المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لذة التعبد عند الصحابة رضي الله عنهم:



ابو ضاري
23-05-2009, 17:42
بسم الله الرحمن الرحيم


فمهما سطَّر البنان، وتكلم العلماء بكلِّ لسان؛ فإن سير هؤلاء يعجز

عن وصفها إنسان.

فهم أولى بالحديث من قول العباس بن الأحنف عن محبوبته:

وَحَدَّثْتَنِي يَا سَعْدُ عَنْهًا فَزِدْتَنِي جُنُونًا فَزِدْنِي مِنْ حَدِيثِكَ يَا سَعْدُ

فهم مصابيح الدُّجى، وينابيع الرشد والحجى، خصوا بخفي

الاختصاص، ونقوا من التصنع بالإخلاص، وهم الواصلون بالحبل،

والباذلون للفضل، والحاكمون بالعدل، هم المبادرون إلى الحقوق من

غير تسويف، والموفون للطَّاعات من غير تطفيف.


هُم الرِّجَالُ وَعَيْبٌ أَنْ يُقَالَ لِمَنْ *** لَمْ يَتَّصِفْ بِمَعَانِيَ وَصْفِهم رَجُلُ


أبو بكر الصديق:

السّابق إلى التَّصديق، الملقب بالعتيق المؤيد من الله بالتوفيق، {ثَانِيَ

اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ} [سورة التوبة: 40]

كان رقيق القلب غزير الدَّمع، عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ:

لَمَّا مَرِضَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - مَرَضَهُ الَّذِي مَاتَ فِيهِ، أَتَاهُ

بِلَالٌ يُوذِنُهُ بِالصَّلَاةِ، فَقَالَ: مُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ، قُلْتُ: إِنَّ أَبَا بَكْرٍ رَجُلٌ

أَسِيفٌ إِنْ يَقُمْ مَقَامَكَ يَبْكِي، فَلَا يَقْدِرُ عَلَى الْقِرَاءَةِ.

وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه

وسلم - قَالَ: مَنْ أَنْفَقَ زَوْجَيْنِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ نُودِيَ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ:

يَا عَبْدَ اللَّهِ هَذَا خَيْرٌ، فَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصَّلاة دُعِيَ مِنْ بَابِ الصَّلاة،

وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الْجِهَادِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الْجِهَادِ، وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ

الصِّيَامِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الرَّيَّانِ، وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصَّدَقَةِ دُعِيَ مِنْ بَابِ

الصَّدَقَةِ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ - رضي الله عنه -: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ

مَا عَلَى مَنْ دُعِيَ من تِلْكَ الْأَبْوَابِ مِنْ ضَرُورَةٍ، فَهَلْ يُدْعَى أَحَدٌ مِنْ

تِلْكَ الْأَبْوَابِ كُلِّهَا؟ قَالَ: نَعَمْ وَأَرْجُو أَنْ تَكُونَ مِنْهُمْ.

كان صِدِّيقًا ما اهتز إيمانه ولا تزعزع وجدانه، عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله

عنها - زَوْجِ النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم -، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى

الله عليه وسلم - مَاتَ وَأَبُو بَكْرٍ بِالسُّنْحِ - يَعْنِي بِالْعَالِيَةِ - فَقَامَ عُمَرُ

يَقُولُ: وَاللَّهِ، مَا مَاتَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، قَالَتْ: وَقَالَ

عُمَرُ: وَاللَّهِ مَا كَانَ يَقَعُ فِي نَفْسِي إِلَّا ذَاكَ، وَلَيَبْعَثَنَّهُ اللَّهُ فَلَيَقْطَعَنَّ

أَيْدِيَ رِجَالٍ وَأَرْجُلَهُمْ، فَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ فَكَشَفَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله

عليه وسلم - فَقَبَّلَهُ، قَالَ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، طِبْتَ حَيًّا وَمَيِّتًا، وَالَّذِي

نَفْسِي بِيَدِهِ لَا يُذِيقُكَ اللَّهُ الْمَوْتَتَيْنِ أَبَدًا. ثُمَّ خَرَجَ، فَقَالَ: أَيُّهَا الْحَالِفُ

عَلَى رِسْلِكَ! فَلَمَّا تَكَلَّمَ أَبُو بَكْرٍ جَلَسَ عُمَرُ، فَحَمِدَ اللَّهَ أَبُو بَكْرٍ وَأَثْنَى

عَلَيْهِ، وَقَالَ: أَلَا مَنْ كَانَ يَعْبُدُ مُحَمَّدًا - صلى الله عليه وسلم - فَإِنَّ

مُحَمَّدًا قَدْ مَاتَ، وَمَنْ كَانَ يَعْبُدُ اللَّهَ فَإِنَّ اللَّهَ حَيٌّ لَا يَمُوتُ، وَقَالَ [إِنَّكَ

مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ] وَقَالَ [وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ من قَبْلِهِ

الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى

عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ] قَالَ فَنَشَجَ النَّاس

يَبْكُونَ.

طلال
23-05-2009, 19:43
.:. الضاري11 .:.


جميل جدا الطرح


.:.

اقتطفته للمجله ( تم رصده ) و لله الحمد

.:.


جزاك الله الف خير


.:.


لاهنت

ساهو[
23-05-2009, 20:04
فمهما سطَّر البنان، وتكلم العلماء بكلِّ لسان؛ فإن سير هؤلاء يعجز

عن وصفها إنسان.

الضاااري جزاك الله خير

ابو ضاري
23-05-2009, 20:14
.:. الضاري11 .:.


جميل جدا الطرح


.:.

اقتطفته للمجله ( تم رصده ) و لله الحمد

.:.


جزاك الله الف خير


.:.


لاهنت

لاهنت يالغالي طلال وانت تامر

كل يوم انزل بالموضوع صحابي

شام
24-05-2009, 00:01
الله الله الله
ما أجمل هذا الحديث
للقلب و الروح
لذة التعبد عند الصحابة الكرام رضوان عليهم اجمعين
وموضوع وسطور يشرق فيها النور
جزاك الله خير الجزاء
مشرفي القدير الضاري
و ننتظر المزيد
بارك الله بك وحفظك ورعاكـ..

ابو ضاري
24-05-2009, 17:00
فمهما سطَّر البنان، وتكلم العلماء بكلِّ لسان؛ فإن سير هؤلاء يعجز

عن وصفها إنسان.

الضاااري جزاك الله خير

لاهنت ياساهو على المرور الطيب

ابو ضاري
24-05-2009, 17:01
الله الله الله
ما أجمل هذا الحديث
للقلب و الروح
لذة التعبد عند الصحابة الكرام رضوان عليهم اجمعين
وموضوع وسطور يشرق فيها النور
جزاك الله خير الجزاء
مشرفي القدير الضاري
و ننتظر المزيد
بارك الله بك وحفظك ورعاكـ..



بارك الله فيك ياشام

وشكرا على المرور الطيب

ابو ضاري
24-05-2009, 17:09
الخليفه الصحابي عمر بن الخطاب

الفاروق، ذو المقام الثابت المأنوق، أعلن الله به دعوة الصّادق المصدوق، فجمع

الله له بما منحه من الصَّولة؛ ما نشأت لهم به الدَّولة، كان معارضًا للمبطلين،

موافقًا في الأحكام لرب العالمين، كان فارقًا بين الحق والباطل.

فَفِي حَدِيثِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ - رضي الله عنهما - لَمَّا قَالَ أَبُو سُفْيَانَ: أَفِي الْقَوْمِ

مُحَمَّدٌ؟ - ثَلَاثَ مَرَّاتٍ - فَنَهَاهُمْ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - أَنْ يُجِيبُوهُ، ثُمَّ

قَالَ: أَفِي الْقَوْمِ ابْنُ أَبِي قُحَافَةَ؟ -ثَلَاثَ مَرَّاتٍ - ثُمَّ قَالَ: أَفِي الْقَوْمِ ابْنُ الْخَطَّابِ؟ -

ثَلَاثَ مَرَّاتٍ -ثُمَّ رَجَعَ إِلَى أَصْحَابِهِ فَقَالَ: أَمَّا هَؤُلَاءِ فَقَدْ قُتِلُوا، فَمَا مَلَكَ عُمَرُ نَفْسَهُ

فَقَالَ: كَذَبْتَ وَاللَّهِ يَا عَدُوَّ اللَّهِ، إِنَّ الَّذين عَدَدْتَ لَأَحْيَاءٌ كُلُّهُمْ، وَقَدْ بَقِيَ لَكَ مَا

يَسُوءُكَ.

ورغم شدته على الكفّار كان على إخوانه رقيق القلب سريع الدَّمع.

عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ - رضي الله عنه - قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه

وسلم - إِذْ أَقْبَلَ أَبُو بَكْرٍ آخِذًا بِطَرَفِ ثَوْبِهِ؛ حَتَّى أَبْدَى عَنْ رُكْبَتِهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ -

صلى الله عليه وسلم -: أَمَّا صَاحِبُكُمْ فَقَدْ غَامَرَ، فَسَلَّمَ، وَقَالَ: إِنِّي كَانَ بَيْنِي

وَبَيْنَ ابْنِ الْخَطَّابِ شَيْءٌ، فَأَسْرَعْتُ إِلَيْهِ ثُمَّ نَدِمْتُ، فَسَأَلْتُهُ أَنْ يَغْفِرَ لِي فَأَبَى

عَلَيَّ، فَأَقْبَلْتُ إِلَيْكَ فَقَالَ: يَغْفِرُ اللَّهُ لَكَ يَا أَبَا بَكْرٍ - ثَلَاثًا، ثُمَّ إِنَّ عُمَرَ نَدِمَ، فَأَتَى

مَنْزِلَ أَبِي بَكْرٍ فَسَأَلَ: أَثَّمَ أَبُو بَكْرٍ؟ فَقَالُوا: لَا، فَأَتَى إِلَى النَّبِيّ - صلى الله عليه

وسلم - فَسَلَّمَ، فَجَعَلَ وَجْهُ النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - يَتَمَعَّرُ، حَتَّى أَشْفَقَ

أَبُو بَكْرٍ، فَجَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! وَاللَّهِ أَنَا كُنْتُ أَظْلَمَ - مَرَّتَيْنِ، فَقَالَ

النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم -: إِنَّ اللَّهَ بَعَثَنِي إِلَيْكُمْ، فَقُلْتُمْ: كَذَبْتَ، وَقَالَ أَبُو

بَكْرٍ: صَدَقَ وَوَاسَانِي بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ، فَهَلْ أَنْتُمْ تَارِكُو لِي صَاحِبِي مَرَّتَيْنِ فَمَا أُوذِيَ

بَعْدَهَا.

وَعَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ وَقّاصٍ قَالَ: كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطّابِ - رضي الله عنه - يَقْرَأُ فِي

العَتَمَةِ بسُورَةِ يُوسُف، وأنا في مُؤَخِّرِ الصُّفُوفِ، حَتَّى إِذَا جَاءَ ذِكرُ يُوسُف؛ سَمِعْتُ

نَشِيجَهُ فِي مُؤَخِّرِ الصَّفِّ.

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنْطَبٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - رَأَى أَبَا بَكْرٍ

وَعُمَرَ فَقَالَ: هَذَانِ السَّمْعُ وَالْبَصَرُ.

واحد شقردي
25-05-2009, 01:18
الله يجزك خير يا خالي (( بكبر سنك مع زقرت الفله هههه ))

تسلم على تميزك الدائم

ابو ضاري
25-05-2009, 17:15
الله يجزك خير يا خالي (( بكبر سنك مع زقرت الفله هههه ))

تسلم على تميزك الدائم


لاهنت يالعزوه وشكرا على هذا المرور الطيب

ابو ضاري
25-05-2009, 17:19
عثمان ابن عفان - رضي الله عنه -:

القانت الحيي ذو الهجرتين، الكريم الجواد ذو النورين، كان حظُّه من النَّهار الجود

والصيام، ومن الليل السجود والقيام، مبشر بالجنة على بلوى تصيبه.

كان - رضي الله عنه - يحيي الليل بالقرآن، وثبت أنه قرأ القرآن في ركعة.

عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُثْمَانَ قَالَ: قُمْتُ خَلْفَ الْمَقَامِ وَأَنَا أُرِيُد أَنْ لَا يَغْلِبَنِي عَلَيهِ

أَحَدٌ تِلْكَ اللَّيلة، فَإِذَا رَجُلٌ يَغْمِزُنِي فَلَمْ ألْتَفِتْ، ثُمَّ غَمَزَنِي فَالْتَفَتُّ، فَإِذَا عُثْمَانُ بْنُ

عَفّان - رضي الله عنه - فَتَنَحَّيْتُ فَتَقَدَّمَ فَقَرَأَ القُرْآنَ فِي رَكْعَةٍ.

وكان - رضي الله عنه - رقيق القلب، غزير الدمع، كان أذا رأى قبرًا بكى حتى

يرحم.

عَنْ هَانِئٍ مَوْلَى عُثْمَانَ - رضي الله عنه - قَالَ: كَانَ عُثْمَانُ - رضي الله عنه - إِذَا

وَقَفَ عَلَى قَبْرٍ بَكَى حَتَّى يَبُلَّ لِحْيَتَهُ، فَقِيلَ لَهُ تَذْكُرُ الْجَنَّةَ وَالنَّارَ فَلَا تَبْكِي، وَتَبْكِي

من هَذَا، فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: الْقَبْرُ أَوَّلُ مَنَازِلِ

الْآخِرَةِ، فَإِنْ يَنْجُ مِنْهُ فَمَا بَعْدَهُ أَيْسَرُ مِنْهُ، وَإِنْ لَمْ يَنْجُ مِنْهُ فَمَا بَعْدَهُ أَشَدُّ مِنْهُ، قَالَ:

وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: وَاللَّهِ مَا رَأَيْتُ مَنْظَرًا قَطُّ إِلَّا وَالْقَبْرُ

أَفْظَعُ مِنْهُ.

بشَّره النبي - صلى الله عليه وسلم - بالجنة على بلوى تصيبه؛ فكان صابرًا

محتسبًا حتى لقي ربه.

عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ أَنَّهُ تَوَضَّأَ فِي بَيْتِهِ ثُمَّ خَرَجَ، فَقَالَ: لَأَلْزَمَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -

صلى الله عليه وسلم -، وَلَأَكُونَنَّ مَعَهُ يَوْمِي هَذَا. فَجَاءَ الْمَسْجِدَ فَسَأَلَ عَنْ

النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالُوا: خَرَجَ وَوَجَّهَ هَا هُنَا، قَالَ: فَخَرَجْتُ عَلَى

إِثْرِهِ أَسْأَلُ عَنْهُ حَتَّى دَخَلَ بِئْرَ أَرِيسٍ، فَجَلَسْتُ عِنْدَ الْبَابِ - وَبَابُهَا من جَرِيدٍ -حَتَّى

قَضَى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - حَاجَتَهُ فَتَوَضَّأَ، فَقُمْتُ إِلَيْهِ فَإِذَا هُوَ

جَالِسٌ عَلَى بِئْرِ أَرِيسٍ، وَتَوَسَّطَ قُفَّهَا وَكَشَفَ عَنْ سَاقَيْهِ؛ وَدَلَّاهُمَا فِي الْبِئْرِ،

فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ ثُمَّ انْصَرَفْتُ فَجَلَسْتُ عِنْدَ الْبَابِ، فَقُلْتُ: لَأَكُونَنَّ بَوَّابَ رَسُولِ اللَّهِ -

صلى الله عليه وسلم - الْيَوْمَ، فَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ فَدَفَعَ الْبَابَ، فَقُلْتُ مَنْ هَذَا؟! فَقَالَ:

أَبُو بَكْرٍ، فَقُلْتُ: عَلَى رِسْلِكَ، ثُمَّ ذَهَبْتُ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! هَذَا أَبُو بَكْرٍ

يَسْتَأْذِنُ، فَقَالَ: ائْذَنْ لَهُ وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ، فَأَقْبَلْتُ حَتَّى قُلْتُ لِأَبِي بَكْرٍ: ادْخُلْ

وَرَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يُبَشِّرُكَ بِالْجَنَّةِ، فَدَخَلَ أَبُو بَكْرٍ فَجَلَسَ عَنْ

يَمِينِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مَعَهُ فِي الْقُفِّ، وَدَلَّى رِجْلَيْهِ فِي الْبِئْرِ

كَمَا صَنَعَ النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم -، وَكَشَفَ عَنْ سَاقَيْهِ، ثُمَّ رَجَعْتُ

فَجَلَسْتُ وَقَدْ تَرَكْتُ أَخِي يَتَوَضَّأُ وَيَلْحَقُنِي، فَقُلْتُ: إِنْ يُرِدْ اللَّهُ بِفُلَانٍ خَيْرًا - يُرِيدُ

أَخَاهُ - يَأْتِ بِهِ، فَإِذَا إِنْسَانٌ يُحَرِّكُ الْبَابَ، فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ فَقَالَ: عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ،

فَقُلْتُ: عَلَى رِسْلِكَ، ثُمَّ جِئْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَسَلَّمْتُ

عَلَيْهِ، فَقُلْتُ: هَذَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ يَسْتَأْذِنُ، فَقَالَ: ائْذَنْ لَهُ وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ، فَجِئْتُ

فَقُلْتُ: ادْخُلْ، وَبَشَّرَكَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِالْجَنَّةِ، فَدَخَلَ فَجَلَسَ

مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي الْقُفِّ عَنْ يَسَارِهِ، وَدَلَّى رِجْلَيْهِ فِي

الْبِئْرِ، ثُمَّ رَجَعْتُ فَجَلَسْتُ، فَقُلْتُ: إِنْ يُرِدْ اللَّهُ بِفُلَانٍ خَيْرًا يَأْتِ بِهِ، فَجَاءَ إِنْسَانٌ

يُحَرِّكُ الْبَابَ، فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ فَقَالَ: عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ، فَقُلْتُ: عَلَى رِسْلِكَ، فَجِئْتُ

إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَأَخْبَرْتُهُ، فَقَالَ: ائْذَنْ لَهُ وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ

عَلَى بَلْوَى تُصِيبُهُ، فَجِئْتُهُ، فَقُلْتُ لَهُ: ادْخُلْ وَبَشَّرَكَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه

وسلم - بِالْجَنَّةِ عَلَى بَلْوَى تُصِيبُكَ، فَدَخَلَ فَوَجَدَ الْقُفَّ قَدْ مُلِئَ، فَجَلَسَ وِجَاهَهُ

من الشَّقِّ الْآخَرِ. قَالَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ: فَأَوَّلْتُهَا قُبُورَهُمْ

&^^مهــــا^^&
26-05-2009, 06:35
جزاك الله خير

وربي يجعله في ميزان حسناتك

تقبل احترامي,,

ابو ضاري
26-05-2009, 15:10
جزاك الله خير

وربي يجعله في ميزان حسناتك

تقبل احترامي,,

بارك الله فيك على هذا المرور الطيب

ابو ضاري
26-05-2009, 15:13
علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -:

نُور المطيعين، وولي المتقين، وإمام العابدين، من أسرع الصحابة إجابة،

وأعظمهم حلما، وأوفرهم علما، وأقومهم قضية، حُرمنا علمه بسبب غلو الشِّيعة

فيه وكذبهم عليه -وإلى الله المشتكى، وأما فضائله فقد لاحت في الأفق، وإليك

ما قيل بحضرة خصمه ومن لاحت بينهما السيوف - معاوية - رضي الله عنه -.

دخل ضرار بن ضمرة الكِناني على معاوية، فقال له: صِفْ لي عليًا، فقال أو

تعفيني يا أمير المؤمنين، قَالَ: لا أعفيك، قَالَ: أما إذ لا بد؛ فإنه كان والله بعيد

المدى، شديد القوى، يقول فصلا، ويحكم عدلا، يتفجر العلم من جوانبه، وتنطق

الحكمة من نواحيه، يستوحش من الدنيا وزهرتها، ويستأنس بالليل وظلمته، كان

والله غزير العبرة، طويل الفكرة، يقلب كفه، ويخاطب نفسه، يعجبه من اللباس ما

قصر، ومن الطعام ما جشب، كان والله كأحدنا يدنينا إذا أتيناه، ويجيبنا إذا سألناه،

وكان مع تقربه إلينا وقربه منا؛ لا نكلمه هيبة له، فإن تبسم فعن مثل اللؤلؤ

المنظوم، يعظم أهل الدين ويحب المساكين، لا يطمع القوي في باطله، ولا

ييأس الضعيف من عدله، فأشهد بالله لقد رأيته في بعض مواقفه؛ وقد أرخى

الليل سدوله، وغارت نجومه يميل في محرابه قابضًا على لحيته يتململ تململ

السَّليم، ويبكي بكاء الحزين، فكأني أسمعه الآن وهو يقول: يا ربنا يا ربنا يتضرع

إليه ثم يقول للدنيا: إلَيَّ تغررَّتِ، إلَيَّ تشوفت، هيهات هيهات، غُرِّي غَيْري، قد

بنتك ثلاثًا، فعمرك قصير، ومجلسك حقير، وخطرك يسير، آه آه من قلة الزاد، وبعد

السَّفر، ووحشة الطريق.

فوكفت دموع معاوية على لحيته؛ ما يملكها، وجعل ينشفها بكمه وقد اختنق

القوم بالبكاء، فقال: كذا كان أبو الحسن - رحمه الله -، ثم قَالَ: كَيْفَ وَجْدُك عليه

يا ضرار؟ قَالَ: وَجْدُ مَنْ ذُبِحَ وَاحِدُهَا فِي حَجْرِهَا؛ لَا تَرْقَأُ دَمْعَتُهَا، وَلَا يَسْكُنُ حُزْنُها

- ثُمَّ قَامَ فَخَرَجَ.

ابو ضاري
27-05-2009, 09:32
معاذ بن جبل:

مقدام العلماء، وإمام الحكماء!!!

قَالَ ابن مسعود رضي الله - تعالى -عنه: إن معاذ بن جبل رضي الله - تعالى -

عنه كان أمة قانتًا لله حنيفًا، فقيل له: إن إبراهيم كان أمة قانتًا لله حنيفًا! فقال: ما

نسيت، هل تدرون ما الأمة وما القانت؟ ! الأمة الذي يُعَلِّم الخير، والقانت المطيع

لله وللرسول، وكان معاذ يُعَلِّم النَّاس الخير، ومطيعًا لله ولرسوله.

وكان معاذ بن جبل شابًا جميلًا سمحًا من خير شباب قومه، لا يُسأل شيئا إلا

أعطاه، حتى أدان دينا أغلق ماله، فكلم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن

يكلم غرماءه ففعل، فلم يضعوا له شيئًا، فلو ترك لأحد لكلام أحد لترك لمعاذ

لكلام رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فدعاه النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم

- فلم يبرح حتى باع ماله وقسمه بين غرمائه، فقام معاذ لا مال له، فلما حجَّ

بعثه النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - إلى اليمن ليجبره، وكان أول من حجز عليه

في هذا المال معاذ، فقدم على أبي بكر رضي الله - تعالى -عَنْهُ من اليمن وقد

تُوفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -

قَالَ أبو نعيم: وغُرماء معاذ كانوا يهودًا فلهذا لم يضعوا عنه شيئًا.

فلما قبض النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - واستخلفوا أبا بكر، فاستعمل أبو بكر

عمر على الموسم فلقي معاذًا بمكة ومعه رقيق، فقال: هؤلاء أهدوا لي وهؤلاء

لأبي بكر، فقال عمر: إني أرى لك أن تأتي أبا بكر، قَالَ فَلَقِيه من الغد، فقال: يا

ابن الخطاب! لقد رأيتني البارحة وأنا أنزوي إلى النار وأنت آخذ بحجزتي، وما

أراني إلا مطيعك، فأتى بهم أبا بكر، فقال: هؤلاء أهدوا لي وهؤلاء لك، قَالَ: فإنا

قد سلمنا لك هديتك، فخرج معاذ إلى الصَّلاة؛ فإذا هم يُصلون خلفه، فقال: لمن

تصلون هذه الصَّلاة؟ قالوا لله - عز وجل -، قَالَ: فأنتم لله فأعتقهم.

وعن معاذ - رحمه الله تعالى -لَمّا أن حضره الموت، قَالَ: انظروا أصبحنا؟ فأتى،

فقيل: لم تصبح، قَالَ: انظروا أصبحنا؟ فأتي فقيل: لم تصبح حتى أتى في بعض

ذلك، فقيل له: قد أصبحت، قَالَ: أَعُوذُ بالله من ليلة صباحها إلى النار، مرحبًا

بالموت، مرحبًا زائر مغيب، حبيب جاء على فاقة، اللهم إني قد كنت أخافك، فأنا

اليوم أرجوك، اللهم أن كنت تعلم أني لم أكن أحب الدُّنيا وطول البقاء فيها لكرى

الأنهار، ولا لغرس الشَّجر، ولكن لظمأ الهواجر، ومكابدة السّاعات، ومزاحمة

العلماء بالركب عند حلق الذكر.

سيف الدولة
28-05-2009, 10:01
أخي الضاري


أللهم أرضي عن صحابتك أجمعين

ومن صحبهم إلى يوم الدين وعن التابعين


ومن تبعهم بإحسان غلى يوم الين


جزاك الله خيرا

ابو ضاري
28-05-2009, 10:14
أخي الضاري


أللهم أرضي عن صحابتك أجمعين

ومن صحبهم إلى يوم الدين وعن التابعين


ومن تبعهم بإحسان غلى يوم الين


جزاك الله خيرا

بارك الله فيك اخي الكريم

ابو ضاري
28-05-2009, 10:15
أبو عبيدة ابن الجراح:

أبو عبيدة الأمين الرَّشيد، والقائد السَّديد اختاره عمر؛ وهو يتمنى ملأ مكانه رجالًا

كأبي عبيدة.

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: إِنَّ لِكُلِّ أُمَّةٍ

أَمِينًا، وَإِنَّ أَمِينَنَا أَيَّتُهَا الْأُمَّةُ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ.

دخل عمر بن الخطاب على أبي عبيدة بن الجراح، فإذا هو مضطجع على

طنفسة رحله متوسدًا الحقيبة، فقال له عمر: ألا اتخذت ما اتخذ أصحابك؟! فقال:

يا أمير المؤمنين هذا يبلغني المقيل.

وعن عمر بن الخطاب أنه قَالَ لأَصْحَابِهِ: تَمَنُّوا، فقال رجل: أتمنى لو أن لي هذه

الدار مملوءة ذهبًا أنفقه في سبيل الله، ثم قَالَ: تَمَنُّوا، فقال رجل: أتمنى لو أنها

مملوءة لؤلؤا وزبرجدًا وجوهرًا؛ أنفقه في سبيل الله وأتصدق، ثم قَالَ: تَمَنُّوا،

فقالوا: ما ندري يا أمير المؤمنين، فقال عمر: أتمنى لو أن هذه الدّار مملوءة رجالًا

مثل أبي عبيدة بن الجراح.

ابو ضاري
30-05-2009, 09:58
عبد الله بن عمر:
المتعبد المتهجد المتتبع للأثر المتشدِّد، كادت أن تكون له الخلافة فصانه الله وحفظه من الفتن، قَالَ نَافِعٌ: دخل ابن عمر الكعبة فسمعته يقول وهو ساجد: قد تعلم ما يمنعني من مزاحمةِ قريش على هذه الدنيا إلا خوفك.
وعن سعيد بن جبير قَالَ: رَأَيْتُ ابن عمر وأبا هريرة وأبا سعيد وغيرهم كانوا يرون أنه ليس أحد منهم على الحال التي فارق عليها محمد - صلى الله عليه وسلم -؛ غير ابن عمر.
وكان لعبد الله بن عمر مِهْرَاسٌ فيه ماء، فيصلى ما قُدِّر له، ثم يصير إلى فراشه فيغفى إغفاء الطَّائر، ثم يقوم فيتوضأ، ثم يصلي، ثم يرجع إلى فراشه، فيغفى إغفاء الطَّائر، ثم يثب فيتوضأ، ثم يصلي، فيفعل ذلك في الليلة أربع مرات، أو خمسًا.
وعن عبد الله بن عبيد بن عمير عن أبيه أنه تلا: {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا من كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ} [سورة النساء: 41] فجعل ابن عمر يبكي حتى لصقت لحيته وجيبه من دموعه، فأراد رجل أن يقول لأبي: أقصر فقد آذيت الشيخ.
وعن نافع، كان ابن عمر إذا قرأ: {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ} [سورة الحديد: 16] بكى حتى يغلبه البكاء.
وقيل لنافع: ما كان يصنع ابن عمر في منزله، قَالَ: لا تُطِيقونه، الوضوء لكلِّ صلاة، والمصحف فيما بينهما.
عن حمزة بن عبد الله بن عمر عن عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قَالَ: تَلَوْتُ هذه الآية: {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ} [سورة آل عمران 3/92] فذكرت ما أعطاني الله - تعالى -، فما وجدت شيئًا أحبَّ إلي من جاريتي رضية، فقلت: هي حرة لوجه الله - عز وجل -؛ فلولا أني لا أعود في شيء جعلته لله - عز وجل - لنكحتها؛ فأنكحها نافع فهي أم ولده.
عن نافع قَالَ: كَانَ ابن عمر إذا اشتد عجبه بشيء من ماله قرَّبه لربه - عز وجل -. قَالَ نافع: وكان رقيقه قد عرفوا ذلك منه، فربما شمر أحدهم فيلزم المسجد؛ فإذا رآه ابن عمر رضي الله - تعالى -عنه على تلك الحالةِ الحسنة أعتقه فيقول: له أصحابه يا أبا عبد الرحمن! والله ما بهم إلا أن يخدعوك، فيقول ابن عمر: فمن خدعنا بالله - عز وجل - تخدَّعنا له، قَالَ نافع: فلقد رأيتنا ذات عشية وراح ابن عمر على نجيب له قد أخذه بمالٍ عظيم؛ فلما أعجبه سيره أناخه مكانه، ثم نزل عنه، فقال: يا نافع انزعوا زِمامه ورحله، وجللوه وأشعروه، وأدخلوه في البدن.
وعن ابن سيرين أن رجلًا قَالَ: لابن عمر أعمل لك جَوَارِش، قَالَ: وما هو؟ قَالَ: شيء إذا كَظَّك الطَّعام فأصبت منه سهل، فقال: ما شبعت منذ أربعة أشهر، وما ذاك أن لا أكون له واجدا، ولكن عهدت قومًا يشبعون مرة، ويجوعون مرة.
قَالَ الذَّهبي: وأين مثل ابن عمر في دينه، وورعه، وعلمه، وتألهه، وخوفه، من رجل تعرض عليه الخلافة فيأباها، والقضاء من مثل عثمان فيرده، ونيابة الشّام لعلي فيهرب منه، فالله يجتبي إليه من يشاء ويهدي إليه من ينيب.

ابو ضاري
01-06-2009, 09:33
عبد الله بن عباس رضى الله عنه:

بدر الأحبار، والبحر الزَّخار، دعوة النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - بالفقه والتفسير.
عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: ضَمَّنِي رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَقَالَ: اللَّهُمَّ

عَلِّمْهُ الْكِتَابَ.

وعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - دَخَلَ الْخَلَاءَ فَوَضَعْتُ لَهُ

وَضُوءًا، قَالَ: مَنْ وَضَعَ هَذَا؟ فَأُخْبِرَ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ فَقِّهْهُ فِي الدِّينِ.

وعن أبي وائلٍ قَالَ: خطبنا ابن عباس وهو أمير على الموسم، فافتتح سورة

النُّور، فجعل يقرأ ويفسر، فجعلت أقول: ما رأيت ولا سمعت كلام رجل مثل هذا،

لو سمعته فارس والرُّوم والترك؛ لأسلمت.

عن ابن أبي مُليكة قَالَ: صَحِبت ابن عباس من مكة إلى المدينة، فكان إذا نزل

قام شطر الليل، فسأله أيوب السَّخْتِياني كيف كانت قراءته؟ قَالَ قَرَأ: {وَجَاءَتْ

سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ} [سورة ق: 19] فجعل يرتل، ويكثر

في ذلك النَّشيج.


عن ابن أبي مليكة قَالَ: صحبت ابن عباس من مكة إلى المدينة، فكان يصلي

ركعتين؛ فإذا نزل قام شطر الليل ويرتل القُران حرفًا حرفًا، ويكثر في ذلك من

النَّشيج والنَّحيب.

عن أبي رجاء قَالَ: رأيت ابن عباس وأسفل من عينيه مثل الشِّراك البالي من

البكاء.

فهد الجنيدي
12-06-2009, 16:15
الضاري


جزاك الله خير



ليتنا نسوي ربع ما سوا



مشكور يالغالي

بعد ملي
12-06-2009, 16:21
موضوعك رااااااااااااائع
جزاك الله خير
تحياتي لك

واحد شقردي
12-06-2009, 19:23
الغالي الضاري 11

الله يعطيك العافيه والله مجهود رائع

قواك الله يا غالي

ابو ضاري
13-06-2009, 03:57
راجو


بعد ملي


واحد شقردي الغالي

بيض الله وجيهكم على هذا المرور

ابو ضاري
13-06-2009, 04:00
الصحابي عبد الله بن رواحة:

المتفكر عند نزول الآيات المتصبر عند تناول الرّايات، نعاه النَّبِيُّ - صلى الله عليه

وسلم - يوم قتل؛ وهو على منبره - صلى الله عليه وسلم - بالمدينة.

لما أراد ابن رواحة الخروج إلى أرض مؤتة من الشّام؛ أتاه المسلمون يودعونه

فبكى، فقالوا له: ما يبكيك؟! قَالَ: أما والله ما بي حب الدنيا، ولا صبابة لكم،

ولكني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قرأ هذه الآية: {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلاَّ

وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا (71)} [سورة مريم: 71] فقد علمت أني وارد

النار، ولا أدري كيف الصُّدور بعد الورود.

وقيل تزوج رجل امرأة ابن رواحة، فقال لها: تدرين لم تزوجتك؟! لتخبريني عن

صنيع عبد الله في بيته، فذكرت له شيئًا لا أحفظه غير أنها قالت: كان إذا أراد أن

يخرج من بيته صلى ركعتين، وإذا دخل صلى ركعتين؛ لا يدع ذلك أبدًا.

وعن سليمان بن يسار أن النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ يَبْعَثُ ابن رواحة

إلى خَيْبَر، فَيُخَرِّص بَيْنَهُ وَبَيْنَ يَهُود، فَجَمَعُوا حُلِيَّا مِنْ نِسَائِهم، فقالوا: هَذَا لك

وخَفِّفْ عَنّا، فقال: يا معشر يهود! والله إنكم لمن أبغض خَلْقِ الله إلي، وما ذاك

بِحَامِلي على أن أَحِيف عليكم، والرِّشوة سُحت، فقالوا: بهذا قامت السَّماء

والأرض.

وعن بكر بن عبد الله المزني قَالَ: لَمّا نَزَلَتْ هذه الآية: "وَإِنْ مِنْكُمْ إِلاَّ وَارِدُهَا"

ذهب عبد الله بن رواحة إلى بيته فبكى، فجاءت امرأته فبكت، وجاءت الخادم

فبكت، وجاء أهل البيت فجعلوا يبكون، فلما انقطعت عبرته قَالَ: يا أهلاه ما الذي

أَبْكَاكُم؟! قالوا: لا ندري! ولكن رأيناك بكيت فبكينا، قَالَ: إِنَّه أنزلت على رسول الله

آية، يُنبئني فيها ربي - عز وجل - أني وارد النّار، ولم ينبئني أني صادر عنها،

فذلك الذي أبكاني.

وإن عبد الله بن رواحة أتى النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - وهو يخطب، فسَمِعه

وهو يقول: اجلسوا فجلس مكانه خارج المسجد؛ حتى فرغ من خطبته، فبلغ ذلك

النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالَ: زَادَك الله حِرْصًا عَلَى طَواعِية الله ورسوله.
وإن عبد الله بن رواحة قَالَ حِينَ أَخَذَ الرّاية يومئذ:

أَقْسَمْتُ يَا نَفْسُ لَتَنْزِلَنَّه
طَائِعَةً أَوْ لَتُكْرِهَنَّه
إِنْ أَجْلَبَ النَّاس وَشَدُّوا الرَّنَّه
مَا لِي أَرَاكِ تَكْرَهِينَ الْجَنَّه
قَدْ طَالَمَا قَدْ كُنْتِ مُطْمَئِنَّه
هَلْ أَنْتِ إِلَّا نُطْفَةٌ فِي شَنَّه
قَالَ ابن إسحاق وقال أيضًا:

يَا نَفْسُ إِلَّا تُقْتَلِي تَمُوتِي
هَذَا حِمَامُ الْمَوْتِ قَدْ لَقِيتِ
وَمَا تَمَنَّيْتِ فَقَدْ أُعْطِيتِ
إِنْ تَفْعَلِي فِعْلَهُمَا هُدِيتِ
وَإِنْ تَأَخَّرْتِ فَقَدْ شَقِيتِ
يُريد جعفرًا وزيدًا - رضي الله عنهما -، ثم أخذ سيفه فتقدم فقاتل حتى قُتل.
وقبل أن ينزل أتاه ابن عمه بعظم من لحم، فقال: شُدَّ بهذا صلبك فإنك قد لاقيت من أيامك هذه ما قد لقيت، فأخذه من يده ثم انتهش منه نهشة، ثم سمع الحطمة في ناحية النَّاس، فقال: وأنت في الدنيا، ثم ألقاه من يده ثم أخذ سيفه؛ فتقدم فقاتل حتى قتل رضي الله - تعالى -عنه.

ابو ضاري
13-06-2009, 22:50
أبو موسى الأشعري:

كان - رحمه الله - بالقرآن مترنما وقائما، وفي طول الأيام طاويًا وصائمًا، صاحب ا

لقراءة والمزمار.

عن أبي سلمة: كان عمر إذا جلس عنده أبو موسى، ربما قَالَ لَهُ ذَكِّرنا يا أبا

موسى، فيقرأ.

عن أبي إدريس عائذ الله قَالَ: صَامَ أبو موسى الأشعري حتى عاد كأنه خلال،

فقيل له: يا أبا موسى لو أجممت نفسك، قَالَ: إجمامها أريد، أني رأيت السّابق

من الخيل المضمر، وربما خرج من منزله فيقول لامرأته شُدِّي رحلك، ليس على

جهنم معبر.

وكان - رحمه الله - شجاعًا بطلًا مغوارًا لا يخشى بأسًا ولا يعبأ بعدو.

عَنْ أَبِي مُوسَى - رضي الله عنه - قَالَ: لَمَّا فَرَغَ النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم -

مِنْ حُنَيْنٍ، بَعَثَ أَبَا عَامِرٍ عَلَى جَيْشٍ إِلَى أَوْطَاسٍ فَلَقِيَ دُرَيْدَ بْنَ الصِّمَّةِ، فَقُتِلَ

دُرَيْدٌ وَهَزَمَ اللَّهُ أَصْحَابَهُ، قَالَ أَبُو مُوسَى: وَبَعَثَنِي مَعَ أَبِي عَامِرٍ فَرُمِيَ أَبُو عَامِرٍ

فِي رُكْبَتِهِ، رَمَاهُ جُشَمِيٌّ بِسَهْمٍ فَأَثْبَتَهُ فِي رُكْبَتِهِ، فَانْتَهَيْتُ إِلَيْهِ، فَقُلْتُ: يَا عَمِّ مَنْ

رَمَاكَ؟ فَأَشَارَ إِلَىَّ، فَقَالَ: ذَاكَ قَاتِلِي الَّذِي رَمَانِي فَقَصَدْتُ لَهُ فَلَحِقْتُهُ، فَلَمَّا رَآنِي

وَلَّى فَاتَّبَعْتُهُ، وَجَعَلْتُ أَقُولُ لَهُ: أَلَا تَسْتَحْيِي؟ أَلَا تَثْبُتُ؟ فَكَفَّ، فَاخْتَلَفْنَا ضَرْبَتَيْنِ

بِالسَّيْفِ فَقَتَلْتُهُ، ثُمَّ قُلْتُ لِأَبِي عَامِرٍ: قَتَلَ اللَّهُ صَاحِبَكَ قَالَ: فَانْزِعْ هَذَا السَّهْمَ

فَنَزَعْتُهُ فَنَزَا مِنْهُ الْمَاءُ، قَالَ: يَا ابْنَ أَخِي! أَقْرِئْ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم -

السَّلَامَ، وَقُلْ لَهُ: اسْتَغْفِرْ لِي. وَاسْتَخْلَفَنِي أَبُو عَامِرٍ عَلَى النَّاس، فَمَكُثَ يَسِيرًا

ثُمَّ مَاتَ، فَرَجَعْتُ فَدَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فِي بَيْتِهِ عَلَى

سَرِيرٍ مُرْمَلٍ وَعَلَيْهِ فِرَاشٌ؛ قَدْ أَثَّرَ رِمَالُ السَّرِيرِ بِظَهْرِهِ وَجَنْبَيْهِ، فَأَخْبَرْتُهُ بِخَبَرِنَا

وَخَبَرِ أَبِي عَامِرٍ، وَقَالَ: قُلْ لَهُ اسْتَغْفِرْ لِي، فَدَعَا بِمَاءٍ فَتَوَضَّأَ ثُمَّ رَفَعَ يَدَيْهِ، فَقَالَ:

اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِعُبَيْدٍ أَبِي عَامِرٍ، وَرَأَيْتُ بَيَاضَ إِبْطَيْهِ ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ

فَوْقَ كَثِيرٍ من خَلْقِكَ من النَّاس، فَقُلْتُ: وَلِي فَاسْتَغْفِرْ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِعَبْدِ

اللَّهِ بْنِ قَيْسٍ ذَنْبَهُ، وَأَدْخِلْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مُدْخَلًا كَرِيمًا.

واجتهد الأشعري قبل موته اجتهادًا شديدًا، فقيل له لو أمسكت! ورفقت بنفسك

بعض الرفق، قَالَ: إن الخيل إذا أرسلت فقاربت رأس مجراها، أخرجت جميع ما

عندها، والذي بقي من أجلي أقل من ذلك، فلم يزل على ذلك حتى مات.

قَالَ الذَّهبي: وكان أبو موسى صوَّامًا قوَّامًا، ربانيًا زاهدًا عابدًا، ممن جمع العِلْمَ

والعمل والجهاد، وسلامة الصَّدر، لم تُغيره الإمارة ولا اغتر بالدُّنيا.

ابو ضاري
17-06-2009, 16:05
عائشة - رضي الله عنها -:

الصِّديقة بنت الصديق، أفقه نساء الأمة على الإطلاق، المبرأة من كل عيب

ونقص - رضي الله عنها -.

عَنْ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ: سَمِعْتُ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - تَقُولُ: كَانَ يَكُونُ عَلَيَّ

الصَّوْمُ من رَمَضَانَ، فَمَا أَسْتَطِيعُ أَنْ أَقْضِيَ إِلَّا فِي شَعْبَانَ، الشُّغْلُ من النَّبِيِّ أَوْ

بِالنَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم -. وقال أحد الرواة: فَظَنَنْتُ أَنَّ ذَلِكَ لِمَكَانِهَا من

النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم -.

فلما تُوفي النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - كانت تصوم الدَّهر.

عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - أَنَّهَا قَالَتْ لِعُرْوَةَ ابْنَ أُخْتِها: إِنْ كُنَّا لَنَنْظُرُ إِلَى

الْهِلَالِ، ثُمَّ الْهِلَالِ، ثَلَاثَةَ أَهِلَّةٍ فِي شَهْرَيْنِ، وَمَا أُوقِدَتْ فِي أَبْيَاتِ رَسُولِ اللَّهِ -

صلى الله عليه وسلم - نَارٌ، فَقُلْتُ: يَا خَالَةُ! مَا كَانَ يُعِيشُكُمْ؟ قَالَتْ: الْأَسْوَدَانِ:

التَّمْرُ وَالْمَاءُ؛ إِلَّا أَنَّهُ قَدْ كَانَ لِرَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - جِيرَانٌ من

الْأَنْصَارِ، كَانَتْ لَهُمْ مَنَائِحُ، وَكَانُوا يَمْنَحُونَ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مِنْ

أَلْبَانِهِمْ فَيَسْقِينَا.

عن عروة بن الزبير قَالَ: كانت عائشة تقسم سبعين ألفًا، وهي ترقع درعها.

عن أم ذَرَّة قالت: بعث ابن الزبير إلى عائشة بمالٍ في غرارتين، يكون مائة ألف،

فدعت بطبق؛ فجعلت تقسم في النَّاس، فلما أمست قالت: هاتي يا جارية

فَطُوري، فقالت أم ذرة: يا أم المؤمنين! أما استطعت أن تشتري لنا لحمًا بدرهم،

قالت: لا تعنفيني لو ذكرتيني لفعلت.

ومرت عائشة - رضي الله عنها - بهذه الآية: {فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ

السَّمُومِ (27)} [سورة الطور: 27] فقالت: اللهم من علينا وقنا عذاب السَّموم،

إنك أنت البر الرحيم، فقيل للأعمش: في الصَّلاة، فقال: في الصَّلاة.

هند القاضي
21-06-2009, 10:52
بارك الله فيك وجعله في ميزان حسناتك

ابو ضاري
22-06-2009, 16:41
هبد القاضي

بارك الله فيك على مرورك الطيب

ابو ضاري
25-06-2009, 09:05
أسماء بنت أبي بكر:
ذات النِّطاقين العابدة الصابرة المحتسبة، جعلت من نطاقها سفرة للنبي - صلى الله عليه وسلم -.
عَنْ أَسْمَاءَ - رضي الله عنها - قَالَتْ: صَنَعْتُ سُفْرَةَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي بَيْتِ أَبِي بَكْرٍ حِينَ أَرَادَ أَنْ يُهَاجِرَ إِلَى الْمَدِينَةِ، قَالَتْ: فَلَمْ نَجِدْ لِسُفْرَتِهِ وَلَا لِسِقَائِهِ مَا نَرْبِطُهُمَا بِهِ، فَقُلْتُ لِأَبِي بَكْرٍ: وَاللَّهِ مَا أَجِدُ شَيْئًا أَرْبِطُ بِهِ إِلَّا نِطَاقِي، قَالَ: فَشُقِّيهِ بِاثْنَيْنِ فَارْبِطِيهِ بِوَاحِدٍ السِّقَاءَ، وَبِالْآخَرِ السُّفْرَةَ، فَفَعَلْتُ. فَلِذَلِكَ سُمِّيَتْ ذَاتَ النِّطَاقَيْنِ.
وكانت عظيمة الولاء شديدة الاتباع، منعت نفسها عن أُمِّها حتى تعلم أيرضى رسول الله أم لا!!
عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ - رضي الله عنهما - قَالَتْ: قَدِمَتْ عَلَيَّ أُمِّي وَهِيَ مُشْرِكَةٌ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَاسْتَفْتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، قُلْتُ: وَهِيَ رَاغِبَةٌ أَفَأَصِلُ أُمِّي؟ قَالَ: نَعَمْ صِلِي أُمَّكِ.
وكانت شجاعة مهيبة، لا تخشى بأسًا، قَالَ هشام بن عروة: كثر اللُّصوص بالمدينة، فاتخذت أسماء خِنْجَرًا زمن سعيد بن العاص: كانت تجعله تحت رأسها، فقيل لها ما تصنعين بهذا؟ قالت: إن دخل علي لصٌ بعجت بطنه - وكانت عَمْياء.
وكانت عظيمة القدر شديدة المراس، احتسبت ولدها قبل قتله عند الله - سبحانه وتعالى -.
عن عُروة بن الزبير قَالَ: دخلت أنا وعبد الله بن الزبير على أسماء قبل قتل ابن الزبير بعشرِ ليال، وإنها وَجِعَةٌ، فقال عبد الله: كيف تجدينك قالت: وجعة، قَالَ: إِنَّ في الموت لعافية. قالت: لعلك تَشْتَهِي موتي فلذلك تتمناه؟! فلا تفعل! فالتفتت إلى عبد الله فضحكت، وقالت: والله ما أشتهي أن أموت حتى يأتي على أحد طرفيك: إما أن تُقْتَل فأحتسبك، وإما أن تظفر فتقر عيني عليك، وإياك أن تعرض خطة فلا توافق، فتقبلها كراهية الموت، وإنما عني ابن الزبير أن يُقْتَل فيحزنها ذلك - وكانت ابنة مائة سنة.
ولما قُتل وصلب كانت صابرةً محتسبة، ولم تخش من صولة الحجاج وبطشه، بل واجهته بما لا يحب.
عَنْ أَبِي نَوْفَلٍ قَالَ: رَأَيْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الزُّبَيْرِ عَلَى عَقَبَةِ الْمَدِينَةِ، فَجَعَلَتْ قُرَيْشٌ تَمُرُّ عَلَيْهِ وَالنَّاسُ..ثُمَّ أَرْسَلَ الْحَجَّاجُ إِلَى أُمِّهِ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ، فَأَبَتْ أَنْ تَأْتِيَهُ، فَأَعَادَ عَلَيْهَا الرَّسُولَ لَتَأْتِيَنِّي أَوْ لَأَبْعَثَنَّ إِلَيْكِ مَنْ يَسْحَبُكِ بِقُرُونِكِ، فَأَبَتْ، وَقَالَتْ: وَاللَّهِ لَا آتِيكَ حَتَّى تَبْعَثَ إِلَيَّ مَنْ يَسْحَبُنِي بِقُرُونِي: فَقَالَ: أَرُونِي سِبْتَيَّ فَأَخَذَ نَعْلَيْهِ ثُمَّ انْطَلَقَ يَتَوَذَّفُ حَتَّى دَخَلَ عَلَيْهَا، فَقَالَ: كَيْفَ رَأَيْتِنِي صَنَعْتُ بِعَدُوِّ اللَّهِ؟ قَالَتْ: رَأَيْتُكَ أَفْسَدْتَ عَلَيْهِ دُنْيَاهُ، وَأَفْسَدَ عَلَيْكَ آخِرَتَكَ.بَلَغَنِي أَنَّكَ تَقُولُ لَهُ يَا ابْنَ ذَاتِ النِّطَاقَيْنِ! أَنَا وَاللَّهِ ذَاتُ النِّطَاقَيْنِ، أَمَّا أَحَدُهُمَا: فَكُنْتُ أَرْفَعُ بِهِ طَعَامَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَطَعَامَ أَبِي بَكْرٍ من الدَّوَابِّ، وَأَمَّا الْآخَرُ: فَنِطَاقُ الْمَرْأَةِ الَّتِي لَا تَسْتَغْنِي عَنْهُ، أَمَا إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - حَدَّثَنَا: أَنَّ فِي ثَقِيفٍ كَذَّابًا وَمُبِيرًا.فَأَمَّا الْكَذَّابُ فَرَأَيْنَاهُ، وَأَمَّا الْمُبِيرُ فَلَا إِخَالُكَ إِلَّا إِيَّاهُ، فَقَامَ عَنْهَا وَلَمْ يُرَاجِعْهَا.
وَقِيلَ لِابْنِ عُمر: إِنَّ أَسْمَاءَ فِي نَاحِيةِ الْمَسْجِد - وَذَلِكَ حِينَ صُلِبَ ابْنُ الزُّبير -فَمَالَ إِلَيْهَا، فَقَالَ: إِنَّ هَذِه الْجُثَثُ لَيْسَتْ بِشَيءٍ، وَإِنَّمَا الأَرْوَاحُ عِنْدَ الله، فَاتَّقِي الله وَاصْبِرِي، فَقَالَتْ: ومَا يَمْنَعُنِي وَقَدْ أُهْدِي رَأسُ يَحْيى بْنِ زَكَرِيّا إِلَى بَغِي مِنْ بَغَايا بَنِي إِسْرَائِيل.
وقد جاءت أسماء حتى وقفت عليه؛ فدعت له طويلا، ولا يقطر من عينها دمعة، ثم انصرفت - رضي الله عنها -، وماتت بعده بليال.
وكانت - رضي الله عنها - صَوّامة قوامة، لا تفتر من العبادة حتى ماتت.
عن عبّاد بن حمزة قَالَ: دخلت على أسماء وهي تقرأ: {فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ (27)} [سورة الطور: 27] قَالَ: فوقفت عليها؛ فجعلت تستعيذ وتدعو، قَالَ عَبّاد: فذهبت إلى السُّوق فقضيت حاجتي؛ ثم رجعت وهي فيها بعد تستعيذ وتدعو.

سيف الدولة
07-07-2009, 11:25
أخي الضاري

جزاك الله خير

وربي يجعله في ميزان حسناتك

شكرررا لك

ابو ضاري
08-07-2009, 01:02
أخي الضاري

جزاك الله خير

وربي يجعله في ميزان حسناتك

شكرررا لك

الله يحفظك اخي الكريم

االنبهاني
17-07-2009, 01:48
جزاك الله خير

ابو ضاري
17-07-2009, 15:08
جزاك الله خير

لاهنت يالغالي على المرور