المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ##همسات الفله الرمضانيه ##



ابو ضاري
22-08-2009, 08:15
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إن رمضان شهر الصيام والقيام، فكما أن نهاره عبادة فكذلك ليله عبادة، وكل صلاة بعد العشاء هي قيام ليل، وفي رمضان نتعلم ونتدرب على صلاة قيام الليل، وهي شعار المؤمنين وأفضل صلاة بعد الفريضة والمحافظة عليها لوجه الله تعالى علامة من علامات الإيمان، ومن فعلها لله غفر له ما تقدم من ذنبه كما قال (صلى الله عليه وسلم)، فلماذا تفوت عليك هذا الباب من الخير وتضيعه على نفسك وعلى زوجتك وأولادك بل وعلى خدمك بكثرة الطعام والسهر في الدواوين والتجول في الأسواق، إن كل ليلة في رمضان يعتق الله فيها أقواماً، فلماذا لا تكن منهم وأنت قائم لله تعالى

ومن هذا فاننا قررنا انا واخوي الشبث ان نفتح باب بالفله وهي همسات رمضانيه لعل الله ان ينفع بها انفوسنا واخواننا واخواتنا
وهي ان كل يوم تنزل همسه باذن الله تعالى الى الرجال والنساء دون اي رد من الاعضاء

نسال الله ان نكون ممن يصومون شهر رمضان ايمانا واحتسابا

اليوم الاول

-همسه للرجال
الهمسة الأولى : دع عنك الكسل:
انهض فقد بدأ السباق... انهض قبل أن تجد نفسك في المركز الأخير ... انهض إن كنت تطمح أن تكون من الفائزين يوم توزع الجوائز يوم العيد ... دع عنك الكسل وإن كان طعمه أحلى من العسل فإن في آخره علقم ينسيك ماكان فيه من حلى، ما هي إلا أياماً معدودة وساعات محسوبة تمر مر السحاب وينفض الموسم وتودع شهر الطاعات وموسم البركات ومضاعفة الأجور والحسنات. إن لذة الكسل ساعة وتزول وتعقبها حسرة لا تزول ونصب الطاعة ساعة وتزول وتليها فرحة لا تزول .. اسأل صاحب الطاعة بعد انقضائها هل بقى من تعبها شيء؟ واسأل نفسك هل بقى من لذة الكسل لك شيء؟! والعاقبة للتقوى.
لا تجعل رمضان كرجب وشعبان سواء، فإن الله لم يجعلهم سواء. انظر إلى الصالحين ونافسهم في الخيرات ولا تقل أنا أفضل من فلان وفلان، لا تدع باباً للخير إلا وتطرقه، نافس على الصف الأول، تصدق ،أكثر من ذكر الله . لا تترك من قيام الليل ولا ركعة، خصص وقتاً لقراءة القرآن ولا تكتفي منه بالصفحة والصفحتين ولا بالجزء والجزئين فإن هناك من يختمه في رمضان عشر مرات ، فانهض واستمد العون من الله واسأله القبول وألح في الدعاء وبالله التوفيق.


-همسه للنساء

أيتها الأخت المؤمنة .. يا من أنعم الله عليكِ بصحة البدن .. يا من أكرمكِ الله بنعمة الإسلام .. احمدي الله سبحانه واشكريه .. وتقرَّبي إليه وأطيعيه .. فإن طاعته فيها سعادة الدنيا والآخرة .. والقرب منه منوطٌ بعزَّ الآخرة والأولى .. قال تعالى : ( ومن يُطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماً ) .

حافظي على حجابكِ وعفافِك .. فالحجاب طهارةٌ وعفٌة ونقاء .. قال تعالى : ( يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهنَّ من جلابيبهنَّ ذلك أدنى أن يُعرفن فلا يُؤذَيْن ) ..

ابو ضاري
23-08-2009, 08:02
اليوم الثاني

همسه للرجال
احفظ عليك هذا
الصيام عن الطعام والشراب هو من أسهل أنواع الصيام إذا ماقورن بصيام الجوارح. فمثلاً ليس من السهل أن يتمكن كل أحد من حفظ لسانه عن الكلام في أعراض الناس أو الهمز واللمز أو السباب والشتم. وليس من السهل على كل أحد أن يحفظ بصره فلا ينظر إلى ما حرّم الله. أو يحفظ سمعه فلا يسمع ما حرّم الله.
وإذا كان الصيام عن الطعام والشراب مأمور به العبد في شهر الصوم فقط فإن صيام الجوارح مأمور به في كل وقت، والأحاديث في ذلك كثيرة منها قول النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ رضي الله عنه لما سأله: أو مؤاخذون بما نقول يارسول الله ؟ قال: ثكلتك أمك يامعاذ! وهل يكب الناس في النار على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم. وقوله صلى الله عليه وسلم : إن العبد ليتكم بالكلمة لايلقي لها بالاً يهوي بها في النار سبعين خريفاً . والآيات والأحاديث في حفظ البصر وحفظ السمع عما حرم الله مشهورة ومعلومة.
ولكن هلا دربنا أنفسنا ونحن في مدرسة الصوم كيف نسيطر على جوارحنا وكيف نكبح جماحها ونلوي زمامها حتى لاتنزلق بنا في مهاوي الردى، وبذلك نكسب من هذا التدريب عادة حميدة نسير عليها فيما تبقى من أعمارنا حتى نلقى ربنا؟ نسأل الله أن يوفقنا لذلك إنه على كل شيء قدير وبالإجابة جدير


همسه للنساء

احذري دعاة التبرج والسفور .. فإنهم يريدون الشرَّ لك َ .. وكوني سداً متيناً أمام أفكارهم .. وحصناً منيعاً أمام شهواتهم .. نعم يا أختاه .. لقد أرَّقهم وأقضَّ مضاجعهم حياؤكِ وعفَّتُكِ .. فأرادوا أن يُلحِقونكِ بركب الفاجرات الغربيات .. من أجل قضاء شهواتهم .. وتحقيق رغباتهم .. فاحذريهم .. إني لكِ من الناصحين ..

صوني لسانَكِ عن الغيبة والنميمة .. فإنهما يمحقان الحسنات .. ويأكلان أجور الطاعات .. قال تعالى : ( ولا يغتب بعضكم بعضاً أيحبُّ أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً فكرهتموه ) .

ثم اجتنبي تلك المجالس التي يحصل فيها مثل هذه المعاصي والآثام .. وأكثري من ذكر الله وقراءة القرآن .. فإنهما من أسباب النجاة من هذه الأمور ..

احرصي - رعاكِ الله - على التفقُّه في أحكام دينِك .. وأمورِ عقيدتِك .. وأوصيك بقراءة الكتب النافعة .. والوصايا الجامعة .. من كتب علمائنا ودعاتنا .. كما لا تنسَيْ حضور مجالس الذكر والعلم .. فإنها من أسباب تحصيل ذلك ..

ابو ضاري
24-08-2009, 07:44
اليوم الثالث

همسه للرجال
يا ضعيف الإرادة قد فضحك رمضان:
في رمضان تقوى إراداتنا وتشتد عزائمنا ونعمل ما كنا عاجزين عنه في غير رمضان، ومن ذلك حفظ الجوارح وعلى رأسها اللسان والبصر عن الكلام فيما حرم الله أو النظر إلى الحرام وكذلك نؤدي العبادات والطاعات ما كنا عاجزين عن أداء ولو جزء يسير منه ومن ذلك قيام الليل مثلاً ففي حين أننا نقضي مع الإمام كل ليلة ما يقارب الساعة والربع في صلاة العشاء والتراويح وتزداد إلى ثلاث ساعات في العشر الأواخر ما بين قيام أو تهجد نجد أننا غير قادرين على ذلك في غير رمضان فما السبب؟ إنها الإرادة والعزيمة، فمتى ما أراد الإنسان أن يعمل عملاً فإنه بإمكانه أن يعمله ومتى ما أوهم نفسه أنه لا يستطيع فلن يعمله. ولعل الحديث يجرنا إلى إخواننا المدخنين فكثير منهم يحتجون بعدم قدرتهم على ترك هذه العادة رغم قناعتهم بخطرها على المال والصحة وقبل ذلك التعرض لغضب الله من جراء مقارفة هذا الأمر المحرم وما يتضمنه من إسراف وتبذير للمال وإزهاق للروح بتعريضها للأمراض الخبيثة. فالمدخن يصبر في رمضان ما لا يقل عن 13 إلى 14 ساعة في حين أنه في الأيام العادية لا يستطيع أن يصبر أكثر من ساعتين... فما السبب ؟ إنها الإرادة والإرادة فقط فلو عزم على تركه لتركه ولكن ......... نسأل الله أن يتوب علينا جميعا وأن يبصرنا بعيوبنا وأن يلهمنا رشدنا إنه ولي ذلك والقادر عليه

همسه للنساء

أيتها المؤمنة .. لا زال التاريخ يذكر لنا سِيَر العظماء من النساء .. اللائي ضحّين بجهدهنَّ ووقتهنَّ .. فربّين العظماء والأبطال .. وساهمن في إعداد نماذج مشرقة .. تحدَّث عنها العالَم .. وصَفَّق لها التاريخ .. وقديماً قالوا : وراء كلَّ تربية عظيمة امرأة عظيمة ..

فهل ستكونين ممن نقشت اسمها في جدار الزمن .. ورسمت فعلها في لوحة التاريخ .. وذلك بإنتاج جيلٍ متميِّزٍ فريد .. تغرسين فيه حبَّ دينه وأمته .. وتزرعين فيه روح الفداء .. فيُثمرُ عقيدة التضحية ..

فهيا يا أختاه .. فإن الجهد لن يضيع .. والعمل لن يبور .. ( وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون ) .

أيتها الكريمة .. احرصي على كثرة النوافل .. وداومي على البذل والإنفاق .. وكوني من السبَّاقات .. إلى جنةٍ عرضها الأرض والسماوات .. قال تعالى : ( وسابقوا إلى مغفرةٍ من ربكم ) .. وقال : ( وفي ذلك فليتنافس المتنافسون ) ..

فهيا يا أختاه .. فالميدان فسيح .. والطريق طويل .. فتزودي بزاد الإيمان .. وتسلحي بسلاح الطاعة .. والموعد الجنة ..

ابو ضاري
25-08-2009, 08:14
اليوم الرابع

همسه للرجال
أي عاقل يفرط في هذا الكنز؟!
عن معاذ قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" ألا أخبركم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم، وأرفعها في درجاتكم وخير لكم من إنفاق الذهب والفضة، ومن أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم ، قالوا: بلى يارسول الله قال: ( ذكر الله) . رواه أحمد في المسند وصححه الألباني.
وفي الترمذي أن رجلاً قال يارسول الله إن شرائع الإسلام قد كثرت علي وأنا قد كبرت فأخبرني بشيء أتشبث به قال"لايزال لسانك رطبا بذكر الله تعالى". وفي البخاري عن أبي موسى الأشعري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "مثل الذي يذكر ربه والذي لايذكر ربه مثل الحي والميت". وعن معاذ مرفوعا: "ماعمل آدمي عملاً أنجى له من عذاب الله عز وجل من ذكر الله تعالى".
وعن أبي هريرة رضي الله عنه: من قال سبحان الله وبحمده في يوم مائة مرة حطت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر" رواه البخاري وفي مسلم: عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لأن أقول سبحان الله والحمدلله ولاإله إلا الله والله أكبر أحب إلى مماطلعت عليه الشمس".
سمعنا هذه الأحاديث كثيرا .. ولكن ماذا عملنا ؟ ألسنا مصدقين بها؟ بلى .. إذن لماذا التفريط؟ أليس من الحكمة أن نتزود بالحسنات الآن قبل أن نأتي يوم الحساب نعض أصابع الندم ونتمنى الحسنة والحسنتين؟ اللهم يسر أمرنا واهدنا رشدنا.



همسه للنساء

أيتها الفاضلة .. هل سمعتِ بقصة أم صالح ؟

إنها امرأةٌ عجوز .. سمعت عن فضل الدعوة إلى الله تعالى وعظيم ثوابها .. فخرجت مع أولادها إلى قرية من القرى .. لتعليم النساء ونصحهنَّ وتوجيههنَّ .. فلله درُّها .. وأين اللواتي يقتدين بفعلها ؟

قال تعالى : ( ولتكن منكم أمةٌ يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ) .. فهل ستخضعين لهذا النداء الرباني العظيم .. وهل هل ستنقادين لهذا التوجيه الإلهي الجليل ؟ أرجو ذلك ..

أيتها المؤمنة .. لا زال الكثير من النساء يتشوقن إلى من يشاطرهنَّ همومهنَّ .. ويناصفهنَّ أحزانهنَّ وآلامهنَّ .. فهم بحاجةٍ إلى الصالحات أمثالِك .. فبادري رعاكِ الله بالقرب من أخواتك .. وكوني عوناً لهم على الطاعة ..

بل كوني مرشدة لهم إلى الخير والفلاح .. فأنتِ أهلٌ لذلك - إن شاء الله - وتذكري قول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( فو الله لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خيرٌ لك من حُمُر النعم ) .

أوصيكِ بالقراءة في سِيَر من سلف من النساء الصالحات .. اللاتي ضربن نموذجاً رائعاً في القدوة الحسنة .. والمثال النادر .. والنوع الفريد .. حقاً إن في سيَر تلك النساء عبراً ودروس .. ودرراً وجواهر ..

ولولا ضيق المكان .. لذكرتُ لكِ نماذج مضيئة .. وصوراً مشرقة .. من أخبارهم وآثارهم .. ولعلي أن أفرد ذلك في موضوع لاحق - بإذن الله - .. ولكني أحيلكِ إلى كتب السِّيَر .. ففيها الشيء الكثير ..

ابو ضاري
26-08-2009, 08:09
اليوم الخامس

همسه للرجال

احمد الله سبحانه وتعالى أن بلغك رمضان .. فكثير ممن كانوا معنا في رمضان الماضي قد غيبهم الموت .. فاحمد

الله واشكره أن منّ عليك لتكون ممن يتقرب إليه بفعل الطاعات .. وجمع الحسنات .. في هذا الشهر المبارك ..

ليكن رمضان فرصة لك .. ودورة تدريبية في الابتعاد عن المعاصي وعن ما يغضب الله جل وعلا .. وأعلنها

صراحة .. واصرخ بها في وجه الشيطان .. وداعاً للمعاصي والسيئات .. وداعاً لكل ما يُبعِد عن الله جل وعلا .

وأبشر بتوفيق الله لك .. وتسديده إياك .. عسى ربي أن يهديني وإياك سواء السبيل


همسه للنساء
أختي يا ابنة الإسلام :
ابحثي عن إيمانك الكامن بين حناياك ، ابذلي الجهد لرفع درجاتك وزيادة حسناتك ، وليكن الإخلاص شعارك …. والإتقان دثارك …
حافظي على صلواتك، فهي نور دربك ، وجلاء ذنبك ، وصدق إيمانك ..
وهي زادك في طريقك … وشمعة تضيء ظلام نفسك..
تلمسي حجابك …. فهو تاج رأسك …. وعز حياتك … أنت به درة مصونة ولؤلؤة مكنونة … وبدونه حلوى مكشوفة … وسلعة رخيصة .
أحفظي حيائك … فهو سر جمالك … وعنوان إيمانك …. فقد عزّ وجوده … وقلّ أهله .. وغاب ذكره … أنت به حرة عزيزة …وبدونه أمة ذليلة .
حسني خلقك … وأحسني قولك … يعظم أجرك وترفع درجتك … فيرضى ربك .. ويحبك من حولك .

ابو ضاري
27-08-2009, 09:35
اليوم السادس

همسه للرجال
رمضان شهر القرآن .. فأوصيك بتدبر معانيه .. وفهم آياته .. واحرص على قراءته والتلذذ بتلاوته .. وليكن لك ورد يومي تقرأه بتمعن وتدبر .. وأوصيك بكتاب ( زبدة التفاسير ) فإنه خير معين لك بعد الله على ذلك
إياك أن تكون ممن جعل نهار رمضان نوماً وغفلة .. وليله سهراً على معصية الله سبحانه وتعالى .. واحرص على أن تملأ نهارك بالذكر وتلاوة القرآن .. وليلك بالصلاة والقيام


همسه للنساء
يا مربية الأجيال … ومحضن الأبطال … ومعقد الآمال … أبناؤك عقد يزين جيد الأمة … وشعار فخر يضيء جبينها. .. هم ثمرة جهدك … وحصاد غرسك .
ازرعي الإيمان في قلوبهم … واغرسي الولاء في نفوسهم … الولاء لربهم ودينهم وولاة أمرهم .
ربيهم على حب الله ورسوله وصحبه الكرام ... وأرضعيهم جميل الوفاء وحسن العهد وشكر النعم .
فأنت أم لكل مخلص متفان ... وأنت أخت لكل محب معطاء ... وبنت لكل صادق ناصح..
أنت أهل لكل هذا .. ما أخلصت النية ونصحت الذرية وأديت المسئولية .


أوصيك ونفسي بأمرين مهمين : الشكر والاستغفار ، شكر يحفظ النعمة ، واستغفار يرقع الخلل ، عسى ربنا أن يتقبل ما منّ به علينا من طاعة ، ويتجاوز عما قصرنا فيه من خلل وما أكثره !
يقول التابعي بكر المزني – رحمه الله – قلت لأخ لي : أوصني ! فقال : ما أدري ما أقول ! غير أنه ينبغي لهذا العبد ألا يفتر من الحمد والاستغفار ، فإن ابن آدم بين نعمة وذنب ، ولا تصلح النعمة إلا بالحمد والشكر ، ولا يصلح الذنب إلا بالتوبة والاستغفار .

ابو ضاري
28-08-2009, 08:04
اليوم السابع

همسه للرجال
عليك بالدعاء
احرص على استغلال الأوقات والأحوال التي يستجاب فيها الدعاء ، ومن تلك الأحوال حال الصيام ، خصوصا إذا كان وقت دعاءك في وقت من أوقات الإجابة كما بين الأذان والإقامة ، وآخر ساعة من نهار الجمعة ، أو في حال من أحوال الإجابة كحال السجود . فإن مظنة الإجابة عند ذلك تكون أكبر والله أعلم . وربما تدعو دعوة واحدة تخرج منك لحظة صفاء وتجرد وتوجه وابتهال وانكسار بين يدي الله عز وجل قد تحول مجرى حياتك تحولاً جذرياً، وتنقلك من دركات الشقاء إلى مراتب السعادة. وتعتق بها رقبتك من النار فإن لله في كل ليلة من ليالي رمضان عتقاء من النار كما جاء في الحديث. إذن فلنجتهد في الدعاء ، ولعل من المناسب هنا أن نذكر بأهم أدب من آداب الدعاء وهو البدء والختام بحمد الله والثناء عليه ثم الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم ونتخير من الدعاء أعمه وأجمعه ، وأجمع الأدعية هي الأدعية التي كان يدعو بها الرسول صلى الله عليه وسلم . ويمكن معرفتها عن طريق كتب السُنّة ، وهناك كتيب للشيخ سعيد بن علي بن وهف القحطاني جمع فيه أدعيه كثيره من الكتاب والسنه وهو بعنوان " الدعاء من الكتاب والسنة" .نسأل الله العظيم رب العرش الكريم باسمائه الحسنى وصفاته العليا أن يغفر لنا ويرحمنا وأن يتوفانا وهو راض عنا.


همسه للنساء
رسالتي لكل بنت جرفتها فتن هذا الزمان ولا ألوم البنت وحدها
ولكن ألوم محيطها ألوم من وضع التلفاز بدون رقابة
ألوم الأب الذي شغلته الحياة عن تربية أبنائه
وألوم الأم التي هامت في زيارات الصديقات
وتركت خلفها من كان أحق بوقتها إبنتها
التي هي كالزجاج إن تعرضت لأي ضغط انكسرت وإن لم تنكسر تنخدش
وكل هذا لا نستطيع إخفائه فإن
أنخدشت أو انكسرت هذه الزجاجة فلا قيمة لها بعد ذلك
لأنها تذهب بنظارتها ورونقها السابق

ولكنني أوجه حديثي إليك أخيتي وأقول لك
لا تجعلي المغريات تغريكي فيجب عليك تصارعي نفسك
أو بالأصح شيطانك
فأوصيك أخيتي من هذا الشيطان
وأقول لك صارعيه بكل مالديك من قوة
صارعيه بتلاوة كتاب الله والتمعن فيه وليس فقط تلاوته ولكن حاولي أن تفهمينه وتفسرينه بمساعدة تفسير القرآن أو أحد المشايخ كي تفهمين كلماته العظيمة التي هي مفتاح لحل كل مشاكلنا
فسبحان مسخره لنا والله ياأختي لو تمعنتي في هذا القرآن لما أحتجت إلى حكيم لحل مشاكلك ففيه حل لجميع مسارات حياتنا فلا أطلب منك إلا صلاة ركعتين وتلاوة بعض الآيات حتى لو قلت وأنظري إلى السعادة التي تجدينها بعد ذلك
فإن في هذا القرآن راحة لكل شقي
وشفاء لكل مريض علاج لكل سقيم
وفرحة لكل حزين
وأعلمي أن الله يعطيك على قدر ماتثقين فيه فاجعلي ثقة بالله
وأعلمي أنك كلما تغلبت على شيطانك كلما أضعفتيه
وكلما أستجبت له انتصر عليك وازداد قوة
فلا تمكنيه منك أرجوك فجاهدي نفسك فالجهاد ليس بالحرب فقط
ولكن الجهاد مع النفس أيضا
وفي نهاية رسالتي أسال الله أن يهدينا رغما عن أنفسنا ويعيننا على أنفسنا اللهم آمين

ابو ضاري
29-08-2009, 09:19
اليوم الثامن

همسه للرجال
ليكن من أهدافك في رمضان زيارة بيت الله الحرام .. وأداء العمرة .. وزيارة مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم .. فعمرة في رمضان تعدل حجة مع النبي صلى الله عليه وسلم .. فلا تفرط في هذه المكرمة العظيمة .. وبادر على ذلك .. وأتمنى لك التوفيق ..
أذكرك بأن لله سبحانه وتعالى في كل ليلة عتقاء من النار لمن أتم الصيام .. وأدى القيام .. وأكثر من الحسنات.. وتزود من الطاعات.. فلا تغفل عن ذلك .. واحرص على أن تكون ممن منحه الله هذه الجائزة العظيمة .. جعلني الله وإياك من عتقائه من النار ..
أوصيك بكثرة حضور مجالس الذكر .. فإنها مراتع المؤمنين .. ومحط الصالحين .. يكفيك أن الله جل وعلا يذكرك ويثني عليك في الملأ الأعلى .. ثم تقوم وقد غُفِرت ذنوبك بإذن الله .. فأكثر من الحضور .. وداوم على ذلك ..

همسه للنساء
أختي العزيزة ..
هل حمدت الله – عز وجل – على أعظم نعمة أنعم بها عليك ألا وهي نعمة الإسلام ؟ كيف أن غيرك كافرة وأنت مسلمة موحدة ؟ وكيف أن غيرك يتخبط في ظلمات الشرك والضلال وأنت تهتدين بنور الإيمان ، وأنه من مات على غير ملة الإسلام فهو خالد مخلد في نار جهنم ؟
الله أكبر ما أعظمها من نعمة وأجلَّها من منَّة { وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ}(البقرة: من الآية269)
هل تؤدين الصلوات الخمس على وقتها ؟ لأن أول ما يحاسب عنه العبد يوم القيامة : الصلاة فإن صلحت صلح سائر عمله وإن فسدة فسد سائر عمله .
ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم : ((إن بين الرجل وبين الكفر ، ترك الصلاة )) رواه مسلم .
هل تخشعين في صلاتك وتطمئنين في ركوعها وسجودها ؟
هل تقرأين القرآن الكريم بتدبر وخشوع وحضور قلب ؟ وهل جعلت لك كل يوم حزباً معيناً من القرآن ؟ وهل تعملين به ؟ قال الرسول صلى الله عليه وسلم : (( خيركم من تعلم القرآن وعلمه )) رواه البخاري .
هل سألت الله أن يقيك شح نفسك ؟ { وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}(التغابن: من الآية16)
هل أنت بارة بوالديك ؟ هل تصلين أرحامك ؟ هل راقبت الله في السر والعلن ؟
هل أمرت بالمعروف ونهيت عن المنكر ؟ هل أحببت الخير للمسلمين ؟
هل تكرمين الأيتام والأرامل والضعفاء والفقراء والمساكين وتتواضعين لهم وترحمينهم وخصوصاً الأقارب؟ هل حافظت على أذكار الصباح والمساء ؟
هل تحافظين على حجابك الشرعي الذي أمرك به الله خالقك رب العالمين ؟
هل أديت زكاة أموالك ؟ هل صمت الصيام المشروع وحفظت جوارحك عن المفطرات الحسية والمعنوية ؟ هل أديت فريضة الحج ؟
هل اتخذت جليسات صالحات تذكرك بالله رؤيتهن واستفدت من ذلك بعقد زيارات في الله وتخصصين درس علمي لذلك وحرصت على رفع الجهل عنك ؟
هل تجنبت رفيقات السوء ؟ لأنهن سبب الضلال والضياع فاحذريهن حفظك الله .
هل سألت العلماء وطلبة العلم عما أشكل عليك من أمور دينك ؟
هل أسهمت في الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى ؟ فلعل ريالاً واحداً منك ينقذ كافراً من النار .
هل تجنبت الاختلاط بالرجال ؟ هل قللت الخروج إلى الأسواق .
هل تجنبت مزامير الشيطان "الغناء " ؟ فإنها محرمة بالقرآن والسنة وهي بريد الزنا وهي سبب رئيس لقسوة القلوب وسبب لسوء الخاتمة . نعوذ بالله من سوء الخاتمة .
هل أنت تكثرين من ذكر الله عز وجل { أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ}(الرعد: من الآية28)
هل أنت ممن قال الله فيهم {وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} (الذريات:18) هل ربيت أبناءك تربية إسلامية ؟ لأنك مسؤولة عنهم يوم القيامة أمام الله ((كلكم راعٍ ، وكلكم مسؤول عن رعيته )) متفق عليه .
واعلمي أن الله يفرح بتوبة عبده ، فماذا تنتظرين ؟ أختاه ... انقذي نفسك من النار

ابو ضاري
30-08-2009, 09:15
اليوم التاسع


همسه للرجال

أخي الحبيب : يجمعني بك رباط أخوة يلبسنا بها كتاب ربنا الكريم ( إنما المؤمنون إخوة ) – المؤمنون - يجمعنا بك نسب عريق فأنت يا أخي ابن الخالد وحفيد لمعاذ وذو رباط بسليمان أنت الذي يجلك ربك بقوله ( ولقد كرمنا بنى آدم ) – الإسراء فعشت بهذا التكريم أسمى مخلوق على وجه البسيطة أنت الذي تدخل في زمام أمة عاشت كل معاني التكريم في قول ربها ( كنتم خير أمة أخرجت للناس) – آل عمران وحديث رسولها : ( أنتم الآخرون السابقون يوم القيامة ) وكل هذا لك أنت لأنك فتى الإسلام وشريانه الحيوي ، أو يحق لك اليوم أن تنسى مل هذه المعالم ولا تعطيها قدرها المرموق ، أين أنت يا أخي عن بيوت الله ؟ كم صلت جمع المسلمين من صلاة أو لم ترهم راكعين ساجدين ، أين أنت يا أخي عن هذه الجموع أين أنت عن القارين والتالين ، بل أين أنت عن سماع الآذان الذي يتردد في أنحاء قريتنا الحبيبة ، أو تصر يا أخي أن تكون نشازا ضد هذا الكون كله ، مصداقا لقول ربك ( ألم تر أن الله يسجد له من في السموات ومن في الأرض والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب وكثير من الناس ) – الحج : 18- أين أنت يا أخي من سجود الشجر والدواب ، أو تحب يا أخي أن يغلبك وينتصر عليك يا أخي حيوان أو جماد ؟ فيخر ساجدا لله طائعاً له ملبيا لندائه ، وأنت تأبى ذلك كله فوا عتبى عليك يا فتى الإسلام .


همسه للنساء

فيا أيتها الأم المسلمة ، إن مسؤوليتك أمام الله عظيمة ، إنها تكمن في ثلاثة أمور :

أولها : أن تملئى قلبك بالإيمان وبطاعة الواحد الديان وبالقرآن 0

وثانيها : أن تتقي الله في رعيتك ، فإنك مسؤولة عن هذه الرعية فاغرسي في قلوبهم الإيمان والحب والطموح0

وثالثها : أن تحذري هذه الفتن التي ماجت وراجت في سوق المسلمين وأن تكفيها عن بيتك المسلم لتكوني حارسة أمنية على الجيل 00 مربية لهم 0

أيتها الأم : إن أطفالك يتأثرون بك فأنت إذا أرضعتهم إنما ترضعينهم مع لبن العقيدة الإسلامية ، فينشأون أئمة وعلماء وقادة للخير 0
أيتها الأم المسلمة : أما لك في الخنساء النخعية قدوة يوم أن قدمت أربعة من أبنائها في سبيل الله فماتوا شهداء ؟ 00 ولما أُخبرت بذلك تبسمت وقالت الحمد لله الذي أقر عيني بقتلهم في سبيل الله 0
أليست هذه الأم المثالية ، أما لك قدوة في أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها التي ربت بيتها على تقوى من الله عز وجل وكانت بعد وفاة المصطفى صلى الله عليه وسلم تردد كتاب الله ، وتبكي آناء وأطراف النهار ؟0
أما لك في أسماء ذات النطاقين التي ربت عبدالله بن الزبير إماماً وزعيماً وقائداً وشجاعاً وخطيباً ومفسراً00 وسائساً عبقرياً ، وشهيداً في سبيل الله ؟ 00 أتاها يقول : أخشى يا أماه أن يمثل بي أعدائي بعد القتل 0 قالت : وما يضر الشاة سلخها بعد ذبحها ، تقدم إلى الموت شجاعاً00
يا أيتها الأم المسلمة : إن بعض الأمهات أخفقوا في تربية البيوت ، وفشلوا في توجيه هذا البيت المسلم الوجهة الصحيحة 0
خرجت الأم من بيتها وتركت أطفالها وراءها فعاثوا في البيت فساداً لأنهم لم يجدوا في البيت إلا شغالة لا تعرف عن الإسلام شيئاً ، وأما فراغاً قاتلاً ليس فيه ما يغذيه من الفائدة ، وامرأة أخرى عصت الله عز وجل في بيتها فخرجت متكشفة متبرجة فضاع دينها ، وضاع قلبها ، وضاع بيتها .. وامرأة ثالثة أميّة تظن أن الحياة أكل وشرب ونوم ، فغفلت عن رسالتها ومن ثم ضاع أبناؤها 0 هذا الصنف من الأمهات لا نريده ، ونسأل الله أن يصلح منه..

نريد أمّاً تعلم وتعرف طريقها إلى الله عز وجل ، أمّاً تحفظ أبناءها من الفتن ، أمّاً ترعى بيتها لأن الأم في الإسلام مسئوليتها بيتها ، ووظيفتها بيتها ، ورسالتها في بيتها 00 وهكذا أراد الإسلام للأم أن تكون وإلا فلا 0
أما الذين نادوا بخروج المرأة ، وعمل المرأة وإشتغالها ، فهؤلاء أبلسوا في الحياة الدنيا وضل سعيهم ، لقد زجوا بها في المصانع فما أنتجت وأدخلوها في الجيش فما انتصرت ، وقلدوها الوظائف ففشلت ، لأن ضميمتها وبيئتها من تقدير الله لها إنما هي للبيت ولتربية الأطفال ولتنشئة الجيل وصنع الرجال

ابو ضاري
31-08-2009, 23:57
اليوم العاشر

همسه للرجال
يا من تعصي الله تذكر أنك تعصي الله في ملكه، وفوق أرضه، وتحت سمائه، فهل ترضى أنت أن تعصي في بيتك وملكك وسلطانك؟! أما تخاف أن يطردك الله من رحمته ويحرمك من مغفرته بعد أن بارزته في ملكه بمخالفة أوامره وارتكاب محارمه؟ أما تخاف أن يكون الرب المنتقم قد غضب عليك عندما تطاولت على حدوده، وقدمت مرادك على مراده، وقال: اذهب فبعزتي وجلالي، لا أغفر لك أبداً. تأكل وتشرب، وتضحك، وتفرح، وتمرح، والله من فوق سمواته وعرشه غاضب منك ساخط عليك؛ فويل لمن كان له الويل وهو لا يشعر!!
أخي الحبيب: تذكر أن الله شديد العقاب، وأنه عزيز ذو انتقام، ولا يرد بأسه عن القوم المجرمين، وأنه يغار إذا انتهكت محارمه، وما أهلك الأمم السابقة إلا أنهم تعدوا حدود الله، وانتهكوا حرماته، وبارزوه بالمعاصي، وما من مصيبة تلم بالعبد ولا عقوبة تقع عليه إلا بسبب بعض ذنوبه ومعاصيه، ولو يؤاخذ الله العبد بكل سيئاته {مَا تَرَكَ عَلَيْهَا مِنْ دَابَّةٍ}[النحل:61] ولكنه ـ سبحانه ـ أهل التقوى وأهل المغفرة.. وما أكثر أولئك الذين اعتمدوا على رحمة الله ـ تعالى ـ وعفوه وكرمه وجوده فضيعوا أوامره، وارتكبوا نواهيه، ونسوا أنه أيضاً شديد العقاب، ومن اعتمد على العفو مع الإصرار على الذنب، فهو كالمعاند؛ لأن حسن الظن بالله ورجاء العفو والمغفرة تنفع من تاب، وندم، وأقلع عن الذنب، وبدل السيئة بالحسنة، أما من يرجو رحمة الله وهو لا يطيعه ولا يتمثل أمره فهذا من الخذلان والحمق


همسه للنساء

فهكذا أختاه لقد جعلك الإسلام في القمة ووصى بك و أنت أم فأعطاك حق الصحبة فقال عندما سأل من أحق الناس بصحبتي يا رسول الله قال :" أمك..أمك..أمك..ثم أباك "وكذلك أوصى بك وأنت زوجة فقال كما ورد عن عائشة ام المؤمنين رضي الله عنها :"خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي"رواه الترمذي وأوصى بك أيضا وأنت ابنة و أخت فقال كما ورد عن أبي سعيد الخدري :"من كان له ثلاث بنات او ثلاث أخوات او ابنتان أو أختان فأحسن صحبتهن وأتقى الله فيهن دخل الجنة "رواه ابن حبان وفي رواية يكن له سترا من النار .وكان آخر كلامه عند مماته صلى الله عليه وسلم وصايته بالمرأة فقال :"الصلاة الصلاة ..وما ملكت إيمانكم " .

وبهذا ترين أختي المسلمة موقعك في الإسلام ودورك المهم في المجتمع وترين مكر الذين يريدون منك ان تتخلي عن دينك وحيائك ويدعونك للسفور والفجور اختاه انك في قمة التمدن عندما تلتزمين بحجابك وجلباك وفي قمة الحضارة عندما تصونين نفسك وترعين اسرتك

.....فاحذري أختاه أن تتخلي عن انك امرأة مسلمة .....

ابو ضاري
01-09-2009, 05:02
الحادي عشر

همسه للرجال
أخي الحبيب :
عليك قبل أن تعصي الله عز وجل أن تتفكر في هذه الدنيا وحقارتها وقلة وفائها وكثرة جفائها وخسة شركائها ، وسرعة انقضانها . وتتفكر في أهلها وعشاقها وهم صرعى حولها ، قد عذبتهم بأنواع العذاب ، وأذاقتهم مر الشراب ، وأضحكتهم قليلا وأبكتهم كثيراً وطويلاً .
عليك قبل أن تعصي الله عز وجل أن تتفكر في الآخرة ودوامها وأنها هي الحياة الحقيقية وهي دار القرار ومحط الرحال ومنتهى السير.
عليك قبل أن تعصي الله عز وجل أن تتفكر في النار وتوقدها واضطرامها وبعد قعرها وشدة حرها وعظيم عذاب أهلها .. . عليك أن تتفكر في أهلها وهم في الحميم على وجوههم يسحبون وفي النار كالحطب يسجرون .
عليك قبل أن تعصي الله عز وجل أن تتفكر في الجنة وما أعد الله لأهل طاعته فيها مما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر من النعيم المفصل الكفيل بأعلى أنواع اللذة من المطاعم والمشارب والملابس والصور ، والبهجة والسرور ، والتي لا يفرط فيها إلا إنسان محروم


همسه للنساء


قال تعالى"يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد" الحشر18

وقال صلى الله عليه وسلم : "لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن عمره فيم أفناه ؟

و عن علمه فيم فعل فيه ؟ وعن ماله من أين اكتسبه ؟ و فيم أنفقه ؟ و عن جسمه فيم أبلاه ؟" صحيح

وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه:" حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وزنوها قبل أن توزنوا

فإن أهون عليكم في الحساب غدا أن تحاسبوا أنفسكم اليوم

وتزينوا للعرض الأكبر يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية"

وقال الحسن البصري رحمه الله: " لا تلقى المؤمن إلا بحساب نفسه : ماذا أردت تعملين؟ وماذا أردت تأكلين؟ وماذا أردت تشربين؟ والفاجر يمضي قدما لا يحاسب نفسه".

يالغبطة من جعل الآخرة نصب عينيه والزمها المقام الأول

فما تزال عينه تتفحص مسيره..

ناقدة لكل نفس من أنفاسه وبصيرة بكل خطوة من خطاه

كيف كانت .. أين سارت .. ولم؟

وما يزال في كل يوم يشد اللجام..ويهذب في الخطام

في كل آن هو ممسك بناصيته..معاتبا .. مؤنبا.. ولائما

أن أخلصي تتخلصي

علك أن تحظي بالنجاة يوم يؤخذ بالنواصي والأقدام

اجتهد في حساب نفسه وترصد ممشاه

فجاء سيره أوثق..وشع نوره وأشرق..

أغمض جفون الرضى عن رؤية نفسه وأشغل فيها عينا من العتاب بصيرة

ومتى ما رضي عن نفسه شيئا..أوزانه أمر فيها..أو أعجبته للحظة

فذلك هلاكه وهلاكها

وأي نفـــــــس هـــــذه!

للمطامع داعية .. ووراء الأهواء منكبة ساعية.



ومن وهب العينين واللسان والشفتين ابتلاء وتمحيصا

خليق أن يجهد في جعلها شهودا له لا عليه

ومن كان ليحاسب على الذرة من العمل

حري به ألا يصدر نفس من أنفاسه إلا في ما يرضي واهبها

ومن ذللت له الأرض ووهب خيرات البحار وسخرت لخدمته الخلائق

ألا يستحي أن يأتي غدا والحجة عليه.. يعتذر فلا يعذر.. ويستجير ولا مجير..

ابو ضاري
02-09-2009, 01:46
اليوم الثاني عشر

همسه للرجال
أخي الحبيب :
يا من تعصي الله ! ! عد إلى ربك واتق النار ، اتق السعير ، إن أمامك أهوالاً وصعابا ، إن أمامك نعيماً

أو عذاباً ، إن أمامك ثعابين وحيات وأموراً هائلات ، والله الذي لا إله إلا هو لن تنفعك الضحكات ،

لن تنفعك الأغاني والمسلسلات والأمور التافهات ، لن ،لم تنفعك الصحف والمجلات ، لن ينفعك الأهل

والأولاد ، لن ينفعك الإخوان والأصحاب ، لن تنفعك إلا الحسنات والأعمال الصالحات .

أخي الحبيب :


والله ما كتبت لك هذا الكلام إلا لخوفي على هذا الوجه الأبيض أن يصبح مسوداً يوم القيامة ، وعلى

هذا الوجه المنير أن يصبح مظلاً ، وعلى هذا الجسد الطري أن يلتهب بنار جهنم ، فبادر وفقك الله إلى

إعتاق نفسك من النار ، وأعلنها توبة صادقة من الآن وتأكد أنك لن تندم على ذلك أبدأ ، بل إنك سوف

تسعد بإذن الله ، وإياك إياك من التردد أو التأخر في ذلك فإني والله لك ناصح وعليك مشفق .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ؟؟


همسه للنساء
فعليك أختي الغالية بتنظيم وقتك فلا ننام حتى تصبح الشمس في رابعة السماء ولا نسهر حتى وقت

متأخر من الليل ولا نمضي نهارنا في الأسواق في شراء لوازم الطعام وفي المطبخ في اعداد هذا الطعام

ومسائنا في تحضير الحلويات وتلبيات طلبات العائلة .. فما هذا الا مضيعة للوقت وهدراً له وهذا

الوقت هو رأس مالنا في هذه الحياة وخاصة في هذه الأيام المباركة وما ذهب من هذا الوقت لا يعود

وسنحاسب عليه أمام الله عز وجل ولقد قال عليه الصلاة والسلام : "نعمتان مغبون فيهما كثير من

الناس: الصحة والفراغ" والمغبون هو المخدوع الذي تضيع النعمة من بين يديه بإرادته

فعليك أخيتي أن لا تضيعي وقتك في مثل هذه الأمور فاحرصي على عدم الذهاب الى السوق بكثرة

فهي شر بقاع الأرض ولقد رسول الله صلى الله عليه وسلم :" وأبغض البلاد إلى الله أسواقها "رواه

مسلم فهي أماكن تجمّع الشّيطان والمنكرات ، قال سلمان الفارسي رضي الله عنه:" لا تكونن إن

استطعت أوّل من يدخل السوق ولا آخر من يخرج منها ،فإنّها معركة الشّيطان ، وبها ينصب رايته

"رواه مسلم ومتى وجدتي من يقوم عنك بمثل هذه المهمة فسلميه اياها بسرور ومحبة .

ابو ضاري
03-09-2009, 01:03
اليوم الثالث عشر

همسه للرجال
عندما يتأمل الإنسان ما في رمضان من مجالات متعددة للمسارعة في الخيرات يتعجب أشد العجب ممن لم يكن همه في تلك السويعات سوى المتاجرة وتحصيل حطام الدنيا حتى يكون حظه في رمضان من القراءة والذكر والقيام، أدنى من حظه من ذلك في غير رمضان، فكثير ممن جعل الدنيا همه نظر إلى رمضان على أنه موسم للكسب والتجارة وتنمية الثروة، وإن نقص رصيده الإيماني، وقد يستغرب الإنسان حينما يقارن ذلك بما كان عليه كثير من العلماء من تركهم الاشتغال بالعلم في هذا الشهر مع فضل العلم وعظيم أجره، اشتغالا بما فيه من العبادة من الذكر والقيام وقراءة القرآن.

والعناية بالعبادة في رمضان لا تعنى أن يقصر المسلم فيما وجب عليه من الأمور فإن غزوة بدر الكبرى التي نصر الله فيها الإيمان وجنده وخذل الشرك وأهله لم تكن إلا في رمضان، وإن فتح مكة الذي سمي الفتح الأكبر لم يحدث إلا في رمضان وانتصار المسلمين على التتار لم يكن إلا في رمضان، وكثير من المعارك الفاصلة في تاريخ الإسلام والمسلمين قد جرت في شهر رمضان وأبلي المؤمنون فيها بلاء حسنا، ولم تعقهم العبادة في هذا الشهر على القيام بذلك، نسأل الله بمنه وفضله أن يرزقنا بركة هذا الشهر وأن يجعلنا من الذين وفقهم لقيام ليلة القدر ونسأله تعالى أن يجعلنا من المسارعين في الخيرات وخاصة في مواسم الفضل والشرف


همسه للنساء

أختي الحبيبة

لا يخفى عليك ما ابتلينا به في زمن الفتنة من طرب و غناء و موسيقى حتى لا يخلو بيت من هذه المعازف ، و قد قال صلوات الله عليه و سلم :

(ليكونن في أمتي أقوامٌ يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف)،
و في هذا الحديث تحريم صريح للمعازف ، و لعنة للعازف و المستمع على حد سواء.

و قد نهى صلوات الله عليه و سلم عن الغناء في وقت كان فيه الحياء من شيم العرب ، فكيف الآن و الأغاني لا تخلو من كلام ساقط ، و مناظر محرمة.....

و ان هذه الاغاني هي مضيعة لأوقاتنا التي سنحاسب عليها جميعا ، فيما ضيعناها في سماع للهو غير مباح بدل استغلالها فيما يفيد الاسلام و المسلمين.

اضافة الى ما تنشره هذه الأغاني من اخلاق فاسدة في مجتمعاتنا و ما تنشره بين أبنائنا و بناتنا من قيم هابطة ، و ما تملأ به رؤوسهم من أفكار واهمة ، تفسد تربيتهم و تنشئهم تنشئة طالحة بعيدة عن كتاب الله و تعاليمه.

فتوبي الآن أختي الفاضلة و أقلعي عن سماع مزامير الشيطان ، التي لا فائدة ترجى منها في الدنيا و لا الآخرة.

ابو ضاري
04-09-2009, 01:30
اليوم الرابع عشر

همسه للرجال
أخي الحبيب ، إذا قضيت نهار رمضان في النوم ، وليله في السهر واللعب ، حُرمت أجر الصيام والقيام ، وخرجت من الشهر صفر اليدين ، فهي - والله – أيام معدودة ، وليال مشهودة ، ما تُهل علينا إلا وقد آذنت بانصرام ، فاجتهد فيها – رحمك الله – بالطاعة والعبادة تفز باللذة والنعيم غداً . وإياك أن يدركك الشهر وأنت في غفلة ، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : (( رغم أنف رجل دخل عليه رمضان ، ثم انسلخ قبل أن يغفر له )) [ رواه الترمذي والحاكم وصححه الألباني ]

تأمل – أخي الشاب – في الذين أدركهم الموتُ قبل دخول شهر رمضان ، فقد انقطعت أعمالهم وطُويت صحائفهم ، فلا يستطيعون اكتساب حسنة واحدة ، ولا فعل معروف وإن كان يسيراً .
أما أنت – أخي الشاب – فقد مد الله في عمرك حتى أدركت هذا الشهر العظيم ، وهيَّأك لاكتساب هذا الثواب وتلك الأجور . وهذا – والله – نعمة كبرى ينبغي شكرها ، والثناء على الله تعالى بإسدائها


همسه للنساء

يا أمة الله : أنذرتك النار !!

صرخة دوّى بها محمد صلى الله عليه وسلم في مسمع التاريخ قبل أربعة عشر قرناً من الزمان لأحب

الناس إليه وأقربهم منه وأغلاهم عنده ، حيث قال : " يا فاطمة بيت محمد أنقذي نفسك من ..

النار .. لا أغني عنك من الله شيئاً "

يا صفية عمة رسول الله : أنقذي نفسك من النار .. لا أغني عنك من الله شيئاً .. " "صحيح

البخاري"

وها أنا ذا أهتف بها من بعده تأسياً به ، فاسمعيها مني وخذيها عني ، فوالله إني لأخاف عليك منك !!

فأنقذي نفسك من النار فلن يغني عنك من الله أحداً ، ولن تجدي لك من دون الله ملتحداً ، فلا

ملجأ ولا منجى ولا ملتجأ من الله إلا إليه .

يا أمة الله : أنذرتك النار

وسطوة الواحد القهار... ونقمة العزيز الجبار .. وأن تطردي من رحمة الرحيم الغفار

يوم تعودين إليه .. وتقبلين عليه .. وتقفين بين يديه ... وحيدة فريدة ... طريدة شريدة .

مسلوبة من كل قوة .. محرومة من كل نصرة .. فمالك من الله من عاصم .. وليس لك من دونه راحم

لو أبصرت عيناك أهل الشقا *** سيقوا إلى النار وقد أحرقوا

شرابهم الصديد في قعرها *** وفي لجج المهل قد أُغرقوا

وقيل للنيران أنْ أحرقي *** وقيل للخُزَّان أن أطبقوا

يا أمة الله : أنذرتك النار

يوم تعرضين عليها .. وتردين على متنها

فترين لهيبها .. وتبصرين كلاليبها .. وتلمحين أغلالها وأنكالها فلا تدرين : أتنجين من الوقوع فيها

وتنقذين منها ؟! فتسعدين للأبد !!

أم تقذفين إليها .. وتعذبين بها ؟! فيا تعاسة الجسد .. ويا حرقة الكبد.. ويا شقاءً ليس له أمد !!

يا أمة الله : أنذرتك النار
التي تناهت في الحرارة ... وزادت في الاستعارة

{ وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ }

فيا أمة الله
الصلاة ... الصلاة
وكيف تطيب الحياة بدون هذه الصلاة !! وفيها رضاء الإله ، وبها سبيل النجاة
فهي دليل السعادة وسبيل النجاح
فمن ضيع في البداية " حي على الصلاة " أضاع – ولاشك – في النهاية " حي على الفلاح

ابو ضاري
05-09-2009, 00:57
اليوم الخامس عشر

همسه للرجال
أيها الغالي
ما أتعب الناس الذين هم يلهثون وراء الشهوات والمحرمات بزعمهم أن في ذلك السعادة والفرح إلا بعدهم عن الله ، وإلا لو عرفوا الله حقاً ما عرف الهم والضيق طريقاً إليهم ولأيقنوا أن السعادة لا تستجلب بمعصية الله .
أيها الغالي والغالية : أين نحن عن قوله تعالى :
(( وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلَـكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ ))
وعن قوله (( وَلَوْ أَنَّهُمْ آمَنُواْ واتَّقَوْا لَمَثُوبَةٌ مِّنْ عِندِ اللَّه خَيْرٌ لَّوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ ... )).

أتجد في نفسك تردداً إلى الآن ؟ كن عاقلاً فلا تشري حطام الدنيا الزائل بنعيم الآخرة الدائم حيث ما لا عين رأت ولا أذن سمعت و لا خطر على قلب بشر في أبد لا يزول في روضات الجنة يتقلب وعلى الأسرة يجلس وعلى الفرش التي بطائنها من إستبرق يتكئ وبالحور العين يتنعم وبأنواع الثمار يتفكه ويطوف عليه من الولدان المخلدون بأكواب وأباريق وكأس من معين لا يصدعون عنها ولا ينزفون و فاكهة مما يتخيرون ولحم طير مما يشتهون وحور عين كأمثال اللؤلؤ المكنون جزاء بما كانوا يعلمون . ويطاف عليهم بصحاف من ذهب وأكواب وفيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين وأنتم فيها خالدون ، في قصور الجنة ينظرون إلى الرحمن تبارك وتعالى ويمتعون أنظارهم . ويلتقون بصفوة البشر سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم .نعيم لا يوصف لا هم ولا كدر . لا عرق ولا أذى ولا قذر ولا حيض ولا نفاس ولا نصب ولا تعب ولا نوم لكي لا ينقطع النعيم بنوم . و لا عبادة تنشأ إلا لمن أراد أن يتلذذ بها فهي دار جزاء لا دار عمل .وإن أبيت إلا أن تصر على العصيان ماذا تنظر ؟ أعلنها من الآن توبة إلى الله ، فك قيود المعاصي وتسلط الشيطان والنفس عليك ، ألجأ إلى الله واعتصم به وانطرح بين يديه ، هاهم العائدون إلى الله تراهم سلكوا طريق النجاة فعلام التقهقر والتردد ؟



همسه للنساء
نريدك بالليل قائمة وفي النهار صائمة، وفي المسجد دائمة، وفي البيت راعية، وفي حلق العلم حاضرة، وفي الخشية مشفقة، وفي البذل معطية، وفي الكلام تعبرين عن شفافية أخلاقك، وفي الذكر رطبة اللسان، وفي العفة مصونة طاهرة يصدق فيك قول الله تعالى:(( مسلمات مؤمنات قانتات تائبات عابدات سائحات ثيبات وأبكارًا )) (التحريم :5)

نريدك في الدعوة مثل فاطمة بنت الخطاب تدعو أخاها، وأم شريك الأسدية تدعو نساء مكة سراً، ونسيبة بنت كعب تدعو نساء المدينة علانية، وأسماء بنت عميس تطالب النبي صلى الله عليه وسلم بحق النساء في حِلَق العلم وفي مجالس الذكر، نريدك مثل أم ســليم كان مهرها الإسلام، وكانت تعرف حق الزوج إذا غاب وإذا آب، فتسجى ولدها الذى مات وتتهيأ لزوجها، ثم تخفف وقع الموت عليه وهى المكلومة فى فلذة كبدها.

نريدك فى ساحات العمل والبذل والتضحية مثل عائشة وحفصة تسقيان في أحد الجرحى وتفرغان الماء أفواه القوم ، نريدك مثل أم حرام تتمنى أن تكون شهادتها في غزوة بحرية لا برية؛ لأنها تسمو إلى ثوابها المضاعف ومنزلتها السامية.

ابو ضاري
06-09-2009, 04:49
اليوم السادس عشر

همسه للرجال
أخي الحبيب: كلنا ذوو ذنب وكلنا ذوو خطيئة، وكلنا ذوو معصية، قال صلى الله عليه وسلم: " كل ابن آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون" والإنسان بطبعه ضعيف الإرادة، وقد تغلبه نفسه، ويضعف أمام الشهوات والمغريات، ويميل إلى المعصية فتذكر قبل ارتكاب المعصية أن الله يراك ومطلع عليك؛ فهو العليم الخبير، وهو السميع البصير قال ـ تعالى ـ: {يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ}[البقرة:77]، ويسمع كلامك، ويرى مكانك، ويعلم سرك ونجواك،فهو ـ سبحانه ـ معك بعلمه وإطلاعه، فاحذر كل الحذر أن تجعل الله أهون الناظرين إليك.

إذا ما خلوت الدهر يوماً فلا تقل *** خلوت ولكن قل علي رقيب
ولا تحـسبـن الله يغــفل ســـاعـة *** ولا أن مـا تخفي عليه يغيب
واحــذر أيضاً أن تـكون ممن يراقبون العـباد، وينـسون رب العباد، يخشون الناس، وينسون رب الناس قال ـ تعالى ـ:{يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ} [النساء:108] يستعظمون نظر المخلوق على هوانه، ويستخفون بنظر الخالق مع علو شأنه.

فيا من تعصي الله ، أي أرض تقلك وأي سماء تظلك إلا أرض الله وسماؤه، وأي مكان يحميك من أن يراك الله ويطلع عليك وينظر إليك فـهو ـ تعالى ـ يراك، فـاجعل لـه في قـلبك وقاراً، وإذا حدثتك نفسك بالمعصية أيا كانت هذه المعصية فقل لها: {أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى} [العلق:14]


همسه للنساء
السلوك أختي الكريمة .. هو مصداق ما في القلب مِن أعمال ، ولأنّ أعمالَ القلب أصلُ مَيْدانِها..

أصلُ مكانِها القلب ، فهي إذن خفيّة مستترة ، القلب .. لا أحَدَ يستطيعُ أن يَشْهَدَ بما فيه من صِدْق ،

وإخلاص ، ومحبّةٍ لله ، وخضوع ، ورهبة ، وخشية ، وتعظيم ، وغيرِها من الأعمالِ القلبية ، فالسبيلُ

الوحيد إذن لمعرفةِ قيامِ أعمالِ القلب هذه وحقيقتِها ما هي؟ .

هي عَمَلُ الأركان ، عملُ الجوارح ، فالقلبُ إذا أخلص العبادةَ لله ، فاض ذلك الإخلاصُ على أركان

الجسدِ كلِّه ، فيتحرك الجسد بما يُمليهِ عليه قلبُ المخلصِ المحبِ الله ، فالسلوك إذن .. ، ماذا تقولين ،

ماذا تفعلين ، ماذا تلبسين ، كيف تتعاملين مع نصوصِ القرآن وأوامرِ النّبيّ (صلى الله عليه وسلم)

وإرشاداتِه ، .. هذا السلوك ، هو انعكاسٌ حيٌّ ظاهرٌ محسوس لما استتر في القلب من إيمان ،

ومشاعر ، وتعظيم وإجلال لله تبارك وتعالى ، والآن .. هل يُمكن أن تتصوَّري وجودَ صدْقٍ وإخلاص

وحبٍّ لله ، ورهبةٍ وخشيةٍ منه ، وتعظيمٍ له ، في قلْبِ من إذا غادرت البلادَ ، وهي على مَتْنِ الطائرةِ

بعْدُ ، لم تَمَسَّ قدمُها الأرضَ التي هي مُسافِرةٌ إليها ، كان من سلوكِها أنْ خلعت العباءةَ والحجاب ، ثم

طوتْهُما ، كأن لم تكن بينها وبينَهما مودّة ، وحشرتْهما في شنطتها ، كَمَنْ يُخْفي عَيْباً !! ، ثم خرجت أمام

أعينِ الناس مُسْفرةً عن كلِّ زينة !! ، أسألُكِ بكُلِّ أمانةٍ أُختي الكريمة ، هل يُمكن أن تتصوَّرِي صدْقاً

وإخلاصاً للهِ في قلْبِ من تسلُكُ هذا السلوك ؟؟ ، هل يُمكن أن تتصوَّري تعظيماً للهِ وإجلالاً لأمره

ونهيه في قلبِها؟؟ ، هل يُمكن أن تتصوَّري حُبّاً لما يُحِبُّه الله في قلبها ؟؟ ، هل يُمكن أن تتصوَّري

ذلك ..


أُختاه يا بِنتَ الجزيرةِ ربما *** غَطَّى على عينيكِ فِكْرٌ أحمر

ولَرُبمَّا خدَعَتْكِ عَلمانيّةٌ *** ولَرُبمَّا أغراكِ ذِئبٌ أغــبر

أُختاه يا بِنتَ الجزيرةِ هكذا *** وخنادقُ الباغينَ حولَكِ تُحفر

أو هكذا والحربُ تَضْرِبُ دَفَّها *** يُلقَى بيانُكِ بالسفور ويُنشَرُ

أو هكذا والملحدون تجمّعوا مِن *** حولِنا والطّامعون تجمهروا

أنسيتِ فاطمةَ التي لِحِجابها *** خَضَعَتْ فرنسا والعُصاةُ توتّروا

أنسيتِها .. أنسيتِ كيف تحدّثت *** عنها الوسائلُ كيف عَزَّ المَخْبَرُ

قد كنتِ أوْلَى أن تكوني قُدْوةً *** تدعو إلى إسلامِها وتُبشِّرُ

قد كنتِ أوْلَى أن تكوني للتُّقى *** رمْزاً يَجِلُّ به العَفافُ ويفْخرُ

أوّاهُ يا بِنتَ الجزيرةِ هكذا *** تتمرّدين لبِئسَ هذا المنظرُ

إنّ التِزامَكِ بالحجابِ تماسُكٌ *** والسّعيُ في نزْعِ الحجابِ تدهْورُ

إنّ التِزامَكِ بالحجابِ تقدُّمٌ *** والسّعيُ في نزْعِ الحجابِ تأخُّرُ

ماذا نقولُ لكعبةِ الله التي *** بالثَّوْبِ طُولَ زمانها تتستّر

فَنَزْعُ الحِجاب ، والتّفريطُ في الالتزامْ بهيئةِ الحجابِ الرّبّانيّةِ الشّرْعيّة ، هذا السلوكُ المَشين ، سلمكِ

اللهُ منه ، سلوكٌ عمليّ .. ولا يُمكن أن ينعَزِلَ السلوكُ عمّا يُكِنُّه القلب ، إذِ القلب .. هو الذي يُفرِزُ

السلوك ، هذه هي الحقيقةُ الناصعة مهما كابرَ المُكابِر ، وهو مصداقُ قوله (صلى الله عليه وسلم) :

( ألا إنّ في الجسد مُضغةً إذا صَلَحت صلح الجسدُ كلُّه وإذا فسدت فسد الجسدُ كلُّه ألا وهي

القلب )

ابو ضاري
07-09-2009, 02:30
اليوم السابع عشر

همسه للرجال
رمضان فرصة لتصفية القلوب والتحلل من الأوزار والذنوب , لأن أقرب القلوب إلى الله تعالى أصفاها وأتقاها وأنقاها , قال تعالى : {أَفَمَن شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِّن رَّبِّهِ فَوَيْلٌ لِّلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُم مِّن ذِكْرِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} (22) سورة الزمر.وقال :- {فَمَن يُرِدِ اللّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاء كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ} (125) سورة الأنعام. وقال : {قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي} (25) سورة طـه.وقال : {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ } (47) سورة الحجر.وقال : {وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ} (13) سورة الملك.
عليكم بالصدقه
فهي تطهر القلب ، وتُزكي النفس ، قال الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم : ( خُذ مِن أموالِهم صَدَقَةً تُطَهِرُهُم وَتُزَكِيِهِم بِهَا ) التوبة:103وروي عن النبي عليه الصلاة والسلام: ( داووا مرضاكم بالصدقة \" .


همسه للنساء
إلى حفيدات أسماء في العفة و الطهر و النقاء .. إلى السائرات على درب عائشة و حفصة و سمية .. إلى الطاهرات النقيات التقيات العفيفات ..
إلى المغرورات بزخارف الغرب و الشرق الزائفة .. إلى المبهورات بحضارة المتخلفين .. إلى كل من عصت ربها و شقَّت ستور خدرها فخرجت من بيتها كاسية عارية مائلة مميلة فاتنة مفتونة أُطلِق صيحة التحذير و صرخة النذير .. ( 1 )

أيتها الأخت المؤمنة .. يا من أنعم الله عليكِ بصحة البدن .. يا من أكرمكِ الله بنعمة الإسلام .. احمدي الله سبحانه واشكريه .. وتقرَّبي إليه وأطيعيه .. فإن طاعته فيها سعادة الدنيا والآخرة .. والقرب منه منوطٌ بعزَّ الآخرة والأولى .. قال تعالى : ( ومن يُطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماً ) .

حافظي على حجابكِ وعفافِك .. فالحجاب طهارةٌ وعفٌة ونقاء .. قال تعالى : ( يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهنَّ من جلابيبهنَّ ذلك أدنى أن يُعرفن فلا يُؤذَيْن ) ..

ابو ضاري
09-09-2009, 02:33
اليوم الثامن عشر






همسه للرجال
رمضان شهر القرآن .. فأوصيك بتدبر معانيه .. وفهم آياته .. واحرص على قراءته والتلذذ بتلاوته .. وليكن لك ورد يومي تقرأه بتمعن وتدبر .. وأوصيك بكتاب ( زبدة التفاسير ) فإنه خير معين لك بعد الله على ذلك
إياك أن تكون ممن جعل نهار رمضان نوماً وغفلة .. وليله سهراً على معصية الله سبحانه وتعالى .. واحرص على أن تملأ نهارك بالذكر وتلاوة القرآن .. وليلك بالصلاة والقيام



همسه للنساء
يا مربية الأجيال … ومحضن الأبطال … ومعقد الآمال … أبناؤك عقد يزين جيد الأمة … وشعار فخر يضيء جبينها. .. هم ثمرة جهدك … وحصاد غرسك .
ازرعي الإيمان في قلوبهم … واغرسي الولاء في نفوسهم … الولاء لربهم ودينهم وولاة أمرهم .
ربيهم على حب الله ورسوله وصحبه الكرام ... وأرضعيهم جميل الوفاء وحسن العهد وشكر النعم .
فأنت أم لكل مخلص متفان ... وأنت أخت لكل محب معطاء ... وبنت لكل صادق ناصح..
أنت أهل لكل هذا .. ما أخلصت النية ونصحت الذرية وأديت المسئولية .



أوصيك ونفسي بأمرين مهمين : الشكر والاستغفار ، شكر يحفظ النعمة ، واستغفار يرقع الخلل ، عسى ربنا أن يتقبل ما منّ به علينا من طاعة ، ويتجاوز عما قصرنا فيه من خلل وما أكثره !
يقول التابعي بكر المزني – رحمه الله – قلت لأخ لي : أوصني ! فقال : ما أدري ما أقول ! غير أنه ينبغي لهذا العبد ألا يفتر من الحمد والاستغفار ، فإن ابن آدم بين نعمة وذنب ، ولا تصلح النعمة إلا بالحمد والشكر ، ولا يصلح الذنب إلا بالتوبة والاستغفار .

ابو ضاري
09-09-2009, 02:43
اليوم التاسع عشر





همسه للرجال
ليكن من أهدافك في رمضان زيارة بيت الله الحرام .. وأداء العمرة .. وزيارة مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم .. فعمرة في رمضان تعدل حجة مع النبي صلى الله عليه وسلم .. فلا تفرط في هذه المكرمة العظيمة .. وبادر على ذلك .. وأتمنى لك التوفيق ..
أذكرك بأن لله سبحانه وتعالى في كل ليلة عتقاء من النار لمن أتم الصيام .. وأدى القيام .. وأكثر من الحسنات.. وتزود من الطاعات.. فلا تغفل عن ذلك .. واحرص على أن تكون ممن منحه الله هذه الجائزة العظيمة .. جعلني الله وإياك من عتقائه من النار ..
أوصيك بكثرة حضور مجالس الذكر .. فإنها مراتع المؤمنين .. ومحط الصالحين .. يكفيك أن الله جل وعلا يذكرك ويثني عليك في الملأ الأعلى .. ثم تقوم وقد غُفِرت ذنوبك بإذن الله .. فأكثر من الحضور .. وداوم على ذلك ..

همسه للنساء
أختي العزيزة ..
هل حمدت الله – عز وجل – على أعظم نعمة أنعم بها عليك ألا وهي نعمة الإسلام ؟ كيف أن غيرك كافرة وأنت مسلمة موحدة ؟ وكيف أن غيرك يتخبط في ظلمات الشرك والضلال وأنت تهتدين بنور الإيمان ، وأنه من مات على غير ملة الإسلام فهو خالد مخلد في نار جهنم ؟
الله أكبر ما أعظمها من نعمة وأجلَّها من منَّة { وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ}(البقرة: من الآية269)
هل تؤدين الصلوات الخمس على وقتها ؟ لأن أول ما يحاسب عنه العبد يوم القيامة : الصلاة فإن صلحت صلح سائر عمله وإن فسدة فسد سائر عمله .
ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم : ((إن بين الرجل وبين الكفر ، ترك الصلاة )) رواه مسلم .
هل تخشعين في صلاتك وتطمئنين في ركوعها وسجودها ؟
هل تقرأين القرآن الكريم بتدبر وخشوع وحضور قلب ؟ وهل جعلت لك كل يوم حزباً معيناً من القرآن ؟ وهل تعملين به ؟ قال الرسول صلى الله عليه وسلم : (( خيركم من تعلم القرآن وعلمه )) رواه البخاري .
هل سألت الله أن يقيك شح نفسك ؟ { وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}(التغابن: من الآية16)
هل أنت بارة بوالديك ؟ هل تصلين أرحامك ؟ هل راقبت الله في السر والعلن ؟
هل أمرت بالمعروف ونهيت عن المنكر ؟ هل أحببت الخير للمسلمين ؟
هل تكرمين الأيتام والأرامل والضعفاء والفقراء والمساكين وتتواضعين لهم وترحمينهم وخصوصاً الأقارب؟ هل حافظت على أذكار الصباح والمساء ؟
هل تحافظين على حجابك الشرعي الذي أمرك به الله خالقك رب العالمين ؟
هل أديت زكاة أموالك ؟ هل صمت الصيام المشروع وحفظت جوارحك عن المفطرات الحسية والمعنوية ؟ هل أديت فريضة الحج ؟
هل اتخذت جليسات صالحات تذكرك بالله رؤيتهن واستفدت من ذلك بعقد زيارات في الله وتخصصين درس علمي لذلك وحرصت على رفع الجهل عنك ؟
هل تجنبت رفيقات السوء ؟ لأنهن سبب الضلال والضياع فاحذريهن حفظك الله .
هل سألت العلماء وطلبة العلم عما أشكل عليك من أمور دينك ؟
هل أسهمت في الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى ؟ فلعل ريالاً واحداً منك ينقذ كافراً من النار .
هل تجنبت الاختلاط بالرجال ؟ هل قللت الخروج إلى الأسواق .
هل تجنبت مزامير الشيطان "الغناء " ؟ فإنها محرمة بالقرآن والسنة وهي بريد الزنا وهي سبب رئيس لقسوة القلوب وسبب لسوء الخاتمة . نعوذ بالله من سوء الخاتمة .
هل أنت تكثرين من ذكر الله عز وجل { أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ}(الرعد: من الآية28)
هل أنت ممن قال الله فيهم {وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} (الذريات:18) هل ربيت أبناءك تربية إسلامية ؟ لأنك مسؤولة عنهم يوم القيامة أمام الله ((كلكم راعٍ ، وكلكم مسؤول عن رعيته )) متفق عليه .
واعلمي أن الله يفرح بتوبة عبده ، فماذا تنتظرين ؟ أختاه ... انقذي نفسك من النار