-
أشياء مزعجة ... الاثنين 23 أغسطس 2010
(1)
من الأشياء المزعجة: أن نتقدم في الترتيب العالمي: لأعداد المدخنين، ومرضى السكر، وحالات التحرّش الجنسي. ونحظى بالمراكز المتأخّرة في حرية التعبير، وبترتيب جامعاتنا بين جامعات العالم.
(2)
من الأشياء المزعجة: أن نكتفي بمعاقبة «المقيم العربي» الحقير الذي ارتكب جريمة اغتصاب فتيات معاقات بمركز التأهيل الشامل بنجران، وقام بتصويرهن، وننسى معاقبة كل الأشياء التي جاءت به إلى هذا المكان، وسمحت له بارتكاب فعلته دون رقيب.
(3)
من الأشياء المزعجة: أن يتظلم «المستثمر السعودي» ويُطالب بمساواته بـ«المستثمر الأجنبي». هي مزعجة.. ولكنها مضحكة أيضًا!
(4)
من الأشياء المزعجة: أن تشعر أن بعض المسؤولين لديهم حصانة عجيبة.. ولو أجمع كل الشعب على سوء أدائهم، سوف يبقون في أماكنهم!
(5)
من الأشياء المزعجة: عبارة الخطوط السعودية (شكرًا لاختياركم).. «إحنا لاقين غيركم»؟!
(6)
من الأشياء المزعجة في هذا البلد: هذا الصوت الذي يقول لك: «أدخل التحويلة، أو أضغط صفر للمساعدة».. وتضغط على الـ«صفر».. وتواصل الضغط.. و«يرتفع ضغطك»، ولا تجد مَن يرد عليك!
(7)
من الأشياء المزعجة: تنتظر محاسبته، فتتم ترقيته.
(8)
من الأشياء المزعجة: أن تقرأ في صفحات القراء هذه النوعية من المواضيع: المواطن (ف. ق . ر) يستجدي «أهل الخير» لعلاج ابنته في الخارج. وفي الصفحة المقابلة مواطن
«مهايط» وضع إعلانًا مدفوع الثمن لتهنئة أحد السادة بمناسبة حصوله على شهادة الكفاءة المتوسطة مع مرتبة الشرف، ووضع في نهاية الإعلان رقم جواله.. ولم يبق إلاّ رقم حسابه البنكي!!
(9)
من الأشياء المزعجة: أن «الأشياء المزعجة» كثيرة جدًا ولا يحصيها مقال واحد، لذلك نؤجل المزيد من الإزعاج لكم مستقبلاً، حتى لا يزعجنا أحدهم، ويمنحنا إجازة اضطرارية!
-
آلة حديثة ومستخدم تقليدي ... السبت 28 أغسطس 2010
بإمكانك أن تشتري أفخم وأغلى «الساعات» الفاخرة التي أنتجها الغرب..
ولكن هذا لا يعني أنك لحظتها ستعرف «قيمة الوقت» أو معنى «الالتزام بالمواعيد» !
(1)
أبوابنا التقليدية معتادة على تدافعنا في الدخول والخروج..
إذن : كيف تأتي بباب دائري، متحرك، منظم.. لشعب لا يُجيد الدخول والخروج بنظام ؟!!
النتيجة :
ـ سيُصاب أحدهم بعاهة.
ـ سينكسر الباب – أو يتعطل – لشدة التدافع
ـ سيقوم أحدهم بشتم الباب وصانعه.
(2)
بعض الآلات المصنوعة في الغرب – السيارة كمثال – لا بد من نزع قطعة منها، مهمتها رفع حرارة السيارة.. لذلك، لا داعي لها في منطقة حارة أصلاً.. فهي بدلا من أن تكون حلاً (لديهم) هي (مشكلة) لدينا.
الأفكار كذلك.. لا بد من نزع «قطعة» ما منها لتتلاءم مع بيئتنا !
النظريات كذلك.. ما ينجح (هناك) لا يعني أنه سينجح (هنا).
(3)
الآلة / الفكرة / النظرية : ابتكرها عقل متقدم لمجتمع متقدم.
مجتمع صنعه التراكم التاريخي الطبيعي.. ولم تصنعه «طفرة» اقتصادية عابرة !
لهذا، عندما يلتقي هذا المجتمع التقليدي – بعقله التقليدي – ويحصل على ما أنتجه هذا المجتمع المتقدم – عبر القوة الشرائية – فالنتيجة لن تكون : التقدم..
بل : الفوضى العجيبة !
(4)
كيف تنقل فكرة «خطوط المشاة» لشارع لا يحترم إشارة المرور ؟!
في بلد – ونظام – لا يحترم «المشاة» أصلاً !
(5)
قبل أن تفكر بنقل الآلة / الفكرة / النظرية.. أو شرائها..
عليك أن تفكر بـ «العقل» الحر الخلاق الذي أنتجها..
وسيأتي – كالعادة – فقيه ليقول لك : لا يجوز !
وبدلا من الـ «تفكير» بهذا العقل سيتم «تكفير» هذا العقل..
ولا تظنوا أن في السطر السابق خطأ مطبعي..
بل خطأ في الطباع يتوارثها المجتمع التقليدي.
-
بالبلدي عطونا وجه ... الاثنين 30 أغسطس 2010
كتبنا عشرات – بل مئات – المرات عن قضايا الهدر المالي ( الهدر : هي الكلمة الألطف ) ولم نجد مجيبا ً .
صارت المشاريع المليارية حديث المجالس والمنتديات والصحف ، وكل يوم تطالعنا الأخبار بأرقام خرافية لمشاريع بعضها لا تراها على أرض الواقع .. وأحيانا إذا رأيتها تصاب بصدمة .. وأيضًا لم نجد مجيباً !
ولم يكلف نفسه ( أي مسؤول ) ليوضّح لنا ما يحدث .. وليشرح لنا – بالضبط – لماذا هذا « المشروع « يستحق أن ينجز بهذا « المبلغ» !
الناس تتذمّر ، وتشعر بأنه هنالك هدرا هائلا للثروة ، ولا أحد يهتم لتذمّرهم .
(2)
الله يرضى عليكم « عبّرونا» .. « عطونا وجه» .. ردّوا على استفساراتنا : بيان .. تصريح مقتضب .. أي حاجة ! .. المهم حسّسونا أنكم مهتمون بنا ولنا .. نحن اخوانكم في النهاية (حتى وإن كنا ثقيلين دم ونسأل أسئلة بايخة) سنظل اخوانكم .. فلا يوجد مفرّ منّا .
يعني مثلا : أنا كمواطن بحاجة لأي أحد يأتي ليشرح لي ، لماذا الكثير من المشاريع لدينا تكلف عشرة أضعاف مشاريع شبيهة لها – وأحياناً أفضل منها – في البلاد الأخرى ؟
هي واحدة من اثنتين :
ـ إما إنكم تعطونا وجه وتفهّموننا وش صاير .. وليش « المليار» ريال صاير نحيّف هاليومين كأنه « ألف» ريال ؟!
ـ أو أنكم تمتنعون عن إعلان هذه الأرقام اللي توجّع القلب .
هاه .. وش قلتوا ؟!
(3)
عزيزي المواطن : لقد تعثّر مرور صوتك إلى المسؤول .. حاول مرة أخرى !
-
فاكهة 12 ... الأربعاء 1-9-2010
(أ) لهجة الوسط سيدة اللهجات. وتراث الوسط سيّد الفلكلور. وأغاني الوسط تتصدر سباق الأغاني. وفتوى الوسط لا فتوى بعدها. وإذا حضرت «العرضة» .. لا «سمسمية»، ولا «مزمار»، ولا «دحة»، ولا «خطوة»، ولا «نهّام». أيُّها «الوسط» الحبيب.. ألم تسأل نفسك: أين ذهب تنوعنا وثراؤنا؟! (ب) كأس «محمود درويش»: في أولى سنوات مراهقته أتاه «محمود درويش» في المنام، وقدّم له كأسًا وقال: «اشرب .. ولا تخف». في الصباح أخبر أمه بتفاصيل الحلم. قالت له: ومَن هو «محمود درويش» هذا يا ولدي؟ قال: شاعر مشهور. (قالها وهو وقتها لم يقرأ له أي قصيدة.. هو فقط يرى صوره بالصحف، ويُكتب تحتها الشاعر الكبير). قالت أمه بمرح: لعلّك ستصبح شاعرًا مثله. مرت السنوات وهو يصدّق تفسير أمه لهذا الحلم.. إلى أن أصدرت الحكومة قرارًا بنفيه! (ج) تعدد الألوان في الحياة يجعلها أجمل وأكثر بهجة.. فلماذا تصرّون على الأبيض والأسود فقط؟ هل أنتم حمقى، أم أن لديكم مخزونًا هائلاً من الكآبة، وتريدون أن تشاركوا الآخرين به؟! (د) يستطيع «السياسي» بما يمتلكه من أدوات أن يصنع لك «بالونا» وينفخه بطريقة مثيرة تشد انتباهك، ويركز عليه الأضواء ليتحوّل «البالون» إلى قضية رأي عام.. وينشغل الناس (ومعهم قادة الرأي العام!) بالبالون، وشكله، ولونه، وحجمه.. ويختلفون حوله.. و... و... و...! وبعد فترة.. يفجر السياسي «البالون» في احتفال مهيب، ويحظى بالتصفيق! عزيزي القارئ: السماء مليئة بالبالونات الملونة. (هـ) عندما تكون تائهًا في الصحراء، وبيدك آخر علبة لأحد الأطعمة الجاهزة.. ستكون حماقة كبرى إذا فكرت -لحظتها- بقراءة «تاريخ صلاحية» الطعام! (و) حتّى الذين لا يحبونك (وتعلم أنهم لا يحبونك) ابتسم في وجوههم.. ستكسب واحدة من اثنتين: - إمّا أن ابتسامتك ستصنع درعًا ضد سهام كراهيتهم لك.. - أو أنك ستغيظهم أكثر! (ز) ثلاث سنين.. لا راحن.. ولا جن.. وجروحك بالحشا: صاحن ولاجن جمالك ما حمله إنسٍ (ن) ولا جن ظريف الطول وش سويت بيّا؟!
-
كاريكاتير 4 وجوه .. السبت 4-9-2010
(1) تجده في كل مدينة سعودية . يقاتل لكي يجلس في صدر المجلس في أي مناسبة اجتماعية . ( يؤمن ايمانا تاما أن قيمة الرجل تكمن في قيمة المكان الذي يجلس فيه ) . ملوّن .. مثل حرباء ! له « سكسوكة « مخاتلة .. لا تدري هل هي يسارية أم يمينية ! كل « جمعة « يأتي متأخرا للصلاة ، ولا يمنعه هذا من المشي فوق رؤوس المصلين مستعرضا ببشته الوحيد – كأنه بطل أولمبي في قفز الحواجز! – وذلك لكي يصل إلى الصف الأول . ورغم وضعه المادي الجيّد .. ليس لديه أي استعداد لدفع ريال واحد لأفقر أقاربه .. ولكنه مستعد لدفع آلاف الريالات ليشارك بإعلان يُرحب بزيارة أحد المسؤولين ! كل هذا .. فقط ليحافظ على هذا اللقب « أحد أعيان المدينة» .
(2) منتفخ ! يتحدث عبر أنفه .. وتستغرب : كيف يتنفس هذا الكائن ؟! موهبته الوحيدة .. « واصل» !
(3) كائن افتراضي . يصرخ باسم مستعار .. ليصفق لصراخه بعشرة أسماء مستعارة أخرى ! يهرب من عالم الواقع إلى عالم افتراضي رحب يمنحه مساحة من الحرية لا تتجاوز حدود الشاشة ! يغازل في « الشات» ، ويتحول إلى واعظ في المنتدى ، ويحاور الآخر بالفيسبوك يكبر مثل بالون ملوّن .. وينفجر بعد أن يُصاب بفايروس إلكتروني !
(4) حتى آخر يوم من شعبان : كان يطوف حول برج الساعة في ساحة السوليدير ويسعى بين المقاهي . الآن – وكعادة كل الأثرياء – يبدأ «برستيج العمرة» بحجز شقة لأسبوع تتجاوز تكلفتها المائة ألف ريال ! لكثرة «الأقنعة» التي يرتديها وينزعها كل موسم.. نسي «وجهه» الحقيقي !
-
دعاء خاص في ليلة السابع والعشرين ... 6-9-2010
اللهم قلّل الفاسدين، وأكثر الصالحين والمصلحين في بلادي. اللهم احفظ كلماتي من كل «رقيب»، و«حسيب»، واجعلني لا أهتم لأحد سواك. اللهم أنت تعلم خير الكلمات وشرها، فما تراه خيرًا فأبعد عنه «العيون»، ويسّر له النشر، وما ترى فيه شرًّا فأصنع -بمشيئتك يا أرحم الراحمين- ألف سبب وسبب يمنع نشره ووصوله إلى الناس. اللهم أنت تعلم السر وما يخفى، وتعلم -سبحانك- أني لا أخاف أحدًا سواك.. فامنع عني أذى مَن به أذى.. حتى هؤلاء الذين يظنون أنهم يتحدثون باسمك. اللهم قرّبني من كل فكرة جميلة، وأبعدني عن كل فكرة قبيحة. اللهم وامنحني من الأفكار ما لا يخطر على قلب أنجب الزملاء، وأكثرهم فطنة وموهبة. اللهم إنا عبيدك، أبناء عبيدك: منذ سنوات ونحن ندعوك لصلاح البطانة.. فإن لم تصلح فخذهم أخذ عزيز مقتدر. اللهم نبّه المسؤولين لما يحدث حولهم: فالخير إن أتى لا يستثني أحدًا، والشر إن أتى لن يستثني أحدًا. اللهم حنّن قلوب أهل المليارات على أهل «الصنادق»، وقلوب المسؤولين على موظفي وموظفات «البند». اللهم واحمِ الغلابا من صراعات اليمين واليسار. اللهم وافتح خزائن وزارة المالية لتتحوّل إلى وظائف للعاطلين والعاطلات. واحفظ بلادي وأهلها من كل مكروه. اللهم عليك بالفاسدين، والمرتشين، واللصوص، والوصوليين، والمهرجين. اللهم امسح من قواميس وزارة الصحة عبارة «لا يوجد سرير»، وقلل الأخطاء الطبية. وامسح من جامعاتنا عبارة «لا يوجد مقعد»، وارفع ترتيبها بين الجامعات العالمية. وامسح من خطوطنا الجوية كلمة «انتظار»، ومن دوائرنا الحكومية «راجعنا بكرة»، ومن مجتمعنا كل نعرة طائفية / مناطقية / قبائلية.. واجعلنا نتذكّر دائمًا (إن أكرمكم عند الله أتقاكم). واعفُ عنا، وعافنا من المحسوبية والواسطة. يا رب الأرباب، ويا خالق السحاب أدر عجلة الإصلاح، وامنحنا المزيد من الحرية. واحمنا من استعمار الخارج، واستحمار الداخل.. فلا يوجد أي فرق بينهما. اللهم إني لا أرى جبارًَا سواك.. فانزع من قلبي الخوف من كل صاحب سلطة وشرطة. اللهم إني لا أرى كريمًا سواك.. فلا تجعلني أطأطئ رأسي لصاحب جاه ومال. اللهم أنت مولاي.. وأنا عبدك وحدك.. فاحفظ حريتي من أي شيء يريد أن يستعبدها في هذه الدنيا.. واجعلني ألاقيك حُرًّا كما خلقتني حُرًّا. أنا عبدك الضعيف.. أتذكّر أنك «شديد العقاب»، فأرتبك ويصيبني الرعب.. وأتذكّر أنك «أرحم الراحمين»، فيملأ الأمل قلبي، وترتاح روحي.. فحاسبني برحمتك، ولا تحاسبني بأعمالي.
-
فاكهة 13 ... الأربعاء 15-9-201
(أ) في كل عيد تتم مداهمة « التجار الصغار» الذين يقومون ببيع الألعاب النارية . متى يأتي عيد : القبض على « الكبار» الذين يقومون باستيرادها ؟! أحد الأطفال سيقول ممتعضا ومعترضا على الفقرة السابقة : « بـ هالبلد .. وش فيه غير الطرطعان» ؟!!
(ب) لا تناقش « المؤمن» بالخلل الموجود في عقيدته أو مذهبه أو فكرته التي يؤمن بها .. من شروط الإيمان: عدم رؤية الخلل !
(ج) عندما يُعلن عن «700» وظيفة بسيطة ويكون عدد المتقدمين لها «113000» مواطن .. اعلم أن هنالك خللا عظيما في هذه الدولة النفطية . على كل حكيم في هذه الدولة أن يسأل نفسه : ـ لماذا يحدث مثل هذا الأمر ؟ ـ أليست هذه مشكلة حقيقية بحاجة إلى حل حقيقي ؟ ـ ما الذي سيفعله الــ «112300» مواطن عندما يعودون إلى منازلهم برفقة الخيبة والحسرة ؟ ـ كيف سيكون موقفهم تجاه المجتمع والدولة والحياة وهم لم يستطيعوا الحصول حتى على وظيفة « جندي» في الدفاع المدني وبعضهم يحملون الدبلوم والبكالوريوس ؟! تعرفون ما المفجع في هذا الخبر : أن الإدارة « فوجئت» بهذا العدد الهائل !!! سلامتكم من « المفاجأة» ... وين عايشين أنتم ؟!!
(د) عندما تبدأ نار الشهوات بالانطفاء في داخلك .. لحظتها سينبعث ضوء الحكمة .
(هـ) الشهرة سهلة : اخرج عاريًا أمام هذا العالم ! المجد صعب : انسج – وبهدوء – ثوب حكمة يستر عري هذا العالم .
(و) لا تحاصر حركات « قلبك» .. ولا تجعله يمارس فوضاه كما يريد . راقبه بحذر ! إذا احتجزته : قتلك . وإذا تركته على هواه : أتى لك بـ « مصيبة» حسناء !
(ز) الناس : ( نيجاتيف ) . الحياة : معمل تحميض !.
-
غناء حر .... السبت 18-9-2010
1) التفكير بالكتابة: قلق. وبدء الاشتغال عليها: قلق. وانتظار ردة الفعل الأولى: قلق. وانتظار اتصال يبدأ بـ (01): قلق أعظم. وتنظر في عيون أصغر أطفالك، وتقول: تبًا للكتابة. وتقرأ آخر رسالة أتتك من قارئ لا تعرفه يعيش في مكان قصيّ، وتقول: ما أعظم الكتابة.
(2) المجد للكتابة التي يحاصرها القلق من الجهات الأربع. المجد للكتابة التي لا تريد أن يكون لها شبيه بين كتابات الآخرين. المجد للكتابة التي لا تراوغ، ولا تجامل، ولا تنحني. المجد للكتابة التي تصنع الأكسجين وتطلقه في الهواء ليستنشقه الناس. المجد للكتابة التي تصرخ بملء فمها: اللعنة على كل هذا الفساد !
(3) من يكتب وفيه ذرة جبن عليه أن يبحث عن مهنة أخرى ( مهرج مثلًا ! ) فالكتابة دخول في المناطق الشائكة.. رقص على الجدران العالية.. غناء حر ٌ لا يخاف من نشاز الذائقة. الكتابة: معركة.. حتى الخسارة فيها هي انتصار!
(4) اصرخ عبر الكتابة في وجوه كل اللصوص. غنّ عبر الكتابة للمستقبل الذي تحلم به الغالبية «الغلبانة»! أشعل عبر الكتابة ألف قمر وقمر في سماء البلاد الموحشة. أخلق عبر الكتابة كائناتك المدهشة. سيقرؤك قارئ لا تعرفه.. يعيش في مكان قصيّ، ويقول: الله.. ما أعظم الكتابة.
-
تحريض .... الاثنين 20-9-2010
(3) “ما الذي أنجزته خلال الأربع وعشرين ساعة الماضية؟” هل سبق لك -وعند رمي رأسك على الوسادة- أن طرحت هذا السؤال على نفسك؟! حسنًا.. يوم واحد مدة قصيرة جدًّا، من الممكن أن يمضي دون أن تحقق أي شيء.. تعالَ لنجرّب مدة أطول: قريبًا سينتهي هذا العام.. ما هي الأشياء التي حققتها خلال أيامه الـ 365؟ هل كان لك أحلام جديدة؟ هل قاتلت، وسعيت لتحقيقها.. أو “حاولت” على الأقل؟! هل عملت على تحسين وضعك، وزيادة دخلك (مثلاً)؟ أنت مثل الأغلبية: تنتقد هذا المجتمع -وأنت جزء منه- هل فكرت بتغييره من خلالك أنت؟ هل تخلّصت من بعض عاداتك السيئة؟ خلال هذا العام: كم قرأت من الكتب الجديدة؟ وكم شاهدت من الأفلام المهمة؟ وما هي الأشياء المدهشة التي اكتشفتها في هذه الحياة الرائعة (ستظل رائعة رغم تذمرك وتشاؤمك ؟!)، وكم كسبت من العلاقات الإنسانية؟ لا تجعل التفاصيل الصغيرة تشوش عليك روعة المشهد الأكبر. لا تجعل التفاصيل الصغيرة تلغي المعنى الأكبر للحياة. هل جرّبت -خلال هذا العام- أن تفتح بعض النوافذ الصدئة في رأسك؛ لترى العالم بشكل مختلف؟ هل جرّبت أن تطرد بعض الضباب أمام عينيك لترى الحياة بشكل آخر؟ هل مارست هواية جديدة لم يسبق لك ممارستها؟ هل فكّرت بكسر بعض القيود التي ورثتها من الأسلاف؟ هل داعبت رأسك الثقيل فكرة مجنونة؟ هل فكرت بالتغيير.. على قدر طاقتك.. وحسب المساحة المتاحة أمامك؟ (2) كن مثل ذلك التاجر القديم، الذي اقترب من الإفلاس، وعاد إلى دفاتره القديمة: ما هي الأشياء التي ربحتها في هذه الحياة؟ أين هي الخسائر؟ وما هي أسبابها؟ وحاول أن تنقذ ما يمكن إنقاذه.. فمن لا “يراجع” نفسه وحساباته.. سيكتشف فقره العظيم! (1) من أنت؟! رقم.. عدد صغير لا ينتبه له أحد.. كائن بشري أشباهك في العالم يتجاوز عددهم الستة مليارات. الـ6000000000 ما أكثر الأصفار! يمضي التاريخ دون أن ينتبه إليك أو يقف عندك. (0) أعد القراءة .. المقال اختلف.. وأنت لم تعد أنت!
-
عبدالرحمن الراشد ... الأربعاء 22-9-2010
اختلف مع من تشاء.. ولكن بنبل. ومن النُبل: أن تذكر مزايا خصومك كما تذكر عيوبهم. (1) عندما كانت تحدث مصيبة أمريكية مدوية في المنطقة -ينتقدها حتى الإعلام الأمريكي- كنا ننتظر ما الذي سيكتبه “عبدالرحمن الراشد” في اليوم التالي في زاويته في “الشرق الأوسط”، وكنا نتراهن حول “التبريرات” التي سيتفتق ذهن الراشد لابتكارها -في مقاله- دفاعًا عن الموقف الأمريكي! كنت أراه -أحيانًا- يتفوّق في تبريراته أكثر من الناطق الرسمي للبيت الأبيض، وأكثر ممّا يفعل المتحدث الرسمي للخارجية الأمريكية! كمثال: قضية “سجن أبو غريب” التي حدثت قبل سنوات في العراق.. وتلك الصور البشعة التي تسربت للإعلام العالمي، والتي رأينا -من خلالها- السجّان الأمريكي يُعرّي السجناء ويجمعهم فوق بعضهم البعض وهم عراة، ويلتقط لهم الصور “الضاحكة” في تصرف فيه انتهاك قاسٍ وبشع لإنسانيتهم.. هذه الصور هزّت الرأي العام العالمي -وفي مقدمته الإعلام الأمريكي نفسه- وجعلت أكبر “ناطق رسمي” وأكثرهم مهارة وحرفية يتلعثم أمامها! يأتي “عبدالرحمن الراشد” في اليوم التالي، ليقول لك شيئًا يشبه هذا الكلام: ومَن الذي بنى سجن “أبو غريب”.. أليس صدام حسين؟! ومَن الذي فضح هذه الممارسات البشعة.. أليس الإعلام الأمريكي، والنظام الأمريكي الحر؟ هذه هي أمريكا العظيمة.. اللهم أحفظ أمريكا! ويذكرك بـ “البلاوي” التي حدثت في زمن صدام في هذا السجن، وينسى “البلاوي” التي جلبتها أمريكا.. هكذا كان -في الغالب- ينظر إلى المشهد إذا كانت أمريكا جزءًا من الصورة. قبلها أو بعدها بفترة قامت القوات الأمريكية بحرق “الرمادي” على أهلها، لوجود بعض جيوب المقاومة فيها (“المقاومة” كلمة من النادر سماعها في نشرات القناة!)، ورغم كل الصواريخ التي كانت تنهال على رؤوس سكان “الرمادي”، تأتي “العربية نت” -الموقع الرسمي لقناة العربية- لتنشر صورة لجنود أمريكان يوزعون الطعام على أطفال “الرمادي”!! هذه الصورة استفزتني.. وكتبت وقتها مقالاً لاذعًا ضد “العربية” وموقعها، قلت فيه: إن هذه القناة بعين واحدة.. أو أن لديها كاميرا مُصابة بالحول! الغريب، والجميل في الوقت نفسه -والذي ما أزال أحترمه- أن أول موقع إلكتروني أعاد نشر هذا المقال هو موقع “العربية نت” نفسه! بعدها بفترة أتتني دعوة لزيارة “العربية” في دبي.. اعتذرت بلطف.. مثلما أفعل مع بقية الدعوات المشابهة والتي تأتي من المؤسسات والإدارات الحكومية المختلفة.. فأنا أخاف -ودون شعور مني- أن أكون ضمن قائمة “أطعم الفم.. تستحي العين”، وأنا أريد من عيني أن تكون قليلة حياء ضد كل مشهد قبيح تراه أمامها! (العين قليلة الحياء.. هي بشكل آخر: عين حُرّة) . بعد حوالى العام، وأنا أرتب أغراضي في غرفتي في أحد فنادق دبي التي وصلتها للتو في رحلة خاصة، رن الهاتف النقال.. نظرت للشاشة.. كان رقمًا محليًّا.. أجبت: نعم.. رد صوت لطيف من الجهة الأخرى: مرحبا.. أنا سكرتيرة “عبدالرحمن الراشد”، ونتشرف بدعوتك غدًا لتأخذ جولة في القناة والمجموعة، وتتناول وجبة الغداء معنا.. قلت: يسعدني ويشرفني وشكرًا على هذه الدعوة الكريمة. ما المانع؟ طالما أنني أتيت على حسابي الشخصي.. وهي فرصة لزيارة هذا الصرح المؤثر، والالتقاء ببعض الأصدقاء والزملاء هناك. في اليوم التالي وجدته على باب مكتبه: له وجه طفولي بشوش.. وابتسامة بإمكانها إذابة الجليد.. ابتسامة تشعر أنها حقيقية وليست إعلامية! رحب بي بحرارة ولطف، ورغم انشغاله بمتابعة خطاب الرئيس السوري المباشر، والرد على التلفونات التي لا تنقطع، إلاَّ أنه يشعرك أنه مهتم بك، ولم تشغله هذه الأشياء عنك. مع هذا الرجل انتقلت “العربية” من الظل.. إلى القناة الأكثر تأثيرًا في الشارع العربي، والقناة الأكثر دخلاً والأعلى مشاهدة.. معه -وتحت رعايته- لمعت الكثير من الأسماء السعودية، وأصبحت نجومًا في سماء الإعلام التلفزيوني في الوقت الذي ينزوي هو في ظلال مكتبه يخطط لكل هذا المشهد. رأيت في عيونهم هذا الاحترام، وتلك المحبة له.. ليست محبة “الموظف” لمديره العام.. بل محبة “التلميذ” لأستاذه. رأيت رجلاً -مهما اختلفت معه- لا يمكنك أن تكرهه. وببساطة أكبر: رجل يستطيع أن يُزيح جانبًا كل اختلافاتك معه لتحبه إنسانًا. خرجت من المبنى -بعد أن تناولنا الغداء- وأنا أشعر أن عيني (يكاد) أن يتسلل لها شيء من الحياء! (2) لي صديق مثقف سوري رائع (وغير محسوب على أي نظام) كان يقول لي بحماسة المختلف: يا رجل .. هذا الـ “عبدالرحمن الراشد” لا يشوّه قناة فضائية فقط.. بل يشوّه إعلام بلد بأكمله. كأن أمريكا عيّنته الناطق الرسمي باسمها في المنطقة! وعلى النقيض هنالك شخص آخر من مكان آخر له رأي آخر: لو لم يكن في الإعلام السعودي “عبدالرحمن الراشد” لوجب على هذا الإعلام أن يصنع “عبدالرحمن الراشد”! وما بين هذين الرأيين المختلفين المتناقضين.. شبه المتطرفين: يقف “عبدالرحمن الراشد” في المنتصف.. وهو يبتسم. لا تدري.. هل هي ابتسامة طفولية.. أم ساخرة من المشهد! (3) في العالم الثالث -وخاصة في العالم العربي- لا تستطيع أن تحصل على الفرص الكبرى إن لم يكن مرضيًّا عليك من السلطة.. ومقربًا من صنّاع القرار فيها. هذه قاعدة.. ولم يكن “عبدالرحمن الراشد” استثناءً نادرًا لها! استطاع -وبسنوات قليلة- أن يقفز من كرسي محرر صغير في إحدى زوايا صحيفة محلية، إلى كرسي رئاسة التحرير لأكبر وأشهر صحيفة عربية! ولكن.. للأمانة والإنصاف -وأيًّا كان موقفك منه- لم يذهب هذا الرجل إلى موقع إلاّ وكان النجاح حليفه. ويكفي أن تقول إن من أفضل الفترات التي مرّت على “العربية” -حضورًا وتأثيرًا- هي تلك الفترة التي تولّى فيها ادارتها. ولا يخفى على أحد موقف رجل الشارع السعودي البسيط منها، والأسماء التي يطلقها عليها، استطاع بضربة معلم محترف أن يجر رجل الشارع إليها عبر تقارير ولقاءات مباشرة عن سوق الأسهم السعودي، وذلك في عز “هوجة” الأسهم في الشارع السعودي.. حتى صار الريموت يسابق الأصابع للانتقال إليها! هو عبدالرحمن الراشد الذي حصل على لقب الإعلامي العربي الأكثر تأثيرًا ونفوذًا في المنطقة العربية والعالم.. هذه الحقيقة.. حتى وإن اختلفت حول نوع وشكل هذا “التأثير” والشك حوله! (4) كتبت قبل سنوات مقالاً بعنوان “الزمن السعودي” ممّا قلته فيه: إن العالم العربي يعيش في الزمن السعودي، والمشاهد العربي صار يضبط ساعته على توقيت “الرياض” ليتابع برامجه المفضلة. على الأرض: لنا السيطرة الاقتصادية. وفي الفضاء: لنا السيطرة الإعلامية. وعندما تمتلك هاتين الميزتين فإنك -كسياسي- تمتلك كل ما يحتاجه السياسي في لعبة السياسة.. بإمكانك بالاقتصاد والإعلام أن تنهك أشد الخصوم وتهزمه دون أن تطلق رصاصة واحدة! و “عبدالرحمن الراشد” -اختلفت معه أم اتفقت عليه- ابن هذا “الزمن السعودي”، وأحد الشركاء بصناعته. “عبدالرحمن الراشد” ليس مذيعًا في إذاعة محلية لا يعرفها أحد.. عبدالرحمن الراشد هو المدير العام لأحد أكبر وأهم المحطات العربية الإخبارية.. محطة بإمكانها أن تغيّر الكثير على الأرض عبر بث برنامج تلفزيوني لا تتجاوز مدته الساعة الواحدة
-
فضة الكلام .... السبت 25-9-2010
. وطاردوهم حتى في قبورهم !
لماذا نحن بلا ذاكرة ؟!
لماذا كل قضية « رأي عام « تأتي قضية رأي عام أخرى وتحيلها إلى الأرشيف ؟!
أكره عبارة « عفا الله عمّا سلف « عندما ترتبط بالحق العام للناس والوطن .
(1)
بالأمس قرأت عن تلك المواطنة التي تنتظر تعيينها منذ عشرين عاما ً .. وإنها رفعت قضية على وزارة التربية والتعليم !.. ما الذي سيحدث لها في أحسن الأحوال ؟.. هل سيقومون بتوظيفها بعد أن دخلت العقد الخامس من عمرها ؟.. هل سيتم إرضاؤها بتعويض مالي ؟.. وماذا عن هذا « المسؤول الفاسد « الذي سرق وظيفتها وأحلامها وشبابها ومنحها لامرأة أخرى ؟! .. هل فكرنا بمحاكمته ؟
(2)
عندما ننظر إلى أداء خطوطنا الجوية، وحال مطاراتنا على الأرض .. هل سنكتفي بالصراخ على الإدارة الحالية ؟ .. هل ننسى أن هذه الأوضاع هي تراكم أخطاء إدارات سابقة أيضا ً ؟
متى تكون لدينا ثقافة محاسبة الماضي .. ورجال الماضي ؟
متى نعرف أن الحقوق لا تسقط بالتقادم ومضي الوقت ؟!
(3)
تعالوا لنأخذ مثالا ً ثالثا ً : طريق الشمال – رفحاء – حفر الباطن :
منذ أن وعيت على هذه الدنيا وأنا أعبر هذا الطريق، ومنذ أن وعيت على هذه الدنيا وهذا الطريق لا يخلو من المطبات والحفر والتحويلات و « اللفات « القاتلة !
( أعلم أن لهذا الطريق الكثير من الأشباه في كافة الجهات.. وأنها أكلت الكثير من الأحباب)
طوال العشرين سنة الماضية – وقبلها أيضا ً – مرّ على هذا الطريق الكثير من المقاولين الذين حصدوا الملايين .. وأنا – وأنت – نعرف أن المشاريع على الورق تقول: إن المشروع الفلاني سيعيش – ويخدم – لعشرات السنوات.. فلماذا نرى كل سنة « ترميم « لهذا الطريق ؟.. هل سبق لك أن سمعت بمحاكمة « مقاول سابق « له ؟
برقبة من آلاف الضحايا والقتلى الذين ذهبوا عبر هذا الطريق ؟!
كيف نرى المشروع ( أي مشروع ) بعد سنوات قليلة من تنفيذه يفضح نفسه بنفسه، ولا نرى « محاكمة « علانية لمن أرساه، واستلمه، ونفذه بهذا الشكل ؟
(4)
المواطِنة التي سُلبت حقوقها، والخطوط ذات الأداء السيئ، والطريق الذي يسرق أرواح العابرين: هذه ليست سوى « أمثلة « لمشهد كبير .
هي « الأمثلة « التي من السهل إيرادها في صحيفة محلية !
انظروا حولكم .. ستجدون الكثير من « الأمثلة « وستعرفون أن المشهد ليس ناصع البياض
(5)
انظر حولك لكل شيء فيه خلل .. واعلم أن الخلل لم يأتِ بيوم وليلة .
هناك سنوات من الأخطاء .. والفساد .. والسرقة .
وهناك قائمة طويلة من الأسماء .
(6)
عدم محاكمة اللص القديم .. ستجعل اللص الجديد يشعر بالأمان .
عدم متابعة الفاسد السابق .. ستخلق الكثير من الفاسدين في المستقبل .
أيها الناس :
لا تنسوا أسماء ووجوه الذين أخطأوا بحقكم .. وطاردوهم حتى في قبورهم !
-
شرق أوسطي وامرأة متوسطية .... الاثنين 27-9-2010
هذه حكاية قصيرة جدًا، حدثت في مقهى ما، في مدينة ما، في توقيت ما.. وعلى طاولتين متقابلتين: في نفس اللحظة التي جَـلـَسَت فيها على الكرسي في الطاولة المقابلة لي.. جلست أنا، ونفس الجرسون الذي سجّل طلبها على دفتره الصغير.. أتى مبتسمًا ليسجل طلبي (الجرسون: كائن منافق، يبتسم لك بشكل مبالغ فيه، كأنك أحد أعز أصدقائه.. وما أن يُدير ظهره لك إلا ويسحب ابتسامته الباردة، ويقول بصمت: تبًا لك!.. هل يأتي أحد في هذا الوقت ليشرب قهوة؟) ابتسمت وأنا أتخيّل شتيمة الجرسون لي.. لحظتها اشتبك نظري بنظرها وظنّت أن الابتسامة لها فردتها بابتسامة أحلى وأطيب.. لم تستمر سوى ثوان وعادت لتقرأ الصحيفة التي بين يديها. ما الذي جعلها تسترعي انتباهي؟ بعض النساء بإمكانهن سحب كل الأكسجين من المكان الذي يأتين إليه، والتحكم في نسبته، وتوزيعه على الحضور: شهقة.. شهقة. لعلها من هذا النوع! هل أنا “الرجل” الذي يهتم لأي “امرأة” عابرة؟.. لا. هل لأنها تحمل صحيفتها، وتقرأ باهتمام؟.. ممكن.. فأنا أفضل التي تقرأ. هل السبب ملامحها الخارجية؟.. ولكن لا يوجد في ملامحها أي شيء خارق للعادة.. عيناها ليستا استثنائيتين.. أنفها.. شعرها.. فمها ليس استثنائيا.. ولكنها مع هذا أراها “على بعضها” استثنائية. في ملامحها شيء لا أعرفه والأشياء التي لا أعرفها تثيرني أكثر. لها وجه بريء، ومبتسم.. رغم أنها لا تبتسم لحظتها. أصحاب الوجوه المبتسمة طيبون ورائعون من الداخل.. كما أتخيّل. ما بين انشغالي بالرد على رسائل الجوال المتراكمة منذ البارحة.. ومراقبتها بحياء وحذر.. كنت أفكر كيف الطريقة إلى الوصول إليها؟.. لم أفكر بأي شيء آخر لحظتها.. كنت أريد امرأة أتحدث معها ومن خلالها أكتشف هذه المدينة أكثر لأنني أؤمن أن كل المدن هي نساء، ولا بد من امرأة تجعلك تكتشف المدينة أكثر... كنت أريد صديقة.. لا حبيبة.. ربما تكون متزوجة، ربما تكون مرتبطة بشكل آخر، ربما لا نمتلك لغة واحدة نستطيع من خلالها المحادثة والتعارف.. ربما يورطني قلبي معها ويسألني عقلي لحظتها: “وما هو دينها”؟! مضت قرابة الأربعين دقيقة منذ أن جلسنا على هذين الكرسيين أمام الطاولتين المتقابلتين. بردت قهوتي.. وازدادت حرارة قلبي. فجأة.. نهضت من مقعدها.. ولملمت أغراضها واتجهت نحو الشرق. بسرعة أخرجت محفظتي ورميت من النقود ما يزيد على الحساب منافقة مني لصاحب الابتسامة المنافقة. نهضت من مكاني.. أحسست بربكة غريبة.. وشعرت بأن أقدامي تتلعثم كأنها طفل يريد أن يتحدث! أتبعها؟.. ولماذا؟.. وماذا سأقول لها؟ وكيف ستكون ردة فعلها؟ كل هذا من أجل ابتسامة عابرة ردًا على ابتسامة هي أشبه بخطأ مطبعيّ؟! وقفت على رصيف المقهى وأنا أراها تمضي في الجهة الشرقية للشارع.. ذهبت في طريقي إلى ناحية الغرب (وفي القلب شيء لا يمكن وصفه) وكنت ألتفت إلى الجهة الشرقية.. إليها... أمشي خطوتين.. وألتفت ثلاث مرات! ابتعدت كثيرًا.. بالكاد أراها. التفت للمرة الأخيرة.. أظنها التفتت. ــــــــــــــــــــــــ هامش: أنا “مريم”.. طبعًا لم أولد حتى الآن!.. ولكنني أتخيّل نفسي ابنة لرجل شرق أوسطي من امرأة من حوض البحر الأبيض المتوسط. كان من الممكن أن يحدث هذا لو أن الرجل انتبه إليها وهي تقلب في جوالها.. عندما قامت بتشغيل خاصية البلوتوث. كان من الممكن أن يحدث هذا وأكون ابنة هذا الرجل من تلك المرأة لو أن توقيت التفاتتها الأولى أتت مع توقيت التفاتته الأولى.. قبل أن يمضي كل منهما في طريقه. كان من الممكن أن يحدث هذا لو أن أي واحد منهما تجرأ وفتح الحديث مع الآخر حول أي شيء.. حتى وإن كان حديثًا سخيفًا عن الطقس ذلك اليوم! الساعة الكونية لم تكن تهتم بهذه التفاصيل الصغيرة ولم تنه هذه الصدفة الرائعة كما يجب. أنا “مريم” وحزينة جدًا لأنه لم تعمل المصادفة لتوحيد توقيت التفاتته لالتفاتتها.
-
فاكهة 14 .... الأربعاء 29-9-2010
(أ) كم هو قاسٍ ومؤلم أن تكتشف في آخر العمر أنك لم تكن سوى «جندي» صغير في لعبة شطرنج كبرى !
(ب) يقدم لك ساندويتش «برغر» من الحجم الكبير برفقة كأس من « حليب النوق» ! يظن أنه بهذا الشكل زاوج بين الأصالة والمعاصرة وقدمها لك عبر وجبة واحدة . هكذا هي أفكار بعض المفكرين العرب: لا تسمن، ولا تغني من جوع .. بالإضافة إلى أنها قد تجلب لك الغثيان. ـ « أجل برغر مع حليب خلفات» ؟!!
(ج) هذا الشال جميل جدا ولكن شعرك أجمل منه بألف مرة .
(د) « ريـــال» : كان يعشق الفتاة المستحيلة والاستثنائية . بعد مشاهدته لأحد الأفلام الأمريكية لمعت الفكرة في رأسه . أخرج ورقة « الريال السعودي» من محفظته وكتب على ظهرها ( إذا عدت إليّ فهي تحبني ) ورماه في اليوم التالي على البائع ليشتري به مشروبا ً غازيا ً . في اليوم الثالث صدر قرار ملكي بطبع عملة جديدة وسحب العملة السابقة من الأسواق !
(هـ) من يقاضي القاضي عندما يحكم بغير تخصصه ؟ من يقاضي القاضي الذي يفرق بين الزوجة وزوجها لأنه « مدخن » سابق ؟! من يقاضي القاضي الذي أمر بربط مواطن في باحة المحكمة ؟! من يقاضي القاضي الذي إذا اختلفت معه بالحكم ضاعفه إلى ألف جلدة ؟! هل هنالك جهة ما تحمينا من « ثلثي القضاة » الذين قال عنهم نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم إنهم سيذهبون إلى النار ؟!
(و) لديه سيف مرصع بكل ما هو ثمين .. ولكن ، ما الفائدة ؟ قلبه لم يكن مرصعًا بالشجاعة . فالقلم الثمين ذو الماركة الفاخرة .. لا يعني أنك ستكتب نصا ً فاخرا ً .
(ز) فاكهة مجففة : ـ عندما تنكسر المرايا .. حتى الوجوه الطيبة تتشوّه ! ـ لن تكون « قمرا » رائعا .. لو لم يحاصرك كل هذا الظلام
-
قارئ قرفان ومحبط ... السبت 2-10-2010
عندما تغني للبلاد .. سيأتي من يقول لك: صوتك نشاز. وربما يأتي من يقول بريبة: لحنك مشبوه. ومن المحتمل أن يأتي صوت ثالث ليقول: “ابلع لسانك” !
(1)
القارئ أصابه الملل من مواضيع الفساد والأخطاء القاتلة والإهمال وكل ما يتعلق بالشأن المحلي.
أحدهم أرسل لي مُهدداً بأنه سيتركني ولن يعود لقراءتي لأنني أسبب له إحباطاً مضاعفا .. ويُطالبني بأن أكتب عن ( الدنيا ربيع / والجو بديع / قفـّل لي على كل المواضيع ) .. وأنا بصراحة لا أريد أن أفقد أي قارئ في أي مكان. ولكن .. ماذا أفعل؟
أردت أن أغني له ( الدنيا ربيع ) فتلفـّت حولي وإذا أنا مُحاصر بالقحط.. و “الشبوك”، والماشية يهددها الجوع، و “التبن” بخمسين ريالاً!
أردت أن أغني له ( لنا الله ... ) وبدلاً من أن أكملها بـ ( .. يا خالي من الشوق ) تحولت إلى ( لنا الله يا خالي من الكلسترول ).. إلى أن انتهت بهذا الشكل
( لنا الله .. يا وزارة الصحة ) !
حتى الست أم كلثوم أتخيلها تغني بهذا الشكل: ( بترومين .. اللي أنت جاي تقول عليه / أنت عارف قبله يعني الاستثمار أيه؟! )
ثم تقفز إلى رأسي المشاغب أغنيات من نوعية: ( يا حبيبي لا تسافر / في قطارات المشاعر )
و ( “صفرا” هواكم في ضميري تحكـّم / يا “غاز” قلبي يا ربيع المواني يا مل قلبي لا مشى
ثـم نسـّم / ما فيه بنشر غير “مرمر زماني” !)
و ( واقف على بابكم / ولهان .. ومفلس ....... ) ..وضع في الفراغ ما يخطر على بالك من عبارات الاستجداء المكتوبة في أي معروض!
(2)
.. ولا أدري أين يكمن الخلل : هل هو في الأذن الموسيقية للقارئ، والتي اعتادت على الغناء الهابط، الذي يُكرّس لها يوميا، وعبر عشرات المحطات والقنوات؟
أم أن الخلل في “السلم الموسيقي” نفسه ؟!
أم أنه في المايسترو وعصاه الصغيرة ؟
أم أن الوضع كله نشاز في نشاز ولا يقبل سوى الغناء الهابط.. والأداء الهابط ؟!
الأكيد أن المسرح فوضى، وأن الأغنية التي تتسيّد المشهد الغنائي العربي الآن هي “بحبك يا حمار” !
(3)
عزيزي القارئ الممتعض / المُحبط / القرفان: هل تريدني أن أغني لك ؟.. أم أغني عليك ؟! قبل أن تُجيب .. لا تنس أنك جزء من هذا “الكورال” الكبير !
-
نوافذ .... الإثنين 4-10-2010
(1)
هل « النافذة « خطأ في الجدار ؟
أم أن الجدار الخطأ .. والصواب « النافذة « ؟!
(2)
غرفة بلا « نوافذ « .. لا يمكنها أن تتخيّل شكل « الباب « !
(3)
النوافذ المغلقة بإحكام تمنع وصول الهواء إلى الداخل
ولكنها لم ولن تستطيع منع دخول ذرّات الغبار !
(4)
البيت الذي يخاف من فتح النافذة ستخنقه الرطوبة
ويصبح العث من سكانه .
(5)
النافذة الطيبة :
هي تلك التي يوجد على حافتها وعاء فيه ماء
ليشرب منه طائر عابر يكاد أن يقتله الظمأ .
النافذة الأنيقة :
تلك التي تتباهى بحوض الأزهار فيها .
النافذة المرحة :
تلك التي لم تحبس كركرات الأطفال ووزعتها في فضاء الحيّ .
النافذة الكئيبة :
تلك التي لها قضبان .. ووراءها سجين .
النافذة الفاتنة :
تلك التي تآمرت مع الهواء المشاغب لكي يعبث بفستان الصبيّة !
(6)
النافذة : ليست « حبة خال « على خد الجدار الأصم ..
النافذة : أنـف البيت !
-
فاكهة 15 ... الأربعاء 6-10-2010
عندما تُدخل يدك في «فرن» الكتابة..
لا تصرخ لأن إحدى أصابعك لسعتها فكرة ساخنة!
(أ)
الضوء الذي يلمع من بعيد.. لعله نارا لشيء يحترق.
والنار التي تراها مشتعلة.. لعلها ضوء لشيء قادم.
لا تمنح «الدخان» الفرصة ليربك المشهد أمام عينيك!
(ب)
مسؤول سعودي قام بزيارة «مفاجئة».
وسُبحانك إلهي: قام بتغطية هذه الزيارة وتصويرها خمسة مراسلين لخمس صحف محلية!
كيف تكون «مفاجئة» إذن؟!.. لا أعرف!.. الذي أعرفه أن المسؤول والصحف كأنهما اتفقا على السخرية من «القارئ» السعودي بنشرهم لمثل هذا الخبر.
هذه ليست صحافة.. هذه «بخاخات» تلميع!
(ج)
المرأة، منذ العاشرة من عمرها، تعرف كيف تكون «الأم».
أما الرجل، فمن الممكن أن يمضي به العمر، ويملأ البيت بالأبناء..
ولا يعرف كيف يكون «الأب»!
(د)
أيهما المُرتبك أكثر:
ـ أداء وزارة التربية والتعليم؟.. أم بيانها عن مناهجها الجديدة؟
من يستطيع الإجابة على هذا السؤال سيفوز باشتراك مجاني بالصحيفة لمدة 10 سنوات على حسابي الشخصي!
(هـ)
توقيع قديم:
حاول أن تكسر السائد برأيك السيّد.
لا تسافر في الطرق التي مهدها الآخرون قبلك.
اختر الدروب الوعرة.. ومهدها بأقدامك وإقدامك.
تحمّل مخاطر الطريق الموحشة..
وازرع أطرافها بنصوصك المدهشة.
غدا ً سيقولون: هذا طريقه.. وتلك طريقته!
(و)
أبناء المجتمعات التقليدية والمحافظة جداً.. هم أبناء الأعراف والتقاليد، والنماذج الاجتماعية الجاهزة، والمُقدسة رغم أخطائها وسذاجتها.. تمضي نصف أعمارهم ما بين محاولات التحرر من هذه القيود المتوارثة.. وما بين الحروب مع حراس التقليدية.
مع مرور الزمن يتحولون إلى «حراس جدد» بطبعة مختلفة.. أو أنهم – ودون شعور منهم – يكونون وقوداً لآلة التقليدية لتستمر بالحركة!
أسوأ ما تواجهه أي فكرة تقليدية هو أن يأتي خصمها من داخلها!
(ز)
لن تكون مفكراً: بإعادة «تدوير» أفكار الآخرين، وقيامك بتصديرها لنا مرة أخرى.. بل بالتصادم مع أفكار الآخرين، وصناعة فكرة جديدة.. ومربكة!
أي فكرة لا تستطيع أن تهز قناعاتي تجاه الأشياء، وتجعلني أرى العالم بشكل مختلف.. هي فكرة ميتة!
-
إلى قارئ أظنه مايزال عربيا .... السبت 9-10-201
(1)
مشغول بقضاياك الصغيرة، وأشيائك اليومية؟
مشغول برغيف الخبز، ومصاريف الأولاد، وسفلتة وإنارة الشارع الذي يمر أمام بيتك؟.. لا بأس.. حتى الناس في « غزة » تشغلهم مثل هذه الأشياء -أو شبيهة لها- ويستطيعون رغم كل الحصار المفروض عليهم أن يتدبروا أمرهم، ويوفروا بعض ما يجب توفيره.. يأكلون الزعتر والزيتون.. ويقاومون.
وماذا بعد؟.. هل يمنعك هذا من أن تنشغل -ولو قليلًا - بقضاياك الكبرى.. ومنها: فلسطين؟.. هل نسيت فلسطين؟!
سيقول لك صوت ما: « وما شأني أنا »؟
قل له: ولماذا يكون شأن رجل شريف أو امرأة شريفة من الغرب، ولا يكون شأنك يا ابن العم؟!
سيقول لك الصوت ليربكك: « تقصد جورج غلاوي؟.. هذا رجل يبحث عن الأضواء والمكاسب السياسية».
لا تجادله.. وقل له: لا أقصده -وإن كنت أحترمه أكثر منك- بل أقصد أناسا بسطاء مثلك.. أقصد « راشيل كوري» -وأمثالها كثيرون- تلك الشابة التي ماتت تحت جرافة إسرائيلية وهي تحاول أن تمنعها من هدم بيت فلسطيني.
لحظتها.. اذهب للمرآة، وانظر إلى وجهك، و « افتل شواربك» واعترف: أن هذه المرأة « أرجل» منك ألف مرة !
(2)
من أنت؟
اخرج من الهويات الصغرى -تلك التي يدفعك لها زمن الهزيمة- وانزع ثياب الهويات الضيقة: المذهبية / القبلية / القطرية.. حتى تصل إلى جلدك!
وفي المقابل.. دع عنك كل هذا الضجيج العالمي الذي يريد أن يمسخك ويجعلك كائنا « معولم» بلا هوية واضحة..
ستكتشف أنك وببساطة تمتلك هوية واضحة: عربي.
(3)
فلسطين: أرضك.
وأهل فلسطين: أهلك وعزوتك و « القرابة».
وعار عليك أن يأتي « متضامن » من أقصى الأرض يدفع دمه وماله ليتضامن معهم.. وأنت تتفرج على المشهد وكأنه لا يعنيك!
كل هذا الفضاء الالكتروني مفتوح أمامك ولم تكتب سطرًا واحدًا لها.. أو عنها!
كل هذه الثرثرة التي تملأ بها « تويتر» و « الفيسبوك » والمدونات والمنتديات..تملأها بالأشياء التافهة.. وتنسى ولو لمرة واحدة أن تتذكر « فلسطين »!
بل أنك سمحت لخصومها أن يشوّهوا الصورة أمامك.. وأحيانًا تنساق وراءهم بسذاجة!.. لا تصدق هذا الذي يدّعي «الليبرالية» وهو يقف بجانب الجلاد ضد الضحية.. لا تصدق هذا الاسم المستعار -الذي يكتب معك في منتداك الالكتروني- والذي يعمل بحماسة ليلخبط روحك وانتماءاتك.. فأنت لا تعلم من أي وزارة خارجية أو جهاز مخابرات أتى!!
(4)
سيأتي من يقول لك: هذا خطاب تراثي تجاوزه الزمن.
قل له: نصف خطابات التراث أجمل وأشرف من هذا الخطاب المعاصر المشبوه!
سيقول لك أحدهم: هذا كلام عاطفي.
قل له: هذا كلام العقل والعاطفة.. فمن يقبل أن يغتصب بيت أخيه وهو يتفرج.. سيأتي يوم يغتصب فيه بيته دون أن يحرك ساكنا.. أو يسكن متحركا!
(5)
ما الذي حدث لك؟
خلال العقدين الماضيين أصبحت ترى جثة الطفل الفلسطيني وتسمع صراخ العجوز وتضغط على أزرار الريموت كنترول للبحث عن برنامج ترفيهي أو لمتابعة مسلسلك المفضل؟
أصبحت لا تتذكر فلسطين إلا عند إبادة المئات من أهلها عبر «أكشن» تلفزيوني تبثه القنوات الإخبارية؟!
ما الذي حدث لك؟.. من الذي شوّهك بهذا الشكل؟
هل هم الساسة؟.. هل هو الإعلام؟.. هل هي مخططات طويلة الأمد أوصلتنا إلى منطقة البلادة واللامبالاة؟!.. هل هي كذبة «أوسلو» وبقية الأكاذيب التي تطلقها المهرجانات السياسية برعاية البيت الأبيض؟.. هل هي تلك العبارات المراوغة «الفلسطينيون اختاروا السلام.. الفلسطينيون يتفاوضون.. الفلسطينيون يوقّعون».. والحقيقة أن هؤلاء « الفلسطينيون» ثلاثة.. أو عشرة أشخاص.. والملايين ما يزالون يقاومون.. ويُحاصَرون.. ويتعرضون للإبادة اليومية بكافة الأشكال.
لا تجعل نشرات الأخبار تخدعك !
(6)
فلسطين ليست « فصيلا » يقاتل « فصيلا آخر » للبحث عن السلطة وما تجلبه من مكاسب.
فلسطين ليست ثلاثة من الساسة الذين تكرههم ، يذهبون إلى مؤتمر ليوقّعوا على المزيد من التنازلات.
فلسطين: قضيتك المركزية.
فلسطين: أغنيتك الخالدة التي لا تموت مهما سيطر الإيقاع الغربي على مقامات الغناء العربي.
فلسطين: المسجد الأقصى الذي تعادل الصلاة فيه خمسمائة صلاة.. ألم تحلم بالصلاة هناك؟.. ألم تراودك نفسك بهذا الحلم الجميل؟
فلسطين: الذاكرة.. ومن ينسها فقد أصابه «خرف» في الشرف والانتماء!
فلسطين: عشرات الآلاف من الشهداء.. ومئات الآلاف الذين ينتظرون دورهم.
فلسطين: خندقنا الأول -الذي لم يسقط حتى الآن- وما يزال يقاتل عدونا الواحد.
فلسطين: صلاة تعادل خمسمائة صلاة .
(7)
كنت، وما زلت، وسأظل أؤمن أن إسرائيل ورم سرطاني يجب استئصاله.. هي شيء عابر وطارئ.. أو مؤقت.. هي بالضبط مثل نبتة غريبة جلبت من مكان بعيد لتُزرع في أرض مختلفة وطقس مختلف.. جلبوا لها أفضل أنواع الأسمدة الكيماوية.. وأفضل مهندسي الزراعة بالغرب.. ودعموها بأجود أنواع مياه الري مع أفضل وأحدث الأدوات الزراعية.. والنتيجة: نبتة ميتة.. أو في أفضل الأحوال مشوّهة ولا مستقبل لها.. و « الإسرائيلي» في داخل أعماقه يؤمن بهذا: الحرب ستأكله، واللا سلام سيأكله أكثر!
لهذا لا يزال الإسرائيلي يحتفظ بألبوم صوره الذي جلبه من «بولندا » وعنوانه القديم..
والآخر لم يبع شقته في « روسيا » حتى الآن!
والثالث ما يزال يحتفظ -في مكان آمن- بهويته القديمة للبلد الذي أتى منه.
إسرائيل: نبتة مشوّهة.. شبه ميّتة.
فلسطين: شجرة الزيتون.
وستظل هذه الشجرة قائمة على أرضها طالما أن هنالك عجوزا تشعل نار تنّورها لتطعم أولادها الخبز والمقاومة.
وطالما أن هنالك امرأة تقدم ثلاثة شهداء من أولادها وتنجب بدلا منهم سبعة.
وطالما أن هنالك كهلا طاعنا بالسن والحزن ، ما يزال يحتفظ بمفتاح بيته القديم.
وطالما أن هنالك رجلا وامرأة يصرّان كل أسبوع أن يصليا الجمعة في المسجد الأقصى.
ستظل فلسطين الثابتة.. وستذهب إسرائيل الطارئة.
-
اوسكار محلي .... الاثنين 11-10-2010
في أمريكا، ومع توقيت توزيع جوائز الأوسكار العالمية لأفضل الممثلين، وبقية المهن التي تدخل في صناعة السينما من إخراج، ومونتاج، وتصوير، وإنتاج، وإضاءة... إلى آخر الأشياء والإبداعات التي تدخل في صناعة الأفلام، يأتي مهرجان آخر على النقيض تمامًا يوزع الجوائز لأسوأ ممثل وأسوأ فيلم وأسوأ مخرج.. وهكذا. تخيلوا (مجرد خيال) أن لدينا مهرجانًا محليًا مشابهًا لمهرجان الأسوأ: نرشح فيه أسوأ وزارة، وأسوأ إدارة، وأسوأ هيئة وطنية، وأسوأ أمين أمانة، وأسوأ جامعة، وأسوأ مشروع، وأسوأ تصريح لمسؤول خلال هذا العام، وأسوأ قرار، وأسوأ... أي شيء يخطر على بالك!
أظن -والله أعلم- أنه ستكون هناك منافسة شديدة في الفئات كافة، وإن كانت هوليوود تكتفي عند كل فئة بخمسة مرشحين للحصول على الجائزة.. فلدينا الأمر سيختلف لتتجاوز كل فئة أكثر من عشرة مرشحين لنيل الجائزة!
وسيحتار “النقاد” كثيرًا خلال فرز السيئ، والأسوأ، والسيئ جدًا، وبالغ السوء!
بل انك ستجد وزارات تفعل مثلما فعل فيلم التايتنك أو القلب الشجاع و“تكحش” كل الجوائز لوحدها.. وسيكتب على واجهة مبناها وفي أوراقها الرسمية عبارة مثل “حائزة على ثماني جوائز أوسكار”:
ـ جائزة الأوسكار لأسوأ وزارة/ إخراج وتمثيل.
ـ جائزة الأوسكار لأسوأ مشروع/ إنتاج.
ـ جائزة الأوسكار لأسوأ تصريح/ سيناريو.
ـ جائزة الأوسكار لأسوأ زيارة “مفاجئة”/ موسيقى تصويرية.. وستحجب الجائزة لأن الموسيقى حرام.
(2)
هذه بعض الأسماء التي يرى النقاد وبعض المراقبين أنها مرشحة وبقوة
للحصول على بعض الجوائز:
هيئة الاستثمار، وزارة الصحة، مطار الملك عبدالعزيز، وزارة الخدمة المدنية، أمانة جدة، وزارة التربية والتعليم، الخطوط السعودية، تصريح رئيس حماية المستهلك، القطار والملعب، ساهر، وزارة المياه والكهرباء، جامعة الملك سعود... والقائمة تطول، والتنافس على أشده!
(3)
قبل الانترنت والمواقع الالكترونية للصحف كان يكتفي القارئ بدوره كمتلقٍ فقط.. الآن القارئ شريك في كتابة النص (خاصة إذا كان يعنى بأمور حياته اليومية) ويستطيع بتداخله وتعليقه ونقله للمقالة أن يجعلها مؤثرة أكثر. فلنفترض عزيزي القارئ أن هذه المسابقة “الأوسكار المحلي” تفعل مثل بعض المسابقات الأخرى وتفتح المجال للتصويت.. لمن سيذهب صوتك؟
أمامك خياران:
اما أن تحرك “صوتك” ليؤثر بالنتيجة.. ويفوز مرشحك المفضل / أقصد الأسوأ!
أو أن تفوز أنت بأوسكار أسوأ كومبارس!
رغم أنني لا أذكر أي “كومبارس” في التاريخ حصل على جائزة.. حتى جائزة السوء..
الجوائز لا تذهب إلا لأصحاب الأدوار الرئيسية!
-
فاكهة 16 ... الأربعاء 13-10-2010
(أ) أشياء بسيطة من الممكن أن تمنحك الكثير
دون أن تكلفك أي شيء.. منها:
ـ أن تبتسم في وجوه الناس.
(ب) هناك عبارة حكيمة تقول: «إن الحكومة الجائرة خير من الفوضى»
أرجو ألا تقع هذه العبارة في يد حاكم غير حكيم!
(ج) قبل أن تلعن هذا الطابور غير المنظم، تذكر أنك واقف في منتصفه، وأنك جزء من فوضاه.
قبل أن تشتكي من هذا الموظف.. تذكر أنه في مكتبك في هذه اللحظة مراجع ينتظر عودتك!
قبل أن تلعن «المرتشي».. تذكر أن الحديث لعن «الراشي» قبله.
قبل أن تتذمر من هذا الشارع (وأخلاقه وتصرفاته) تذكر أنك من سكانه!
(د) قال متذمرًا:
ألا ترى أن أنصاف الموهوبين يخطفون الأضواء؟
قلت له:
الألعاب النارية - مهما كانت باهرة ومضيئة - لحظات وتنطفئ.
وحدها النجوم الحقيقية تبقى مضيئة في السماء.
(هـ) كانت تعزف على البيانو..
وكنت طوال الوقت أحاول أن أعرف من أين تنبعث الموسيقى:
ـ من أصابع البيانو، أم من أصابعها؟!
(و) أكبر خطأ في التربية أن نحاول تحقيق أحلامنا عبر أولادنا
الصواب: أن نحاول اكتشاف أحلامهم ونساعدهم على تحقيقها.
(ز) فـاكهـة مجففـة:
ـ «العتب: صابون القلوب».. ولكن لا تـُكثر من استعماله..
لأنه يسبب الجفاف وتشقق الروح!
ـ كثير من الناس لا يبحثون عن الحقيقة.. قدر بحثهم
عن «الكذبة» التي تسعدهم وتشعرهم بالرضا.
-
شكرا للاتصالات السعودية السبت 16-10-2010
كتبت سابقًا : اعتدنا -أو عوّدنا الإعلام العربي - على أن أخبار الفضائح هي الأكثر رواجًا.. وأن الكاتب الشجاع هو الذي يبحث عن (أخطاء) المسؤولين، ولا يبحث عمّا يفعلونه من (صواب).. لأن القارئ -في هذه اللحظة التي سيكتب الكاتب فيها عن حسناتهم- سيشكك في نزاهته وجرأته، كأن مهمة الكاتب الأهم هي: فضح وشتم وهجاء من يستحقون الهجاء.. فقط، وأنه (لا يليق) بالكاتب المحترم: مدح من يستحقون المديح لأن هذا سيخلق له شبهة ما!
أقول هذا الكلام وأنا أرى شركة وطنية ضخمة مثل شركة الاتصالات السعودية تقوم بعمل اجتماعي رائع -وتسنّ سنة حسنة لبقية الشركات الضخمة- وذلك عندما قررت التبرع بأكثر من 100 مليون ريال لبناء عدة مراكز صحية في مختلف أنحاء البلاد.
ألا تستحق الاتصالات السعودية -عندما تبادر بمثل هذا العمل الرائع- أن نقول لها: شكراً؟
والسؤال الأهم:
متى نسمع عن مشاريع مماثلة لشركات ضخمة مثل: أرامكو ـ بن لادن ـ سابك ـ سعودي أوجيه ـ والبنوك.. وبقية المؤسسات والشركات الضخمة صاحبة المليارات العابرة للقارات؟!
لا نريد أن نظلمهم:
ـ هناك من بينهم من تبرّع لبناء المساكن في أمريكا لمن تضرر من إعصار كاترينا!
ـ وهناك من ذهبت تبرعاته لطرابلس وصيدا (يا دليّ ما ألطفهن)!
ـ وهناك من قام بسفلتة شوارع حضرموت ونسي أن يتبرع ولو بنافورة لأحد شوارع جدة!
وكل هؤلاء أتت أموالهم من قلب هذه الأرض، ومن الفرص التي منحتها لهم هذه الأرض، ونسوا أن أهل هذه الأرض لهم حق -ولو بجزء بسيط- من زكواتهم المليارية.
طبعا هؤلاء لم يسمعوا بمركز « الهلالية» في الوسطى ولا « العويقيلة » في الشمال.. تلك التي يسافر أهلها 300 كيلومتر ذهابا إيابا لتلقي العلاج.. الاتصالات السعودية سمعت بهم: بالأمس افتتحت مركزها الصحي في « الهلالية» وغدا تفتتح مركزا آخر في « العويقيلة» وقريبا تتجه جنوبا وشرقا وغربا لتفتتح المزيد من المراكز عبر برنامجها الرائع « برنامج الوفاء الصحي» .. ألا تستحق بعد هذا أن نقول لها : « شكرا » .. شكرا كبيرة بحجم هذه البلاد.
* أما بعد:
كل الكلام المكتوب أعلاه لا يلغي حقيقة أن هنالك شيئا اسمه أجهزة دولة من مهامها الأساسية توفير العلاج والتعليم -وأشياء أخرى للمواطن- ولكن.. هذا حديث آخر!
-
مواطن وجني ... الإثنين 18-10-2010
يحكى أن أحد المواطنين كان يتمشى (في أمان الله) فوجد فانوسًا قديمًا ملقى على الأرض، فأخذه ومسح التراب عنه.. لحظتها خرج له الجني قائلًا (على طريقة المسلسلات المصرية القديمة): شبيك لبيك.. خادم المصباح بين يديك
نظر له المواطن باستهزاء وقال له ساخرًا: أستغفر الله.. هالحين ضاقت عليك يوم تسكن بفانوس!
قال الجني بامتعاض: يعني وين تبيني أسكن؟.. الاجارات نار.. والصندوق العقاري مقدم عليه من عشرين سنة.. ولسه أنتظر دوري!
قال المواطن بيأس: وأنا اللي فرحان إني لقيتك.. أجل “شبيك لبيك” على أيش؟!
قال الجني: خليها على الله.. يا إنسي.. إلى هذا اليوم أبحث عن أي وظيفة لولدي العاطل.. وأمي سيدة من سيدات الجان مريضة منذ عام ولم أترك أحدًا من طحاطيح الجان إلا وتوسطت به لنقلها لإحدى المستشفيات الكبيرة.. ولكن.. دائما الإجابة “لا يوجد سرير”!
قال المواطن: شكلك ما تنفع مع وزارة الصحة.. ممكن أرسلك لوزارة التربية والتعليم؟
قال الجني: الله يخليك.. بلاش إحراج.. شف لي وزير وبس.. وزير وأمير مرة وحده هذي صعبة.
قال المواطن: طيب.. تقدر تتدخل وترخص سعر الطماطم؟
قال الجني: ممكن.. لكن رئيس جمعية حماية المستهلك مسافر في انتداب إلى جزر فيجي.. أرسله خلف الحربي يشوف أسعار الكوسة هناك!
قال المواطن: والله منت بسهل.
قال الجني بزهو بعد أن استعاد ثقته بنفسه: ولو؟
قال المواطن: يعني كم طلب أطلب؟
قال الجني: زي كل القصص الخرافية اللي زي قصتنا.. لك ثلاثة طلبات
قال المواطن: خير.. خير..
وأخذ المواطن الإنسي يعدد طلباته / أحلامه:
- أريد حرية تعبير مكفولة للجميع من أقصى اليسار إلى أقصى اليمين.
- أريد أن تتم محاسبة كل مسؤول يخطئ أو يقصّر بعمله.
- أريد مجلس شورى لنا رأي فيه، وحربًا حقيقية ضد الفساد، وقضاء نزيهًا، و...
صرخ الجني: لحظة.. لحظة..
قال المواطن: ليه؟.. كثـّرت الطلبات؟!
قال الجني: لا.. تجاوزت كل الخطوط، وطلباتك حمراء فاقع لونها!
قال المواطن: أقول “وش ترجع”؟.. من أي الجان أنت؟
قال الجني: سعودي طال عمرك.. إلا ما ألقى عندك خمسمية ريال سلف لآخر الشهر؟
ولحظتها عاد الجني إلى فانوسه وهو يغني مع عبدالحليم: طريقك مسدود .. مسدود .. مسدود!
وتوته توته.. خلصت الحدوته.
-
فاكهة الشتاء الماضي ... 20-10-2010
للأفكار الرائعة أجنحة، تجعلها تُحلّق في كل السماوات
وتغرّد على شبابيك البيوت المغلقة.
لن يستطيع كل هواة «القنص» اصطيادها.. أو قتلها !
(أ)
الماء والهواء: أرخص الأشياء على هذا الكوكب.. وأغلاها أيضا.
فكروا بأنفسكم.. تلفتوا حولكم.. ستكتشفوا أن لديكم الكثير من الأشياء الثمينة التي تظنون أنها رخيصة.. ولكنها غالية جدا.
مشكلتنا أننا لا ننتبه - ولا نحتفي - بالأشياء التي بين أيدينا..
لأننا مشغولون بالأشياء التي بين أيدي الآخرين !
(ب)
الذي حدث وبكل بساطة:
أن ساعة المنبه لم تعمل في ذلك الصباح
ففاتته الرحلة في الطائرة التي انفجرت بعد
إقلاعها بدقائق..
- هل أخطأه الموت؟
- لا.. أصابته الحياة!
(ج)
اللون الرمادي: لونٌ بلا لون!
كل لون له موقف..
وحده «الرمادي» بلا موقف..
هو: لون جبان .. يدّعي بأنه: لون محايد !
اختر لونك الواضح..
حتى تراك الحياة بشكل جيّد..
و.. دع عنك «الحياد» الكاذب!
(د)
أن تكذب على طفل ثيابه مُتسخة، وتقول: «الله.. ما أجمل ثيابك» أفضل ألف مرة من أن تكون صادقا ً معه.
وكذلك الأمر مع المرأة !
(هـ)
يُقال: (بنات أفكاره)..
ألا يوجد لأفكاره (أبناء) أيضاً؟
هل «الفكرة» أنثى؟.. أنا أراها كذلك..
لأنها كل مساء تراودني عن نفسها!
(و)
يُبدل أفكاره ومواقفه مثلما يُبدل أحذيته.. لهذا يمشي برأس حافِِ!.
(ز)
لا تحاكموا التفاحة الفاسدة.. وتنسوا: الشجرة التي أثمرتها!
-
أشياء طبيعية .. أشياء غير طبيعية ... السبت 23-10-2010
(1)
طبيعي جدًا: أن يتصل عليك أحد المعارف من الذين يظنون أنهم “يمونون” عليك (حتى وإن كان توقيت الاتصال متأخرًا) ليسألك عن مسألة ثقافية هامة، وذلك لفرط ثقته بك وبمعرفتك.
غير الطبيعي أن يكون السؤال من نوعية: من الذي غنى “القوس قوسك والسهام سهامك” قبل الآخر.. عبدالمجيد عبدالله أم عيضة المنهالي.. ومن هو صاحب الأغنية الأساسي؟!
ولأن السؤال يُعنى بشأن ثقافي عظيم.. فعليك أن تبتكر له إجابة بهذا الشكل:
(أخبرني عبدالله بالخير أنها في الأصل تعود لشعبان عبدالرحيم والاثنين سطوا عليها)
وذلك في محاولة أخيرة منك للقضاء على آخر جينات الوعي في رأسه.. الفارغ أصلًا!
(2)
طبيعي جدًا أن يأتي أي مسؤول علاقات عامة في أي وزارة ليبرر لك خطأ وزارته ويحوله -بقدرة قادر- إلى صواب.
غير الطبيعي: أنه لا يزال هنالك مواطن يُصدق تصريحات مسؤولي العلاقات العامة!
(3)
طبيعي جدًا: أن تتحدث صحافتنا عن الثمرة الفاسدة.
طبيعي “نوعا ما”: أن تتحدث عن الشجرة الفاسدة.
غير الطبيعي: أن تتحدث عن البذرة الفاسدة.
(4)
طبيعي جدًا: ألّا يحب القارئ ما تكتبه.. أو يختلف معه.. أو يرفضه ويرفضك.
غير الطبيعي: هي محاولاته الدؤوبة لتحويلك إلى فقرة في برنامج “ما يطلبه القراء”!
(5)
طبيعي جدًا: أن يجتمع الناس حول “الضجيج”.
غير الطبيعي: أن يُصنع “الضجيج الوهمي” باحترافية عالية -وعلى أيدي خبراء- ويصدقه الناس.. ويجتمعون حوله!
(6)
طبيعي جدًا: أن كل مرحلة تنتج “نجومها” المزيفة.
غير الطبيعي: أن تنتهي هذه المرحلة ولا تنطفئ هذه النجوم!
(7)
طبيعي جدًا: أن أكتب مثل هذا المقال.
غير الطبيعي: أن يُمنع من النشر..
فأنا لم أتحدث عن البذرة الفاسدة بشكل يدعو للقلق!
ولم أسمي أسماء “النجوم” المزيفة.
ولم أؤشر إلى مصدر “الضجيج الوهمي” أو جهته.. ولم أحدد أشكاله المتعددة!.
-
راقي لكل مسؤول .. الاثنين 25-10-2010
عبر جولة صغيرة في الفضاء الإلكتروني اكتشفتُ أن القرّاء في الإنترنت خلطوا بين “جنيي المنتف”، والوارد ذكره في مقالة (مواطن.. وجني)، وبين الجني “النصّاب”، والذي تلبّس القاضي “الشريف”! رغم أنني أخرجتُ “جنيي” من فانوسه قبل أن يُخرج الراقي الجني من القاضي.. ويا لها من مصادفة تاريخية، جعلت أخبار الجن تتسيّد المشهد المحلي! (المشهد بكافة أبطاله بحاجة إلى الذهاب لأقرب عيادة نفسية)؛ لهذا.. لا بد من توضيح التالي؛ لكي لا يختلط عليكم الأمر بين الجنيين :
(1)
جنيي منتف وطفران.
جني القضاء يوجد في رصيده عشرات الملايين.
(2)
جنيي ساكن فانوس.
جني القضاء ساكن قاضٍ فخم.
وهناك احتمال أن لديه الكثير من “المساكن” الفخمة في البلد!
(3)
جنيي إذا فكر “يتلبّس” إنسيًّا.. فأكبر طموحاته مواطن مرتبة رابعة.
جني القضاء لا يقبل أقل من المرتبة العاشرة!
(4)
جنيي إذا تنحنح، وشد حيله، وتشيطن.. أكثر ما يفعله: فكرة مقالة جديدة / قصة قصيرة / سطر من الشعر..
جني القضاء شيطنة صغيرة منه تجلب إلى حسابك عشرات الملايين.
(5)
من هذا المنبر أدعو كل المخلصين لاستقدام مئات الآلاف من “الرقاة” وذلك ليقرؤوا على البلد من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب، ومن الساحل الشرقي حتى الساحل الغربي.. ويا إلهي على “الجن اللي يبون يطلعون”.. ستكتشف فجأة أنك في (حفلة زار)!!
(6)
تحاول أن تسخر.. وتكتشف أن الواقع أكثر سخرية!
ما يحدث عندنا / لنا / فينا هو أشبه بكوميديا سوداء.. ضاحكة حد البكاء.
* تنبيه لمن يهمه الأمر:
عند كتابتي لهذا المقال “تلبّسني” جنيٌّ أصفهانيٌّ، أخواله من موزنبيق، وقام بمشاركتي بالكتابة، ولست مسؤولاً عن أي فقرة خارجة عن النص! لذا وجب التنويه
-
فاكهة 17 ... الأربعاء 27-10-2010
(أ)
الانتصارات تمنحك البهجة.
الهزائم تمنحك الحكمة.
البهجة لحظات وتنطفئ.
الحكمة تضيء إلى الأبد.
(ب)
بعض الأشياء.. اقترابك منها يجعلك تراها بوضوح.
وبعض الأشياء.. ابتعد عنها لكي تراها بشكل أوضح!
(ج)
اللمسة – أحياناً – تقول أكثر مما تقوله الهمسة.
*****
عند المصافحة:
لا تجعل أصابعك تثرثر أكثر من اللازم!
*****
هناك أصابع سيئة ترتكب الحركات البذيئة.
وهناك أصابع رائعة تبتكر اللمسة الساحرة.
وهناك أصابع نبيلة تمسح على رأس اليتيم.
وهناك أصابع عاشقة تتسلل إلى كل الأماكن الخفيّة
(برشاقة وخفة اللص الظريف) لتزرع في كل خليّة
بستانًا من العنب.
*****
النار: حجر يلمس حجر
الماء: غيمة تلمس غيمة.
(د)
ستقول لنفسك مبرراً تخاذلك:
أنا لم أجلب هذه البذور الفاسدة.
أنا لم أشارك في زراعة هذه الشجرة الفاسدة.
أنا لم أعمل في حراسة هذا البستان الفاسد.
وسيقول لك التاريخ:
أنت لم تشارك في نزع هذه الشجرة الفاسدة.
أنت لم تنبه الناس لكي لا يتناولوا فاكهتها الفاسدة.
أنت مثل الشجرة.. «فاسد» بشكل ما !
(هـ)
عندما ضحكت يا سيدتي في تلك الحفلة..
ارتبك « فني الإضاءة»..
ولم يستطع أن يتحكم بالضوء الذي غمر القاعة!
(و)
كل الفنون تحلم أن تصل إلى الموسيقى.
كل الكلمات تحلم أن تتحول إلى شعر.
(ز)
بعض المشاعر لا تُقال.. وإذا حاولنا أن نقولها.. قتلناها !
أو على أقل تقدير: نقوم بتشويهها، لأننا مهما امتلكنا من اللغة
لا نستطيع الوصول إليها
-
الكاتب القدير محمد الرطيات متوقف حاليا عن الكتابة في صحيفة المدينة ...
وقد جلبت لكم بعض قديمه .. من موقعه الشخصي ...
.
.
.
(1)
وكل مسألة فيها قولان .. إلا " هليّل " !
فعندما يأتي ذكره ، تسمع ألف قول وقول .
نسبه ؟.. هناك من يقول أنه من قبيلة لا شأن لها بين القبائل ، وهناك من يقول أنه أتى نتيجة علاقة آثمة ، وهناك من يقول أنه من بقايا " الأرمن " الذين نجوا من مذابح " الأتراك " ، وهناك من يبتكر رواية رابعة لا تقلّ في الخيال و الحبكة والاثارة عن الروايات السابقة !
تنظر إليه ، وتـُصيبك الحيرة : هل هو أبيض أم أسود ؟!
نغمة صوته تقول لك أنه أسود ، وكذلك شكل الشفتين . بقية التفاصيل في ملامح وجهه تقول أنه أبيض ، لونه يقف ما بين اللونين !
عمره ؟.. هناك من يقول أنه بعمر مدينتنا الصغيرة ، وهناك من يُقسم بأنه أكبر منها قليلا !
الأكيد أننا ولدنا وهو موجود ، وعندما نسأل من سبقونا من " الشيبان " الأكبر سنا ً ، يقولون لنا :
نذكر وجوده بيننا .. ولكننا لا نتذكـّر من أين أتى ومتى أتى !
ما يزال الناس يتذكرون بعض " أقواله " وكأنها نبؤات ، أو عبارات لحكيم :
" باكر تجيكم عاصفة من غرب ، اللي مات يحمد ربه ، والحي يتمنى لو أنه ما أنولد ! "
أستعادت الناس عبارته تلك قبل فترة ، عندما هاجت الصحراء على أطراف مدينتنا ، وأصابتها نوبة من نوبات الغضب . يرددون هذا القول وهم يضحكون في العلن ، وكأنهم يسخرون من العبارة وصاحبها، ولكنهم مرعوبون في السر ، ويدعون الله بهمس أن لا تكون تلك " عاصفة هليّل " !
وهذا ما حدث عند الحرب على العراق ، أستعادوا عبارته التي يقول فيها :
" شقر الشعور ، زرق العيون ، باكر يجون ! "
وكم من مرة يسيّسون ما يقوله " هليّل " ، وكم من حادثة يحورونها قليلا ً لكي تكون ملائمة لإحدى عباراته .
كان يدخل البيوت ( حتى تلك المحافظة جدا ً ) دون أستئذان ، والنساء اللواتي لا يكشفن وجوههن للغرباء .. يكشفن أمام " هليّل " كأنه أحد الأقارب !
يمازحهن ، ويغني لهن بعض الأبيات من قصيدة عاميّة ( يُقال أنها له ، ويُقال أنها كُتبت في حبيبة سريّة لا يعرفها أحد ) بل أنه يتجاوز أحيانا ً ويقول لهن ما هو فاحش من الشعر ، وقبل أن تأتي ردة فعلهن الغاضبة لجرأته ، يلتفت إلى الصغار ويصرخ " فررررر" .. ويقوم بلف شماغه الممزق من جهة الأذنين على شكل اذان ذئب ، ويطاردهم في باحة المنزل ، ويقوم ببعض الحركات الضاحكة التي تُضحك الاطفال ... والنساء أيضا ، واللواتي وسط ضجيج المشهد والمرح ينسين ما قاله قبل قليل في قصيدته عن : النهد والخصر والضم في ليالي الشتاء الباردة !
طبعا ً .. لا يخرج إلا بعد أن يتناول الغداء مع أهل البيت ، وذلك بأصرار من " الرجال " عندما يعلمون بوجوده ، بالأضافة إلى حصوله على كيس يحتوي على بعض المعلبات والخبز ، وكيس آخر فيه بعض الملابس .. ويقبل أي شيء من الملابس ولأي موسم .. عدا الاحذية فهو لا يقبلها ، ويفضّل أن يمشي حافيا ً .
عندما نلتقي معه في الشارع ، وذلك بعد خروجه من أحد المنازل ، نسأله عن أبنتهم الحسناء " هل رأيتها " ؟.. " وش كانت لابسه " ؟.. " هي حلوة يا هليّل " ؟.. كان يغضب من أسئلتنا ، فهو يرفض أن يتحدث عن نساء أي بيت يدخله ، وكنا نعرف كيف نطفيء هذا الغضب ، ونستر أنفسنا لكي لا يفضحنا أمام أحد أخوتها .. وذلك بــ "خمسة ريالات " .. وما أسوأ حظك إن لم يكن لديك ورقة نقدية من فئة " الخمس ريالات " .. سيصرخ بأعلى صوته بأنك بخيل بالاضافة إلى بعض الصفات السيئة الاخرى .
كنا نسمـّيها " خمسة الازمات " وأحيانا ً " خمسة هليّل " .. نضعها في جيوبنا أحتياطا ً ، فمن الممكن أن نلتقي به في أي شارع و يطلب : " هات خمسة ريال "... تريد أن تعطيه " عشرة " ، أو " خمسين " ، او حتى " مائة " حتى تسلم من الفضيحة .. ولكنه لا يقبل !.. أما " خمسة " ، أو الفضيحة !
حتى أصحاب البقالات عندما يأتي " هليّل " إليهم .. من الممكن أن يأخذ ما سعره أكثر من خمسة بخمسة ريالات فقط .. لأنه دائما ً ما يحدث العكس أيضا ً فيأخذ ما قيمته أقل من خمسة ولا يقبل أن يأخذ الباقي .. كأن محفظته المهترئة والصغيرة لم تـُصنع إلا لحمل الخمسات !
يحكون عنه بعض الحكايات الخرافية ..
فهناك من يقول أنه شاهده في إحدى الليالي على أطراف المدينة ، في الصحراء ، حوله الكثير من النيران المشتعلة ، وأنه سمع أصوات أناس لا يراهم ، وكان " هليّل " وحده يغني ويرقص .. وتُروى مرة أخرى مع أضافة سماع أصوات الطبول !
ويحدث أن شخصين يرويان أنهما شاهداه في مكانين مختلفين في نفس الوقت !
وأصحاب هذه الروايات ، هم في الغالب من يروّج لنظرية أن " هليّل " جني .. وليس أنسي !
(2)
" هليّل " مات ..
ومدينتنا أصبحت بلا طعم بغيابه .
بل أن كل مدينة لا يُوجد فيها " هليّل " هي مدينة ناقصة .
(3)
حتى هذا اليوم – وبعد سنوات من موته – هناك من يقول أنه رآه البارحة !
محمد الرطيان
-
غرائب سعودية ... مس جن ومس كهربائي
(1)
«شايفين الهنا اللي إحنا فيه؟!»
جلد وسجن صحفي سعودي.. والتهمة:
كشفه لأحد الأسرار القومية الخطيرة للبلد، وتسريبها للرأي العام العالمي..
والسر هو: انقطاع الكهرباء المتكرر عن بلدته!
أقول يا زميل: احمد ربك اللي ما شنقوك، أو على الأقل مؤبد!.. فيه أحد يصل به التهور إلى هذه الدرجة التي تجعله يقول مثل هذا الكلام الخطير وغير المسؤول؟.. عليك أن تلتزم بالأخلاق الكهربائية.
(2)
مثل هذا الخبر ستجده في صحف العالم في صفحة الطرائف والغرائب والعجائب. وفي الفترة الأخيرة لا يفوت أسبوع إلاّ ونأخذ موقعنا المناسب في مثل هذه الصفحات، لندهش العالم بأخبارنا العجيبة.. والتي تجعل أي متابع يسأل: «هذولا وين عايشين»؟!
(3)
قبل هذا الخبر، ومع أحكام الجلد، كنت أتساءل:
ما هي الأداة المستخدمة لجلد المواطن؟
هل هي العصا.. أم السوط؟
ولأن القضاء تطور، فأظن أنه في مثل هذه القضية الكهربائية، ستكون أداة الجلد: سلك كهرباء من القياس المتوسط. وعندها لا بد من ربط المواطن في «عامود كهرباء» عند جلده!
(4)
في السابق كنا نتحسس رؤوسنا بحثًا عن فكرة جديدة لنكتب عنها.
الآن -الإعلامي السعودي- يتحسس ظهره خوفًا من 50 جلدة قادمة لا يعرف سببها.
وسنبدأ بمراجعة ما كتبناه سابقًا:
فمَن كتب عن الخدمات الصحية سيُجلد بسماعة الطبيب، ومَن كتب عن الطيران المدني سيُجلد بـ«حزام» أتخن مضيف جوي، ومَن كتب عن هيئة الاستثمار سيُجلد بـ 50 تصريحًا يرفع الضغط بعد أن يربط بعامود خرسانة أسمنتية هو الوحيد الذي تم إنجازه من مدينة اقتصادية تحت الإنشاء!
وبهذا الشكل يتطوّر القضاء السعودي، وتتطور أحكامه.. وأدوات جلده!
(5)
يا وزارة العدل.. يا سادة يا كرام:
لماذا هذا الإصرار على أحكام «الجلد» في أي قضية مهما كانت تافهة وصغيرة، وفي غير حدود الله؟ ألا ترون بأن «جلد» إنسان في مكان عام -أو حتى في غرفة مغلقة- هو شيء فيه الكثير من المهانة، والذلة له؟
القانون لم يأتِ لينتزع كرامتي.. القانون أتى ليحفظ كرامتي، ويحافظ على حقوقي.
فهل هذا ما نفعله مع الإنسان السعودي؟!
(6)
ما أكثر الهيئات، والجمعيات، والمؤسسات المحلية، والتي تم إنشاؤها فقط لـ«الزينة»!
«هيئة الصحافيين السعوديين» منذ تأسيسها لم تصدر أيّ بيان تضامني مع أي إعلامي سعودي.. بل إنها لم تتضامن مع أي شيء، في أي شيء، حول أي شيء.. باستثناء حالة واحدة فقط لا غير، أعلنت فيها تضامنها مع الإعلامية اللبنانية «مي شدياق».
ويُقال إنه -بخصوص هذه القضية التي نتحدث عنها الآن- حدثت «خناقة» كبيرة في الهيئة بين فريق (نبي نصدر بيان)، وفريق (حنّا وش دخلنا)، وبعد شد وجذب، وأخذ ورد انتصر فريق (حنّا وش دخلنا).. وهكذا تعثّر صدور هذا البيان التاريخي. أصفه بـ «التاريخي»؛ لأنه -لو صدر- سيكون ثاني بيان في تاريخ الهيئة منذ تأسيسها.. أي بمعدل بيان لكل مجلس! «والله يتعبون حيل الزملاء هناك.. الله يعينهم ويقوّيهم»!
لهذا، سأعلن لوحدي تضامني مع الزميل فهد الجخيدب، المحكوم عليه بالجلد؛ لأنه تهوّر وقال: (الكهرباء انقطعت)! ورفضي لأي مس كهربائي يصيب أي مواطن سعودي؛ لأنه قال ما يجب أن يُقال.
-
فاكهة 18.....
فاكهة ـ 18
(أ)
حتى العقل يحتاج إلى تمرين..
لا تجعل عقلك يفقد لياقته.
(ب)
الأساور: قيود أنيقة.
ربطة العنق: مشنقة صغيرة.. وجميلة!
القفازات: حتى وإن كانت مصنوعة من الحرير..
لن تكون أجمل وأصدق من الكف الحرة العارية.
(ج)
عندما يفسد “المسؤول” .. يفسد “الشعب”.
عندما يخترق المسؤول النظام ويتجاوزه..
ستصبح “الفوضى” هي النظام الوحيد الذي يتحكم بالناس.
عندما يكون هنالك مسؤول مرتشٍ.. سينجز الناس أعمالهم بالرشوة، وبعد فترة يرونها أمرًا طبيعيًّا.
وأنا لا يرعبني فساد المسؤول.. فهو -ذات يوم- سيتغيّر.. ولكن يرعبني أنه يُنتج بالنهاية فساد الشارع وأهله!
(د)
الإنسان: كائن متوحش!
لم تهذبه الحضارة.. بل كبح جماحه القانون، وروّضته الأنظمة الصارمة.
ما أن تعم الفوضى إلاّ ويعود ليمارس وحشيته.
(هـ)
في الزحام تتشابه الوجوه.. والأصوات كذلك!
ـ احذر من الحديث وسط الضجة..
ستضيع كلماتك الجيدة بين أمواج الكلمات الرديئة.
(و)
دعه أولاً يرى هذه “الشمس”.
ويتفق معك على أنها “الشمس”.
ثم، بعد هذا، حاول أن تقنعه بهذا “الضوء” المنبعث منها.
(ز)
عجيبون نحن: نخجل من الحب.. ولا نخجل من الكره!
-
عيد المتنبي وكافور : كآبة ...
(1)
(عيد بأيّة حال عدت يا عيد؟)..
هذا السؤال الكئيب هو الشطر الأول من أول بيت من قصيدة لسيّد الشعر العربي “المتنبي”.. من تلك القصيدة التي تطفح بالألفاظ العنصرية البغيضة، والتي كتبها هجاء لحاكم مصر “كافور الإخشيدي”.
هذا البيت يكاد أن يكون أشهر أبيات المتنبي.. رغم أنه: أكثرها كآبة، وأقلها شعرًا.. ومع هذا لا يأتي “عيد” إلاّ وتأتي ثلة من الكُتّاب العرب لتستعيده و“تعكنن” مزاجنا ومزاج أهالينا أيضًا !
هم كئيبون بالفطرة، وليتهم اكتفوا بالكآبة لأنفسهم، بل يريدون أن يصيبونا بعدوى الكآبة.. ومتى؟ في العيد.. يا ساتر عليكم! انتهت الأفكار؟ كل عيد (عيد بأيّة حال عدت يا عيد)؟!
ثم .. ما دخلنا نحن باختلاف وجهات النظر بين السيد “المتنبي” وفخامة الرئيس “كافور”؟
وما هي مطالب الشاعر والمثقف من فخامة الرئيس:
ـ هل طلب منه تفعيل مؤسسات المجتمع المدني؟ لا.
ـ هل طلب منه إنشاء جمعية لحقوق الإنسان الإخشيدي؟ لا.
ـ هل يعتب عليه لعدم فصل سلطة القضاء عن الحكومة؟ لا.
كل ما كان يطلبه “شرهه” أعطية، أو إمارة في “الفيّوم”، أو على الأقل: يرسّي عليه أحد المشاريع الكبرى!
ولأن كافور قال له: “ده بعدك”! قام المتنبي بكتابة هذه القصيدة، والتي من خلالها مسح الإخشيدي ببلاط قصره!
(2)
الزملاء الكرام.. زملاء الحرف:
العيد: فرح، ومحبة.
العيد: شيكولاتة تذوب في فم طفل.
العيد: فرحة أطفال الأثرياء، وأطفال الطبقة المتوسطة، وأطفال الفقراء بثيابهم الجديدة.
العيد: فرصة لترميم ما تهدّم من علاقاتنا مع الأقارب والأصدقاء.
العيد: إجازة من الركض اليومي في هذه الحياة، نستعيد خلالها إنسانيتنا ومحبتنا لمن حولنا.
العيد: لعبة.. ابتهجت لبهجة الطفل الذي يقلبها بين يديه!
العيد: يوم مثل بقية الأيام.. نحن الذين نجعله مميّزًا بكميات الفرح المنبعثة من أرواحنا الطيبة.
فالله يرضى عليكم، ويستر على زواياكم من المنع، وأقلامكم من الكسر، فكّونا من (عيد بأيّة حال عدت يا عيد)، وابحثوا عن أي شيء آخر تكتبون عنه بعيدًا عن المتنبي، وكافور، والاحتباس الحراري، والاختلاط، والتكشير، والكاشيرات!!
و.. كل عام وكل الناس بخير.
-
فن ولعب وكتابة ... السبت 20/11/2010
أمّا بعد:
كل الفنون والآداب بإمكانك أن تحقنها بالأيديولوجيا، ومهما كانت رائعة وجميلة، ستشوّهها هذه الأيديولوجيا، وتجعلها أقل جمالاً وقيمةً.
كرة القدم: لا يمكنك أن تفعل هذا معها.. حتى وإن ظننت أنك تفعل!
(1)
جميع الفنون والآداب المكتوبة هي بحاجة إلى لغة؛ لكي تصل وتتواصل معها.
وكذلك السينما عندما تأتي من بلد لا تُجيد لغة أهله.. وكذلك المسرح.
القصيدة الرائعة ستصل إليك عبر الترجمة.. ولكنها تصل ناقصة.. تصل وقد خبّأت بعض أسرارها وسحرها في لغتها الأم.
وحدها الموسيقى، واللوحة (والصورة الفوتوغرافية الباهرة) لا يمكن أن تكون اللغة حاجزًا بينك وبينها.. لست بحاجة لمعرفة لغة العازف، أو الرسام، والمصوّر لتتواصل مع نتاجه وتطرب له. بإمكان مقطوعة موسيقية هندية أن تأخذك لأعلى قمة في جبال الهملايا، دون أن تعرف حرفًا واحدًا من لغات الهند المتعددة.
(2)
كل ما فات هو مقدمة للحديث عن كرة القدم!
«كرة القدم”.. هل هي فن أم لعبة؟
وما هي “الفنون” أصلاً؟.. أليست ألعابًا باهرة ومدهشة؟
كرة القدم: فن ولعبة.. وشيء من الهندسة!
هي اللعبة الأكثر جماهيرية على هذا الكوكب.. ولا أظن -على مدى التاريخ البشري- ولدى مختلف الشعوب، حظيت “لعبة” مثلما حظيت به كرة القدم من متابعة وجماهيرية.
(3)
ومثل الموسيقى تمامًا: أنت لست بحاجة لأن تجيد الإسبانية حتى تطرب لأداء السحرة في “ريال مدريد”، وهم يعزفون أحلى الأغاني على المسرح / الملعب.
لا تدري: هل هم العازفون أم آلات العزف؟
الأكيد: أنك ستسمع العود العربي بجانب الغيتار الغربي، وبينهما البزق التركي، مع بعض الإيقاعات الإسبانية، والأرجنتينية، تصاحبها رقصة الفلامنكو البرازيلية.
والآلات الموسيقية -رغم اختلافها واختلاف منابعها- تتآلف.. وتنتج لحنًا ساهرًا.
ولا يكفي هذا.. لا بد من “مايسترو” رائع وداهية يقود هذه الفرقة الموسيقية.. وهل هناك في العالم -الآن- مدرب أكثر دهاء من “مورينيو”؟!
(4)
الزملاء الأعزاء - رفاق الكتابة:
مَن أراد أن يكتب مقالاً جيّدًا عليه أن يتابع مباريات “ريال مدريد”!
أقولها صادقًا.. فمَن يُرد أن يدافع عن فكرته، عليه أن يرى كيف يدافع “كاسياس” عن مرماه بشراسة.. وجمال.
عليك أن تتعلم من “خط الدفاع” كيف يمتص ردود الفعل، و“الهجمات المرتدة”.
عليك أن ترى “لاعبي الوسط” كيف يتحكّمون بمنطقتهم كأنهم قادة عسكريون، ويوزعون التمريرات والعبارات الساحرة، لتبدأ هجمة الفكرة المذهلة.. عليك أن تدخل إلى الورقة بعقلية لاعب الوسط!
عليك أن ترى “أوزيل” كيف يتخلص من “الرقيب”، وكيف يمررها بإتقان إلى “كريستيانو رولاندو”، ويصل إلى ذروة المقال.. ويسجل الهدف!
أنا أتابع “ريال مدريد” كل أسبوع: لأستمتع، وأطوّر مهاراتي الكتابية.
أما قبل:
لو كان هنالك “لعبة” بإمكانها أن توحد البشرية، وتجعلهم ينسون اختلافاتهم الدينية والعرقية، وخلافاتهم السياسية والاقتصادية.. فحتمًا ستكون “كرة القدم”.
-
مسابقة سعودية : اختر الإجابة الفضيحة .... الإثنين 22-11-2010
· عندما يقوم كاتب سعودي بالكتابة عن مؤسسة أو وزارة ما.. وينتقد أداءها وأداء منسوبيها.. ما الذي سيحدث له؟.. اختر الإجابة الصحيحة:
أ - يأتيه اتصال يعطيه “العين الحمراء”.
ب - يطنشونه.
ج - تأتيه دعوة مجانية (محفول مكفول) لحضور إحدى فعاليات المؤسسة.
د - يربونه!.. عبر تفعيل نظرية (الكاتب اللي تجيك منه الريح سدّه وأستريح).
· عندما يحدث خطأ مدوّ من إحدى الجهات.. ما هي ردة فعلهم تجاهه؟.. اختر الإجابة الصحيحة:
أ - يمارسون سياسة “سكتم بكتم” حتى يبعث الله مصيبة أخرى تغطي على مصيبتهم.
ب - “يجحدون”.. أي: ينكرون ما حدث!
ج - يأتي المسؤول ليقول: هذه خصوصية سعودية.. “وش فهمكم بالخصوصية”؟!
د - “ربعنا حليلين” = شعبنا عسل: ينسى بسرعة!
· ما هي القضية التي ناقشها الإعلام السعودي وحازت على “التطنيش” الأكبر من جهة المسؤولين؟.. أختر الإجابة الصحيحة:
أ - قضايا التعليم/ قطار المشاعر/ ارتفاع أسعار الأعلاف/ جني القاضي.
ب - هيئة الاستثمار/ السعودة/ الفقر/ الفساد الإداري/ البطالة.
ج - الصرف الصحي/ “الصرف” غير الصحي/ الصرف من تحت لتحت!
د - الجميع!!
· السؤال الأخير: وبعدين؟
أ - “ولا قبلين”.
ب - ما باليد حيلة.
ج - “الله لا يغيّر علينا”!
د - “ما يضيع حق وراه مطالب”.
-
فاكهة 19 ... الأربعاء 24-11-2010
(أ)
اليد التي تحمل البندقية وترتجف.. يدٌ فارغة !
(ب)
لو سألت أياً من البشر، سواء هؤلاء الذين ينعمون بحياة حرة ويعيشون تحت سقف نظام حر، أو هؤلاء الذين يعيشون في بلاد أشبه بزنزانة.. وقلت لهم: ما هي أحلامكم وطموحاتكم؟
لقال لك الأغلبية منهم: إنهم يحلمون ببيت صغير يضمهم هم وأسرهم، وعمل شريف يعيشون منه، وبلاد تحترم إنسانيتهم وخياراتهم، وتمنحهم حقوقهم.
الغريب، أن أغلب الحكومات في هذا العالم، تنسى هذه الأغلبية – ذات الأحلام الصغيرة – والتي تحلم بـ «بيت» صغير وتنشغل بالأقلية التي تنافسها على «الكرسي».
هل «الكـرسي» أكبر من «البيــت»؟!
(ج)
ـ سأمنحك «حرية الضجيج».
ـ وما «حرية الضجيج» يا سيدي؟
ـ أنت تقول ما تشاء.. وأنا أفعل ما أشاء!
(د)
الحب..
هو أن تعود طفلاً..
يأخذك الماء من يدك، ليعلمك المشي من جديد: «تاتا».. «تاتا»!
يدخل بك عوالم حدّها: اللا حد.
يفتح شباك غرفتك الذي كان يطل على إزعاج الشارع
لتكتشف أنه يطل على ألف بحر وبحر !
يُعطر الفضاء
يخيّل لك أن الأكسجين عاد للتو من حفلة عرس
وأن ثاني أكسيد الكربون أصبح طيباً، وغير خانق!
(هـ)
بعض الأشخاص مثل كتاب رائع وثمين، ولكن غلافه عادي وغير جذاب..
وبعض الأشخاص: غلاف رائع وجذاب.. ومحتوى فارغ!
لا تجعل الغلاف يخدعك عن حقيقة المحتوى.
(و)
«الجماهير» دائما بحاجة إلى «بطل»..
فإن لم تجده في أرض الواقع، رسمته في سماء الخيال!
تصنع له أجنحة خيالية، وتجعله يطير في فضاءات أحلامها
تؤلف عنه الحكايات الخرافية..
وتُسمّي الأولاد باسمه!
(ز)
يمضي «اليوم» ونحن نخطط ونفكر بما سنفعله في «الغد» فلا نعيش اليوم ولا نضمن الغد. لدينا الكثير من الأشياء الرائعة، فلماذا نضيّع الوقت بالأشياء التي ليست لدينا بدلاً من الاستمتاع بما بين أيدينا؟
-
عذرا الكاتب خارج الخدمة مؤقتا ... السبت 27-11-2010
عندما يأتيك اتصال بعد ظهر الجمعة – وأنت تستعد لزيارة صديق – ليخبرك أن مقال السبت أصابته جلطة رقابية مفاجئة ، وعلى إثرها أصاب الشلل أطرافه ، وانه يرقد في العناية المركزة .. وعليك أن تأتي بمقال بديل .
ولضيق الوقت ، عليك أن تستنجد بالزملاء لـ « يسلفك « أحدهم فكرة ما ..
تستنجد بخلف الحربي ، فيقول لك : « منين يا حسرة .. أنا الآن أتجول بشوارع جدة بحثاً عن مقال الغد .
تستنجد بعلي الموسى .. فيقول لك : « اكتب عن المنجزات الحضارية للبلد « .
تستنجد بصالح الشيحي .. فيقول لك : « شوف اقرب مطب في اقرب شارع واكتب عنه إلى أن يفرجها ربك «
تستنجد بداود الشريان .. ويقول لك : « ورا ما تكتب عن جنبلاط أو حزب الله « ؟!
تستنجد بعبدالعزيز قاسم .. فيقترح عليك أن تكتب « عن المرأة الكاشيرة .. بعد أن تمسح هذه التكشيرة من وجهك « .
تستنجد بصالح الطريقي فيقول لك : « شوف أي مقال لأي زميل .. وتهاوش معاه « !
تستنجد بتركي الدخيل فيقول لك مستغربا ً : « من صدقك ؟.. شوف أي خبر في أي صفحة وعلق عليه « .
تستنجد بحصة آل الشيخ فتقترح عليك فكرة « توديك بـ 60 داهية « فتهرب إلى محمد آل الشيخ ليقترح عليك فكرة « توديك بـ 66 داهية « .. بزيادة 6 دواه جديدة !
تستنجد بجمال خاشقجي فيقول لك : « يا عيني عليك يا الرووطيان .. كبسوك صُناع الكوابيس .. وأضاعوا أفكارك !
تستنجد بعبده خال فيقول لك : « ياهووووه .. علينا الكلام هذا يالرطيان ؟ « فلا يعطيك فكرة ولا يصدق انك في مأزق .
تستنجد بمحمد السحيمي فيقول لك : « يا بعد حبي أنا متوقف عن التفكير .. شوف سعد الدوسري يمكن ينفعك « .
تستنجد بحمزة المزيني .. فيبادر هو بالسؤال قبلك : « وش بقى على الوسم يا الرطيان « ؟
تقاطعه : دعنا من الوسم .. ما عندك فكرة مقال .. سلف ؟
يقول لك : اكتب عن مطالع « الهلال « ومنازله ..
تقول له : عناداً فيك سأكتب عن مطالع النصر والاتحاد !
تقول لنفسك : ما يحلها إلا قينان وابن بخيت وبدرية البشر .. ولكن « الهاتف مغلق .. أتصل في وقت لاحق «
*********
تصل إلى هذه النتيجة :
الاعتذار من الصحيفة عن كتابة المقال لهذا اليوم .
والاعتذار الأكبر للقارئ لعدم توفر فكرة مناسبة للكتابة .
-
منتخب بقايا الحجاج ... الاثنين 29-11-2010
ولد تافه وغبي، أراد أن يحصل على بعض الشهرة (مثل شخص تعرّى في الشارع العام)، فقام بوصف منتخبنا الوطني لكرة القدم بـ “بقايا الحجاج” وهذا الولد التافه لا يعلم أن “بقايا الحجاج” هم أحفاد رجال صالحين، عبروا القفار والبحار -في زمن الصعوبات- ليحجوا إلى بيت الله الحرام.. لا يعلم أنهم جزء مهم من نسيج المجتمع السعودي المتنوع والثري.. لا يعلم أن “الحجاج” -عند المسلمين- هي مديح وليست هجاءً. لكل هذا هو ولد تافه وغبي.. وتصريحه هذا أزعج الكثير من العقلاء في بلدنا الحبيب الكويت، أكثر ممّا أزعجنا نحن.. وطبعًا كانت هنالك ثورة من الغضب في بعض الصحف والمواقع الإلكترونية السعودية.. ولكن تعالوا لنتناقش الأمر بهدوء:
“بقايا حجاج” هل ابتكرها هذا الولد التافه، أم أنها نتاج محلي؟!
ألسنا نحن الذين قسمنا مجتمعنا إلى “طرش بحر، وطرش بر” ؟!
ألسنا نحن أصحاب العائلات التي كأنها فولتات كهربائية: خط 110، خط 220؟!
ألسنا نحن الذين ننتقص من حرية الإنسان “الأسود” فقط لأن لونه أسود ؟.. وكأننا نحن الذين نختار ألواننا!
ألسنا نحن الذين نؤلف النكات الوقحة على بعضنا البعض؟
ألسنا نحن الذين “نتكهرب” إذا تحدث أحدهم عن “منطقتنا”؟
ألسنا نحن الذين نصف هذه القبيلة بالهياط، وتلك بالغباء، والثالثة بالنفاق، والرابعة بالنذالة؟
قسمنا بعضنا مناطقيًّا وقبليًّا وطائفيًّا وكهربائيًّا (110/220)، وحتى هاتفيًّا
( 07)، وتألقنا وابتكرنا ألف شكل وصفة عنصرية لنلصقها ببعضنا البعض.. والآن: نغضب لأن ولدًا تافهًا وغبيًّا خارج الحدود قال بعض ما نقوله نحن!
لا تغضبوا أيُّها الأهل..
هذه بعض بضاعتنا العنصرية رُدّت إلينا!
-
حفرة ... الأربعاء 1-12-2010
وجود حفرة في شارع سعودي مكتظ بالمارة.. بإمكانها أن تتحول إلى قضية وطنية ساخنة!
كل ما تحتاجه لهذا الأمر:
- أربعة كُتَّاب (2 بنكهة الفراولة + 2 برائحة دهن العود) وشرارة صغيرة لا يُعرف مصدرها.
- موقع إلكتروني مشبوه.. فيه الكثير من الأعضاء السُذج.
- بيان رمادي!
وهكذا - وخلال أيام - ستصنع شيء من اللا شيء، وستقوم حرب فكرية كبرى بين اليمين واليسار، توزع فيها كافة الاتهامات - وبكافة الأشكال - ولكافة التيارات.
سيأتي من يتطوع لتحليل تربة هذه الحفرة لمعرفة نوعيتها، وسيأتي من يقوم بمناظرة تلفزيونية عنوانها «الحفرة وآفاق المستقبل»، وستقوم حملة عبر «الفيس بوك» شعارها (نعم للحفرة) وأخرى على النقيض شعارها (لا للحفرة).
هناك من سيقول: إن هذه الحفرة «تغريبية».
وهناك من سيرد عليه: بل هي حفرة «إرهابية».
وأنت ستصرخ لوحدك: اردموا هذه الحفرة!
هذا الضجيج سيجعلك تنسى ما يحدث في بقية الشارع: أعمدة الإنارة المطفأة/ انقطاع المياه/ تلك العجوز التي تشحذ على الرصيف/ هذا الولد الذي يشخبط على الجدران/ ما يحدث في بعض البيوت من قصور/ الفوضى التي أصابت اللوحات الإرشادية في الشارع/ ما يحدث على الرصيف من أخطاء...
وأنت تصرخ لوحدك: من الذي «صنع» هذه الحفرة ؟.. وهل فعلتها الطبيعة أم أنها فعل بشري؟.. ولماذا قام بحفرها؟!
والضجيج يأكل أسئلتك التي تمر دون أن ينتبه إليها أحد، فهم مشغولون وقتها باجتماع «رئيس البلدية» مع مستشاريه لإيجاد حل عاجل لهذه الحفرة.. وتبدأ الاقتراحات الفاسدة:
- نصنع جدار خرساني حول الحفرة حتى لا يقع فيها المواطنون، وتكلفته ....
- لا.. نبني جسراً فوق الحفرة يسمح بمرور السيارات حتى لا يتعطل السير، وتكلفته ....
- لا.. نقوم بإزالة البيوت حول الحفرة!
ولحظتها، تصرخ لوحدك ولا أحد يسمع صراخك:
«يا إلهـي.. ما أكثر الحُفر في بلادي»!!
-
حكاية الحياكة ... السبت 4-12-2010
(1)
وثائق ويكيليكس التي أثارت العالم – ولم تهزه – هي أشبه ما تكون بصحيفة صفراء تعتمد على أخبار الفضائح : فهذا زعيم يعشق ممرضته الشقراء ، وآخر فاسد له علاقات بالمافيا ، وآخرون قلقون من برنامج إيران النووي ... لا جديد ، كلها أشياء نعرفها ، وتُقال كل يوم بشكل أو بآخر .. الفرق : أن بعضها كان يُقال بلغة سياسية ناعمة ، وعبر الوثائق قيلت بصراحة وجلافة دون أن تدهن بأي “كريم” سياسي !
وثائق ويكيليكس : سجادة مهترئة !
(2)
الشيء الوحيد الذي وقفت عنده طويلاً – بين كل هذه الوثائق – هي هذه العبارة المدببة والفاتنة :
( أي ثقافة تصبر عدة سنوات لحياكة سجادة حريرية واحدة ..
لديها ثقافة الصبر لصنع القنبلة النووية ! )
منطق سليم ، وموقف سليم ، طرح عبر عبارة سليمة جدا
عبارة رائعة فيها شاعرية وحكمة .. وفيها إنصاف للخصم .
لو كنت رئيس تحرير صحيفة إيرانية لوضعتها في اليوم التالي “مانشيت” في الصفحة الأولى !
عبارة الشيخ “محمد بن زايد” : سجادة فارسية
(3)
لأستاذنا العزيز “سعيد السريحي” عبارة رائعة : ( الترجمة : سجادة مقلوبة !)
هو هنا يتحدث عن ترجمة النص الإبداعي من لغته الأصلية إلى لغة أخرى ، تلك التي لا تستطيع أن تنقل روح النص والتي تبقى مخبأة في لغته الأصلية .
النص السياسي لا يترجم من لغة إلى لغة .. بل من لغة إلى فعل .
الترجمة عند الساسة : انقلاب !
(4)
لا ينافس السجاد الفارسي سوى السجاد التركي الفاخر .. وكذلك الأمر في السياسة :
ألا تلاحظون في الفترة الأخيرة أن “الطربوش” التركي صار أكثر جاذبية من “ العمامة” الإيرانية ؟!
ـ وأين “الكوفية” العربية ؟
ـ ما تزال تـُُنسج في مصنع انجليزي للأشمغة الفاخرة !
(5)
ما الحل ؟
قال الصوت الأول : علينا أن نعود لسجادة الصلاة .
قال الآخر : علينا – قبل هذا – أن نصنع سجادة الصلاة .
قال المشاكس : وعندما ننتهي من صناعتها .. من منكما سيكون “الإمام” ؟!
أهم من السجادة .. السَجّاد .
(6)
السجادة – حتى وإن كانت فارسية فاخرة – في النهاية ستداس بالأقدام !
-
فاكهة 20 ... الإثنين 2010/12/6
(أ)
“الوطن”: ورقة.
“المدينة”: ورقة.
القلم الجيّد أهم من كل الأوراق الفاخرة.
القلم الفاخر هو الذي يمنح الورقة قيمتها.
محمد السحيمي: قلم ساخر.. وفاخر.
(ب)
الدول العظمى تعرف كيف تنجب لاعب كرة ماهرًا، وعالم ذرة.. وترعاهما، وتعرف كيف تبنى المفاعل النووي، والملعب الرائع. الأمم العظيمة.. عظيمة في كل شيء. أمّا البلدان التي تعاني من الخلل.. فتأكد أن الخلل سيصيب كل مناحي الحياة فيها.
(ج)
علينا أن نفتح نوافذ “البيت” لكل الهواء القادم من كل الجهات..
ولكن قبل هذا علينا أن نتأكد من متانة وقوة أساسات “البيت” ومدى تحملها للريح.
إغلاق النوافذ يعني أن “البيت” سيتآكل من الداخل..
فتحها بعبث.. يعني أن “نسمة” صغيرة بإمكانها إرباك “البيت” وسكانه.
(د)
الخصوصية هي “سد الذرائع” الخاصة بالسياسي!
(هـ)
الإعلام العربي وقنواته الفضائية تنقسم إلى أنواع عجيبة:
- قنوات صنعتها الفوضى، ولا تقدم إلاّ الفوضى.
- وقنوات تريد أن تبيع “الترفيه” -البريء وغير البريء- بأنواعه.. طالما هنالك مشترٍ.
- وقنوات طائفية.
فضة الكلام
- وقنوات غبية.
- وقنوات تعيش وتموت على رسائل الـ sms، وطالما هناك رسائل.. لا يهم المضمون.
- وقنوات رسمية: لا تهمها كل هذه الفوضى.. طالما أنها لا تزعج “السلطة”!
(و)
لا دين، ولا عرق، ولا لون، ولا قومية للمعرفة والعلوم والثقافة..
هي نتاج إنساني منتجة لكل إنسان:
مَن يبتكر شيئًا مدهشًا.. هو لا يقدمه لقومه فقط.
ومَن يكتشف دواءً لمرض مستعصٍ.. هو لم يكتشفه ليعالج مرضى بلاده فقط.
ومَن يكتب قصيدة رائعة هو يحلم أن تكون أغنية لكل عشاق العالم.
حمقى الذين يرفضون ابتكارات الإنسان لاختلافه عنهم..
وأكثر حماقة الذين يسمحون لهؤلاء بتوجيههم!
(ز)
كل إنسان في الأصل هو: حر، ونقي، وتقي.
ما يحدث بعد هذا -في الحياة- هو الذي يشوّهنا ويستعبدنا.
علينا أن نقاتل لكي نظل أحرارًا وأنقياء.
-
ملحمة وطنية جديدة : " التلاحم الجسدي" ... الأربعاء 8-12-2010
أكد معالي وزير العمل المهندس عادل فقيه أن وزارته ستعلن ضوابط تحفظ المرأة وتمكّنها من العمل، ولكن إذا كان هذا العمل فيه «تلاحم جسدي» فلن يُسمح به.
وتضامنًا مع معاليه أقترح التالي:
(1)
منع كافة أشكال «التلاحم» في اللغة، ومنها عبارة
«التلاحم الوطني»، وما ينتج عنها من عبارات مثل
«اللُّحمة الوطنية»، واستبدالها بعبارات أخرى مطابقة لأنظمة العمل والعمال في السعودية.
(2)
منع عرض مسلسلات غوار الطوشة في قنواتنا المحلية لأن بطلها هو (دريد «لحام»)!
(3)
تغيير مسمّى «ملحمة الطازج» الموجودة في حارتنا إلى «قصاب الطازج»، وذلك منعًا لكل أنواع التلاحم.
(4)
إلغاء مسمّى «ملحمة شعرية»، أو «ملحمة غنائية» والتي تطلق على بعض الأعمال الفنية.
(5)
يجب أن يحتوي ملف أي شاب سعودي يتقدم لطلب التوظيف على الأشياء التالية:
- ملف أخضر علاقي (لأنه أحد الأشياء التي تقدسها البيروقراطية السعودية).
- شهادة حسن سيرة وسلوك (مُوقّعة من مدير الشرطة).
- شهادة مُواطَنة (مُوقّعة من العمدة ليثبت أني مواطن ابن مواطن، حفيد ستة وستين مواطنًا).
- شهادة عدم تلاحم (موقعة من قصاب الحارة).
وإذا كانت المتقدمة لطلب الوظيفة امرأة فلا بد من إرفاق
«ساطور» للملف منعًا لأي تلاحم مستقبلي.
(6)
وضع كلمة «تلاحم» في نفس القاموس الذي وضعت فيه كلمة «اختلاط»، ومنع مَن هم دون الثامنة عشرة من الاقتراب منها، أو استخدامها في أي جملة مفيدة.. لأنها كلمات سيئة السمعة.
(7)
وأخيرًا: أتقدّم بالتهنئة لكافة الزملاء والإخوة من كُتّاب، وإعلاميين، ودعاة، وناشطين عبر الفضاء الإلكتروني على وصول «التلاحم الجسدي» إلى ساحتنا الثقافية والفكرية.. وإذا نظرنا إلى أن «الاختلاط» وهو (من بعيد لبعيد) قد أخذ منّا أكثر من سنتين من الجدل والنقاشات الساخنة.. فكيف سيكون الوضع مع «التلاحم الجسدي»؟! وهذا (لا يحدث من بعيد لبعيد!).. المسألة ستكون أخطر.. ولا بد لها من حوارات مكثّفة، ومؤتمرات، ودراسات جادّة.. ولا بأس من بعض الرسائل الجامعية من نوعية «أحكام التلاحم».. وهذا الأمر يحتاج من خمس إلى عشر سنوات لبحثه وتمحيصه.
كل ما أرجوه هو أن ينتهي قبل عام 2022م؛ لأننا وقتها نريد أن نتفرغ لمتابعة كأس العالم في الشقيقة قطر!
- ملاحظة مهمة:
إذا حدث -لا سمح الله- لأحد الإخوة أيّ نوع من أنواع التلاحم في إحدى الدول الصديقة، وتم تسريبه لوسائل الإعلام، فلا بأس من تسميته بـ«تلاحم عابر».. هذا والله أعلم.
-
قول .. وقول .. وقووووول ... السبت 11-12-2010
الكتابة شيء يشبه الحب !
وأحيانا : رقصة ماهرة على حافة عالية .. وخطرة.
وأحيانا : معركة حلوة .. رغم كل الجراح .
وأحيانا : مغامرة ، ودخول إلى مناطق مدهشة وممتعة .
الكتابة : حياة .
(1)
صح مطبعي :
أراد أن يقول « تقسيم الثروة « فقال ( تقصيم) الثروة !
(2)
هناك عبارة عربية جميلة تقول ( ليس كل ما يُعرف يُقال ) وطبعا – أنتم وأنا – نعرف السبب الذي يجعلها لا تقال ونعرف ما هي الأشياء التي لا تقال .. ولا نعرف متى ينتهي هذا الوضع !
والعبارة تحاول أن تدّعي الحكمة .. والحقيقة أنها عبارة جبانة .. والحكمة هي أن نقول ما يجب أن يقال أيا كان ثمن هذا القول .
« أيا كان الثمن « ؟! .. هناك من سيعلق : الحكمة عدوة للتهوّر .
قلت له : وهل هي صديقة للجبن ؟!
أتحداك عزيزي القارئ أن تعرف كم مرة قلت (يقال / تقال / نقول / قلت ) في الأسطر السابقة .. رغم إنني لم أقل أي شيء .. حول أي شيء ؟!
(3)
هل هنالك رابط بين ( اعتقال ) و (قال)؟!
(4)
أقترح على السادة أعضاء مجلس الشورى وضع لوحة كبيرة في مدخل مبناهم وتسمى بلوحة ( الأقوال الذهبية ) تجمع فيها التصريحات المهمة التي يقولها الأعضاء ، ويتم تدشينها بالعبارة الساحرة التي أطلقها زميلهم عبدالرحمن العناد في فضاء الإنترنت ( كل تبن ).
وبهذه المناسبة نرجو من السادة أعضاء مجلس الشورى مناقشة الارتفاع الجنوني في أسعار الأعلاف.
(5)
لماذا لا يكون هناك رابط بين ( قال ) و ( استقال)؟!
(6)
قال : قل ما تريد قوله ، “الحكي ما عليه جمرك”.
قلت : وحدها الأشياء الرخيصة جدًا لا أحد يهتم بأخذ الجمرك عليها ..
قل قولًا ثمينا .. وستعرف ضخامة “الجمرك” المقابل له !
-
أهم التوقعات لعام 2011 ... الإثنين 13-12-2010
- كعادتي الكريمة في نهاية كل عام ميلادي، أعود لأطرح عليكم توقعاتي للعام الجديد، أي أنني -والعياذ بالله- أشتغل “منجّمًا”.. وهذه توقعاتي للعام المقبل:
(1)
سيواصل الشيخ “يوسف الأحمد” نجوميته وتألقه خلال هذا العام، بإطلاق فتاوى جديدة تجلب “البعج” لليبراليين، والغيرة من أقرانه الإسلاميين.
(2)
معالي وزير العمل سيتجلى ويتجاوز نفسه، ويبتكر تصريحًا جديدًا (يا حليل تصريح “التلاحم”جنبه!)
(3)
سيتم الإعلان عن عدة مشاريع بعدة مليارات، وبالعودة إلى “قووقل” ستكتشف عدة مشاريع أعلن عنها قبل عامين، وثلاثة أعوام، وأنها ستنجز خلال عام 2011م، وسينتهي العام ولن تراها.
(4)
سنواصل الثرثرة حول المرأة.. وأي شيء يدور حولها سيتحوّل إلى قضية رأي عام كبرى.
(5)
سيخرج جني “قاضي المدينة” ضيفًا في برنامج حواري على إحدى القنوات الفضائية.. يعترف خلاله بأنه هو سبب كل المصائب، وأنه يقف وراء كل قضايا الفساد المحلية. البرنامج سيكون من إعداد وتقديم جني لبناني.
(6)
نفس الفوضى والضجيج الذي يحدث كل عام في معرض الكتاب الدولي.. سيحدث خلال هذا العام أيضًا.
*****
- هذه بعض التوقعات لهذا العام (2010م)، والتي أثبتت نجاحها:
(1)
سوف يستمر الجدل في السعودية حول قيادة المرأة للسيارة، دون أن ينتبه أيّ من الفريقين (الداعي لهذا الأمر والرافض له) أن زوج -هذه المرأة- لا يمتلك سيارة، ووالدها مديون!
(2)
خلال 2010: سيستمر حلم المواطن السعودي بعودة ما فقده في سوق الأسهم 2006.. أو على الأقل معرفة من الذي «ضحك» عليه.
(3)
خلال هذا العام سيقوم وزير الصحة بـ «فصل» توأم ما.. ولن يقوم بـ«فصل» مدير ما!
(4)
ستواصل أسعار الرز ارتفاعها، وسنواصل نحن التهامه! وسوف يقوم بعض مناضلي الإنترنت بتأسيس حملة شعارها «لا للرز» وستنشئ موقعًا لها على «الفيس بوك»، وسوف «تتفركش» هذه الحملة عند أول (كبسة) رز تواجههم، أو أول (كبسة) أمنية تداهمهم!
*****
ـ أمّا أشهر التوقعات والتي أثبتت فشلها الذريع.. فهي:
(1)
الزميل «إبراهيم الفريان» ستلتقط له صورة برفقة الرئيس أوباما.. وستفوز هذه الصورة بجائزة «صورة العام».
سبب فشل التوقع: اعتراض كوكب الزهرة لبرج الميزان، حيث لم يسمح لي بالرؤية الجيدة.. وخلال الأسبوع الماضي قام الفريان بالتصوير مع رئيس جمهورية آخر هو السيد علي عبدالله صالح. لم يكن التوقع فاشلاً.. ولكن أصابه خلل في الرؤية!
(2)
ستقبض هيئة ما في فرنسا على الرئيس ساركوزي وهو بخلوة غير شرعية مع إحدى موظفات قصر الإليزيه.. وستكون سببًا لتقديم استقالته!
سبب فشل التوقع: عدم وجود (هيئة ما) في فرنسا.. ولاّ الزميل ساركوزي نصف حياته خلوة غير شرعية!
(3)
في 2010 سيعود منصور البلوي رئيسًا للاتحاد، وستغير جماهير الاتحاد أهازيجها من «آووه يا إتي يا موج البحر» إلى « نحمد الله جت على ما نتمنى».
سبب فشل التوقع: (نحمد الله جت على ما نتمنى) ما هي راكبة على جماهير الإتي !
*****
اللهم احفظ بلادنا وأهلها من كل مكروه، وكل عام والبلاد والعباد بخير.