المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خطبة جمعة بعنوان تعداد السكان 1431



الشيخ/عبدالله الواكد
22-04-2010, 15:10
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هذه خطبة جمعة عن التعداد السكاني الذي سيبدأ الثلاثاء القادم
13/5/1431 هـ أسأل الله أن ينفع بها

أخوكم عبدالله الواكد

بمناسبة التعداد السكاني الذي سيبدأ بتاريخ 13/5/1431
الخطبة الأولى
أيها الأخوة المسلمون : إن تقدير الأمور قبل أوانها ، وحساب الأشياء قبل وقتها ، أمر مطلوب ، يسهم في زيادة الفائدة وتقليل الضرر والخسارة ، والله عز وجل من دقة صنعته وكمال حكمته أن خلق الخلق بقدر وحكمة قال تعالى ( وكل شيء عنده بمقدار ) وقال سبحانه ( وخلق كل شيء فقدره تقديرا ) والآيات في هذا الباب كثيرة جدا ، فالله سبحانه قدر كل شيء ، فالقمر قدره منازل لتستقيم الشهور والسنين والحساب ، والغيث قدره سبحانه وأنزله من السماء بقدر ، لينفع العباد والبلاد ، وقدر الأرزاق والآجال ، لحكمة يعلمها سبحانه ، وهذا من دقيق صنعته وحكمته سبحانه وتعالى ، وأما البشر فإنهم لا يعلمون الغيب ، ولم يحط علمهم بما أحاط به الله سبحانه ، ولكنهم عمدوا إلى تقدير الأمور قبل وقتها ، لما علموا أن في هذا العمل تحقيق لغاية المصلحة ، وهذا التقدير يحتاج إلى إحصاءات ومعلومات توصل إليه ، وكلما صحت كان التقدير سليما ، فالناس دائما يقدرون أمور حياتهم بناء على حسابات وإحصاءات بل ربما لا يمر على أحدنا أيام دون هذه التقديرات ، كل ذلك تحاشيا للنقص والزيادة ، أو طمعا في الربح وخوفا من الخسارة ، أو توفيرا للوقت والجهد والمال ، وهذا كله من التخطيط المحمود ، الذي يحفظ النعم ، ويدرأ النقم ، وكذلك في أمور الحياة كلها من زراعة وصناعة وتجارة وغيرها ، حتى في الحروب ، فالنبي صلى الله عليه وسلم في غزوة بدر الكبرى ، أراد أن يعرف عدد المشركين ، فسأل أحد رعاتهم ، قال له عليه الصلاة والسلام : كم تنحرون من الإبل كل يوم فقال الراعي بين التسع والعشر ، فعلم النبي صلى الله عليه وسلم أن عددهم بين التسعمائة والألف فكانوا كذلك ، وكلما كان التقدير صحيحا ، كلما أصبحت النتيجة مطابقة للمطلوب ، وقد اعتنت الدول والحكومات منذ زمن بعيد ، بالدراسات والإحصاءات ، التي تعينها في وضع النقاط على حروف المستقبل ، وتسيير أمور التنمية والتطوير على أسس سليمة ، ومعايير صحيحة ، ولعلكم تعلمون أن سبب صناعة الحاسب الآلي وتطويره ، هي الإحصاءات السكانية أيها الناس : لقد اعتمد ولاة الأمر في هذه البلاد حرسها الله ، خططا خمسية وعشرية ، تنفذ فيها المشاريع التنموية ، ومن ثم يعاد تقييمها ، وكل هذ الدراسات والإحصاءات ، كلها من أجل الناس ، وتسهيل أمور حياتهم ، فالمواطن هو الركن الأساسي في الحياة ، والعنصر البشري ، هو الذي تقوم على كاهله مصالح الحياة كلها ، حتى المقيمين والزائرين ، لهم عين الإعتبار في ذلك ، وقوام هذه الخطط التنموية ، يقوم على الإحصاء العددي والنوعي ، للسكان والمساكن ، والمرافق والخدمات العامة ليتم وضع خطط التنمية والتطوير، وتنفيذها وفقا لأسس واضحة ، ومقاييس جلية ، تعطي لولاة الأمر والمسئولين ، مؤشرات دقيقة ، عن احتياجات الأفراد والمجتمعات ، والاحتياجات المستقبلية
ليتم على ضوئها ، تمنية الموارد البشرية والحياتية ، وتوزيع الخدمات ، وإقامة المشروعات ، وإعداد النفقات اللازمة لها ، وذلك أمر مبناه على مصلحة الأمة ، وبناء قوتها المادية والمعنوية ، وكل أمر يصب في مصلحة الفرد أو المجتمع ، مما أباحه الله ، وليس فيه ضرر ثابت ، ولا إضرار بحقوق الغير، فهو من المصالح المرسلة المأمور به والمرغب به شرعا ، ويعتبر القيام به ، من النصح الصادق للأمة ، يشترك في ذلك الراعي والرعية على حد سواء
ومن اجل المصلحة العامة ، والتعاون على حمل الهم المشترك ، التعاون فيما بيننا جميعا ، من خلال الإسهام والمشاركة ، في أعمال التعداد العام للسكان والمساكن والأسر ، والذي سيكون الإسناد الزمني ، والتجهيز لعملية العد ، يوم الثلاثاء القادم ، والعد الفعلي ، سيبدأ يوم الأربعاء القادم ، فالعمل فيه مع احتساب الأجر ، نرجوا من الله أن تكون قربة يرجو الصادق والمخلص فيها برها وأجرها ، كما أن الإدلاء بالمعلومات الصحيحة ، التي يطلبها موظفو التعداد ، لازم شرعي ، وواجب وطني ، يدعو إليه الدين ، وتدفع إليه المصلحة الوطنية .
نسأل الله أن ينفع بالجهود ويحقق المنى ، ويجعل من هذه الأعمال خير معين لدولتنا على تحقيق ما يجب عليها تجاه الرعية والمقيمين في هذا المجتمع المبارك ، إنه سميع مجيب .
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم




الخطبة الثانية
أيها المسلمون : ينبغي على كل من كلف بأعمال التعداد ، أن يجتهد في فهم ما يطلب منه من عمل ، وتنفيذه على الوجه الأكمل ، وذلك بالصدق في تدوين المعلومة ، والاجتهاد في الحصول عليها ، والمبادرة في انجاز العمل في وقته . بالإضافة إلى حفظ المعلومات التي لها طابع السرية ، الخاصة بالافراد والأسر والبيوت والعوائل ، حيث لا يجوز له إطلاقا ، أن يبوح بها إلى غير المعنيين بأمور الإحصاءات العامة ، ومن خالف ذلك ، فإنه خان الأمانة الملقاة على عاتقه ، وعليه أن يحافظ على مدوناته ويسلمها كاملة وافيه ، وعلى موظف التعداد ، أن يتأدب بأدب الاسلام ، في معاملته مع الناس ، واسلوب طرقه للبيوت ، والتفاهم مع الأسر ، وغض البصر عن ما لا يجوز النظر إليه ، وإحسانه القول والعمل ، وهم إن شاء الله كذلك ، لأن جلهم إن لم يكونوا كلهم ، من المعلمين والمربين ، وهم قدوات المجتمع في التربية والتعليم ،
وعلى جميع أفراد المجتمع ، أن يكونوا عوناً لدولتهم ، وممن فوض إليهم العمل ، من خلال احترام موظفي التعداد ، وتزويدهم بالمعلومات التي يطلبونها ، صحيحة سليمة وقت طلبها ، ففي ذلك تعاون على البر والتقوى إن شاء الله
مؤملين أن نرى في المستقبل القريب ، نتائج طيبة ، لهذه الإحصاءات ، تنعكس آثارها ، على إخواننا وأخواتنا وأولادنا وبناتنا ، وعلى المواطنين عامة ، وعلى مؤسسات المجتمع وبناه التحتية ، وعلى الخدمات العامة ، وحاجات الناس الضرورية ، ونسأل الله أن يوفق ولاة أمرنا لما فيه نفع الإسلام والمسلمين وأن يسدد خطاهم على ما يرضي الله سبحانه ، وأن يعين القائمين على هذا العمل الجليل ، وأن يوفق المسلمين إلى التعاون على البر والتقوى ،
صلوا وسلموا على محمد صلى الله عليه وسلم