المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ليلة بكى فيها القلم



شام
26-06-2007, 17:30
أنأى بحروفي الى هذا القسم الغالي على نفسي

دائماً ليس هرباً من الحوارات و ليس تهرباً من التعقيبات

فكل ذاك احدى هواياتي و اهتماماتي

وذلك الذي يدفع بعجلة الفكر الى الامام ... و يلين العقل نوعاً ما ..

و لكي لا اصل الى مرحلة الصفر أو تحت الصفر أتأبط مجموعة افكاري البسيطة تحت خلايا مخيخي

لأنأى بعيداً عن عيون التتبع و الترقب فإني على يقين بأن هذه الصومعة الفكرية لا يؤمها سوى اصحاب

الفكر الرفيع و المداد الثري و الموهبة الأدبية الراقية .

اتفرد هنا بما يسمى مخاطبة عقول ليست ككل العقول .. عقول تطمح اكتشاف المجرات و الابحار في

أعماق البحار .

عقول لا تحجّم الفكر و لا تقيده بالقيود البالية و التي عف عنها الزمان ، عقول تستحق أن أخاطبها

بكل مالدي من ثروة و تراث و عواطف ومشاعر و أشجان و أحلام .

في ليلة بكى فيها القلم استرجع ما لديه من عبرات لكي يصنع مداداً بلون الدموع وليرسم كلمات

على جدران القلب المتعطش دائماً لسلسبيل من الماء العذب من نبع لا ينضب و لا يجف ماءه

فالقلم كتلك النبتة البرية إن لم يسق بالماء يموت و يندثر و يصبح مجرد ركن آبد من جملة آوابد

منسية في أزمنة الصراع و الاقتتال و الاغتيالات و السقطات ..

في ليلة بكى فيها القلم ... استل من معجم اللغة مجموعة معاني و راح يخط هنا وهناك مجرد كلمات

عاد منكسراً وعاداً باكياً فلم يحلم القلم يوماً أن يواجه بأنواع العقوبات و الرجم حتى الموت فهل زنى القلم

قلم عرف الوجدان و الله و الإنسان لا يزني يا عصاة الانترنت و صعاليقها .

ليلة بكى فيها القلم ...عندما جفاه الحبيب و هجره ، تساقطت العبرات فوق الصفحات البيضاء ورسمت

اخاديد عميقة على كل سطر من السطور الفارغة التي لم تتوشح بعد بــ عرائس اللغة و بــ ملائكة الكلمات .

ليلة بكى فيها القلم ... وراح يتجول على جسد اللغة و يتقمص دور العراب الصامت ابداً و دهراً

فلا يستطيع خط كلمة و لا رسم حرف فهو متهم على مدار الليل و النهار و مكبل بالاغلال ولا يزال

قيد الرجم و السلخ و الجلد رغم معرفة جلاديه بأنه انقى من الفجر الضحوك .

أقسمت شموس القلم أن لن تشرق في سماءات العذاب و الاضهاد مرة اخرى ... و بــ أنه سيكتنف

الصمت و الغموض حتى اشعار آخر .

ومع تقنين كل شيء من ضروريات الحياة لا مانع من تقنين المداد الفكري فـ عسى و لعل ينجلي الليل

من بعد طول ظلمة .

ليلة بكى فيها القلم ... لم يدخر ذاك القلم آآهات شجونه و انكسارت حروفه و كي لا يصاب بالاكتئاب الادبي

يلجأ الى هذا الركن لبث شكوى الأنين لمن يعرف معنى ليلة يبكي فيها القلم كيف تنزف الريشة ويهطل

المداد فيستقبل ذلك بالنبض و الوجدان .