فواز الغسلان
02-03-2008, 15:55
(( جوهرة التويجري التي ابكت الشيخ ابن باز ))
مااجمل الشعر اذا كان من فصيح عاقل يعرف مايقول ويدفعه لذلك لهيب في جوفه سواء كان
من عشق او من غيره والهموم كثيره00
في عام 1409للهجره وعندما كنت ادرس في الجامعه ذلك الوقت فقد كنت منشدا رائعا واحفظ
الكثير من الشعر الفصيح بل كنت ابحث دائما عن المزيد من الاشعار الجميله والرائعه لكي ارفع
بها صوتي مترنما عند زملائي الطلاب 00 كانت الاشعار الحديثه ليست ذات اهتمام كبير لدي
بسبب ضعفها مقارنة بالاشعار التي قيلت في صدر الاسلام00
ولكنها انكسرت هذه القاعده في فكري عندما خرج الدكتور احمد بن عثمان التويجري محلقا كالصقر
بين يدي سماحة الشيخ عبدالعزيز ابن باز رحمه الله في درسه الاسبوعي بجامع الامام تركي في الرياض
لتهطل مزون الشعر الرائع والمغلف بغلاف الحميه الدينيه والغيره العربيه ليبدأ هطوله قائلا:
دم المـصـلـيـن فـي المحراب يـنـهـمـر=والمـسـتـغـيـثـون لا رجـع و لا أثـر
و القدس في قـيــدها حـسـناء قد سُلبت=عيونها في عذاب الصمـت تـنـتـظـر
تُـسـائـل الـلـيـل والأفــلاك مـافـعـلـت=جـحـافل الحـق لـما جـاءهـا الـخـبـر
لتنتعش النفوس بعبق الشعر الاصيل الذي قل في وقتنا الحاضر00
يالها من ذكريات جميله000 كانت الاذان صاغيه والقلوب متعطشه والاجواء الايمانيه تفوح
عطورها في ذلك الجامع الكبير لتصمت النفوس بكل شوق لباقي هذا الكلام الذي يسيل منه
الايمان وتفوح منه العزه والشهامه والكرامه ليقول:
هل جُهزت في حـيـاض الـنـيـل ألـويـةٌ=هل في الحجاز و نجد جـلجـل الغـيـر
هـل قـام بـلـيـون مـهـدي لـنـصـرتها=هل صامت الناس؟هل أودى بها الضجر؟
هل أجـهـشـت فـي بـيـوت الـلـه عـاكـفـة= كل الـقـبـائـل و الأحـيـاء و الأسـر؟
تُـسـائـل الـقــدس هــذا الـلــيــل حـائـرةٌ=و نـحـن بـالـقـولـة الـنـكراء نـعـتـذر
وما ان بلغ هذه الابيات حتى انهمرت دموع سماحة الشيخ ابن باز000
ليتوقف الشاعر الذي حاول جاهدا حبس دموعه ليكمل قصيدته الغراء00
بعد لحظة صمت قال سماحة الشيخ أعد أعد من البدايه00 ليعيدها الدكتور الشاعر
مرة ثانيه لما يحتويه هذا المطلع من تسائل ملؤه الحزن المسيطر على قلوب الاوفياء ليقول:
يالـيــت شـعــري أضاعت كل عزتـنـا=حـتـى اسـتـبـاح حـمـانـا جـهـرة قــذر
أين الـمـنـادون بالـتحرير و يحـهـمــوا=أيـن الصـمـود و أيـن السهل و الـوعـر
أيــن الـمـرابـون فـي أسـواق أمـتـــنـا=في كل صـقـع لـهـم لـلـخــزي مـؤتـمــر
سـيـوفـهــم فـي سـبـيـل الـحـق مـغـمـدة=و فـي سبـيـل الـخـنـا ياويحـهـم حـمـر
لله درك من شاعر تفوح الاصالة والنخوه من ثنايا قصيدته التي اشتهرت في ذلك الوقت شهرة
ليس لها نظير00 ليعود الشاعر فيطرق قضايا هامه بنوع من الاستفسار اليائس لكي تعود دموع
الشيخ مرة اخرى عندما قال:
سلوا الـمــلايـيــن مــن أبناء امـتـنا= كم ذُبحـوا و بأيـدي خـائـنٍ نُحـرو
سلوا حـمـاة سلوا لـبـنـان ما برحت=دمـاؤنـا فـي ثـراهـا بـعـد تـسـتـعـر
يا أمـة الـحـق إن الجرح مـتـسـع =فهل تُـرى من نزيـف الجرح نـعـتـبـر
قـومـيـةٌ كـم نـبـحـنـا في مقاطعها=حتى انـتـنـت فاشتكت من قبحها مـضـر
شعبية كم نـعـقـنـا بـاسـمـهـا زمـنـاً=بها اقـتـتـلـنـا فـمـا نـبـقـي و ما نـذر
غربـيـة كـم سُـقـيـنـا مـن مـشـاربـها=سـمّـاً زعـافـاً به الطـغـيـان يخـتـمـر
شرقـيـةٌ كـم جـرعـنـا من مـصـائـبـها=و جـه قـبـيـح للاستـعـمار مـسـتـتـر
مااجمل الشرف في القول والعمل والعزه في المواقف عندما تساندها نفس سارت فعلا
على النهج التي تدعوا اليه وتنادي فيه00 وكأن الشاعر في استفهاماته يشير لقول الشاعر:
رب وامعتصماه انطلقت=ملؤ افواه الصبايا اليتم
لامست اسماعهم لكنها=لم تلامس نخوة المعتصم
ثم يشرع في ذكر الفخر الحقيقي لهذه الامه في ابيات اقشعر لها جسدي عندما سمعتها
حتى انني لااستطيع الان ان اوفيها حقها من الوصف الذي تعدى الخيال00 كيف لا وهو
وصف يفتخر فيه برموز الامه واقمارها الحقيقيه فيقول:
على أساس الهـدى كانـت مدائـنـنـا=وفي سبـيـل العلا لـم يُـثـنـنـا سـفر
لم نـفـتـخــر أبـداً بالـطـيـن أبـنـيـة= كلا و لكـنـنـا بـالـعـدل نـفــتـخـر
إذا تـطـــاول بـالأهــرام مــنــهــزم=فـنـحـن أهرامـنـا سلمان أو عـمـر
اهـرامــنــا شـادهـا طــه دعـائــمـه=وحـي مـن الله لا طـيـن و لا حجـر
أهـرامـنــا فـي ذرى الأخـلاق شامخة=هي السماحة و هي المجد و الظفر
أهـرامـنـا في ربى الـتـوحـيــد راسخة=غـيـث النبوة يـسقـيـهـا فـتـزدهـر
نعم هذا هو الفخر الحقيقي لهذه الائمه 00 انه الاسلام دين العداله والحب والسماحه والتواضع
فمهما ابتغينا العزة في غيره اذلنا الله00
انها من أقوى ما كتب من الأبيات الشعرية المعبرة عن المأساة التي تعيشها أمتنا الاسلامية ,
خاصة أنها أجادت في التعبير والإيضاح للحل الحقيقي لهذه المآسي التي لا زالت الأمة تكتوي
بنارها الشديدة حالياً يوماً بعد يوم ولذلك سوف اترككم مع القصيده كامله لتروي ظمأ نفوسكم
ولعدم مقدرتي على التعليق فأنا اصغر من ان اعلق على هذه الشامخه لشاعرن شامخ وبحضور
امام شامخ ولذلك ليس لنفسي الصغيره الاستمرار بجانب شموخ هؤلاء000000
دم المـصـلـيـن فـي المحراب يـنـهـمـر=والمـسـتـغـيـثـون لا رجـع و لا أثـر
و القدس في قـيــدها حـسـناء قد سُلبت=عيونها في عذاب الصمـت تـنـتـظـر
تُـسـائـل الـلـيـل والأفــلاك مـافـعـلـت=جـحـافل الحـق لـما جـاءهـا الـخـبـر
هل جُهزت في حـيـاض الـنـيـل ألـويـةٌ=هل في الحجاز و نجد جـلـجـل الغـيـر
هل قام بـلـيـون مـهـدي لـنـصـرتها=هل صامت الناس؟هل أودى بها الضجر؟
هل أجـهـشـت فـي بـيـوت الـلـه عـاكـفـة= كل الـقـبـائل و الأحـيـاء و الأسر؟
تُـسـائـل الـقــدس هــذا الـلــيــل حـائـرةٌ=و نـحـن بـالـقـولـة الـنـكراء نعـتـذر
سلوا الـمــلايـيــن مــن أبناء امـتـنا= كم ذُبحـوا و بأيـدي خـائـنٍ نُحروا
سلوا حـمـاة سلوا لـبـنـان ما برحت=دماؤنا في ثـراهـا بـعـد تـسـتـعـر
يا أمـة الـحـق إن الجرح مـتـسـع =فهل تُـرى من نزيـف الجرح نـعـتـبـر
قـومـيـةٌ كـم نـبـحـنـا في مقاطعها=حتى انـتـنـت فاشتكت من قبحها مـضـر
شعبية كم نـعـقـنـا بـاسـمـهـا زمـنـاً=بها اقـتـتـلـنـا فـمـا نـبـقـي و ما نـذر
غربـيـة كـم سُـقـيـنـا مـن مـشـاربها=سمّاً زعافاً به الطـغـيـان يخـتـمـر
شرقـيـةٌ كـم جـرعـنـا من مصائبها=و جـه قـبـيـح للاستعمار مـسـتـتـر
يا أمـة الـحـق مـاذا بـعـدُ قد نـفـدت=كل الـدعـاوي و كلت دونها الفِكرُ
مـاذا سـوى عـودة لـلــه صادقـةٌ=عـســى تُـبـدل هـذا الحال و الصور
عـسـى يـعـود لما ماضٍ به ازدهرت=كل الدُنا و اهـتـدى من نوره البشر
على أساس الهدى كانت مدائـنـنـا=وفي سبـيـل العلا لم يُـثـنـنـا سفر
لم نـفـتـخــر أبـداً بالـطـيـن أبـنـيـة= كلا و لكـنـنـا بالـعـدل نـفـتـخـر
إذا تـطـــاول بـالأهــرام مــنــهــزم=فـنـحـن أهرامـنـا سلمان أو عمر
اهـرامــنــا شـادهـا طــه دعـائــمـه=وحـي مـن الله لا طـيـن و لا حجـر
أهـرامـنــا فـي ذرى الأخـلاق شامخة=هي السماحة و هي المجد و الظفر
أهـرامـنـا في ربى الـتـوحـيــد راسخة=غـيـث النبوة يـسقـيـهـا فـتـزدهـر
يا أمة الحق ماذا بعدُ هل قُتلت= فينا المروءات و استشرى بنا الخور
أما لنا بـعـد هـذا الذل مـعـتـصـمٌ=يجيب صرخة مظلوم و ينتصر
أما لنا من صلاح الديـن يُـعـتـقـنـا=فقد تكالب في استعبادنا الغجر
يا أمـة الحـق إنا رغم محـنـتـنـا=إيـمـانـنـا ثابـت بالله نصطـبـر
فـقـد يلـيـن زمانٌ بـعـد قـسـوتـه=و قـد تـعـود إلى أوراقها الشجرُ
مااجمل الشعر اذا كان من فصيح عاقل يعرف مايقول ويدفعه لذلك لهيب في جوفه سواء كان
من عشق او من غيره والهموم كثيره00
في عام 1409للهجره وعندما كنت ادرس في الجامعه ذلك الوقت فقد كنت منشدا رائعا واحفظ
الكثير من الشعر الفصيح بل كنت ابحث دائما عن المزيد من الاشعار الجميله والرائعه لكي ارفع
بها صوتي مترنما عند زملائي الطلاب 00 كانت الاشعار الحديثه ليست ذات اهتمام كبير لدي
بسبب ضعفها مقارنة بالاشعار التي قيلت في صدر الاسلام00
ولكنها انكسرت هذه القاعده في فكري عندما خرج الدكتور احمد بن عثمان التويجري محلقا كالصقر
بين يدي سماحة الشيخ عبدالعزيز ابن باز رحمه الله في درسه الاسبوعي بجامع الامام تركي في الرياض
لتهطل مزون الشعر الرائع والمغلف بغلاف الحميه الدينيه والغيره العربيه ليبدأ هطوله قائلا:
دم المـصـلـيـن فـي المحراب يـنـهـمـر=والمـسـتـغـيـثـون لا رجـع و لا أثـر
و القدس في قـيــدها حـسـناء قد سُلبت=عيونها في عذاب الصمـت تـنـتـظـر
تُـسـائـل الـلـيـل والأفــلاك مـافـعـلـت=جـحـافل الحـق لـما جـاءهـا الـخـبـر
لتنتعش النفوس بعبق الشعر الاصيل الذي قل في وقتنا الحاضر00
يالها من ذكريات جميله000 كانت الاذان صاغيه والقلوب متعطشه والاجواء الايمانيه تفوح
عطورها في ذلك الجامع الكبير لتصمت النفوس بكل شوق لباقي هذا الكلام الذي يسيل منه
الايمان وتفوح منه العزه والشهامه والكرامه ليقول:
هل جُهزت في حـيـاض الـنـيـل ألـويـةٌ=هل في الحجاز و نجد جـلجـل الغـيـر
هـل قـام بـلـيـون مـهـدي لـنـصـرتها=هل صامت الناس؟هل أودى بها الضجر؟
هل أجـهـشـت فـي بـيـوت الـلـه عـاكـفـة= كل الـقـبـائـل و الأحـيـاء و الأسـر؟
تُـسـائـل الـقــدس هــذا الـلــيــل حـائـرةٌ=و نـحـن بـالـقـولـة الـنـكراء نـعـتـذر
وما ان بلغ هذه الابيات حتى انهمرت دموع سماحة الشيخ ابن باز000
ليتوقف الشاعر الذي حاول جاهدا حبس دموعه ليكمل قصيدته الغراء00
بعد لحظة صمت قال سماحة الشيخ أعد أعد من البدايه00 ليعيدها الدكتور الشاعر
مرة ثانيه لما يحتويه هذا المطلع من تسائل ملؤه الحزن المسيطر على قلوب الاوفياء ليقول:
يالـيــت شـعــري أضاعت كل عزتـنـا=حـتـى اسـتـبـاح حـمـانـا جـهـرة قــذر
أين الـمـنـادون بالـتحرير و يحـهـمــوا=أيـن الصـمـود و أيـن السهل و الـوعـر
أيــن الـمـرابـون فـي أسـواق أمـتـــنـا=في كل صـقـع لـهـم لـلـخــزي مـؤتـمــر
سـيـوفـهــم فـي سـبـيـل الـحـق مـغـمـدة=و فـي سبـيـل الـخـنـا ياويحـهـم حـمـر
لله درك من شاعر تفوح الاصالة والنخوه من ثنايا قصيدته التي اشتهرت في ذلك الوقت شهرة
ليس لها نظير00 ليعود الشاعر فيطرق قضايا هامه بنوع من الاستفسار اليائس لكي تعود دموع
الشيخ مرة اخرى عندما قال:
سلوا الـمــلايـيــن مــن أبناء امـتـنا= كم ذُبحـوا و بأيـدي خـائـنٍ نُحـرو
سلوا حـمـاة سلوا لـبـنـان ما برحت=دمـاؤنـا فـي ثـراهـا بـعـد تـسـتـعـر
يا أمـة الـحـق إن الجرح مـتـسـع =فهل تُـرى من نزيـف الجرح نـعـتـبـر
قـومـيـةٌ كـم نـبـحـنـا في مقاطعها=حتى انـتـنـت فاشتكت من قبحها مـضـر
شعبية كم نـعـقـنـا بـاسـمـهـا زمـنـاً=بها اقـتـتـلـنـا فـمـا نـبـقـي و ما نـذر
غربـيـة كـم سُـقـيـنـا مـن مـشـاربـها=سـمّـاً زعـافـاً به الطـغـيـان يخـتـمـر
شرقـيـةٌ كـم جـرعـنـا من مـصـائـبـها=و جـه قـبـيـح للاستـعـمار مـسـتـتـر
مااجمل الشرف في القول والعمل والعزه في المواقف عندما تساندها نفس سارت فعلا
على النهج التي تدعوا اليه وتنادي فيه00 وكأن الشاعر في استفهاماته يشير لقول الشاعر:
رب وامعتصماه انطلقت=ملؤ افواه الصبايا اليتم
لامست اسماعهم لكنها=لم تلامس نخوة المعتصم
ثم يشرع في ذكر الفخر الحقيقي لهذه الامه في ابيات اقشعر لها جسدي عندما سمعتها
حتى انني لااستطيع الان ان اوفيها حقها من الوصف الذي تعدى الخيال00 كيف لا وهو
وصف يفتخر فيه برموز الامه واقمارها الحقيقيه فيقول:
على أساس الهـدى كانـت مدائـنـنـا=وفي سبـيـل العلا لـم يُـثـنـنـا سـفر
لم نـفـتـخــر أبـداً بالـطـيـن أبـنـيـة= كلا و لكـنـنـا بـالـعـدل نـفــتـخـر
إذا تـطـــاول بـالأهــرام مــنــهــزم=فـنـحـن أهرامـنـا سلمان أو عـمـر
اهـرامــنــا شـادهـا طــه دعـائــمـه=وحـي مـن الله لا طـيـن و لا حجـر
أهـرامـنــا فـي ذرى الأخـلاق شامخة=هي السماحة و هي المجد و الظفر
أهـرامـنـا في ربى الـتـوحـيــد راسخة=غـيـث النبوة يـسقـيـهـا فـتـزدهـر
نعم هذا هو الفخر الحقيقي لهذه الائمه 00 انه الاسلام دين العداله والحب والسماحه والتواضع
فمهما ابتغينا العزة في غيره اذلنا الله00
انها من أقوى ما كتب من الأبيات الشعرية المعبرة عن المأساة التي تعيشها أمتنا الاسلامية ,
خاصة أنها أجادت في التعبير والإيضاح للحل الحقيقي لهذه المآسي التي لا زالت الأمة تكتوي
بنارها الشديدة حالياً يوماً بعد يوم ولذلك سوف اترككم مع القصيده كامله لتروي ظمأ نفوسكم
ولعدم مقدرتي على التعليق فأنا اصغر من ان اعلق على هذه الشامخه لشاعرن شامخ وبحضور
امام شامخ ولذلك ليس لنفسي الصغيره الاستمرار بجانب شموخ هؤلاء000000
دم المـصـلـيـن فـي المحراب يـنـهـمـر=والمـسـتـغـيـثـون لا رجـع و لا أثـر
و القدس في قـيــدها حـسـناء قد سُلبت=عيونها في عذاب الصمـت تـنـتـظـر
تُـسـائـل الـلـيـل والأفــلاك مـافـعـلـت=جـحـافل الحـق لـما جـاءهـا الـخـبـر
هل جُهزت في حـيـاض الـنـيـل ألـويـةٌ=هل في الحجاز و نجد جـلـجـل الغـيـر
هل قام بـلـيـون مـهـدي لـنـصـرتها=هل صامت الناس؟هل أودى بها الضجر؟
هل أجـهـشـت فـي بـيـوت الـلـه عـاكـفـة= كل الـقـبـائل و الأحـيـاء و الأسر؟
تُـسـائـل الـقــدس هــذا الـلــيــل حـائـرةٌ=و نـحـن بـالـقـولـة الـنـكراء نعـتـذر
سلوا الـمــلايـيــن مــن أبناء امـتـنا= كم ذُبحـوا و بأيـدي خـائـنٍ نُحروا
سلوا حـمـاة سلوا لـبـنـان ما برحت=دماؤنا في ثـراهـا بـعـد تـسـتـعـر
يا أمـة الـحـق إن الجرح مـتـسـع =فهل تُـرى من نزيـف الجرح نـعـتـبـر
قـومـيـةٌ كـم نـبـحـنـا في مقاطعها=حتى انـتـنـت فاشتكت من قبحها مـضـر
شعبية كم نـعـقـنـا بـاسـمـهـا زمـنـاً=بها اقـتـتـلـنـا فـمـا نـبـقـي و ما نـذر
غربـيـة كـم سُـقـيـنـا مـن مـشـاربها=سمّاً زعافاً به الطـغـيـان يخـتـمـر
شرقـيـةٌ كـم جـرعـنـا من مصائبها=و جـه قـبـيـح للاستعمار مـسـتـتـر
يا أمـة الـحـق مـاذا بـعـدُ قد نـفـدت=كل الـدعـاوي و كلت دونها الفِكرُ
مـاذا سـوى عـودة لـلــه صادقـةٌ=عـســى تُـبـدل هـذا الحال و الصور
عـسـى يـعـود لما ماضٍ به ازدهرت=كل الدُنا و اهـتـدى من نوره البشر
على أساس الهدى كانت مدائـنـنـا=وفي سبـيـل العلا لم يُـثـنـنـا سفر
لم نـفـتـخــر أبـداً بالـطـيـن أبـنـيـة= كلا و لكـنـنـا بالـعـدل نـفـتـخـر
إذا تـطـــاول بـالأهــرام مــنــهــزم=فـنـحـن أهرامـنـا سلمان أو عمر
اهـرامــنــا شـادهـا طــه دعـائــمـه=وحـي مـن الله لا طـيـن و لا حجـر
أهـرامـنــا فـي ذرى الأخـلاق شامخة=هي السماحة و هي المجد و الظفر
أهـرامـنـا في ربى الـتـوحـيــد راسخة=غـيـث النبوة يـسقـيـهـا فـتـزدهـر
يا أمة الحق ماذا بعدُ هل قُتلت= فينا المروءات و استشرى بنا الخور
أما لنا بـعـد هـذا الذل مـعـتـصـمٌ=يجيب صرخة مظلوم و ينتصر
أما لنا من صلاح الديـن يُـعـتـقـنـا=فقد تكالب في استعبادنا الغجر
يا أمـة الحـق إنا رغم محـنـتـنـا=إيـمـانـنـا ثابـت بالله نصطـبـر
فـقـد يلـيـن زمانٌ بـعـد قـسـوتـه=و قـد تـعـود إلى أوراقها الشجرُ