المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هوامش على دفتر النكسات ....!!!



شام
08-10-2008, 01:34
يملك العالم العربي أكبر موفور نفطي في العالم ومع ذلك .. إن سألنا أين العائدات
من تلك الموارد الثمينة لوجدنا أن لا جواب على سؤالنا .. فـ عائدات النفط العربي
تكرس لبعض مايهم زعماء عالمنا العربي .. وتودع في بنوك أوربية بأرقام مخيفة
و تصرف على حروب لا فائدة ترتجى منها .. و تضيع في صفقات لا عائدات منها
يصرف المال العام على تأسيس أجهزة لاستلاب الحريات وقمع الحريات ..

و لا يزال السؤال في حناجرنا يتردد أين هي عائدات النفط العربي ..
فلا نجد سوى بضعة جسور وطرقات .. وبعض من المدارس لم تعد تخرّج لنا سوى
الجهلاء وجامعات غير قابلة للتطور ترعى الأمية بـ كل اصرار و إرادة ، فالنمو العمراني
لا يزال يعاني الكثير من العقبات أما التنمية البشرية فهي ضائعة من حسابات وأجندة
الإنسان العربي ..

تحت موطئ قدمي الإنسان العربي منبع لثروة هائلة ، ثروة قادرة أن تكفيه لأعوام طويلة
ومع ذلك نرى أن ديون العالم العربي ناهزت الحدود المعقولة لحجم الدين المتعارف عليه
حيث لا توجد دولة عربية واحدة على الأقل غير مدينة ، فالدين أضحى هوية هذا العالم
المسمى بالعالم العربي .. ويتردد نفس السؤال كذلك في الحناجر أين هي عائدات النفط
العربي ....؟

يعاني عالمنا العربي من الحروب الأهلية .. هناك حروب أبادت دولاً قائمة كالصومال وهناك
حروب أهلية لازالت جراحها نازفة كما في لبنان والسودان ..كما أن هناك دولاً تمسي وتصبح
تحت ظلام الحرب الأهلية كالجزائر ، و أكبر كارثة في هذا القرن حرب مابين الفصائل الفلسطينية وأخرى تعاني من صراعات وخلافات و انقسامات ...

طوفان يحاصر العالم العربي .. فالأطماع قائمة و المخططات جاهزة .. وامريكا تدير رحى
الشرذمة و الاحتلال .. و لـ فرنسا قوات عسكرية في تشاد ..أما المملكة المتحدة تستعد
للعودة الى منابع نهر النيل ..والخطر الشيعي يحيط بالعالم العربي كالسوار.
أما اسرائيل فهي تراقب عبر اقمارها الصناعية فائقة التكنولوجية كيف يتساقط عالمنا العربي
كما تتساقط الخيول ..!!
و سؤال آخر يضاف إلى جعبة الأسئلة كيف يمكن استعادة مصادر قوة عالمنا العربي لمواجهة
الزلزال ..؟؟

ومن النكسات المدمرة على الاطلاق ...لايزال عالمنا العربي يتصدر قوائم الدول الأكثر أمية
و البطالة و الفقر و الأكثر تصحراً في حين يعتبر العالم العربي من أغنى دول العالم بالموارد
الطبيعية ..و لغاية الآن لم تستطع أي دولة عربية رفع راية القضاء على البطالة أو انهاء
فقر .. أو قضاء على أمية أو ... أو ... أو ..... .

ومن العجب العجاب ... أن يرحب عالمنا العربي بـ عودة الاستعمار و يتيح المجال له ..
بل ويفتح الأفئدة و العقول لاستقبال هذا العدو اللدود باسم العولمة وحقوق الإنسان
وتحت راية أن المرأة مكبلة ومظلومة في العالم العربي ..
في آونة مضت استمات الشرفاء و الشهداء على ترب هذا الوطن لتحريره ..
و اليوم تدق طبول استقبال الاستعمار [ استعمار فكري و معنوي ومادي و لموارد هذا العالم].

حالة من ضياع لازالت تسجل في صفحات تاريخ هذا الوطن فـ منذ أعوام لم نرى تظاهرة
لرفض احتلال العراق أو انتهاك حرمة النساء وقتل وتشريد الأطفال أو احتجاج ضد ممارسات
الصهاينة في فلسطين أو لما يحدث في دارفور .. لم نعد نرى حتى أصداء لأصوات تحتج
على البعثات التبشيرية ..
و الضياع نفسه ولد حالة انهزام فصرنا نرى في دبابات العدو الانتصار وفي بوارجه السلام
و نعتقد أنه سوف يمنحنا حرياتنا المسلوبة .. ولكن هيهات فماذاك سوى وهم وسراب
ناتج بالضرورة عن الفكر المشوه المسكون في عقولنا فـ أفقدنا البصر و البصيرة..

ومابين الحلم المعشش ضمن خلايا المخ فينا و الواقع القائم بكل تناقضاته لم يعد لدينا
وسيلة سوى نسخ أمجاد الماضي على بيداء الورق عسى ولعل أن نستنهض الهمم
و نحيي الإرادة .. و نعيد الكرامة ..

كانت هوامش متعاكسة من دفتر لـ نكسات ، هوامش مختزلة فـ المساحة أضيق من
زفرة البوح ..