المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شاعر الاسبـــــوع الثانــــــي



الساطع
29-06-2008, 03:06
مســـــــــــاء النرجــــــس

للجميــــــــع بلا استثنــــــــاء
هاهـــــــــو شاعرنا الثانــــــي يطل علينــــــا بعد ابن المعتــــــز قفزنا كل الشعـــــراء من القرن الثالث الهجرى حتى توقفنا عند شاعرٌ من شعراء عصر النهضـــــــــه الا هــــــو :


الشاعـــــــر السوري / عمــر ابو ريشـــه

الشاعر النائب السفير ولد في عام 1908م يمتاز بعمق المعاني وجمال اللفــــظ .. له ديوان .

لن اعــــــــــود انـــــــــا


قالت مَلَلتُكَ اذهب لستُ نادمـــــةً=علـى فراقــك إنَّ الحبَ ليسَ لنــا
سَقيتَـكَ المُرَّ من كأسي شفيتُ بــها=حقدي عليـكَ ، ومالي عن شقاك غِنـى
لن أشتهــي بعــد هـذا اليـومِ أمنيــةً=لقد حملـتُ اليهـا النعش والكَفَنــا
قالـت ، وقالت ، ولم أهمس بمسمعها=ما ثارَ من غُصَصي الحَرَّى وما سكنــا
تركتُ حجرتَهــا ، والشعرَ منسرحــاً=والعطـرَ منسكبـاً ، والعمــرَ مرتهنــــــا
وسرتُ في وحشتي والليــلُ مُلتحــفٌ=بالزَّمهريرِ ، وما في الافقٍ ومضُ سَنا
ولم أكد أَجتلي دربي على حَـدَسٍ=وأَستلينُ عليــهِ المركـــــــــبَ الخَشِنــا
حتى سمعــتُ ورائــي ، رجــعَ زفـرَتَهــا=حتـى لمستُ حيالــي قَــدهَّــا اللدِنــا
نسيـــتُ مــابـــيَ ، هزَّتنــي فُجاءَتُهــا=وفجَّرت من حنــاني كُـــلَّ مــا كَمُنــــا
وصحــتُ يا فتنتــي ، ما تفعليــن هنا؟= البرد يُذيــكِ ، عــــودي لـــن أعــود أنـــا


وفــي الوصـــــف .. قـــال :


كَنَرجسةٍ في الحقلِ تّلثُــمُ ساقّهــــــــا=ثغورٌ من الازهــارٍ طَيِّبةُ الغــرس ِ
ولكنَّهــــا والكبــــريـــاءُ تَهُــــزُّهــــا=أبـت أن تَـرَى في غيرِهـــا رٍفعـَــةَ الجنــسِ
حَنَــت رأسَهَــا كيمـَـــا تُقَبِّـــل ظِلَّهَــا=غُروراً ، فَمَاتت وهيَ محنيَّة الرَّأسِ


ومن جديده قصيدة وسمها بــ ( بعض الطيــور )


تـصغين ؟ أغنيتي رفات أجنحة=مـا مـسها فـي ليالي شوقه وتر
نـثرتها مـن جـراحات مضمدة=ومن منى ليس لي في جودها وطر
ردت إلـيك عـهودا ما نعمت بها=أيـام أنـت الصبا والزهو والخفر
ما أحزن الورد لم يعرف له عبق =وأضـيع الغصن لم يقطف له ثمر
تـصغين ؟ أي إيـاب تحلمين به= وأي درب بـه مـن خـطونا أثر
لا تـسأليني مـا تـرجوه أغنيتي=بعض الطيور تغني وهي تحتضر

وقال في القدس


صـاح يـا عبد فرف ..الطيبُ= واستعر الكأس وضج المضجعُ
مـنتهى دنـياه نـهد شرس=وفـم سـمح وخـصر طـيعُ
بــدوي أورق الـصخر لـه=وجـرى بـالسلسبيل الـبلقعُ
فـإذا الـنخوة والـكبر على=تـرف الأيـام جـرح موجعُ
هـانت الـخيل على فرسانها=وانـطوت تلك السيوف القطعُ
والـخيام الـشم مالت وهوت=وعـوت فـيها الرياح الأربعُ
قال يا حسناء ما شئت اطلبي=فـكـلانا بـالـغوالي..مـولعُ
أخـتك الـشقراء مـدت كفها=فـاكتسى مـن كل نجم ..إصبعُ
فـانتقي أكـرم مـا يهفو ..له=مـعصم غـض وجـيد أتـلعُ
وتـلاشى الـطيب من مخدعه=وتــولاه الـسبات الـممتعُ
والـذليل الـعبد دون الباب لا=يـغمض الطرف ولا يضطجعُ
والـبطولات عـلى غـربتها=فـي مـغانينا جـياع ..خـشعُ
هـكذا تـقتحم الـقدس على=غـاصبيها هـكذا ..تـسترجعُ




من يثرينـــا بمزيدِ علمٍ بهـــــذا الشــــــــاعر ؟ ترى هل هو حـــي يرزق

من يترجــــــــم لنا عــن سيـــــــــرته ، من يأتينا بدرره ، لن يخيــــب مؤملكـــــــم

مـــــــازلتُ انتـــــــظر ، تقبلــــوا فائق احترامي وتقديــــري ،،،،

شام
29-06-2008, 03:23
وهل هناك ك/أبو ريشة في هذا الوقت ..
هوعمر أبو ريشة أبوه شافع ، ولد عمر في منبج عام 1910م
وفيهاترعرع ودرج وانتقل منها إلى حلب فدخل مدارسها الابتدائية ثم أدخله أبوه الجامعة الأمريكية في بيروت ثم سافر إلى انكلترا عام 1930 ليدرس في جامعتها على الكيمياء الصناعية..
وهناك زاد تعلقه بالدين الإسلامي وأراد أن يعمل للدعاية له في لندن ، وراح يتردد على جامع لندن يصاحب من يصاحب ويكتب المقالات الكثيرة في هذا الميدان ، ثم انقلب عمر إلى باريس وعاد إلى حلب عام 1932 ولم يعد بعدها إلى انكلترا.
اشترك في الحركة الوطنية في سوريا إيام الاحتلال وسجن عدة مرات وفر من الأضطهاد الفرنسي كما ثار على الأوضاع في سوريا بعد حصولها على الاستقلال وقد آمن بوحدة الوطن العربي وانفعل بأحداث الأمة الاسلامية

ولقد كانت كارثة فلسطين بعيدة الأثر في نفسه فله شعر في نكبة فلسطين كثير وله ديوان باسم ( بيت وبيتان ) وديوان باسم ( نساء ) وله مسرحية باسم ( علي ) ولأخرى باسم ( الحسين ) ومسرحية باسم ( تاج محل )وله ديوان باسم ( كاجوراو )ومجموعة قصائد باسم (حب ) ومجموعة شعرية باسم ( غنيت في مأتمي )،
وله مسرحية شعرية سمها ( رايات ذي قار ) أنشأها قبيل عشرين سنة وجعلها في أربعة فصول وله مسرحية باسم ( الطوفان ) وله ملحمة 0 ملاحم البطولة في التاريخ الإسلامي وهي اثني عشر ألف بيت وله ديوان شعر باللغة الانكليزية .

اشتهر الشاعر عمر أبو ريشة بمواقفه الوطنية والقومية الجريئة، فقد قارع المستعمر الفرنسي إبان احتلاله لسورية (1920- 1946)
كما ندّد ببعض المواقف للحكومة السورية بعد الاستقلال (1946)، وكان موقفه الوطني لاينفصل عن موقفه القومي، بل كان شعوره القومي يطغى في كثير منالحالات على شعوره الوطني.
ولقد حظيت القدس من اهتماماته ومشاعره وعواطفه، مثلما حظيت من شعره وقصائده بأكثر مما حظيت به أي مدينة عربية أخرى، حتى مدينته حلب نفسها، التي فيها نشأ وترعرع وأمضى معظم سني شبابه، وفيها دفن عام 1990.
لقد كانت القدس بالنسبة إليه طوال حياته المنطلق الذي يقوّم من خلالهأي موقف، فهي القيمة التي تثبت مقدار الإيمان بالإسلام، .
والتمسكِ بالعروبة والإخلاصِ لهما، والموقفُ منها هو الموقف الذي يثبت مقدار الوفاءِ للشعب، وتحقيقِأهدافه وأحلامه في الحرية.
وكان الشاعر في كل مناسبة وطنية أو قومية، يذكر القدس، لأنها حاضرةدائماً في وجدانه، وفي وجدان كل عربي، ولأنها اللحمة والسدى أيضاً في كل مناسبة،لأن قضيتها لاتنفصل عن أي قضية عربية أخرى.
وليس ذلك الموقف من القدس بغريب، فالقدس هي قلب العرب النابض، وعاصمةفلسطين، ومهد السيد المسيح عليه السلام، ومسرى النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وهي أولى القبلتين، وثالث الحرمين الشريفين، وهي التي دخلها عمر بن الخطاب، فجعلها ملتقى الأديان، وأرسى فيها قواعد السلام، بل جعلها مدينة السلام، ثم غزاها من بعدالصليبيون، وظلوا فيها مئتي عام، حتى حررها فيما بعد صلاح الدين الأيوبي.
فالشاعر يتغنى ببطولات الشعب العربي في سورية، وعلى رأسه المجاهد إبراهيم هنانو وهو يقارع المحتل الفرنسي، وينشد في حفل تكريمه قصيدة مطولة عنوانها قيود (1937) .



ولي عودة ..
مشرفنا الساطع ..
لاختيارك الراقي
آيات شكر و فيض امتنان .

شام
29-06-2008, 04:10
ومن راقي شعره ..

ياعروس المجد تيهي واسحبـي = في مغانيها ذيـول الشهـب
لن ترى حفنة رمـل فوقهـا = لم تعطـر بدمـا حـر أبـي
درج البغـي عليهـا حقبـة = وهـوى دون بلـوغ الأرب
وارتمى كبـر الليالـي دونهـا =لين الناب كليـل المخلـب
لا يموت الحق مهما لطمـت = عارضيـه قبضـة المغتصـب
من هنا شق الهـدى أكمامـه = وتهادى موكبا فـي موكـب
وأتى الدنيـا فرقـت طربـا= وانتشت من عبقه المنسكـب
وتغنـت بالمـروءات التـي= عرفتها فـي فتاهـا العربـي
أصيد ضاقت بـه صحـراؤه= فأعدتـه لأفـق أرحـبـي
هب للفتـح فأدمـى تحتـه = حافر المهر جبيـن الكوكـب
وأمانيه انتفاض الأرض مـن= غيهب الـذل وذل الغيهـب
وانطلاق النور حتى يرتـوي= كل جفن بالثّـرى مختضـب
حلم ولـى ولـم يجـرح بـه= شرف المسمى ونبل المطلـب
يا عروس المجد طال الملتقـى= بعدما طال جـوى المغتـرب
سكرت أجيالنا فـي زهوهـا= وغفت عن كيد دهر قلّـب
وصحونـا فـإذا أعناقـنـا= مثقـلات بقيـود الأجنبـي
فدعوناك فلم نسمع سـوى= زفرة من صـدرك المكتئـب
قـد عرفنـا مهـرك الغالـي= فلم نرخص المهر ولم نحتسـب
فحملنا كـل إكليـل الوفـا= ومشينا فوق هـام النّـوّب
وأرقناهـا دمــاء حــرة= فاغرفي ماشئت منها واشربـي
وامسحي دمع اليتامى وابسمي= والمسي جرح الحزانى واطربـي
نحن من ضعف بنينـا قـوة= لـم تلـن للمـارد الملتهـب
كم لنا من ميسلون نفضـت= عن جناحيها غبـار التعـب
كم نبت أسيافنا فـي ملعـب= وكبت أفراسنا فـي ملعـب
من نضال عاثـر مصطحـب= لنضـال عاثـر مصطخـب
شرف الوثبة أن ترضى العلى= غلب الواثب أم لـم يغلـب

شام
29-06-2008, 04:13
إنه من شعراء سوريا الكبار
و التي تفتخر بهم في عالم الأدب المعاصر و الملتزم
شعره يدرس في جميع المراحل التعليمية ..
ك/مثال يحتذى في الدفاع عن القضايا المصيرية المتعلقة
بالوطن و الأمة .
عمر ابو ريشة له شارع باسمه .. في ارقى أحياء دمشق .

لوليتا
29-06-2008, 04:17
*
*


مشرفنا الساطع


هلا بك وشاعر الاسبوع

واختيار مترف بالخيال حلق بنا فى مجرات الجمال والرومانسية والوطنية

الشاعر

عمر ابو ريشه


غنى التعريف

ولكن لمن لا يعرف او يتوق لمزيد من معرفة لنا هنا هذه الوقفة



عمر ابو ريشة شاعر الكلمة المترفة, والخيال المجنح والروح السامية, بين حياته وشعره توازن وتلازم, صفاء الروح ورقة المعنى, شاعر عربي سوري لكنه انساني النزعة, انسانيته الواسعة الشاملة بمعناها الابداعي رقت وتلاقت مع الصوفية في اعماقها وهي تبدأ من الايمان بالوطن وبالأمة وقضاياها, وان الكل الانساني الذي تغنى به ليس بقادر على ان ينتزعه من جذوره الحقيقية التي امدته بهذا النسغ من الابداع.

إن للشاعر الكبير, مكانة مرموقة في ديوان الشعر العربي الحديث. فهو من حمل في قلبه وحنايا ضلوعه, عاطفة الحب الجياشة للوطن وللانسان وللتاريخ العربي, وهو من تغنى بأمجاد امته وتاريخها التليد, وهو من بكى احزان قلبه شعرا خالصا صيغ بماء الذهب.





شغل عدة مناصب :

· عضو المجمع العلمي العربي دمشق
· عضو الأكاديمية البرازيلية للآداب كاريوكا- ريودي جانيرو
· عضو المجمع الهندي للثقافة العالمية

· وزير سوريا المفوض في البرازيل 1949 م 1953 م
· وزير سوريا المفوض للأرجنتين والتشيلي 1953 م 1954 م
· سفير سوريا في الهند 1954 م 1958 م
· سفير الجمهورية العربية المتحدة للهند 1958م 1959 م
· سفير الجمهورية المتحدة للنمسا 1959 م 1961م
· سفير سوريا للولايات المتحدة 1961 م 1963م
· سفير سوريا للهند 1964 م 1970 م
· يحمل الوشاح البرازيلي والوشاح الأرجنتيني والوشاح النمساوي والوسام اللبناني برتبة ضابط أكبر والوسام السوري من الدرجة الأولى وآخر وسام ناله وسام الاستحقاق من الدرجة الأولى وقد منحه إياه الرئيس اللبناني إلياس الهراوي . شردته الكلمة اثنين وعشرين عاما في مشارق الأرض ومغاربها وهذا شأن كل صاحب كلمة .

وتُوفي رحمه الله في الرياض عام 1990 م .ونقل ليدفن فى مسقط راسه بسوريا






وما زال للجمال منازل هنا


*

*

لوليتا
29-06-2008, 04:35
*
*

الشاعر عمر أبو ريشة

شاعر أصيل متمكن في مجال الشعر له أسلوبه المميز والمنفرد ، وله طريقته في الشعر وسمته التي يتميز بها عن غيره من الشعراء فأنت تقرأ قصيدة من شعره تسير على نمط معين ولكنه يفاجئك في أخرها ببيت يختم به قصيدته تلك ويكون هذا البيت خلاف ما تتصور فيكون بيت مفاجأة أو إثارة بالإضافة إلى أن الشاعر يحشد كما هائلا من الصور والأخيلة في قصيدته حتى لكأنك وسط معمعة من المفاجآت والخيالات والظواهر التي لا تتخيلها في الموقف

فمثلا في قصيدته اقرئيها تجد :



إنها حجرتي لقد صدئ النسيان** فيها وشاخ فيها السكوت
ادخلي بالشموع فهي من الظلمة** وكر في صدرها منحوت
وانقلي الخطو باتئاد فقد** يجفل منك الغبار والعنكبوت
عند كأسي المكسور حزمة أوراق** وعمر في دفتيها شتيت


ثم تجده في مجالات أخرى يحلق بنا في الفضاء مع النجوم والشموس والكواكب وكأنما يشعرنا أنه يتطلع إلى الصعود لكن معوقات الواقع تقيده وله نظرة سامية عليا يعبر عنها كثيرا بالنجم والكوكب والشمس والفضاء

اقرأ له في عدد من قصائده :


فكم جبل يغفو على النجم خده

وتهاديت كأني ساحب ** مئزري فوق جباه الأنجم

وثبت تستقرب النجم مجالا

جناحه بعدما طال المطال به ** مخضب من شظايا الشهب منكسر
لأظن جناحي محترقا ** محترقا من لمسة نجمة
وحمائم بيض في اليم ** مدت أجنحة للنجم
ما بعدك يا أفقي الأعلى ** دنياي توارت في العتمة
قدم تجرح أحشاء الثرى ** وفم يلثم خد الفرقد

وتناقلت آيات رحمتها شفاه الأنجم




وتتأنق الرومانسية بألوانها الزاهية في شعر عمر, فتعطينا صورا نابضة بالتزاوج الفني, بينها وبين الواقعية الرفيعة, وان ران على وجدانيات هذا الشاعر, القلق واللوعة واللهفة

فكان شاعرنا يسير في الليل وحيدا كئيبا يفكر في ابيه واحبابه الموتى, فسمع هاتفا من بعيد يناديه, فالتفت مذعورا, فلم ير سوى نجمة واحدة تلوح في الافق:



من يناديني وسمار الدجى


كحلت اجفانهم بالوسن?


اجيب? اي احبابي ترى


من كوى الخلد سرى يؤنسني?


ما لأصداء المنادي خفقت


وتلاشى وقعها في أذني?


نجمة ضاءت على البعد, فيا


ذيلها الوضاء كن لي كفني!




عمر ابو ريشة

صاحب همة عالية وارتقاء في الفكر والسلوك لا يرضى بالوضيع بل يحب ان يجلس عاليا رغم كل شيء وعلى الرغم مما عاناه هذا الشاعر من معوقات ومن متاعب جنتها عليه همته العالية إلا انه ظل كذلك إلى أن مات مرفوع الرأس اقرأ قوله:

عشت حرا بلغت جنة دنياي** وجفني بنورها اكتحلا
إنها نعمة أقطع فيها ** العمر مستغفرا ومبتهلا
اعف عني يارب بدل همومي** فلقد عشت مرة رجلا






نجد في شعر الشاعر نبرة الفخر والاعتزاز بالنفس والثقة ولا يرضى الوصول على حساب الكرامة



يقول:

ما أرخص المجد إذا زارني ** ولم يكن لي معه موعد


أبا ريشة عاش غريبا ومات غريبا حفاظا على مبدإٍ اعتقده فعبر عن ذلك في شعره :

أتكلم ما ذا أتكلم

أقلامي جف عليها الدم

ولهاتي سالت في المأتم

أتكلم ؟ هل أحمل في صدري أسرار

أخشى أن تفشى أو تكتم

إني لا احمل غير العار

في الدرب الموحش والمبهم

إني غنيت إلى الآلام فكيف عليها أتألم

أتكلم ، أعرفني شبحا لا ظل له فوق الأرض

في الهدأة من غصص الذكرى

يتساءل بعضي عن بعض

فأغض واختصر الآلام وأمسك بالريح وأمضي

*

*

لوليتا
29-06-2008, 04:45
*
*




كتب ابو ريشة القصيدة الغنائية وجرب القصيدة الملحمية والمسرحية الغنائية ( الاوبريت) والشاعر في نظره رائد يقف في مقدمة بني قومه.

واصفا الذي يشرف به الشعر:




شاخص الطرف في رحاب الفضاء


فوق طود عالي المناكب ناء


يرقب الفجر والندى مالىء برديه


والشعر مائج في الهواء





اما في قصائده الغزلية وسواها

نجد اتساع الرقعة الرومنطقية في شخصيته, علاوة على الرمز والواقعية وسعة الخيال التي كانت تملأ شعره المليء بالحنين والرغبة والالم والفرح وهي شجون وفتون نجدها في قصيدته ( عودي ) عبر الحوار الطويل الذي يديره الشاعر بينه وبين حبيبته التي تبادره الى القول في مطلعها :




قالت مللتك, اذهب, فلست نادمة


على فراقك.. ان الحب ليس لنا


سقيتك المر من كأسي شفيت بها


حقدي عليك .. ومالي عن شقاك غنى


لكن يمضي وحيدا من غير عودة اليها فيقول


نسيت ما بي... هزتني فجاءتها


وفجرت من حناني كل ما كمنا


وصحت .. يا فتنتي! ما تفعلين


البرد يؤذيك عودي.. لن اعود انا




لقد احب ابو ريشة الطبيعة لحد التصوف وتوحد معها وراح يعبر من خلالها عن مشاعره, وهو يمنحها الحياة والقيمة- ولا يتخذها مجرد مادة للتصوير, بل هي حية متحركة-فيوظف الطبيعة في شعره ليرسم ثلاث لوحات للفجر والظهيرة والمساء, ويصور الكون في تحركه وتغيره, فيصور الفجر فيقول:




نهض الفجر مثقلا يتلوى


فوق صدر الطبيعة الخرساء




كما يصف الظهيرة التي تأتي لتعبر عن كسل ثقيل, فتضعف الحركة وتفتر :




هبط السهل والهجيرة تنقض


وتطوي مطارف الافياء




ويصف المساء الذي يبدو اكثر اثارة لما تعج به من الوان صاخبة وما تموج به من حركة فاجعة:




بلغ المنحنى فجاز مدى الطرف


بحس مفجع الانباء



الشاعر يعتمد على ثلاثة اساليب هي : القص والتصوير والمقارنة- لذلك نرى ان موقف الشاعر من الطبيعة في تعدده وتنوعه وغناه هو موقف اخلاقي يدل على طبيعة الحضارة العربية والثقافة الصوفية



الشاعر الراحل كان يقول:

( انا شاعر قصيدة, ولست شاعر بيت كما يتوهم العديد من النقاد . والقصيدة عندي وحدة لا تتجزأ , تعودت ان اختمها بما اطلقت عليه البيت المفاجأة).

ولعل قصيدة ( هكذا) تؤكد هذا الرأي وهذه القصيدة الشهيرة نظمها الشاعر عندما سمع ان احد رعايا المحميات البريطانية انفق في ليلة واحدة ستين الف دولار على عشيقته وجاء البيت المفاجأة بما لفظه :



هكذا تقتحم القدس على


غاصبيها ! هكذا تسترجع




والحق يقال... فإن شاعرنا الراحل كان معتدا بنفسه , ولم يكن ذلك ينبعث عن صلف وغرور , وانما عن قناعة شخصيته تجعله متميزا بين شعراء عصره, فهو لم يهادن الظلم ولم يصمت على ضيم , ولم يسع الى مكاسب شخصية سريعة الزوال .. كان متباهيا بما تجود به قريحته في اصطياد المعاني المبتكرة, مع الحرص الشديد على النغم العذب, واللحن الشجي المنبثق من اللفظة المنتقاة, والعبارة الرشيقة التي تبهر نفس
المستمع :

لنا الحب والكأس والمزهر


وللناس منا الصدى المسكر


مشينا معاً وجناح الرضا


يواكبنا ظله الخير


وخلف ملاعبنا انجم


على شوق اوبتنا تسهر




هذه الاحاسيس الصادقة,وهذه الانغام الناطقة المتسربلة بالنضارة اللغوية في ابهى صورها الفنية, جعلت عشاق شعره الكثر, يترنحون اعجابا ونشوة,كلما استعادوا اشعاره الذاتية, الصادرة عن قيثارة خلوده, تعد بحق من بدائع وروائع الشعر الغنائي المعاصر , حيث تهمسها الشفاه الظامئة للجمال , وللحنان البشري, للآذان المتلهفة الى سماع الشعر الخالد في دنيا العرب, في زمن كادت تتحجر فيه الاحاسيس الدافئة والمشاعر العليا .



*
*

لوليتا
29-06-2008, 05:45
*

*


وتذوق للمطر



وداع



قفي ، لا تخجلي مني فما أشقاك أشقاني
كلانا مرَّ بالنعمى مرور المُتعَبِ الواني
وغادرها .. كومض الشوق في أحداق سكرانِ
قفي ، لن تسمعي مني عتاب المُدْنَفِ العاني
فبعد اليوم ، لن أسأل عن كأسي وندماني
خذي ما سطرتْ كفاكِ من وجدٍ وأشجانِ
صحائفُ ... طالما هزتْ بوحيٍ منك ألحاني
خلعتُ بها على قدميك حُلم العالم الفاني!
لنطوٍ الأمسَ ، ولنسدلْ عليه ذيل نسيانِ
فإن أبصرتني ابتسمي وحييني بتحنانِ
وسيري ، سير حالمةٍ وقولي .... كان يهواني!




*

*

((عبدالله بن غيث))
30-06-2008, 01:29
يعجبني تفاعلك يالساطع..
أسم على مسمى أشهد بالله أنك ساطع.....!


لك تحياتي

الساطع
30-06-2008, 15:57
إنه من شعراء سوريا الكبار
و التي تفتخر بهم في عالم الأدب المعاصر و الملتزم
شعره يدرس في جميع المراحل التعليمية ..
ك/مثال يحتذى في الدفاع عن القضايا المصيرية المتعلقة
بالوطن و الأمة .
عمر ابو ريشة له شارع باسمه .. في ارقى أحياء دمشق .



شــــــــــام .. هذا الشاعر تملكني منذ ايام الثانويـــه .. ولم اكن اعرف انه على قيد الحياة آن ذاك ، ولكن هل هناك احدٌ من ابنائــه في سوريا ؟ وهل فيهم أديب ؟ امل اثرائنا بذلك .. طبعاً شهادتك فيـــه مجروحه:) لكن اهل مكه ادرى بشعابهـــا .. شكراً على هذه المعلومـــات القيمــــه ، لك التقديــر والاحترام ،،،،،،،،

الساطع
30-06-2008, 16:33
قدم تجرح أحشاء الثرى ** وفم يلثم خد الفرقد

بيت فاخر بما تعنيـــه هـــذه الكلمــه .. !
كيف انه شبَّه الفرقد ( النجم ) بالخد ، وجعل للثرى احشاء ، وابدع حينما تجدُ من بلاغتهِ ان الواقف على الثرى عظيم الوصف ومن قوةِ ثباته ان غاصت قدمه في بطن الثرى لتجرح احشاءه ! ومن عزته تطاول ولم ينحني حتى لثم خد النجم ..وهذا غايةٌ في التصوير الخيالي والتشبيه الفاخر .. فللهِ دره من شاعر .


ما أرخص المجد إذا زارني ** ولم يكن لي معه موعد

بيت يرفل بالعزةِ ، ولا طعم للحياة اذا لم تُتعب طالبهــا ، عجيبُ هذا الشاعر ، يقول لا قيمة للمجد اذا حصلت عليه صدفه ، او اهدى لي على طبقٍ من ذهب . اذا لم اسع اليــه واطلبه بعينه ، كأنه يؤيد قول القائل : الرجال همُ الذين يصنعون الظروف ، وليست الظروف هي التي تصنع الرجال .
لكن لفت انتباهي هنا مقولة للشاعر وهي :
(انا شاعر قصيدة, ولست شاعر بيت كما يتوهم العديد من النقاد . والقصيدة عندي وحدة لا تتجزأ , تعودت ان اختمها بما اطلقت عليه البيت المفاجأة)

فهل تشرحين لنــا ما اراد الشاعر بهـــذه المقوله ؟

جهـدٌ مشكور لوليتـــــا ، فقد اجدت البحث .

بأنتظــــار المزيـــد ،،،،،،،،

الساطع
30-06-2008, 16:44
يعجبني تفاعلك يالساطع..
أسم على مسمى أشهد بالله أنك ساطع.....!


لك تحياتي

كحل المحاجر .. انــــــــا احتج:3ayyen_khair:. لن نسمح لك الانصراف بلا عوده حتى تدلي بدلوك في هذا الشاعر .. وسيزيد النص سطوعــاً لو اجبت عن ســـؤال في ذهني عن هــذا الشاعر ودوره في تثبيت لقب امير الشعراء لاحمد شوقي فله مبادره في ذلك ننتظرك .
شكر من الاعمــــــاق ،،،،،،

متعجب
01-07-2008, 11:08
أبدعت ايها الساطع في اختيار الشاعر الثاني

شاعر المشاعر / عمر ا بو ريشة


كم أُحبّ شعرك


لاتنسو جميلة الجميلات,,




أمتي هل لك بين الأمم = منبر للسيف أو للقلم
أتلقاك وطرفي مطرق = خجلاً من أمسك المنصرم
أين دنياك التي أوحت إلى = وترى كل يتيم النغم ؟
كم تخطيت على أصدائه = ملعب العز ومغنى الشمم
وتهاديت كأني ساحب = مئزري فوق جباه الأنجم
أمتي كم غصة دامية = خنقت نجوى علاك في فمي
ألإسرائيل تعلو راية = في حمى المهد وظل الحرم ؟
كيف أغضيت على الذل ولم = ولم تنفضي عنك غبار التهم ؟
أو ما كنت إذا البغي اعتدى = موجة من لهب أو دم ؟
اسمعي نوح الحزانى واطربي = وانظري دم اليتامى وابسمي
ودعي القادة في أهوائها = تتفانى في خسيس المغنم
رب وامعتصماه انطلقت = ملء أفواه الصبايا اليتّم
لامست أسماعهم لكنها = لم تلامس نخوة المعتصم
أمتي كم صنم مجدته = لم يكن يحمل طهر الصنم
لا يلام الذئب في عدوانه = إن يك الراعي عدو الغنم
فاحبسي الشكوى فلولاك لما = كان في الحكم عبيد الدرهم

الساطع
02-07-2008, 00:18
متعجـــب سلم بنانك .. كنت اعلم ان هناك متذوقين ومبدعين فضلوا السكون ، واشدُ على يديك بدعوتي للاعضاء ان يكتبوا ولو كلمه قراءوها عن هذا الشاعر او اي شاعر اخر فرب معلومة لايعرفها الكثير تكن عند احد الصامتين تركها لعدم وجود غيرها فأقول له نريدها نريدها .. شكراً اخ متعجب من القلب ولا تقاطعنا ايها الراقي دمت لنا،،،rooose2

لوليتا
02-07-2008, 05:58
*
*


اخى الساطع


انا لست بدارسة للشعر ولا البلاغة وكل معرفتى لا تتعدى دراستى الثانوية

حيث دراستى الجامعية ابعد ما يكون عن اللغة والادب

ولكننى مجرد متذوقة للشعر والكلم الجميل وشاعرنا هنا قدم نفسه بنفسه وتحدث عنها

والعبارة تشرح نفسها حسب ما اعتقد

اشتهر الشاعر ببيت المفاجاة يختم به قصائده كما سبق ذكره

مما انتقده النقاد بانه شاعر بيت وليس قصيدة

وهو هنا يبين ان القصيدة عنده متكاملة من بدايتها لنهايتها

وهو اسلوب خاص بالشاعر

وما ورد هنا على حسب ما قرأت وما ورد اثناء البحث وفى اكثر من موقع


لك الشكر


*
*

لوليتا
02-07-2008, 06:18
*
*


ورومانسية عذبة



من أنتِ ؟




من أنت كيف طلعت في == دنـياي ما أبصرت فيا
فـي مقلتيك أرى الحياة == تـفيض يـنبوعا سخيا
وأرى الـوجـود تـلفتا == سـمحا وإيـماء شـهيا
ألـممت أحـلام الصبا == وخـلعت أكـرمها عليا
مـهلا فـداك الـوهم لا == تـرمي بـمئزرك الثريّا
أنا في جديب العمر أنثر == مـا تـبقى فـي يـديّا
عودي إلى دنياك واجني == زهـرها غـضا زكـيا
يـكفيك مني أن تكوني == فـي فـمي لـحنا شجيّا

*
*

لوليتا
02-07-2008, 06:32
*
*


وهكذا تقتحم القدس




صـاح يـا عبد فرف الطيب == واستعر الكأس وضج المضجع
مـنتهى دنـياه نـهد شرس == وفـم سـمح وخـصر طـيع
بــدوي أورق الـصخر لـه == وجـرى بـالسلسبيل الـبلقع
فـإذا الـنخوة والـكبر على == تـرف الأيـام جـرح موجع
هـانت الـخيل على فرسانها == وانـطوت تلك السيوف القطع
والـخيام الـشم مالت وهوت ==وعـوت فـيها الرياح الأربع
قال يا حسناء ما شئت اطلبي ==فـكـلانا بـالـغوالي مـولع
أخـتك الـشقراء مـدت كفها == فـاكتسى مـن كل نجم إصبع
فـانتقي أكـرم مـا يهفو له == مـعصم غـض وجـيد أتـلع
وتـلاشى الـطيب من مخدعه == وتــولاه الـسبات الـممتع
والـذليل الـعبد دون الباب لا == يـغمض الطرف ولا يضطجع
والـبطولات عـلى غـربتها == فـي مـغانينا جـياع خـشع
هـكذا تـقتحم الـقدس على == غـاصبيها هـكذا تـسترجع





*
*

الساطع
02-07-2008, 18:48
*
*


اخى الساطع


انا لست بدارسة للشعر ولا البلاغة وكل معرفتى لا تتعدى دراستى الثانوية

حيث دراستى الجامعية ابعد ما يكون عن اللغة والادب

ولكننى مجرد متذوقة للشعر والكلم الجميل وشاعرنا هنا قدم نفسه بنفسه وتحدث عنها

والعبارة تشرح نفسها حسب ما اعتقد

اشتهر الشاعر ببيت المفاجاة يختم به قصائده كما سبق ذكره

مما انتقده النقاد بانه شاعر بيت وليس قصيدة

وهو هنا يبين ان القصيدة عنده متكاملة من بدايتها لنهايتها

وهو اسلوب خاص بالشاعر

وما ورد هنا على حسب ما قرأت وما ورد اثناء البحث وفى اكثر من موقع


لك الشكر


*
*

لوليتــــــا انتي متذوقه ، وليس هناك علاقه بالتخصص او الدراسه فكما تعلمين ونعلم هناك اطباء ادباء ونقاد وهناك وزراء ونواب كما هو شاعرنا .. ونحن نستعذب بحوثك ولاجل ذلك احببنا ان نسمع منك .. اشكر لك تفاعلك الرائع وجهودك الراقيه .. معلومات قيمه من لوليتــــا ،،،،،،،