المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : العزة بهذا الــــدين



الشيخ/عبدالله السالم
15-05-2014, 10:21
الحمدُ للهِ ، قدَّمَ من شاءَ بفضلِهِ ، وأخرَّ من شاءَ بعدلِهِ ، هو المبدءُ المعيدُ ، الفَعَّالُ لمايُريدُ ، جلَّ عن أتخاذِ الصاحبةِ والولدِ ، ولم يكنْ له كفواً أحدٌ ، أشهدُ أن لا إلهَ إلا هوَ ، وحدَهُ ولا شريكَ له ، ( لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) وأشهدُ أن محمداً عبدُهُ ورسولُهُ صلى اللهُ عليه ، وعلى آلِهِ وصحبِهِ وسلم تسليماً كثيراً : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ) (يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ) (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا*يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً): أما بعدُ .. أيُها الأحبةُ في اللهِ ، نحن قومٌ أعزّنا اللهُ بهذا الدينِ ، دينِ الإسلامِ ، أنعمَ به علينا وأَعزّنا بهِ ، وأكرمَنا من أجلِه ، فصرنا بفضلِ اللهِ وكرمِهِ ، من المنتمينَ إلى هذا الدينِ ، المُنتسبين لهُ ، ولو شاءَ سُبحانَهُ ، لصَيّرنا إلى غيرِ هذا الدينِ ، فيالها من نعمةٍ عظيمةٍ ، جدُّ عظيمةٍ ، جديرةٌ بالشُكرِ ، أنآءَ الليلِ وأطرافَ النهارِ ، وهذه النعمةُ ، لا يُقدَّرُ قَدْرُها ، ولا يُحسُّ بها ، إلا عندما يُرى ، من فَقَدَهَا ، وحُرمَ إياها ، فاللهم لك الحمدُ ، مُسلمون ، ونعيشُ بين المُسلمين ، ومن سُلالةِ مُسلمينَ ، ولو حدثَ غيرُ ذلك ، لوقعَ مالا تُحمدُ عُقباه ، إلا أن يشاءَ اللهُ ، يقولُ الرسولُ e { كُلُ مولودٍ يولدُ على الفطرةِ فأبواه يُهودانِهِ أو يُنصرانِهِ ، أو يُمجسانِهِ} والدينُ هو الإسلامُ ،كما جاءَ في قولِهِ تعالى ( إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ) وهذا الدين هو دينُنا ، وقد توارثنا التمسكَ به ، أباً عن جدٍ ، وعشناهُ مُنذُ خُلقنا ، ومهما حَدَثَ من تقصيرٍ وإعراضٍ ، فهو دينُنا ، ونحنُ أبناؤه ، ومهما حدثَ منَّا من بُعدٍ وجفاءٍ ، فلن نرضى بسواه ، ولن نقبلَ بغيرِهِ ، وهذه حقيقةٌ مُسَّلَمٌ بها ، ولا شك ولا مراءَ فيها ، فالمُسلمُ يعتزُّ بإسلامِهِ ، مهما بلغتْ فيه المعاصي ، ومهما بلغتْ فيه الذنوبُ ، فإنه يعتزُ بِإسلامِهِ ، بل حتى الذي أوشكَ أن يخرُجَ عن دائرةِ الإسلامِ ، لو نسبتَهُ لغيرِ الإسلامِ ، لا استشاطَ غضباً ، بل حتى الّذي خرجَ من الإسلامِ ، يغضبُ ويُثيرُ الدُنيا ولا يُقعِدُها ، عندما يُنسبُ إلى غيرِ الإسلامِ ، وبهذا دليلٌ على عظمةِ هذا الدينِ ، ودليلٌ على أن الخيرَ باقٍ ، بمن انتسبَ إلى هذا الدينِ ، ونحن جميعاً أيُها الأخوةُ في اللهِ ، بحاجةٍ إلى مُحاسبةِ أنفسِنا ، والوقُوفِ مَعَهَا ، وسؤالِها دائماً وأبداً ، عن مدى التزامِها بهذا الدّينِ ، وعن قُربِ أنفسِنَا ، وبعدِها من هذا الدّينِ ، ولو حصلَ منّا ذلك ، لتحسنتْ الأوضاعُ ، ولزانتْ الأحولُ ، أما الغفلةُ عن ذلك ، فالخطرُ كُلُّ الخطرِ ، لأن الغافلَ إذا استمرَ في غفلتِهِ ، استمراء الذنوب والمعاصي ، واستمرَّ عليها ، حتى تُلْقِ به ذنوبُه ومعاصيهِ ، في مكانٍ سحيقٍ ، فربّما شَرِب مسكراً ، أو أكل مُخدراً ، وربما سرق وزنا ، كُلُّ ذلك بسبب الغفلةِ ، ثمَّ ما يلبث إلاَّ ويقبضُ عليه ، مُتلبساً بهذه الجرائم ، ثمَّ يوضع بالسجن ، فَتَنْزِل قيمته ، وتتلطَخُ سمعته ، ويصبح من حثالة المجتمع ، وإن لم يُتب ، فسيُلاقي العذاب الأليم ، بسبب ذنوبه ومعاصيه ، ومُجردُ الإنتماءِ لهذا الدينِ ، لا ينفعُ عندَ اللهِ ، لابد من أن يكونَ أمراً واقعاً، فلا بُدَّ من أن نهتمَّ بهذا الدينِ ، ونَعْمُرُ به الظواهرَ والبُواطنَ ، ونتمسكُ به ، ونعضُ عليه بالنواجذِ ، لأننا ما خُلقنا إلا من أجلِ عبادةِ اللهِ ، ( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِي ) ولن تصحَّ هذه العبادةُ ، إلاَّ عن طريقِ هذا الدينِ ، ونهتمَّ بهذا الدين ، لأن به سعادتَنا وعِزَتَنا ، وبه فوزَنا ونجاحَنا ، بالدُنيا والآخرةِ ، ولا قيمةَ لنا إلاَّ في هذا الدينِ ، ومن أعرضَ يقولُ اللهُ عنه ( وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى ) وبالمقابل ، يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ، في الحديث القدسي ،كما في صحيحِ مسلم من حديثِ أبي ذر رضي الله عنه { مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَأَزِيدُ ، وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَجَزَاؤُهُ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا أَوْ أَغْفِرُ وَمَنْ تَقَرَّبَ مِنِّى شِبْرًا ، تَقَرَّبْتُ مِنْهُ ذِرَاعًا وَمَنْ تَقَرَّبَ مِنِّى ذِرَاعًا تَقَرَّبْتُ مِنْهُ بَاعًا ، وَمَنْ أَتَانِى يَمْشِى أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً ، وَمَنْ لَقِيَنِى بِقُرَابِ الأَرْضِ خَطِيئَةً، لاَ يُشْرِكُ بِى شَيْئًا، لَقِيتُهُ بِمِثْلِهَا مَغْفِرَةً } فلنحافظْ على هذا الدينِ ، بالإقبالِ عَليه ، وعَدَمِ الإعراضِ عنه ، فإنَّ الَّذين لا يحافظون على دِينِهِم ، ولا يعمَلون على صيانتِهِ ورعايتِهِ ، تزلُ بهمُ القدمُ . ويَنحَرِفُون بعد الهُدى ، ومن نتائجِ عَدَمِ المُحافظةِ على الدينِ ، تجدُ من ينتسبُ إلى الدينِ ، ولكنهُ لا يحملُ صفاتَ أهلِهِ ، ولا يَتَمَيّزُ بِمِيزاتِهم ، فقط بلسانِهِ ، أما أفعالُهُ : فهي أفعالُ المُجرمين ، فصار بذلك ، من الّذين يقولون ما لا يفعلون ،

بارك الله لي ولكم في القران العظيم ،
ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم ، أقول ما تسمعون وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم منكلِّ ذنب ، فاستغفروه يغفر لكم إنه هو الغفور الرحيم


الحمد للهِ على إحسانِهِ ، والشكرُ لهُ على توفيقِهِ وامتنانِهِ ، وأشهدُ أن لا إلهَ إلاَّ اللهُ ، وحدهُ لا شريكَ لهُ ، تعظيماً لشانِهِ ، وأشهدُ أنَّ نبينا محمّداً عبدُهُ ورسولُه ، الدّاعيَ إلى رضوانِهِ ، صلّى الله عليه وعلى آلِهِ وأصحابِه وأعوانِهِ ، وسلّم تسليماً مزيداً: أما بعدُ:أيُّها الأحبةُ في الله ،لنحذرْ جميعاً من كُلِّ عَائِقٍ ، يعوقُ طريقَنا إلى الله ، ولا نكونُ كالذين جعلوا الدّينَ بِمُؤخرةِ القائمةِ ، وقَدَّموا عليه حتى أتفهَ الأشياءِ ، وآثروا عليه حبَ النفسِ ، واتباعَ الشيطانِ والهوى ، إنهُ لا ينبغي ، أن يكونَ الدّينُ بهذه المنزلةِ ، بل يَحرمُ ذلك ، نعم يَحرُمُ أن يكونَ الأهلُ ، أحبَّ من الدينِ ، يقولُ تعالى ( قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنْ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ ) فحُبُّ اللهِ ورسولِهِ ، وامتثالُ أمرِ اللهِ ، وأمرِ رسولِهِ ، واجتنابُ ما نهى اللهُ عنهُ ، وما نهى عنهُ رسولُهُ ، هو الدّينُ : وهو مُقدَّمٌ على الآباءِ والأبناءِ ، والعشيرةِ وغيرِ ذلك ، مما تهواهُ النّفسُ في هذه الحياةِ ، ولذلك يقول الرسولُ e { والذي نفسي بيده لا يؤمن أحدكم ، حتى أكونَ أحبَ إليه من والدِهِ وولدِهِ ، والناسِ أجمعين } فلا يُلتَمَسُ رضا أحداً بسخطِ اللهِ ، وقد قالَ النبيُّ e ، كما في صحيحِ بنِ حبانَ ، من حديثِ عائشةَ رضي اللهُ عنها{من التمس رضى اللهِ بسخطِ الناس رضي اللهُ عنه وأرضى الناسَ عنه ، ومن التمسَ رضا الناسِ ، بسخطِ اللهِ ، سخطَ اللهُ عليه وأسخطَ عليه الناسَ } فحافظوا على دينِكُم ، بالمُحافظةِ على الأعمالِ الصّالحةِ ، واحذروا إتباعَ الهُوى ، وخطُواتِ الشيطانِ واحمدُوا اللهَ على هذا الدّينِ واحفظوهُ وحافظوا عليه وتفقهُوا فيه ، اللهُم ارزقنا الاستقامة على دينك ، والعمل بشرعك ، والإقتداء ، بنبيك محمد e ، اللهم حبّب إلينا الإيمان وزينهُ في قلوبنا ، وكره إلينا الكفر والفسوقَ والعصيان ، واجعلنا من الرّاشدين اللهُم أحينا مُسلمين ، وتوفنا مُسلمين ، غير خزيا ولا مفتُونين ، عباد الله صَلّوا وسلِّموا على الهادي البشير ، والسراج المنير ، الَّذي ماترك خيراً إلاَّ ودلنا عليه ، ولا شراً إلاَّ وحذرنا منه بأبي هو وأُمّي ، فقد أمركم الله بذلك في كتابه فقال: (إِنَّ ٱللَّهَ وَمَلَـٰئِكَـتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى ٱلنَّبِىّ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلّمُواْ تَسْلِيمًا)، وقال r : {من صلى عليَّ مرة صلى الله عليه بها عشرًا}. اللهم صلِ وسلَّمْ وأنعمْ وأكرمْ ، وزدْ وباركْ على عبدِكَ ورسولِكَ محمدٍ وارضَ اللهم عن الخلفاءِ الأئمةِ الحُنفاءِ ، أبي بكرٍ وعُمرَ وعُثمانَ وعلي وعن سائرِ أصحابِ نبيك أجمعين وعن التابعينَ وتابعيهم بإحسانٍ إلى يومِ الدينِ وعنا معهم بِمنِك وفضلِكَ ورحمتِكَ يا أرحمَ الرحمين ، اللهم أعزَ الإسلامَ والمسلمينَ ، وأذلَّ الشركَ والمشركين ودمرْ أعداءَ الدينِ ، من اليهودِ والنصارى وجميعِ الكفرةِ والمُلحدين،اللهم ثَبتْنا على نهجِ الاستقامةِ ، وأعذْنا من موجباتِ الحسرةِ والندامةِ يومَ القيامةِ ، وخفَّفْ عنَاّ ثُقلَ الأوزارِ وارزقنا عيشةَ الأبرارِ، وانظمْنا في سلكِ حزبِك المُفلحين ، وأتممْ علينا نعَمَتَك الوافيةَ ، وارزُقْنا الإخلاصَ ، في أعمالِنا والصَّدقَ في أقوالِنا ، وعُدْ علينا بإصلاحِ قُلُوبِنا وذُرِّيَتِنَا ، واغفرْ لنا ولوالدِينا ولجميعِ المسلمين ، برحمتِك يا أرحمَ الرحمين ، اللهم احفظْ بلادَنا وولاةَ أمرِنا وعلماءَنا ودُعاتَنا ، اللهم وحِّدْ كلمتَنا وقوي شوكتَنا ياربَّ العالمينَ ، اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنيين والمؤمنات ، الأحياء منهم والأموات ، اللهم ربنا ( آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) ( وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ).