المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نظرة على الأحداث ....



شام
08-06-2007, 04:04
العبث في الأمور المصيرية يكاد يجهز على ماتبقى لدى ادمغة معينة

فما بين وجهات نظر و اخرى قابلة للتبديل و التغيير يحدث الشتات

لكننا سرعان ما ننقذ فكرنا من الشتات بسبب التوثيق

و التوثيق يعني ترسيخ الحدث بالتاريخ مع المرفقات ...

وما أكثرها المصادر التي تتبع مجالات التوثيق في قضاياتا الراهنة على غرار مصادر أخرى

تتبع التوثيق لقضايا غير راهنة ...

يدعونا الموقف للمزيد من البحث و الاستقصاء ... وهنا لا بد لنا من الاعتماد على الدراسات الاستراتيجية

الصادرة في غير معاقلها .

/474/ رقم معروف و هو عبارة عن رقم الورقة الاستراتيجية الصادرة عن المعهد اليهودي لشؤون الأمن

القومي و تعتبر هذه الورقة هي نتاج لما قد ورد في عام 1915 و ذلك على لسان زئيف جابوتنسكي الزعيم

الصهيوني، وذلك في مقاله الذي نشرته صحيفة دي تريبيون بتاريخ 30 تشرين الثاني 1915م، والذي قال

فيه: ( إن التطلع المستقبلي الوحيد بالنسبة إلينا هو تقطيع سوريا.. ومهمتنا هي أن نحضر لهذا التطلع

المستقبلي، وكل ما عدا ذلك هو مضيعة للوقت)

و اما الورقة رقم /474/ فتقول :

القيام بعملية تغيير النظام هي هدفنا وغايتنا التي نسعى لتحقيقها في كل من لبنان وسوريا.

هناك ثلاثة طرق يمكن استخدامها لإنجاز تلك الغاية وهي :

أن تختار هذه الأنظمة تغيير نفسها .

أن يتم إسقاطها بواسطة شعوبها .

أن يتم الهجوم عليها من الخارج بذريعة أنها تهدد العالم الخارجي .

بعد ذلك ورد على لسان ديفيد بن غوريون في عام 1948م مايلي :

يتوجب علينا الاستعداد من أجل المضي قدماً في مواصلة الحملة وغايتنا هي أن نحقق النجاح الباهر في

تحطيم لبنان، الأردن، وسوريا. والنقطة الأضعف هي لبنان .

أما عوديد اينعون، فقد وضع الـ (خطة الصهيونية للشرق الأوسط في عام 1982)، وقال فيها (من الواضح أن

الافتراضات العسكرية المذكورة أعلاه، والخطة بشكل عام، تعتمد أيضاً على استمرارية أن يكون العرب في

حالة انقسام أكثر مما هو عليه الآن، وأيضاً في حالة افتقار لأي حركة جماهيرية حقيقية.. ومن ثم فإن أي

مواجهة عربية - عربية أياً كان نوعها، سوف تساعدنا على المدى القريب، وسوف تؤدي إلى تقصير الطريق

باتجاه الغاية والهدف الأكثر أهمية والذي يتمثل في تحطيم وتقسيم العراق إلى محافل طائفية.. وأيضاً سوريا

ولبنان..).

تطبيقياً :

منذ عام 1915 مروراً بـ عامي 1948 و 1982 و حتى الآن ، يبدو لنا ان التحالف الاسرائيلي الامريكي يمضي

في تنفيذ الغايات و الاهداف .

ففي العراق : وبعد تفاقم في خلافات ذات منشأ عربي - عربي تمت عملية الغزو و الاحتلال بغية تقسيم

العراق الى محافل طائفية و كيانات فيدرالية و بالتالي تخصيص الثروة النفطية لكل كيان بشكل منفصل .

وهذا يبدو جلياً في الدستور العراقي الموضوع بأيدي أمريكية اسرائيلية .

وفي الأردن : فقد تم عقد اتفاقية سلام ( وادي عربة ) و بذلك اصبحت الأردن بلا منازع و لا شك تحت

الوصاية الإسرائيلية الأمريكية .

فالجيش الاردني تم تشكيله حسب اجندة أمريكية اسرائيلية ، و أما الاقتصاد فأصبح مجرد فروع اسرائيلية

و كممر لـ ( العلاقات الاقتصادية العربية - الإسرائيلية غير المعلنة) .و اصبح المنتج الاسرائيلي متوفر في

السوق الأردنية بعد تغيير شهادات الأصل و المنشأ .

و يظن البعض أن اتفاقية وادي عربة سوف تمنع الاحتلال الاسرائيلي للأردن و لكنهم لم يروا لغاية الآن

الخارطة الاسرائيلية الكبيرة الصادرة بعد غزو العراق وخارطة الشرق الاوسط الكبير و الجديد .

أما آخر المفاجآت فيتمثل في حوار شيمون بيريز مع ديفيد ماكوفيسكي والذي أعلن فيه شيمون بيريز عن

رفض إسرائيل للقيام بالإعلان عن حدودها السياسية.

أما في لبنان فالوضع بات معروفاً للقاصي و الداني من خلال المخطط الذي وضحت معالمه حسب دراسة

الباحث الأمريكي تريش شو و الذي فند في دراسته النقاط التالية ألخصها :

ملف المحكمة الدولية، تحركات السفير الأمريكي في بيروت جيفري وعلى وجه الخصوص تهديداته للحكومة

اللبنانية بشأن وزير الخارجية اللبناني فوزي صلوخ ، الشبكات اللبنانية التابعة للموساد الإسرائيلي والتي تم

القبض على عنصرها بواسطة قوات الأمن اللبنانية، تجاهل الأمريكيين واللبنانيين ولجنة التحقيق الدولي لما

ورد في تقرير ستراتفور الأمريكي الخاص بجريمة اغتيال الحريري ، الطريقة التي تم بها إصدار القرارات الدولية

حول لبنان، وطبيعة السيناريو الذي سوف يترتب على هذه القرارات في المنطقة عموماً وداخل لبنان على

وجه الخصوص ، حادثة اغتيال الأخوين مجذوب، وبالذات طريقة التنفيذ،


و أخيراً و ليس آخراً ... اصبح الملف اللبناني قاب قوسين أو أدنى من تحقيق الغاية التي تحدث عنها

جابوتنيسكي، وبن غوريون، وعوديد اينعون .

ومن خلال تنفيذ السيناريو الفرعي الخاص بأشكال الحرب الداخلية اللبنانية، وحالياً بعد قيام الحكومة اللبنانية

بوضع ملف المحكمة الدولية في يد أمريكا وبريطانيا وفرنسا، فإنها تكون قد تقدمت خطوة كبيرة في التنازل

عن سيادة لبنان ولن يكون أمام هذه الحكومة سوى الرفض والتراجع، وفي هذه الحالة سوف

تدخل في مواجهة مع هذه الأطراف، وهو ما تريده أيضاً وتتحسب هذه الأطراف باعتباره المسار البديل في

عملية استهداف لبنان.


دراسات مترجمة

تم الاعداد بتصرف ...