المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : علاقة الملائكة ببني آدم



الشيخ/عبدالله السالم
21-09-2012, 14:53
الحمدُ للهِ ،قدَّمَ من شاءَ بفضلِهِ ، وأخرَّ من شاءَ بعدلِهِ ، هو الكريمُ الوهابُ ، هازمُ الأحزابِ ، ومنشئُ السحابِ ، ومنزلُ الكتابِ ، ومسببُ الأسبابِ ، وخالقُ الناسِ من ترابٍ ، هو المبدءُ المعيدُ ، الفعالُ لمايُريدُ ، جلَّ عن أتخاذِ الصاحبةِ والولدِ ، ولم يكنْ له كفواً أحدٌ ، أشهدُ أن لا إلهَ إلا هوَ ، وحدَهُ ولا شريكَ له ( لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) ، وأشهدُ أن محمداً عبدُهُ ورسولُهُ صلى اللهُ عليه ، وعلى آلِهِ وصحبِهِ وسلم تسليماً كثيراً : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ) (يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ) (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا*يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً) أما بعد : أيها المسلمون، فَإنَّ عِلاقةَ الملائكةِ بابنِ آدمَ وثيقةٌ ، مِنْ يومِ أن يَمرَّ على النطفةِ في الرحمِ ، ثنتانِ وأربعونَ ليلةً، ففي صحيحِ مُسلم أَنَّ عَامِرَ بْنَ وَاثِلَةَ tسَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ t يَقُولُ الشَّقِىُّ مَنْ شَقِىَ فِى بَطْنِ أُمِّهِ وَالسَّعِيدُ مَنْ وُعِظَ بِغَيْرِهِ. فَأَتَى رَجُلاً مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ e يُقَالُ لَهُ حُذَيْفَةُ بْنُ أُسِيدٍ الْغِفَارِىُّ t فَحَدَّثَهُ بِذَلِكَ مِنْ قَوْلِ ابْنِ مَسْعُودٍ t فَقَالَ وَكَيْفَ يَشْقَى رَجُلٌ بِغَيْرِ عَمَلٍ فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ أَتَعْجَبُ مِنْ ذَلِكَ فَإِنِّى سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ e يَقُولُ { إِذَا مَرَّ بِالنُّطْفَةِ ثِنْتَانِ وَأَرْبَعُونَ لَيْلَةً بَعَثَ اللَّهُ إِلَيْهَا مَلَكًا فَصَوَّرَهَا وَخَلَقَ سَمْعَهَا وَبَصَرَهَا وَجِلْدَهَا وَلَحْمَهَا وَعِظَامَهَا ثُمَّ . قَالَ يَا رَبِّ أَذَكَرٌ أَمْ أُنْثَى ؟ فَيَقْضِى رَبُّكَ مَا شَاءَ ، وَيَكْتُبُ الْمَلَكُ ، ثُمَّ يَقُولُ يَا رَبِّ أَجَلُهُ . فَيَقُولُ رَبُّكَ مَا شَاءَ وَيَكْتُبُ الْمَلَكُ ، ثُمَّ يَقُولُ يَا رَبِّ رِزْقُهُ . فَيَقْضِى رَبُّكَ مَا شَاءَ وَيَكْتُبُ الْمَلَكُ ، ثُمَّ يَخْرُجُ الْمَلَكُ بِالصَّحِيفَةِ فِى يَدِهِ ، فَلاَ يَزِيدُ عَلَى مَا أُمِرَ وَلاَ يَنْقُصُ }وفي مسندِ الإمامِ أحمد أنَّهُ e قال {إِنَّ النُّطْفَةَ تَكُونُ فِى الرَّحِمِ أَرْبَعِينَ يَوْماً عَلَى حَالِهَا لاَ تَغَيَّرُ فَإِذَا مَضَتِ الأَرْبَعُونَ صَارَتْ عَلَقَةً ، ثُمَّ مُضْغَةً كَذَلِكَ ، ثُمَّ عِظَاماً كَذَلِكَ، فَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يُسَوِّىَ خَلْقَهُ ، بَعَثَ إِلَيْهَا مَلَكاً ، فَيَقُولُ الْمَلَكُ الَّذِى يَلِيهِ ، أَىْ رَبِّ أَذَكَرٌ أَمْ أُنْثَى ، أَشْقِىٌّ أَمْ سَعِيدٌ ، أَقَصِيرٌ أَمْ طَوِيلٌ أَنَاقِصٌ أَمْ زَائِدٌ ، قُوتُهُ وَأَجَلُهُ ، أَصَحِيحٌ أَمْ سَقِيمٌ ، قَالَ فَيُكْتَبُ ذَلِكَ كُلُّهُ } فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ فَفِيمَ الْعَمَلُ إِذاً وَقَدْ فُرِغَ مِنْ هَذَا كُلِّهِ قَالَ e{اعْمَلُوا فَكُلٌّ سَيُوَجَّهُ لِمَا خُلِقَ لَهُ} ويَنفُخُ فيها الرّوحَ ، وهاهي الْمُعقباتُ تلازمُ الإنسانَ ، من أمامِهِ وورائِهِ طيلةَ حياتِهِ ، لتحفظَهُ في نومِهِ ويقظتِهِ ، من الجنِّ والإنسِ والهوامِ إلاَّ إذا جاءَ القدرُ ، خلَّتْ بينَهُ وبينَها ، ليصيبَهُ ما شاءَ اللهُ ذلك، وها هم واحدٌ عن اليمينِ يكتبُ الحسناتِ ، وآخرُ عن الشمالِ يكتبُ السيئاتِ (مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ) ، وكأنَّ حالَ هذين الملَكينِ ، يعظانِ ابنَ آدمَ، صحيفتُك قد بُسطتْ لكَ، فأللهَ اللهَ ، املأَها بالحسناتِ والصالحاتِ الباقياتِ ، وحذَارِ من أن تُلَطّخَ سجلاتِكَ بالسيئاتِ الطالحاتِ ، فكلُّ شيءٍ مكتوبٌ، إمَّا هُنا أو هُنَاك ، رحمةُ اللهِ على الإمامِ أحمدَ ، كان في مرضِ موتِهِ، وكانَ يَئنُّ ، من شدةِ حرصِهِ على سلامةِ صحيفتِهِ ولو مما يكرَهُ، فَيأتيهِ من يبلغُهُ أن طاووسَ رحمَهُ اللهُ يقولُ: "يَكتبُ الملَكُ كلَّ شيءٍ حتى الأنينَ"، فلم يَئنْ أحمدُ بعدَها حتى ماتَ رحمه اللهُ ، وها هي الملائكةُ تحضرُ يومَ موتِكَ ورحيلِكَ، ولها معكَ شأنٌ أيما شأنٍ، فملائكةٌ تقبضُ الروحَ ، بإذنِ ربِّها وباريها، (حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمْ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لا يُفَرِّطُونَ) وملائكةٌ تنزلُ عليكَ تُبَشِّرُكَ وتُثَبِّتُك،يقولُ تعالى (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمْ الْمَلائِكَةُ أَلاَّ تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا) قالَ القرطبيُ رحمهُ اللهُ في تفسيره (أَلا تَخَافُوا) مَا تَقدْمُونَ عليه من بعدِ مَماتِكُم ( وَلا تَحْزَنُوا ) على ما تُخَّلِفُونَهُ وراءَكُم (وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ * نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ) اللهُ أكبرُ تَتَنزلُ ومَعَهَا كَفنٌ من الجنةِ ، وحَنُوطٌ من الجنةِ ، بِيضُ الوجوهِ ، حِسَانُ الْمَنظرِ ، ما إِنْ يَراهُم المؤمنُ عِندَ الموتِ ، إلاَّ ويَفرحُ ويُسرُّ، وملائكةٌ أخرى ، تتنزلُ على الكفارِ والمجرمينَ ، لتبشرَهم بالنارِ وغضبِ الجبارِ،يقولُ تعالى (وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنْتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ) ينزلونَ ومعهم كفنٌ من النارِ، سُودُ الوجُوهِ، وما إنْ يَذهَبَ الإنسانُ إلى قبرِهِ ، حتى يأتيانِهِ فيسألانِهِ تلكَ الأسئلةَ الثلاثَ، فَاز بها من أجابَ، وخابَ من تاهَ لسانُهُ عن الجوابِ، فالمؤمنُ الموفّقُ يَفرِشونَ له من الجنةِ، ويَفتَحُونَ لهُ بابًا إلى الجنةِ، والكافرُ يُفرشُ له من النارِ، ويُفتحُ له بابٌ إلى النارِ ،وهاهُم على أبواب الجنةِ يقولون للأتقياء (طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ)قال تعالى (وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ) نسألُ الكريمَ سبحانه من فضلِهِ،وهاهم على أبوابِ جهنم يقولون لأهلِها ، كما قال تعالى (حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا بَلَى وَلَكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ)ويقولُ سُبحانه(وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِهَا فَالْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنْتُمْ تَفْسُقُونَ) اللهُم أجرنا من النار أللهُم أجرنا من النّار أللهُم أجرنا من النار..
بارك الله لي ولكم في القران العظيم ،
ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم ، أقولُ ما تسمعونَ وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم منكلِّ ذنب ، فاستغفروه يغفر لكم إنه هو الغفور الرحيم






الحمدُ للهِ، خلقَ فأبدعَ ، وخَفَضَ من خَلقِهِ من شاءَ ورفعَ ، أشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لهُ، أكرمُ من أَعطى وأحكمُ من منعَ ، وأشهدُ أن محمدًا عبدُهُ ورسولُهُ الشافعَ المشفعَ صلى الله وسلم عليه ، وعلى آلهِ وأصحابِهِ السجَّدِ الركعِ، ومن تبعَهم بإحسانٍ ، إلى يومٍ ، معاذيرِ الظالمينَ فيه لا تنفعُ.أمَّا بعد : أيُّها الأحبةُ في الله ،فَإنَّ الملائكةَ تُحبُّ المؤمنينَ، ففي الصحيحينِ من حديثِ أبي هريرةَ t يقولُ e:واللفظُ لمسلم { إِنَّ اللَّهَ إِذَا أَحَبَّ عَبْدًا دَعَا جِبْرِيلَ فَقَالَ إِنِّى أُحِبُّ فُلاَنًا فَأَحِبَّهُ ، فَيُحِبُّهُ جِبْرِيلُ ثُمَّ يُنَادِى فِى السَّمَاءِ فَيَقُولُ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فُلاَنًا فَأَحِبُّوهُ. فَيُحِبُّهُ أَهْلُ السَّمَاءِ ، ثُمَّ يُوضَعُ لَهُ الْقَبُولُ فِى الأَرْضِ . وَإِذَا أَبْغَضَ عَبْدًا دَعَا جِبْرِيلَ فَيَقُولُ إِنِّى أُبْغِضُ فُلاَنًا فَأَبْغِضْهُ،فَيُبْغِضُهُ جِبْرِيلُ ثُمَّ يُنَادِى فِى أَهْلِ السَّمَاءِ إِنَّ اللَّهَ يُبْغِضُ فُلاَنًا فَأَبْغِضُوهُ ، فَيُبْغِضُونَهُ ثُمَّ تُوضَعُ لَهُ الْبَغْضَاءُ فِى الأَرْضِ }وأنتَ راءٍ هذا في الأرضِ بين الناسِ، من الناسِ من تحبُّهُ الناسُ وتألفُهُ، وهو لم يعطْها يومًا لا دِرهَمَ ولا دِينَار ، وقد لا يعرفُهم، لكِنَّها محبةُ السماءِ ومحبةُ الأرضِ، نسألُ اللهَ الكريمَ من جودِهِ وبرِّهِ ، والملائكةُ تصلي علينا، يقولُ تعالى (هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنْ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ) وصلاتُها بمعنى الدعاءِ للنَّاسِ والاستغفارِ لهم ، فصحَّ عند الترمذي أنها تصلي على مُعلمِ النَّاسِ الخيرَ، وهي تُصلي على المبكرينَ للمساجدِ ، المنتظرينَ للجماعةِ ، كما في مُسلمٍ :وتقولُ: اللهم اغفرْ لهُ، اللهم ارحمْهُ. وتصلى على الصفوفِ الأُوَلِ منها ، كما صحَّ عند أبي داودَ...وروى أبو داودَ في سننِهِ وصححَهُ الألباني عن علي بنِ أبي طالبٍ t عن النبي e قال: { ما من رجلٍ يعودُ مريضًا مُمسيًا إلا خرجَ معه سبعونَ ألفَ مَلَكٍ يستغفرونَ له حتى يصبحَ، وكان له خريفٌ في الجنةِ، ومن أتاهُ مصبحًا خرجَ معَهُ سبعونَ ألفَ ملكٍ يستغفرونَ له حتى يُمسي، وكان له خريفٌ في الجنةِ} وهاهي الملائكةُ تَبحثُ عن مجالسِ العلمِ وتشهدُها، ففي الصحيحينِ عن أبي هريرةَ t قالَ: قالَ النبيُّ e: {إن للهِ ملائكةً يطوفونَ في الطرقِ، يلتمسونَ أهلَ الذكرِ، فإذا وجدوا قومًا يذكرونَ اللهَ تنادوا: هلموا إلى حاجتِكم ـ قال ـ: فيحفونهم بأجنحتِهم إلى السماءِ الدنيا}وها هي الملائكةُ الكرامُ تَحضرُ يومَ الجمعةِ وخُطبتَها،ففي الصحيحينِ عن أبي هريرةَ t قالَ: قالَ رسولُ اللهِ e: {إذا كانَ يومُ الجمعةِ وقفتِ الملائكةُ على بابِ المسجدِ، يَكتبُونَ الأولَ فالأولَ، فإذا خرجَ الإمامُ طووا صُحفَهم، وجَلسُوا يَستَمِعُونَ الذكرَ} فيا للهِ كم من سابقٍ قد كُتبَ في أولِ صُحَفِهم ، هنيئًا لهُ ، وكم من المحرومينَ ، التي تُطوى الصُّحفُ كثيرًا ، ولم يُدرِكُوها بتأخرِهم وتباطُئِهِمِ ، والملائكةُ تُحبُّ القرآنَ وسماعَهَ، ومنهم من يتنزلُ من السماءِ حين يُقرأُ القرآنَ ،والملائكةُ تقاتلُ مع المؤمنينَ ، وتُثبتُهم في الحروبِ، وشُهودُها لبدرٍ وأُحُدٍ والخندقِ وغيرِها ، أثبتْها القرآنُ وصحتْ بها السنةُ ، والملائكةُ تُنَاصِرُ الصَّالحينَ من العبادِ بإذنِ اللهِ، ويأمرُها اللهُ بتفريجِ كُرَبِهم ،كما في قصة أبي معلق ، والملائكةُ تَشهدُ جَنائزَ الصَّالحينَ، روى النسائيُ عن ابنِ عمرَ t وصححَهُ الألباني أن رسولَ اللهِ e قال في سعدِ بنِ معاذٍt {هذا الذي تحركَ له العرشُ، وفُتحتْ له أبوابُ السماءِ، وشَهِدَهُ سبعُونَ ألفًا من الملائكةِ} اللهم صلِّ وسلمْ وأنعمْ وأكرمْ وزدْ وباركْ ، على عبدِك ورسولِكَ محمدٍ ، وارضَ اللهم عن أصحابِهِ الأطهارِ ، ما تعاقبَ الليلُ والنهارُ ، أبي بكرٍ وعمرَ وعثمانَ وعليٍّ ، وعن سائرِ أصحابِ نبيِّك أجمعين ، وعن التابعينَ وتابعِيهم بإحسانٍ إلى يومِ الدينِ ، وعنَّا معَهم بمنِّكَ وفضلِكَ ورحمتِكَ يا أرحمَ الراحمينَ .اللهم أعزَّ الإسلامَ المسلمينَ ، ودمرْ أعداءَ الدينِ من اليهودِ والنصارى ، وجميعِ الكفرةِ الملحدينَ ، اللّهُم يا عظيمَ العفوِ ، ويا وسعَ المغفرةِ ، ويا قريبَ الرّحمةِ ، ويا ذا الجلالِ والإكرامِ ، هبْ لنا العافيةَ ، في الدُنيا والآخرةِ ، اللّهُم اجعلْ رزقَنَا رغداً ، ولا تُشمتْ بنا أحداً ، اللهم إنا نسألُكَ ، بعزِّكَ الذي لا يرامُ ، وملكِكَ الذي لا يُضامُ ، وبنورِكَ الذي ملأ أركانَ عرشِكَ ، أن تكفيَنا شرَّ ما أهمَنا وما لا نهتمُ به ، وأن تعيذَنا من شرورِ أنفسِنا ومن سيئاتِ أعمالِنا ، اللهم رَغّبْنا فيما يبقى ، وَزَهّدْنا فيما يفنى ، وهبْ لنا اليقينَ ، الذي لا تسكنْ النفوسُ إلا إليهِ ، ولا يُعوَّلُ في الدينِ إلا عليهِ ، اللهم اجعلْ بَلدَنا هذا آمناً مطمئناً ، وسائرَ بلادِ المسلمينَ ، اللهم أيدْ إمامَنا بتأيدِكَ ، وانصرْ بهِ دينَكَ ، ووفقْهُ إلى هُدَاكَ ، واجعلْ عمَلَهُ في رضاكَ ، وارزقْهُ اللهم البطانةَ الصالحةَ الناصحةَ ، التي تدلُهُ على الخيرِ ، وتعينه عليه، اللهم أرحمْ موتانا ، وعافي مُبتلانا ، واقضِ الدينَ عن مدينِنا ، وردَّ ضالَنا إليكَ رداً جميلاً ، ( رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ) (ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار) ، عبادَ اللهِ إن اللهَ يأمرُ بالعدلِ والإحسانِ وإيتاءِ ذا القربى وينهى عن الفحشاءِ والمنكرِ والبغي يعظُكم لعلكم تذكرونَ ( وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ)



الخطبة بصوت الشخ


http://abosami.com/pro/mk2.mp3

سالم الظفيري
21-09-2012, 21:04
بارك الله فيك شيخنا الفاضل

وجزاك الله خير

هند القاضي
21-09-2012, 21:21
جزاك الله خير