المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كُل الناس مني في ..( حل )..!!



طاب الخاطر
04-05-2007, 17:13
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله القائل ( فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ ) جاء في تفسير هذه الآية عند ابن كثير رحمه الله أي لا يضيع ذلك عند الله كما صح ذلك في الحديث ( وما زاد الله تعالى عبداً بعفو إلا عزاً )
وقال تعالى ( وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ) وجاء في تفسيرها عند ابن كثير رحمه الله تعالى أي إذا ثار بهم الغيظ كظموه بمعنى كتموه فلم يعملوه, وعفوا مع ذلك عمن أساء إليهم. وقد ورد في بعض الآثار « يقول الله تعالى: يا ابن آدم اذكرني إذا غضبت, أذكرك إذا غضبت فلا أهلكك فيمن أهلك », رواه ابن أبي حاتم, وعن أبي هريرة رضي الله عنه, عن النبي صلى الله عليه وسلم قال « ليس الشديد بالصرعة, ولكن الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب » وقد رواه الشيخان من حديث مالك .. وقال تعالى ( فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ ) أمر للنبي صلى الله عليه وسلم بالتجاوز عن جنايات المؤمنين
وقال عز وجل ( َإِن تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا ) إشارة إلى الآباء والأزواج عن الأولاد والعيال
وقال تعالى ( وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ) إشارة إلى أبي بكر الصديق رضي الله عنه بالتجاوز عن ذنب مسطح بن أثاثة فيما أخطأ من الخوض في حديث الأفك .
والصلاة والسلام على القائل ( من كظم غيظًا وهو قادرٌ على أن ينفِذَه دعاه الله على رؤوسِ الخلائق حتى يخيِّرَهُ من أيِّ الحور شاء) رواه أحمد، وحسنه الألباني في صحيح الجامع .. والقائل ( اسمح يُسمح لك ) رواه احمد
وجاء في الآداب الشرعية أن عمر رضي الله عنه قال ( كُل الناس مني في حل )

كلمة مختصرة في العفو والصفح والمسامحة بين المسلمين

إن من مقتضيات التسامح أن يقابل المـرء عنف الناس بالرفق وخشونتهم باللين وفظاظتهم بالسماحة, و أن يجاهد في نفسه نوازع الغضب وأن يكظم غيظه ويعفو عند المقدرة . وإن العفو شِعار الصالحين الأتقياء ذوي الحلم والأناة والنّفس الرضيّة؛ لأنَّ التنازل عن الحق نوع إيثار للآجل على العاجل، وبسط لخلق نقي تقيٍّ ينفذ بقوة إلى شغاف قلوب الآخرين، فلا يملكون أمامه إلا إبداء نظرة إجلال وإكبار لمن هذه صفته وهذا ديدنه. إن العفو عن الآخرين ليس بالأمر الهين؛ إذ له في النفس ثقل لا يتم التغلُّب عليه إلا بمصارعةِ حبِّ الانتصار والانتقام للنفس، ولا يكون ذلك إلا للأقوياء الذين استعصوا على حظوظ النّفس ورغباتها، وإن كانت حقًّا يجوزُ لهم إمضاؤُه لقوله تعالى { وَلَمَنِ انتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُوْلَئِكَ مَا عَلَيْهِم مِّن سَبِيلٍ } غيرَ أنَّ التنازل عن الحقّ وملكةَ النفس عن إنفاذِه لهو دليلٌ على تجاوزِ المألوفِ وخَرق العادات. ومِن هنا يأتي التميُّز والبراز عن العُموم، وهذا هو الشَّديد الممدوحُ الذي يملِك نفسه عند الغضب كما في الصحيحَين وغيرهما عن النبي صلى الله عليه وسلم . وقد أخرج الإمام أحمَد في مسنده قولَ النبيّ ِ صلى الله عليه وسلم ( من كظم غيظًا وهو قادرٌ على أن ينفِذَه دعاه الله على رؤوسِ الخلائق حتى يخيِّرَهُ من أيِّ الحور شاء )
أخواني : إن كثيراً من الناس يظنون أن العفو والتجاوز يقتضي الضعف والذلة،وهذا غير صحيح، فالعفو والتجاوز لا يقتضِي الذّلَّة والضعف، بل إنه قمَّة الشجاعة والامتنانِ وغلَبَة الهوى، لا سيَّما إذا كان العفوُ عند المقدِرَة على الانتصار.
أمثلة من خلق السلف : روي عن الحسن بنُ علي رضي الله تعالى عنهما ( لو أنَّ رجلاً شتَمني في أذني هذه واعتذر في أُذني الأخرَى لقبِلتُ عذرَه ) وقال جعفرُ الصادِق رحمه الله ( لأن أندمَ على العفوِ عشرين مرّةً أحبُّ إليَّ من أندَم على العقوبة مرة واحدة )
ويقول الإمام أحمد رضي الله عنه : نظرت في تفسير قوله تعالى ( فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ ) فإذا هو : إذا كان يوم القيامة قام مناد فنادى : لا يقوم اليوم إلا من كان أجره على الله , فلا يقوم إلا من عفا .. ثم قال : وما على رجل ألا يُعذب الله بسببه أحد .
أخي الكريم .. نحن إخوة متحابين جمعنا حب الإله أولاً وآخراً ومن ثم الرفقة الصالحة والتي نبحث عنها .. وربما زل أحدنا بكلمة لم يلق له بالاً . فلماذا لا نحسن الظن ونجعل شعارنا ( العفو والسماحة بيننا ) فالمؤمن الذي يتمنى ويأمل أن يكون الله معه غفوراً ورحيماً يجب أن يتخلق بهذا الخلق ويجعل العفو والصفح جزءاً لا يتجزأ من خلقه.
أخواني : إن العفو والصّفح هما خلقا النبيّ صلى الله عليه وسلم فأين المشمِّرون المقتَدون؟! أين من يغالِبهم حبُّ الانتصار والانتقام؟! أين هم من خلُق سيِّد المرسَلين ؟!. سئِلَت عائشة-رضي الله عنها- عن خلُق رسولِ الله صلى الله عليه وسلم فقالت " لم يكن فاحِشًا ولا متفحِّشًا ولا صخَّابًا في الأسواق، ولا يجزِي بالسيِّئة السيئة، ولكن يعفو ويصفح "
{ وَمَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ * وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ }
اللهم اجعلنا ممن اجتمع على طاعتك .. واجعلنا من المتحابين فيك .. وارزقنا حبك وحب من يحبك وحب العمل الصالح الذي يقربنا إلى حبك .. وارزقنا الإخلاص في القول والعمل .. وارزقنا العفو والصفح عن إخواننا واغفر لنا .. اللهم طهر قلوبنا من الغل والحقد والحسد .. اللهم آمين .. والله تعالى أعلم وأجل وله الحمد من قبل ومن بعد و صلى الله عليه وسلم على نبينا محمد

أخوكم ومحبكم في الله


طاب الخاطر
17/4/1428هـ
http://www.qimam.com/isdarat/images/848_2.jpg (http://www.qimam.com/isdarat/audio/848.ram)

عبدالرحمن
04-05-2007, 22:59
أمثلة من خلق السلف : روي عن الحسن بنُ علي رضي الله تعالى عنهما ( لو أنَّ رجلاً شتَمني في أذني هذه واعتذر في أُذني الأخرَى لقبِلتُ عذرَه ) وقال جعفرُ الصادِق رحمه الله ( لأن أندمَ على العفوِ عشرين مرّةً أحبُّ إليَّ من أندَم على العقوبة مرة واحدة )
ويقول الإمام أحمد رضي الله عنه : نظرت في تفسير قوله تعالى ( فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ ) فإذا هو : إذا كان يوم القيامة قام مناد فنادى : لا يقوم اليوم إلا من كان أجره على الله , فلا يقوم إلا من عفا .. ثم قال : وما على رجل ألا يُعذب الله بسببه أحد .


نعم هذه اخلاق المسلم وصفاته.


جزيل الشكر لك اخي الفاضل طاب الخاطر على هذه المشاركة القيمة

وجزاك الله سبحانه وتعالى خير الجزاء على ماتقوم به من مشاركات مفيدة.

خبايا الصخوور
04-05-2007, 23:03
اجمـ،ـل مافي الكـ،،ـوون
صفـ،ـ،ـاء القلوبـ.. المتســامحه

يعطيـك العـ،ـ..ـافيه

امتعتـــ..،ـنا
\
/
\
تح.يــتي

شام
05-05-2007, 01:15
دائماً تحمل لنا الافادة

اخي طاب الخاطر

حفظك الله ورعاك

أبوطروق
05-05-2007, 12:13
طاب الخاطر
دائما بكتاباتك يعم النفع علينا وتصفا النفوس ويطيب الخاطر

جزاك الله خير على ما صطرت وجعله في ميزان أعمالك

طاب الخاطر
11-06-2007, 17:27
نعم هذه اخلاق المسلم وصفاته.


جزيل الشكر لك اخي الفاضل طاب الخاطر على هذه المشاركة القيمة

وجزاك الله سبحانه وتعالى خير الجزاء على ماتقوم به من مشاركات مفيدة.



جزاك الله خير

طاب الخاطر
13-11-2007, 16:47
اجمـ،ـل مافي الكـ،،ـوون
صفـ،ـ،ـاء القلوبـ.. المتســامحه

يعطيـك العـ،ـ..ـافيه

امتعتـــ..،ـنا
\
/
\
تح.يــتي


جزاك الله خير
شاكر ومقدر مرورك الكريم


في أمان الله

الشاهري العبيدي
13-11-2007, 21:09
درس مهم ومفصل

مفيد باذن الله



جعله الله في ميزان حسناتك



جزاك الله خيرا

ريم شمر
14-11-2007, 03:09
وقال جعفرُ الصادِق رحمه الله ( لأن أندمَ على العفوِ عشرين مرّةً أحبُّ إليَّ من أندَم على العقوبة مرة واحدة )

نصيحه نحتاجها جميعا,,,

لك الشكر جزيلا وبارك الله بقلمك النقي ...

طاب الخاطر
08-08-2008, 17:07
حياكم ربي وبياكم وجعل أعلى الفردوس مثواكم
شاكر ومقدر مرور الجميع وجزاكم الله خيرا
وأسأل الله أن يجعلنا ممن حسنت أخلاقهم
وأن يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح
وأن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل
وأن يجعل عملنا في رضاه .. اللهم آمين



في أمان الله
7 / 8 / 1429هـ
http://www.mojama.net/new/sound/165/largpic1216407178.jpg (http://www.mojama.net/new/sound.php?do=viewsound&ids=824)

أبو ليان
13-08-2008, 06:09
جزاك الله خير ,, وما شاء الله مجموعة طيبه في المندى الديني تشكرون عليها

طاب الخاطر
09-11-2009, 10:37
حياكم ربي وبياكم وجعل أعلى الفردوس مثواكم
شاكر ومقدر كل من حضر وجزاكم الله خيرا
وأسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن
يرزقنا خشيته في السر والعلانية وأن
يجعل عملنا دائما في رضاه وأن
يوفقنا جميعا إلى ما يحب ويرضى
اللهم آمين



فتوى
هل يجوز للمسلم أن يدعو بالهلاك على من ظلمه ، وهل للمسلم أن يرد بالمثل على من ظلمه ؟
على من ظلم أن يذكر من ظلمه بالله تعالى ، ويخوفه بعقابه ، لعله ينتصح ويرفع ظلمه وإلا أبلغ مظلمته لجهات الاختصاص لترفع الظلم عنه ، وهو في هذا كله يسأل الله تعالى أن يصرف عنه الظلم ، وينتصر له سبحانه ممن ظلمه ، وإن دعا على من ظلمه بأن يعامله الله بما يستحق وأن يكفيه شره ويجعل كيده في نحره فلا حرج ؛ لقول الله جل وعلا : { وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ } (1) وقوله .سبحانه : { وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ } (1) وقوله عز وجل : { لا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ } (2) الآية
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز




في أمان الله
http://www.mojama.net/new/sound/151/largpic1239208074.jpg (http://www.mojama.net/new/sound.php?do=viewsound&ids=907&ti=القلوب%20البيضاء)

سهو الليل
10-11-2009, 11:05
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

اخي طاب الخاطر

وجزاك ربي الف الف خير وخير

بعد ملي
10-11-2009, 16:34
جزاك الله خير
وجعله في ميزان اعمالك