير الفرح خارج قفصه الصدري عندما يراها ! * * * * * الرجال في الشرق ، ولأسباب لا علاقة لها بالحب : لا يتزوجون حبيباتهم ، ولا يحبون زوجاتهم !
-
مقال ملخبط .... الأربعاء 16 يونيو 2010
4) هنالك أسئلة عويصة ومهمة وبحاجة إلى لجنة تضم خبراء في الأمن الإستراتيجي وخبراء في الأمن اللي مش إستراتيجي ليمحصوها ويحمصوها ويجيبوا عليها .. وإن لزم الأمر فلا بد من تدخل عاجل من وحيد عصره، وفريد دهره، والفقير إلى عفو ربه، العلاّمة، الفهامة، النحرير ، معشوق رؤساء التحرير/ محمد السحيمي ليخبرنا غفر الله له عن علاقة « الحوثيين « بزواج المسيار وهل يعني هذا انخفاض الين الياباني مقابل الجنيه السوداني ؟ ثم ، لنفترض جدلا أنني أصبت بلوثة عقلية – لا سمح الله – وقمت بتغيير أسماء أطفالي دفعة واحدة من : سيف وسلطان واحمد إلى اسماء اجنبية هل سيتم دفع تكاليف دراستهم في العام القادم ؟! مع العلم أن « احمد « يقسم أغلظ الأيمان بأنه لا علاقة له بما حدث لبركان ايسلنده .. ويظن حسب معلوماته الجغرافية أن « ايسلنده « حارة في مدينة « حفر الباطن « ! و» سلطان « لم يعد يتذمر من عدم صعود منتخبنا إلى كأس العالم . و « سيف « تنازل عن حلمه بالسفر عبر القطار من رفحاء إلى جيزان وذلك بعد أن نشرت صحيفة الرياض خبرا يقول إن تكلفة حوالى ( 4 كيلو ) من قطار المركز المالي تصل إلى حوالى ( مليار ) وهذا يعني أن قطار رفحاء ـ جيزان سيكلف الدولة مبلغاً يصل إلى 3 ترلللي يون . ترلللي يون : هو مبلغ يتجاوز المليار والتريليون وتعود حقوق اكتشاف هذا الرقم لي أنا .. فالرجاء احترام الحقوق العلمية والمعرفية . ومن يستطع من القراء الكرام أن يقول « ترلللي يون « سبع مرات خلال سبع ثوانٍ دون أن يسقط فكه السفلي فهذا يعني أنه غير مصاب بـ « عمى الألوان « . أقول قولي هذا .. وأستغفر الله لي ولكم ولكافة القطاعات الأمنية في كافة الدول الصديقة . (سبعطعش) ملاحظة مهمة : أرجو أن لا يأتي أحد ما وهو ممتعض / مستاء / « متكهرب « .. مما قرأه في الأعلى ! أنا لم أخدعكم ، قلت لكم بدءاً من العنوان أنه « مقال ملخبط « فمن شاء أن يقرأه بشكل جيّد عليه أن « يتلخبط « قليلاً لكي يصل إلى المعنى ! (هـ) نماذج من الأسئلة العويصة : أ ـ ما هو الفرق بين ( الخيار الاستراتيجي ) و ( الخيار باللبن ) ؟! وهل للأمر علاقة باختلاف ( السُلطة ) عن ( السَلطة ) ؟ ب ـ ما رأي أعضاء مجلس الشورى بـ « قطار المشاعر « والذي كلف الدولة 6،600 مليار ؟!
-
فاكهة 5 .... السبت 19 يونيو 2010
الفكرة الرائعة مثل الضيف العزيز الذي يأتي دون موعد مسبق : ـ أذبح لها خروف الوقت . ـ وأطبخ لها قهوة القلق . ـ وأجعلها تأكلني وتشربني .. وأنا أبتسم !
(أ) هم ينظرون ... وأنت « ترى » هم يسمعون ... وأنت « تـُنصت» فرق هائل بينك وبينهم .. ولكنهم لا يعلمون . لك أصابع بإمكانها لمس الأشياء الخفية .. لهم أيادٍ فقدت حاسة اللمس ! لهم أقدامهم التي تبحث عن الطريق ولك أقدامك التي تصنع الطريق الجديد .. وتمهده لهم .
(ب) ليس كل جديد جيّداً ولا كل قديم سيئا .. السيئ : هو انبهارنا بالأشياء الجديدة عندما ننظر إليها بعين طفولية !
(ج) هذا بعض ما يحدث للمواطن العربي : عبر الكلمات - التي تسمح بتداولها السلطة - يتشكل وعيه . مع الزمن يتم استعباده دون أن يشعر بذلك . مع مرور الوقت تجده يدافع عن الطغيان وهو يظن أنه يدافع عن ثقافته وهويته . بعدها يتحوّل تلقائيا إلى : المُستعبَـد المُستعبـِِد !
(د) ( أقامت الجمعية الخيرية لرعاية الأيتام حفلها السنوي في فندق الفور سيزون ) حاول أن تكتشف الأخطاء السبعة في العبارة السابقة !!
(هـ) يظن أنه تمدّن وتحرّر وأصابه شيء من الوعي .. قل نصف كلمة عن « عشيرته» أو « منطقته» وانظر ما الذي يحدث له ؟!
(و) لماذا كل قضية رأي عام لدينا نتعامل معها إما بـ « الأبيض» أو « الأسود» ؟ أين ذهبت بقية الألوان ؟ .. هل نحن - حقا - مصابون بـ « عمى الألوان» ؟!
(ز) عندما تغلق هاتفها : أشعر أنني خارج الخدمة مؤقتًا .. لعدم سداد فواتير اللهفة !
-
منك لله يا أسستاذ مرسي .... الاثنين 21 يونيو 2010
.
.
.
تربكني الأرقام الكبيرة، فمثلاً تجدني أقرأ رقمًا بهذه الطريقة: مائة ألف سبعة ملايين عشرين! « وشلون تجي»؟ .. لا أعرف ! .. وعندما يدخل الرقم إلى خانة المليارات أصاب برعشة في الحنك كأنني – لا سمح الله – سأصاب بـ « جلطة رقمية» ! وأظن أن السبب يعود لمدرس الحساب «الأستاذ مرسي» والذي سلمني له والدي بعد أن رمى على مسامعه تلك العبارة الشهيرة التي يرددها كل الآباء العرب: لك اللحم ولنا العظم . «حشا .. داخل مسلخ .. مو مدرسة» ! وعندما كان يسأله والدي : «هاه .. كيف الولد يا أستاذ»؟ يرد الأستاذ مرسي : «لهلوبه .. ربنا يحرسه» .. وقد أثبتت الأيام بأنني لست «لهلوبه» ولا قاله الله .. والدليل هذه الرعشة – والتي تصاحبها «كتمة» وضيق بالنفس – كلما ذكرت أمامي كلمة «مليار»! ولهذا، ولكي أحافظ على صحتي، صرت أحاول جاهدًا أن أتجاوز الاطلاع على أي مشروع محلي، وخاصة تلك المشاريع التي تصل تكلفتها إلى مليارات الريالات. فعقلي «الرياضي» الصغير – وبحسابات «الأستاذ مرسي» وأقصى ما علمه لي حاصل ضرب تسعة في تسعة – لا أستطيع أن أستوعب هذه الأرقام الخيالية التي تنشرها صحافتنا كل يوم. حاولت أن أستوعب الـ 6،6 مليار (قطار المشاعر) ولم أستطع. حاولت أن أستوعب الـ 10 مليارات (الاستاد الرياضي) وهل هي حقيقة أم إشاعة .. ولم أستطع. حاولت أن أفهم كيف بيعت «بترومين» لمستثمر أجنبي مع شريك محلي بـ 750 مليونًا وذلك قبل ثلاث سنوات – كما يقول الزميل راشد الفوزان – وستعود عبر سوق الأسهم وقيمتها تصل إلى 10 مليارات.. ولم أستطع. صرت أتجنب قراءة صفحات الاقتصاد، فما أكثر المشاريع المليارية والتي تفوح منها روائح غريبة عجيبة .. وهذه الروائح سبب آخر للهروب، فأنا أيضاً مصاب بحساسية في الأنف تثيرها أي رائحة غريبة! وأخيرًا، لا أملك إلا أن أقول: منك لله يا «أستاذ مرسي» أنت السبب في كل ما يحدث لي. ـ آل أيه؟.. آل: لهلوبه!!
-
ثلاث مقالات .... الأربعاء 23 يونيو 2010
.
.
.
(لام/ باء/ حاء) تقول الحكاية الأسطورية أن أحد البدو وجد «اللام» و»الباء» و»الحاء» مرميّة على جانب الطريق.. أخذها ووضعها في خرجه: جمعها أول مرة و»حلب» ناقته. وجمعها مرة أخرى وأكل الـ»بلح». وبعد فترة اكتشف أنه يستطيع أن يصنع منها الـ»حبل» الذي يجلد به خصومه ويقيّد أعداءه! أحد أحفاده –الآن– يحاول أن يصنع من «اللام»: لا ومن «الباء»: بداية ومن «الحاء»: حريّة. (جني !) أعلم أن الله سبحانه خلق الإنس والجن ليعبدون، ولكنني لا أعلم سر تفضيل الجان للسعوديات وتفرغه لـ»تلبسهن» وتفضيله لهن بين بقية نساء العالم.. ألم يخطر على بال هذا الجني التعس أن يذهب إلى «موسكو» مثلًا ؟! كما أنني لا أفهم مزاج هذه «الجنية» التي تركت «توم كروز» –وبقية الطخمان في العالم– لتتلبس مواطن سعودي أكلح أشهب، طالما أن لديها القدرة على تلبس ما تشاء من الرجال! هل العيب في الجان وذائقتهم؟ أم العيب في الإنس الذين يظنون أن أي مرض نفسي هو مس من الجن؟! (الثوابت و الخصوصية) ما أن تدخل إلى منطقة ما إلا ويأتي إليك أحد الرسميين ليقول لك: «الخصوصية».. انتبه!.. لا تصطدم بها. وما أن تذهب إلى المنطقة الأخرى إلا ويخرج عليك أحد الشيوخ ليقول لك: «الثوابت».. قف!.. ولف مع الشارع الثاني. هكذا تقود سيارتك في شارع الصحافة ولا تدري في أي حفرة ستقع.. وأمام أي لوحة مرورية ستحصل على المخالفة؟! بالله عليكم أخبرونا ما هي «المتحركات» حتى لا نقع في «الثوابت» وأعطونا قائمة «العموميات» حتى لا نسقط في فخ «الخصوصية»!
-
فاكهة 6 ... السبت 26 يونيو 2010
فمه : بندقية في يد أرعن . فمي : عصفور حرّ . ومع هذا .. كلماتي قنصت كلماته !
(أ) ـ ما وجه الشبه بين « القضاة» و «شركات الاتصالات»؟ ـ الاثنان «يجلدونك» .. الأول بالعصا، والثاني بالفواتير ! ـ وما وجه الاختلاف بينهما ؟ ـ الثاني يقول : سدد .. واعترض، والأول إذا اعترضت زاد عدد الجلدات !
(ب) غضبك، وحزنك تجاه أي حدث .. لن يغيّر في الحدث أي شيء . سيغيّر ملامحك فقط .. ويجعلك أقل جمالاً .
(ج) قال بأسًى : حتى القطط التي تدور حول قمامة الحي الثري .. أجمل وأقوى من قطط حارتنا !
(د) بعض المستمعين يعطيك « أذنه» .. وبعض المستمعين يعطيك « أذنه» و « عقله» أيضاً .. أي عبودية هذه ؟!
(هـ) هل خطر على بالك مرة أن تتحرر من « عقلك» ؟ قبل أن تجيب على هذا السؤال ، سيولد سؤال آخر: وهل العقل « يستعبدك» حتى تتحرر منه ؟.. والإجابة : نعم .. أحياناً ! منذ الولادة، وهذا « العقل» يتشكّل بطريقة لا خيار لك فيها . يملؤه الآخرون بالأشياء التي يؤمنون بها، ويتشكّل من الثقافة المحيطة بك .. وتكبر وأنت تقبل كل الأحكام الجاهزة والتي أصدرها الآخرون تجاه الأشياء . لحظة .. فكّر قليلاً .. وحاول أن تتحرر من « عقلك» الجاهز .. حرّر عقلك « الخاص» من هذا العقل « الجمعي» الذي يفكّر بالنيابة عنك ، ويقرر بالنيابة عنك !
(و) كانت أوضاعه المالية سيئة جدا، والديون تراكمت على كاهله الضعيف . نقله الأصدقاء إلى « إدارة المشاريع» ليحل بعض مشاكله المالية !!
(ز) عندما صافحها الأعمى رأى ما لم يره الآخرون . كانت عيونهم : أصابع . كانت أصابعه : عيون !
-
الأغلبية الصارخة والاعلام الأصم الابكم .... الاثنين 28 يونيو 2010
.
.
.
اعتدنا في مجتمعاتنا العربية على وصف الغالبية من الشعب بـ « الأغلبية الصامتة» ، وهي - في الحقيقة - لم تكن « صامتة» بل « هامسة» تخاف أن تسمعها آذان الجدران، لأن المثل ( والذي يُخيّل لي أن مبتكره رجل مباحث ) يقول: « الجدران لها آذان» .. لهذا كانوا يكتفون بالهمس ! خلال العقد الماضي: عقد ثورة وسائل الاتصال وتعدّد منابر التعبير، ومع ظهور الابتكارات الساحرة، مثل: الانترنت، الجوال، الفضائيات.. علا صوت هذه « الأغلبية» حتى وإن كانت تختفي وراء « نكتة» يتم تداولها عبر رسالة جوال ولا يُعرف قائلها .. أو تختفي وراء اسم مستعار في منتدى إلكتروني. عقد من الزمان تطوّرت فيه أساليب الناس، وصارت بعض «الأسماء المستعارة» في بعض المنتديات الالكترونية أكثر شهرة من بعض الأسماء الحقيقية التي تكتب في الصحف الرسمية .. بل إنها أحياناً تحظى بقبول أكبر . صار بإمكان « الأغلبية» وعبر كاميرا الجوال أن تُوثق بعض الأحداث التي لم - ولن - تستطيع كاميرا التلفزيون الرسمي التقاطها .. و « اليوتيوب » يتكفل بعرضها للملايين دون وساطة من أحد . « الأغلبية الصامتة» لم تعد صامتة ولم تكتف بالهمس .. بل إنها صارت الأغلبية « الصارخة » . « الأغلبية» صار لها صفحة على « الفيسبوك « تطرح من خلالها ما تشاء من أفكار . « الأغلبية» صار لها عضوية في منتدى إلكتروني تستطيع من خلالها أن تشكل الرأي العام أكثر مما يفعله كاتب رسمي، أو وسيلة إعلام رسمية . « الأغلبية» صار لها قناة على « اليوتيوب» تصوّر - وتفضح - وتعرض من خلالها ما تشاء من المشاهد. وعبر « القروبات» يتشكل مجتمع مدني مصغّر يطالب بحقوقه، ويجمع الأنصار عبر رسالة إلكترونية واحدة تصل إلى الملايين بضغطة زر واحد . لم تعد « الأغلبية» تنتظر ما يقوله لها التلفزيون الرسمي أو الإذاعة الرسمية تجاه أي حدث يحدث.. بل إنها استبدلتهما بآلاف المصادر المختلفة، وصارت تختار - وتصدّق - ما تشاء من الروايات، بدلاً من الرواية الواحدة التي كان يقدمها الإعلام الرسمي . على الإعلام الرسمي العربي أن يستوعب ما يحدث حوله، فمنع كاتب من الكتابة لن يمنعه من إيصال صوته وأفكاره إلى الناس، والأفكار التي طرحت - ومنعت - قبل ألف عام ( قبل : المطبعة والإذاعة والجريدة ) استطاعت أن تصل إلى الناس وعبرت الزمن لتصل إلينا في عصرنا هذا.. فما أغبى المنع في زمن ( الانترنت والجوال والفضائيات). كيف تمنع كتاباً من النشر وأنا بإمكاني أن أرسله - كاملا ً - عبر رسالة وسائط هاتفية إلى آلاف الأشخاص؟ كيف تحجب منتدى إلكترونيا وبإمكان ولد في الثالثة عشرة من عمره اختراق حجبك ؟! كيف تمنع مشهداً من العرض والجميع بإمكانه عرضه خلال دقائق عبر الانترنت ؟ كيف تمنع « الحقيقة » من أن تصل إلى الناس ؟.. والحقيقة لا تموت، وستصل ذات يوم ! طرحي لهذه الأسئلة يجعلك تشعر أن « الإعلام الرسمي» يعيش خارج الزمن.. خارج التاريخ - وهذه هي الحقيقة - وأنه لم يستوعب ما يحدث حوله . على الإعلام الرسمي العربي، ومن ورائه أصحاب القرار في العواصم العربية، أن يستوعبوا هذا العصر، وأن يكونوا جزءا منه، وبدلاً من الانشغال بالمحاولات العقيمة لمجابهته عبر طرقهم البدائية.. عليهم أن يستقبلوه ويقبلوه ويتعلموا كيفية التعامل معه . وتذكروا: الأغلبية الصامتة صارت « الأغلبية الصارخة» وهي تتشكل كـ « شعب افتراضي» على شاشات الانترنت بطريقة لم ولن تتخيلوا مداها وقوتها، ولم ولن تتنبأوا كيف سيتطوّر هذا « الشعب الافتراضي» وما هي خطوته القادمة ! المخيف - وفي لحظة تاريخية ما - يخرج هذا « الشعب الافتراضي» من شاشة الكمبيوتر لينزل فجأة إلى الشارع !! على فكرة : « نشرات الأخبار» في التلفزيونات الرسمية لا يتابعها أحد.. هذه حقيقة! لذلك أقترح على وزراء الإعلام العرب إلغاء نشرة الأخبار وفصل المذيعين وتوفير مرتباتهم لميزانية الدولة.. أو تحويلهم لبرامج المسابقات !
-
رسائل بلهجة الناس ... الأربعاء 30 يونيو 2010
.
.
يا إخوان .. إذا أحد يعرف أي أحد يعمل في سفاراتنا في الخارج - وخاصة في الملحقيات التعليمية - يوصل له هذه الرسالة : يا «أبو الشباب» .. أنت تحظى بالرفاهية والامتيازات والرواتب العالية لا لـ «سواد عيونك» بل لكي تكون خادمًا للمواطن السعودي، وتسهل له أعماله. أنت تعمل هناك بعيدًاعن الغبار والحر و«ضيقة الصدر» لكي تقف بجانب المواطن .. لا لكي تزعجه بطلباتك وبيروقراطيتك التي حملتها معك في حقيبة السفر ! (2) يا إخوان .. إذا كان فيكم أحد يعرف أي أحد يعمل في جامعة الحدود الشمالية «عليه الله» أن يبعث لهم هذه الرسالة بالنيابة عني: آلاف الشباب العاطلين في منطقتنا ينتظرون مئات الوظائف التي تم الإعلان عنها لديكم، وقطعوا مئات الكيلومترات - ذهابًا وإيابًا - للتقديم عليها، والاختبار، والمقابلة الشخصية ... فلماذا تم إعلان أسماء المقبولين بـ «الدس» عبر الهاتف؟! هل خفتم أن ننزعج من كثرة الأسماء الغريبة؟ ونتساءل كيف أتت من المناطق البعيدة لتختطف وظائف أهل المنطقة هم الأولى بها؟.. هل خفتم أن نتساءل كيف تم ذلك؟! وطالما أن أغلبية الوظائف في البلد توزع بالواسطة في النهاية فنرجو من الإدارات الحكومية عدم الإعلان عنها، لأنهم بهذا: يُكلفون الشباب سفرًا ومشقةً وأحلامًا تنتهي بكوابيس، ويكلفون أهاليهم بمصاريف ليس لديهم القدرة عليها. الله يرضى عليكم .. خذوها من قاصرها: ووزعوا وظايفكم على قرايبكم .. وفكونا من الإعلانات !! (3) يا إخوان .. إذا فيكم أحد يعرف أي أحد في مجلس الشورى، أرجو أن يسأله هذا السؤال: «أنتم بالضبط وشي شغلتكم» ؟! (4) يا إخوان .. إذا فيكم أحد يعرف أي أحد من «حملات المعلمين والمعلمات» فعليه أن يخبرهم أن وزارتهم الموقرة صارت تتعامل معهم كأنهم مطاردون أمنيًا، وصارت تصدر بيانات لإرهابهم، من نوعية : (استطعنا أن نرصد أسماء المحرضين)!!! وهناك من يقول أنها تغلغلت داخل حملاتكم، واستطاعت أن تزرع فايروس «فرّق تسد» .. فعليكم الحذر ! (5) يا إخوان .. إذا فيكم أحد يعرف أي أحد في وزارة التخطيط فليبعث لهم نفس رسالتنا إلى مجلس الشورى .. دون زيادة أو نقصان ! على فكرة : حنا عندنا وزارة تخطيط ؟!!
-
فاكهة الصيف الماضي ... السبت 3 يوليو 2010
.
.
.
أ) للأفكار الرائعة أجنحة، تجعلها تُحلّق في كل السماوات وتغرّد على شبابيك البيوت المغلقة. لن يستطيع كل هواة « القنص» اصطيادها.. أو قتلها !
(ب) عندما ترى أن الحياة : « أبيض وأسود» فقط .. تأكد أن الخلل فيك، وليس في الحياة وألوانها.
(ج) أحمق من يرفض المستقبل.. وأكثر حماقة من يُحاول إلغاء الماضي !
(د) نظرت إليّ ( وعيناها باتساع البحر ) وقالت : ـ هل تُجيد السباحة ؟ قلت : لا… أجيد الغرق!!
(هـ) كل يوم نردد : « لا فرق بين عربي وأعجمي ..» وكل يوم - على النقيض - نسأل عن « فـلان» : « وش يرجع» ؟!!
(و) ـ لا يهمّ ما الذي سنحصل عليه في هذه الحياة. المهم كيف سنحصل عليه ؟.. وهل سنفقد مقابله شيئاً أهمّ منه ؟! ( قالتها عاهر فاحشة الثراء لمسؤول تخلّص من شرفه أخيراً ) !!
(ز) كل جيوش العالم وطغاته لا يستطيعون نزع حريتك منك. وحدك أنت، تستطيع أن تنزعها من نفسك، عندما تـُفرط فيها. كم من طليق مستعبد.. وكم من سجين حرّ!
(ح) هذه « الإدارة» مهووسة بنظافة المدينة . نسيَت أن أول خطوة لـ « تنظيف» المدينة: تغيير الإدارة « الوسخة» !
(ط) في المطاعم نعرف الجراسين ولا نعرف الطهاة.. وكذلك في الحياة ! كثيرة هي الأشياء التي نرى الذين يقدمونها لنا.. ولا نعرف في الحقيقة من الذي يقوم بـ « طبخها» !
(ي) يُبدل أفكاره ومواقفه مثلما يُبدل أحذيته.. لهذا يمشي برأس حاف ِ !
(ق) بإمكان « عود ثقاب» أن يحرق غابة كاملة.. ولكن ليس بإمكانه أن يعود شجرة !
(ل) الجبناء وحدهم هم الذين يظنون أن الفرق الوحيد بين « الأقدام» و «الإقدام» : همزة.. ارتفعت هنا، وانخفضت هناك !
(م ) يحدث انفجار في مكان ما .. يسميه أحدهم : نضالا. يسميه الآخر : إرهابا . الأقوى بينهما (كلماته) هي التي ستقوم بصياغة الخبر في نشرات الأخبار.. وبعد فترة تتحوّل إلى ثقافة ! ………… انفجار الكلمات أقوى من انفجار القنابل .
-
جرائم الكترونية وقانون ... الاثنين 5 يوليو 2010
كل آلة أخترعها الإنسان، وكل فكرة أبتكرها العقل البشري، هي في الغالب أتت لأجل الخير ولأجل إسعاد البشرية، ولكن.. ولأن هذا “الإنسان” يتشكل من ضدين هما: الخير والشر، كان عقله الشيطاني يجد ما يحوّل هذه الابتكارات والاختراعات من اختراعات خيّرة إلى اختراعات شريرة ومؤذية! “السكين” لم يخترعها الإنسان كأداة للقتل.. بل هو هذا العقل الشرير الذي حولها إلى آلة غدر وخيانة.. بدلاً من أن تكتفي بدورها بين أدوات المطبخ! “الديناميت” تم اختراعه لتفجير الجبال وتمهيد الدروب الوعرة ليتواصل البشر مع بعضهم البعض ويتغلبون على مصاعب الجغرافيا.. أتى العقل الشرير ليحوله إلى قنبلة تقتل الملايين. وهناك الكثير الكثير من الاختراعات البشرية التي حولها العقل الشرير من أداة لإسعاد البشر إلى أداة لإيذائهم (من أقدم وأبسط اختراع “السكين”.. إلى أحدث ابتكار مذهل قدمته التكنولوجيا الحديثة).. وأبرز مثال هو وسائل الاتصالات الحديثة (الانترنت - الهاتف النقال) والتي تتحول أحياناً على أيدي البعض من نعمة إلى نقمة. هناك من يقتحم خصوصيتك ويتجسس على أسرارك وملفاتك، وهذه جريمة. هناك من يرسل فايروس لتدمير جهاز الكمبيوتر أو جهاز الجوال، وهذه جريمة. هناك من يرتكب جرائم “التحرش” عبر هذه الوسائل، وهناك من يمارس الإزعاج اليومي. وهناك من يصور الصور الفاضحة، ويوزعها، ويمارس “الابتزاز” القذر من خلالها.. وهذه جريمة كبرى. لا بد من أيجاد قانون واضح وصريح يحمي الناس من هذه الجرائم، وان تكون هناك عقوبات صارمة تطبق بحق من يرتكب مثل هذه الجرائم لكي يتردد ألف مرة قبل الإقدام على جريمته.. لا بد من احترام خصوصية الناس والدفاع عنها ومعاقبة من يتجرأ على اقتحامها.. حتى وإن كان الأمر لا يتجاوز سرقة “أيميل” .. لا بد من “تقنين” الجرائم الالكترونية، ونشرها على الملأ، وعدم الاكتفاء بوضعها على الورق.. بل تطبيقها على أرض الواقع. ثم ما الذي يمنعنا من التشهير بهؤلاء “المجرمين” ونشر صورهم وأسمائهم في الصحف؟.. هم لم يترددوا في اختراق خصوصيات الناس و“كشف سترهم” .. فلماذا نتستر عليهم؟!.. فليكن هذا جزء من العقوبة. - أرجو من شركات الاتصالات كافة أن تقرأ هذا المقال وتتوقف عن توزيع الهواتف النقالة “مسبقة الدفع” تلك التي لا تعرف هويات أصحابها. - أرجو من “هيئة الاتصالات” أن تقرأ هذا المقال وتشرع قانونا يشارك بحماية الناس من الجرائم الالكترونية. - أرجو من “مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية” قراءة هذا الخبر: قررت الحكومة التركية البدء بمشروع قومي “أيميل وطني” لكل مواطن تركي وذلك لحمايتهم من التلصص، وسيكتب هذا البريد مع المعلومات الأساسية الواردة في بطاقة الهوية، وكل طفل يولد سيكتب في شهادة ميلاده تلقائيا بريده الخاص الذي يستخدمه في المستقبل. متى يصبح لدينا مثل هذا المشروع؟.. مع شرطين أساسيين: الأول: أن لا يستأثر عيال النعمة بـ“الأيميلات السنعة”. الثاني: أن لا يستخدم (لأغراض أخرى) وبدلا من أن يكون معنا.. يصبح علينا!
-
غزل معاصر وممنوع ... الأربعاء 7 يوليو 2010
.
.
.
أحبك كما يحب الموظف الفاسد المناقصات الجديدة ، وأتلهف عليك كما تأخذه اللهفة للمشاريع القادمة . أفكر أن أقول : أنت ِ « أكسجين « حياتي .. ولكن .. حتى الأكسجين – في هذه الأنحاء – يشعر بالاختناق أحياناً ! ـ أحبك محبة سكان المدن الكبرى لـ « تيوب لستك « عندما تمطر فجأة.. كأنك أنت قارب نجاتي. ـ أحبك كما يحب « الدباغ« مشاريع «باوربوينت«. ـ أحبك محبة الأطفال الفقراء لـ « بطانية « عندما تهب رياح الشمال .. و « بردها شيني « . ـ أحبك كثيراً كثيراً : أكثر مما يردد أستاذنا الغذامي كلمة « نسق « ، وأكثر من تصريحات صديقنا عبده خال بعد حصوله على البوكر ، وأكثر من ثرثرة اليمين واليسار عن الاختلاط وإرضاع الكبير . ـ أحبك بشكل فوضوي .. لا يحتاج إلى «خطط« ولهذا سيفوز حبنا بكأس العالم . وسأحافظ على حبك وأصونه كما تحافظ وزارة الصحة على عبارة «لا يوجد سرير« . ـ سأغني لك يا حبيبتي أغنية لفيروز : شايفه البحر شو كبير ؟.. كبر البحر بحبك . شايفه عدد العاطلات اللواتي ينتظرن التعيين؟.. كثر العاطلات أحبك . شايفه عدد المقالات التي كتبت عن مطار الملك عبدالعزيز ، وقطار المشاعر ، وكارثة جدة ، وانقطاعات الكهرباء ، ونظام « ساهر « ، وأنفلونزا الخنازير ، وحمى الضنك ، و.. الفساد ... كثر المقالات أحبك .. لا .. أكثر .. كثر الفساد أحبك . ـ وحبي لك ليس مشروعاً مؤجلاً لا يعرف أحد أسباب تأجيله الحقيقية .. حبي لك ليس وهمياً مثل بعض المشاريع الكبرى.. حبي لك ثابت ثبات فقر أهل « الصنادق «والمناطق العشوائية . وحتى وأنت ِ بجانبي : أتلهف لك لهفة شاب عاطل يبحث عن وظيفة خرافية ، وأتمسك بك مثلما يفعل بملفه الأخضر . ـ أحبك رغم مواعيدك التي تشبه وعود وزارة التربية للمعلمين والمعلمات ، وأخاف أن ( تنقطع) علاقتنا و( تنفصل ) مثل فصل هاتفي النقال .. رغم كل الفواتير التي أسددها ورغم كل فواتير العشق التي سددتها لك . أرجوك .. أرجوك .. لا تخذلي قلبي .. لا تجعليني كأنني «مواطن« بائس يحلم بالتغيير وأنت ِ كأنك «الشورى« . ـ علاقتي بك تشبه ما قاله حبيبنا « بدر بن عبدالمحسن « : ( أنا اللي أكرهك وأحبك / شعوري صعب تفسيره) وتظلين في نظري : امرأة استثنائية .. بالضبط كأنك بلادي !
-
كتابة داخل الكتابة السبت 10 يوليو 2010
(1) في داخل كل كاتب : « شيخ « حكيم .. و « صبي « مشاغب .. وأنا منذ سنوات أحاول أن أعلم « الصبي « المشاغب شيئا من الحكمة . وأحاول أن أنزع ثياب الوقار عن « الشيخ « لأجعله يرقص عاريا على حافة السطر ! ( حتى هذه « الفقرة « .. لا أدري من منهما حرّضني - قبل الآخر - على كتابتها ؟! ) .. و « الصبي « يحاول أن يُعيد ترتيب ألوان قوس قزح في السماء، ويريد أن يُعطر المساء بأنفاس النساء، ويكتب على الحائط « طــز « لــ ... بعض الأسماء ! و « الشيخ « يحاول أن يتكئ على « عكاز « المعنى .. لكي لا « تعرج « الفكرة ! و « أنا « أحاول أن أوفق بينهما .. فحضورهما يرهقني .. وغيابهما يرهقني أكثر ! ( هناك « امرأة « تتابع المشهد .. وتكمله ) .
(2) « الفكرة « : امرأة .. تراودك عن نفسها . ـ عند الكتابة لا تدّعي الفضيلة ! ـ عندما تنزع « الفكرة « أول قطعة من ملابسها .. كن أنت : سريرها ! لحظات ، وتضيء : بك .. ولك .
(3) إذا قالت الفكرة / المرأة : « خذني إلى البحر « . اذهب إلى البحر .. وخذه إليها : ليتبلل بها ! ويرى بعض أصدافها ولآلئها وأمواجها . ......... وجود البحر بجانب المرأة، لا يخلو من مخاطر .. منها : ـ أن يغرق البحر !
(4) الشيخ رغم وقاره : لا يرفض نزع بعض ملابس الفكرة ! والصبي رغم شغبه : يرفض أن يراها عارية تماما ! اتفقا على أن يغطياها بشال شفاف . وعليّ « أنا « أن أنسج هذا الشال من دمي وأعصابي !
(5) الصبي المشاغب : صيّاد ماهر . والشيخ الحكيم : فلّاح صبور . وأنا .. أجهّز المائدة ! والفكرة الحسناء قادمة في الطريق إلينا لتتناول العشاء معنا .
-
جواري العصر الحديث .. الاثنين 12 يوليو 2010
قبل سنوات قليلة، أُصيب المشاهد العربي بالصدمة عندما رأى لأول مرة “ذات الشراشف” وهو اللقب الذي اشتهرت به المطربة أليسا.. ومعها زميلتها الفاضلة “ذات الطشت” السيدة نانسي عجرم.. مع العلم: أنه لا علاقة للسيدة الفاضلة نانسي عجرم بالأغنية الشهيرة التي تقول كلماتها: (الطشت قلّي / يا حلوة ياللّي / قومي استحمّي)، فهذه لمطربة أخرى لشدة وساختها جعلت الطشت نفسه ينطق ويطالبها بالاستحمام! الآن.. جولة صغيرة على الفضائيات الغنائية العربية، تصل إلى نتيجة ترى فيها أن نانسي وأليسا ليستا سوى سيدتين فاضلتين محتشمتين مقابل ما تراه كل يوم من عري.. أصبحنا -بالضبط- مثل المواطن العراقي الذي يرى وضع العراق اليوم ويتمنى زمن صدام، رغم كل سوئه! وإذا كان البلد الفلاني اعتاد على أن يُقدم للبشرية خمسة كتب كل يوم، والآخر خمسة اختراعات جديدة، والثالث خمسة أدوية.. فالعالم العربي -وبقيادة مُلاك الفضائيات / الفضائحيات- يقدم كل يوم للبشرية خمس مغنيات فيديو كليب جدد.. القاسم المشترك بينهن أن كل واحدة منهن مستعدة لأن “تنزع” أكثر من الأخرى.. فهن أخذن من السياسي العربي المنافق مفردة “الشفافية”، وأرادت كل منهن أن تطبقها على طريقتها! وهناك -يا رعاكم الله- قنوات يديرها أشباه الرجال، تشعر عندما تشاهدها أن هنالك حملة قومية كبرى شعارها “مرقص لكل مواطن” .. أو“مرقصك في بيتك”! بالله عليكم، ما الفرق بين أشباه الرجال الذين يروّجون لبيع اللحم الأبيض في الأماكن السرية، وبين مَن يبيعه علانية عبر الفضاء لكي يحصل على رسالة sms تزيد دخله؟ أليس كلاهما يستحق أن يُطلق عليه نفس الاسم؟!
-
بحث في ألمانيا .... الأربعاء 14 يوليو 2010
تخيّلوا لو أن شقيق المسئول الأول عن الخدمات الصحية في إحدى المقاطعات الألمانية أراد أن يدخل إلى إحدى المنشآت الصحية التي لا يحق له الدخول إليها – وهو يتكئ على سلطة شقيقه – ووقف له بالمرصاد حارس الأمن ومنعه من الدخول .. ثم أتى المسئول الأول عن الخدمات الصحية ( لا لكي يكافئ الحارس ) بل لكي يضربه بالجزمة ! وتسرب خبر هذه الحادثة ، ووصل إلى الإعلام والقضاء والرأي العام .. تـُرى ما الذي سيحدث لهذا المسئول ؟! بالله عليكم تخيلوا .. ، أعلم أنني أكثرت عليكم ترديد « تخيلوا « ولكن أعدكم أن تكون آخر مرة : تخيلوا ما الذي سيحدث لهذا المسئول من الصحافة وبقية وسائل الإعلام ؟.. سيصبح المشهد كأن أحد أبواب جهنم فتح في وجهه ، وكيف أنه سيقدم استقالته في أسرع وقت ، وكيف أنه سيتقدم باعتذار علني متلفز للحارس أمام الشعب الألماني مع اعتذار آخر لكافة الكائنات التي أزعجها تصرفه هذا ، وكيف أنه سيفكر بالانتحار .. والعياذ بالله ، وكيف أنه .... لااااء ياهووووه .. « ألمانيا ما هي على خبركم « .. ألمانيا تغيرت ! الذي سيحدث – وببساطة – هو التالي : ـ سيأتي وكيل حاكم المقاطعة لـ « يصلح ذات البين « بين المسئول والحارس . ـ ويأتي القاضي ليكتفي بـ « الصلح « ودفع « شرهه « للحارس . ـ ويأتي رجال أعمال المقاطعة ( وبعضهم من مُلاك المستشفيات وتتقاطع مصالحهم مع مسئول الصحة ) للمشاركة في دفع الشرهة نيابة عن المسئول . ـ ويأتي وزير الصحة ( الألماني طبعا ً ) ليجدد الثقة بهذا المسئول ويمدد خدمته لسنوات قادمة . وهكذا ، تنتهي القضية ، ولا كأنه حدث شيء يستحق التوقف عنده . * * * * * الآن – فقط – عرفت شيئين استعصى عليّ فهمهما منذ سنوات : ـ عرفت ما الذي يقصده « محمد عبده « وهو يردد منذ عقدين ( أنتي ما مثلك بـ هالدنيا بلد / والله ما مثلك بـ هالدنيا بلد ) لا تحلف يا محمد عبده .. مصدقينك ! ـ وعرفت لماذا « سنتر « سامي الجابر أمام ألمانيا ثماني مرات !
-
فاكهة 7 ... السبت 17 يوليو 2010
الذي يحسب عدد أصابعه قبل الكتابة يخرج بعد الكتابة بأصابع كاملة وكلمات ناقصة!
(أ)
مستغرب من بعض شيوخ حارتنا جزاهم الله خير الجزاء : إذا سألتهم عن نقل الأعضاء البشرية والاستنساخ .. لديهم إجابة . وإذا سألتهم عن حدث كوني أو فلكي .. لديهم إجابة . وإذا سألتهم عن مسألة اقتصادية معقدة .. لديهم إجابة . وإذا سألتهم عن تقنية النانو .. لديهم إجابة . أتمنى – ولو لمرة واحدة – أن أسمع هذه الإجابة : « لا أعلم « .. و ( من قال لا أعلم فقد أفتى ) .
(ب)
سطل من الماء لو رميته على رأس أحدهم : لن يقتله . سطل من الماء ( المتجمد ) لو رميته على رأس أحدهم : سيقتله . انظروا حولكم ، وابحثوا عن هذا الماء البريء الذي تم تجميده وتحوّل إلى ماء قاتل !
(ج)
كل صياد سيحصل على رزقه الذي كتبه الله له .. ولكن ، عليه أن يذهب إلى البحر ، فالأسماك لن تأتيه إلى المنزل .
(د)
لك خمسة أصابع ... لماذا لم تكن أربعة أو ستة ؟
هل سبق لك أن طرحت هذا السؤال على نفسك ؟
أنا لا أمتلك الإجابة .. ولكن .. أجمل الأسئلة تلك
التي تحرض على ولادة أسئلة أخرى !
*****
تخيّلوا : ما الذي كان سيفعله "عبادي الجوهر"
بالعود لو كان لديه ستة أصابع ؟! ـ ربما يرتبك أكثر ـ ربما يبتكر أكثر ـ ربما يخبرنا لماذا اللون الأخضر صار أخضر !
*****
القلم : أصبعي السـادس ... ويدي ليست مشوهة .
(هـ)
من الغرائب السعودية خبر نشرته صحيفة « الوطن « قبل أيام ويقول : وفد لبناني يبحث الاستفادة من خبرات هيئة السياحة السعودية !!! .. بربكم ، هل تكفي ثلاث علامات تعجب؟
(و)
لا ترفض ما لا تعرفه .. فقط لأنك لا تعرفه .
ولا تحتفِ بالأشياء التي لديك .. فقط لأنها بين يديك .
(ز)
قرض بنكي : استعباد حديث تحت رعاية مؤسسة النقد .
ملف علاّقي أخضر + ختم العمدة : البيروقراطية السعودية في أبهى تجلياتها !.
-
"متعب السعد" ... الاثنين 19 يوليو 2010
كل الموتى ملامحهم هادئة . مع «متعب السعد» أول مرة أرى ميت.. وغاضب! (مسؤول ثلاجة الموتى في المستشفى) وُلد بسرعة.. أنجبته أمه ولم يدخل حملها له الشهر السابع وكبر بسرعة. ومات بسرعة. (إحدى عجائز العائلة) «متعب السعد»: أجمل وألطف الرجال الذين عرفتهم في حياتي . (سطر كتبه اسم مستعار – لا يعلم أحد هل هو ذكر أم هي أنثى – ونشر في منتدى إلكتروني شهير) كنت أراهن عليه لمستقبل الكتابة السردية في البلد.. ولكنه خذلني ! (ناقد) كانت تنبعث منه رائحة كريهة، والعياذ بالله ! (موظف مغسلة الموتى في المقبرة) الفقيد - رحمه الله رحمة واسعة - كان يكفل أحد الأيتام في جمعيتنا وذلك منذ ثلاث سنوات وحتى يوم وفاته.. لا حرمه الله الأجر . (مدير الجمعية الخيرية) انشغل في السنتين الأخيرتين بالبحث عن أصل جدنا السابع.. وصار يهوى جمع كتب الأنساب! ( أحد أبناء عمومته ) الله يرحمه.. كان موظف سيئ ! (زميل في العمل) أراح .. واستراح ! (أحد الأقارب) سنفتقده كثيرا . (أحد الأقارب) كم من حكاية تبحث عنك لترويها ؟ كم من «قصة قصيرة» كانت ستأتي على يديك.. ذهَبَت ولم – ولن – تعود .. لأنه لن يكتبها أحد سواك . كم من « لقطة» ستعبر أمامنا دون أن نراها، ووحدك من يراها ويلتقطها . مات بطل الحكاية في منتصف الحكاية . لم يعد للسرد طعم بعدك يا « متعب السعد» . أنت روايتنا الأجمل والتي توقفت عند الفصل الرابع .. دون أن نعرف بقية الحكاية.. (مقطع من نص يرثي متعب السعد نشرته المجلة الثقافية). متعب ؟.. متعب السعد ؟!... كأنني أعرف هذا الاسم !... أين يعمل ؟! (واحد) ـ أنا لم أختار يوم ولادتي ، ولا أصلي ولا فصلي ، ولا لون بشرتي أو شكل ملامحي ، ولا القوم الذين أنتمي إليهم ، ولكن .. بإمكاني أن أختار يوم وفاتي وشكل مماتي ! (من إجابة لمتعب السعد في حوار أجرته معه صحيفة الحياة). عامل سنترال المستشفى المجاور خرج من مكتبه الصغير دون أن يستأذن من المدير المناوب « كلها دقائق وأعود .. وهذا الوقت من النادر أن تأتي اتصالات لطلب النجدة « عَبَر الطريق متجها لذلك الحي ليشتري علبة سجائر من السوبر ماركت الوحيدة التي لا تغلق أبوابها بعد منتصف الليل. دهسته سيارة مسرعة قبل أن يصل إلى الرصيف الآخر. تمدد على الإسفلت وقد تهشم فكه وتساقطت أسنانه وأنكسر عموده الفقري.. ودماء كثيرة تنزف منه لا يدري من أين . كان يسمع بعض كلمات العمال الذين خرجوا من السوق «هنا مستشفى قريب».. «لا نستطيع أن نحمله».. «سيتضرر ظهره وأي حركة من الممكن أن تصيبه بالشلل».. «لا بد من حضور سيارة الإسعاف».. «لا أحد يجيب على الهاتف»... «لا أحد يجيب» ... «لا أحد يجيب».... لحظتها كان يتمنى لو أنه يستطيع الكلام ، ليقول لهم: «أنتم تتصلون علي.. يجب أن أكون هناك لأرد على اتصالاتكم»! (قصة قصيرة لمتعب السعد).
-
قلي بربك كيف فعلتها ؟ ... الأربعاء 21 يوليو 2010
.
.
.
لست واعظًا، ولا أمتلك موهبة الواعظ الذي يحرك القلوب من أماكنها.. أو بالأصح : يعيد القلوب إلى أماكنها الطبيعية. وكذلك أعلم أنه لا أحد يحب «النصيحة» المباشرة، فهي لا تمتلك جاذبية الأشياء الطريفة، ولا إثارة الأشياء الجريئة.. ومع هذا، سأواصل ما أريد أن أقوله لك عزيزي القارئ :
سأحدثك عن هذا «الرجل» الذي كان يضع أذنه على بطن أمك محاولا التقاط أي حركة منك.
سأحدثك عن هذا «الرجل» الذي أحبك قبل أن تأتي، وأحبك أكثر بعد أن أتيت. وكان يذرع ممرات المستشفى قلقًا عليك وانتظارًا لقدومك.
سأحدثك عن هذا «الرجل» الذي كان ينحني أمامك بفرح لكي يربط حذاءك وهو يبتسم.
سأحدثك عن هذا «الرجل» الذي كان يُصارع الحياة لكي يوفر لك الخبز.
سأحدثك عن هذا «الرجل» الذي كانت تضيق بوجهه الدنيا؛ لأن حرارتك ارتفعت قليلاً.
سأحدثك عن هذا «الرجل» :
الذي ما يزال يحفظ أول كلمة نطقت بها.
وما يزال يتذكر أول خطوة مشيتها، وتعثرت وكاد أن يسقط قلبه قبلك.
ويتذكر أول يوم ذهبت فيه إلى المدرسة.
ويتذكر انتباهته الأولى لهذا التغير في نبرة صوتك، ودخولك مرحلة «البلوغ» وفرحته لأنك أصبحت «رجلاً» !
هل عرفت هذا «الرجل» ؟... نعم.. إنه والدك.
قل لي بربك : كيف فعلتها ؟!
كيف استطعت أن ترمي هذا الرجل في «دار المسنين» ؟
-
منع من النشر ... السبت 24 يوليو 2010
.
.
.
ـ مضت نصف ساعة وأنت ممدّد أمام هذه الورقة البيضاء.. وما زالت فارغة !
ـ بياضها يستفزني ويزعجني ، بعد قليل سأملؤها بالكلمات.
ـ عن ماذا ستكتب ؟
ـ لا أعرف !
ـ حسناً.. اكتب عن هذه الحالة.
ـ كيف ؟
ـ اكتب عن أنك لا تعرف عماذا ستكتب.
ـ هذا إفلاس..
ـ ليس دائما.. فمن الفن أن تكتب عن الفن.
ـ نعم ليس دائماً.. ولكنه في الغالب عندما لا تحضر “الكتابة”.. نبدأ بالكتابة عن “الكتابة”.
ـ معقول !.. انظر حولك.. ما أكثر القضايا في البلد.. وما أكثر الأشياء التي تستحق أن تـُُكشف ويُكتب عنها.
ـ وما الفائدة ؟
ـ الكلمة: محبة ، الكلمة: نور ، الكلمة: وعي ، الكلمة: سلاح ، الكلمــ...
ـ دعنا من هذا الكلام المجاني ، والمثالي جداً ، وقل لي: ما الفائدة ؟.. هل تغيّر شيء ؟!
ـ هل أصابك اليأس ؟
ـ لا.. ولكنني أحياناً أشعر أنني – ومعي البقيـة – لسنا سوى مُسكن لإزالة “الاحتقان” من أنف.. وروح المواطن !
ـ لااااء... أنت محبط !
ـ لست محبطاً ، ولكن.. عندما نكتب عن الشركة التي تهرب مشتقات النفط إلى الخارج.. ما الذي يحدث بعدها ؟.. وعندما نتساءل عن “بترومين” ولا نجد مجيباً ؟.. وعندما نصرخ ضد هذا الفاسد الذي أتى الوظيفة وهو يستدين الألف ريال ، وخرج منها بثروة تصل إلى نصف مليار.. ما النتيجة ؟!.. وعندما نكتب كل يوم عن سوء الخدمات ، وعن البطالة ، وعن القلق من المستقبل ، وعن.. وعن.. وعن... هل وجدت ردة فعل لما نكتبه ؟!.. وعندما يكتب نصف كتاب البلد عن التكلفة الخرافية لبعض المشاريع.. هل وجدت مسؤولاً واحداً أتى ليخبرنا (ويفهمنا) ما الذي يحدث ؟!!
ـ عظيم.. !
ـ ما هو العظيم ؟!
ـ هذا الحوار الذي دار بيننا: فكرة مقال جميل..
ـ وهل تظن أنه سينشر ؟
ـ جرّب !
• ملاحظات مسؤول التحرير:
المقال لغته حادة ، ومتشائمة. ومفردة “الفساد” أظنها تكررت أكثر من اللازم. يجب تعديل السطر العاشر والسطر الرابع عشر. وشطب الفقرة الثانية والاكتفاء بالفقرة الأولى والتي تنتهي بكلمة “جرّب”.
• خروج عن النص:
.. وقبل أن يذهب صديقي رمى عليّ قائمة “المقالات الآمنـة”:
ـ اكتب عن تصرفات عضو هيئة الأمر بالمعروف.. ولا تسأل: ولماذا الهيئة أصلاً ؟!
ـ اكتب عن ارتفاع أسعار البطيخ ولا تمس طعمه اللذيذ حتى لا تفقد جمهوره.
ـ اكتب مقالاً ناريا هاجم فيه وزير البنية التحتية وستحظى بتصفيق هائل من الجمهور.. والغالبية لا تعلم أنه لا يوجد هناك شيء اسمه “وزارة البنية التحية” ولن ينتبهوا أنك تهاجم الهواء !!
ـ اكتب عن الزحام في الشوارع ، والمطبات في الشوارع ، والزبالة في الشوارع ، والفوضى في الشوارع.. وإياك أن تصعد الرصيف، أو تطأ الرخام الصقيل.!
ـ اكتب عن هيئة الاستثمار ، ولا تسأل عن “بترومين” – مثلاً.
ـ غن مع الرائع طلال حمزة “جدة غير”.. ولا تسأله: “غير بماذا” ؟!
ـ اكتب عن مدير إدارة صغيرة “لا يهش ولا ينش” وصب جام غضبك عليه ، وإياك أن تصل لوزيره.
وآخر الشهر: ستحصل على المكافأة ، والرضا ، والتصفيق أيضاً
-
فاكهة 8 ... الاثنين 26 يوليو 2010
(أ)
هناك كلمات لذيذة: أتذوّقها قبل أن أكتبها.
وهناك كلمات من ذهب: أعلّقها على عنق حبيبتي.. قبل أن أعلّقها على أعناق الدفاتر.
وهناك كلمات فيها طفولة: أُلاعبها، وأشترى لها الآيسكريم والشيكولاتة، وأحملها بين ذراعيّ حتى لا تسقط على حافة السطر.
وهناك كلمات فاتنة، أُحاول أن أغضَّ الطرف عنها: ولا أدري إلاّ وأنا نائم معها!
وهناك كلمات برائحة الخبز: يأكلها الناس، ويشكرون الفرن والخبّاز..
ويقولون لك بمحبة: مخبزك “شعبي”.. وخبزك “كعك”.
وهناك كلمات منافقة: أبصق في وجهها كل يوم!
(ب)
الذين يحبون لا يخسرون أبدًا.. حتى وإن خسروا!
(ج)
مثل غيري، أتابع ما يحدث من جدل ودجل محلي، يقوده نجوم اليمين واليسار، وأشعر أن النجوم الحقيقيين هم خارج المشهد!
أمّا المشهد الذي أراه، فهو ممتلئ بـ: المهرجين، والأراجوزات، والمنافقين.
فهذا أتى إلى المشهد بحثًا عن نصيبه من كعكة الضوء.
وهذا أتى يبحث عن “دور”.. أي دور .
وهذا سمع بـ “الضجة”، وأتى ليكون جزءًا منها.
وهذا زُرع في قلب المشهد ليقوم بما يُطلب منه!
(د)
الأفكار العظيمة لا تموت..
حتى صاحب الفكرة عندما يُفكّر بالتمرد على فكرته
لا يستطيع أن يقضي عليها بسهولة!
(هـ)
ما أن نُرزق بالأطفال حتّى نشعر بأننا كبرنا بسرعة..
لأننا ننشغل بعدّ أعمار أولادنا.. وننسى أعمارنا!
(و)
كل درب جديد تم تمهيده لكي يعبره المسافرون، والأفكار، والرحالة الحالمون..
ومهما كانت النوايا طيبة وسليمة.. إلاّ أنه بعد فترة سيعبره “قطّاع الطرق” أيضًا!
(ز)
الفرصة: عندما تأتي لا تُعلن عن نفسها..
وهي لا تأتي حسب أوقاتك المناسبة
-
تقرير مؤسسة «عنسلا لقنم» عن الخصوصية السعودية!! الأربعاء 28 يوليو 2010
المجتمع المحافظ ينمو ويتضخم.. ولكنه لا يتغيّر!
«البروفيسور جورج أبو قذيلة - محاضر في هارفارد»
أصدرت مؤسسة «عنسلا لقنم» المتخصصة بالدراسات والأبحاث الاجتماعية تقريرها لعام 2010م، ولا يعنيني في تقريرها الطويل سوى ما قالته عن بلادي.
وممّا جاء في التقرير.. هذه بعض النقاط التي تحدثت خلالها عن المملكة العربية السعودية:
- في الكثير من البيوت السعودية لاحظنا وجود «خيمة» أو «بيت شعر» تجده منصوبًا في باحة المنزل بجانب الفيلا الحديثة.. وهذا يدل -عند علماء النفس- أن هذا المجتمع يعيش في لحظة تاريخية مرتبكة ومربكة.. فهو لم يصل إلى المدنية تمامًا، ولم يستوعب حضارتها، ولم يستطع أن يتخلّص من البداوة أو يحافظ على قيمها.
هذه «الخيمة» المنصوبة في باحة المنزل تدل على أنه يعاني من انفصام خطير!
- جولة بسيطة على المواقع الإلكترونية المحلية ترى مئات المواقع الخاصة بالقبائل والعائلات، والتي تهتم بأدق تفاصيل القبيلة / العائلة. تشعر أنهم لم يصلوا بعد إلى «الهوية» الواحدة الجامعة، وأنهم ما يزالون يحافظون على هوياتهم الصغيرة، ويؤمنون أنها الملجأ النهائي والحقيقي. ولا يختلف في هذا بدو أو حضر.
- ما يزال التقديس مستمرًا لـ«شيخ القبيلة»، و«شيخ الدين».. وأضيف لهما في العقدين الماضيين «شيخ المال». تشعر أنه مجتمع متضخم بالشيوخ، ولا تستغرب إذا وجدت بين كل ثلاثة أفراد «شيخ» واحد.
- المجتمع الوحيد الذي ترى فيه الفرد ينام فقيرًا، ويصحو في اليوم التالي مليونيرًا.. كيف؟.. لا نعلم!.. فهذه إحدى الخصائص العجيبة للمجتمع السعودي.
- يتحدثون عن مفردة عجيبة ولها وقع السحر، وهي
«شرهه».. وبإمكانها أن تحل كل مشكلاتك المالية في لحظات.
- خلال العقد الماضي، ومع ثورة تكنولوجيا الاتصالات التي اجتاحت العالم، انطلقت العديد من القنوات التلفزيونية الفضائية والتي تهتم بـ «البعارين»، و«الصقور»، و«الشعر الشعبي».. ورغم وفرتها لن تجد بينها قناة واحدة تهتم بالفكر والثقافة والسياسة. وستجد عدة قنوات تلفزيونية تهتم بـ«المحاورة»، ولن تجد قناة واحدة تهتم بـ«الحوار»
إلاّ إذا كان المقصود بـ («الحوار»: ابن الناقة).. فأبشر بعزّك!
(المحاورة: اثنان يلعنان سنسفيل بعضهما البعض عبر كلام موزون مقفى) -ملاحظة من الباحث-.
- لا تزال العقدة الكبرى لهذا المجتمع هي «المرأة»: يخاف منها.. ويدّعي أنه يخاف عليها.
- يستخدمون «قوقل إيرث» لتحديد موقع «طشت المطر». ويستخدمون «ماجلان» لتحديد الموقع الذي شوهدت فيه «الحبارى» أمس!
معهم تشعر أن الأجهزة الحديثة والابتكارات العلمية المذهلة صنعت لأشياء لم تخطر على بالك.. ولا حتى على بال مبتكرها.
- ستة من خبراء المؤسسة حاولوا إكمال هذه الدراسة عن المجتمع السعودي:
(1) قدّم استقالته، (3) انتحروا، (2) وسوسا.. وطق فيوز في رأس كل منهما!.. والآن.. الآن فقط عرفنا ما الذي تعنيه
«الخصوصية» السعودية.
* ملاحظات غير مهمة:
- «جورج أبو قذيلة» شخصية خيالية.
- مؤسسة «عنسلا لقنم» مؤسسة وهمية، والدليل لو قرأتها بالعكس لأصبحت «من قل السنع».
-
كاتب على ثلاثة شوارع 1 .... 31 يوليو 2010
أحد الأقارب نصحني قائلا ً : « والله لو تترك الكتابة وتطقطق بالعقار إنه أبرك لك» !
ونظرية هذا القريب تقول:إن العقار ( يمرض ولا يموت ) ..
أما الكاتب : يمرض ويموت – مثل بقية خلق الله – ويُسجن أيضا ً !
ويُصرّ على أن الأرض « الفاضية» أكثر قيمة من الكاتب « المليان» !
ولديه ملاحظة ( عقارية / ثقافية ) قالها لي ، وهي :
أنت كاتب « على شارع واحد» !
وتساءل بمحبة وخبث : « ليش ما تصير كاتب على شارعين» ؟!
طبعا قريبي يتمنّى أكثر من هذا ..
يتمنى لو أنني كاتب « رأس بلك» وعلى ثلاثة شوارع !!
(2)
وقريبي هذا يعرف العقارات جيدا ً ، ويعرف الفرق بين أرض وأرض :
فهذه أرض في حي شعبي لا قيمة لها في سوق العقار .
وهذه أرض سكنية قيمتها أعلى .
وهذه أرض تجارية تجلب لصاحبها الملايين.
قلت له : والكتّاب كذلك !..
هناك كاتب : حي .. شعبي .
وهناك كاتب : للإيجار .
وهناك كاتب : تجاري .
وهناك عشرات الكتّاب على شارعين .. وثلاثة!
(3)
عند إحدى أراضيه التجارية قلت له ممازحًا:
يا ابن العم .. « سيّد مكاوي» يقول «الأرض بتتكلم عربي» .. أرضك هذه بأي لغة تتكلم ؟
قال : تتحدث بكل لغات الدنيا .. بالدولار، باليورو ، بالينّ ، بالجنيه الإسترليني ، بالفرنك،...
قاطعته : والعربي ؟!
ـ تركته لك .. أنت وسيد مكاوي !
-
حذاء ... الاثنين 2 أغسطس 2010
قال الحذاء لحذاء آخر :
ـ لماذا ينظر إلينا بعض سكان هذا الشرق بدونية واحتقار ؟
ـ ربما لأنهم يدوسون علينا
ـ ولماذا لا ينظرون إلى الأمر : على أننا نحن الذين نرفعهم عن الأرض ونحميهم من الأذى ؟!
ـ الذي أستغرب منه أن صاحبي يهتم بي، وعندما ينزعني يضعني في مكان مميز في الخزانة، ويقوم بتلميعي كل يوم .. ومع هذا عندما يتشاجر مع أحدهم يشتمه «يا حذاء» !
ضحك الحذاء الآخر ، وقال بمرارة :
ـ هناك ما هو أسوأ .. ألم تنتبه كيف عندما يأتي ذكرنا في حديث عابر ، تجد أحدهم يقول « .. الحذاء أعزكم الله» !
ـ ومع هذا تجدهم يتباهون بنا أحيانًا .. البارحة قال أحدهم لصاحبي الذي ينتعلني «حذاؤك جميل» .. رد عليه بشيء من الغرور «نعم .. أنه ايطالي» .. تصدق ؟.. البارحة فقط عرفت أن جنسيتي إيطالية! ضحك الحذاء الآخر حتى أنفل رباطه .. وقال:
ـ تحمّل .. قدرك هو الذي جعلك حذاءً رجاليًا في قدم شاب مغرور ... تخيّل نفسك حذاءً نسائيًا !
ـ ويكون لوني أحمر بدلاً من هذا اللون الأسود الرسمي ..
ـ نعم ..
ـ ويكون لي كعب طويل ..
ـ نعم ..
ـ وعندما أمشي في الممرات يكون لي إيقاع مميز .. ومثير !
ـ نعم !
ـ أووووه .. لا .. لا ..
ـ لماذا ؟
ـ سأموت مبكرا
ـ وما الذي يجعلك تموت مبكرًا ؟!
ـ الأشياء التي أراها .. ستقتلني ! .. من هذا الذي يرى الجمال ولا يتقطع ؟!. ـ أنا لا أرفض أن أكون حذاءً نسائيًا في قدم امرأة حسناء ، أو حتى حذاءً صغيرًا في قدم طفل نزق، أو أي نوع من الأحذية .. فقط أرفض أن أكون «حذاءً رياضيا» .. هذا النوع من الأحذية تعيس جدًا ، وبلا هوية، وليس له مقاس ثابت، وله وقت محدد ويُرمى ، ويمارس ضده – في التمارين والألعاب الرياضية – أبشع أنواع التعذيب .. هل شاهدت أحدهم يذهب إلى حفلة بحذائه الرياضي ؟.. هل سبق لك – يا أخا الدعس – أن شاهدت أحدًا يُلمّع حذاءه الرياضي ؟!
ـ دعك من هذا الحذاء الهجين ، وقل لي : من أنت ؟.. لم أتعرف عليك بشكل جيّد .. قلت لك إنني إيطالي ولم تخبرني – أيها الزميل – ما جنسيتك ؟
ـ قبل أن أخبرك .. سأحكي لك حكاية
ـ تفضل
ـ يُحكى أن غاندي كان يجري بسرعة للحاق بقطار ، وقد بدأ القطار بالسير وعند صعوده القطار سقطت من قدمه إحدى فردتي حذائه فما كان منه إلا خلع الفردة الثانية ، وبسرعة رماها بجوار الفردة الأولى على سكة القطار فتعجب أصدقاؤه وسألوه ما حملك على ما فعلت ؟ لماذا رميت فردة الحذاء الأخرى ؟ فقال غاندي : أحببت للفقير الذي يجد الحذاء أن يجد فردتين فيستطيع الانتفاع بهما فلو وجد فردة واحدة فلن تفيده ولن أستفيد أنا منها أيضا
ـ يبدو أنك حذاء مثقف .. حسنًا .. قل لي ما جنسيتك ؟
ـ تركي .
ـ أوه .. نفس جنسية الحذاء الذي انطلق في وجه «جورج بوش الابن» ـ نعم .. وأكثر من ذلك.
ـ أكثر كيف .. نفس الماركة ؟
ـ نعم .. وأكثر من ذلك.
ـ نفس الماركة / نفس المصنع / نفس تاريخ الإنتاج / ...
ـ نعم .. وأكثر ...
ـ أخبرني باختصار من أنت ؟.. شكلك حذاء إرهابي !
ـ هل تذكر الحذاء الذي انطلق إلى «بوش» ؟ ـ نعم .
ـ أنا «الفردة الثانية».
-
فاكهة 9 ... الأربعاء 4 أغسطس 2010
في الفترة الأخيرة تشعر أن
الكـُتاب «يقولون» ما يشاءون
والمسؤولون «يفعلون» ما يشاءون
( ويا دار ما دخلك شر ) .. ولا خير !
(أ)
( أن تكون سجينا في بلادك أفضل من أن تكون حرا في
البلاد الغريبة )
هذه عبارة مثالية جدًا ، وغبية جدًا جدًا .
الحرية : هي بلادك .
(ب)
جرّب أن تقول لنفسك ولو لمرة واحدة «أنا على خطأ» !
وحاول أن تراجع أفكارك ، وتصرفاتك ، ومواقفك مع – أو
ضد – الأشياء حولك .
حاول أن ترى ما تفعله بعيون الآخرين ..
أخرج منك .. لتراك بشكل جيّد !
وتذكر : الذين يحاسبون أنفسهم كثيرا .. يخطئون قليلا.
(ج)
عندما تزداد أعداد المخالفين حولك .. تصبح أنت وفكرتك
أمام احتمالين:
ـ أما أن تتحصن فكرتك بالمنطق أكثر حتى تجابه خلافهم
بوعي .
ـ وأما أن يتسرب التطرف لروحك – وفكرتك الهشة – وتبدأ
بإقصاء المخالفين.
(د)
«الحرارة» التي اجتاحت جسدك ليست مرضا !..
هي مقاومة أولى من جسدك لمرض لا تراه ولا تشعر به.
(هـ)
هروبك من «الماضي» لن يوصلك إلى «المستقبل» الذي
تريده.
جابه ماضيك لكي تعرف كيف تجابه مستقبلك.
(و)
حتى الجمهور الذي يحبك وينحاز إليك .. هو في النهاية
«سلطة» !
عليك أن تنتبه للقيد الجميل الذي يصنعه لك بخيوط المحبة.
(ز)
عندما يعلمون أنك «نهر» لن يسألوا وقتها إلى أي «تيار»
تنتمي !
-
متى نسمع عن أرانب 3 ... السبت 7 أغسطس 2010
تعرفون سيارة « غزال 1» ؟
نعم .. هي تلك السيارة التي ( صنعتها ) جامعة الملك سعود .
هناك من صاغ العبارة السابقة بشكل آخر :
نعم .. هي تلك السيارة التي ( جمّعتها ) جامعة الملك سعود !
وأظن أن العبارة مناسبة ، وفيها موسيقى : جمعتها / تجميع / جامعة !
طبعا الجامعة ( حفظها الله ، ورعى إدارتها من كل مكروه ، ورفع ترتيبها العالمي بين الجامعات ) لم ولن ترد ، ولم تفكر بتكليف أساتذة اللغة العربية في كلياتها المتخصصة بالبحث عن أي العبارتين أصح لغوياً : صنعتها ـ أم جمعتها ؟!
طبعا ً هنالك قول ثالث ، ولا يحتاج إلى خبراء في اللغة العربية وصرفها ونحوها ، وهو :
نعم .. هي السيارة التي ( استوردتها ) جامعة الملك سعود من ايطاليا وأتتها في صندوق مغلف !
والجامعة ، مثلها مثل بقية وزاراتنا ومؤسساتنا ، تمارس سياسة « سكتم بكتم » منذ أيام البروفيسور التركي الحائز على جائزة نوبل في المياه !! .. بالله عليكم عمركم سمعتم عن جائزة « نوبل في المياه » ؟!! .. ما علينا .. فأنا أكثر ما يهمني في سيارة « غزال 1» هو رقم (1) الذي يأتي بعد اسمها :
ـ هل يعني هذا أن الجامعة ستصنع (غزال 2) و (غزال 3) و (غزال 9) مثلا ؟
ـ هل يعني أننا سنصل قريبا إلى النموذج الأمثل والأكمل ونسميه ( غزال وما يصيدونه ) ؟
ـ وبالتأكيد ، بعد فترة ، ستقوم بصناعة سيارة شبابية ، ويكون اسمها ( غزيّل ) !
ـ ولا مانع من صناعة ماركات أخرى – غير الغزلان – فمثلًا لعشاق الصحراء تقوم بصناعة سيارة « ضب 1» .. ويُصنّع منها عدة أشكال يكون بينها واحدة بثلاث كنداسات ( عوادم ) وتكون مخصصة لهواة قتل « الضبان» في الصحراء !
على العموم : أمنياتي للجامعة بالتوفيق والسداد ، والتفوّق بصناعة « الغزلان» مثلما تفوّقت بصناعة « الأرانب» !!
ـــــــــــــ
* « الأرنب» بلهجة الأشقاء في مصر تعني مليون جنيه، أما باللهجة السعودية فتعني شيئا آخر.
-
سين ... جيم ... الاثنين 9 أغسطس 2010
س : ما الذي حدث لـ « الإصلاح « ؟
ج : يُقال أن السيارة تعطلت في منتصف الطريق .
س : طيّب .. ( يحكوا عن ورشة « تصليح « ؟..)
ج : ( وما عرفنا وين هي الورشة ) !
س : هل للأمر علاقة بإيقاف « فيروز « ؟
ج : فيروز أوقفت بالقانون .. أمام القانون لا يوجد كبار وصغار .
س : وش قصدك ؟
ج : لا أقصد أي شيء .. !
س : نرجع لـ « الإصلاح « .. كنت أظنه كائنا بشريا ؟
ج : لو كان من البشر .. تأكد أنه يمشي على عكاز ... ولكنه سيارة !
س : إذا .. ما الذي حدث لـ « سيارة الإصلاح « ؟
ج : لمعناها من الخارج .. ومن الداخل ما تزال كما هي .
س : كيف ؟.. لم أفهم !
ج : من الخارج « تلق « كأنها سيارة ولد مراهق ، ومن الداخل « حوسه « كأنها سيارة مطوع !
من الخارج تراها على أحدث طراز .. ومن الداخل تعمل بماكينة « ناقة « !
على الطرق المحلية تمشي بشكل ، وعلى الطريق الدولي تمشي بشكل آخر .
من الخارج لها مرايا رائعة ، ومن الداخل مرآتها مكسورة ولا تعكس الصورة بشكل جيّد .
من الخارج يوجد على زجاجها ملصق عن حقوق الإنسان ، ومن الداخل ...
س : أراك أسرفت في وصفها ؟
ج : لأنني أحبها ، وأرجو لها أن تكون رائعة ، ومتزنة ، ونظيفة من الداخل والخارج ، وتحترم القوانين وأنظمة الطريق لكي تعبر الطريق بسلام ... ولا تنس أنني أحد الركاب !
س : لحظة .. كأنك تتحدث عن البلد ؟
ج : أقسم بالله إنك « ..... « .. والشرهة ما هي عليك الشرهة على اللي يجاوب على أسئلتك !!
ن : ..... !!!
-
كل عام وأنتم بخير .... الأربعاء 11 أغسطس 2010
كل عام وأنتم بخير.
كل عام وبلادنا أجمل، وشعبنا أطيب، وفسادنا أقل.
كل عام وأنتم إلى الله أقرب، وعن الذنوب أبعد.
أتى شهر الرحمة والمغفرة.. أتى شهر القرآن.
أتى شهر ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر.
(2)
سيمضي الشهر بسرعة، وصباح العيد ستسأل نفسك:
هل كنت من الذين أمضوه أمام “المسابقات التلفزيونية”، أم أنك كنت في سباق مع نفسك لعمل الخير؟.. ستسأل نفسك: كم مسلسلاً تابعت.. أم كم آية قرأت؟
(3)
هكذا شكّل الإعلام العربي -في السنوات الأخيرة- هذا الشهر الفضيل بعيون المشاهد:
إعلانات - مسابقات - مسلسلات - “خيمة رمضانية” لا علاقة لها برمضان.. وهكذا... وكأن بقية شهور السنة لا تصلح لهذا الترفيه: البريء، وغير البريء منه!!
وعليك أن تعيد تشكيله بفطرتك السليمة:
رمضان المحبة والإيمان، رمضان العفو والمغفرة.
رمضان الشعور بجوع الفقراء، ومشاركتهم ولو بالشيء القليل.
رمضان أن تعيد علاقتك بمن انقطعت عنهم، وتتذكر ما الذي تعنيه صلة الرحم.
رمضان أن تنفض الغبار عن أعظم وأطهر الكتب “القرآن الكريم”، وتعيد علاقتك بآياته العطرة.
رمضان أن نعيد الاتزان إلى أرواحنا المتعبة، ونعيد قلوبنا إلى أماكنها الطبيعية.
رمضان أن يعود الإنسان فينا إنسانًا يملأه البياض، وتغمره المحبة.
(4)
خذوا من أخلاق “رمضان” ما يجعل بقية شهور العام أجمل وأكمل.
واغرسوا في أيامه ولياليه ما يشفع لكم في أيامكم المقبلة.
(5)
كل عام وأنتم بخير .. كل يوم وأنتم إلى الله أقرب..
وشهر مبارك على أمة المصطفى صلوات الله وسلامه عليه
-
فاكهة 10 ... السبت 14 أغسطس 2010
(أ)
(.............................................................).(1)
(ب)
درّب فمك على الابتسامة
إلى أن يأتي الوقت الذي يبتسم فيه دون أن تأمره بذلك !
(ج)
المشغول بجمع حسناته ، هو الذي يردد دائمًا : إن الله شديد العقاب .
والمشغول بارتكاب معاصيه ، هو الذي يكتفي بترديد : إن الله غفور رحيم .
(د)
أتى شهر رمضان المبارك ، ومثل كل عام سيأتي أحدهم ليسأل :
“ما حكم بلع الريق” ؟!.. لو كنت مكان المتصل لكان السؤال بهذا الشكل :
“ما حكم بلع المليون ريال” ؟.. وما حكم الصمت في هذه المسألة ؟!
(هـ)
المصور الجيد : قناص ماهر .
الفلاش : رصاصة تـُصيب .. ولا تقتل !
المشهد : عصفور في قفص .
الفن التشكيلي الحديث أتى ليفتح باب القفص !
(و)
“الفكرة” برق يلمع فوق رؤوسنا .. والعيون تختلف :
عين لا ترى هذا البرق .
وعين تراه .. فقط .
وعين تراه ، وتقبض عليه ، وتسحب الغيمة التي أنتجته !
دع ضجيج “الرعد” « واشتغل على ضوء “البرق”
ستكتشف لاحقا أن “المطر” ينهمر من بين أصابعك !
(ز)
لا تنظر إلى “المشهد” الذي تراه بعينيك فقط .
أنظر إليه بكافة حواسك ..
لحظتها سترى ما لم تكن تره من قبل .
___________
(1) (يغيب حرف الألف هذا الأسبوع بسبب طقوس الصيام وسيعود إليكم الأسبوع المقبل بإذن الله)
-
كيفية طبخ مقال سعودي طازح ... 16 أغسطس 2010
- المقادير:
- مسؤول صغير لا يتجاوز حجمه “مدير عام”.
- معجون كلمات وطنية + نصف حبة فليفلة خضراء.
- كركم بطالة + فلفل أحمر من النوع الذي لا يزعج الرقيب + كزبرة المال العام + بهارات لغوية + 2 كوب رز اختلاط.
2 - طريقة الإعداد:
يُقطّع “المدير العام” قطعًا صغيرة، ويُغسل جيدًا بالحبر.
يُسلق “المدير العام” لمدة 45 دقيقة على نار هادئة.
(لا بد من الاتفاق مع هيئة التحرير على درجة النار)..
في هذه الأثناء: يُضاف الملح (والكذب: ملح الرجال!)، والفلفل، والليمون.
3 - المحاذير:
- انتبه لدرجة النار حتى لا تحرق أصابعك.
- القرّاء أصبحوا أذكى منك بكثير، فلا تقم بـ “سلق” المقال بشكل مستعجل.
- لا بأس من خداع القارئ، وذلك بوضع بهارات تنسيه طعم الطبخة الأساسية (المدير العام).
- احذر من تقديم طبخة مناطقية لا تُعجب سوى بطن إحدى الجهات.
- عليك أن تعتاد على ردود الفعل المخالفة، وتقبّل القارئ الذي سيرفض طبختك / مقالتك، بعد أن يرمي في وجهك نشيده العظيم: “يا ليت عندي عصيدة، وأربع صواني مرق!”.
* * * *
كتبتُ سابقًا أن الطبّاخين يختلفون:
- هناك مَن “يسلق” لك المقال في دقائق، ولا يعنيه هل قلّ “الملح” فيه، أم ازداد “ثقل الدم” لديه؟!
- وهناك مَن “يلقّط” الخبز المتبقي على موائد الآخرين، ويرش عليه بعض الحبر.. ويقول: تفضّلوا هذا “الثريد” هو طبختي لكم لهذا اليوم.
- وهناك الطبّاخ / الكاتب الذي مهما حاول واجتهد.. لا يمكنه تجاوز “ساندويتش فلافل!”.
- وهناك صاحب النكهة المميزة، و“الخلطة السريّة” الذي لا شبيه له سواه.
- وهناك مَن يُغامر ويبتكر “طبخة” جديدة، دون أن يهتم لردة فعل الذائقة السائدة.
- وهناك مَن احترقت أصابعه عند “الفرن” وهو يحاول أن يصنع لكم وجبة حقيقية ومميّزة، تحفظها ذاكرتكم قبل أن تلفظها أمعاؤكم.
****
عزيزي القارئ.. اختر الطبّاخ قبل أن تختار الوجبة..
مع أمنياتي لكم بإفطار شهي.
-
مقال صغير جدا عن رجل طويل جدا ... الأربعاء 18 أغسطس 2010
(1) من المخجل أن يغيب رجل مثل “غازي القصيبي” ولا تكتب عنه.
ولكن الأكثر خجلاً أن تكتب عنه شيئًا صغيرًا لا يليق به وبقامته.
إذن -من البدء- أعتذر لكم (وبخجل) عن هذه الكتابة!
(2) أول سؤال خطر على بالي: من أين أبدأ؟
لو أن الحديث يدور حول رجل جميل بحجم بحيرة.. لهان الأمر..
ولكن الحديث يدور حول الرجل / البحر ..
فمَن يضمن لي عدم الغرق في منتصف الكتابة؟!
(3) على سواحله ستجد:
غازي.. ابن “عبدالرحمن القصيبي” أحد أثرى أثرياء زمانه،
لم يأتِ للعمل العام وعينه تتلصص على العقود!
أتى وعينه تراقب المجد البعيد..
لم يأتِ لكي “يأخذ”، أتى لكي “يعطي”.
على سواحله ستجد:
الأستاذ الجامعي / الشاعر / الوزير / الروائي / السفير / الكاتب..
الحر والتنويري والمقاتل الذي يحترمه الجميع.. حتى خصومه.
على سواحله ستجد:
شاعرًا جريئًا يكتب آخر رسائل المتنبي إلى سيف الدولة.
على سواحله ستجد:
“شقة الحرية” التي فتحت أبوابها للرواة الجدد.
على سواحله ستجد:
زاوية “في عين العاصفة”.. لم تكن زاوية، كانت خندقًا على حد الوطن.
على سواحله ستجد: ألف شهادة وشهادة تقول لك: إنه من القلّة التي لم تفسدها السلطة.
على سواحله ستعرف: أنه الواحد / الكثييييير.. وستبكي لفقدهم جميعًا!
(4) أول مرة رأيته فيها، في منتصف التسعينيات، في حفل للمعهد الدبلوماسي.. كانت تحيط به هالة من الضوء.. أردت أن أصافحه وأقول له بأنني أحبه.. ولم أفعل! منعني الخجل.. أردت أن أقول: أنا من جيل عشق غازي القصيبي، وبهرته شخصيته. أردت أن أقول له: إنني في طفولتي كتبت قصيدة فيك.. نعم كانت ركيكة وساذجة.. ولكنها صادقة ومحبة لك. أردت أن أقول له إن من أول الكتب التي اقتنيتها في حياتي هي كتبك.. وإنك أحد الذين هذّبوا ذائقتي، وفتحوا النوافذ في رأسي الصغير، وجعلوني أعشق صبية حسناء اسمها “الحرية”.
أردت أن أقول كل هذا.. وأكثر.. ولم أفعل!
أعذرني يا سيدي، كنت شابًا شماليًّا صغيرًا -وفي مكان لا يشبهه- وأربكه الضوء المنبعث منك. ولكنك من القلّة الذين لم يخذلوني.. كنت طويلاً جدًّا (كل الذين أحبهم أتخيّل أنهم طوال القامة.. لا أدري لماذا).. وأنت كنت طويلاً أكثر من اللازم!
(5) غازي القصيبي:
من القلة الذين استطاعوا أن يقرأوا مستقبل الغلو.. بوضوح وقاتل بشجاعة كل فكرة متطرفة.
اختلفوا على ما تخطه يده، ولكنهم اتفقوا على نظافة هذه اليد في كل منصب ذهبت إليه.
لهذا: حتى خصومه يحترمونه.
رغم كل الاختلاف حول وزارته الأخيرة، إلاَّ انه يظل بنظر الغالبية من الشعب السعودي:
هو الوزير الأكثر شعبية طوال العقود الأربعة الماضية.
(6) أكرر اعتذاري عن هذا المقال الصغير / القصير عن هذا الرجل الكبير / الطويل.
فلنتوقف عن الكتابة عنه.. ونكتفِ بالبكاء عليه.
وفي المستقبل، سيأتي أولادنا ليكتبوا عنه بشكل أفضل وأصدق.
-
كائن هلامي ... السبت 21 أغسطس 2010
(1)
أنت الآن هذه المادة «الهلامية» التي يشارك الجميع بتشكيلها .. إلا أنت !
كل المنابر ( صحف – قنوات فضائية – مواقع إلكترونية ) تشارك الآن بإعادة تشكيل ملامحك .. وأنت آخر من يشعر بهذا الأمر !
(2)
في المشهد السياسي ـ على سبيل المثال :
بالأمس ، وقبل سنوات قليلة ، لم تكن تعنيك « المذهبية » بشيء .. بل إنك لا تعرف ما الذي تعنيه هذه الكلمة الغريبة .. الآن لديك موقف منها ! .. كيف حدث هذا الأمر ؟.. لا تدري !
بالأمس .. كانت « فلسطين » قضيتك الكبرى .. الآن تسخر من صاحبك عندما تنتفض كلماته لأجل « القدس» أمامك !
(3)
من أنت ؟ .. كائن هلامي ، بلا شكل واضح !
لم تعد «المثلث» ولا «المربع» ولا «المستطيل» ؟.. صرت شكلا بلا شكل !
هنا « مشهد » كبير .. لم تشارك بإخراجه ولا مونتاجه ولا كتابة السيناريو له ..
ولست سوى « كومبارس » صغير جدا في مشهد كبير جدا !
(4)
من أنت ؟
هل فكرت بشيء اسمه « هوية » ؟.. ما هي هويتك ، وإلى أين تنتمي ؟!
وهذا الضجيج الذي يدور حولك – ويشارك بتشكيلك – هل يشبهك ؟
وهذه « الموضات الفكرية» التي تبرز كل عقد .. هل تشبهك ؟.. هل لك علاقة بها ؟
لماذا تسلّم « رأسك» لهذا الضجيج ؟
لماذا تقبل أن تتحوّل إلى حقل تجارب لأي مشروع جديد ؟!
(5)
ـ تحرر من الأشياء التي تعتقل عقلك .
ـ الحديث الصاخب لا يعني انه حديث حقيقي .. والأعلى صوتا لا يعني أنه الأصدق .
ـ كل فترة حاول أن تنفض ما تبقى في رأسك من غبار الكلمات .
ـ كن أنت !.