المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ليس بالخبز يحيا الإنسان..!!!



شام
02-06-2008, 02:52
ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان وليس بالماء و لا بالطعام و بممارسة كافة الطقوس
اليومية التي تؤهله ليكون كائناً حياً بين الكائنات .
ف الإنسان مجموعة احتياجات تبدأ بالروحية و تنتهي بالجسدية ، يعتقد البعض أنه
طالما يأكل و يشرب وينام فهو في أرغد حياة و هو في مأمن من كل العوامل و الظروف
و يعتقد البعض من بني آدم وحواء أنهم إن امتلكوا المال فهم قادرين على شراء
كافة الاحتياجات وقد ينسون في معمعمة الحياة أن هناك الكثر ممن يملكون المال
ولكنهم لا يتمتعون بسبل الحياة ولو بكسرة خبز نتيجة مرض ألّم بهم .

ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان ... وهنا ليس قولاً حصرياً للخبز المؤلف من القمح
أو الشعير أو الحنطة بل الخبز شامل لمعاني الطعام بكل جوانبه من الرز و القمح و العدس
و غيرهم، كما ينوب الخبز عن الخضار و الفاكهة و السلع التي تشترى لحاجة جسدية
و استمرارية حياة.

وقد يتلاشى من عقول البعض المعنى الأول لغاية وجود الإنسان و استخلافه في الأرض
فاستخلافه في الأرض يعني أن يمارس طقوساً عبادية يمرّن فيها روحه و يرتقي بها
إلى سمو أخلاقي و روحي و معنوي ووجودي .
ف يتناسى شؤونه الروحية فنراه و العياذ بالله يتهاون بالصلاة و يتكاسل عن الصيام
وربما لا يؤدي الزكاة و لعله يستغني عن الحج و أداء شعائره ..

ف العبادة هي مخ الحياة وهي قلبها النابض و التواصل مع الله عز وجل يرتقي بالمخلوق
الأدمي من مرتبة مخلوق فقط ليكون عبداً طائعاً مخلصاً بعيداً عن الشرور و الآثام و السيئات
لأنه يعلم أن الله خلقه للعبادة ومن ثم لإعمار الأرض استخلفه فخلق له بقلها و قتائها و فومها و عدسها و بصلها وسخر له الأرض جميعاً ليتكاثر بذرية كذلك لتعبد الله حق عبادته و لتعمر هذه الأرض ...

إذن لابد من اشباع حاجة الروح ومن ثم اشباع حاجة الجسد ، فالجسد لا يمكنه الاستمرار
في النضال إن كان خاوياً من المعاني الروحية و التواصل مع الخالق العزيز القهار و كذلك يجب
اشباعه بالطعام و المشرب و الملبس فتلك وسائل لنُحدث بنعمةِ الله تعالى علينا و لتكن
عبادتنا خالصة لوجهه الكريم غير متشاغلين بأمور أخرى فالجائع لا يمكنه أن يؤدي صلاته
بخشوعها التام ، كذلك المتخم بالطعام و أنواع المشارب لن يتمكن من أداء صلاته كما ينبغي .
فالتوازن مطلوب بين الاحتياجات العامة للجسد و احتياجات الروح .

إن من يفكر فقط بماذا سيأكل غداً ينافي حديث النبي عليه الصلاة و السلام حينما قال :
من بات آمنا في سربه ، معافى في بدنه ، عنده قوت يومه ، فكأنما حيزت له الدنيا بأسرها " أخرجه الترمذي وابن ماجة "
صدق رسول الله ، إذن وضع لنا النبي قاعدة متوازنة لحياة الإنسان ف الأمن في البلد و الوطن
و الديار و العافية في البدن و امتلاك قوت يوم فقط فكأنما ملك الإنسان الدنيا وماعليها .

وهذا ما يناقض مثلث ماسلو الذي جاءنا بقوله :
أن حاجات الإنسان تنقسم إلى خمسة مستويات، هي الحاجات العضوية كالماء والغذاء والمأوى والتدفئة وغيرها من الاحتياجات الجسدية، ثم السلامة والأمان، الحب والانتماء، الاحترام والتقدير، وفي النهاية تأتى قمة الهرم، وهي تحقيق الذات، وهي أن تشعر بأنك قد حققت غاية أهدافك فى الحياة، وأنك قد وصلت إلى قمة ما كنت تتمناه لنفسك.

فلقد نوه ماسلو في نظريته إلى كافة احتياجات الإنسان الجسدية و عرّج قليلاً على الروحية
كالحب و التقدير و الاحترام و لكنه نسي أهم ركن و هو العبادة و الاتصال مع الله تعالى و لعلنا
نلتمس العذر لعالم غربي فهو ربما لم يكن على صلة مع الله تعالى من خلال الدين.

و الجدير بالذكر .. أننا نرى بعض المجتمعات صارت أقرب إلى نظرية ماسلو في احتياجات
الإنسان و غفلت عن أمور دينها مما مهد لنشوء غربة روحية في وسط عالم مادي
يحيا بالخبز ليموت بعد حين جيفةٍ خاوية عاشت في الدنيا و انتهت في دار القرار
بلا قيمة أو معنى .




http://koueder.googlepages.com/33516_41207921681.jpg