المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لا أحب سماع الاغاني ولكن لا أمانع من الاستماع عليها



المهاجر
26-05-2002, 17:32
أخي الشيخ / عبد الله الواكد :

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لعّلك أخي عندما قرأت عنوان مشاركتي تساءلت وأنشدت هذا البيت:

كأننا والماء من حولنا *** قومُ جلوسُ حولهم ماء

-----------

ولكن الامر ليس كذلك ، فما قلت هو ما يحصل لي

أنا لا ابحث عن الاغاني وحتى في خلوتي لا استخدمها . فقط لا ارغب بسماعها هكذا ارى الأمر ( وأحيانا احاول اخبر ذاتي بانا حرام ولا ارغب الاستماع عليها .لكي احصل من المولى جل شأنه على ثواب)

ولكن حقيقه الامر انني لا أمانع بالاستماع لها إذا حضرت لدى أحد وكان يستمع لها .. ما عدا طلبي منه بأن يخفض صوتها قدر الامكان.


سوالي لفضيلتكم :

هل عقد النيّه في ما ذكرت اثاب عليه أم غير ذلك ؟

أخوك المهاجر

الشيخ/عبدالله الواكد
27-05-2002, 00:23
الأخ الفاضل المهاجر حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد

كل ما يسأل عنه الإنسان فهو من ناحية الدين والعقل والمنطق أمر مقبول لأن الإنسان عادة لا يسأل إلا لحصول العلم بالشيء ورفع الجهالة ولذلك قال الله عز وجل ( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون ) وقال صلى الله عليه وسلم ( إنما شفاء العي السؤال ) والعي هو الجاهل بالشيء ، وكونك ياأخي لا تبحث عن الأغاني ولا تستمع اليها هذا إذا كنت لوحدك هذا أمر تشك وتؤجر عليه لأنك حبست نفسك من رغائبها المحرمة ولا شك أن حبس النفس عن المعاصي أفضل من حبسها في الطاعات ، وطالما أن الإنسان يؤجر على فعل الطاعات ، فمن باب أولى أن يؤجر على هجر المعاصي وحبس النفس عنها ، والسمع وعاء يسمع فيه الخير والشر ، يسمع فيه القرآن ويسمع فيه الأغاني ، فلو سألنا شخصا لديه إناء واحد في بيته يشرب به الماء واللبن وغير ذلك ، فهل يمكن لهذا الشخص أن يضع فيه مستقذرات أو ينقل فيه أوساخ ونجاسات وهو يستخدمه للشرب ، أبدا ، فكيف بنا ندنس أسماعنا التي يمر من خلالها سماع القرآن والخير والذكر ، بأن نأذ للأغاني المحرمة أن تمر معها ، والإنسان مسئول عن جوارحه ، عن سمعه وبصره وفرجه وأطرافه ،
قال تعالى ( إن السمع والبصر والفؤاد كل أولائك كان عنه مسئولا )
فالمسلم ليس المطلوب منه أن يعلم فقط ، ولكن أن ينتهي إلى ما علم ، فرحم الله امرءا إنتهى الى ما سمع ، وما أجمل قول الشاعر

إن الرواة على جهل لما حملوا
مثل الجمال على أكتافها الودع

للودع ينفعه حمل الجمال له
ولا الجمال بحمل الودع تنتفع

فما الفائدة أن أعلم الحكم بالشي ولا يكون لي دور فعال في توجيه الآخرين ، وإذا كنت تأتي لأحدالأصدقاء وهو يستمع الأغاني ، فاحمل في جيبك شريط قرآن لأحد القراء ، أصحاب الاصوات المؤثرة ، وآخر لأحد المحاضرين المفوهين ، وإذا وصلت عند صديقك مثلا ، ووجدت المسجل شغال أغاني ، قل له بطريقة مؤدبة لبقة ، معي شريط أبيك تعطيني رأيك في صوت صاحبه ، ثم تسمعه الآيات وحبذا لو كانت آيات مؤثرة تتحدث عن الجنة والنار ، فهو يستمع اليه ليعطيك رأيه في صوته ولكنه في نفس الوقت يستمع فلا بد أن يتأثر ، أو تقول أريد أن أسمعك كلام هذا الشيخ وتعطينن رأيك فيه وهكذا أنت أصبحت داعية وأنت لا تشعر، فهكذا يكون الانسان إيجابي تجاه نفسهوالاخرين ، وأما أن يكون سلبيا غير مؤثر ، لا يحمل الآخرون لمجيئه حسابا ، فما الفائدة من صديق وصاحب أزوره وهو لا يقدر مشاعري وأحاسيسي بل وديني ، وأعلم أخي في الله أن الله عز وجل يقول ( وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا ) ، وقال سبحانه ( بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق ) ، فطبيعة الباطل الفرار من وجه الحق ، ولكن أين الحق ؟ إذا كان أهله يترددون بالبوح به ، ووضعه شعارا لهم ، وأما عقدك النية فإن لك بها حسنه ولكن لا يكفي لأن النية يلزمها العمل ، قال صلى الله عليه وسلم ( إنما الأعمال بانيات ) الحديث ، فالنية ليست عملا ، إنما هي إستقرار العمل في القلب قبل وقوعه ، واستهمام صاحبه لفعله قبل أن يفعله ، فأن لم يتحقق الفعل والعمل ، فإن النية لا معنى لها إلا جنوح القلب ناحية الخير وفعله ، وهذا لا شك بأنه نافع للقلب ، إن نمي وغذي بغذاء الإيمان ، واصطحاب ذلك بالعمل ، وإلا خشي على صاحب هذه النية أن تأتيه فتنة تقلبه رأسا على عقب ، فالنبي صلى الله عليه وسلم يدعوا دبر كل صلاة يقول ( يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك ) ويقول ( إن قلوب العباد بين إصبعين من أصابع الرحمان يقلبها كيف يشاء )

أسأل الل أن يثبت قلوبنا على الدين والإيمان والتقوى حتى نلقاه ،
وأن يجعلك من العالمين العاملين لرب العالمين .

أخوك عبدالله الواكد

المهاجر
01-06-2002, 08:54
أخي / الشيخ عبدالله

بارك الله فيك.. على هذا الايضاح

وجزاك الله خيرا

اخوك
المهاجر