المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ***حكم تهنئة الكفار بأعيادهم ***



ابو ضاري
27-12-2009, 00:54
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


حكم تهنئة الكفار بأعيادهم (http://islamqa.com/ar/cat/2021#top)
ما حكم تهنئة الكفار بأعيادهم ؟ .




الحمد لله
تهنئة الكفار بعيد الكريسمس أو غيره من أعيادهم الدينية حرام بالاتفاق ، كما نقل ذلك ابن القيم - يرحمه الله - في كتاب ( أحكام أهل الذمة ) حيث قال : " وأما التهنئة بشعائر الكفر المختصة به فحرام بالاتفاق ، مثل أن يهنئهم بأعيادهم وصومهم ، فيقول: عيد مبارك عليك ، أو تهْنأ بهذا العيد ونحوه ، فهذا إن سلم قائله من الكفر فهو من المحرمات وهو بمنزلة أن يهنئه بسجوده للصليب بل ذلك أعظم إثماً عند الله ، وأشد مقتاً من التهنئة بشرب الخمر وقتل النفس ، وارتكاب الفرج الحرام ونحوه ، وكثير ممن لا قدر للدين عنده يقع في ذلك ، ولا يدري قبح ما فعل ، فمن هنّأ عبداً بمعصية أو بدعة ، أو كفر فقد تعرض لمقت الله وسخطه ." انتهى كلامه - يرحمه الله - .
وإنما كانت تهنئة الكفار بأعيادهم الدينية حراماً وبهذه المثابة التي ذكرها ابن القيم لأن فيها إقراراً لما هم عليه من شعائر الكفر، ورضى به لهم ، وإن كان هو لا يرضى بهذا الكفر لنفسه ، لكن يحرم على المسلم أن يرضى بشعائر الكفر أو يهنّئ بها غيره ، لأن الله تعالى لا يرضى بذلك كما قال الله تعالى : { إن تكفروا فإن الله غني عنكم ولا يرضى لعباده الكفر وإن تشكروا يرضه لكم } وقال تعالى : { اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً } ، وتهنئتهم بذلك حرام سواء كانوا مشاركين للشخص في العمل أم لا .
وإذا هنؤنا بأعيادهم فإننا لا نجيبهم على ذلك لأنها ليست بأعياد لنا ، ولأنها أعياد لا يرضاها الله تعالى ، لأنها إما مبتدعة في دينهم وإما مشروعة لكن نسخت بدين الإسلام الذي بعث الله به محمداً إلى جميع الخلق ، وقال فيه : { ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين } . وإجابة المسلم دعوتهم بهذه المناسبة حرام ، لأن هذا أعظم من تهنئتهم بها لما في ذلك من مشاركتهم فيها .
وكذلك يحرم على المسلمين التشبه بالكفار بإقامة الحفلات بهذه المناسبة ، أو تبادل الهدايا أو توزيع الحلوى ، أو أطباق الطعام ،أو تعطيل الأعمال ونحو ذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم : { من تشبّه بقوم فهو منهم } . قال شيخ الإسلام ابن تيميه في كتابه : ( اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم ) : " مشابهتهم في بعض أعيادهم توجب سرور قلوبهم بما هم عليه من الباطل ، وربما أطمعهم ذلك في انتهاز الفرص واستذلال الضعفاء " . انتهي كلامه يرحمه الله .
ومن فعل شيئاً من ذلك فهو آثم سواء فعله مجاملة أو توددا أو حياء أو لغير ذلك من الأسباب لأنه من المداهنة في دين الله، ومن أسباب تقوية نفوس الكفار وفخرهم بدينهم .
والله المسئول أن يعز المسلمين بدينهم ، ويرزقهم الثبات عليه ، وينصرهم على أعدائهم ، إنه قوي عزيز . ( مجموع فتاوى ورسائل الشيخ ابن عثيمين 3/369 ) .



حكم مشاركة الكفار في أعيادهم


شاهدت الكثير من المسلمين يشاركون في احتفالات الكريسمس وبعض الاحتفالات الأخرى .
فهل هناك أي دليل من القرآن والسنة يمكن أن أريه لهم يدل على أن هذه الممارسات غير شرعية ؟




الحمد لله
لا يجوز مشاركة الكفار في أعيادهم للأمور التالية :
أولاً : لأنه من التشبه و " من تشبه بقوم فهو منهم . " رواه أبو داود ( وهذا تهديد خطير ) ، قال عبد الله بن العاص من بنى بأرض المشركين وصنع نيروزهم ومهرجاناتهم وتشبه بهم حتى يموت خسر في يوم القيامة .
ثانياً : أن المشاركة نوع من مودتهم و محبتهم قال تعالى : ( لا تتخذوا اليهود و النصارى أولياء … ) الآية ، وقال تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة وقد كفروا بما جاءكم من الحق … ) الآية .
ثالثاً : إن العيد قضية دينية عقدية وليست عادات دنيوية كما دل عليه حديث : " لكل قوم عيد و هذا عيدنا " و عيدهم يدل على عقيدة فاسدة شركية كفرية .
رابعاً : ( و الذين لا يشهدون الزور …) الآية فسرها العلماء بأعياد المشركين ، و لا يجوز إهداء أحدهم بطاقات الأعياد أو بيعها عليهم و جميع لوازم أعيادهم من الأنوار و الأشجار و المأكولات لا الديك الرومي ولا غيره و لا الحلويات التي على هيئة العكاز أو غيرها .



حضور أعياد المشركين


هل يجوز حضور الاحتفال بأعياد النصارى وتهنئتهم بها ؟.




الحمد لله


قال ابن القيم رحمه الله : ولا يجوز للمسلمين حضور أعياد المشركين باتفاق أهل العلم الذين هم أهله . وقد صرح به الفقهاء من أتباع المذاهب الأربعة في كتبهم . . . وروى البيهقي بإسناد صحيح عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال : (لا تدخلوا على المشركين في كنائسهم يوم عيدهم فإن السخطة تنزل عليهم) . وقال عمر أيضاً : (اجتنبوا أعداء الله في أعيادهم) . وروى البيهقي بإسناد جيد عن عبد الله بن عمرو أنه قال : (من مَرَّ ببلاد الأعاجم فصنع نيروزهم ومهرجانهم وتشبه بهم حتى يموت وهو كذلك حشر معهم يوم القيامة) اهـ أحكام أهل الذمة 1 /723-724 .



هل يجوز بيع الاشياء التي تتعلق بااعياد الكفار
الحمد لله
لا يجوز لأحدٍ من المسلمين أن يشارك في أعياد الكفَّار ، سواء بحضور أو تمكين لهم بإقامته أو ببيع مواد وسلع تتعلق بتلك الأعياد .
كتب الشيخ محمد بن إبراهيم ـ رحمه الله ـ إلى وزير التجارة قائلاً : من محمد إبراهيم إلى معالي وزير التجارة سلمه الله . السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد :
ذُكر لنا أن بعض التجار في العام الماضي استوردوا هدايا خاصة بمناسبة العيد المسيحي لرأس السنة الميلادية ، من ضمن هذه الهدايا شجرة الميلاد المسيحي ، وأن بعض المواطنين كانوا يشترونها ويقدمونها للأجانب المسيحيين في بلادنا مشاركة منهم في هذا العيد .
وهذا أمر منكر ما كان ينبغي لهم فعله ، ولا نشك في أنكم تعرفون عدم جواز ذلك ، وما ذكره أهل العلم من الاتفاق على حظر مشاركة الكفار من مشركين وأهل كتاب في أعيادهم .
فنأمل منكم ملاحظة منع ما يرد بالبلاد من هذه الهدايا وما في حكمها مما هو خصائص عيدهم.
فتاوى الشيخ محمد بن إبراهيم " ( 3 / 105 ) .
وسئل الشيخ عبد العزيز بن باز – رحمه الله - :
بعض المسلمين يشاركون النصارى في أعيادهم ، فما توجيهكم ؟ .
فأجاب :
لا يجوز للمسلم ولا المسلمة مشاركة النصارى أو اليهود أو غيرهم من الكفرة في أعيادهم ، بل يجب ترك ذلك ؛ لأن " مَن تشبَّه بقوم فهو منهم " ، والرسول عليه الصلاة والسلام حذرنا من مشابهتهم والتخلق بأخلاقهم ، فعلى المؤمن وعلى المؤمنة الحذر من ذلك ، ولا تجوز لهما المساعدة في ذلك بأي شيء لأنها أعياد مخالفة للشرع ، فلا يجوز الاشتراك فيها ، ولا التعاون مع أهلها ، ولا مساعدتهم بأي شيء لا بالشاي ولا بالقهوة ولا بغير ذلك كالأواني وغيرها ؛ ولأن الله سبحانه يقول : ( وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب ) فالمشاركة مع الكفرة في أعيادهم نوع من التعاون على الإثم والعدوان .
" مجموع فتاوى الشيخ ابن باز " ( 6 / 405 ) .
وفي بيان لعلماء اللجنة الدائمة حول المشاركة باحتفالات الألفية قالوا :
سادساً : لا يجوز لمسلم التعاون مع الكفار بأي وجه من وجوه التعاون في أعيادهم ومن ذلك : إشهار أعيادهم وإعلانها ، ومنها الألفية المذكورة، ولا الدعوة إليها بأية وسيلة سواء كانت الدعوة عن طريق وسائل الإعلام ، أو نصب الساعات واللوحات الرقمية ، أو صناعة الملابس والأغراض التذكارية ، أو طبع البطاقات أو الكراسات المدرسية ، أو عمل التخفيضات التجارية والجوائز المادية من أجلها ، أو الأنشطة الرياضية، أو نشر شعار خاص بها . اهـ .
وعليه : فلا يجوز لك – أخي – المشاركة في صنع شيء يتعلق بأعياد الكفار ، واترك هذه الوظيفة لله تعالى ، وسيبدلك الله خيراً منها إن شاء .
والله أعلم

ربي اغفرلي
27-12-2009, 05:58
بارك الله فيك أخ أبو ضاري

سلطااان السويري
27-12-2009, 11:10
جزاك الله خير يابو ضاري


ولاهنت

شام
27-12-2009, 21:48
موضوع مفيد وجميل
بارك الله بك..

بعد ملي
28-12-2009, 17:02
اخي ابوضاري
جزاك الله خير
وبارك الله فيك

ابو ضاري
01-01-2010, 17:10
بارك الله فيكم

وجزاكم الله خير على هذا المرور الكريم

فرانسيسكا
01-01-2010, 17:15
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
مساك الله بالخير أخوي أبوضاري
جزاك الله خير على التنبيه
عقيدة الولاء والبراء ركن من أركان العقيدة
دمت بعافية

ابو ضاري
08-01-2010, 10:22
فرانسيسكا

بارك الله فيك

لوليتا
19-01-2010, 00:40
*
*


تنبيه واجب وبمحله اخى الضارى

بارك الله فيك على التبيان والتدليل

جزاك الله كل خير


*
*

شموخ شمالية
19-01-2010, 04:13
جزاك الله خير أخوي الضاري
وجعلها في موازين حسناتك

دمت بكل عزه

ابو ضاري
23-01-2010, 02:19
لوليتا


شموخ

بارك الله فيكن

شام
02-02-2010, 11:21
قال الإمام ابن القيم رحمه الله :
وأما التهنئة بشعائر الكفر المختصة به فحرام بالاتفاق ، مثل أن يهنئهم بأعيادهم ، وصومهم فيقول : عيد مبارك عليك : أو تهنأ بهذا العيد ونحوه ، فهذا إن سلم قائله من الكفر فهو من المحرمات ، وهو بمنزلة أن يهنئه بسجوده للصليب .
بل ذلك أعظم إثماً عند الله ، وأشد مقتًا من التهنئة بشرب الخمر وقتل النفس وارتكاب الفرج الحرام ونحوه .
وكثير ممن لا قدر للدين عنده يقع في ذلك ولا يدري قبح ما فعل ، فمن هنأ عبداً بمعصية أو بدعة أو كفر ، فقد تعرض لمقت الله وسخطه ؛ وقد كان أهل الورع من أهل العلم يتجنبون تهنئة الظلمة بالولايات ، وتهنئة الجهال بمنصب القضاء والتدريس والإفتاء ، تجنبًا لمقت الله وسقوطهم من عينه ، وإن بُلي الرجل بذلك فتعاطاه دفعًا لشرٍ يتوقعه منهم فمشى إليهم ولم يقل إلا خيراً ، ودعا لهم بالتوفيق والتسديد ، فلا بأس بذلك وبالله التوفيق . اهـ
( أحكام أهل الذمة )


وقال العلامة العثيمين رحمه الله تعالى :
مسألة: هل يجوز أن نهنئهم، أو نعزيهم، أو نعود مرضاهم أو نشهد جنائزهم؟
الجواب: أماالتهنئة بالأعياد فهذه حرام بلا شك، وربما لا يسلم الإنسان من الكفر؛ لأن تهنئتهم بأعياد الكفر رضا بها، والرضا بالكفر كفر، ومن ذلك تهنئتهم بما يسمى بعيد الكرسمس، أو عيد الفَصْح أو ما أشبه ذلك، فهذا لا يجوز إطلاقاً، حتى وإن كانوا يهنئونا بأعيادنا فإننا لا نهنئهم بأعيادهم، والفرق أنّ تهنئتهم إيانا بأعيادنا تهنئة بحق، وأن تهنئتنا إياهم بأعيادهم تهنئة بباطل، فلا نقول: إننا نعاملهم بالمثل إذا هنؤونا بأعيادنا فإننا نهنئهم بأعيادهم للفرق الذي سبق. اهـ
(الشرح الممتع) 8 / 75

شام
02-02-2010, 11:22
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى :

أعياد الكفار كثيرة مختلفة ، وليس على المسلم أن يبحث عنها ولا يعرفها ، بل يكفيه أن يعرف في أي فعل من الأفعال أو يوم أو مكان ، أن سبب هذا الفعل أو تعظيم هذا المكان أوالزمان من جهتهم ، ولو لم يعرف أن سببه من جهتهم ، فيكفيه أن يعلم أنه لا أصل له في دين الإسلام ، فإنه إذا لم يكن له أصل فإما أن يكون قد أحدثه بعض الناس من تلقاء نفسه ، أو يكون مأخوذاً عنهم ، فأقل أحواله أن يكون من البدع ، ونحن ننبه على ما رأينا كثيراً من الناس قد وقعوا فيه :
ومن ذلك ترك الوظائف الراتبة : من الصنائع ، والتجارات ، أو حلق العلم ، أو غير ذلك واتخاذه يوم راحة وفرح ، واللعب فيه بالخيل أو غيرها ، على وجه يخالف ما قبله وما بعده من الأيام .
والضابط أنه لا يُحدث فيه أمر أصلاً بل يُجعل يومًا كسائر الأيام ، فإنا قد قدمنا عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه نهاهم عن اليومين اللذين كانوا يلعبون فيهما في الجاهلية ، وأنه صلى الله عليه و سلم نهى عن الذبح بالمكان إذا كان المشركون يعيّدون فيه .
ومن ذلك ما يفعله كثير من الناس في أثناء الشتاء في أثناء كانون الأول لأربع وعشرين خلت منه ، ويزعمون أنه ميلاد عيسى عليه السلام ، فجميع ما يحدث فيه هو من المنكرات ، مثل إيقاد النيران ، وإحداث طعام ، واصطناع شمع ، وغير ذلك .
فإن اتخاذ هذا الميلاد عيداً هو دين النصارى ، وليس لذلك أصل في دين الإسلام ، ولم يكن لهذا الميلاد ذكر أصلاً على عهد السلف الماضين ، بل أصله مأخوذ عن النصارى .
وانضم إليه سبب طبيعي وهو كونه في الشتاء المناسب لإيقاد النيران ، وأنواع مخصوصة من الأطعمة .
وكما لا نتشبه بهم في الأعياد ، فلا يُعان المسلم المتشبه بهم في ذلك ، بل يُنهى عن ذلك ، فمن صنع دعوة مُخَالِفَة للعادةِ في أعيادهم لم تُجَبْ دعوته .
ومن أهدى من المسلمين هدية في هذه الأعياد ، مُخَالِفَة للعادة في سائر الأوقات غير هذا العيد ، لم تُقْبَل هديته ، خصوصًا إن كانت الهدية مما يستعان بها على التشبه بهم ، مثل : إهداء الشمع ونحوه في الميلاد ، أو إهداء البيض واللبن والغنم في الخميس الصغير الذي في آخر صومهم .
وكذلك أيضًا لا يُهدى لأحد من المسلمين في هذه الأعياد هدية لأجل العيد لا سيما إذا كان مما يستعان بها على التشبه بهم كما ذكرناه .
ولا يبيع المسلم ما يستعين به المسلمون على مشابهتهم في العيد من الطعام واللباس ونحو ذلك ؛ لأن في ذلك إعانة على المنكر . اهـ ( بتصرف )

( اقتضاء الصراط المستقيم 2 / 9 -12)

شام
02-02-2010, 11:22
مسألة : في بيع المسلم للكافر ما يستعين به في عيده !

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى :


فأما بيع المسلمين لهم في أعيادهم ما يستعينون به على عيدهم ، من الطعام واللباس والريحان ونحو ذلك ، أو إهداء ذلك لهم ، فهذا فيه نوع إعانة على إقامة عيدهم المحرّم ، وهو مبنيٌ على أصلٍ وهو : أن بيع الكفّار عنبًا أو عصيراً يتخذونه خمراً لا يجوز ، وكذلك لا يجوز بيعهم سلاحًا يقاتلون به مسلمًا .اهـ



اقتضاء الصراط المستقيم 2 / 15

شام
02-02-2010, 11:23
* بيان أن موافقة الكفار في أعيادهم لا تجوز


ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله تعالى – تحريم موافقة الكفار في أعيادهم بدلالة الكتاب والسنة والإجماع والاعتبار فقال :
أما الكتاب فمما تأوله غير واحد من التابعين وغيرهم في قوله تعالى :" وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا"
فروى أبو بكر الخلال في الجامع بإسناده ، عن محمد بن سيرين في قوله تعالى :" وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ " قال : هو الشعانين وكذلك ذُكر عن مجاهد قال : هو أعياد المشركين
وكذلك عن الربيع بن أنس قال : هو أعياد المشركين
وفي معنى هذا ما روي عن عكرمة قال : لعب كان لهم في الجاهلية
وقال القاضي أبو يعلى : مسألة في النهي عن حضور أعياد المشركين :
وروى أبو الشيخ الأصبهاني بإسناده في شروط أهل الذمة عن الضحاك في قوله تعالى :" وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ " قال : أعياد المشركين
وبإسناده عن أبي سنان عن الضحاك " وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ "كلام الشرك
وبإسناده عن جويبر عن الضحاك " وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ "قال : أعياد المشركين
وروى بإسناده عن عمرو بن مرة " لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ " لا يمالئون أهل الشرك على شركهم ولا يخالطونهم .
وبإسناده عن عطاء بن يسار قال : قال عمر: ( إياكم ورطانة الأعاجم وأن تدخلوا على المشركين يوم عيدهم في كنائسهم )
وقول هؤلاء التابعين إنه أعياد الكفار ليس مخالفاً لقول بعضهم إنه الشرك أو صنم كان في الجاهلية ولقول بعضهم : إنه مجالس الخنا ، وقول بعضهم ، إنه الغناء لأن عادة السلف في تفسيرهم هكذا : يذكر الرجل نوعًا من أنواع المسمى لحاجة المستمع إليه ، أو لينبه به على الجنس كما لو قال : العجمي ما الخبز فيعطى رغيفاً ويقال له : هذا بالإشارة إلى الجنس لا إلى عين الرغيف .
ووجه تفسير التابعين المذكورين أن الزور هو المحَسَّن المموه ، حتى يظهر بخلاف ما هو عليه في الحقيقة ، ومنه قوله صلى الله عليه و سلم : ( المتشبع بمالم يعط كلابس ثوبيِّ زور ) لما كان يظهر ما يعظم به مما ليس عنده ، والشاهد بالزور يظهر كلاماً يخالف الباطن ، ولهذا فسره السلف تارة بما يظهر حسنه لشبهة ، أو لشهوة ، وهو قبيح في الباطن .
فالشرك ونحوه يظهر حسنه للشهوة ، والغناء ونحوه يظهر حسنه للشهوة .
وأما أعياد المشركين فجمعت الشبهة والشهوة ، وهي باطل ؛ إذ لا منفعة فيها في الدين ، وما فيها من اللذة العاجلة فعاقبتها إلى ألم فصارت زوراً ، وحضورها : شهودها وإذا كان الله قد مدح ترك شهودها الذي هو مجرد الحضور برؤية أو سماع ، فكيف بالموافقة بما يزيد على ذلك من العمل الذي هو عمل الزور لا مجرد شهوده ؟ . اهـ بتصرف يسير

( اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم ) 1 / 479 -483

شام
02-02-2010, 11:23
قال ابن النحاس -رحمه الله-:" واعلم أن أقبح البدع وأشنعها موافقة المسلمين للنصارى في أعيادهم بالتشبه بهم في مأكلهم وأفعالهم والهدية إليهم وقبول ما يهدونه من مأكلهم في أعيادهم, وقد عانى هذه البدعة أهل بلاد مصر, وفي ذلك من الوهن في الدين, وتكثير سواد النصارى والتشبه بهم ما لا يخفى. وقد تكون المهاداة في الأعياد سبب للتآلف بينهم وبين ما يهدون إليه من المسلمين وتربية المودة والمحبة. وقد قال تعالى: (لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ) فالواجب على كل قادر أن ينكر على أهل الذمة التظاهر بأعيادهم ومواسمهم, ويمنع من أراد من المسلمين التشبه بهم في شيء من أفعالهم ومأكلهم وملابسهم ومخالطتهم فيها, ومن يضلل الله فلا هادي له, وهو على كل شيءٍ قدير"اهـ.
تنبيه الغافلين لابن النحاس (ص307-310).

شام
02-02-2010, 11:23
فتوى للشيخ ابن باز
حكم مشاركة النصارى في أعيادهم بعض المسلمين يشاركون النصارى في أعيادهم فما توجيهكم ؟

لا يجوز للمسلم ولا المسلمة مشاركة النصارى أو اليهود أو غيرهم من الكفرة في أعيادهم بل يجب ترك ذلك؛ لأن من تشبه بقوم فهو منهم، والرسول عليه الصلاة والسلام حذرنا من مشابهتهم والتخلق بأخلاقهم. فعلى المؤمن وعلى المؤمنة الحذر من ذلك، ولا تجوز لهما المساعدة في ذلك بأي شيء، لأنها أعياد مخالفة للشرع. فلا يجوز الاشتراك فيها ولا التعاون مع أهلها ولا مساعدتهم بأي شيء لا بالشاي ولا بالقهوة ولا بغير ذلك كالأواني وغيرها، ولأن الله سبحانه يقول: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ[1]، فالمشاركة مع الكفرة في أعيادهم نوع من التعاون على الإثم والعدوان.

مجموع فتاوى و مقالات متنوعة الجزء السادس