المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خطبة عيــــــــد الفطر المبارك لعام 1435هـ



الشيخ/عبدالله السالم
25-07-2014, 14:55
اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ ، اللهُ أكبرُ لا إلهَ إلا الله، واللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ وللهِ الحمد.الحمدُ للهِ الذي سَهَّلَ لِعِبادِهِ طريقَ عِبادَتِه، وأفاضَ عليهِم من خَزَائنِ جودِهِ وكرمِهِ، وأشْهَدُ أن لا إلهَ إلا اللهَ وحدَه لا شريكَ له، وأشهَدُ أن سيدَنَا ونبيَّنا محمداً عبدُهُ ورسولُه، صلى اللهُ وسَلِّمْ وبارِكْ عليه وعلى آلِهِ وأصحابِه ، أيُّها المسلمون، إنَّكُم في يومٍ تَبَسَّمَتْ لَكُمْ فيهِ الدُّنيا ، صُمْتُم لله ، وقُمْتُمْ لله ، ثم جِئْتُم اليومَ ، تَسألونَ اللهَ الرِّضا والقبولَ وتحمِدونَهُ على الإنعامِ بالتَّمامِ ، والتوفيقِ للصيامِ والقيامِ ، فالحمْدُ للهِ الذي بِنِعْمَتِهِ تَتِمُّ الصالحاتُ .إن هذا اليومَ يومٌ عظيمٌ وعيدٌ جَليلٌ، يُسَمى يومُ الجوائزِ وذلكَ لأن الجوائزَ تُفَرَّقُ على العاملينَ في شهرِ رمضانَ، تُفَرَّقُ بِحَسَبِ عَمَلِ كُلِّ عَامِلٍ، مَنْ عَمِلَ خيرًا وَجَدَ الخَيْرَ، وإن عَمِلَ شرًا ،فلن يجدْ ، إلا ما يَتَّفِقُ مع عقوبةِ ذلكَ الشرِّ الذي فَعَلَهُ ، الله أكبر، الله أكبر لا إلهَ إلا الله، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد. أيُّها المسلمون يأتي العيد ، وبعضٌ من البُلدانُ العربيةِ ، تعيشُ حرباً ضروساً ، راح ضحيتُها الألآفُ من النَّاسِ الأبرياء ، شبابٌ وشيبٌ ونساءٌ وأطفال ،قُتلَ بعضهُم ، وسُجنِ بعضُهم وشُرِّدَ أكثرُهُم ، وذلكَ بِسَببِ مُوجُةُ الْمُظاهراتِ الدَّاميةِ ، التي اجتاحت تلك البُلدان ؛ يقولُ أحدُ الحكماءِ : إنَّ الفتنةَ في أوَّلِها تتزينُ لأوليِ العقولِ السخيفةِ ، والعواطفِ الخفيفةِ ، حتى تبدوا كأنَّهاَ جميلةٌ حسناءُ ، فما تلبثُ أنْ تصبحَ عجوزاً شمطاءَ ، والنارُ من مُستصغرِ الشررِ ، ومنْ أعظمِ ما نَهى الدينُ عنهُ بعدَ الشركِ باللهِ ،كلُّ ما يؤدي إلى خلخلةِ الأمنِ ، وإشاعةِ الفوضى بينَ المسلمينَ ، بأيِّ حجةٍ مِنَ الحِججِ ، وبأيِّ ذريعةٍ من الذرائعِ ، فأسبابُ حفظِ الأمنِ ، أولى مِنْ ذرائعِ ضياعِهِ ، مهما كانتْ ، فالشارعُ الحكيمُ ، حرَّمَ الخروجَ على الحاكمِ ، ولو كانَ الحاكمُ جائرًا ظالماً فاجراً ، ليسَ لأجلِ الحاكمِ حرَّمَ هذا الخروجَ ، ولكنْ لأجلِ المسلينَ ، حفاظاً على دمائِهِم المحرمةِ ، وحِفظاً للأمنِ الذي بهِ تتحققُ مقاصدُ الشريعةِ ، وقدْ رأيتُمْ شعوباً خرجَتْ على دساتِيرِها وحكَّامِها ، وإنْ كانَ الخروجُ على الدستورِ ، يختلفُ عنِ الخروجِ على شريعةِ اللهِ ، ولكنْ لا تزالُ تلكَ الشعوبُ في معامعِ الفوضى وسفكِ الدماءِ ، فَإياكُم أنْ تَسمَحوا لكائنٍ مَنْ كانَ ، أنْ يُخِلَّ بأمنِكُم ، ويَعبَثَ ببلادِكُم ، فوجودُ الأمنِ ، واستمرارُ بقائِهِ ، مِنْ مقاصدِ الشريعةِ السمحةِ ؛ لأنَّهُ بالأمنِ ، تُؤمَّنُ السبلُ ، وتُحفظُ الأعراضُ والأموالُ ، وأرواحُ الناسِ، وبهِ يُحفَظُ دينُكُم ، وصلاتُكُم ومساجِدِكُم ، وقدْ بينَ اللهُ سبحانَهُ وتعالى عِظمَ الأمنِ ، وأمرَ قريشاً بأنْ يقابلوا هذهِ النعمةَ بشكرِهِ فقالَ سبحانَهُ : (لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ)، ويقولُ تعالى مبيناً عِظمِ الأمنِ ، وأنهُ من أعظمِ الجوائزِ والثمارِ ، التي يُهد يها اللهُ للعبادِ إذا حققوا الإيمانَ والعملَ الصالحَ والتوحيدَ: ( وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا ) ها أنتُمْ تَنعمونَ بحكمِ اللهِ ، وبِحُكومةٍ تَحكُمُ بشريعةِ اللهِ وسنةِ رسولِ اللهِ r ، الذي يَتمنَّاها كلُّ مَنْ حولَكُمْ ، أخرجَ البخاريُّ مِنْ حديثِ عَبْدِ اللَّهِ بنِ مسعودٍ رضيَ اللهُ عنهُ قَالَ: قَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ r {إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ بَعْدِي أَثَرَةً وَأُمُورًا تُنْكِرُونَهَا} أي: سترونَ عندَ الحُكَّامِ استئثاراً بالدُّنياَ والمناصبِ والأموالِ ، وأموراً ومعاصي تُنكرونَها، قَالُوا: فَمَا تَأْمُرُنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: {أَدُّوا إِلَيْهِمْ حَقَّهُمْ وَسَلُوا اللَّهَ حَقَّكُمْ} وقَالَ r: ( تَسْمَعُ وَتُطِيعُ لِلْأَمِيرِ وَإِنْ ضُرِبَ ظَهْرُكَ وَأُخِذَ مَالُكَ فَاسْمَعْ وَأَطِعْ ) ولم يَقُلْ r ، أُخرجْ للمظاهرةِ ، واخلعِ الأميرَ، وأحدثِ الفتنَ ، كلُّ ذلكَ دفعاً للمفسدةِ العظمى بالمفسدةِ الصغرى، فظلمُ الحاكمِ وجورُهُ مفسدةٌ ، لكنَّ الأعظمَ منها مفسدةُ الخروجِ عليهِ ، لما يترتَّبُ عليهِ مِنْ سفكِ الدماءِ ، وهتكِ الأعراضِ ، وسَلبِ الأموالِ ، وذهابِ الأمنِ والاستقرارِ ، فاحمَدُوا اللهَ على ما أنتُمْ فيهِ مِنْ نِعمٍ لا تُعدّوا ولا تُحصى ، وتمسكوا بوصيةِ ربِّكُمْ سبحانَهُ القائلِ (وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِفَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإيّاكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول ما تسمَعون، وأستغفر الله لي ولكم ولسائرِ المسلمين من كلّ ذنب
وخطيئة فاستغفِروه، فقد فاز المستغفِرون






الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد.الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ، والعاقبةُ للمتقينَ، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهَ وحدَهُ لا شريكَ له ، إلهَ الأوَّلينَ والآخِرينَ ، وأَشْكُرُهُ سبحانَهُ على آلائِهِ ونِعَمِهِ ، وأشْهَدُ أنَّ سيدَنَا ونبيَّنا محمداً عبدُهُ ورسولُه، اللهمَّ صَلِّ وسلِّمْ وبارِكْ على عبدِكَ ورسولِكَ محمدٍ وعلى آلهِ وأصحابِهِ:أمَّا بعدُ: فيا عبادَ اللهِ، اتَّقُوا اللهَ تباركَ وتَعالى، واعْلَموا عبادَ اللهِ أنَّ الذي يغيظُ الشيطانَ عدوَّ اللهِ وعدوَّنَا، مَا قدَّمَهُ المسلمُ في شهرِ رمضانَ المباركِ مما يَسَّرَ اللهُ له وسهَّلَ له مِنْ فِعْلِ الخيرِ والأعمالِ الصّالحةِ ، هذا هو الذي يَكيدُهُ ويُغيظُهُ ، وهُوَ حريصٌ كُلَّ الحرصِ أنْ ينتقمَ منكَ أيها المسلمُ ، فهُوَ الآنَ سيُضاعِفُ جُهْدَهُ مَعَكَ ، فينبَغي للمُسلِمِ أن يَحْذَرَ مِنهُ فإنه يَكيدُهُ ، ويحاولُ أن يُفْسِدَ ما أصلَحَهُ في شهرِ رمضانَ المباركِ ،ولكِنْ رُدُّوهُ مَدْحُورًا غائظاً ، وذلك بالاستمرارِ في طاعةِ اللهِ عزَّ وجلَّ وفي عبادتِهِ ، وفي الإكثارِ من الخيرِ، واحذروا المعاصيَ ؛ فإنها هي المُهْلِكاتُ وهيَ الموبِقاتُ، فإنه ما نَزَلَ بلاءٌ في الأرضِ ، إلا بِسَبَبِ معصيةٍ،ولا رُفِعَ إلا بِتَوبةٍ ، فَعَلَيْكُم بالتَّوْبَةِ يا عبادَ اللهِ ، والإنابةِ إلى اللهِ عزَّ وجل ، الله أكبر ، الله أكبر ، لا إله إلا الله ، والله أكبر ، الله أكبر ، وللهِ الحمد ، أيَّتُها الأخواتُ المسلماتُ ، أُذَكِّرُكُنِّ بأنَّ رسولَ اللهِ r بعدَ أنْ خَطَبَ الرِّجالَ في مثلِ هذا اليومِ الأَغَر ، مشى مُتَوَكِّئاً على بلالٍ رضي اللهُ عنه ، وخطبَ النساءَ ، وكانَ من خِطْبَتِهِ أن تَلا عليهِنّ آيةَ المُبَايَعةِ وهي قولُهُ تعالى : ( يٰأَيُّهَا ٱلنَّبِىُّ إِذَا جَاءكَ ٱلْمُؤْمِنَـٰتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَىٰ أَن لاَّ يُشْرِكْنَ بِٱللَّهِ شَيْئاً وَلاَ يَسْرِقْنَ وَلاَ يَزْنِينَ وَلاَ يَقْتُلْنَ أَوْلْـٰدَهُنَّ وَلاَ يَأْتِينَ بِبُهُتَـٰنٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ وَلاَ يَعْصِينَكَ فِى مَعْرُوفٍ فَبَايِعْهُنَّ وَٱسْتَغْفِرْ لَهُنَّ ٱللَّهَ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) فلما فَرَغَ من الآيةِ قالَ: {أنْتُنَّ على ذلك}، فقالتْ اِمْرَأَةٌ: نَعَم فقالَ : {ما قَوْلي لامْرَأةٍ واحدةٍ قَوْلي لِمِئَةِ اِمْرَأَةٍ} ثم أمرَهُنّ بالصدقةِ فقالَ : {تَصَدَّقْنَ فإن أكْثَرَكُنّ حَطَبُ جَهَنَّمَ} فقالتْ امرأةٌ : لِمَ يا رسولَ اللهِ، فقالَ : {لأنِّكُنّ تُكْثِرْنَ الشِّكايَةَ وتُكَفِّرْنَ العَشيرَ} متفقٌ عليه . فَجَعَلْنَ يُلْقينَ مِنْ قُروطِهِنّ وخَواتيمِهِن وقَلائدِهِن في ثوبِ بلالٍ صَدَقَةً للهِ ، ألا فَاتَّقينَ اللهَ أيتُها الأخواتُ، وكُنَّ خَيْرَ خَلَفٍ لخيرِ سلفٍ من نِساءِ المؤمنينَ، واحذَرْنَ من التَّبَرُّجِ والسفورِ والاختلاطِ بالرجالِ الأجانبِ والتقصيرِ في أداءِ أمانةِ الرعايةِ في البيتِ على الأولادِ والزوجِ ؛فَإنَّ كثيراً من النساء ، انشغلنا بوسائل الإتصال الإجتماعي ، وأرخن رؤسَهُنَّ على جوالاتِهن ،وتركن شُؤون البيتَ والأولاد للخادمات ،فضاع البيتُ وضاعَ الأولاد ، ألا فاتقينَ الله ، فإنَّ مَسْؤليتَكُنَّ عظيمةٌ، وتأثيرَكُنّ في البيتِ أَعْظَمُ ، إنْ خَيْراً فخيرٌ وإنْ شراً فَشَرٌ، يا معاشِرَ الأخَواتِ الكَريماتِ ، اِتَّقِينَ اللهَ في صلاتِكُنّ وزكاتِكُن لاتُؤَخِّرْنَها عَنْ وَقْتِ وجوبِها ، وإيّاكِ يا أمَةَ اللهِ أنْ تَسكُتي عن الزوجِ والأولادِ الذين لايُصَلُّونَ ، أمانَةٌ كبيرةٌ تلك التي حُمِّلْتِِ إياها في تَرْبِيَتِكِ لابنَتِكِ في دينِها وأخْلاقِها وحِشْمَتِها وسِتْرِها وتَعَقُّلِها وحُسْنِ تَعَامُلِها مَعَ زَوجِها ، فاحفظي أمانتَكِ من الضَّياعِ ، فكُلُّ راعٍ مَسؤلٌ عن رَعِيَّتِهِ ، وصَلُّوا على سيدِ الأولينَ والآخِرِينَ نبيِّنَا محمدٍ عليهِ أفضَلُ الصلاةِ والتسليمِ ، فإنَّ ربَّنَا تباركَ وتعالى أَمَرَنَا بذلك في كتابِهِ المُبينِ فقالَ جلَّ من قائل: ( إِنَّ ٱللَّهَ وَمَلَـٰئِكَـتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى ٱلنَّبِىّ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلّمُواْ تَسْلِيماً ) [الأحزاب:56]، ويقولُ عليه أفضلُ الصلاةِ والتسليمِ: { من صلى عليَّ مرةً صلى اللهُ عليهِ بها عشرًا} اللهم صلِّ وسلِّمْ وبارِكْ على عبدِكَ ورسولِكَ محمدٍ وعلى آلهِ وأصحابِه.. تقبلَ اللهُ منا ومنكم وغفرَ اللهُ لنا ولكم ، وكلَّ عامٍ وأنتم بخيرٍ ، وعيدٌ سعيدْ،

المشرف العام
27-07-2014, 22:19
جزاك الله كل خير يا شيخنا ابو سامي

وعساك من عواده ان شاء الله تعالى