« من دل على خير فله مثل أجر فاعله »
عرض للطباعة
« من دل على خير فله مثل أجر فاعله »
[ALIGN=CENTER][TABLE1="width:95%;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]
زينب بنت رسول الله
زَيْنَبُ بِنْتُ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَكْبَرُ أَخَوَاتِهَا، مِنَ المُهَاجِرَاتِ السَّيِّدَاتِ.
زواجها من أبى العاص
تَزَوَّجَهَا فِي حَيَاةِ أُمِّهَا: ابْنُ خَالَتِهَا أَبُو العَاصِ؛ فَوَلَدَتْ لَهُ أُمَامَةَ
كان أبو العاص من رجال مكة المعدودين مالاً وأمانة وتجارة، وكانت أمه هالة بنت خويلد أخت خديجة بنت خويلد، وكانت خديجة هي التي سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يزوجه بابنتها زينب
فلما جاء الوحي مشوا إلى أبي العاص فقالوا: فارق صاحبتك ونحن نزوجك بأي امرأة من قريش شئت.
قال: لا والله لا أفارق صاحبتي وما أحب أن لي بامرأتي امرأة من قريش، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يثني عليه في صهره خيراً
و قد أسلمت زينب رضى الله عنها مع أمها و أخواتها و حاولت أن تدعو زوجها إلى الاسلام كذلك حاول معه رسول الله صلى الله عليه و سلم و لكنه رفض أن يترك دين آباؤه و كان مما قال لها :
" والله ما أبوك عندي بمتهم، وليس أحب إليّ من أن أسلك معك يا حبيبة في شعب واحد، ولكني أكره لك أن يقال: إن زوجك خذل قومه وكفر بآبائه إرضاء لامرأته "
هجرة الرسول و بقائها فى مكة
وبعد هجرة رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى المدينة المنورة أمر بإحضار ابنتيه فاطمة وأم كلثوم {رضي الله عنهن} إلى دار الهجرة يثرب، أما رقية {رضي الله عنها} فقد هاجرت مع زوجها من قبل ولم يبق سوى زينب التي كانت في مأمن من بطش المشركين وتعذيبهم وهي في بيت زوجها الذي آمنها على دينها.
غزوة بدر
روى أن أبا العاص شهد بدر مشركاً فأسره , عبد الله بن جبير الأنصارى
فلما بعث أهل مكة في فداء أسراهم بعثت زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم في فداء أبي العاص بمال، وبعثت فيه بقلادة لها كانت خديجة أدخلتها بها على أبي العاص حين بني عليها
فلما رآها رسول الله صلى الله عليه وسلم رق لها رقة شديدة وقال: ((إن رأيتم أن تطلقوا لها أسيرها، وتردوا عليها الذي لها فافعلوا)).
قالوا: نعم! يا رسول الله، فأطلقوه وردوا عليها الذي لها.
فكان ممن سمي لنا ممن من عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأسارى بغير فداء , وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أخذ عليه أن يخلي سبيل زينب - يعني: أن تهاجر إلى المدينة - فوفى أبو العاص بذلك
[/ALIGN][/CELL][/TABLE1][/ALIGN]
[ALIGN=CENTER][TABLE1="width:95%;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]
تابع قصة زينب بنت رسول الله
ملحمة الصراع بين المسلمين والكفار
و بعد أن هاجر النبي وأصحابه إلى المدينة ، وهاجرت معه رقيَّة و فاطمة و أم كلثوم ، وبقيتْ زينب في مكة مع زوجها الذي ظل متمسكًا بوثنيته، وأمر النبي أبا العاص أن يترك زينب ، وأن يرسلها إليه في المدينة، ففعل رغم حبه الشديد لها.
أرسل أبو العاص أخاه كنانة ؛ ليقود بعير زينب وهى في طريقها إلى المدينة. لكن قريشًا تصدَّت لهما فأصاب هبار الأسدىالبعير برماحه، فوقعت زينب على صخرة جعلتها تنزف دمًا وأسقطت جنينها.
ورأى كنانة ألم زينب فحملها إلى بيت أخيه. وظلت هناك بجانب زوجها الذي لا يكاد يفارقها لحظة . ثم خرج بها كنانة مرة أخرى ، حتى سلمها إلى زيد ابن حارثة ، الذي صحبها حتى أتت بيت أبيها بالمدينة .
ثم تطورت الأحداث فخرج المسلمون لاسترداد حقهم في غزوة بدر الكبرى.
أسر أبي العاص زوج زينب
وبانتصار المسلمين وقع أبو العاص أسيرًا عندهم ، فأرسلت زينب أخى زوجها عمرو بن الربيع وأعطته قلادة زفافها، فلما وصل عمرو ومعه تلك القلادة ، ورآها الصحابة رق قلبهم، وساد الصمت الحزين برهة، فقطعه النبي (صلى الله عليه وسلم) و الدموع نازلة من عينيه، وقال لهم : (إن رأيتم أن تطلقوا لها أسيرها وتردوا عليها مالها فافعلوا). قالوا: نعم يارسول اللّه. فردّوا عليها الذي لها ولقبت (صاحبة القلادة).
هاجم المسلمون قافلة أبي العاص العائدة من الشام، فوقع مرة أخرى في الأسر ، فدخلت زينب إلى أبيها، ترجوه أن يجير أبا العاص ، فخرج النبي (صلى الله عليه وسلم) على المسلمين قائلا: (أيها الناس هل سمعتم ما سمعتُ؟" قالوا: نعم. قال: "فوالذى نفسى بيده ما علمت بشيء مما كان حتى سمعت الذي سمعتم، المؤمنون يد على من سواهم، يجير عليُّهم أدناهم، وقد أجرنا من أجارت").
إسلام أبي العاص زوج زينب بنت النبي
وأمر رسول اللّه زينب أن لا يقربها زوجها أبو العاص ، لأنها لا تحل له مادام مشركًا.
ورحل أبو العاص بتجارته عائدًا إلى مكة وأعاد لكل ذى حق حقه، ثم أعلن إسلامه على الملأ ثم هاجر في سبيل اللّه إلى المدينة سنة سبعة للهجرة . فاجتمعت زينب بزوجها مرة أخرى.
وفاة زينب بنت محمد (صلى الله عليه وسلم)
أثناء هجرة زينب إلى المدينة تأثرت بنزف وسرعان ما نزلت المصيبة ، وكانت وفاتها (رضى الله عنها) في السنة الثامنة للهجرة وحزن عليها زوجها أبوالعاص حزنا شديدا . وبكى عليها الرسول (صلى الله عليه وسلم) ، ثم ودعوها إلى مثواها الأخير.
[/ALIGN][/CELL][/TABLE1][/ALIGN]
[ALIGN=CENTER][TABLE1="width:95%;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]
رقية بنت رسول الله صلى الله عليه و سلم
رقية بنت سيد البشر صلى الله عليه وسلم محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب الهاشمية
و أمها خديجة رضى الله عنها
زواجها قبل النبوة
تزوجها عتبه بن أبي لهب قبل النبوة فلما بعث النبى صلى الله عليه و سلم قال أبو لهب لأبنه : رأسي من رأسك حرام إن لم تطلق ابنته ففارقها ولم يكن دخل بها
و فى رواية : أن أبا لهب كان قد زوّج ولديه عُتْبَةَ وعُتَيْبَة ببنتي رسول الله -صلّى الله عليه وسلَّم- رُقَيَّة وأم كُلْثوم قبل النبوة، فلما بادى رسول الله -صلّى الله عليه وسلَّم- قريشاً بأمر الله تعالى وعاب آلهتهم، قالوا: إنكم قد فرَّغتم محمداً من همّه، فرُدّوا عليه بناته فاشغلوه بهنّ
زواجها من عثمان بن عفان
أسلمت رقية مع أمها و أخواتها و تزوجت من عثمان بن عفان رضى الله عنه
و لذلك قصة يحكيها عثمان بن عفان:
أنه لما بلغه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم زوج ابنته رقية - وكانت ذات جمال - من ابن عمها عتبة بن أبي لهب، تأسف إذ لم يكن هو تزوجها، فدخل على أهله مهموماً، فوجد عندهم خالته سعدى بنت كريز
فقالت له: أبشر وحييت ثلاثاً تتراً، ثم ثلاثاً وثلاثاً أخرى، ثم بأخرى كي تتم عشراً، أتاك خير، ووقيت شراً، أنكحت والله حصاناً زهراً، وأنت بكر، ولقيت بكراً، وافيتها بنت عظيم قدراً، بنيت أمراً قد أشاد ذكراً.
قال عثمان: فعجبت من أمرها حيث تبشرني بالمرأة قد تزوجت بغيري، فقلت: يا خالة! ما تقولين ؟.
فقالت: عثمان لك الجمال، ولكِ اللسان، هذا النبي معه البرهان. أرسله بحقه الديان، وجاءه التنزيل والفرقان، فاتبعه لا تغتالك الأوثان.
قال: فقلت: إنك لتذكرين أمراً ما وقع ببلدنا.
فقالت: محمد بن عبد الله رسول من عند الله، جاء بتنزيل الله يدعو به إلى الله
قال عثمان: فانطلقت مفكراً، فلقيني أبو بكر فأخبرته
فقال: ويحك يا عثمان، إنك لرجل حازم ما يخفى عليك الحق من الباطل، ما هذه الأصنام التي يعبدها قومنا؟ أليست من حجارة صم لا تسمع ولا تبصر ولا تضر ولا تنفع ؟.
قال: قلت بلى والله إنها لكذلك.
فقال: والله لقد صدقتك خالتك هذا رسول الله محمد بن عبد الله، قد بعثه الله إلى خلقه برسالته، هل لك أن تأتيه ؟.
فاجتمعنا برسول الله، فقال: يا عثمان، أجب الله إلى حقه، فأنا رسول الله إليك وإلى خلقه.
قال: فوالله ما تمالكت نفسي منذ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أسلمت، وشهدت أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ثم لم ألبث أن تزوجت رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكان يقال: أحسن زوجين رآهما إنسان رقية وزوجها عثمان وفي إسلام عثمان
[/ALIGN][/CELL][/TABLE1][/ALIGN]
[ALIGN=CENTER][TABLE1="width:95%;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]رقية رضي الله عنهاهجرتها مع عثمان الى الحبشة
و لما تزوج عثمان رقية هاجر بها إلى الحبشة فولدت له عبدالله هناك فكان يكنى به
قَالَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ: (إِنَّهُمَا لأَوَّلُ مَنْ هَاجَرَ إِلَى اللهِ بَعْدَ لُوْطٍ)
هجرتها الى المدينة و وفاتها
ثم هاجرت إلى المدينة بعد عثمان و مرضت قُبيل بدر فخلف النبى صلى الله عليه و سلم عليها عثمان فتوفيت و المسلمون ببدر
عن ابن عباس قال:
لما ماتت رقية بنت رسول الله قَالَ: (الْحَقِي بِسَلَفِنَا عُثْمَانَ بنِ مَظْعُوْنٍ).
فبكت النساء عليها؛ فجعل عمر يضربهن بسوطه.
فَأَخَذَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِيَدِهِ، وَقَالَ: (دَعْهُنَّ يَبْكِيْنَ).
ثم قال: (ابْكِيْنَ، وَإِيَّاكُنَّ وَنَعِيْقَ الشَّيْطَانِ؛ فَإِنَّهُ مَهْمَا يَكُنْ مِنَ القَلْبِ وَالعَيْنِ فَمِنَ اللهِ وَالرَّحْمَةِ، وَمَهْمَا يَكُنْ مِنَ اليَدِ وَاللِّسَانِ فَمِنَ الشَّيْطَانِ).
فقعدت فاطمة على شفير القبر إلى جنب رسول الله صلى الله عليه و سلم- فجعلت تبكي فجعل رسول الله – صلى الله عليه و سلم – يمسح الدمع عن عينها بِطَرَفِ ثَوبِهِ.
الثابت عِنْدَنَا مِنْ جَمِيْعِ الرِّوَايَةِ: أَنَّ رُقَيَّةَ تُوُفِّيَتْ وَرَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِبَدْرٍ.
فَلَعَلَّ هَذَا فِي غَيْرِ رُقَيَّةَ، أَوْ لَعَلَّهُ أَتَى قَبْرَهَا بَعْدَ بَدْرٍ زَائِراً..
[/ALIGN][/CELL][/TABLE1][/ALIGN]
[ALIGN=CENTER][TABLE1="width:95%;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]
أم كلثوم بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم
زواجها قبل النبوة
كان عتبة بن أبي لهب تزوج أم كلثوم قبل البعثة فلم يدخل عليها حتى بُعث النبي صلى الله عليه وسلم
و لقي النبيّ -صلّى الله عليه وسلَّم- من أذى قومه أنواعاً مختلفة من الأذى والمكر، فمن ذلك ما روي أن أبا لهب كان قد زوّج ولديه عُتْبَةَ وعُتَيْبَة ببنتي رسول الله -صلّى الله عليه وسلَّم- رُقَيَّة وأم كُلْثوم قبل النبوة، فلما بادى رسول الله -صلّى الله عليه وسلَّم- قريشاً بأمر الله تعالى وعاب آلهتهم، قالوا: إنكم قد فرَّغتم محمداً من همّه، فرُدّوا عليه بناته فاشغلوه بهنّ.
فمَشوا إلى عُتبة بن أبي لهب، فقالوا له: طلّق بنت محمد، ونحن ننكِحك أيّ امرأة من قريش شئت، فقال: إن زوّجتموني بنت أَبان بن سعيد بن العاص أو بنت سعيد بن العاص فارقتها، فزوّجوه بنت سعيد بن العاص وفارقها، ولم يكن دخل بها، فأخرجها الله من يده كرامة لها وهواناً له، وخلف عليها عثمان بن عفّان -رضي الله عنه- بعده.
وفي رواية: أنه لما نزل قوله تعالى: {تبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ}
قال أبو لهب لابنيه عُتْبة وعُتَيْبة: رأسي من رأسيكما حرام إن لم تُطلِّقا ابنتي محمد، وقالت أمّهما ابنة حرْب بن أُميّة: طلّقاهما فإنهما صَبَأَتا، فطلّقاهما.
دعوة رسول الله على عتيبة
ولما طلق عُتَيْبة أمّ كلثوم -رضي الله عنها- جاء إلى النبي -صلّى الله عليه وسلَّم- فقال له: كفرت بدينك، وفارقت ابنتك، ثم تسلّط على رسول الله -صلّى الله عليه وسلَّم- فشقّ قميصه، فقال رسول الله -صلّى الله عليه وسلَّم-: (أَمَا إنِّي أسأَلُ اللهَ أنْ يُسلِّطَ عليكَ كَلْبَهُ).
فخرج عتيبة في تجار من قريش حتى نزلوا بمكان في الشّام، يقال له الزرقاء، ليلاً، فأطاف بهم الأسد تلك الليلة، فجعل عتيبة يقول: يا ويل أُمّي هو والله آكلي كما دعا محمّد عليّ، قتلني ابن أبي كَبْشَة وهو بمكّة، وأنا بالشام، فعدى عليه الأسد من بين القوم فضَغَمَه - عضَّه - ضَغْمَة فقتله.
زواج عثمان بن عفان بها
تزوجها عثمان بعد موت أختها سنة ثلاث من الهجرة
عن أبي هريرة: ((أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لقي عثمان بن عفان على باب المسجد فقال: يا عثمان! هذا جبريل يخبرني أن الله قد زوجك أم كلثوم بمثل صداق رقية على مثل مصاحبتها)).
وروي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لو كان لي أربعون ابنة لزوجتهن بعثمان واحدة بعد واحدة، حتى لا يبقى منهن واحدة)).
عن المهلب بن أبي صفرة قال: سألت أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لم قلتم في عثمان أعلانا فوقا؟
قالوا: لأنه لم يتزوج رجل من الأولين والآخرين ابنتي نبي غيره.
وفاتها
وفى السنة التاسعة للهجرة في شعبان منها توفيت أم كلثوم بنت رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، فغسَّلتها أسماء بنت عميس، وصفية بنت عبد المطلب
وقيل: غسَّلها نسوة من الأنصار، فيهم: أم عطية.
وثبت في الحديث أيضاً أنه عليه السلام لما صلَّى عليها وأراد دفنها قال: لا يدخله أحد قارف الليلة أهله، فامتنع زوجها عثمان لذلك، ودفنها أبو طلحة الأنصاري رضي الله عنه، ويحتمل أنه أراد بهذا الكلام من كان يتولى ذلك ممن يتبرع بالحفر والدفن من الصحابة، كأبي عبيدة، وأبي طلحة ومن شابهم، فقال: ((لا يدخل قبرها إلا من لم يقارف أهله من هؤلاء)).
[/ALIGN][/CELL][/TABLE1][/ALIGN]
[ALIGN=CENTER][TABLE1="width:95%;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]
فاطمة الزهراء
السيدة فاطمة الزهراء ابنة سيد الأنبياء والمرسلين وأمها أم المؤمنين السيدة خديجة بنت خويلد خير نساء العالمين ، ولدت السيدة فاطمة - رضى الله عنها وأرضاها - قبل بعثة المصطفى ( بخمس سنين فى يوم الجمعة 20 من جمادى الآخرة فى العام ) الذى اختلفت فيه قريش على وضع الحجر الأسعد فى مكانه من الكعبة فوضعه رسول الله ولما عاد إلى بيته تلقى نبأ مولد ابنته فتهلل ودخل على خديجة - رضى الله عنها - وبارك لها فى مولودتها ودعا بالبركة فيها وفى ذريتها
والسيدة فاطمة هى الابنة الرابعة لرسول الله من السيدة خديجة فهى بعد زينب ورقية وأم كلثوم ، ولدت السيدة فاطمة ورسول الله يستعد لتلقى النبوة والرسالة فلقد حبب إليه التحنث فى غار حراء
مواقفها قبل الهجرة
لقد هجرت السيدة فاطمة بنت محمدٍ الطفولة منذ صغرها فقد عاشت أماً لأبيها بعد موت أمها خديجة - رضى الله عنها وأرضاها - وكانت تخفف عنه الأحزان وترد عنه أذى مشركى قريش فقد أخرج البخارى :أن عقبة بن أبى معيط جاء بسلا جزورٍ فوضعه على ظهر رسول الله فلم يرفع رأسه حتى جاءت فاطمة - رضى الله عنها - فرفعته ودعت على من صنع ذلك عند ذلك رفع النبى رأسه وقال : " اللهم عليك بأبى جهل بن هشام وعتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة وعقبة بن أبى معيط وأبىّ بن خلف "
هجرتها
ولما هاجر رسول الله أرسل رسول الله من يأتى بأهله فخرجت السيدة فاطمة وأختها أم كلثوم ومعهما سودة بنت زمعة وفى طريق الهجرة إلى المدينة نخس الحويرث القرشى الدابة التى كانت تحمل السيدة فاطمة وأختها أم كلثوم فرمت بها الدابة فى طريق الصحراء بين مكة والمدينة وأثرت على ساقيها فلما علم رسول الله بذلك حزن حزنا شديدا ، فلما كان يوم فتح مكة أشار إلى أصحابه بقتل الحويرث حتى ولو تعلق بأستار الكعبة ولم يعتذر الحويرث من فعلته فبحث عنه الإمام علي بن أبى طالب حتى وجده فقتله
زواجها من على كرم الله وجهه
ولما بلغت فاطمة مبلغ الزواج تقدم لخطبتها أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب فأجابهما رسول الله بقول جميل كما فى النسائى إنها صغيرة وفى رواية إنى أنتظر بها القضاء
وهنا أشار عمر بن الخطاب على عليّ بن أبى طالب أن يتقدم لخطبتها وقال له : أنت لها يا علىّ
فتقدم علىّ لخطبتها وكان عمرها فى حوالى الثامنة عشرة من عمرها وكان علىّ فى الثانية والعشرين
و روى أن نفرا من الأنصار قالوا لعليّ بن أبى طالب عندك فاطمة فائت رسول الله فسلم عليه وكلمه ،
فذهب علىّ إلى رسول الله فما كاد علىّ يجلس حتى قال له رسول الله :
" ما حاجتك يا ابن أبى طالب ؟ "
فذكر علىّ فاطمة - رضى الله عنها - فقال رسول الله : " مرحبا وأهلا "
ولم يرد ، وخرج على - رضى الله عنه - إلى أولئك الجمع من الأنصار وهم ينتظرونه قالوا : ما وراءك ؟
قال علىّ - رضى الله عنه - : ما أدرى غير أن رسول الله قال لى : مرحبا وأهلا
قالوا : أيكفيك من رسول الله إحداهما : أعطاك الأهل وأعطاك المرحب ؟
وفى اليوم التالى وقف علىّ - رضى الله عنه - قريبا من رسول الله فألقى عليه السلام ، ثم قال : أردت أن أخطب فاطمة يا رسول الله .
فالتفت إليه رسول الله برفق وحنان ثم سأله : " وهل عندك شىء ؟
" فرد عليه علىّ قائلا : لا يا رسول الله .
فقال رسول الله : " فأين درعك التى أعطيتك يوم بدر ؟ "
فقال علىّ - رضى الله عنه - : هى عندى يا رسول الله .
فقال رسول الله: " ائت بها "
فجاءه بها فأمره رسول الله أن يبيعها ليجهز العروس بثمنها ، وعلم عثمان ابن عفان بما كان بين رسول الله وعليّ - رضى الله عنه - فاشتراها منه ابن عفان وبالغ فى الثمن ليمكنه من دفع ما يليق بصداق الزهراء فدفع إليه أربعمائة وسبعين درهما فدفعها علىّ كلها صداقا وتمت الخطبة وأعطى النبى لبلال - رضى الله عنه - مبلغا ليشترى ببعضه طيبا وعطرا ثم دفع الباقى إلى أم سلمة - رضى الله عنها - لتشترى ما يحتاج إليه العروسان من متاع وغيره
وقبل الحفل قال رسول الله ( لخادمه أنس بن مالك انطلق وادع لى أبا بكر وعمر وعثمان وطلحة والزبير وغيرهم من المهاجرين والأنصار ودعا أنس جميعا كبيرا من المسلمين )
فقام رسول الله خطيبا وقال :" الحمد لله المحمود بنعمته المعبود بقدرته المطاع بسلطانه المهروب إليه من عذابه النافذ أمره فى أرضه وسمائه الذى خلق الخلق بقدرته " ... إلى أن قال : " إن الله عز وجل جعل المصاهرة نسبًا حقًا وأمرًا مفترضا وحكمًا عادلا وخيرًا جامعًا .. فقال الله عز وجل : " وَهُوَ الَّذِى خَلَقَ مِنَ الْمَاء بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا " ثم إن الله تعالى أمرنى أن أزوج فاطمة من علىّ وأشهدكم أنى زوجت فاطمة من علىّ على أربعمائة مثقال فضة إن رضى بذلك على السنة القائمة والفريضة الواجبة فجمع الله شملهما وبارك لهما وأطاب نسلهما وجعل نسلهما مفاتيح الرحمة ومعادن الحكمة وأمن الأمة أقول قولى هذا وأستغفر الله لى ولكم "
فقال علىّ : رضيت يا رسول الله ثم خر ساجدا شكرا لله فلما رفع رأسه قال رسول الله: " بارك الله لكما وعليكما وأسعد جدكما وأخرج منكما الكثير الطيب
وتزوج علىّ فاطمة وبنى بها بعد مرجع المسلمين من بدر فى محرم فى السنة الثانية من الهجرة وأولم عليها فذبح عليها كبشًا أهداه إياه سعد بن عبادة الأنصارى
وكان علي بن أبى طالب فقيرا
قال عليّ بن أبى طالب : لقد تزوجت فاطمة وما لى ولها غير جلد كبش تنام عليه بالليل ونعلف عليه الناضح بالنهار وما لى ولها خادم غيرها .
وأرسل رسول الله مع فاطمة عند زواجها بخملة ووسادة حشوها ليف وسقاء وجرتين فكان ذلك هدية زواجها من أبيها .
انتقالها للعيش بجوار الرسول
وبنى بها فى بيت أمه فاطمة بنت أسد وكان ذلك بعيدا عن بيت رسول الله وكانت تتمنى أن تكون من السكن بقرب أبيها وسرعان ما تحقق أملها فقد جاءها النبى قائلا : " إنى أريد أن أحولك إلىّ "
فقالت لرسول الله : فكلم حارثة بن النعمان أن يتحول وأكون إلى جوارك .
فبلغ ذلك حارثة فتحول وجاء إلى النبى فقال : يا رسول الله إنه بلغنى أنك تحول فاطمة إليك وهذه منازلى وهى أقرب بيوت بنى النجار بك وإنما أنا ومالى لله ولرسوله والله يا رسول الله المال الذى تأخذ منى أحب إلىّ من الذى تدع .
فقال له الرسول: " صدقت بارك الله عليك " فحولها رسول الله إلى بيت حارثة
[/ALIGN][/CELL][/TABLE1][/ALIGN]
[ALIGN=CENTER][TABLE1="width:95%;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]
فاطمة رضى الله عنها
حياتها مع على
وعاشت السيدة فاطمة حياة متواضعة وكانت تعمل بيدها بالرحى حتى أثرت فى يدها ولقد رزق منها الإمام علىّ بالذرية الصالحة ببركة دعاء النبى فقد رزق منها بالحسن والحسين وزينب وأم كلثوم
وكان الإمام عليّ بن أبى طالب يكفى فاطمة العمل خارج البيت وأشار على أمه أن تكفى فاطمة خدمة البيت فلقد أضعفها العمل فأثرت الرحى فى يديها وضعف بدنها وعلم الإمام علىّ أن رسول الله قدم إليه سبىُُ فذهبا يسألان رسول الله خادما ،
فلقد روى لما علم علىّ أن النبى قد جاءه خدم قال لفاطمة لو أتيت أباك فسألتيه خادما ؟ فأتته فقال النبى : " ما جاء بك يا بنية ؟ "
فقالت : جئت لأسلم عليك واستحيت أن تسأله
فأتاها رسول الله فقال على يا رسول الله : أدارت الرحى حتى أثرت فى يدها وحملت القربة حتى أثرت فى نحرها فلما أن جاء الخدم أمرتها أن تسألك فتستخدمها خادما يقيها التعب وما هى فيه من الشدة .
فقال النبى:" والله لا أعطيكما وأدع أهل الصفة تطوى بطونهم لا أجد ما أنفق عليهم ولكنى أبيعهم وأنفق عليهم أثمانهم "
ورجع رسول الله إلى بيته ثم أتاهما وقد تغطيا بقطيفتهما إذا غطيا أقدامهما تكشف رأساهما فتأثر ثم قال : " مكانكما ألا أخبركما بخير مما سألتمانى ؟ "
فقالا : بلى .
فقال: " كلمات علمنيهن جبريل - عليه السلام - : تسبحان فى دبر كل صلاة عشرا وتحمدان عشرا وتكبران عشرا وإذا آويتما إلى فراشكما تسبحان ثلاثا وثلاثين وتحمدان ثلاثا وثلاثين وتكبران ثلاثا وثلاثين " ثم ودعهما ومضى فما زالت فاطمة وعلىّ - رضى الله عنهما - يواظبان على ترديدهما طوال حياتهما
حب الرسول صلى الله عليه و سلم لها و فضلها
عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (فَاطِمَةُ سَيِّدَةُ نِسَاءِ أَهْلِ الجَنَّةِ، إِلاَّ مَا كَانَ مِنْ مَرْيَمَ بِنْتِ عِمْرَانَ).
قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (نَزَلَ مَلَكٌ، فَبَشَّرَنِي أَنَّ فَاطِمَةَ سَيِّدَةُ نِسَاءِ أَهْلِ الجَنَّةِ).
عن ثوبان قال:
دَخَلَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَلَى فَاطِمَةَ وَأَنَا مَعَهُ، وَقَدْ أَخَذَتْ مِنْ عُنُقِهَا سِلْسِلَةً مِنْ ذَهَبٍ، فَقَالَتْ: هَذِهِ أَهْدَاهَا لِي أَبُو حَسَنٍ.
فَقَالَ: (يَا فَاطِمَةُ! أَيَسُرُّكِ أَنْ يَقُوْلَ النَّاسُ: هَذِهِ فَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ وَفِي يَدِهَا سِلْسِلَةٌ مِنْ نَارٍ).
ثُمَّ خَرَجَ، فَاشْتَرَتْ بِالسِّلْسِلَةِ غُلاَماً، فَأَعْتَقَتْهُ.
فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (الحَمْدُ للهِ الَّذِي نَجَّى فَاطِمَةَ مِنَ النَّارِ).
عَنْ عِمْرَانَ بنِ حُصَيْنٍ:
أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَادَ فَاطِمَةَ وَهِيَ مَرِيْضَةٌ، فَقَالَ لَهَا:
(كَيْفَ تَجِدِيْنَكِ؟).
قَالَتْ: إِنِّي وَجِعَةٌ، وَإِنَّهُ لَيَزِيْدُنِي، مَا لِي طَعَامٌ آكُلُهُ.
قَالَ: (يَا بُنَيَّةُ، أَمَا تَرْضَيْنَ أَنْ تَكُوْنِي سَيِّدَةَ نِسَاءِ العَالَمِيْنَ؟).
قَالَتْ: فَأَيْنَ مَرْيَمُ؟
قَالَ: (تِلْكَ سَيِّدَةُ نِسَاءِ عَالَمِهَا، وَأَنْتِ سَيِّدَةُ نِسَاءِ عَالَمِكِ، أَمَا -وَاللهِ- لَقَدْ زَوَّجْتُكِ سَيِّداً فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ).
قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (إِنَّمَا فَاطِمَةُ شُجْنَةٌ مِنِّي، يَبْسُطُنِي مَا يَبْسُطُهَا، وَيَقْبِضُنِي مَا يَقْبِضُهَا).
وَصَحَّ: أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- جَلَّلَ فَاطِمَةَ وَزَوْجَهَا وَابْنَيْهِمَا بِكِسَاءٍ، وَقَالَ: (اللَّهُمَّ هَؤُلاَءِ أَهْلُ بَيْتِي، اللَّهُمَّ فَأَذْهِبْ عَنْهُمُ الرِّجْسَ، وَطَهِّرْهُم تَطْهِيْراً).
عَنْ أَنَسٍ:
أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ يَمُرُّ بِبَيْتِ فَاطِمَةَ سِتَّةَ أَشْهُرٍ، إِذَا خَرَجَ لِصَلاَةِ الفَجْرِ، يَقُوْلُ: (الصَّلاَةَ يَا أَهْلَ بَيْتِ مُحَمَّدٍ، {إِنَّمَا يُرِيْدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ البَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيْراً})
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ:
نَظَرَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِلَى عَلِيٍّ وَفَاطِمَةَ وَالحَسَنِ وَالحُسَيْنِ، فَقَالَ: (أَنَا حَرْبٌ لِمَنْ حَارَبَكُم، سِلْمٌ لِمَنْ سَالَمَكُم).
وقد نزل فى شأنها وزوجها قرآن ُُيتلى إلى يوم القيامة ، فقد نزل جبريل الأمين على رسول الله بقوله تعالى : " وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا * إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاءً ولا شُكُورًا * إِنَّا نَخَافُ مِن رَّبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا * فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا * وَجَزَاهُم بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا "
وقال جبريل : خذها يا محمد هنيئا لك فى أهل البيت
وفى الصحيحين قالت عائشة - رضى الله عنها - :جاءت فاطمة تمشى ما تخطئ مشيتها مشية رسول الله فقام إليها وقال : " مرحبا بابنتى "
وأخرج أبو داود والحاكم عن عائشة - رضى الله عنها - قالت : ما رأيت أحدا كان أشبه كلاما وحديثا برسول الله من فاطمة وكانت إذا دخلت عليه قام إليها فقبلها ورحب بها وكذلك كانت هى تصنع به .
وفاة الرسول
ولما كان رسول الله فى المرض الذى لحق فيه بالرفيق الأعلى وقت احتضار النبى دخلت عليه وقد ألم به المرض فحزنت وقالت : وا كرب أبتاه .
فقال رسول الله : " لا كرب على أبيك بعد اليوم ". ثم كلمها فى أذنها فبكت ثم أسر إليها أخرى فضحكت ،
عن عائشة - رضى الله عنها - قالت :كنا أزواج النبى اجتمعنا عنده فلم يغادر منهن واحدة فجاءت فاطمة تمشى ما تخطئ مشيتها مشية رسول الله فلما رآها رحب بها وقال : " مرحبا بابنتى " ثم أقعدها عن يمينه أو عن يساره . ثم سارَّها فبكت ثم سارها الثانية فضحكت ،
فلما قام قلت لها : خصك رسول الله بالسر وأنت تبكين ، عزمت عليك بما لى عليك من حق لما أخبرتنى مم ضحكت ومم بكيت ؟ قالت : ما كنت لأفشى سر رسول الله.
فلما توفى قلت لها : عزمت عليك لما لى عليك من حق لما أخبرتنى
قالت : أما الآن فنعم فى المرة الأولى حدثنى : " أن جبريل كان يعارضني بالقرآن كل سنة مرة وأنه عارضنى العام فى هذه السنة مرتين وأنى لا أحسب ذلك إلا عند اقتراب أجلى فاتقى الله واصبرى فنعم السلف لك أنا وأنت أسرع أهلى بى لحوقا " فبكيت،
فلما رأى جزعى ، قال :" أما ترضين أن تكونى سيدة نساء العالمين أو سيدة نساء هذه الأمة فضحكت .
فلما مات رسول الله بكته بكاءً شديدا وقالت يومها : يا أبتاه أجاب ربا دعاه ، يا أبتاه فى جنة الفردوس مأواه ، يا أبتاه إلى جبريل ننعاه .
ولما دفن أقبلت فاطمة - رضى الله عنها - على أنس بن مالك فقالت : يا أنس كيف طابت أنفسكم أن تحثوا التراب على رسول الله
وفاتها
عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ:
عَاشَتْ فَاطِمَةُ بَعْدَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- سِتَّةَ أَشْهُرٍ، وَدُفِنَتْ لَيْلاً.
وَصَلَّى عَلَيْهَا العَبَّاسُ، وَنَزَلَ فِي حُفْرَتِهَا هُوَ وَعَلِيٌّ وَالفَضْلُ
عَنِ أُمِّ جَعْفَرٍ:
أَنَّ فَاطِمَةَ قَالَتْ لأَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ: إِنِّي أَسْتَقْبِحُ مَا يُصْنَعُ بِالنِّسَاءِ، يُطْرَحُ عَلَى المَرْأَةِ الثَّوْبُ، فَيَصِفُهَا.
قَالَتْ:يَا ابْنَةَ رَسُوْلِ اللهِ، أَلاَ أُرِيْكِ شَيْئاً رَأَيْتُهُ بِالحَبَشَةِ؟
فَدَعَتْ بِجَرَائِدَ رَطْبَةٍ، فَحَنَتْهَا، ثُمَّ طَرَحَتْ عَلَيْهَا ثَوْباً.
فَقَالَتْ فَاطِمَةُ: مَا أَحْسَنَ هَذَا وَأَجْمَلَهُ! إِذَا مِتُّ فَغَسِّلِيْنِي أَنْتِ وَعَلِيٌّ، وَلاَ يَدْخُلَنَّ أَحَدٌ عَلَيَّ.
فَلَمَّا تُوُفِّيَتْ، جَاءتْ عَائِشَةُ لِتَدْخُلَ، فَقَالَتْ أَسْمَاءُ: لاَ تَدْخُلِي.
فَشَكَتْ إِلَى أَبِي بَكْرٍ، فَجَاءَ، فَوَقَفَ عَلَى البَابِ، فَكَلَّمَ أَسْمَاءَ.
فَقَالَتْ: هِيَ أَمَرَتْنِي.
قَالَ: فَاصْنَعِي مَا أَمَرَتْكِ، ثُمَّ انْصَرَفَ.
وهِيَ أَوَّلُ مِنْ غُطِّيَ نَعْشُهَا فِي الإِسْلاَمِ عَلَى تِلْكَ الصِّفَةِ.
[/ALIGN][/CELL][/TABLE1][/ALIGN]
شكرا لك على مجهودك الكبير
الى اختي الفاضله
كم من اوقات سوف تهدر في هذه الايام الفاضله هل تعلمين انك ستسافرين سفرا بلا رجعه
فهل اعددت العده لهذا السفر هل تزودتي من هذه الدنيا الفانيه بالاعمال الصالحه لتونس وحشتك بالقبر
كم عمرك ؟ كم ذهب ؟ كم بقى ؟ هل تخيلتي عندما تتنزل الملائكه من السماء لقبض روحك وانت غافله
لاهيه هل تخيلتي ذلك اليوم ساعه فراق الاهل الاحبه الاصحاب الاولاد ايتها الغاليه .......................
اهمس في اذنك بكلمات لاتغتري بكثره العاصيات لا تغتري بكثره من يتساهل بالحجاب ومعاكسه الشباب
فنحن في زمن الفتن كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((فان وراءكم ايام الصبر الصبر فيهن كقبض
على الجمر للعامل فيهن اجر خمسين منكم يعمل مثل عمله قالوا يارسول الله او منهم قال بل منكم ))
فهنيئا لمن صبرت واستقامت على طاعه الله ورسوله وخاصه في هذه الايام العشر الفاضله البدار البدار
بالتوبه الصالحه
حافظي على حجابكِ وعفافِك .. فالحجاب طهارةٌ وعفٌة ونقاء .. قال تعالى : ( يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهنَّ من جلابيبهنَّ ذلك أدنى أن يُعرفن فلا يُؤذَيْن ) ..
نعم .. إنه زينة وعلامة للمرأة الطاهرة الشريفة .. كيف لا ؟ وهو دليل حيائها .. وعلامة نقائها .. وهو صيانةٌ لها من شياطين الإنس والجن .. فاحرصي على حجابكِ - رحِمكِ الله - فإنه سرُّ سعادتكِ .
الحياء زينة المرأة التي يجب أن تتزين به ؛ فمن فقدت حياءها فقد
فقدت كل شيء وأصبحت فريسة لأهل الإغواء وأصحاب الهوى
يفترسونها متى يشاءون ويبثون لها السموم متى أرادوا ولهذا رأينا
في بادىء الأمر أن حياء المرأة وتمسكها كان حائلا كبيرا أمام
دعوات التحرر و السفور الآتية من الخارج والتي وجدت صعوبة بالغة
في إغواء النساء المسلمات وتغلغل الأفكار الهدّامة بينهم فما كان
إلا أن استقطبوا بعض النساء التافهات راغبي التحرر عديمى الحياء
فربوهم وعلموهم تلك الأفكار الخبيثة ثم أطلقوهم بين المسلمات
ويسروا لهم كل العقبات وأمدوهم بما يحتاجون من الأموال
والحاجات فخرجوا في الندوات والمؤتمرات وعلى الشاشات وكتبوا
في الصحف والمجلات وبدأوا يقودوا حملة واسعة لتحرير
المسلمات ووضعوا لها عنوانا جذّابا فسموها " حقوق المرأة
وحريتها " وهو عنوان حق أريد به باطل ولكن للأسف أن هذه
الدعوات وما استتبعها من برامج وأفكار بدأت تتغلغل بين النساء
المسلمات حتى أصبحنا نرى جزء ليس بالقليل وقد اختلطت
أفكارهم وساءت أخلاقهم وفقدوا حيائهم فأصبحوا جزءا من تلك
الحملة التي تستهدف ضرب الإسلام من خلال تحرير المرأة من
تعاليم دينها ألم تعرفي أختاه أنهم قالوا : " لن تستقيم حالة
الشرق ما لم يرفع الحجاب عن وجه المرأة ويغطى به القرآن "
وقالوا " ليس هناك طريق لهدم الإسلام أقصر مسافة من خروج
المرأة سافرة متبرجة " وقالوا
مزقي يا ابنة العراق الحجابا *** وأسفري فالحياة تبغي انقلابا
مزقيه وأحرقيه بلا ريث *** فقـد كان حارسـا كـذابـا
وهذا هو مكمن الخطر الذي يجب أن نحذره ونُحذر منه المسلمات .
إن الحياء يا أختاه هو تاج فوق رأسك يجب ألا تتخلي عنه ولا
تقبلي في يوم من الأيام أن تخلعيه مهما كانت الأغراءات ومهما
كانت الظروف والأحداث فكما علمت أن أعداء الأمة لا يريدون خلع
الحجاب أو النقاب وإنما يريدون أيضا وفي المقام الأول نزع الحياء
من القلوب ولذا فإنه من الواجب علينا أن نستمسك بالحياء ونحافظ
عليه حتى نكيد أعداء الله فالحياء لا يأتي إلا بخير كما قال صلى
الله عليه وسلم " الحياء لا يأتي إلا بخير " " الحياء خير كله " ومن
خيره أنه يحافظ على الأمة ويحميها من كيد أعداءها الذين يبغون
الفساد وانتشار الشهوات وتسهيل قضاء النزوات ولهذا فإن
المسلمة التي تريد الخير لها ولأمتها عليها أن تعيش بالحياء
وتحافظ عليه وتسعى إلى نشره بين المسلمين وتضرب المثل والقدوة الحسنة في ذلك حتى يعم الخير ويزداد .
إن ما نراه اليوم من سوء أدب وقلة حياء إنما ينم عن ضعف في
الأيمان فالنبي صلى الله عليه وسلم قال " الحياء والأيمان قرناء
فإن ذهب أحدهما ذهب الآخر " ، كما أن الحياء شعبة من شعب
الأيمان كما قال صلى الله عليه وسلم " الأيمان بضع وسبعون _ أو
بضع وستون شعبة – أفضلها لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن
الطريق والحياء شعبة من الأيمان " ، ولقد مر النبي صلى الله عليه
وسلم على رجل وهو يعظ أخاه في الحياء فقال له النبي صلى الله
عليه وسلم : " دعه فإن الحياء من الأيمان " ، فالأيمان يدعوا إلى
الحياء ويرغب فيه كما أن الحياء طريق للأيمان وشعبة من شعبه
ولهذا لما ضعف الأيمان في نفوس بعض المسلمات رأينا قلة الحياء
تطفح على كلماتهم وسلوكياتهم وأخلاقهم فانظر إلى حالهم في
الطرقات والمواصلات وفي المدارس والمعاهد والجامعات وفي
الأندية والمنتزهات وداخل المنازل وعلى الشاشات وفي الصحف
والمجلات والأعلانات ستجد أننا أمام ظاهرة تستدعى الوقوف معها
ودراسة أسبابها فتلك المرأة التي تصاحب أجنبي عنها وتجلس
معه في الجامعة أو المنتزه أو تسير معه في الطرقات أو تسافر
معه هنا وهناك.. إنها " عديمة الحياء " ... أو تلك المرأة التي تسمع
منها تلك الضحكات الرنانة والكلمات البذيئة في المواصلات والطرق
والمنتزهات.. إنها " عديمة الحياء " ... أو تلك المرأة التي تجلس مع
قريناتها يتسامرون ويتحدثون في أشياء تخدش حياء الرجل فضلا
عن حياء المرأة .. إنها " عديمة الحياء " ... أو تلك المرأة التي
تختلط بالرجال اختلاطا محرما بل وتسعى إلى ذلك الأختلاط ولا
تحاول تجنبه .. إنها " عديمة الحياء " ... أو تلك المرأة التي تتزين
وتلبس ثيابا غير شرعي فيه من السفور والتبرج ما فيه .. إنها "
عديمة الحياء " ... أو تلك المرأة التي تفرح بمعاكسة الآخرين لها
لتشعر بإنوثتها أو التي تظهر خصيلات من شعرها لتبرز جمالها
وليعلم الناس جمال شعرها ونعومته ونضارته .. إنها " عديمة الحياء
" ... أو تلك المرأة التي تشاهد الصور العارية والأفلام الخليعة
وتقلب صفحات المجلات الماجنة والجرائد ومواقع الأنترنت بحثا عن
أخبار التافهين والتافهات ورغبة في التحدث إلى أصحاب القلوب
المريضة والنفوس الأمارة بالسوء .. إنها " عديمة الحياء " ... أو تلك
المرأة التي تخرج إلى الشواطىء وتنزع عنها الكثير من لباسها
بدعوى التنزه والترفيه .. إنها " عديمة الحياء " ... أو تلك المرأة التي
تلتقط خيوط الكلام لتتحدث مع الرجال وتضحك معهم .. إنها "
عديمة الحياء " ... إنها صور كثيرة تعبر عن قلة الحياء وكلنا عنده
من الأمثلة والمواقف والحكايات ما يدمي القلب ويعبر عما ذكرناه
بل ويزيد عنه .
إن النبي صلى الله عليه وسلم أخبرنا عن حال هؤلاء وعن سبب
تلك الأفعال فيقول صلى الله عليه وسلم في الحديث " إن مما
أدرك الناس من كلام النبوة الأولى : إذا لم تستحي فافعل ما تشاء
" ففقد الحياء يستدعي أن يصنع المرء ما يشاء كما أن الفعل الذي
لا يستحي المرء من فعله يصنعه ويُقدم عليه وكلاهما معنيان
ذكرهما أهل العلم لهذا الحديث وعليه فإن المرأة التي ضاع حياؤها
وصار مفقودا وغائبا عن حياتها ستجدها تفعل ماتشاء كما رأينا في
بعض الصور التي ذكرناها ، وقديما قال الشاعر :
إذا لم تخشى عاقبة الليـالي *** ولم تستحي فاصنع ما تشـاء
فلا والله مافي العيش خـير *** ولا الدنيا إذا ذهب الحيــاء
يعيش المرء ما استحيا بخير *** ويبقى العود ما بقي اللحــاء
إن ما قيل هنا ما هو إلا دعو صادقة للمرأة المسلمة الطاهرة النقية
التي تحب دينها وترغب في عزته وتخشى من عذاب ربها وترجوا
الثواب والنعيم فإننا ندعوها وغيرها إلى أن ترجع إلى الحياء ولتتعلم
من ابنة شعيب التي ضربت المثل والقدوة في الحياء حتى
استحقت أن يحكى عنها القرآن ويخلد قصتها إلى يوم القيامة وكل
امرأة حالها كحال ابنة شعيب فكأنما هي التي حكى عنها القرآن
فالله يقول فجاءته أحداهما تمشي على استحياء قالت ...... ) "
سورة القصص " ، والقصة ببساطة أن نبي الله موسى عليه
السلام رأى فتاتين يريدان السقيا ولكنهما يتأخران حتى لا يختلطا
بالرجال فما كان منه إلا أن تقدم وسقى لهما وهذه من مرؤة
الرجال التي قلما أن تجدها في زمان المادية والشهوات وبعد ذلك
تولى إلى الظل فما كان من أبيهما بعد أن عرف قصته وما فعله من
الخير لأبنتيه إلا أن أرسل إليه ليشكره فجاءت الفتاة الطاهرة
الفاضلة العفيفة تمشي في غير تبذل ولا إغواء وإنما تمشي على
استحياء فالمشية كانت على استحياء والقول والحديث على
استحياء فبعض أهل العلم يقرؤن (فجاءته أحداهما تمشي على
استحياء .... ) والبعض يبدأ مرة أخرى فيقرأ ( على استحياء
قالت ... ) فسبحان من زين تلك الفتاة بالحياء وخلد ذكرها إلى يوم القيامة .
وفي النهاية فإن الحياء أختاه يجب أن يشمل كل سلوكياتكِ وأن
يغمر حياتكِ كلها حتى تسعدي وتُسعدي من حولك فالمرأة
ضعيفة الحياء هي تعيسة في واقع الأمر وتتعس من حولها
بشقاءها وضلالها بل وتضر الأمة بأسرها فكم تعين على معصية
وكم تمنع من طاعة وكم تضيع من أوقات الآخرين وكم تضعف من
همم المؤمنين الذين يعز عليهم ما يرونه وما يسمعونه فكوني
أختاه بحياءكِ معول بناء لا معول هدم هدانا الله وإياك إلى طريق
الهدى والرشاد
حافظي على حجابكِ وعفافِك
[align=CENTER][table1="width:100%;background-color:black;"][cell="filter:;"][align=center]
هل يحق للمرأة المسلمة أن تؤدي فريضة الحج مع نسوة ثقات , إذا تعذر عليها اصطحاب أحد أفراد عائليها معها , أو أن والدها متوفي ؟ فهل يحق لوالدتها اصطحابها لتأدية الفريضة أو خالتها أو عمتها أو أي شخص تختار ليكون معها محرما في حجها ؟ ..
الصحيح أنه لا يجوز لها أن تسافر للحج إلا من زوجها أو محرم لها من الرجال , فلا يجوز لها أن تسافر مع نسوة ثقات أو رجال ثقات غير محارم , أو مع عمتها أو خالتها أو أمها , بل لابد من أن تكون مع زوجها أو محرم لها من الرجال , فإن لم تجد من يصحبها منهما فلا يجب عليها الحج ما دامت كذلك , لفقد شرط الإستطاعة الشرعية , وقد قال تعالى : ( ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ) آل عمران .[/align][/cell][/table1][/align]
كم من اوقات سوف تهدر في هذه الايام الفاضله هل تعلمين انك ستسافرين سفرا بلا رجعه
فهل اعددت العده لهذا السفر هل تزودتي من هذه الدنيا الفانيه بالاعمال الصالحه لتونس وحشتك بالقبر
[ALIGN=CENTER][TABLE1="width:100%;background-color:black;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]
امراض القلوب
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم:
( الحلال بين والحرام بين وبينهما مشبهات لا يعلمها كثير من الناس
فمن اتقي المشبهات استبرأ لدينه وعرضه ومن وقع في الشبهات كراع يرعى حول الحمى
يوشك أن يواقعه ألا وإن لكل ملك حمى ألا إن حمى الله في أرضه محارمه ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب )
رواه البخاري
ألا إن أعظم أمراض القلوب هو ضعف الإيمان
يقول أحد الزملاء في المستشفى إنه في يوم من الأيام كان يعاكس النساء،
ويؤذي محارم الله فتم حجزه في أحد مراكز الشرطة وكان بجانبه رجل تم حجزه لنفس المشكلة
فتبادل وإياه أطراف الحديث ،،،
فقال له ذلك الرجل:
( يا أخي والله العظيم أن هؤلاء الناس امتحنونا ما هذا التعقيد والله العظيم إن الواحد يفكر بجد أنه يتنصر )
فمريض القلب هذا يريد أن يتنازل عن دينه من أجل معصية منع منها
قال تعالى:
( يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُل لَّا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُم بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ )
ومن أمراض القلوب ضعف الشخصية واتباع الهوى
ففي يوم من الأيام وفي أحد ممرات المستشفى كنت واقفاً أتكلم مع رجل الأمن لحظات وأنا أتبادل
معه الحديث فإذا بامرأة تأتي عباءتها تشكو إليها تحتاج إلى عباءة أخرى:
( عباءة مزركشة ... عباءة فاتنة )
مرت من عندنا والتقطت أنفاسها ثم قالت لرجل الأمن :
لو سمحت تعال ساعدني فيه واحد قليل حيا يتعرض لي ويتكلم علي
نظر إليها رجل الأمن وهي في عباءتها المزركشة التي تضم ألواناً عديدة وحروفاً وأسماء نقشت
عليها ،،،
فقال لها :
لو احترمت نفسك لاحترمك الآخرون
فقالت: ماذا تقصد أنني ما احترمت نفسي ؟
فقال: لا والله بهذه العباءة لم تحترمي نفسك
فانفجرت كالطفل وقالت : يعني الناس يقاسون بعباءاتهم ؟
فقلت لها :
لو أنك تسترتِ يا أختي لم يتعرض لكِ أحد أنتِ التي أعطيتهم الضوء الأخضر بهذه العباءة
فقالت: لماذا أنتم هكذا ؟
أعرف من صاحباتي من إذا أرادت أن تخرج مع صديقها وضعت عباءتها على الرأس
فقلت لها :
إذاً يلبسون العباءة على الرأس ليظن الناس أنهن محترمات
حمداً لله أنتِ اعترفتِ بنفسك أن من أرادت أن يحترمها الناس تحشمت
قال تعالى :
( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ
يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا )
أخيتي إني سائلك أسئلة اطرحيها على نفسك ؟
هل تحسين أن هذه العباءة تجلب الأنظار ؟
إذاً ليست حجاباً لأن الحجاب شرع ليحجب الأنظار لا ليجلبها !
هل تحسين أن هذه العباءة تزيد من احترامك عند الناس ؟
إذا قلت نعم فأقول لك عذراً ما صدقت فالفساق قبل المستقيمين يقولون :
إن أصحاب هذه العباءات هن من أردن أن ينتهك عرضهن
فلا نحترمهن أما تلك التي احترمت نفسها ووضعت عباءتها على رأسها
ولبست قفازاتها وشراباتها فهي تجبر الجميع على احترامها
هل تحسين بدون هذه العباءة المخصرة
أو التي على الكتف أنك لا شيء ؟
إذاً اسمحي لي أن أقول لك لا شخصية عندك ولا ذات قيمتك بتلك العباه
قال تعالى:
( فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضاً وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ )
[/ALIGN][/CELL][/TABLE1][/ALIGN]
حافظي على حجابكِ وعفافِك
[ALIGN=CENTER][TABLE1="width:95%;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]
قل لي من تصاحب ؟ أقول لك من أنت ؟ ..
إنها قاعدة عظيمة تقرها فطرة الإنسان وطبيعته، فالنفس تؤثر وتتأثر سلبًا أو إيجابًا، وكلما كثرت الخلطة وطالت .. كثر ذلك التأثر وزاد ..
والناس على اختلاف، فمن مقل ومكثر، أوما سمعت إلى قول نبيك :
المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل
..
ومن ينكر هذه الخصلة في بني البشر أو يشككها .. فهو مكابر، إنما يخالف عقله وفكره..
وإذا كان لا بد من دليل، فانظر إلى نفسك، نفسك أنت، كم من الخصال والطباع التي لم تكن عليها من قبل ..
ها أنت ذا تمارسها شيئًا فشيئًا حتى غدت عادة لك ..
فالمدخنون .. مثلاً .. كان أول عود أحرقوه تقليدًا ومحاكاة، إن لم يكن أُحرق لهم من جليس أو صاحب، والآن أضحت عادة وطبعًا ..
وإن السؤال الذي يتحرج من طرحه كثير من الشباب على نفسه، ولا يرغبون سماعه، ويتهربون منه حتى في صراعهم مع أنفسهم،
هل أصدقاؤك أحبابك، خلانك ؟ أصدقاء سوء أم صلاح..؟
روى البخاري ومسلم عن أبي موسى عن النبي قال:
إنما مثل الجليس الصالح، والجليس السوء كحامل المسك، ونافخ الكير، فحامل المسك، إما أن يحذيك، وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحًا طيبة، ونافخ الكير، إما أن يحرق ثيابك، وإما أن تجد منه ريحًا خبيثة .
[/ALIGN][/CELL][/TABLE1][/ALIGN]
[ALIGN=CENTER][TABLE1="width:100%;background-color:black;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]
المرأة .. هذه الإنسانة التي جعلها كل من هب ودب قضيته ! حتى وإن أساؤا إليها ولم يحسنوا .. فأثاروا حولها الشبهات دون شبهات!! .. ونادو بتحريرها من قيود الإسلام التي كبلها بها .. زعموا ... باطلاً وزوراً.
[/ALIGN][/CELL][/TABLE1][/ALIGN]
المرأة .. هذه الإنسانة التي جعلها كل من هب ودب قضيته ! حتى وإن أساؤا إليها ولم يحسنوا .. فأثاروا حولها الشبهات دون شبهات!! .. ونادو بتحريرها من قيود الإسلام التي كبلها بها .. زعموا ... باطلاً وزوراً.
قالوا إن الإسلام لم ينصفها .. واضطهدها وانتقصها حقوقها .. وتشعبت بهم الطرق ... طرق الضلالة .. فذهبوا في كل واد وناد يدعون لتحريرها !! .. تحريرها مماذا ؟! .. مما يصون كرامتها، ويحفظ عزتها، ويدعون الحرص على إعطائها كافة حقوقها ومساواتها بالرجل في كل شيء !! .. فهل حقاً ما ذهبوا إليه ؟! .. لندع التاريخ بحقائقه يرد على شبهاتهم وإفتراءاتهم .. ولننظر ماذا قدم الإسلام للمرأة .. وماذا قدم غيره من المناهج المختلفة والشرائع المتباينة .. وبمقارنةٍ سريعةٍ .. بين حالة المرأة في الشرائع المختلفة، وحالتها في شريعة الإسلام الغراء .. يمكن أن تتضح الصورة وتظهر الحقائق ..
فعند اليونان .. ماذا كانت؟ .. في أول عهدها كانت محتقرة مهينة حتى جعلوها رجساً من عمل الشيطان .. كانت كسقط المتاع تباع وتشترى في الأسواق ! .. محرومة من حق الميراث والتملك ولا أهلية لها .. يقول فيلسوفهم سقراط: " إن وجود المرأة هو أكبر منشأ ومصدر للأزمة والانهيار في العالم .. إن المرأة تشبة شجرة مسمومة، حيث يكون ظاهرها جميلاً ولكن عندما تأكل منها العصافير تموت حالاً "! ..
ثم في أوج حضارتهم تبدلت المرأة، واختلطت بالرجال، وشاعت الفاحشة .. حتى أصبح الزنا علناً .. واتخذوا التماثيل العارية باسم الأدب والفن! .. وعُدَّ من الحرية أن تكون المرأة عاهراً لها عشاق!! .. وأفرغوا على الفاحشة ألوان القداسة بإدخالها المعابد!! .. فماذا كان المصير؟ سقطت اليونان، وانهارت حضارتها، وزالت .. ﴿ وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ</STRONG>﴾[هود:102].
أما عند الرومان .. فلم تكن بأحسن حالاً منها عند اليونان .. إذ كان الشعار عندهم فيما يتعلق بالمرأة " إن قيدها لا ينزع، ونَيْرَها لا يخلع " .. وكان الأب غير ملزم بضم أبنائه إليه .. وله أن يضم لأسرته من الأجانب عنها ما شاء .. ويخرج منها من أبنائه ـ عن طريق البيع ـ ما شاء!. وكانت سلطة رب الأسرة على أبنائه وبناته وزوجته وزوجات أبنائه تشمل البيع والنفى والتعذيب وربما القتل أحياناً ! .. حتى جاء قانون "جوستيان عام 565م" فجعل سلطة الأب تأديبية فقط ..
وليس للمراة عند الرومان أية حقوق أهلية أو مالية بل لم يكن لها التصرف في مالها الخاص .. فهو يخضع لأبيها ثم للوصي الشرعي عليها من بعده .. فهى في حالة رق مدى حياتها .. تنتقل من رق أبيها إلى رق زوجها ..
وعندهم في قوانين الألواح الاثنى عشر أن فقدان الأهلية هي السن والحالة العقلية والجنس ـ أى الأنوثة ـ ولذا كانوا يفرضون الحجر عليها لأنوثتها !!!
هذا في حين أننا نجد المرأة عند الصينيين القدماء مشبهة بالمياه المؤلمة تغسل السعادة والمال وكان للصيني الحق في بيع زوجته أو دفنها حية، وإذا مات تورث لأهله!.
بينما نجدها في قانون حمورابي في عداد الماشية المملوكة .. فمن قتل بنتاً لرجل أعطاه ابنته ليقتلها أو يتملكها.
أما عند اليهود ففي شريعة مانو أن المرأة لا تعرف السلوك السوى ولا الشرف ولا الفضيلة وإنما تحب الشهوات الدنسة والزينة والتمرد والغضب، لذا لم يكن لها الحق في الاستقلال عن أبيها أو زوجها أو ولدها، وهي قاصرة طيلة حياتها، بل لم يكن لها حق الحياة بعد وفاة زوجها فهي تحرق معه حية على موقد واحد يوم وفاته وإلا .. عادت لاتعامل كإنسانة .. فقد كانوا ينظرون إلى المرأة التي لا زوج لها على أنها منبوذة ومدنسة لكل شيء تمسه .. والمنبوذ عندهم في رتبة الحيوان ! ..
وفي شرائع الهندوس يقولون: ليس الصبر المقدر والريح والموت والجحيم والسم والأفاعى والنار أسوأ من المرأة .. فيا عجباً .. كيف جعلوا المرأة بلية فوق كل بلية .. !
وفي شريعة الفرس أبيح الزواج من المحارم كالأمهات والأخوات والعمات والخالات .. إلى آخره .. وكانت تحت سلطة الرجل المطلقة .. يحق له أن يحكم عليها بالموت .. أو ينعم عليها بالحياة!! .. وكانت تُنْفى أيام الحيض إلى مكان بعيد، لا يجوز لأحد مخالطتها! ..
ثم نادى " مزدك " فيهم باقتسام الأموال والنساء والمتعة، فشاعت الفوضى وعم الدمار .. وأصبح الرجل يدخل على نساء غيره .. حتى صار لا يَعْرفُ الرجل منهم ولده .. ولا المولود يعرف أباه فماذا عنها ؟ .. انهارت وسقطت ﴿ فَهَلْ تَرَى لهُمْ مِنْ بَاقِيَةٍ</STRONG>﴾ [الحاقة ـ آية :8]
وعند اليهود كانت تعتبرها بعض الطوائف في مرتبة الخادم .. ! وكان لأبيها الحق في بيعها قاصرة، وهي لا ترث إذا كان لأبيها بنون ..
واليهود يعتبرون المرأة لعنة لأنها أغوت آدم .. جاء في التوراة (المحرفة): " المرأة أمرّ من الموت ".
وعندما يصيبها الحيض لا يجالسونها ولا يؤاكلونها، بل يعتبرونها نجسة، وكل ما تلمسه من طعام أو إنسان أو حيوان نجساً .. فبعضهم يطردها خارج البيت حتى تطهر .. وبعضهم ينصب لها خيمة يجعلها فيها ويضع أمامها خبزاً وماءً .. !!
فتأمل مدى القسوة التي كانت تعامل بها في أيام تكون فيها مضطربة النفس .. ومحتاجة إلى شيء من العطف والرفق ..
وفي النصرانية هال رجال المسيحية الأوائل ما رأوا في المجتمع الروماني من انتشار الفواحش وما آل إليه حالهم من انحلال أخلاقي شنيع، فاعتبروا المرأة باباً للشيطان، وأنها مسئولة عن هذا كله لاختلاطها بالرجال في فوضي شديدة .. فقرروا أن الزواج دنس يجب الابتعاد عنه .. وأن العلاقة بالمرأة رجس في ذاتها .. !
قال أحد قديسيهم ويسمى ترتوليان: " إنها مدخل الشيطان إلىالنفس، ناقضة لنواميس الله .. مشوهة للرجل " .. !
وقال آخر ويُسمى سوستام: " إنها شر لابد منه، وآفة مرغوب فيها، وخطر على الأسرة والبيت، ومحبوبة فتاكة، ومصيبة مطلية مموهة ".
وكان من المضحكات المبكيات أن يجتمع مجمع " ماكون " ليبحث فيما إذا كانت المرأة مجرد جسم لا روح فيه أم لها روح ؟!!
ثم انتهوا إلى أنها خلو من الروح الناجية " أى من عذاب القبر " .. عدا مريم أم المسيح عليهما السلام ..
ثم عقد الفرنسيون عام 586 للميلاد مؤتمر للبحث: هل تعد المرأة إنساناً أم غير إنسان ؟! .. وأخيراً قرروا أنها إنسان خُلق لخدمة الرجل فحسب !
ثم أصدر البرلمان الإنجليزى في عصر هنري الثامن قراراً يحظر على المرأة أن تقرأ " العهد الجديد " لأنها تعتبر نجسة .. !!
وفي سنة 1500 للميلاد شُكل مجلس إجتماعي في بريطانيا خصيصاً لتعذيب النساء .. وكان ضمن مواده .. تعذيبهن وهن أحياء بالنار !!.. وذلك في القرن الخامس عشر!
ومن الظريف أ ن القانون الإنجليزي عام 1805 للميلاد وكان يبيح للرجل أن يبيع زوجته بستة بنسات ـ يعنى نصف شلن ـ فما أرخص المرأة عندهم ! ..
أما القانون الفرنسي الذي وُضِع عقب الثورة الفرنسية في نهاية القرن الثاني عشر والتي أعلنت تحرير الإنسان من العبودية والمهانة، فقد نص على أن المرأة ليست أهلاً للتعاقد ! .. كما نص على أن القاصرين الذين يحجر عليهم هم: الصبى المجنون والمرأة .. واستمر الحال كذلك حتى عام 1938 حتى عُدل ! ..
وإذا نظرنا إلى حالة المرأة عند العرب قبل الإسلام فسنراها مهضومة في كثير من حقوقها ، ليس لها حق الإِرث .. فقد كانوا يقولون: " لا يرثنا إلا من يحمل السيف ويحمى البيضة " .. ولم يكن لها على زوجها أى حق ، وليس للطلاق عدد معين .. ولا لتعدد الزوجات عدد محدود ..
وإن مات الرجل عن زوجته وله أولاد من غيرها .. كان الولد الأكبر أحق بزوجة أبيه " نكاح المقت " ويعتبرها إرثاً كبقية أموال أبيه، إن شاء ألقى عليها ثوباً؛ إظهاراً لرغبته في زواجها .. أو يتركها لأهلها، أو يحبسها حتى تفتدى نفسها، أو تموت فيذهب بمالها ..
أما بعض القبائل فكانت تتشاءم من ولادة الأنثى فتئذها؛ إما خشية العار أو خشية الفقر .. وكانت هذه العادة منتشرة في "بعض" القبائل فقط ، منها ربيعة وكِندة وتميم وطييء .. ومنهم من دفن في الجاهلية إحدى عشرة بنتاً موؤودة ! ..
وكان عندهم أنواع من الزواج بغيضة فاسدة .. أبطلها الإسلام جميعاً ما عدا الزواج الراقي التي كانت تُعرف به قريش من خطبة ومهر وعقد فقد أقره الإسلام مع إبطال بعض العادات الظالمة للنساء فيه من استبداد في تزويجهن كرهاً أو عضلهن أو أكل مهورهن ..
وما كانت المرأة العربية تفتخر بشيء قبل الإسلام على أخواتها في العالم كله سوى حماية الرجل لها، والدفاع عن شرفها، والثأر لامتهان كرامتها .. وهذا لم يكن عند كل العرب ؛ وإنما كان من بعض القبائل دون غيرها.
أما المرأة في الإسلام .. فما أجلَّ الإسلام .. وما أجلَّ شريعته وأحكامه .. فلم يعتبرها جرثومة خبيثة كما اعتبرها الآخرون ـ ولكنه قرر أنها بين يدى الإسلام قسيمة الرجل ..
وبداية .. قرر أنها والرجل في الإنسانية والكرامة والأهلية سواءّ بسواء .. قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ</STRONG>﴾[النساء:1] .. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [إنما النساء شقائق الرجال] رواه أحمد و الترمذي وأبو داود عن عائشة.
وقد وردت آيات كثيرة تساوى الرجال بالنساء في الإنسانية .. كما وردت الآيات تساويهن بالرجال في الإيمان .. والجزاء والمثوبة، قال تعالى: ﴿ فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ</STRONG>﴾[آل عمران:195] .. ﴿ وَعَدَ اللّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَ</STRONG>﴾[التوبة:72].
ثم إن الإسلام كرمها وليدةً .. وصبية ً .. وأختاً .. وزوجاً .. وأمّاً. والأحاديث الصحيحة في هذا كثيرة .. ولو ذهبنا نعدد الآيات والآحاديث التي جاءت توصي بالمرأة خيراً منذ ولادتها حتى مماتها .. ومن ترغيب الأب في رحمتها وحسن رعايتها وتأديبها ابنة .. وحفاظا على كرامتها وصونها أختا ًوحسن عشرتها والإحسان إليها زوجة .. والشفقة بها والحنو عليها والتلطف والتأدب معها أمّاً .. لفاض الكلام واتسع .. ولكن حسبنا التنويه بالحقائق والثوابت ..
فمن السنة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يحمل أمامة ابنةَ ابنته زينب وهو يصلى .. والصلاة من أجلّ العبادات .. ومن وصاياه صلى الله عليه وسلم: [ استوصوا بالنساء خيراً ] (متفق عليه)، وعن عائشة رضى الله عنها قالت: [ ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده خادماً قط ولا امرأة ] (رواه مسلم) .. فأين هذا من إهانتها وتعذيبها وضربها في الشرائع السابقة التي أوردتها ..
ثم إن الإسلام جعل لها الحق في الميراث .. خلافاً للشرائع الأخرى، وجعل لها الأهلية الكاملة في التعامل والبيع والشراء والتصرف في أموالها، ولها حق التملك ولم يحجر عليها كما في الشرائع الأخرى ..
ثم جعل كرامتها مثل كرامة الرجل سواءً بسواء .. فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة لأم هانيء بنت أبي طالب ـ وقد أجارت رجلين من أحمائها قد استوجبا القتل ـ [ قد أجرنا من أجرت يا أم هانيء، وأمّنّا من أمّنت ](رواه البخارى بنحوه).
أما مراعاته لمشاعرها ونفسيتها ففي هذا يفيض الكلام فانظر كيف كان يعامل رسول الله صلى الله عليه وسلم الحائض .. فعن عائشة رضي الله عنها قالت:[ كنت أشرب من الإناء وأنا حائض ثم أناوله للنبي صلى الله عليه وسلم فيضع فاه على موضع فيَّ ](رواه مسلم).
وعنها أن النبي صلى الله عليه وسلم [ كان يتكيء في حجري وأنا حائض فيقرأ القرآن ](متفق عليه) .. وهذا خلافا لمن يعدونها نجسة .. ويطردونها من البيت إن حاضت .. فتأمل .. حتى في آخر خطبة خطبها النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع أوصى بالنساء خيراً .. وكان آخر ما وصى به رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث كلمات، ظل يتكلم بهن حتى تلجلج لسانه صلى الله عليه وسلم جعل يقول:[ الصلاة الصلاة .. وما ملكت أيمانكم، لاتكلفوهم مالا يطيقون .. الله الله في النساء فإنهن عوان في أيديكم ](رواه النسائي وابن ماجه).
فهل هناك مقارنة بين ما أكرمها به الإسلام وبين ما كانت عليه من امتهانٍ وضعة ؟!
ألم ترى أن السيف يصغر قدرُه إذا قيل: إن السيف خيرّ من العصا ؟!
[align=CENTER][table1="width:100%;background-color:black;"][cell="filter:;"][align=center]
المرأة .. هذه الإنسانة التي جعلها كل من هب ودب قضيته ! حتى وإن أساؤا إليها ولم يحسنوا .. فأثاروا حولها الشبهات دون شبهات!! .. ونادو بتحريرها من قيود الإسلام التي كبلها بها .. زعموا ... باطلاً وزوراً.[/align][/cell][/table1][/align]
قالوا إن الإسلام لم ينصفها .. واضطهدها وانتقصها حقوقها .. وتشعبت بهم الطرق ... طرق الضلالة .. فذهبوا في كل واد وناد يدعون لتحريرها !! .. تحريرها مماذا ؟! .. مما يصون كرامتها، ويحفظ عزتها، ويدعون الحرص على إعطائها كافة حقوقها ومساواتها بالرجل في كل شيء !! .. فهل حقاً ما ذهبوا إليه ؟! .. لندع التاريخ بحقائقه يرد على شبهاتهم وإفتراءاتهم .. ولننظر ماذا قدم الإسلام للمرأة .. وماذا قدم غيره من المناهج المختلفة والشرائع المتباينة .. وبمقارنةٍ سريعةٍ .. بين حالة المرأة في الشرائع المختلفة، وحالتها في شريعة الإسلام الغراء .. يمكن أن تتضح الصورة وتظهر الحقائق ..
فعند اليونان .. ماذا كانت؟ .. في أول عهدها كانت محتقرة مهينة حتى جعلوها رجساً من عمل الشيطان .. كانت كسقط المتاع تباع وتشترى في الأسواق ! .. محرومة من حق الميراث والتملك ولا أهلية لها .. يقول فيلسوفهم سقراط: " إن وجود المرأة هو أكبر منشأ ومصدر للأزمة والانهيار في العالم .. إن المرأة تشبة شجرة مسمومة، حيث يكون ظاهرها جميلاً ولكن عندما تأكل منها العصافير تموت حالاً "! ..
ثم في أوج حضارتهم تبدلت المرأة، واختلطت بالرجال، وشاعت الفاحشة .. حتى أصبح الزنا علناً .. واتخذوا التماثيل العارية باسم الأدب والفن! .. وعُدَّ من الحرية أن تكون المرأة عاهراً لها عشاق!! .. وأفرغوا على الفاحشة ألوان القداسة بإدخالها المعابد!! .. فماذا كان المصير؟ سقطت اليونان، وانهارت حضارتها، وزالت .. ﴿ وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ﴾[هود:102].
أما عند الرومان .. فلم تكن بأحسن حالاً منها عند اليونان .. إذ كان الشعار عندهم فيما يتعلق بالمرأة " إن قيدها لا ينزع، ونَيْرَها لا يخلع " .. وكان الأب غير ملزم بضم أبنائه إليه .. وله أن يضم لأسرته من الأجانب عنها ما شاء .. ويخرج منها من أبنائه ـ عن طريق البيع ـ ما شاء!. وكانت سلطة رب الأسرة على أبنائه وبناته وزوجته وزوجات أبنائه تشمل البيع والنفى والتعذيب وربما القتل أحياناً ! .. حتى جاء قانون "جوستيان عام 565م" فجعل سلطة الأب تأديبية فقط ..
وليس للمراة عند الرومان أية حقوق أهلية أو مالية بل لم يكن لها التصرف في مالها الخاص .. فهو يخضع لأبيها ثم للوصي الشرعي عليها من بعده .. فهى في حالة رق مدى حياتها .. تنتقل من رق أبيها إلى رق زوجها ..
وعندهم في قوانين الألواح الاثنى عشر أن فقدان الأهلية هي السن والحالة العقلية والجنس ـ أى الأنوثة ـ ولذا كانوا يفرضون الحجر عليها لأنوثتها !!!
هذا في حين أننا نجد المرأة عند الصينيين القدماء مشبهة بالمياه المؤلمة تغسل السعادة والمال وكان للصيني الحق في بيع زوجته أو دفنها حية، وإذا مات تورث لأهله!.
بينما نجدها في قانون حمورابي في عداد الماشية المملوكة .. فمن قتل بنتاً لرجل أعطاه ابنته ليقتلها أو يتملكها.
أما عند اليهود ففي شريعة مانو أن المرأة لا تعرف السلوك السوى ولا الشرف ولا الفضيلة وإنما تحب الشهوات الدنسة والزينة والتمرد والغضب، لذا لم يكن لها الحق في الاستقلال عن أبيها أو زوجها أو ولدها، وهي قاصرة طيلة حياتها، بل لم يكن لها حق الحياة بعد وفاة زوجها فهي تحرق معه حية على موقد واحد يوم وفاته وإلا .. عادت لاتعامل كإنسانة .. فقد كانوا ينظرون إلى المرأة التي لا زوج لها على أنها منبوذة ومدنسة لكل شيء تمسه .. والمنبوذ عندهم في رتبة الحيوان ! ..
وفي شرائع الهندوس يقولون: ليس الصبر المقدر والريح والموت والجحيم والسم والأفاعى والنار أسوأ من المرأة .. فيا عجباً .. كيف جعلوا المرأة بلية فوق كل بلية .. !
وفي شريعة الفرس أبيح الزواج من المحارم كالأمهات والأخوات والعمات والخالات .. إلى آخره .. وكانت تحت سلطة الرجل المطلقة .. يحق له أن يحكم عليها بالموت .. أو ينعم عليها بالحياة!! .. وكانت تُنْفى أيام الحيض إلى مكان بعيد، لا يجوز لأحد مخالطتها! ..
ثم نادى " مزدك " فيهم باقتسام الأموال والنساء والمتعة، فشاعت الفوضى وعم الدمار .. وأصبح الرجل يدخل على نساء غيره .. حتى صار لا يَعْرفُ الرجل منهم ولده .. ولا المولود يعرف أباه فماذا عنها ؟ .. انهارت وسقطت ﴿ فَهَلْ تَرَى لهُمْ مِنْ بَاقِيَةٍ﴾ [الحاقة ـ آية :8]
وعند اليهود كانت تعتبرها بعض الطوائف في مرتبة الخادم .. ! وكان لأبيها الحق في بيعها قاصرة، وهي لا ترث إذا كان لأبيها بنون ..
واليهود يعتبرون المرأة لعنة لأنها أغوت آدم .. جاء في التوراة (المحرفة): " المرأة أمرّ من الموت ".
وعندما يصيبها الحيض لا يجالسونها ولا يؤاكلونها، بل يعتبرونها نجسة، وكل ما تلمسه من طعام أو إنسان أو حيوان نجساً .. فبعضهم يطردها خارج البيت حتى تطهر .. وبعضهم ينصب لها خيمة يجعلها فيها ويضع أمامها خبزاً وماءً .. !!
فتأمل مدى القسوة التي كانت تعامل بها في أيام تكون فيها مضطربة النفس .. ومحتاجة إلى شيء من العطف والرفق ..
وفي النصرانية هال رجال المسيحية الأوائل ما رأوا في المجتمع الروماني من انتشار الفواحش وما آل إليه حالهم من انحلال أخلاقي شنيع، فاعتبروا المرأة باباً للشيطان، وأنها مسئولة عن هذا كله لاختلاطها بالرجال في فوضي شديدة .. فقرروا أن الزواج دنس يجب الابتعاد عنه .. وأن العلاقة بالمرأة رجس في ذاتها .. !
قال أحد قديسيهم ويسمى ترتوليان: " إنها مدخل الشيطان إلىالنفس، ناقضة لنواميس الله .. مشوهة للرجل " .. !
وقال آخر ويُسمى سوستام: " إنها شر لابد منه، وآفة مرغوب فيها، وخطر على الأسرة والبيت، ومحبوبة فتاكة، ومصيبة مطلية مموهة ".
وكان من المضحكات المبكيات أن يجتمع مجمع " ماكون " ليبحث فيما إذا كانت المرأة مجرد جسم لا روح فيه أم لها روح ؟!!
ثم انتهوا إلى أنها خلو من الروح الناجية " أى من عذاب القبر " .. عدا مريم أم المسيح عليهما السلام ..
ثم عقد الفرنسيون عام 586 للميلاد مؤتمر للبحث: هل تعد المرأة إنساناً أم غير إنسان ؟! .. وأخيراً قرروا أنها إنسان خُلق لخدمة الرجل فحسب !
ثم أصدر البرلمان الإنجليزى في عصر هنري الثامن قراراً يحظر على المرأة أن تقرأ " العهد الجديد " لأنها تعتبر نجسة .. !!
وفي سنة 1500 للميلاد شُكل مجلس إجتماعي في بريطانيا خصيصاً لتعذيب النساء .. وكان ضمن مواده .. تعذيبهن وهن أحياء بالنار !!.. وذلك في القرن الخامس عشر!
ومن الظريف أ ن القانون الإنجليزي عام 1805 للميلاد وكان يبيح للرجل أن يبيع زوجته بستة بنسات ـ يعنى نصف شلن ـ فما أرخص المرأة عندهم ! ..
أما القانون الفرنسي الذي وُضِع عقب الثورة الفرنسية في نهاية القرن الثاني عشر والتي أعلنت تحرير الإنسان من العبودية والمهانة، فقد نص على أن المرأة ليست أهلاً للتعاقد ! .. كما نص على أن القاصرين الذين يحجر عليهم هم: الصبى المجنون والمرأة .. واستمر الحال كذلك حتى عام 1938 حتى عُدل ! ..
وإذا نظرنا إلى حالة المرأة عند العرب قبل الإسلام فسنراها مهضومة في كثير من حقوقها ، ليس لها حق الإِرث .. فقد كانوا يقولون: " لا يرثنا إلا من يحمل السيف ويحمى البيضة " .. ولم يكن لها على زوجها أى حق ، وليس للطلاق عدد معين .. ولا لتعدد الزوجات عدد محدود ..
وإن مات الرجل عن زوجته وله أولاد من غيرها .. كان الولد الأكبر أحق بزوجة أبيه " نكاح المقت " ويعتبرها إرثاً كبقية أموال أبيه، إن شاء ألقى عليها ثوباً؛ إظهاراً لرغبته في زواجها .. أو يتركها لأهلها، أو يحبسها حتى تفتدى نفسها، أو تموت فيذهب بمالها ..
أما بعض القبائل فكانت تتشاءم من ولادة الأنثى فتئذها؛ إما خشية العار أو خشية الفقر .. وكانت هذه العادة منتشرة في "بعض" القبائل فقط ، منها ربيعة وكِندة وتميم وطييء .. ومنهم من دفن في الجاهلية إحدى عشرة بنتاً موؤودة ! ..
وكان عندهم أنواع من الزواج بغيضة فاسدة .. أبطلها الإسلام جميعاً ما عدا الزواج الراقي التي كانت تُعرف به قريش من خطبة ومهر وعقد فقد أقره الإسلام مع إبطال بعض العادات الظالمة للنساء فيه من استبداد في تزويجهن كرهاً أو عضلهن أو أكل مهورهن ..
وما كانت المرأة العربية تفتخر بشيء قبل الإسلام على أخواتها في العالم كله سوى حماية الرجل لها، والدفاع عن شرفها، والثأر لامتهان كرامتها .. وهذا لم يكن عند كل العرب ؛ وإنما كان من بعض القبائل دون غيرها.
أما المرأة في الإسلام .. فما أجلَّ الإسلام .. وما أجلَّ شريعته وأحكامه .. فلم يعتبرها جرثومة خبيثة كما اعتبرها الآخرون ـ ولكنه قرر أنها بين يدى الإسلام قسيمة الرجل ..
وبداية .. قرر أنها والرجل في الإنسانية والكرامة والأهلية سواءّ بسواء .. قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ﴾[النساء:1] .. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [إنما النساء شقائق الرجال] رواه أحمد و الترمذي وأبو داود عن عائشة.
وقد وردت آيات كثيرة تساوى الرجال بالنساء في الإنسانية .. كما وردت الآيات تساويهن بالرجال في الإيمان .. والجزاء والمثوبة، قال تعالى: ﴿ فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ﴾[آل عمران:195] .. ﴿ وَعَدَ اللّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَ﴾[التوبة:72].
ثم إن الإسلام كرمها وليدةً .. وصبية ً .. وأختاً .. وزوجاً .. وأمّاً. والأحاديث الصحيحة في هذا كثيرة .. ولو ذهبنا نعدد الآيات والآحاديث التي جاءت توصي بالمرأة خيراً منذ ولادتها حتى مماتها .. ومن ترغيب الأب في رحمتها وحسن رعايتها وتأديبها ابنة .. وحفاظا على كرامتها وصونها أختا ًوحسن عشرتها والإحسان إليها زوجة .. والشفقة بها والحنو عليها والتلطف والتأدب معها أمّاً .. لفاض الكلام واتسع .. ولكن حسبنا التنويه بالحقائق والثوابت ..
فمن السنة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يحمل أمامة ابنةَ ابنته زينب وهو يصلى .. والصلاة من أجلّ العبادات .. ومن وصاياه صلى الله عليه وسلم: [ استوصوا بالنساء خيراً ] (متفق عليه)، وعن عائشة رضى الله عنها قالت: [ ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده خادماً قط ولا امرأة ] (رواه مسلم) .. فأين هذا من إهانتها وتعذيبها وضربها في الشرائع السابقة التي أوردتها ..
ثم إن الإسلام جعل لها الحق في الميراث .. خلافاً للشرائع الأخرى، وجعل لها الأهلية الكاملة في التعامل والبيع والشراء والتصرف في أموالها، ولها حق التملك ولم يحجر عليها كما في الشرائع الأخرى ..
ثم جعل كرامتها مثل كرامة الرجل سواءً بسواء .. فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة لأم هانيء بنت أبي طالب ـ وقد أجارت رجلين من أحمائها قد استوجبا القتل ـ [ قد أجرنا من أجرت يا أم هانيء، وأمّنّا من أمّنت ](رواه البخارى بنحوه).
أما مراعاته لمشاعرها ونفسيتها ففي هذا يفيض الكلام فانظر كيف كان يعامل رسول الله صلى الله عليه وسلم الحائض .. فعن عائشة رضي الله عنها قالت:[ كنت أشرب من الإناء وأنا حائض ثم أناوله للنبي صلى الله عليه وسلم فيضع فاه على موضع فيَّ ](رواه مسلم).
وعنها أن النبي صلى الله عليه وسلم [ كان يتكيء في حجري وأنا حائض فيقرأ القرآن ](متفق عليه) .. وهذا خلافا لمن يعدونها نجسة .. ويطردونها من البيت إن حاضت .. فتأمل .. حتى في آخر خطبة خطبها النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع أوصى بالنساء خيراً .. وكان آخر ما وصى به رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث كلمات، ظل يتكلم بهن حتى تلجلج لسانه صلى الله عليه وسلم جعل يقول:[ الصلاة الصلاة .. وما ملكت أيمانكم، لاتكلفوهم مالا يطيقون .. الله الله في النساء فإنهن عوان في أيديكم ](رواه النسائي وابن ماجه).
فهل هناك مقارنة بين ما أكرمها به الإسلام وبين ما كانت عليه من امتهانٍ وضعة ؟!
ألم ترى أن السيف يصغر قدرُه إذا قيل: إن السيف خيرّ من العصا ؟!
إذا أردت الحديث فإياكِ والتعاظم والتفاصح والتقعر في الكلام، فهي صفة بغيضه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث يقول: ” وإن أبغضكم إليّ وأبعدكم مني مجلساً يوم القيامة الثرثارون والمتشدقون والمتفيهقون “.
[ALIGN=CENTER][TABLE1="width:95%;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]
في هذه الدنيا يقضي الله ما يشاء فيها ويقسم الارزاق
فكلٌ في هذه الدنيا قد قدّر الله عيشه فيها ..
وهذا امر لا نختلف عليه[/ALIGN][/CELL][/TABLE1][/ALIGN]
وأكاد اجزم ان كلّ الناس تدّعي القناعة
وان لم يكن الكل فالاغلب ..
ومن الناس من يجزع لما قسم الله له .. !!
لكم استغربت من أُناسٍ يُجرّون الى الجنة جراً
وتثقل اقدامهم في السير نحوها .. !!
كثير من الناس يغبطهم على ما هم فيه
وهم يتثاقلون .. !!
وقد يرفضون .. !!
رجلٌ مرِضَ ابوه فأقعده المرض ..
أعجزه المرض عن السير ..
أعجزه المرض عن الحركة ..
او ابتليت امه بمرض عضال
فاحتاجت اليه ..
فرصة لدخول الجنة ..
يرفضها بكل وقاحة .. فيذهب بهما لدار العجزة .. !!
نسي ان الرسول صلى الله عليه وسلم أرجعَ رجلا من الجهاد لوالداه ..
" ففيهما فجاهد "
وأمّن ثلاثا فقال " اتاني جبريل فقال رغم انفه من ادرك ابواه او احدهما فلم يدخلاه الجنة "
وقال لآخر " الزم قدمها فثمّ الجنة "
امرأة .. أبتليت بمصيبةٍ تلو المصيبة
فجزعت .. ولم ترضَ بما قسمه الله لها ..
اصبري .. فلك اجر لن يكون لغيرك
" انما يوفّى الصابرون اجرهم بغير حساب "
تجرّ الى الجنة جراً وترفض .. !!
شابٌ في مقتبل العمر .. آتاه الله المال والصحة والعقل ..
قدّر الله له الصحبة الصالحة ..
يسير معها وينفق معها ويعمل معها
ثمّ يتركها ..
" يحشر المرء مع من احب "
فكيف يحشر وقد فارقهم .. !!
تفتح له ابواب الصدقة .. تدعوه من كل حدب وصوب
ويُمدّ له ظل الرحمن
فيحجم عنها ..
" أنفق بلالا لا تخش من ذي العرش اقلالا "
" سبعة يظلهم الله بظله .. ورجل تصدق بصدقة .. "
يمتلك طاقة فكرية جبّارة ذكية بفطرته ..
تفرش طرق العلم له بالورود فيصدّ عنه ..
" من سلك طريقا يلتمس به علما سهّل الله به طريقا الى الجنة "
وآخرُ علِمَ بأيتامٍ فتقرّب لهم فأكل اموالهم بالباطل .. !!
ولم يرع فيهم إلآ ولا ذمه..
ورفض دخول الجنة و صحبة الرسول صلى الله عليه وسلم في الجنة
" انا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين .. "
ورجلٌ لم يرزقه الله الا البنات فيُعيّر بأبو البنات ..
من قِبل سُذّج الناس ..
ضاق ذرعا بما رزقه الله
فطلق زوجته ولم يرع بناته .. !!
ويرفض دخول الجنة وصحبة الرسول صلى الله عليه وسلم في الجنة
" من كان له ابنتان فأحسن إليهما ما صحبتها كنت انا وهو في الجنة كهاتين .. "
" من كانت له ثلاث بنات فصبر عليهن واطعمهن وسقاهن كن له حجابا من النار "
عجبا لأمرهم ..
يُجرّون الى الجنة جراً ويرفضون .. !!
احذري- حفظك الله- من حضور مجالس السوء والاختلاط بأهلها، وسارعي- رعاك الله- إلى مجالس الفضيلة والخير والفلاح
أما آن أن يكتمل نورِك؟؟
أما آن أن يكتمل نورك
أختي الغالية : إن دعاة الضلالة وأهل الفساد يحاولون دائما تشويه الحجاب، ويزعمون أنه هو سبب تخلف المرأة، وأنه كبت لها وتقييد لحريتها، ويشجعونها على التبرج والسفور وعدم التقيد بالحجاب، بدعوى أن ذلك دليل على التحرر والتحضر، وهم لا يريدون بذلك مصلحة المرأة كما قد تعتقده بعض الغافلات ، وإنما يريدون بذلك تدمير المرأة والقضاء على حياتها وعفافها، فاحذري أختي المسلمة أن تنخدعي بمثل هذا الكلام ، وتأكدي أن الحجاب أسمى من ذلك بكثير، وأنه أولا وقبل كل شيء عبادة لله وطاعة لرسوله ، وليس مجرد عادة يحق للمرأة تركها متى شاءت، وأنه عفة وطهارة وحياء.
أختي الغالية : إن الله تعالى عندما أمرك بالحجاب إنما أراد لك أن تكونٍ طاهرة نقية بحفظ بدنك وجميع جوارحك من أن يؤذيك أحد بأعمال دنيئة أو أقوال مهينة، وأراد لك به أيضا العلو والرفعة. فالحجاب تشريف وتكريم لك وليس تضييقا عليك، وهو حلة جمال وصفة كمال لك، وهو أعظم دليل على إيمانك وأدبك وسمو أخلاقك، وهو تمييز لك عن غيرك ، فإياك إياك أن تتساهلي به أو تتنكري له، فإنه ما تساهلت امرأة بحجابها أو تنكرت له إلا تعرضت لسخط الله وعقابه، وما حافظت امرأة على حجابها إلا ازدادت رضا وقربا من الله، واحتراما وتقديرا من الله.
قال تعالى: ( وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ )
قال صلى الله عليه وسلم ( صنفان من أهل النار لم أرهما …) وذكر ( ... ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات، رءوسهن كأسنمة البخت المائلة، لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا ) ( رواه مسلم )
إتقي الله وتوبي إليه وبادري بالتوبة النصوح قبل أن يغلق في وجهك الباب، ويعلوك التراب، فتندمي ولات ساعة مندم وقولي آن الآن لأن ( يكتمل نوري بحجابي ) ...
http://69.59.144.138/icon.aspx?m=blank
اتقي الله أختي المسلمة، وطهري مجلسك من الغيبة والنميمة امتثالاً لأمر الله، واحرصي أن تكون الكلمة الصالحة والطيبة في سبيل النصح والإرشاد والخير العميم، فالكلمة مسؤولية عظيمة، فكم من كلمة أوجبت سخط الله على صاحبها وهوت به في قعر جهنم
[ALIGN=CENTER][TABLE1="width:95%;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]
لا يخفى علينا مدى أهميّة دور الأمّ خاصّة في تربية النشأ و إعداد جيل صالح و هذا الجيل الفاضل لا يربّى إلاّ بيدين طاهرتين و قلب نقيّ و تقوى لله . و إذا نجحت الأمّ بالنجاح في هذه المهمّة فإنّها لا محالة ستفوز بقلب زوجها و تكون بذلك نِعمَ الأمّ و الزوجة الصّالحة
فكلّنا يعلم أنّ لصلاح الوالدين وأعمالهما الصالحة عظيم الأثر في صلاح الأبناء ونفعهم في الدنيا، بل وفي الآخرة كذلك. وكذلك فللأعمال السيئة والموبقات التي يقوم بها الآباء والأمهات أثر سيءٌ على تربية الأبناء.
وهذه الآثار على تربية الأبناء تتأتى من وجوه، منها:
بركة هذه الأعمال الصالحة ومجازاة الله سبحانه وتعالى بها، وكذلك شؤم الأعمال السيئة وانتقام الله سبحانه وتعالى من فاعلها وعقوبته عليها؛ فقد تكون صور المجازاة والإثابة، أو الانتقام والعقوبة متمثلة في الأبناء إما بإصلاحهم وحفظهم وتوليهم وسعة رزقهم وعافيتهم، وإما بحيودهم عن طريق الحق وانحرافهم وكذلك نزول البلايا عليهم والأسقام والأمراض وحلول المشاكل بهم.
إذن فليكثر الوالدان من الأعمال الصالحة.. فأثر ذلك ينعكس على الأبناء.
قال الله تعالى: { وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ ( الكهف 82)
فعليك أيتها الأم بتقوى الله وبالقول السديد، و عليك أختي أن تحرص على زوجك بأن أن يطيب مطعمك ومشربك وملبسك حتى ترفع يديك بالدعاء إلى الله بأيد طاهرة ونفسٍ زكية فيتقبل منك لأولادك ويصلحهم الله ويبارك لك فيهم، قال الله عز وجل "إنما يتقبل الله من المتقين" [المائدة : 27]
فكيف يليق بك أن ترفع يديكما وهما ملوثتان بدماء الأبرياء، و بضرب الأبرياء، وظلم الأبرياء، والبطش بهم وغشهم، تدعو ربك بصلاح الذرية رافعاً هذه اليد؟!!
كيف يليق بكما أن تدعو ربك بتلك الأفواه الملوثة بأكل الحرام والملوثة بالكذب وبالنميمة والاغتياب والطعن في الأعراض والسباب والشتائم، بل والشرك وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات؟!!
هل ترى أن دعاءك يستجاب وملبسك من الحرام وغذاؤك من الحرام؟!!
فعليكما أيها الأبوان بتقوى الله وبالعمل الصالح حتى يتقبل دعاؤكما لأبناءكما وقد ورد عن بعض السلف أنه قال لابنه "يابني لأزيدن في صلاتي من أجلك" نعم من أجل أن يكثر الدعاء لهم.
قال بعض العلماء: معناه أصلي كثيراً وأدعو الله لك كثيراً في صلاتي.
والأمّ إذا قامت بتلاوة كتاب الله وقراءة سورة البقرة والمعوذات ونحو ذلك فإن الملائكة تتنزل للقرآن، والشياطين تفر، ولا شك أن نزول الملائكة يصحبه نزول السكينة والرحمة، وهذا قطعاً له أثر على الأولاد وسلامتهم.
أما إذا تُركت تلاوة القرآن وغفل الآباء عن الذكر فحينئذ تتنزل الشياطين وتغزو تلك البيوت التي تُرك فيها ذكر الله عز وجل، وتغزو تلك البيوت المليئة بالموسيقى الصاخبة، والمعازف الماجنة والتصاوير المحرمة. ولا شك أن مثل هذا يؤثر على الأبناء أيما تأثير، ويؤزهم إلى المعاصي أزاً، ويدفعهم إلى الفساد دفعاً.
ومن آثار الأعمال الصالحة للالأمّ على تربية الأبناء: تأسي الأبناء بهما في هذه الأعمال.
فالولد الذي يرى ّأمّه دائمة الذكر ودائمة التهليل والتحميد والتسبيح والتكبير يلتقط من قوله لا إله إلا الله... وسبحان الله... والله أكبر..
وكذلك الولد الذي يرسله ّأمّه ليلاً بالصدقات إلى الفقراء سراً في بيوتهم يختلف عن الولد الذي يرسل ليلاً لشراء المخدرات والسجائر..
والولد الذي يرى ّأمّه يصوم الاثنين والخميس ويشهد الجمع والجماعات ويحضر المساجد، ليس كالولد الذي يرى أباه في المسارح والملاهي (والمسارح)..
ترى الابن الذي يسمع الأذان كثيراً يردد الأذان.. والابن الذي سمع أمّه تغني تردد هو الآخر الأغاني على الدوام!!!!!
وإذا كانت الأمّ دائمة البر لأبويها قائمة بالدعاء والاستغفار لهما تتفقد أحوال والديها وتطمئن عليهما وتسد حاجتيهما وتكثر من قول "رب اغفر لي ولوالدي"، وتقول دائماً "رب ارحمهما كما ربياني صغيراً"... وتزور قبريهما بعد موتهما وتكثر من الصدقة عنهما وتصل من كان الأبوان يصلاه، وتعطي من كان الأبوان يعطيانه، فإذا رأى الابن من أبويه هذه الأخلاق فإنه بإذن الله يقتبس من هذه الأخلاق، ويستغفر هو الآخر لأبويه بعد موتهما ويفعل بهما ما رآهما يفعلان مع الآباء.
الابن الذي تعلِّمه أمّه الصلاة ليس كالابن الذي يدرب على الأفلام والموسيقي والكرة!
إن الولد الذي يرى أمّه تقوم من الليل تصلي وتبكي من خشية الله القرآن لابد وأن يفكر، لماذا تبكي أمّي!!! ولماذا تصلي !! ولماذ تترك النوم والفراش الدافىء، وتذهب إلى الماء البارد تتوضأ به؟! لماذا تجافي جنبها عن المضجع وتدعو ربها خوفاً وطمعاً؟!
كل هذه تساؤلات تدور في ذهن الابن ويفكر فيها، ويقتبس منها بإذن الله.
وكذلك الفتاة التي ترى أمها دائماً محتجبة عن الرجال مستترة منهم، قد غمرها الحياء، وكساها الوقار، وعَلَتْها العفة والطهارة، تتعلم من أمها الحياء والوقار والعفة والطهارة.. كذلك الفتاة التي ترى أمها دوماً في تبرج أمام الرجال، ودائماً تصافح الرجال الأجانب وتخالطهم وتجالسهم، ودائماً معهم في ضحكٍ وتبسمٍ بل وفي رقصات.. تتعلم من أمها هي الأخرى كذلك.
فاتق أيتها الأم في أبناءك وبناتك وكوني أسوة حسنة لهم، بحسن خلقك وكريم طبعك.. وجميل خصالك.. وقبل ذلك كله تمسكي بدينك وحبك لربك سبحانه وتعالى و نبيه صلي الله عليه وعلى آله وسلم..
[/ALIGN][/CELL][/TABLE1][/ALIGN]
أختي الغالية : إن دعاة الضلالة وأهل الفساد يحاولون دائما تشويه الحجاب، ويزعمون أنه هو سبب تخلف المرأة، وأنه كبت لها وتقييد لحريتها، ويشجعونها على التبرج والسفور وعدم التقيد بالحجاب، بدعوى أن ذلك دليل على التحرر والتحضر، وهم لا يريدون بذلك مصلحة المرأة كما قد تعتقده بعض الغافلات ، وإنما يريدون بذلك تدمير المرأة والقضاء على حياتها وعفافها، فاحذري أختي المسلمة أن تنخدعي بمثل هذا الكلام ، وتأكدي أن الحجاب أسمى من ذلك بكثير، وأنه أولا وقبل كل شيء عبادة لله وطاعة لرسوله
[ALIGN=CENTER][TABLE1="width:100%;background-color:black;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]
المرأة في الإسلام :
مع ظهور الإسلام وانتشار تعاليمه السامية دخلت حياة المرأة مرحلة جديدة بعيدة كل البعد عما سبقها . في هذه المرحلة أصبحت المرأة مستقلة ومتمتعة بكل حقوقها الفردية والاجتماعية والإنسانية .
وقد اعتبر الإسلام المرأة كالرجل : كائناً ذا روح إنسانية كاملة، وذا إرادة واختيار .
وأكد أن الجنسين قادران على انتهاج طريق الإسلام للوصول إلى الكمال المعنوي والمادي لبلوغ الحياة الطيبة (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُون) [ النحل: 14 / 97 ]
فالإسلام يرى المرأة كالرجل إنساناً مستقلاً حراً .كقوله تعالى في القرآن الكريم : ( كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ ) [ المدثر : 29 / 38 ]
ومع هذه الحرية فالمرأة والرجل متساويان أمام قوانين الجزاء أيضاً :
(الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِئَةَ جَلْدَةٍ ) [ النور : 18 / 2 ]
ولما كان الاستقلال يستلزم الإرادة والاختيار ، فقد قرر الإسلام هذا الاستقلال في جميع الحقوق الاقتصادية وأباح للمرأة كل ألوان الممارسات المالية ، وجعلها مالكةٌ عائدها وأموالها، يقول تعالى : ( لِّلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبُواْ وَلِلنِّسَاء نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبْنَ ) [ النساء : 5 / 32 ]
فنحن المسلمين عندنا وثيقة إلهية قد كرّمت المرأة أيما تكريم ، وأنصفتها أعظم إنصاف ، وأنقذتها من ظلم الجاهلية وظلامها ، هذه الوثيقة هي القرآن الكريم .
حيث بينت هذه الوثيقة أن الرجل والمرأة متساويان في أصل النشأة ، متساويان في الخصائص الإنسانية العامة ، متساويان في التكاليف والمسؤولية ، متساويان في الجزاء والمصير. وفي ذلك يقول القرآن الكريم : (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ) [النساء : 4/ 1] ويخاطب الله كلاً من الرجل والمرأة في القرآن، على مستوى واحد من الخطاب التكريمي وعلى مستوى واحد من التنويه بالقيمة الإنسانية التي يشتركان فيها. فهو يقول مثلاً:
{مَنْ عَمِلَ صالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَياةً طَيِّبَةً}[النحل:16/97]
ويقرر القرآن ما يسمى في الشريعة الإسلامية بالولاية المتبادلة بين الرجل والمرأة، فيجعل من الرجل مسؤولاً عن رعاية المرأة، ويجعل من المرأة مسؤولة عن رعاية الرجل. إذ يقول:{وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِناتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ}[التوبة:9/71]
إن النظام الاجتماعي الذي يرسم علاقة الرجل بالمرأة في المجتمع الإسلامي يتمثل في قول الله تعالى في القرآن الذي يقرر كرامة الإنسان ومساواة الرجل والمرأة في ميزان هذه الكرامة قائلاً: {يا أَيُّها النّاسُ إِنّا خَلَقْناكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْناكُمْ شُعُوباً وَقَبائِلَ لِتَعارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقاكُمْ} [الحجرات: 49/13].
ويتمثل في هذا النص القرآني الذي يأمر الرجل بأن يعاشر المرأة بالاحترام والتكريم، حتى ولو كرهها لأسباب نفسية {وَعاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً} [النساء: 4/19].
ويتمثل في هذا النص من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((النِّساءُ شِقائِقُ الرِّجَالِ )) وفي هذا النص الثاني: ((خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لأهْلِهِ ، وَأَنا خَيْرُكُمْ لأهلي)) ، وكذلك في الحديث النبوي : (( إِنَّ اللهَ يوصِيكُم بِالنساءِ خَيْرَاً )).
الإسلام جاء فعلاً ليساهم في تحرير الإنسان لينقل الرؤية إليه من واقع إلى واقع آخر.فهو قبل الإسلام شيء وبعد ظهوره شيء آخر، والمرأة كإنسان نالت بعضاً من حريتها، وملكت بعضاً من قيمتها كالرجل،وأصبحت مساوية له في الكثير من الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والثقافية. وما ورد من فروق بينها وبين الرجل يرجع إلى الطبيعة البيولوجية للمرأة وللرجل كذلك، وتلك الطبيعة تجعل مطالب المرأة أكثر إلحاحاً في عصرنا هذا، كما يرجع إلى الشروط الموضوعية التي كانت في ذلك الوقت تفصل الرجل عن المرأة، وتجعل المجتمع ككل تحت رحمة الرجال.
وقد أنصف القرآن الكريم النساء في قوله تعالى: (قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها في زوجها وتشتكي إلى الله والله يسمع تحاوركما) [ المجادلة: 58 /1] وهو إنصاف يزكي المساواة بين الجنسين في الإسلام .
وقول الرسول صلى الله عليه وسلم :" لا فضل لعربي على أعجمي ولا أعجمي على عربي ولا لأحمر على أسود ولاأسود على أحمر إلا بالتقوى"
يساوي بين الناس جميعاً بقطع النظر عن جنسيتهم أو لغتهم، أو لونهم ماداموا يتقون الله، وتقوى الله تعني في عمقها احترام كرامة الإنسان.
وقول الرسول صلى الله عليه وسلم : " كلكم راع وكل مسؤول عن رعيته فالرجل راع في أهل بيته، وهو مسؤول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها، وهي مسؤولة عن رعيتها"
وهو قول يحدد مجال المسؤولية انطلاقاً من الشروط الموضوعية التي تحكم المجتمع ككل. وتحكم الرجل والمرأة معاً. هذا من جهة ومن جهة أخرى نجد أن الحديث يقرر ما يفهم من قوله تعالى: (والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض)
وبعض الأحاديث تعطي للمرأة الأفضلية على الرجل كما جاء في الحديث: " من أحق الناس بحسن صحابتي. قال: أمك . قيل : ثم من؟ قال: أمك. قيل : ثم من؟ قال: أمك. قيل : ثم من؟ قال : أبوك ."
وهذا الحديث يعكس الأهمية التي تحتلها المرأة في المجتمع، وأن سلامة المجتمع رهينة بدور المرأة في إعداد الأجيال الصاعدة، وهو ما يكسبها مكانتها التربوية.
وبذلك نصل إلى أن المرأة التي نريد هي المرأة المتحررة، الإنسان المتمتعة بكافة الحقوق المدافعة عنها، والمتمسكة بها الساعية إلى تمتع أفراد المجتمع بها، الرامية إلى حفظ كرامتها عبر حفظ كرامة المجتمع ككل، وهي بذلك تساهم في صياغة مجتمع الحرية والمساواة والعدالة الاجتماعية الذي هو حلم كل إنسان.
للمرأة فضل في العمران نشهده لولا تقدمها ما تمّ عمرانُ
فإنما هي للأبناء مدرسة وإنما هي للآباء مِعوانُ
وإن إصلاحها إصلاح مملكة وإن إفسادها موت وخسرانُ
[/ALIGN][/CELL][/TABLE1][/ALIGN]
لا تحزني على مافاتك من اى شئ كنت تريدين ..
لعلمك انه غير مقدور لكِ ..
اذا لو كان مقدورا لك لما فاتك باى حال من الاحوال ..
لا تفشي سرك إلا لمن هو اقرب الناس إليك لئلا يستغل ذلك ضدك .
[ALIGN=CENTER][TABLE1="width:100%;background-color:black;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]
قال سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز حفظه الله تعالى : كانت أمي رحمها الله لها أثر كبير عليّ في تربيتي وطلبي للعلم … حيث توفي والدي وأنا ابن ثلاث سنين … أما أمي فقد توفيت وأنا ابن ست وعشرين سنة .
كم هو كبير ذلك الأثر الذي تتركه الأم في نفس ابنها وهذا نموذج حي لذلك الأثر فقد كان لحرص تلك المرأة على تعلم ابنها أثر كبير عليه حتى استطاعت رحمها الله أن تخرج لنا بل للأمة كلها رجلا مثل سماحة الشيخ عبد العزيز مع أنها ما تخرجت من جامعة ولا درست ما تدرسه المرأة اليوم وما عرفت ما تعرفه .
ولو قال قائل : وما الذي جعلها تحرص على تنشئة ابنها هذه النشأة الصالحة وتوجيهه لطلب العلم منذ صغره ؟ الجواب : انه استشعارها مسئوليتها أمام الله تعالى أولا ثم عملها بما علمت ثانيا ثم حرصها على المحافظة على صلاح ابنها ثالثا .
وكم تشعر المرأة بالألم اذا رأت حال بعض النساء اللاتي لا هم لهن الا تلبية رغباتهن من نوم وراحة ونزهة وزيارات وتسوق أما الأولاد فجزى الله الشغالة خيرا فهي التي لا يعرف الصغير غيرها فهي التى توقظه من نومه وترضعه او تعطيه فطوره وتغير له ملابسه وتنظفه وتلعب معه وتلقنه كلماتها الفصيحة وتكسبه أخلاقها الفاضلة ونظراتها للدين والدنيا واهتماماتها فيخرج نسخة منها في رجولته وتصرفاته وسلوكه .
وبعض النساء لا يكلن أمر تربية الأولاد للخادمة بل يتولين شئون أولادهن لكن جل اهتمامهن منصب على ما يلبسون ويأكلون ويصرفون ويتنزهون أما تعليم الصغار مبادىء الدين والحرص على مكارم الأخلاق والبعد عن السوء وأهله ودفعهم لحفظ القرآن الكريم والجد في الدروس فهذا أمر في بعضهن تكاسل عنه أو عن بعضه .
وعلى كل امرأة أن تعلم أن الصغير اذا لم تشغل أمه كل وقته بالخير سيقطع الطريق عليها من يشغله بالشر ويربيه عليه لأن وسائل التوجيه كثيرة في هذا الزمن وقطاع الطرق كثير وكما أن البيت يربي كذلك المدرسة والسوق والشارع ورفاق السوء ووسائل الاعلام المختلفة .
[/ALIGN][/CELL][/TABLE1][/ALIGN]
اتقي الله أختي المسلمة، وطهري مجلسك من الغيبة والنميمة امتثالاً لأمر الله، واحرصي أن تكون الكلمة الصالحة والطيبة في سبيل النصح والإرشاد والخير العميم، فالكلمة مسؤولية عظيمة، فكم من كلمة أوجبت سخط الله على صاحبها وهوت به في قعر جهنم.
في حديث معاذ- رضي الله عنه- عندما سأل النبي صلى الله عليه وسلم: وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ قال صلى الله عليه وسلم: ” ثكلتك أمك يا معاذ. وهل يكبّ الناس في النار على وجوههم إلا حصائدُ ألسنتهم ” ( رواه الترمذي).
إياكِ وإكثار الضحك وكثرة الكلام والثرثرة، وليكن لك أسوة برسول الله صلى الله عليه وسلم من إطالة الصمت وطول الفكر وعدم إكثار الضحك والاستغراق فيه، وليكن حديثك إن تحدثتِ بخير وإلا فالصمت أولى بك. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت “.
احذري- حفظك الله- من حضور مجالس السوء والاختلاط بأهلها، وسارعي- رعاك الله- إلى مجالس الفضيلة والخير والفلاح
خمس وصايا نافعات:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من يأخذ عني هذه الكلمات فيعمل بهن أو يُعلِّم من يعمل بهن؟" فقال أبو هريرة: قلت: أنا يا رسول الله فأخذ بيدي فعدّ خمسًا فقال:"
1. اتّقِ المحارم تكن أعبد الناس.
2. وارضَ بما قسم الله لك تكن أغنى الناس.
3. وأحسن إلى جارك تكن مؤمنًا.
4. وأحبَّ للناس ما تُحبّ لنفسك تكن مسلمًا.
5. ولا تكثر الضحك فإن كثرة الضحك تميت القلب".
كوني متعاونة محبة للخير .
حافظي على علاقتك بأفراد عائلتك
[ALIGN=CENTER][TABLE1="width:95%;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]
أختـاه
ألا تصبرين على طاعة الله هذه الأيام القليلة وهذه اللحظات السريعة ..لتفوزي الفوز العظيم وتتمتعي بالنعيم المقيم ...!
وفقك الله يا أمة الله وجعلق مقبلة الى الله لا مدبرة متعلقة بربك بطاعتك بدينك بآخرتك ...أسعدك الله في دنياك وأخراك ورفع درجتك وهداك الى سبيل الرشاد .
[/ALIGN][/CELL][/TABLE1][/ALIGN]
إذا أردتِ القيام من المجلس فتذكّري أن تقولي دائماً:
” سبحانك الله وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك “.