المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أباطيل وأسمار الشيعة الروافض .. ( 3 )..بقلم/ المهاجر



Om Ahmed
09-08-2007, 22:59
أباطيل وأسمار الشيعة الروافض ( 3 )

بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى ( فأما الزبد فيذهب جفاءً وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض ) ..

وبعد ،، فإن المطلع على أحوال أمتنا وما تعانيه من مشكلات وما يعترضها من عقبات .. لا يستغرب أبداً أن تتزامن الكثير من الأدواء والعلل لتشكل المزيد من الإختراقات والإنحرافات والتحريفات ..

إن المتأمل في أشكال التدافعات الفكرية التي تطفو بين الحين والآخر على أسطح مواقعنا ومنتدياتنا ؛ قد يفاجئ بحجم الخلل في ثقافة الجيل التاريخية .. والعلمية ؛ الذي يصل إلى مستوى فقدان المناعة وتبعثر معالم الإهتداء ، وتهديد ملامح الشخصية المسلمة ؛ بغياب أصول الخلفيات الثقافية لمحاور الحراك الدائر ..

أيها الإخوة والأخوات .. الأعزاء ..

ثمة مخاطر .. تثير الغبار في وجه الأصول المعرفية ..

ثمة قابلية للإنحراف .. ترتكز على الفراغ الذهني والتشويشات العقائدية والغبش في التصورات ..

ثمة مخاوف تنبعث عن الإستجابة السلبية .. لدواعي تتدثر بشبهات وتحريفات .. وتلبيسات وأوهام ..
وخرافات ..

ثمة فراغ في ذهنية أبناء أهل السنة ، سواء فيما يتعلق بقراءة التاريخ ، أو فيما يتعلق بحجم الكيد ، وطبيعة المعركة ، وزاوية الإنحراف ..

ثم أخيراً لا آخراً .. وهو الأمر الأهم الذي لا ينفك عن كونه محصلة لكل الذي ذكرنا ..
هناك غياب لملامح المشروع السني .. في مقابل مشروعات الهدم التي تستهدف حصوننا من داخلها وتضغط على وجودنا من خارجها ..

إنني أضع بين يدي إخوتي وأخواتي .. لبنات في التفكير والفهم .. لحماية جدار ثقافتنا ولسد ثغرات معارفنا بالخلفية التاريخية للصراع القائم اليوم .. في أصقاع العالم الإسلامي من حولنا .. وفي دهاليز جامعاتنا ومعاهدنا ومدارسنا وإعلامنا .. الذي شحن بكل من هب ودب من حملة الأوبئة والإنحرافات .. من المعلمين والأساتذة والإعلاميين ؛ الذين ينقلون أحمالهم وأوزارهم ؛ ليشيعوا الفوضى والشكوك والغبش ، والخرافات والتبديلات .. بين الأبناء العزل ..

قال الإمام أبو عبد الله البخاري في كتابه النفيس خلق أفعال العباد : « ما أبالي صليت خلف الجهمي أو الرافضي أم صليت خلف اليهود والنصارى ، ولا يسلم عليهم ، ولا يعادون ، ولا يناكحون ، ولا يشهدون ، ولا تؤكل ذبائحهم »

لقد أصبح نشاط الشيعة الروافض اليوم واختراقاتهم مخيف ورهيب ، حيث توفرت لهم أسباب نشر أباطيلهم وأسمارهم وإفكهم ؛ في مناحي العالم الإسلامي ، باسم حبّ آل البيت زورا وبهتانا ، وقد طبعت مئات آلاف النسخ من كتبهم القديمة والحديثة ، وبطبعات فاخرة ، توزع مجانا في كل مكان حلَّ فيه الرافضة غربا وشرقاً ..

ولهم مواقع كثيرة متعددة الأغراض على " النت " ، كلها تنضح بالسم الزعاف على صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والقدح فيهم وسبِّهم ، والوقوع في أذيتهم ، فلا يشكُّ عاقل يؤمن بالله واليوم والآخر بكفر بهؤلاء الأوباش ، وأن خطرهم لا يقل في حجمه وأثره عن مخاطر اليهود والنصارى ، إلا أن الفارق بينهم أن هؤلاء مكشوفون لدى عوام المسلمين وخواصهم ، فلا ينخدعون بهم ، بينما الرافضة يزعمون أنهم مسلمون ، والله تعالى لم يقل في كتابه العزيز إن اليهود والنصارى في الدرك الأسفل من النار ، ولكنه قال ذلك في المنافقين الذين يعيشون وسط المجتمع الإسلامي ، ويطعنون المسلمين من الخلف ، قال تعالى ( إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا ، إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَاعْتَصَمُوا بِاللَّهِ وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ لِلَّهِ فَأُولَئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ وَسَوْفَ يُؤْتِ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْرًا عَظِيمًا ) النساء

إن دعوات التقارب بين الملتين .. التي تتنباها قطعان العمائم وحملة المباخر عبر العصور ، وأنهم مذهب خامس لا فرق بيننا وبينهم إلا في الفروع ؛ إنما هي دعوة كاذبة فاجرة ، تدل على جهل الداعي لها ، وغيابه عن أصول و تفاصيل المذهب المشؤوم ، وواقع الممارسة المعاشة الثابتة لكل ذي عينين .. أو ألقى السمع وهو شهيد ..

إن الغاية التي تستهدفها هذه الدعوات المشبوهة هي تمييع الإسلام وملة التوحيد ، وإلغاء فكرة الولاء والبراء من الدين ، وجعل أهل السنة والجماعة يهذون بما لا يعون ؛ وحتى إن لم يتشيعوا بالمذهب الآن فلا أقل من أن يتمذهبوا سياسياً على خطى ومقاربات قناة الجزيرة وتلبيساتها ..!!

إن هذا التلبيس لا ينطلي إلا على السذَّج من الأبناء والمغرر بهم ؛ ذلك أن تاريخ الرافضة كله مخازي ومصائب وخروقات ..

إن الذي يسيل من دماء المسلمين في العراق اليوم على أيادي أساتذة حسن ولد عبدالكريم ليس عنا ببعيد ، فلا يجوز الانخداع بوسائل الإعلام التي تروج للباطل ولا تستشرف الهدى ..!!

لقد اخترت لكم أن تقفوا معي على مقالات أخي الشيخ د . علي الصلابي ؛ لتتلمسوا عمق المشكلة ، وحجم الإنحراف ، وخلفية المشهد ، وطبيعة الصراع والمساحة التي يغطيها ..

وليتحصن الأبناء .. بالمعرفة الحقة .. وبالعلم النافع .. وبالثقافة المجزية ..

وليستشرفوا آفاق مسارات النهوض الواثق .. لإعادة الأمور إلى نصابها .. والعمل على ترسم ملامح مشروع أهل السنة المغيب ..

هلموا أيها الإخوة والأخوات الليبيين الأعزاء .. واقتطعوا جزءاً من وقتكم الثمين .. لتشكلوا معالم إنطلاقتكم .. وتحصنوا جدار هويتكم .. وتثبتوا ركائز نهضتكم ..

إقرؤوا أولاً .. ثم وبمجرد أن تتضح الخلفية التاريخية للفكرة .. فستجدون ملامح مساراتكم واستشرافاتكم قد بدت في أفق التفكير .. وبعدها .. ستجنون الثمر اليانع .. الذي هو ليس ببعيد عن أصحاب الهمم وأهل المجاهدات ..

وإنها لسانحة مباركة لأن نتقدم جميعاً بالشكر لأخينا الشيخ ( د . علي الصلابي ) على جهوده المبرورة في الذود عن حياض الأمة المباركة ..

وأن نتهيأ لنكون أوفياء .. للمنهج الحق .. وللرؤية الصواب .. ولميزان الإعتدال .. وللمشروع السني الواعد ..

جزى الله خيراً كل من أعان على البيان ، ووقف دون الحقيقة مدافعاً منافحاً ، منافساً بالمعروف وباذلا ً ..

قال الشيخ علي الصلابي :

أهم عقائد الشيعة الرافضة وما ينبني عليها
ثانياً : العصمة عند الشيعة الرافضة ( الإمامية ) وبيان بطلانها ..
إن عصمة الإمام عند الشيعة الرافضة الإمامية شرط من شروط الإمامة , وهي من المبادئ الأولية في كيانها العقدي ولها أهمية كبرى عندهم , ونتيجة لما أضفاه الشيعة على الأئمة من صفات وقدرات ومواهب علمية غير محدودة , ذهبوا إلى أن الإمام ليس مسئولاً أمام أحد من الناس ولا مجال للخطأ في أفعاله مهما أتى من فعال , بل يجب تصديقه والإيمان بأن كل ما يفعله هو خير لا شر فيه لأن عنده من العلم ما لا قِبل لأحد بمعرفته , ومن هنا قرر الشيعة للإمام ضمن ما قرروا .. العصمة.. , فذهبوا إلى أن الأئمة معصومون في كل حياتهم لا يرتكبون صغيرة ولا كبيرة ولا تصدر عنهم أية معصية , ولا يجوز عليهم خطأ ولا نسيان , وقد نقل الإجماع على ذلك شيخهم المفيد , فقال : إن الأئمة القائمين مقام الأنبياء في تنفيذ الأحكام وإقامة الحدود وحفظ الشرائع وتأديب الأنام معصومون كعصمة الأنبياء , وإنهم لا يجوز منهم كبيرة ولا صغيرة , وإنه لا يجوز منهم سهو في شيء من الدين ولا ينسون شيئًا من الأحكام , وعلى هذا مذهب سائر الإمامية إلا من شذ منهم , وتعلق بظواهر روايات لها تأويلات على خلاف ظنه الفاسد من هذا الباب , وقال ابن المطهر الحلي : ذهبت الإمامية والإسماعيلية إلى أن الإمام يجب أن يكون معصومًا وخالف فيه جميع الفرق ..
وقد نص على ذلك المجلسي بقوله : اعلم أن الإمامية رضي الله عنهم اتفقوا على عصمة الأئمة عليهم السلام من الذنوب صغيرها وكبيرها , فلا يقع منهم ذنب أصلاً لا عمدًا ولا نسيانًا ولا لخطأ في التأويل , ولا للإسهاء من الله سبحانه ..

وروى الصدوق بسنده إلى ابن عباس – كذبًا وزوراً- أنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : « أنا وعلي والحسن والحسين وتسعة من ولد الحسين معصومون » ، وقال أيضًا في تقرير ذلك : اعتقادنا في الأنبياء والرسل والأئمة أنهم معصومون مطهرون من كل دنس , وأنهم لا يذنبون لا صغيراً ولا كبيراً , ولا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون , ومن نفى عنهم العصمة في شيء من أحوالهم فقد جهلهم , ومن جهلهم فهو كافر ..

ولم تكن هذه العقيدة مقصورة على سلف الرافضة , بل شاركهم المعاصرون في ذلك , وفي ذلك يقول محمد رضا المظفر : ونعتقد أن الإمام كالنبي يجب أن يكون معصومًا من جميع الرذائل والفواحش ما ظهر منها وما بطن من سن الطفولة إلى الموت عمدًا وسهوًا , كما يجب أن يكون معصومًا من السهو والخطأ والنسيان , وقد نص على ذلك الزنجاني في عقائد الإمامية , كما نص عليه أيضاً علي البحراني في منار الهدى , والسيد مرتضى العسكري في معالم المدرستين , إلا أن هناك آثارًا في المذهب الشيعي الإمامي تخالف ما ذهبوا إليه , ولذلك احتار المجلسي وهو يرى النصوص تخالف إجماع أصحابه , فقال : المسألة في غاية الإشكال , لدلالة كثير من الأخبار والآيات عن صدور السهو عنهم , وإطباق الأصحاب إلا من شذ منهم على عدم الجواز ، وهذا اعتراف من المجلسي بأن إجماع الشيعة المتأخرين على عصمة الأئمة بإطلاق يخالف رواياتهم , وهذا دليل واقعي واعتراف صريح في أنهم يجتمعون على ضلالة , وعلى غير دليل حتى من كتبهم ..

ويبدو أن فكرة العصمة قد مرت بأطوار مختلفة , أو أن الشيعة قد اختلفت عقائدهم في تحديدها – في أول الأمر- فمثلاً في عصر أبي جعفر بن بابويه القمي ت 381هـ وشيخه محمد بن الحسن القمي , كان رأي جمهور الشيعة أن أول درجة في الغلو هي نفي السهو عن النبي صلى الله عليه وسلم , فكانوا يعدون من ينفي السهو عن النبي صلى الله عليه وسلم من الشيعة الغلاة ..

ولكن بعد ذلك تبدلت الحال وأصبح نفي السهو والنسيان عن الأئمة هو خروج بهم من منزلة من لا تأخذه سنة ولا نوم , وقد كانت العصمة بهذه الصورة الغالية من نفي السهو والنسيان عن الأئمة معتقد فئة شيعية مجهولة في الكوفة , ففي البحار للمجلسي : أنه قيل للرضا – إمام الشيعة الثامن - : إن في الكوفة قوماً يزعمون أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يقع عليه السهو في صلاته فقال : كذبوا لعنهم الله , إن الذي لا يسهو هو الله لا إله إلا هو ؛ فهذا يدل على أن عقيدة نفي السهو كانت معتقد قوم غير معينين لشذوذهم في هذا الاعتقاد , وأنهم كانوا ينفون السهو عن النبي صلى الله عليه وسلم الذي هو أفضل الأئمة ولم يقولوا بذلك للأئمة , ثم تطور هذا الاعتقاد ليشمل أئمة الشيعة الاثنى عشر وليعم طائفة الشيعة الإمامية كلها , فهذا شيخ الشيعة المعاصر وآيتها العظمى عبد الله الممقاني يؤكد أن نفي السهو عن الأئمة أصبح من ضرورات المذهب الشيعي , وهو لا ينكر أن شيوخهم السابقين كانوا يعدون ذلك غلواً, لكنه يقول : إن ما يُعد غلوًا في الماضي أصبح اليوم من ضرورات المذهب الشيعي , وإذا كانت دعوى عصمة الأئمة تعني مضاهاتهم للرسول فإن نفي السهو عنهم تأليه لهم كما أشار إلى ذلك إمام الشيعة الثامن علي الرضا , ولذا قرر ابن بابويه القمي وغيره أن هذا الاعتقاد هو الفيصل بين الغلاة وغيرهم , وإذا كان شيخهم المعاصر الممقاني يرى أن نفي السهو عن الأئمة من ضرورات المذهب الشيعي ومنكر الضروري كافر عندهم كما يؤكده شيخهم المعاصر محسن الأمين , فمعنى هذا أن متأخريهم يكفرون متقدميهم , ومتقدميهم يكفرون متأخريهم , وإذا كان الممقاني يرى أن نفي السهو عن الأئمة من ضرورات المذهب الشيعي , وبعضهم ينقل الإجماع على ذلك , فإننا نجد في بعض الكتابات الموجهة لديار السنة ؛ القول بأن الاعتقاد بأن الأئمة يسهون هو مذهب جميع الشيعة , وهكذا يكفر بعضهم بعضاً , ويناقض بعضهم بعضاً , وكل يزعم أن ما يقوله هو مذهب الشيعة , وقد كان معتقد العصمة من أسباب نشوء عقيدة البداء والتقية – كما سيأتي بيانه بإذن الله تعالى- وذلك أن واقع الأئمة لا يتفق بحال ودعوى عصمتهم , فإذا حصل اختلاف وتناقض في أقوالهم قالوا هذا بداء أو تقية كما اعترف بهذا بعض الشيعة ..

إن من أخطر الآثار العلمية لدعوى العصمة اعتبارهم أن ما يصدر عن أئمتهم الاثنى عشر هو كقول الله ورسوله , ولذلك فإن مصادرهم في الحديث تنتهي معظم أسانيدها إلى أحد الأئمة ولا تصل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم , والشيعة زعمت لأئمتها عصمة لم تتحقق لأنبياء الله ورسله , كما يدل على ذلك صريح القرآن والسنة والإجماع ..

استدلالهم على عصمة أئمتهم من القرآن الكريم :
( 1 ) رغم أن كتاب الله سبحانه وتعالى ليس فيه ذكر للاثنى عشر أصلا ؛ فضلاً عن عصمتهم , إلا أن الاثنى عشرية تتعلق بالقرآن لتقرير العصمة , ويتفق شيوخهم على الاستدلال بقوله سبحانه : ( وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ) البقرة ، وبهذه الآية صدّر المجلسي بابه الذي عقده في بحاره بشأن العصمة بعنوان : باب.. لزوم عصمة الإمام ، وجملة من شيوخ الشيعة المعاصرين يجعلون هذه الآية أصل استدلالهم من القرآن ولا يستدلون بسواها مثل محسن الأمين , ومحمد حسين آل كاشف الغطاء , والذي يقول بأن هذه الآية صريحة في لزوم العصمة , ويتولى صاحب مجمع البيان سياق وجهة استدلال أصحابه بهذه الآية على مرادهم فيقول : استدل أصحابنا بهذه الآية على أن الإمام لا يكون إلا معصوماً من القبائح ؛ لأن الله سبحانه نص ألا ينال عهده الذي هو الإمامة ظالم , ومن ليس بمعصوم فقد يكون ظالمًا إما لنفسه وإما لغيره , فإن قيل إنما نفى أن ينال ظالم في حالة ظلمه , فإذا تاب فلا يسمى ظالماً فيصح أن يناله , والجواب : أن الظالم وإن تاب فلا يخرج من أن تكون الآية قد تناولته في حال كونه ظالماً , فإذا نفى أن يناله فقد حكم عليه بأنه لا ينالها , والآية مطلقة غير مقيدة بوقت دون وقت , فيجب أن تكون محمولة على الأوقات كلها , فلا ينالها الظالم , وإن تاب فيما بعد ..
نقد استدلالهم :

أ- اختلف السلف في معنى العهد على أقوال : قال ابن عباس والسدي : إنه النبوة , قال : رضي الله عنه " لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ " أي نبوتي , وقال مجاهد : الإمامة , أي لا أجعل إماماً ظالماً يقتدى به , وقال قتادة وإبراهيم النخعي وعطاء والحسن وعكرمة : لا ينال عهد الله في الآخرة الظالمين , فأما في الدنيا فقد ناله الظالم , فأمن به وأكل وعاش .. قال الزجاج : وهذا قول حسن , أي لا ينال أماني الظالمين , أي : لا أؤمنهم من عذابي , والمراد بالظالم : المشرك .. وقال الربيع بن أنس والضحاك : عهد الله الذي إلى عباده : دينه , يقول : لا ينال دينه الظالمين , ألا ترى أنه قال : ( وَبَارَكْنَا عَلَيْهِ وَعَلَى إِسْحَاقَ وَمِن ذُرِّيَّتِهِمَا مُحْسِنٌ وَظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ مُبِينٌ ) الصافات , يقول : ليس كل ذريتك يا إبراهيم على الحق .. وروى ابن عباس – أيضاً- : ( لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ) قال : ليس للظالمين عهد , وإن عاهدته فانقضه , فالآية كما ترى , اختلف السلف في تأويلها , فهي ليست في مسألة الإمامة أصلاً في قول أكثرهم , والذين فسروها بالإمامة قصدوا إمامة العلم والصلاح والاقتداء , لا الإمامة بمفهوم الرافضة

ب- لو كانت الآية في الإمامة فهي لا تدل على عصمة بحال ؛ إذ لا يمكن أن يقال بأن غير الظالم معصوم لا يخطئ ولا ينسى ولا يسهو.. إلخ , كما هو مفهوم العصمة عند الشيعة , إذ يكون قياس مذهبهم من سها فهو ظالم ومن أخطأ فهو ظالم .. وهذا لا يوافقهم عليه أحد ولا يتفق مع أصول الإسلام , فبين إثبات العصمة , ونفي الظلم فرق كبير ؛ لأن نفي الظلم إثبات للعدل لا للعصمة الشيعية ..

ج- لا يسلم لهم أن من ارتكب ظلمًا ثم تاب منه لحقه وصف الظالم ولازمه ، ولا تجدي التوبة في رفعه , فإن أعظم الظلم الشرك , قال تعالى ( الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ ) الأنعام , ثم فسر الظلم بقوله ( لاَ تُشْرِكْ بِاللهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ ) لقمان , ومع هذا قال جل شأنه في الكفار ( قُل لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِن يَنتَهُوا يُغَفَرْ لَهُمْ مَّا قَدْ سَلَفَ ) الأنفال , لكن قياس قول هؤلاء أن من أشرك ولو لحظة , أو ارتكب معصية ولو صغيرة فهو ظالم لا ينفك عنه وصف الظلم , ومؤدى هذا أن المشرك ولو أسلم فهو مشرك لأن الظلم هو الشرك , فصاروا بهذا أشد من الخوارج الوعيدية , لأن الخوارج لا يثبتون الوعيد لصاحب الكبيرة إلا في حال عدم توبته , ومن المعلوم في بداهة العقول فضلاً عن الشرع والعرف واللغة « أن من كفر أو ظلم ثم تاب وأصلح لا يصح أن يطلق عليه أنه كافر أو ظالم » وإلا جاز أن يقال : صبي لشيخ , ونائم لمستيقظ , وغني لفقير, وجائع لشبعان , وحي لميت , وبالعكس , وأيضًا لو اطرد ذلك يلزم من حلف لا يسلم على كافر فسلم على إنسان مؤمن في الحال إلا أنه كان كافرًا قبل سنين متطاولة أن يحنث , ولا قائل به ..

ومن المعروف أنه قد يكون التائب من الظلم خيراً ممن لم يقع فيه , ومن اعتقد أن كل من لم يكفر ولم يقتل ولم يذنب أفضل من كل من آمن بعد كفره واهتدى بعد ضلاله , وتاب بعد ذنوبه , فهو مخالف لما علم بالاضطرار من دين الإسلام , فمن المعلوم أن السابقين أفضل من أولادهم , وهل يشبه أبناء المهاجرين والأنصار بآبائهم عاقل . كما أن استدلالهم هذا يؤدي إلى أن جميع المسلمين , وكذلك الشيعة وأهل البيت – إلا من تعتقد الشيعة عصمتهم - جميعهم ظلمة لأنهم غير معصومين , وقد قال شيخهم الطوسي بأن الظلم اسم ذم , فلا يجوز أن يطلق إلا على مستحق اللعن لقوله تعالى ( أَلاَ لَعْنَةُ اللهِ عَلَى الظَّالِمِينَ ) هود

د- ما قرره أحد علماء الشيعة الزيدية في نقض استدلال الاثنى عشرية بهذه الآية : حيث قال : احتج الرافضة بالآّّّّّّّية على أن الإمامة لا يستحقها من ظلم مرة , ورام الطعن في إمامة أبي بكر وعمر , وهذا لا يصح لأن العهد إن حمل على النبوة فلا حجة , وإن حمل على الإمامة فمن تاب من الظلم فلا يوصف بأنه ظالم , ولم يمنعه تعالى من نيل العهد إلا حال كونه ظالماً ..

( 2 ) آية التطهير وحديث الكساء : وهي قوله عز وجل ( إنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) الأحزاب ، وهي كما هو معلوم جزء من قوله تعالى ( يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلاَ تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَّعْرُوفًا ، وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلاَ تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلاَةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) الأحزاب

وقد تعمد علماء الشيعة الاثنى عشرية اقتطاع آية التطهير من السياق القرآني الذي جاءت فيه والذي خاطب الله به نساء النبي صلى الله عليه وسلم إغفالاً لنساء النبي صلى الله عليه وسلم من الخطاب , ثم ضموا إلى ذلك حديث الكساء الذي رواه مسلم في صحيحه عن أم المؤمنين عائشة , قالت : خرج النبي صلى الله عليه وسلم غداة وعليه مرط مرحل من شعر أسود فجاء الحسن بن علي , فأدخله ثم جاء الحسين فدخل معه , ثم جاءت فاطمة فأدخلها ثم جاء علي فأدخله ثم قال صلى الله عليه وسلم ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) , وحديث أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها لما نزلت هذه الآية على النبي صلى الله عليه وسلم قالت أم سلمة : وأنا معهم يا نبي الله ؟ , قال ( أنت على مكانك , وأنت على خير ) , لتثبيت المعنى الذي يريدونه من الاستدلال بهذه الآية الكريمة , ويرى علماء الشيعة الاثنى عشرية أن في آية التطهير دلالة على عصمة أصحاب الكساء علي وفاطمة والحسن والحسين , من الخطايا والذنوب ؛ صغيرها وكبيرها , بل ومن الخطأ والسهو البشري ..

نقد الاستدلال من وجوه :
أ- حديث أم سلمة المذكور آنفًا قد ورد بعدة صيغ : فرُوي عن أم سلمة أنها قالت رضي الله عنها : كان النبي صلى الله عليه وسلم عندي وعلي وفاطمة والحسن والحسين , فجعلت لهم خزيرة , فأكلوا وناموا , وغطى عليهم عباءة أو قطيفة , ثم قال ( اللهم هؤلاء أهل بيتي , أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً ) , وفي رواية أخرى أنه صلى الله عليه وسلم أجلسهم على كساء , ثم أخذ بأطرافه الأربعة بشماله , فضمه فوق رؤوسهم , وأومأ بيده اليمنى إلى ربه , فقال ( هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً ) .. وهاتان الروايتان تتفقان مع رواية مسلم عن السيدة عائشة رضي الله عنها في دخول الخمسة الآية , ولكن هذا لا يحتم عدم دخول غيرهم , وقد وردت روايات عن أم سلمة رضي الله عنها فيها زيادات تشير إلى عدم دخولها مع أهل الكساء , لا يخلو أكثرها من الضعف لكن صح منها من جملتها هذه الرواية : لما نزلت هذه الآية على النبي صلى الله عليه وسلم .. في بيت أم سلمة رضي الله عنها فدعا فاطمة وحسناً وحسيناً فجللهم بكساء وعلي خلف ظهره فجلله بكساء , ثم قال ( اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً , قالت أم سلمة : وأنا معهم يا نبي الله ؟ قال ( أنت على مكانك وأنت على خير ) , وهناك رواية هامة جداً رويت بإسناد حسن تشير إلى أن أم سلمة رضي الله عنها قد دخلت في الكساء بعد خروج أهل الكساء منه , ولعل التعليل في ذلك أنه لا يصح أن تدخل أم سلمة مع علي ابن أبي طالب تحت كساء واحد , فلذلك أدخلها رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد خروج أهل الكساء منه , فعن شهر قال : سمعت أم سلمة زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم حين جاء نعي الحسين بن علي , لعنت أهل العراق , فقالت : قتلوه قتلهم الله , غروه وذلوه لعنهم الله , فإني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم جاءته فاطمة غدية ببرمة قد صنعت له فيها عصيدة تحملها في طبق لها , حتى وضعتها بين يديه , فقال لها ( أين ابن عمك؟ قالت هو في البيت , قال : اذهبي فادعيه وائتني بابنيه , قال : فجاءت تقود ابنيها كل واحد منهما بيد , وعلي يمشي في إثرهما , حتى دخلوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأجلسهما في حجره وجلس علي على يمينه وجلست فاطمة على يساره , قالت أم سلمة : فاجتبذ كساء خيبرياً كان بساطًا لنا على المنامة في المدينة فلفه رسول الله صلى الله عليه وسلم جميعاً فأخذ بشماله طرفي الكساء وألوى بيده اليمنى إلى ربه عز وجل , قال : اللهم أهل بيتي أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً , اللهم أهل بيتي أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً , قلت يا رسول الله : ألست من أهلك؟ قال : بلى فادخلي في الكساء , فدخلت في الكساء بعد ما قضى دعاءه لابن عمه علي وابنيه وابنته فاطمة .. فشهد رسول الله صلى الله عليه وسلم لأم سلمة رضي الله عنها أنها من أهل بيته وأدخلها في الكساء بعد دعائه لهم ..

ب- ومما يدل على أن الآية ليست دالة على العصمة والإمامة أن الخطاب في الآيات كله لأزواج النبي صلى الله عليه وسلم حيث بدأ بهن وختم بهن : قال تعالى : ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لأَزْوَاجِكَ إِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلاً ، وَإِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الآَخِرَةَ فَإِنَّ اللهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنكُنَّ أَجْرًا عَظِيماً ، يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ مَن يَأْتِ مِنكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيراً ، وَمَن يَقْنُتْ مِنكُنَّ للهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحًا نُّؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقًا كَرِيماً ، يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلاَ تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَّعْرُوفاً ، وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلاَ تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى ، وَأَقِمْنَ الصَّلاَةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللهَ وَرَسُولَهُ ، إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ، وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيراً ) الأحزاب

فالخطاب كله لأزواج النبي صلى الله عليه وسلم ومعهن الأمر والنهي والوعد والوعيد , لكن لما تبين ما في هذا من المنفعة التي تعمهن وتعم غيرهن من أهل البيت جاء التطهر بضمير المذكر , لأنه إذا اجتمع المذكر والمؤنث غلب المذكر, حيث تناول أهل البيت كلهم , وعلي وفاطمة والحسن والحسين رضي الله عنهما أخص من غيرهما بذلك , لذلك خصهم النبي صلى الله عليه وسلم بالدعاء لهم , كما أن زوج الرجل من أهل بيته , وهذا شائع في اللغة كما يقول الرجل لصاحبه : كيف أهلك؟ أي امرأتك ونساؤك , فيقول هم بخير , وقد قال تعالى ( قَالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللهِ رَحْمَتُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ ) [هود:73] , والمخاطب بهذه الآية بالإجماع هي سارة زوجة إبراهيم عليه السلام , وهذا دليل على أن زوجة الرجل من أهل البيت ..
قال تعالى : ( فَلَمَّا قَضَى مُوسَى الأجَلَ وَسَارَ بِأَهْلِهِ آنَسَ مِن جَانِبِ الطُّورِ نَارًا قَالَ لأهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَّعَلِّي آتِيكُم مِّنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ جَذْوَةٍ مِّنَ النَّارِ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ ) القصص , والمخاطب هنا أيضًا زوجة موسى عليه السلام ..
وقوله تعالى ( وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولاً نَّبِياً ، وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلاَةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيّاً ) مريم , فمن أهله الذين كان يأمرهم بالصلاة ؟ وهذا كقوله تعالى مخاطباً النبي صلى الله عليه وسلم ( وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاَةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا ) طه ، ولا شك في دخول زوجاته أو خديجة رضي الله عنها على أقل تقدير في الأهل , باعتبار أن السورة مكية .
وقال تعالى ( وَاسْتَبَقَا الْبَابَ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِن دُبُرٍ وَأَلْفَيَا سَيَّدَهَا لَدَى الْبَابِ قَالَتْ مَا جَزَاءُ مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوءً إِلاَّ أَن يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ) يوسف ، فالمخاطب هنا عزيز مصر , وقولها ( مَا جَزَاءُ مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوءً ) أي زوجتك .. وهذا بيَّن ..

ج- إذهاب الرجس لا يعني في اللغة العربية ولا في لغة القرآن معنى العصمة ؛ يقول الراغب الأصفهاني في مفردات ألفاظ القرآن مادة رجس : الرجس : الشيء القذر , قال : رجل رجسي , ورجال أرجاس , قال تعالى ( رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ ) المائدة .. والرجس من جهة الشرع : الخمر والميسر .. وجعل الكافرين رجسًا من حيث إن الشرك بالعقل أقبح الأشياء , قال تعالى ( وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَى رِجْسِهِمْ ) التوبة ، وقوله تعالى ( وَيَجْعَلُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ ) يونس , قيل الرجس : النتن , وقيل : العذاب , وذلك كقوله ( إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ ) التوبة , وقال ( أَوْ لَحْمَ خِنزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ ) الأنعام , وبالجملة لفظ الرِّجْسَ" أصله القذر يطلق ويراد به الشرك كما في قوله تعالى ( فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الأوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ ) الحج , ويطلق ويراد به الخبائث المحرمة كالمطعومات والمشروبات , ونحو قوله ( قُل لاَّ أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلاَّ أَن يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَّسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقاً ) الأنعام , وقوله ( ِإنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأنصَابُ وَالأزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ ) المائدة , ولم يثبت أن استخدام القرآن لفظ " الرِّجْسَ " بمعنى مطلق الذنب بحيث يكون في إذهاب الرجس عن أحد إثبات لعصمته ..

د- التطهير من الرجس لا يعني إثبات العصمة لأحد : فكما أن كلمة " الرِّجْسَ " لا يراد بها ذنوب الإنسان وأخطاؤه في الاجتهاد , وإنما يراد بها القذر والنتن والنجاسات المعنوية والحسية , فإن كلمة التطهير لا تعني العصمة , فإن الله عز وجل يريد تطهير كل المؤمنين وليس أهل البيت فقط , وإن كان أهل البيت هم أولى الناس وأحقهم بالتطهير , فقد قال الله تعالى في كتابه الكريم عن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ( مَا يُرِيدُ اللهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَكِن يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ ) المائدة
وقال عز من قائل ( خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا ) التوبة , وقال ( إِنَّ اللهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ ) البقرة , فكما أخبر الله عز وجل بأنه يريد تطهير أهل البيت أخبر كذلك بأنه يريد تطهير المؤمنين , فإن كان في إرادة التطهير وقوع للعصمة لحصل هذا للصحابة ولعموم المؤمنين الذين نصت الآيات على إرادة الله عز وجل تطهيرهم , وقد قال تعالى عن رواد مسجد قباء من الصحابة ( فِيهِ رِجَالٌ يُّحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُوا وَاللهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ ) التوبة , ولم يكن هؤلاء معصومين من الذنوب بالاتفاق ..
وقال تعالى عن أهل بدر وهم ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً ( وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُم مِّن السَّمَاءِ مَاءً لِّيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ ) الأنفال , ولم يكن في هذا إثبات لعصمتهم مع أنه لا فرق يذكر في الألفاظ بين قول الله تعالى عن أهل البيت ( لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) وبين قوله في أهل بدر ( وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ ) فالرجز والرجس متقاربان , ويطهركم في الآيتين واحد , لكن الهوى هو الذي جعل من الآية الأولى دليلاً على العصمة دون الأخرى . والعجيب في علماء الشيعة أنهم يتمسكون بالآية ويصرفونها إلى أصحاب الكساء , ثم يصرفون معناها من إرادة التطهير إلى إثبات عصمة أصحاب الكساء , ثم يتناسون في الوقت نفسه آيات أخرى نزلت في إرادة الله عز وجل لتطهير الصحابة , بل هم بالمقابل يقدحون فيهم , ويقولون بانقلابهم على أعقابهم , مع أن الله عز وجل نص على إرادة تطهيرهم بنص الآية .. ( وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِن نُورٍ ) النور

هـ- الإرادة في الآية إرادة شرعية , وهي غير الإرادة القدرية ؛ بمعنى أن الله يحب أن يذهب عنكم الرجس , وقد تحدث علماء أهل السنة عن الإرادتين الشرعية الدينية , والإرادة القدرية الكونية , فقالوا :

( 1 ) إرادة شرعية دينية ، وهي تتضمن معنى المحبة والرضا , كقوله تعالى ( يُرِيدُ اللهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ ) البقرة ، وقوله تعالى ( وَاللهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُوا مَيْلاً عَظِيماً ، يُرِيدُ اللهُ أَن يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الإِنْسَانُ ضَعِيفاً ) النساء

( 2 ) إرادة قدرية كونية خلقية ، وهي التي بمعنى المشيئة الشاملة لجميع الموجودات , وذلك مثل الإرادة في قوله تعالى ( وَلَكِنَّ اللهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ ) البقرة , وقوله ( وَلاَ يَنْفَعُكُمْ نُصْحِي إِنْ أَرَدْتُّ أَنْ أَنْصَحَ لَكُمْ إِنْ كَانَ اللهُ يُرِيدُ أَن يُّغْوِيَكُمْ ) هود , فالمعاصي إرادة كونية قدرية فهو سبحانه لا يحبها ولا يرضاها ولا يأمر بها , بل يبغضها ويسخطها ويكرهها وينهى عنها , هذا قول السلف والأئمة قاطبة , فيفرقون بين إرادته التي تتضمن محبته ورضاه , وبين إرادته ومشيئته الكونية القدرية التي لا يلزم منها المحبة والرضا , ولا شك أن الله عز وجل أذهب الرجس عن فاطمة والحسن والحسين وعلي وزوجات النبي صلى الله عليه وسلم , ولكن الإرادة في هذه الآية إرادة شرعية , ولذلك جاء في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم لما جللهم بالكساء قال ( اللهم هؤلاء أهل بيتي , اللهم أذهب عنهم الرجس ) ..

و- دعاء النبي صلى الله عليه وسلم يحسم القضية ؛ آية التطهير لو كان فيها ما يدل على وقوع التطهير لأهل الكساء , لما قام رسول الله صلى الله عليه وسلم بتغطيتهم بالكساء والدعاء لهم بقوله ( اللهم إن هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس ) , بل في هذا دلالة واضحة على أن الآية نزلت في نساء النبي صلى الله عليه وسلم , وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أراد أن ينال أصحاب الكساء هذا الإخبار الرباني عن التطهير , فجمعهم وجللهم بالكساء ودعا لهم فتقبل الله دعاءه لهم ؛ فطهرهم كما طهر الله نساء النبي بنص الآية ..

ز- من الردود الدالة على عدم دلالة الآية على الإمامة والعصمة ؛ أن ما اختص به أمير المؤمنين علي والحسن والحسين رضي الله عنهم من الآية بزعم القوم ثبت للسيدة فاطمة رضي الله عنها , وخصائص الإمامة لا تثبت للنساء , فلو كان هذا دليلا لكان من يتصف بما في الآية يستحق العصمة والإمامة , وفاطمة رضي الله عنها كذلك وبذات الاعتبار , فدل على أن الآية لا يراد بها الإمامة ولا العصمة , ومنها خروج تسعة من الأئمة لعدم شمول الآية لهم , حيث اختصت الآية بثلاثة منهم ..

يبع بمشيئة الله تعالى ..
أخوكم المهاجر

نقلته لكم بعد أخد الإذن من الكاتب نفسه

ودعت جرحك
18-08-2007, 11:45
(من كفر مسلما فقد دخل النار)...


فلا يشكُّ عاقل يؤمن بالله واليوم والآخر بكفر بهؤلاء الأوباش ، وأن خطرهم لا يقل في حجمه وأثره عن مخاطر اليهود والنصارى ، إلا أن الفارق بينهم أن هؤلاء مكشوفون لدى عوام المسلمين وخواصهم ، فلا ينخدعون بهم ، بينما الرافضة يزعمون أنهم مسلمون



اتشرف اختي ام احمد باْن اكون اول من يعلق

على موضوعك وتقبلي مروري الطيب برحابة

صدر ..


مثل ماشفتي بداية كلامي كان حديث
للرسول صلى الله عليه وسلم
ويفيد بحرمة تكفير المسلم الروافض...
زي ماتشوفي مسلميييييييييييييين
في الاول والاخير غصبن عنك
موب طيبن منك
وخليهم يسوون اللي يبونه في الاخير
رح يندمون بس بلاش تكفيرهم
والله خايفه عليك وعلى الكاتب الاصلي
لهالموضوع بصراحه موب سهل تكفرونهم
بهالبساطه يااختي

ريان الخريصي
18-08-2007, 14:39
الله يهديهم

جزيتي خيرأ أخت أم أحمد

وبآرك الله فيتس

][ أرق التحآيآ ][

Om Ahmed
21-08-2007, 02:04
مشكورين على المرور والتعليق

الأخت أو الأخ ريان جزاك الله بمثله أو أفضل منه

الأخت أو الأخ (ودعت جرحك)

لست انا كاتب الموضوع او المقال

ولكن انا فقط ناقلة له لإقتناعي بمحتواه

وإذا لم يعجبك ولست مقتنعة به فأرجو عدم قراءته ودعيه للأعضاء الذين يقتنعون به

ومرة أخرى شكرا لتواجدك ومرورك

والسلام عليكم

بالمختصر..
21-08-2007, 03:37
.
.




جزآآك الله خيــر

مع اني لم اقرأ كل الموضوع ..

ولكــــــــــن /

يكفي ماقرأت .. !!




.
.

Om Ahmed
21-08-2007, 23:41
.
.




جزآآك الله خيــر

مع اني لم اقرأ كل الموضوع ..

ولكــــــــــن /

يكفي ماقرأت .. !!




.
.


أشكرك كل الشكر لتواجدك الطيب وردك الكريم

حفظكم الله جميعا من كل مكروه

راعي الوقيد
21-08-2007, 23:50
جزاتس الله خير يا ام احمد على هالشرح الوافي

الموضوع طويل شوي لكن طلعت ذهين وقطعت الاتصال وقريته:)

لكِ التحية والتقدير

Om Ahmed
21-08-2007, 23:55
جزاتس الله خير يا ام احمد على هالشرح الوافي

الموضوع طويل شوي لكن طلعت ذهين وقطعت الاتصال وقريته:)

لكِ التحية والتقدير

هههههههه

اسفة يا أخي راعي الوقيد

ولا يهمك المرة الجاية امشي المشوار بتاكسي على حسابي :d:


مشكور أخي الكريم

والله لا يحرمني منكم ومن تواجدكم الطيب يارب

سيف الدولة
09-09-2007, 21:29
أم أحمد

جزاااك الله خيرا على ما أوردت