المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نافذة على الواقع



شام
24-06-2009, 20:13
تعسكر في ساحتي الفكرية و الذهنية مقولة قرأتها في إحدى النوافذ العنكبوتية
وهــي : ( أن أمة تدفع و تهتم بمهرج أضعاف ما تفعله بمفكر أو أديب هي أمة مهزومة)
أمــــــــــــــة مهزومة .. تعبير يحتل اوراقي و كتبي و حروفي وقلمي منذ مدة ..
وخاصة وأني استحضر دائماً الواقع المعاشي و الحضاري و السياسي لأمتي.
كثيراً ما حاولت استجلاء أو استطلاع واقعنا كأمة بين الأمم في ميادين الفكر و الأدب و الصحافة
و العلم و التكنولوجيا .. فلم أعثر سوى على قيم نسبية متدنية لموقع أمتي بين الأمم ...!!


فهي الأمة الوحيدة التي تصفق للمهرجين و تدفع للمهرجين و تقيم الشعائر كافة لاستقبال
المهرجين ..
أمتي الأمة الوحيدة بين الأمم التي تناست العلم والأدب و التكنولوجيا و الحضارة و الاختراع
وحصلت فقط على امتياز لاستيراد السيارات من الغرب ليركبها مهرج و ليقودها آخر معتل ...


أمتي هي الأمة الوحيدة بين الأمم التي تقيم كل يوم عاصمة للتهريج و القهقهة و المسخرة
وتستقبل المهرجين بالطبل و الدفوف و ترسم لهم مراسيم الاقامة بين العقول والافكار
حتى صرنا نخجل من أننا عرب ولا نتباهى ابداً بأننا عرب بل و نرفض الافصاح عن هويتنا
كعرب وذلك للواقع المخزي الذي نحياه منذ سنون .. لا بل منذ عقود.


التهريج سمة في حواراتنا ، التهريج سمة في علاقاتنا ، التهريج سمة في نفوسنا ...
لم يعد لدينا سمات تميزنا عن الآخر سوى أننا نمتلك طابعاً وأسلوباً مختلفاً لـ التهريج
و نلبس الاقنعة تلو الأقنعة و نختال وسط الساحات و المساحات ..
ونروج لـ التهريج في كل مكان حتى بلغ بنا النبوغ مابلغ فاخترعنا للتهريج مسرحاً
يطأه كل يوم ألوف الزائرين ليطلعوا على آخر أخبار مخترعاتنا عفواً قصدي تهريجنا
فيضحك زائرنا من سذاجتنا و يرحل دونما الاحتفاظ بذكرى عن هذه الأمة سوى
أنها امة مهرجة ...


فرح بواقعنا الحالي أعدائنا فرسموا لنا الخطط الصهيونية ونالوا منا في عقر دارنا
القدس و العراق ..ونحن وسط كل هذا نهرج بين الأمم .
فرح بواقعنا التهريجي اعداء ديننا فـ راحوا يسيئون الى نبينا و رسلنا وصحابتنا الكرام
و نحن وسط كل ذلك نهرج ونضحك بين الأمم ..


ونمسك دفة التهريج ونروج لها وننشرها على الملأ الاعلى و الاسفل حتى
شياطيننا ذهلت من تهريجنا فتركت حيلها لاحتناكنا فهجعت في مكامنها برمضان
وغير رمضان ..
التهريج جعل قيمتنا القيمة (0) بين الأمم فبالتهريج أضعنا القضية و بالتهريج احتلت
المقدسات ، وبالتهريج انشغلنا عن الدعوة الى الله ..
ونستمر في غي التهريج غير مبالين بما يحيط بنا من أخطار ..فلقد وضعت أمتنا
برسم الانهزام لأنها مهزومة وطالما هي مهزومة سيكثر مهرجيها ...
فلا أمل لأدب أن يحيا من جديد ولا أمل بنهضة لأمة انهزمت فتسيدها مهرج أو مهرجة...!!!



تهريجة
ضمن خطة التقشف خلال الأزمة المالية العالمية
أمر أحد الوزراء بطلاء جدران مكتبه الاربعة
باللون الوردي ..
فقام العمال بطلاء جدار و كتبوا على بقية الجدران عبارة
" نفس اللون"
ههههههههههههههههههه
تهريج ...!!!