المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : يا أبتي ... لا تتعجل ...



محمدالمهوس
03-04-2008, 15:13
بسم الله الرحمن الرحيم
أحبتي في الله : هديتي لكم هذه الخطبة آمل أن تنال اعجابكم فتخصوني بدعوة خالصة ...
الخطبة الأولى :
إنَّ الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلّ له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} [آل عمران:102].
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَتَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} [النساء:1].
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا} [الأحزاب:70، 71].أما بعد :
فإن خير الكلام كلام الله وخير الهدي هدي نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة .
أيها الناس / من منا – عباد الله – من لايحمل هموماً كثيرة، وغموماً متوالية، ومشاكل عديدة , قد تخرجه أحياناً من طوره و تحجبه عن السير في الإتجاه الصحيح. ومن المشاكل المنتشرة في هذا الزمن المشاكل الأسرية والتي لا يكاد يسلم منها بيت من البيوت ، بل أصبحت تلك المشاكل الأسرية ظاهرة في المجتمع المسلم اليوم , ونتج عن ذلك الكم الهائل والمتزايد من النساء المطلقات بل حتى العانسات رفضن الزواج بحجة طلب السلامة من المشاكل الأسرية .
فلماذا ياعباد الله لا نتعاون معاً في إنهاء هذه المعضلة التي نزلت بمجتمعنا ، ونرفع سوياً المعاناة التي ألمت بتلك الأسر وكل في مجاله وعلى حسب استطاعته (( وتعاونوا على البرِّ والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان ))
وقبل أن نبدأ في الكلام عن هذه القضية ننطلق إلى بيت النبوة، لنرى حال ذلك البيت عند وقوع مشكلة أسرية وكيف التعامل معها في موقفين مختلفين :
فالموقف الأول ترويه لنا أم المؤمنين ميمونة رضي الله عنها تقول: خرج رسول الله ذات ليلة من عندي، فأغلقت دونه الباب، فجاء يستفتح الباب فأبيت أن أفتح له، فقال: ((أقسمت إلا فتحته(( فقلت له: تذهب لأزواجك في ليلتي هذه، قال: ((ما فعلت ولكن وجدت حقناً من بول))
الله أكبر – عباد الله - نبي هذه الأمة عليه الصلاة وقائدها ومعلمها يخرج لحاجته فيغلق دونه الباب، في الليل المظلم ويستفتح الباب فترفض زوجته.. فيقسم عليها أن تفتح له الباب، ويوضح لها ويشرح لها بكلمات حانية رقيقة لماذا ذهب؟! عندها ترضى أم المؤمنين رضي الله عنها. وتفتح له الباب وينتهي الأمر!! ولم يكن لينتهي لولا سعة حلمه، ونبل صفاته !!
أما الموقف الثاني: فهو موقف يقع أحياناً بين الضرات، فكيف حال الزوج، حين يقع بينهن أمر يكدر الخاطر، وكيف يتصرف حين تشتد الأمور وتظهر علامات القطيعة؟
روى النسائي عن أم سلمة رضي الله عنها: ( أنها أتت بطعام في صفحة لها إلى رسول الله وأصحابه فجاءت عائشة متزرة بكساء ومعها فهر - حجر - ففلقت به الصفحة، فجمع النبي بين فلقتي الصفحة ويقول : ((كلو، غارت أمكم (( مرتين، ثم أخذ رسول الله صفحة عائشة فبعث بها إلى أم سلمة، وأعطى صفحة أم سلمة عائشة ) وهكذا أنهى النبي المشكلة بتصرف حكيم!.
نعم عباد الله : أنه الحلم والصفح و الإحسان الذي قال الله عنه:
الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ آل عمران:134 فهذه منازل تجعل المؤمن يتنازل عن حقوق له ويعفو عمن أساء إليه، لتدوم المحبة وتبقى الألفة. بل وتحسن إلى من أساء إليك، وهذا يتحقق لمن منحه الله عز وجل مرتبة عالية في حسن المعاملة وطيب المنبت وحسن العشرة .
عباد الله / أطرق على مسامعكم بعض الحلول لهذه الظاهرة ( ظاهرة الطلاق المنتشرة اليوم فمن ذلك:
*عدم العجلة في الأمر : فإن العجلة مذمومة في كل شيء إلا في عمل الخير، وأراك ذلك الرجل الفطن الذي تدقق وتراجع، وتقدم وتؤخر في شراء سيارة مثلاً، وما أنت فيه اليوم أولى وأحق بذلك، ثم إن التأخير لا يضرك شيئاً، وإن لم ينفعك فلن تندم بإذن الله، كم من رجل ندم على العجلة والطيش ولم يندم على الـتأخير مطلقاً، والقرار بيدك اليوم أو غداً فلم العجلة؟
* ومن الحلول :إرجاع الأمور إلى أهلها واستشارتهم فهذا عادة عقلاء الناس ، فأنت تستشير في شراء قطعة أرض أصحاب العقار والمهتمين بذلك، فمن باب أولى أن تقصد طلبة العلم والعلماء وتشرح لهم ما أنت فيه، فإن الحق ضالة المؤمن. وأنت بإخوانك عزيز الرأي ثاقب الفكر.
* ومن الحلول :أن ما نزل بك من الهموم والغموم والمشاكل إنما هو من أنواع الابتلاءات التي يجب الصبر عليها واحتساب الأجر فيها، قال ((ما يصيب المؤمن من وصب ولا نصب ولا هم ولا حزن ولا غم ولا أذى حتى الشوكة، يشاكها إلا كفّر الله بها من خطاياه )) متفق عليه
و قال : ((ما من مسلم تصيبه مصيبة فيقول أمر الله: إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مصيبتي وأخلف لي خيراً منها، إلا أخلف لله خيراً منها ((رواه مسلم
* ومن الحلول : تطهير القلب من الحقد والكراهية: فإن هذه الأمور تجعل على عينيك غشاوة تجعل فكرك مشلولاً، والشيطان يفرح بذلك النصيب منك، فاحذر أن تبني مصير حياة زوجية على حقد أو كراهية أو انتصار للنفس، والنبي يقول: (( استوصوا بالنساء خيراً .... الحديث )) رواه البخاري
* ومن الحلول : العدل بالقول والفعل كما قال الله تعالى: وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُواْ الأنعام:152 وقال في شأن الأعداء والخصماء: وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى [المائدة:8]. ومن العدل ذكر حسنات الزوجة طوال الشهور والسنوات التي مضت، و تصيد الهفوات والزلات ليس من ديدن وطريقة كرام القوم، وأراك تصفح عن زميلك وصاحبك في زلات كثيرة، فما بالك اليوم تجانب المسامحة والصفح في أمر من قال الله عنها :
وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ [النساء:36]. وقال تعالى: وَلاَ تَنسَوُاْ الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ البقرة:237
* ومن الحلول : عدم نسيان فضل وجود الزوجة و بقاؤها مع محاولة إصلاحها، لما فيه من إعفاف للبصر، والسمع والفرج، وحمايتك وحمايتها من نزعات الشيطان. والإنسان ضعيف يتصدى للفتن بما أحل الله عز وجل وشرع.
* ومن الحلول : عدم نسيان الأولاد ومعاناتهم نتيجة سرعة إتخاذك للقرار، وقد تحرمهم حنان الأم أو حنان الأب، واعلم أن جزءاً من سعادتك هي رؤية صغارك من حولك، وأنت الآن على مفترق طرق فلا تتعجل الأمر، وإن كان عليك مشقة في البقاء مع الزوجة، إلا أن رجاء صلاح صغارك يجعلك تتحمل ذلك، فكم تحملت من التعب والحزن لأجلهم.
* ومن الحلول : البعد كل البعد عن الكبر والتسلط والانتصار للنفس، فإن النبي كان رأس المتواضعين وهو أشرف الخلق. وتجنب إيقاع الطلاق بدون سبب شرعي، ولا يكن فعلك حال الطلاق أو بعده الرغبة في الانتقام بإيذاء المسلمة أو أهلها فإن هذا من الظلم.
* ومن الحلول : قراءة وتأمل سير رجال كرام كان لهم أدوار عظيمة في قيام الأمة من الصحابة والتابعين وكيف هو حالهم مع زوجاتهم، بل واقرأ النماذج الحية من حال النبي مع زوجاته!.
* ومن الحلول : التوجه إلى الله عز وجل بالدعاء والاستغفار والصدقة لعل الله أن يصلح ما فسد وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً الطلاق:2
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم .............



الخطبة الثانية
الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيماً لشأنه، وأشهد أن نبينا محمداً عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وإخوانه، وسلم تسليماً كثيراً.
أما بعد : عباد الله / فمن الحلول في الحد من ظاهرة الطلاق المنتشرة اليوم في مجتمعاتنا : إدراك اختلاف الطبائع والعادات والرغبات الشخصية والمستويات الفكرية بين الزوجين، فكل منهم عاش وتربى في منزل وفي بيئة أسرية مختلفة سنين طويلة طبّعته فيها الأسرة بعاداتها وطبائعها، وأنت الآن تريد أن تغير ما كان في لحظات، ولهذا لا بد من التنازل عن بعض الحقوق والتغاضي عن الهفوات، وغالباً تنشأ المودة والمحبة بعد حين من الزمن، وتقوى بعد إنجاب الأبناء ومعرفة طباع كل زوج لزوجه. وليس من شروط الزواج الناجح أن تتوافق جميع الرغبات، وتتطابق الأفكار.
* ومن الحلول :عدم تناسي أو إغفال تلك الأعمال الجليلة والخدمات الكثيرة تقدمها لك الزوجة ومنها: إعفافك وصيانة حاجاتك النفسية والعاطفية، وتقديم أكلك وشربك، ونظافة ملبسك، وتربية أبنائك، والنبي يقول: ((لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقاً رضي منها آخر - أو قال - غيره ((رواه مسلم.
فقد يجد الرجل زوجة؛ لكنها صعبة المراس فيعجبه دينها وعفافها، وآخر قد يجد بعض الصفات وتنقص أخرى، وهكذا أنت أيضاً توجد فيك بعض الصفات وتنقصك أخرى، فلا تنشد الكمال في غيرك دون النظر إلى حالك. وتأمل في حديث النبي وحسن التشبيه ((المرأة كالضلع إن أقمتها كسرتها، وإلا استمتعت بها وفيها عوج)) متفق عليه.
وجاء رجل إلى عمر بن الخطاب يشكو خلق امراته، فوقف ببابه ينتظر خروجه، فسمع امرأته تستطيل عليه بلسانها وهو ساكت يحير جواباً، فانصرف الرجل قائلاً: إذا كان هذا أمير المؤمنين مع زوجته فكيف حالي؟ فخرج عمر فرآه مولياً. فقال: يا هذا ما حاجتك؟ فقص عليه الرجل ما كان، فقال له عمر ناصحاً: ( يا هذا، إني أحتملها لحقوق لها عليّ إنها طباخة لطعامي، خبازة لخبزي، مرضعة لولدي، وسكن بها قلبي عن الحرام )، فقال الرجل: وكذلك زوجتي يا أمير المؤمنين، فقال عمر رضي الله عنه: ( إذاً فاحتملها ). ولهذا فإن عدم المواجهة، أحياناً تكون من الفطنة والنباهة وليس في ذلك أدنى نقص.
أخيراً أخي المسلم :لا تظن أن بيوت غيرك خالية من الخلافات الزوجية، ولو سلم أحد من ذلك لسلم بيت النبوة، وكما قيل: ( البيوت معمورة والأحوال مستورة )، ولكنهم صبروا وعفوا وشاوروا، فسارت ركابهم ونمت دوحتهم، وأنت انتقدت وخاصمت فوقف بك المسير، ووصلت إلى هذا القرار، فهلا تأملت ووازنت بين الحسنات والسيئات.
وفقك الله لما يحب ويرضى وأعانك، وجعل حياتك حياة طيبة آمنة، ورزقك الذرية الصالحة التي تقر بها عينك في الدنيا والآخرة.
هذا وصلوا على خير البرية ورسول البشرية نبينا محمد كما أمركم الله بذلك حيث بدأ فيه بنفسه، وثنى بملائكته المسبحة بقدسه، وثلث بكم أيها المؤمنون من جنه وإنسه، فقال قولاً كريماً: ((إِنَّ ٱللَّهَ وَمَلَـٰئِكَـتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى ٱلنَّبِىّ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلّمُواْ تَسْلِيماً)) [الأحزاب:56].
اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك محمد....

وفقكم الله
******** ملف الخطبة أسفل الصفحة

ريم شمر
04-04-2008, 06:14
خطبه قيمه فعلا تحتوى على توجيهات تهم الاسره المسلمه


لك الشكر وجزاك الله خيرا اخي الكريم

شام
04-04-2008, 17:41
جزاك الله خيراً

أخي الفاضل

و خطبة رائعة يحتاجها كل بيت و كل أسرة

بارك الله بك و حفظك و رعاك