تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : •°ღ°• شاعر الاسبوع الثامن،، بدر السياب وانشودة المطر •°ღ°•



لوليتا
30-11-2008, 19:21
http://www.as6orh.net/vb/images/smilies/wel_0001.gif



*
*


اخوانى الافاضل






http://www.as6orh.net/vb/images/smilies/wel100.gif



وموعد متجدد مع.....(( شاعر الاسبوع))




وشاعرنا اليوم هو ....




شاعر حاز قوّة البداهة من دون اعتراض. حيثما يخْلد البعض، وَهُمْ أحياء، إلى النسيان العادل أو يبدأون بإثارة امتعاض


أقرب محاوريهم، نالَ هو قوّة الاسطورة ، في حياته المعذّبة كما في شعره، وسكنَ ثنايا الوعي الشعريّ للعرب ولعدد


متزايد من محبّي الشعر في العالم كلّه. قائم هو في مسارب الذائقة، مقيم في معاهد الحسّ، منتشر كالوعد في طيّات


الخطاب الشعريّ الجديد. شاعر احتضنَ مأساته ومضى بها ومعَها إلى الهاوية. لم يلتفتْ إلاّ لجوهر ذاته الحارّ والأكثر


شخصانيّة، فتبعتْه القصيدة. سجالاته خاضَها في بضع مقالات صحافيّة عاصفة ينقصها الصّحو ولكنْ أملاها تهميش مرير.



ولأنّها لم تفلح في تعكير الأساسيّ عنده، فسرعان ما نسيَها التاريخ.




شاعر طالع من رماد المراثي، اشبه بأيوب في العهد القديم، وليّ في ثوب ثائر، ملاك وشيطان، ولكن في حال من


البراءة التامة والطفولة الدائمة. ثوري ولكن مكتئب، مناضل وخائب، مضطرب روحاً وقلباً وجسداً. يهجس بالحياة مقدار ما


يهجس بالموت وكأن الموت هو قرين الحياة في عينيه هو الذي رحل باكراً. وعندما كان يشعر بأن الموت يدنو أكثر


فأكثر كان يزداد شغفاً بالكتابة. وكان يكتب ويكتب... لكنّ الموت كان هو القصيدة الأخيرة.








http://www.as6orh.net/vb/images/smilies/50.gif





هو الشاعر ....بدر السياب




ولد الشاعر بدر شاكر السياب عام 1926 في قرية جيكور على الفرات، قرب مدينة البصرة جنوب العراق.




والده " شاكر بن عبد الجبار بن محمد بن بدران المير" وكلمة سياب بتشديدها بضم السين أو فتحها : اسم يطلق على



البلح أو البسر الأخضر. لكن قصة تروى في العائلة تزعم أنه دعي بهذا الاسم لأنه فقد جميع أقربائه بمرض الطاعون


وسيب وحيدا.



وكان آل السياب يملكون أراضي مزروعة بالنخيل، وهم مسلمون سنيون عرفتهم جيكور لأجيال عدة. و على الرغم من



من أنهم لم يكونوا من كبار الملاكين في جنوب العراق، فأنهم كانوا يحيون حياة لائقة ومحترمة.


تأثر السياب بحكايات جده كثيرا هذا الجد الذي احترف سرد القصص والحكايات المسلية وكان السياب يحبها كثيرا


وكانت أكثرهم قربا إلى قلبه حكاية "عبد الماء" الذي اختطف "زينب" الفتاة القروية الجميلة، وهي تملأ جرتها من النهر..



ومضى بها إلى أعماق البحر و تزوجها، وأنجبت له عددا من الأطفال، ثم رجته ذات يوم أن تزور أهلها، فأذن لها بذلك،


بعد أن احتفظ بأبنائه ليضمن عودتها، ولكنها لم تعد، فأخذ يخرج من الماء ويناديها ويستثر عاطفتها نحو الأطفال،


ولكنها أصرت على البقاء، وأخيرا أطلق أهلها النار على " عبد الماء" فقتلوه، أما الأطفال فتختلف روايات العجائز


حول مصيرهم..



ويبدو أن حكايات الجد عن الماء أثرت على ذكرياته فجعلته يرتبط بالماء ولكن على طريقته الخاصة عن طريق المطر.


كذلك تشمل ذكرياته لعبه على شاطئ نهر"بويب" الذي كان له نصيب لا باس به من أشعاره، متذكرا بيتهم المختلف عن


سائر البيوت وخصوصا الـ"الشناشيل"، وهي شرفة مغلقة مزينة بالخشب المزخرف و الزجاج الملون..



تنقل بين جيكور وأبي الخصيب والبصرة ثم بغداد لاستكمال تعليمه وتحصيله الدراسي ليتخرج من دار المعلمين في بغداد


في منتصف الأربعينات، حيث كانت بغداد تعيش كباقي العواصم العربية انعكاسات الصراعات العالمية أثناء الحرب الثانية







http://www.as6orh.net/vb/images/smilies/50.gif






"جسم نحيل هزيل، بسيط في ملبسه، يسير بصورة مستعجلة متأبطًا كتابه الذي يكون في الغالب باللغة الانجليزية التي يجيدها، يكره الزيف والادعاء والعظمة." وهذا هو التعريف الذي سطره عنه رفيق رحلة العمل أ.عبد الوهاب الشيخلي الصحفي المعروف..






http://www.as6orh.net/vb/images/smilies/50.gif






دخل السياب معترك الحياة السياسية وعانى منها الكثير فقد دخل السجن مرات وطرد من الوظيفة ونفي خارج البلاد.


صدرت مجموعته الأولى "أزهار ذابلة" عام 1947 في القاهرة وكان كتب في منفاه أجمل قصائده ومناجاته الشعرية غريب على الخليج وصهرت هذه المرحلة شعره ليتبلور فيها صوته وتكتمل أداته ويكتب ذروة نصه الشعري الذي صار يتميز به بعد رحيله.


زار بيروت عام 1960 لطبع ديوان له، وقد ساهم في هذه الفترة في الحركة الشعرية والثقافية المتمثلة بصدور مجلة شعر وحوار والآداب.


وفي هذه الفترة بالذات تدهورت صحته وصار يتنقل بين بيروت وباريس ولندن وراء العلاج وكان جمسه يهزل أكثر وأكثر حتى انكسر عظم ساقه لهشاشتها.


شكلت هذه السنوات الأخيرة بين 1960 - 1964 مأساة السياب الصحية والاجتماعية حيث عانى من الموت يحمله بين ضلوعه في المنافي وليس لديه إلا صوته ومناجاته الشعرية ممزوجة بدم الرئة المصابة، حتى مات مسلولا في يوم 24/12/1964 في المستشفى الأميري في الكويت.







http://www.as6orh.net/vb/images/smilies/50.gif





الحب فى حياة بدر السياب


عرف السياب الحب منذ كان شابا صغيرا في قريته التي عشقها فأحب إحدى عشرة فتاة، أحبهن في حياته وكان صادقا في حبـه لهن كانت أولاهن "الراعية التي تكبره بأعوام عديدة ثم أعجب بفتاه عمرها أربعة عشر عاما..


لينتهي به الحال بالزواج من إحدي قريباته"إقبال" التي تحكي عن زواجهما قائلة:"لم أتعرف عليه بمعني كلمة التعارف والحب واللقاء، إنما كانت بيننا علاقة مصاهرة حيث إن أختي الكبري كانت زوجة لعم الشاعر (السيد عبد القادر السياب) في أوائل الثلاثينات، وكان أخي قد تزوج من أسرة السياب، وبعد نيل الموافقة الرسمية تم عقد الزواج في 19 يونيو 1955 في البصرة."


وأنجبت منه غيداء وغيلان وألاء، ولمّا أصابه المرض كانت مثال المرأة الحنونة، المحتملة كل متاعب والأم الحياة، حيث كانت الأيام معه أياما قاسية حتى وفاته، وتحكي عن تلك الأيام قائلة:"كانت السنوات الثلاث الأخيرة من حياته فترة رهيبة عرف فيها صراع الحياة مع الموت. لقد زجّ بجسمه النحيل وعظامه الرقاق إلي حلبة هذا الصراع الذي جمع معاني الدنيا في سرير ضيق."





http://www.as6orh.net/vb/images/smilies/50.gif





أسس السياب لحداثتنا شعرا وكتب قصائد لا ماضي لها في الشعر العربي المعاصر مختطا بذلك مسارا في القصيدة العربية الحديثة سار عليه الكثيرون من بعده.


يمتاز شعر السياب بالمناجاة الغنائية العميقة والصورة البارعة التي تمتزج فيها اللغة بالرؤية وبالإيقاع في مدى شعري ممتد بين روعة الأداء وعمق الدلالة وتشابك إيماءاتها.


صدرت له المجموعات الشعرية التالية "أزهار وأساطير" و"المعبد الغريق" و"منزل القنان" و"أنشودة المطر" و"شناشيل ابنة الجلبي"





http://www.as6orh.net/vb/images/smilies/50.gif






ترددت الكثير من الآراء التي تؤكد أن "السياب" هو أول من كتب في الشعر الحر وأنه من اكتشفه، ولكن لم يستطع احد إثبات ذلك ولا حتى هو شخصياً.


وبدأ كتاباته الشعرية بقصائده الرومانسية التي نشر أولاها عام1941 بعنوان"على الشاطئ" وكان ذلك في الخامسة عشر من عمره لتصل عدد القصائد عند وفاته إلى 244 قصيـدة وهو عدد هائل في سنوات عمره القصيرة.


ويتميز شعر "السياب" الجمال والبساطة فترى كل من يقرأه يعجب به ويتعلق بكلماته التي تشعر بأنها شابة دائما وصالحة لكل العصور والأوقات، ولذلك كان شعره مادة خصبة للدراسة والبحث فقد حظي شعره بالكثير من رسائل الدكتوراه والماجستير والكتب ففي رسالة دكتوراه عن السياب قـدمت في "جامعة السوربـون" أواخر عـام 1980 يورد الباحث ما يزيد عن أربعمائة كتاب وبحث عن الشاعر بـاللغات العربية والإنكليـزية والفـرنسية والصربيـة.






http://www.as6orh.net/vb/images/smilies/50.gif






ليس هذا فقط بل هناك أيضا 37 عنوانا من أعمال السياب شعرا ونثرا وترجمة، إضافة إلى 55 كتـابا ومرجعا ممـا يتعلق بدراسـة شعر السيـاب من قريب أو بعيـد.


وأشهرها دراسة الأستاذ الدكتور إحسان عباس بعنوان "بدر شاكـر السياب: دراسة في حياته وشعره (1969). والتي تتميز بالرصانة والدقة، وبالإنصاف قبل كـل شيء. فهي تتناول حيـاة الشاعر اعتمادا على معلومات استقاها البـاحث من أصحاب الشـاعر ومعاصريه ومن مجموعة من رسـائله غير قليلة.


وكتاب الدكتور عيسى بلاطة(بدر شاكر السياب: حياته وشعره)، التي نال بهـا الدكتوراه من جامعة لندن، وقد نشرها بالعربية أول مرة عام 1971 وأضاف ملحقا بعدد من القصائـد غير المنشـورة أفاد منها عدد من الباحثين بعده.


وكتاب المحامي محمود العبطة بعنوان (بدر شـاكر السياب والحركة الشعرية الجديدة في العراق) (1965) وهو كتاب لـه أهمية خاصة نظرا لعلاقة المؤلف الوثيقة بالشاعر.


أما رسائـل السياب التي جمعها وقدم لهـا ماجـد صالـح السـامرائي (بـيروت 1975) فقد يسرت للبـاحث ما يظن أنـه جميع رسائل السياب إلى أصدقائه ممـا يتعلق بسيرتـه الأدبية، وهي مـادة تنير الكثير من شعر السياب وتفسر أمورا كان يمكن أن تبقى غامضة لولا هذه الرسائل.






http://www.as6orh.net/vb/images/smilies/50.gif






وخلال مسيرته الشعرية أبدع أعمالا راقية ورائعة في آن واحد ومن أشهر دواوينه "أزهار ذابلة" 1947، و "أساطير" 1950، و "حفار القبور" 1952، و "المومس العمياء" 1954، و "الأسلحة والأطفال" 1955، و"أنشودة المطر" 1962، و "المعبد الغريق" 1962، و "منزل الأقتان" 1963 و "شناشيل ابنة الجلبي" 1964. ثم نشر ديوا "إقبال" عام 1965.
ومن ترجماته الشعرية عيون الزا أو الحب و الحرب ،عن أراغون- بدون تاريخ، قصائد عن العصر الذري ، عن ايدث ستويل- دون مكان للنشر ودون تاريخ ، قائد مختارة من الشعر العالمي الحديث، قصائد من ناظم حكمت بغداد – 1951.






http://www.as6orh.net/vb/images/smilies/50.gif








الاسطورة فى فكر السياب



. فإن قراءة البعد الأسطوري في شعر السياب ينبغي الاّ تتم من خلال النظر الى الاسطورة كونها مفهوماً يتحدد بحدوده الوضعية (في المعاجم وكتب الاساطير)، بل أن نقرأها بالمفهوم السيابي لها. فهي، كما جاءت في قصيدته، تمثل موقفاً انسانياً وجودياً يرتكز الى اسانيد ودلالات واقعية. فنحن أمام استخدام حديث ومميز للأسطورة، فضلاً عما أصبح لها من أبعاد واقعية



اذ تحولت «الشخصية» فيها من «اطارها الشعائري» الى صورة لـ«البطل المعاصر» الذي ينهض بمجتمعه وانسانه من اجل ان يحقق انتصارهما، وذلك من خلال تأكيد المعاني المعاصرة لنضال هذا الانسان من أجل تغيير واقع حياته الى حياة أفضل. وهو، في هذا، وإن كان يضع «الواقعي» و«الانساني المباشر» ضمن الأبعاد المتحققة من خلال «رؤيا الاسطورة»، فإننا نجده يفجر الاسطورة ليجعلها تستجيب الدلالة الجديدة التي يريدها، والتي تعتمد على ربط «مجال الرؤيا» بحقائق الواقع الانساني





لعل اكثر ما يصنع «اسطورة» السيّاب هو كونه كتلة من المتناقضات، مثلما هو كتلة من جروح وآمال وأحلام وخيبات.


فهو الذي كان اكثر من شاعر لم يكن إلا شاعرآً وشاعراً فقط. اما بدر الشيوعي والقومي والعروبي والتموزي


الرومانسي والواقعي والرؤيوي والتقليدي والثائر...


فلم يكن باختصار إلا ذاك الشاعر الذي جاء غريباً عن هذا العالم ورحل غريباً عنه. بل الشاعر الذي لم يستطع ان


يتصالح مع الحياة إلا عبر الموت، ولم يتصالح مع الحب إلا عبر الموت وكذلك مع العالم والأفكار والتاريخ.





http://www.as6orh.net/vb/images/smilies/50.gif






نقرأ بدر شاكر السياب اليوم كما قرأناه بالأمس وكما سنقرأه غداً وبعد غد،


شاعراً قادراً على التجدد باستمرار، شاعراً قادراً على ان يترك اثراً حياً


باستمرار، وقادراً على تخطي عثراته الكثيرة وهناته الكثيرة...


ولعل اجمل قراءة له هي تلك التي تتم خارج شعارات الحداثة والثورة الشعرية


والتجديد...


فهذا الشاعر لا يُقرأ من وجهة واحدة ولا عبر ذائقة واحدة او مزاج واحد.


شاعر متعدد اللغة والأسلوب والشكل والإيقاع ولكن «أحدي» الروح والألم


والإسرار والتعبير.


حقاً ان بدر شاكر السياب الذي قرأناه وأعدنا قراءته حتى السأم، ما زلنا


نحتاج الى ان نقرأه ونقرأه دائماً، ليس لأن شعره عصيّ على الاستنفاد بل لأنه


شاعر حي دائماً، بجروحه وخيباته، بآماله وهواجسه، وبنزعته الذاتية


ونبرته الشخصية.


بدر شاكر السياب شاعر في حياته كما في شعره، شاعر خارج شعره ايضاً،


شاعر في اسطورته، شاعر في موته الذي لا يشبه الموت.







http://www.as6orh.net/vb/images/smilies/50.gif










ارجوا ان اكون قد وفقت فى تقديم تعريف بسيط عن شاعر متميز جدا





رحل عن عالمنا ولكنه ترك رصيد من جمال




ومدرسة يدرس بها القادمون من بعده






تحياتى للجميع





*
*

لوليتا
30-11-2008, 19:26
http://www.as6orh.net/vb/images/smilies/50.gif







أنشودة المطر


بدر شاكر السيّاب



عَيْنَاكِ غَابَتَا نَخِيلٍ سَاعَةَ السَّحَرْ ،

أو شُرْفَتَانِ رَاحَ يَنْأَى عَنْهُمَا القَمَرْ .

عَيْنَاكِ حِينَ تَبْسُمَانِ تُورِقُ الكُرُومْ

وَتَرْقُصُ الأَضْوَاءُ ...كَالأَقْمَارِ في نَهَرْ

يَرُجُّهُ المِجْدَافُ وَهْنَاً سَاعَةَ السَّحَرْ

كَأَنَّمَا تَنْبُضُ في غَوْرَيْهِمَا ، النُّجُومْ ...


وَتَغْرَقَانِ في ضَبَابٍ مِنْ أَسَىً شَفِيفْ

كَالبَحْرِ سَرَّحَ اليَدَيْنِ فَوْقَـهُ المَسَاء ،

دِفءُ الشِّتَاءِ فِيـهِ وَارْتِعَاشَةُ الخَرِيف ،

وَالمَوْتُ ، وَالميلادُ ، والظلامُ ، وَالضِّيَاء ؛

فَتَسْتَفِيق مِلء رُوحِي ، رَعْشَةُ البُكَاء

كنشوةِ الطفلِ إذا خَافَ مِنَ القَمَر !

كَأَنَّ أَقْوَاسَ السَّحَابِ تَشْرَبُ الغُيُومْ

وَقَطْرَةً فَقَطْرَةً تَذُوبُ في المَطَر ...

وَكَرْكَرَ الأَطْفَالُ في عَرَائِشِ الكُرُوم ،

وَدَغْدَغَتْ صَمْتَ العَصَافِيرِ عَلَى الشَّجَر

أُنْشُودَةُ المَطَر ...


مَطَر ...

مَطَر...

مَطَر...


تَثَاءَبَ الْمَسَاءُ ، وَالغُيُومُ مَا تَزَال

تَسِحُّ مَا تَسِحّ من دُمُوعِهَا الثِّقَالْ .

كَأَنَّ طِفَلاً بَاتَ يَهْذِي قَبْلَ أنْ يَنَام :

بِأنَّ أمَّـهُ - التي أَفَاقَ مُنْذُ عَامْ

فَلَمْ يَجِدْهَا ، ثُمَّ حِينَ لَجَّ في السُّؤَال

قَالوا لَهُ : " بَعْدَ غَدٍ تَعُودْ .. " -

لا بدَّ أنْ تَعُودْ


وَإنْ تَهَامَسَ الرِّفَاقُ أنَّـها هُنَاكْ

في جَانِبِ التَّلِّ تَنَامُ نَوْمَةَ اللُّحُودْ

تَسفُّ مِنْ تُرَابِـهَا وَتَشْرَبُ المَطَر ؛

كَأنَّ صَيَّادَاً حَزِينَاً يَجْمَعُ الشِّبَاك

وَيَنْثُرُ الغِنَاءَ حَيْثُ يَأْفلُ القَمَرْ .


مَطَر ...

مَطَر ...


أتعلمينَ أيَّ حُزْنٍ يبعثُ المَطَر ؟

وَكَيْفَ تَنْشج المزاريبُ إذا انْهَمَر ؟

وكيفَ يَشْعُرُ الوَحِيدُ فِيهِ بِالضّيَاعِ ؟

بِلا انْتِهَاءٍ - كَالدَّمِ الْمُرَاقِ ، كَالْجِياع ،

كَالْحُبِّ ، كَالأطْفَالِ ، كَالْمَوْتَى - هُوَ الْمَطَر !

وَمُقْلَتَاكِ بِي تُطِيفَانِ مَعِ الْمَطَر

وَعَبْرَ أَمْوَاجِ الخَلِيج تَمْسَحُ البُرُوقْ

سَوَاحِلَ العِرَاقِ بِالنُّجُومِ وَالْمَحَار ،

كَأَنَّهَا تَهمُّ بِالشُّرُوق

فَيَسْحَب الليلُ عليها مِنْ دَمٍ دِثَارْ .


أصيح بالخليج : " يا خليجْ

يا واهبَ اللؤلؤ ، والمحار ، والردى ! "

فيرجعُ الصَّدَى

كأنَّـه النشيجْ :

" يَا خَلِيجْ

يَا وَاهِبَ المَحَارِ وَالرَّدَى ... "



أَكَادُ أَسْمَعُ العِرَاقَ يذْخرُ الرعودْ

ويخزن البروق في السهولِ والجبالْ ،

حتى إذا ما فَضَّ عنها ختمَها الرِّجالْ

لم تترك الرياحُ من ثمودْ

في الوادِ من أثرْ .


أكاد أسمع النخيل يشربُ المطر

وأسمع القرى تَئِنُّ ، والمهاجرين

يُصَارِعُون بِالمجاذيف وبالقُلُوع ،

عَوَاصِفَ الخليج ، والرُّعُودَ ، منشدين :


" مَطَر ...

مَطَر ...

مَطَر ...


وفي العِرَاقِ جُوعْ

وينثر الغلالَ فيه مَوْسِمُ الحصادْ

لتشبعَ الغِرْبَان والجراد

وتطحن الشّوان والحَجَر

رِحَىً تَدُورُ في الحقول … حولها بَشَرْ


مَطَر ...

مَطَر ...

مَطَر ...


وَكَمْ ذَرَفْنَا لَيْلَةَ الرَّحِيلِ ، مِنْ دُمُوعْ

ثُمَّ اعْتَلَلْنَا - خَوْفَ أَنْ نُلامَ – بِالمَطَر ...


مَطَر ...

مَطَر ...



وَمُنْذُ أَنْ كُنَّا صِغَارَاً ، كَانَتِ السَّمَاء

تَغِيمُ في الشِّتَاء

وَيَهْطُل المَطَر ،

وَكُلَّ عَامٍ - حِينَ يُعْشُب الثَّرَى- نَجُوعْ

مَا مَرَّ عَامٌ وَالعِرَاقُ لَيْسَ فِيهِ جُوعْ .


مَطَر ...

مَطَر ...

مَطَر ...


في كُلِّ قَطْرَةٍ مِنَ المَطَر

حَمْرَاءُ أَوْ صَفْرَاءُ مِنْ أَجِنَّـةِ الزَّهَـرْ .

وَكُلّ دَمْعَةٍ مِنَ الجيَاعِ وَالعُرَاة

وَكُلّ قَطْرَةٍ تُرَاقُ مِنْ دَمِ العَبِيدْ

فَهيَ ابْتِسَامٌ في انْتِظَارِ مَبْسَمٍ جَدِيد

أوْ حُلْمَةٌ تَوَرَّدَتْ عَلَى فَمِ الوَلِيــدْ

في عَالَمِ الغَدِ الفَتِيِّ ، وَاهِب الحَيَاة !


مَطَر ...

مَطَر ...

مَطَر ...


سيُعْشِبُ العِرَاقُ بِالمَطَر ... "


أصِيحُ بالخليج : " يا خَلِيجْ ...

يا واهبَ اللؤلؤ ، والمحار ، والردى ! "

فيرجعُ الصَّدَى

كأنَّـهُ النشيجْ :

" يا خليجْ

يا واهبَ المحارِ والردى . "

وينثر الخليجُ من هِبَاتِـهِ الكِثَارْ ،

عَلَى الرِّمَالِ ، : رغوه الأُجَاجَ ، والمحار

وما تبقَّى من عظام بائسٍ غريق

من المهاجرين ظلّ يشرب الردى

من لُجَّـة الخليج والقرار ،


وفي العراق ألف أفعى تشرب الرحيقْ

من زهرة يربُّها الرفاتُ بالندى .

وأسمعُ الصَّدَى

يرنُّ في الخليج


" مطر .

مطر ..

مطر ...


في كلِّ قطرةٍ من المطرْ

حمراءُ أو صفراءُ من أَجِنَّـةِ الزَّهَـرْ .

وكلّ دمعة من الجياع والعراة

وكلّ قطرة تراق من دم العبيدْ

فهي ابتسامٌ في انتظارِ مبسمٍ جديد

أو حُلْمَةٌ تورَّدتْ على فمِ الوليدْ

في عالَمِ الغَدِ الفَتِيِّ ، واهب الحياة . "



وَيَهْطُلُ المَطَرْ ..


*
*









http://www.as6orh.net/vb/images/smilies/50.gif

لوليتا
30-11-2008, 19:28
http://www.as6orh.net/vb/images/smilies/50.gif





*
*






أساطير







أساطير من حشرجات الزمان
نسيج اليد البالية
رواها ظلام نم الهاوية
وغنى بها ميتان
أساطير كالبيد ماج سراب
عليها وشقت بقايا شهاب
وأبصرت فيها بريق النضار
يلاقي سدى من ظلال الرغيف
وأبصرتني والستار الكثيف
يواريك عني فضاع انتظار
وخابت منى وانتهى عاشقان
**
أساطير مثل المدى القاسيات
تلاوينها من دم البائسين
فكم أومضت في عيون الطغاة
بما حملت من غبار السنين
يقولون : وحي السماء
فلو يسمع الأنبياء
لما قهقهت ظلمة الهاوية
بأسطورة بالية
تجر القرون
بمركبة من لظى في جنون
لظى كالجنون !
**
وهذا الغرام اللجوج
أيريد من لمسة باردة
على اصبع من خيال الثلوج
وأسطورة بائدة
وعرافة أطلقت في الرمال
بقايا سؤال
وعينين تستطلعان الغيوب
وتستشرقان الدروب
فكان ابتهال وكانت صلاة
تغفر وجه الآله
وتحنو عليه انطباق الشفاة
**
تعالي فما زال نجم المساء
يذيب السنا في النهار الغريق
ويغشى سكون الطريق
بلونين من ومضة واطفاء
وهمس الهولء الثقيل
بدفء الشذى واكتئاب الغروب
يذكرني بالرحيل
شراع خلال التحايا يذوب
وكف تلوح يا للعذاب
**
تعالي فما زال لون السحاب
حزينا .. يذكرني بالرحيل
رحيل
تعالي تعالي نذيب الزمان
وساعة في عناق طويل
ونصبح بالأرجوان شراعا وراء المدى
وننسى الغدا
على صدرك الدافئ العاطر
كتهويمة الشاعر
تعالي فملء الفضاء
صدى هامس باللقاء
يوسوس دون انتهاء
**
على مقلتيك انتظار بعيد
وشيء يؤيد
ظلال
يغمغم في جانبيها سؤال
وشوق حزين
يريد اعتصار السراب
وتمزيق أسطورة الأولين
فيا للعذاب
جناحان خلف الحجاب
شراع ..
وغمغمة بالوداع !!



*
*





http://www.as6orh.net/vb/images/smilies/50.gif

لوليتا
30-11-2008, 19:36
http://www.as6orh.net/vb/images/smilies/50.gif


*
*




هوى واحد



على مقلتيك ارتشفـت النجـوم ====وعانقـت آمـالـي الآيـبـة
وسابقت حتـى جنـاح الخيـال==== بروحي إلـى روحـك الواثبـة
أطلـت فكانـت سنـاً ذائـبـاً==== بعينيـك فـي بسمـة ذائـبـة
*

أأنـت التـي رددتهـا منـاي==== أناشيـد تحـت ضيـاء القمـر
تغني بها فـي ليالـي الربيـع==== فتحـلـم أزهــاره بالمـطـر
ويمضي صداها يهـز الضيـاء==== ويغفو على الـزورق المنتظـر
*

خذي الكأس بلي صداك العميق ====بما ارتج في قاعها من شـراب
خــــذي الــكـــأس لا ====جـــف ذاك الـرحـيــق
و إلا صدى هامس في القـرار==== ألا ليتني مـا سقيـت التـراب

*

خذي الكأس إني زرعت الكروم==== على قبر ذاك الهوى الخاسـر
فأعراقهـا تستعيـد الشـراب==== وتشتفـه مـن يـد العـاصـر
خذي الكأس اني نسيت الزمان==== فما في حياتي سـوى حاضـر
*

وكـان انتظـار لهـذا الهـوى==== جلوسي على الشاطيء المقفـر
وإرسال طرفي يجوب العبـاب ====ويرتـد عـن أفقـه الأسمـر
إلى أن أهل الشراع الضحـوك==== وقالت لك الأمنيـات : أنظـري
*

أأنكرت حتـى هـواك اللجـوج ====وقلبـي وأشواقـك العـارمـة
وضللت فـي وهـدة الكبريـاء ====صداها .. فيا لك مـن ظالمـة
تجنيت حتى حسبـت النعـاس==== ذبولا علـى الزهـرة النائمـة
*

أتنسين تحت التمـاع النجـوم ====خطانـا وأنفاسنـا الواجـفـة
وكيف احتضنا صدى في القلوب==== تغنـي بـه القبلـة الراجـفـة
صدى لـج احتـراق الشفـاة ====وما زال في غيهـب العاطفـة
*

ورانت على الأعين الوامقـات==== ظـلال مـن القبلـة النائـيـة
تنادي بها رغبة فـي الشفـاة==== ويمنعها الشـك .. والواشيـة
فترتج عن ضغطة في اليديـن ====جكعنا بها الدهـر فـي ثانيـة
*

شقيقـة روحـي ألا تذكريـن==== نداء سيبقى يجـوب السنيـن
وهمسًا من الأنجـم الحالمـات==== يهـز التماعاتهـا بالرنـيـن
تسلل من فجـوة فـي الستـار ====إليـك وقــال ألا تذكـريـن
*

تعالـي فمـا زال فـي مقلتـي==== سنا مـاج فيـه اتقـاد الفـؤاد
كما لاح في الجـدول المطمئـن ====خيال اللظـى والنجـوم البعـاد
فـلا تزعمـي أن هـذا جليـد ====ولا تزعمـي أن هـذا رمـاد؟


*
*






http://www.as6orh.net/vb/images/smilies/50.gif

لوليتا
30-11-2008, 19:39
http://www.as6orh.net/vb/images/smilies/50.gif



وشاعر برذاذ المطر يهطل
وبديم الحروف ينعش الذائقة
كم يروقنى كتاباته واتمنى ان تروق لكم
واتمنى ان تشاركونى هطول المطر بحروف السياب
وما يتيسر من ذائقتكم المختارة لقصائد السياب
حتى تكتمل الجديلة التى نجدلها من شعره فيكون له هنا موطن ومكان



بانتظار مشاركاتكم

*
*



http://www.as6orh.net/vb/images/smilies/50.gif

لوليتا
01-12-2008, 15:31
http://www.as6orh.net/vb/images/smilies/50.gif




*

*




" الباب تقرعه الرياح "





بدر شاكر السياب





البَابُ مَا قَرَعَتْهُ غَيْرُ الرِّيحِ في اللَّيْلِ العَمِيقْ


البَابُ مَا قَرَعَتْهُ كَفُّكِ .


أَيْنَ كَفُّكِ وَالطَّرِيقْ


نَاءٍ ؟ بِحَارٌ بَيْنَنَا ، مُدُنٌ ، صَحَارَى مِنْ ظَلاَمْ


الرِّيحُ تَحْمِلُ لِي صَدَى القُبْلاَتِ مِنْهَا كَالْحَرِيقْ


مِنْ نَخْلَةٍ يَعْدُو إِلَى أُخْرَى وَيَزْهُو في الغَمَامْ


* * * *


البَابُ مَا قَرَعَتْهُ غَيْرُ الرِّيحْ ...


آهِ لَعَلَّ رُوحَاً في الرِّيَاحْ


هَامَتْ تَمُرُّ عَلَى الْمَرَافِيءِ أَوْ مَحَطَّاتِ القِطَارْ


لِتُسَائِلَ الغُرَبَاءَ عَنِّي ، عَن غَرِيبٍ أَمْسِ رَاحْ


يَمْشِي عَلَى قَدَمَيْنِ ، وَهْوَ اليَوْمَ يَزْحَفُ في انْكِسَارْ .


هِيَ رُوحُ أُمِّي هَزَّهَا الحُبُّ العَمِيقْ ،


حُبُّ الأُمُومَةِ فَهْيَ تَبْكِي :


" آهِ يَا وَلَدِي البَعِيدَ عَنِ الدِّيَارْ


وَيْلاَهُ كَيْفَ تَعُودُ وَحْدَكَ لاَ دَلِيلَ وَلاَ رَفِيقْ "


أُمَّاهُ ... لَيْتَكِ لَمْ تَغِيبِي خَلْفَ سُورٍ مِنْ حِجَارْ


لاَ بَابَ فِيهِ لِكَي أَدُقَّ وَلاَ نَوَافِذَ في الجِدَارْ


كَيْفَ انْطَلَقْتِ عَلَى طَرِيقٍ لاَ يَعُودُ السَّائِرُونْ


مِنْ ظُلْمَةٍ صَفْرَاءَ فِيهِ كَأَنَّهَا غَسَق ُ البِحَارْ ؟


كَيْفَ انْطَلَقْتِ بِلاَ وَدَاعٍ فَالصِّغَارُ يُوَلْوِلُونْ ،


يَتَرَاكَضُونَ عَلَى الطَّرِيقِ وَيَفْزَعُونَ فَيَرْجِعُونْ


وَيُسَائِلُونَ اللَّيْلَ عَنْكِ وَهُمْ لِعَوْدِكِ في انْتِظَارْ ؟


البَابُ تَقْرَعُهُ الرِّيَاحُ لَعَلَّ رُوحَاً مِنْك ِ زَارْ


هَذَا الغَرِيبُ هُوَ ابْنُكِ السَّهْرَانُ يُحْرِقُهُ الحَنِينْ


أُمَّاهُ لَيْتَكِ تَرْجِعِينْ


شَبَحَاً . وَكَيْفَ أَخَافُ مِنْهُ وَمَا أَمَّحَتْ رَغْمَ السِّنِينْ


قَسَمَاتُ وَجْهِكِ مِنْ خَيَالِي ؟


أَيْنَ أَنْتِ ؟ أَتَسْمَعِينْ


صَرَخَاتِ قَلْبِي وَهْوَ يَذْبَحُهُ الحَنِينُ إِلَى العِرَاقْ ؟


* * * *


البَابُ تَقْرَعُهُ الرِّيَاحُ تَهُبُّ مِنْ أَبَدِ الفِرَاقْ




*
*




http://www.as6orh.net/vb/images/smilies/50.gif

لوليتا
01-12-2008, 15:34
http://www.as6orh.net/vb/images/smilies/50.gif


*
*




هل كان حبا؟؟



" هل كان حباَ "

هَلْ تُسمّينَ الذي ألقى هياما ؟

أَمْ جنوناً بالأماني ؟ أم غراما ؟

ما يكون الحبُّ ؟ نَوْحاً وابتساما ؟

أم خُفوقَ الأضلعِ الحَرَّى ، إذا حانَ التلاقي

بين عَينينا ، فأطرقتُ ، فراراً باشتياقي

عن سماءٍ ليس تسقيني ، إذا ما ؟

جئتُها مستسقياً ، إلاّ أواما


* * *

العيون الحور ، لو أصبحنَ ظِلاً في شرابي

جفّتِ الأقداحُ في أيدي صِحَابي

دون أن يَحْضَينَ حتى بالحبابِ

هيئي ، يا كأسُ ، من حافاتكِ السَّكْرَى ، مكانا

تتلاقى فيه ، يوماً ، شَفتانا

في خفوقٍ والتهابِ

وابتعادٍ شاعَ في آفاقهِ ظلُّ اقترابِ


* * *


كم تَمَنَّى قلْبِيَ المكلومُ لو لم تستجيبي

من بعيدٍ للهوى ، أو من قريبِ

آهِ لو لم تعرفي ، قبل التلاقي ، من حبيبِ

أيُّ ثغرٍ مَسَّ هاتيك الشفاها

ساكباً شكواهُ آهاً … ثم آها ؟

غير أنّي جاهلٌ معنى سؤالي عن هواها ؛

أهو شيءٌ من هواها … يا هواها ؟


* * *


أَحْسدُ الضوءَ الطروبا

مُوشكاً ، مما يلاقي ، أن يذوبا

في رباطٍ أوسع الشَّعرَ التثاما ،

السماء البكرُ من ألوانه آناً ، وآنا

لا يُنِيلُ الطَّرْفَ إلاّ أرجوانا

ليتَ قلبي لمحةٌ من ذلك الضوءِ السجينِ ؛

أهو حُبٌّ كلُّ هذا ؟ خبّريني


*
*




http://www.as6orh.net/vb/images/smilies/50.gif

لوليتا
02-12-2008, 01:37
http://www.as6orh.net/vb/images/smilies/50.gif






*
*










اللقاء الأخير





والتف حولك ساعداي ومال جيدك في اشتهاء

كالزهرة الوسني فما أحسست إلا والشفاة

فوق الشفاة وللمساء

عطر يضوع فتسكرين به وأسكر من شذاه

في الجيد والفم والذراع

فأغيب في أفق بعيد مثلما ذاب الشراع

في أرجوان الشاطيء النائي وأوغل في مداه

.

شفتاك في شفتي عالقتان والنجم الضئيل

يلقى سناه على بقايا راعشات من عناق

ثم ارتخت عني يداك وأطبق الصمت الثقيل

يا نشوة عبرى وإعفاء على ظل الفراق

حلواَ كإغماء الفراشة من ذهول وانتشاء

دوما إلى غير انتهاء

.

يا همسة فوق الشفاة

ذابت فكانت شبه آه

يا سكرة مثل ارتجافات الغروب الهائمات

رانت كما سكن الجناح وقد تناءى في الفضاء

غرقي إلى غير انتهاء

مثل النجوم الآفلات

لا لن تراني لن أعود

هيهات لكن الوعود

تبقى تلحّ فخفّ أنت وسوف آتي في الخيال

يوما إذا ما جئت أنت وربما سال الضياء

فوق الوجوه الضاحكات وقد نسيت وما يزال

بين الأرائك موضع خال يحدق في غباء

هذا الفراغ أما تحس به يحدق في وجوم

هذا الفراغ أنا الفراغ فخف أنت لكي يدوم !

.

هذا هواليوم الاخير ؟!

واحسرتاه! أتصدقين؟ ألن تخفّ إلى لقاء؟

هذا هو اليوم الأخير فليته دون انتهاء !

ليت الكواكب لا تسير

والساعة العجلى تنام على الزمان فلا تفيق!

خلفتني وحدي أسير إلى السراب بلا رفيق

.

يا للعذاب أما بوسعك أن تقولي يعجزون

عنا فماذا يصنعون

لو أنني حان اللقاء

فاقتادني نجم المساء

في غمرة لا أستفيق

ألا وأنت خصري تحت أضواء الطريق ؟!

.

ليل ونافذة تضاء تقول إنك تسهرين

أني أحسّك تهمسين

في ذلك الصمت المميت ألن تخف إلى لقاء

ليل ونافذة تضاء

تغشى رؤاي وأنت فيها ثم ينحل الشعاع

في ظلمة الليل العميق

ويلوح ظلك من بعيد وهو يومئ بالوداع

وأظل وحدي في الطريق



*
*







http://www.as6orh.net/vb/images/smilies/50.gif

الجرواني2008
14-12-2008, 12:05
شكرا على هذا الموضوع المفصل والقيم

والله يعطيك العافية

هايس الشمري
14-12-2008, 14:20
لوليتا..



موضوع رائع جدا..





لي عوده بالتاكيد..




سلمت يداك..



أخوووك

لوليتا
14-12-2008, 15:48
*
*

الجروااانى


حيااك الله اخى
ونورت المضايف بطلتك

وكل الشكر لمرورك العابق
واسعدنى اعجابك بالموضوع

امتنانى لك

*
*

لوليتا
16-12-2008, 01:57
http://www.as6orh.net/vb/images/smilies/50.gif




*
*


غريب على الخليج

الريح تلهث بالهجيرة، كالجثام، على الأصيل
و على القلوع تظل تطوى أو تنشر للرحيل
زحم الخليج بهن مكتدحون جوابو بحار
.من كل حاف نصف عاري
و على الرمال ، على الخليج
جلس الغريب، يسرح البصر المحير في الخليج
: و يهد أعمدة الضياء بما يصعد من نشيج
أعلى من العباب يهدر رغوه و من الضجيج"
، صوت تفجر في قرارة نفسي الثكلى : عراق
.كالمد يصعد ، كالسحابة ، كالدموع إلى العيون
الريح تصرخ بي : عراق
و الموج يعول بي : عراق ، عراق ، ليس سوى عراق ‍‍
البحر أوسع ما يكون و أنت أبعد ما يكون
و البحر دونك يا عراق
.. بالأمس حين مررت بالمقهى ، سمعتك يا عراق
وكنت دورة أسطوانه
هي دورة الأفلاك في عمري، تكور لي زمانه
.في لحظتين من الأمان ، و إن تكن فقدت مكانه
هي وجه أمي في الظلام
، وصوتها، يتزلقان مع الرؤى حتى أنام
و هي النخيل أخاف منه إذا ادلهم مع الغروب
فاكتظ بالأشباح تخطف كل طفل لا يؤوب
،من الدروب وهي المفلية العجوز وما توشوش عن (حزام) 1
وكيف شق القبر عنه أمام عفراء الجميلة
.فاحتازها .. إلا جديله
زهراء أنت .. أتذكرين
تنورنا الوهاج تزحمه أكف المصطلين ؟
وحديث عمتي الخفيض عن الملوك الغابرين ؟
ووراء باب كالقضاء
قد أوصدته على النساء
أبد تطاع بما تشاء، لأنها أيدي الرجال
.كان الرجال يعربدون ويسمرون بلا كلال
أفتذكرين ؟ أتذكرين ؟
سعداء كنا قانعين
. بذلك القصص الحزين لأنه قصص النساء
،حشد من الحيوات و الأزمان، كنا عنفوانه
.كنا مداريه اللذين ينام بينهما كيانه
أفليس ذاك سوى هباء ؟
حلم ودورة أسطوانه ؟
ان كان هذا كل ما يبقى فأين هو العزاء ؟
،أحببت فيك عراق روحي أو حببتك أنت فيه
يا أنتما - مصباح روحي أنتما - و أتى المساء
.و الليل أطبق ، فلتشعا في دجاه فلا أتيه
لو جئت في البلد الغريب إلى ما كمل اللقاء
الملتقى بك و العراق على يدي .. هو اللقاء
شوق يخض دمي إليه ، كأن كل دمي اشتهاء
جوع إليه .. كجوع كل دم الغريق إلى الهواء
شوق الجنين إذا اشرأب من الظلام إلى الولاده
إني لأعجب كيف يمكن أن يخون الخائنون
أيخون إنسان بلاده؟
إن خان معنى أن يكون ، فكيف يمكن أن يكون ؟
الشمس أجمل في بلادي من سواها ، و الظلام
.حتى الظلام - هناك أجمل ، فهو يحتضن العراق
واحسرتاه ، متى أنام
فأحس أن على الوساده
ليلك الصيفي طلا فيه عطرك يا عراق ؟
بين القرى المتهيبات خطاي و المدن الغريبة
،غنيت تربتك الحبيبة
وحملتها فأنا المسيح يجر في المنفى صليبه ،
فسمعت وقع خطى الجياع تسير ، تدمي من عثار
.فتذر في عيني ، منك ومن مناسمها ، غبار
ما زلت اضرب مترب القدمين أشعث ، في الدروب
،تحت الشموس الأجنبيه
متخافق الأطمار ، أبسط بالسؤال يدا نديه
صفراء من ذل و حمى : ذل شحاذ غريب
،بين العيون الأجنبيه
بين احتقار ، و انتهار ، و ازورار .. أو ( خطيه) 2
(و الموت أهون من (خطيه
من ذلك الإشفاق تعصره العيون الأجنبيه
قطرات ماء ..معدنيه
،فلتنطفئ ، يا أنت ، يا قطرات ، يا دم ، يا .. نقود
يا ريح ، يا إبرا تخيط لي الشراع ، متى أعود
إلى العراق ؟ متى أعود ؟
يا لمعة الأمواج رنحهن مجداف يرود
.بي الخليج ، ويا كواكبه الكبيرة .. يا نقود
ليت السفائن لا تقاظي راكبيها من سفار
أو ليت أن الأرض كالأفق العريض ، بلا بحار
ما زلت أحسب يا نقود ، أعدكن و استزيد ،
ما زلت أنقض ، يا نقود ، بكن من مدد اغترابي
ما زلت أوقد بالتماعتكن نافذتي و بابي
في الضفة الأخرى هناك . فحدثيني يا نقود
متى أعود ، متى أعود ؟
أتراه يأزف ، قبل موتي ، ذلك اليوم السعيد ؟
سأفيق في ذاك الصباح ، و في السماء من السحاب
،كسر، وفي النسمات برد مشبع بعطور آب
و أزيح بالثوباء بقيا من نعاسي كالحجاب
:من الحرير ، يشف عما لا يبين وما يبين
.عما نسيت وكدت لا أنسى ، وشك في يقين
ويضئ لي _ وأنا أمد يدي لألبس من ثيابي-
ما كنت ابحث عنه في عتمات نفسي من جواب
لم يملأ الفرح الخفي شعاب نفسي كالضباب ؟
اليوم _ و اندفق السرور علي يفجأني- أعود

واحسرتاه .. فلن أعود إلى العراق
وهل يعود
من كان تعوزه النقود ؟ وكيف تدخر النقود
و أنت تأكل إذ تجوع ؟ و أنت تنفق ما تجود
به الكرام ، على الطعام ؟
لتبكين على العراق
فما لديك سوى الدموع
.وسوى انتظارك ، دون جدوى ، للرياح وللقلوع



*
*






http://www.as6orh.net/vb/images/smilies/50.gif

سيف الدولة
25-12-2008, 00:13
لوليتا ألأدب


شكررررا لكِ على هذا ألإيراد


في منتهى القمة


وأهم شي هنااا

انه مرجع لهذا الشاعر


للذين يكتبون البحوث

فأنت هناا خير ساعد لهم



شكرررررررررررررررا لكِ من القلب

الساطع
25-12-2008, 04:38
قرأت الموضوع مرتين ، حقيقه لم يكن عندي معرفة بالسياب الا اقل القليل واسمهُ فقط ، لكن الآن صار عندي المام جامع لهذا الاديب ، سلمت الانامل وحيا الذوق والمذووق ، شكراً لجهدك العظيم لوليـــــــــــتا ،،،،،،،،

لوليتا
25-12-2008, 05:21
*
*

اخى لفاضل

هايس


شكرا لك على هذا الولوج

وبانتظار حد الشغف لمشاركتك معنا


امتنانى لك

*
*

لوليتا
25-12-2008, 05:24
*
*



لوليتا ألأدب


سيف الدولة

اخجلتم تواضعى

فما انا الا محبة ومتذوقة فى عالم الشعر والادب
شكرا لك على تقديرك الغالى
وامتنانى يفوق كل حد
وانتظارى لك بكل تاكيد لتشاركنا هنا بما يثرى الذائقة


تقديراااتى

*
*

لوليتا
25-12-2008, 20:44
http://www.as6orh.net/vb/images/smilies/50.gif




*
*


سراب



بقايا من القافلة
تنير لها نجمة آفله
طريق الفناء
وتؤنسها بالغناء
شفاه ظماء
تهاويل مرسومة في السراب
تمزّق عنها النقاب
على نظرة ذاهلة
وشوق يذيب الحدود
*
ظلال على صفحة باردة
تحركها قبضة ماردة
وتدفعها غنوة باكية
إلى الهاوية .
ظلال على سلم من لهيب
رمى في الفراغ الرهيب
مراتبة البالية
وأرخى على الهاوية
قناع الوجود
سنمضي .. ويبقى السراب
وظل الشفاه الظماء
يهوم خلف النقاب
وتمشي الظلال البطاء
على وقع أقدامك العارية
إلى ظلمة الهاوية
وننسى على قمة السلم
هوانا .. فلا تحلمي
بأنا نعود !

**

http://www.as6orh.net/vb/images/smilies/50.gif

لوليتا
25-12-2008, 21:08
http://www.as6orh.net/vb/images/smilies/50.gif


*
*



اقداح واحلام


أنا ما أزال وفي يدي قدحي === ياليل أين تفرق الشرب
ما زلت اشربها واشربها === حتى ترنح أفقك الرحب
الشرق عفر بالضباب فما === يبدو فأين سناك يا غرب؟
ما للنجوم غرقن ، من سأم === في ضوئهن وكادت الشهب ؟
أنا ما أزال وفي يدي قدحي === ياليل أين تفرق الشرب ؟


******

الحان بالشهوات مصطخب === حتى يكاد بهن ينهار
وكأن مصاحبيه من ضرج === كفان مدهما لي العار
كفان ؟! بل ثغران قد صبغا === بدم تدفق منه تيار
كأسان ملؤهما طلى عصرت === من مهجتين رماهما الحب
أو مخلبان عليهما مزق === حمراء تزعم أنها قلب


******

يا ليل ، أين تطوف بي قدمي ؟ === في أي منعطف من الظلم
تلك الطريق أكاد أعرفها === بالأمس عتم طيفها حلمي
هي غمد خنجرك الرهيب ، وقد === جردته ومسحت عنه دمي
تلك الطريق على جوانبها === تتمزق الخطوات أو تكبو
تتثاءب الأجساد جائعة === فيها كما يتثاءب الذئب


******

حسناء يلهب عريها ظمأي === فأكاد أشرب ذلك العريا
وأكاد أحطمه ، فتحطمني === عينان جائعتان كالدنيا
غرست يد الحمى على فمها === زهرا بلا شجر فلا سقيا
إن فتحته بحرها شفة === ظمأى يعربد فوقها ندب
رقص اللهيب على كمائمه === ومشى الطلاء يهزه الوثب


******

عين يرنح هدبها نفسي === وفم يقطع همسه الداء
ويد على كتفي مجلجلة === واخجلتاه أتلك حواء
لا كنت آدمها ولا لفحت === فردوسي الخمري صحراء!
صوت النعاس يرن في أفقي === فتذوب ناعسة له السحب
وانثال ، من سهري على سهري === ينبوعه المتثائب الرطب


******

يا نوم بين جوانحي أمل === لم أدر ، قبلك أنه أمل
مثل الفراشة بات يحبسها === دوح بذائب طله خضل
لولا خفوق جناحها غفلت === بيض الأزاهر عنه والمقل
أنا من ظلالك بين أودية === عذراء كل مهادها عشب
هام الضباب على رفارفها === طل الوشاح ... كنجمة تخبو


******

ماذا أراه ؟! أطيفها مسحت === عنه التراب أنامل الغسق؟
هو يا فؤادي غيرها ، رفة === هو من دمائك أنت من حرقي
هو ما نحن إليه بادلني === حبي وفتح بالسنا أفقي
فإذا لثمت فغير خادعة === باتت لكل مخادع تصبو
أفكان سورا قام بينهما === بين الخيانه والهوى _ هدب ؟

******

خفقت ذوائبها على شفتي === وسنى فأسكر عطرها نفسي
نهر من الاطياب ارشفني === ريحا تريب مجابر الغلس
فكان ناديا ضمخته يدا === آذار غرد ليلة العرس
فغفا وما زالت ملاحنة === ملء الفضاء يعيدها الحب
أو أن سوسنة يراقصها === رجع الغناء بشعرها تربو


******

يا جسم طيفك ، انت يا شبحا === من ذكرياتي يا هوى خدعا
لعناتي الحنقيات ما برحت === تعتاد خدرك والظلام معا
خفقت بأجنحة الغراب على === عينيك تنشر حولك الفزعا
الصبح ، صبحك ، ضحك شامته === والليل ليلتك مضجع ينبو
وإذا هلكت غدا ، فلا تجدي === قبرا ومزّق صدرك الذئب ؟

******

والبوم يملأ عشه نتفا === من شعرك المتعفر النّخر
ويعود ثغرك للذباب لقي === ويداك مثقلتان بالحجز
لا تدفعان أذاه عن شفة === بالأمس اخرس لغوها وترى
وليسق من دمك الخبث غدا === دوح تعشش فوقه الغرب
تأوي الصلال الى جوانبه === غرثي ويعوي تحته ال***


*
*




http://www.as6orh.net/vb/images/smilies/50.gif

مساحات
29-12-2008, 06:51
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أختي الفاضلة اشكرك لالقائك الضوء على هذى المبدع واحب ان اذكر ان الفنان محمد عبدة شدى بقصيدة انشودة المطر بشكل رائع

اكرر شكري

لوليتا
30-12-2008, 02:35
قرأت الموضوع مرتين ، حقيقه لم يكن عندي معرفة بالسياب الا اقل القليل واسمهُ فقط ، لكن الآن صار عندي المام جامع لهذا الاديب ، سلمت الانامل وحيا الذوق والمذووق ، شكراً لجهدك العظيم لوليـــــــــــتا ،،،،،،،،


بل الشكر كله لك ساطعنا

فغاية سعادتى ان اقدم شيئا يفيد
ومنتهى امتنانى لردك الطيب
ولو اننى كنت اتمنى مشاركتك ببعض قصائد السياب ليكتمل المكان

سأبقى بانتظار

تقديرى لك

*
*

الساطع
30-12-2008, 03:34
بل الشكر كله لك ساطعنا

فغاية سعادتى ان اقدم شيئا يفيد
ومنتهى امتنانى لردك الطيب
ولو اننى كنت اتمنى مشارطتك ببعض قصائد السياب ليكتمل المكان

سأبقى بانتظار

تقديرى لك

*
*

كنتُ أعتقد ان السياب قليل الطرقِ أو لم يكن من اصحاب الشعر التقليدي ، معلومه ثريه . ربما تتحقق الامنيه ، هل لي أن اعرف المشارطه ؟:) بالانتظار ،،،،،

لوليتا
30-12-2008, 13:19
*
*

الفاضل

مساحات

اشكرك على مرورك الرائع وتذوقك الشعرى لما اوردت
فالسياب شاعر من الجمال والتمكن ما يجعلنا نتتبع احرفه
ولقد سمعت انشودته بصوت محمد عبده وبالفعل كانت رااائعة

تقديرى لك لهكذا مرور وبانتظار منك لقصيدة من اختيارك للسياب تشاركنا بها

تحيااتى

*
*

لوليتا
30-12-2008, 13:24
كنتُ أعتقد ان السياب قليل الطرقِ أو لم يكن من اصحاب الشعر التقليدي ، معلومه ثريه . ربما تتحقق الامنيه ، هل لي أن اعرف المشارطه ؟:) بالانتظار ،،،،،



:ezpi_blus المشارطة تعنى المشاركة
ضغطة خاطئة كانت ذا مأخذ اخجلنى
فالمعذرة للخطأ الكيبوردى
ولا يثنينى ذلك عن انتظار مشاركتك انت على الاخص بقصيدة من قصائد السياب

بالانتظار:)

*
*

لوليتا
04-01-2009, 22:28
http://www.as6orh.net/vb/images/smilies/50.gif




*
*


لأني غريب
لأنّي غريب
لأنّ العراق الحبيب
بعيد و أني هنا في اشتياق
إليه إليها أنادي : عراق
فيرجع لي من ندائي نحيب
تفجر عنه الصدى
أحسّ بأني عبرت المدى
إلى عالم من ردى لا يجيب
ندائي
و إمّا هززت الغصون
فما يتساقط غير الردى
حجار
حجار و ما من ثمار
و حتى العيون
حجار و حتى الهواء الرطيب
حجار يندّيه بعض الدم
حجار ندائي و صخر فمي
و رجلاي ريح تجوب القفار


*

*


http://www.as6orh.net/vb/images/smilies/50.gif

لوليتا
12-01-2009, 05:21
http://www.as6orh.net/vb/images/smilies/50.gif



*
*



المساء الاخير


برب الهوى يا شمس لا تتعجلي == لعلي أراها قبل ساع الترحل
سريت فأفق الغرب يلقلك باسما == طروبا و أفق الشرق بادي التذلل
كأن السنا إذ فارق الأرض و اعتلى == رؤوس الروابي و النخيل المسبل
أحاسيس أخفاها الفؤاد وصانها == زمانا ففاضت من عيون و مقل
و صفصافة مخضوبة الرأس بالسنا == تراع بزفزاف من الريح معول
تبين كعذراء من الريف أقبلت == بجرتها من دافق الماء سلسل
نعى لي و للناس النهار ( مؤذن ) == وقد كان ينعي لي قؤادي و مأملي
تمنيته لا يسمع الصوت أخرسا == تمنيت لو يهوي إلى الأرض من عل
ألا وقرت آذان من يسمعونه == بأشلاء قلب في ضلوعي مقتل
ألا نثرت من تحت أقدامه أسى == حجارة ذاك المسجد المتبتل
أطرت عصافير الربى حين غادرت == كأن بتغريد العصافير مقتلي
رأيت بها بدهر مجنح == فأبغضت أشباه العدو المنكل
كأنى به لما يمد جناحه == يمد لأكباد الورى حد فيصل
ألا ليت عمر اليوم يزداد ساعة == ليزداد عمر الوصل نظرة معجل


*
*








http://www.as6orh.net/vb/images/smilies/50.gif