المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المتاجرة بالشعوذة في عصر الإنترنت



طوفان
10-11-2002, 02:14
المتاجرة بالشعوذة في عصر الإنترنت
بسم الله الرحمن الرحيم
أظهر تحقيق صحفي اجتماعي أن كثير من الفتيات في المرحلة الجامعية يؤمنّ بالأبراج ويحرصن على متابعتها، سواء ما كان منها عبر المجلات أو القنوات الفضائية والإذاعات أو الإنترنت.
وقد استطاع عدد من الوافدين أن يقتات ويتكسب من خلال أعمال الشعوذة والسحر التي يبتز بها الجهلة من الرجال ومن كثير من النساء، فكونوا لهم ثروات لا يحلم ببعضها من هو بمرتبة وزير في بلاده، وقد باتت سجلات هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر المخصصة لمتابعة وإنكار أعمال السحر والشعوذة متكاثرة بسبب تكرر تلك القضايا في عدد من المدن .
بل إني لا أكشف سراً إذا ما قلت : أن البعض الذين كانت بداياتهم سليمة في جانب الرقية الشرعية إلا أنهم وبسبب قلة العلم لديهم قد فتن بعضهم بتدفق الأموال واتخذها مهنة تدر عليه أموالا لاينال مثلها إلا أصحاب العقار ونحوهم، وتحول بعضهم إلى تعاطي أعمال منكرة من شعوذة وخرافات ونحوها في سبيل تحصيل الأموال!!.
وهاهي أعمال الشعوذة والسحر والكهانة تأخذ بعداً جديداً ومجالات واسعة بعد أن صار أربابها يتعاطونها من خلال الفضائيات والمواقع العديدة على شبكة ( الإنترنت) ثم امتدت حماها في مجالات الاقتصاد و(الرياضة) وغيرها.
وقد أسفت كثيراً حين نما إلى علمي أن عدداً من ساكني بلاد الحرمين كانوا (ولازالوا) يتصلون هاتفياً بإحدى الفضائيات العربية التي تقدم ( برنامج كهانة) يقدمة أحد السحرة العرب (!!) حيث يتنبأ للمتصلين بحظوظهم وبما سيكون لهم في مستقبل الأيام من خلال (قراءة بختهم) أو مايسمى (قراءة الكف والفنجان) وإيحاءات ( الكرة البلورية) مقابل مئات الدولارات التي يقدمها من يتصل بذلك الساحر ويطلب (خدماته)!!. إن كل ما تقدم ضرب الأمثلة عليه من أعمال الشعوذة ليعكس مدى الخلل الكبير الذي حل بكثير من الناس في إيمانهم بالله وتوحيدهم له جل وعلا.
إن العقل السليم ليستدل قطعاً على بطلان أعمال الشعوذة والكهانة وسخافتها، فكيف وقد تكاثرت النصوص الشرعية المحذرة من الذهاب إليهم ومن تصديقهم. ففي المسند والسنن عن أبي هريرة والحسن عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " من أتى كاهناً أو عرافاً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم ".
وفي صحيح مسلم عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم أنه عليه الصلاة والسلام قال:"من أتى عرافا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة".
وجملة القول: أن أعمال الشعوذة والكهانة تضرب اليوم بأطنابها في مجتمعات المسلمين، بما يكون معه انصرافهم عن ربهم الخالق القادر مالك الملك إلى مخلوقين ضعفاء أعمتهم الجهالة وأعيتهم البلادة. وهذا يؤكد وجوب تثقيف الناس وتعليمهم على الدوام، وخاصة فيما يتعلق بمسائل العقيدة، ويتأكد كلما تباعد الناس عن زمن الرسالة .
ولكم تحياتي اخوكم ابوحمد