View RSS Feed

الحب والجمال والأخلاق

بــلا قلـــــــب

Rate this Entry
منذ أن بدأت هذه الألفية والإنسان يعيش حالة حرب قام بها العالم لتدمير نفسه ، ومن بداية الألفية ونحن نحيا حالة حصار فلقد حاصرنا أنفسنا بأدوات حضارية جداً اخترعها الإنسان لتخترق جسد الإنسان وآلات ذكية لتخترق المشاعر فتعلم بماذا يفكر الإنسان .


إنها آلات صنعت من قسوة لتحكم سيطرتها على أدق التفاصيل المتعلقة بحياة الإنسان من جوع وفقر وخوف وفرضت عليه واقعية لا تنتمي إلا لـ المادة لـ تلحق بالقلب المزيد من الانهاك وبالروح المزيد من الخوف.


فـ اتسمت حياتنا بـ الفراغ لم نعد نمتلك أهداف واضحة ولا أهداف صغيرة أو كبيرة نعم .. صرنا بدون أهداف وبلا أحلام فـ الآلة سيطرت على الحياة لـ نعتقد بأننا نحيا الحياة برفاهية لكن الرفاهية الحقيقية التي يستمتع بها المخلوق البشري قد نفذت من داخله فـ فقد الإحساس بالمتعة فلم نعد نرى سوى انتصار الآلة فـ نصفق لها وتغرينا بوجودها فتحولت الشعارات من محتواها الإنساني الى معنى القوة ومن استطاع ان يستحوذ على القوة إذن امتلك وسيطر واستحوذ على الحياة.


وليست حياة فرد أو أكثر بل حياة وقلوب وقوت وهواء وأحلام ومشاعر وحب وحرية الناس أجمعين .


لقد كانت حرب الإنسان الحقيقية هي حربه على ذاته ونفسه بواسطة آلات تم تدريبها للقيام بالقتل ليرى مدى قدرتها على الربح والفوز.


إن الآلات التي صنعها الانسان ليقتل بها الانسان آلات عمياء وغير عادلة فـ الآلة المعدنية باردة كما يكون الموت بارداً لكنها تبقى أسرع من الموت في حصد الأرواح لتلقي بها في أتون كجهنم دونما أن تفرق أو تميز بين الخير وبين الشر لذلك بدأنا نشعر فعلاً بالتعب و الانهاك عندما رفضنا فكرة الواقعية لنتحول الى كينونة رقمية فكانت لدينا الطائرات السريعة والسيارات الأسرع.


والآن وبعد دمار الإنسان ماذا يريد الإنسان من آلته ورقميته وفراغه من معنى الإنسانية ..؟


يريد أن يحيا ويموت بالأمراض القديمة لا الامراض الحديثة التي لم يعرف لها علاج ..فلقد كانت الأمراض قديماً أكثر حناناً من أمراض اليوم الفتاكة ، يريد أن يعود اليه فؤاده وليأخذوا كل تلك المخترعات والآلات إلى حيث شاء من امتلكته ولوشاء أن يرمي بها في كوكب المريخ ،


يريد الإنسان اليوم جسداً خالياً من الأوبئة وأحداق بلا عدسات لاصقة وشفاهاً تنطق بالحب لا شفاه واسعة ، يريد أن يرجع زمن أوراق الرسائل المتعطرة وأن ينتظر أياماً وأسابيع لتصل بشوق ولهفة ، يريد العودة إلى فرحه الحقيقي وعالم بلا حروب عالماً تسوده الرومانسية ولو قيل عنه عالم ساذج قبل أن يمضي الزمان فيصبح الإنسان والعالم بلا قلب كتلك الألات بلا قلب.

Submit "بــلا قلـــــــب" to Facebook Submit "بــلا قلـــــــب" to Google Submit "بــلا قلـــــــب" to StumbleUpon Submit "بــلا قلـــــــب" to del.icio.us Submit "بــلا قلـــــــب" to Digg

الكلمات الدلالية (Tags): لا يوجد إضافة/ تعديل الكلمات الدلالية
التصانيف
Uncategorized

Comments