المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : العلاقة مع الزمن



شام
30-06-2007, 18:24
لا تزال عالقة في ذهني تلك الكلمات التي قالها احد الكتاب الساخرين السوريين ، من بضع كلمات استنبط

مجموعة افكار قد لا تكون ضمن حيز التنسيق الدراماتيكي المتعارف عليه في كتابة المقالة و لكنها ستكون

في اطار التنسيق الفكري لما هو حاصل عبر ساحات الحوار المختلفة التي ندخلها و التي نقرأ ما يسطر

فيها من افكار بعضها محنط من عقد الخمسينيات و طريقة ارتداء الملابس و الأزياء و بعضها الأخر من عقد

السبيعينيات الاشتراكي الذي اثبت فشله عبر اكثر من محور و من تجربة .

و بعضها الآخر انصب في عقد الثمانينات و مارافقه من ظهور قوى و اندحار اخرى و نشوء افكار كالعولمة و

غيرها .

أما عالقي زمن التسعينات فهم لا يزالون يعانون من ضباب الرؤية في كل القضايا و المسائل المتعلقة

بمرحلة ما بعد بداية الالفية الثالثة .

و لعل أكثر ما يدهشني البعض من عالقي الأزمنة العائدين شكلاً و قالباً الى الحقبة العثمانية بكل ما فيها

من تغييرات لمفاهيم بسيطة في الحياة و معقدة في العقيدة فمن منا و نحن جيل متعاصر مابين

ثلاثة اجيال على التوالي لا يفقه ماذا فعلت 400 سنة من الاحتلال العثماني للوطن العربي .

سيقول قائل لقد انتهينا من تلك الحقبة المظلمة .. و إني أقول لا زال البعض من اصحاب العقول و المفكرين

عالقين بشكل أو آخر بـ مرحلة الاحتلال العثماني فكرياً و ايدلوجياً و منهجاً .

إن اكتشاف علاقة الفكر مع العصر ليست من الصعوبة بمكان ،، فكل فكر يترجم بوسيلة أو اخرى مدى

ارتباطه بوحول آونة مضت و انصرمت و لكنها ارتسمت في الفكر الى حد كبير .

فما بالنا نتلاقى مع تلك الافكار عبر اكثر من محور و عبر الكثير من الساحات الحوارية و كأن الزمن لم يتبدل

و لم تتغير المجريات .

كلنا نشهد الحوار القائم حول مسألة البعث و منهجه رغم ثبوت فشل ذلك الفكر وسقوط رموزه .

وكلنا نشهد الحوار القائم حول الرئيس العراقي الذي خلعته ايدي العمالة و الاحتلال الانكلوأميركي

وطريقة إعدامه .

ولا يزال الشقاق قائماً حول احدى الفتاوى التي صدرت في حقبة ماضية تناسبت و الله أعلم مع ظرف

و مرحلة انتهت ابسط مايمكننا أن نقوله أن المرحلة انتهت و لاداعي للخوض فيها مهما كانت نتائجها

و ينسى بعض المفكرين في غياهب هذا التخبط أن يتخذ من أحداث و قراءة التاريخ ناقوساً ليقرع به

ساحات الافكار الأكثر اهمية و المتعلقة بمرحلة قادمة تعلن بكافة مؤشراتها أنها الأحطر و أنها الأبشع

في تاريخ امة تتخبط في وحول الأزمنة المنصرمة دون أن تتعلم ما قد يفيدها لمرحلة قادمة تدق الأبواب

و تعلن نفير الانذار و تنشر رائحة الدماء على بعد آلاف الكيلومترات من حدود وطننا .

فيا أيها المفكرين الغارقين حتى العظم في ظلمات حقب انتهت و أزمنة مضت .. و افكار اندثرت

ليكن لديكم نداءة آخرى و رؤية مختلفة تناسب ما هو قادم و ليس ما قد مضى .

هناك اخطار محدقة بالأمة داخلاً وخارجاً ، من الأهمية بمكان أن تثار عبر اقنية الحوار الالكتروني

فيا صاحب فكر الحرملك و السلاملك ... و يا صاحب فكر الاشتراكية البائدة .. و البعثية المنهارة

و يا صاحب الفكر المؤدلج حسب النمطية الغربية .. وأنت يا صاحب فكر الثالوث الألفي ..

كفانا صراع بائد و اقتتال بارد .. ونزف تحت الأشعة الحمراء ..

أمس كانت فلسطين و اليوم العراق و غداً ....؟؟؟

و الدائرة تكبر و تتنامى من المحيط الى الخليج .. ومن الفرات الى النيل و ان غداً لناظره لقريب ..