المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من جريدة الوطن: رؤية حوارية بين السنة والشيعة



اسامه الدندشي
09-04-2007, 10:55
رؤية حوارية بين السنة والشيعة
جريدة الوطن

http://www.watan.com/

Ossama-aldandashi@hotmail.com


اسامه الدندشي
رؤية حوارية بين السنة والشيعة
من طبيعة البشر , ومآسي الإنسان ,انه عندما نحب شيئا يصعب علينا تصد يق نقده سلبا وإذا كرهنا شيء ما أسهل تصديق كل سيئ ينسب إليه, وهذا جهل وأمية ثقافية, كثيرا ما يؤدي إلى التهلكة, خاصة إذا كان المرء وحيد المصادر, وأثير اتجاه واحد في معلوماته, فلو قلت أن عبد الواحد, متعصب لصفق كل من يكره عبد الواحد,وخطأني كل من يحب عبد الواحد . لذلك أعود ثانية إلى تأكيد, ما ورد في مقالة " البحث العلمي المنشورة في مضيف المقالة لقبيلة شمر, أنه على الباحث أن يتخلى عن كل معارفه السابقة , ويشك في ثقافته ويبدأ في بحثه من جديد, وكأنه يتعرف عليه للمرة الأولى.
وأكرر مع العلامة الشيعي مهدي شمس الدين, في معرض رده على سؤال خبيث, عن السنة والشيعة قوله" إن ما يجمعنا أكثر بكثير مما يفرقنا", وأنا لم أر فرقا بين الشيعة الجعفرية والسنة, أكثر مما يوجد فرق بين الشافعي والحنبلي , أو بين المالكي والجعفري ,وإنما الخلاف كان على الخليفة السياسي وليس الديني للرسول صلى الله عليه وسلم, وهذا يحدث في كل زمان ومكان, وتتدخل فيه الأهواء والأطماع والعصبية والقبلية, وبالتالي الفتنة والاقتتال, وفي مثل هذا الوضع لا يترك الأمر للجماعة, فلا بد من الفرد الاستثنائي الذي يحسم الموضوع, في تولية رجل بغض النظر عن مؤهلاته وأحقيته الدينية, يقضي على الفتنة ويجنب المسلمين الاقتتال وشرا مستطيرا, لا يعلم إلا الله عقباه, ورشح عمر ابن الخطاب رضي الله عنه أبو بكر رضي الله عنه, حلا وسطا, بين الأنصار ودعوتهم بالخلافة لسعد بن عبادة , ودعوة بني هاشم لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه, والخوارج برفضهم لوجوب تنصيب خليفة. وترك كل جماعة تصرف أمورها, والسؤال هل عمر رضي الله في اجتهاده أخطا أم أصاب؟, فهذا في علم الله .
استطاع أبو بكر القضاء على حروب الردة التي كانت في واقع الأمر أو بعض منه, حرب على الخلافة تحديدا وعلى حصرها في مكة عموما و في أهل البيت خصوصا, فقد قال الخطيئة:
أطعنا رسول الله إذ كان بيننا = فيا لعباد الله, ما لأبي بكر؟
أيورثها بكرا, إذا مات , بعده؟= وتلك, لعمر الله, قاصمة الظهر.
لكن أبو بكر لم يستطع القضاء على الصراع في سبيل الخلافة, بين علي رأس بني هاشم, وعثمان كبير البيت الأموي, والزبير ابن عمة الرسول, وطلحة وابن عوف من كبار الصحابة, وابن أبي وقاص فاتح العراق وفارس, وهم من العشرة المبشرين في الجنة عند السنة.
الواقع أن الصراع على الخلافة, أدى إلى سجال زمني في بادئ الأمر ثم تطور إلى ديني بعد ذلك, دعم بأحاديث للرسول, يرويها كل طرف, وتبادلت كل الأطراف الحجج والأدلة, شأنهم في هذا شان أي خلاف سياسي حول منصب سياسي, تتصارع حوله أطراف عدة, تجتهد وتختلف في الأدلة, وظهر على الساحة نظريات, جلية وخفية, كما حدث في تفسير "غدير قم", المتفق عليه في النص والمختلف فيه على التفسير, وذهبت الشيعة الأقلية إلى التمترس خلف نصوص دينية تحتمل التأويل , أمام دعوة للشورى والانتخاب تمترست خلفها الأكثرية السنية .
وتطورت النظرية الشيعية في الخلافة, من حق القرابة في خلافة المنصب السياسي, بعد وفاة الرسول, إلى خلافة في المنصب الديني, وانحصر الصراع , بين بني هاشم وعلى رأسهم علي وأحفاده رضي الله عنهم, وبين الأمويين وعلى رأسهم معاوية وأحفاده.
وتطورت النظرية السنية في الخلف السياسي, إلى وضع خمسة شروط لتوجب الخلافة اتفقوا عليها واختلفوا في توجب النسب الهاشمي, وبذلك استبعدت النظرية الشيعية ولكن بقي دعاتها ومعهم أهل البيت تطالب في الخلافة, تقاتل من اجلها طوال حياتها واستطاعت أن تؤسس في كل الأطوار والأزمان دول وكيانات من عام 172هجرية حتى عام 1898هجرية,منها الادارسة في المغرب, ألائمة الزبدية في اليمن, العلويين في بطرستان, الحمدانيين في حلب, السادة العلويين في اليمن, الجلائريين بفارس, الحسينيين بما زند ران, والصفو يين بإيران, وأخيرا الجمهورية الإسلامية في إيران,وهناك الإسماعيليين والقرامطة والباطنيين وهكذا كان للشيعة في كل الأزمان دولهم, وهذه الدول الشيعية والسنية هي دليل لا يقبل الشك أن الصراع كان سياسيا, من اجل السلطة لذلك لابد من العودة إلى اليوم التالي لوفاة الرسول , وإخضاع كل الاجتهادات التي هي من وضع الإنسان كان خليفة أو صحابي أو من عامة الناس, إلى العقل فنقر ما يتوافق معه ونعلق ما يتناقض معه, كمخرج للصراع السني الشيعي, ونقد النصوص التي تحرض على الكراهية وليس الالتفاف حولها, وقد قارنت بين المذهب الجعفري , وبين المذاهب السنة الأربعة, فالخلاف لا يتعدى الخلاف بين المذاهب الأربعة, واليوم هناك دعوة سنية لاعتبار المذهب الجعفري المذهب الخامس للإسلام, وفتوى شيعية في تحريم لعن الرموز المقدسة للسنة والله ولي التوفيق.
قال احد الأخوة أن علي رضي الله عنه كان يلعن على المنابر في العصر الأموي ولم يحتج أحدا أقول للأخ أن
اللعن على المنابر في العصر الأموي, كان يعني التأكيد بالحجة عن عدم أحقية علي في الخلافة وليس الشتم,كما صور لك, وهناك فثاوي سنية, ومواقف كثيرة لأهل السنة في تحريم ذلك.
واليوم يقترب التاريخ في علمه من الرياضيات, وليس بحاجة إلى جبريل لمعرفة ما حدث , في العصور الغابرة صحيح أن التاريخ يكتبه المنتصرون, ولكن لا يصعب على العقل تحليله, وإعادة كتابته. والكتابات السنية تشير
أن لعلي الأحقية في الخلافة, ولآل البيت مكانة خاصة في نفوس أهل السنة, ليس لغيرهم نفسها
تؤكدها كثرة تسمية أبناءهم بأسماء آل البيت ,لم يحظ بها معاوية ويزيد , وأهل السنة متشيعين لآل البيت, و رافضة لمقتلهم بالصورة التي تمت,والواقع أن السنة كمذهب كانت خارج هذا الصراع, وانحصر الصراع على الخلافة بين الهاشميين والأمويين ولكل منهم أنصارهم, وألئك الأنصار ليس لهم هوية سنية أو شيعية, فأنصار الدعوة العباسية الشيعية, هم من العرب ذوو الأصول الحضارية, وجلهم من حضارات عرب الجنوب, وأنصار الأمويين من الأعراب, ذو الأصول البدوية, التي لم تعرف المدنية في أي طور أطوارهم, ويخضعون لقوانين القبيلة,راجع مقالتي, في الحوار المتمدن, أو رابطة أدباء الشام, أو جريدة الوطن" التحليل الثقافي لازمة الفكر الإسلامي", ومواقف العرب من الأمويين, لاحبا في العباسيين, وإنما انتصارا لآل البيت, لكون الدعوة العباسية في بدايتها شيعية.
وما حدث, من عصر الرسول إلى يومنا هذا , يحدث في أي زمان وفي كل مكان, لدى نشأة أية امة وتطورها, ولدى حدوث فراغ سياسي, ولا يتجاوز رغبة وشهوة الإنسان في السلطة والتسلط.
الموضوع سياسي بحت, وظف الدين لأغراضه ومآربه , أتمنى أن نخرج من دائرة النفي والرفض , والحديث في العموميات ,تابعت في موقع لقبيلة شمر المضيف العام, تداخلات قرائه على مقال عن ابن العلقم الوزير الشيعي للخليفة والذي خان خليفته وتعاون مع هولاكو, هذه المداخلات لا تختلف عن كافة المداخلات التي رصدتها في الفضائيات العربية,لنفس الموضوع وتكاد تتطابق تماما, مع موقف الشيخ القرضاوي في حواره مع رأسن جاني على شاشة العربية. الموقف السني يركز على نقطتين:
1-لعن الرموز الدينية للسنة
2- التقية التي ترقى إلى النفاق والخديعة
3-لم يتم مناقشة أو اعتراض, اونقد للمذهب الشيعي
والواقع كافة الردود الشيعية حول هاتين النقطتين يلفهما الغموض, وتدور حول هاتين المشكلتين, ولا تخترقها
لذلك لابد من صدور فتوى صريحة من المراجع الشيعية, احترام هذه الرموز, واعتبارها رموز تاريخية, تستحق كل احترام, وتحريم التعرض لها
وإصدار فتوى أخرى صريحة وواضحة, انه "لا تقية ممن ينطق بالشهادتين"
ووضع المذهب الجعفري مذهبا خامسا في الإسلام
والأصح من كل هذا تحكيم العقل في جل الخلافات السنية الشيعية, فيقر الجميع ما يقبله العقل, ويحرمون كل ما يتنافى مع العقل, ويحذف من أصول الدين
وإذا كان المطلوب وحدة المسلمين,يجب وضع النقاط على الحروف تحديدا, لأننا إذا وضعنا الكلمات بدون حروف, هو نوع من الألغام
وأخيرا الحرب العراقية ضد إيران, والموقف العربي والسني من صدام حسين هي مواقف سياسية,لم ترقى إليها المواقف الشيعية, التي تتسم بالعاطفة والأخوة والمراجع.
فمن وقف مع صدام حسين أو وقف ضد الحرب على العراق ,ليس بالضرورة حبا في صدام, أو في السنة لأن الكثيرين, وقفوا مع صدام حسين, لاستشعارهم,أجندة استعمارية قادمة نحو الشرق, تستبيح الأرض والإنسان والعقل,
. وأنا مع المقاومة العراقية, لاكرها في المالكي, ولا رفضا لعلاوي, وإنما أرى فيها فشل أمريكي كان في أجندته حربا على سوريا وعلى البنان و ليبيا و السودان, و مكة , وصولا إلى قبر الرسول, وكلنا يتذكر الحملة على المملكة العربية السعودية عقب سقوط بغداد.
المقاومة هي التي أوقفت هذا التدمير الهائل للمنطقة, ومن حق هذه المنطقة أن تمجد حماتها, وتخلد أبطالها.
ما حصل للشيعة مع صدام حسين حصل لكل المسلمين في الأنظمة العربية, وتفعله كل الأنظمة الشمولية مع معارضيها, ما حدث في حماه السورية, وما حدث بعد إلقاء قنبلة على الرئيس الراحل حافظ الأسد, لم يختلف في ردة الفعل السياسية عما فعله صدام حسين, ولكن نحن في سوريا لم نعتبره صراعا طائفيا,ولم يأخذ أكثر من بعده السياسي, على السلطة.
الاحتضان السني لشيعة البنان في بيوتها وبين أبنائها, واقتسام الطعام والفراش, وقيام المظاهرات في شتى أرجاء الوطن العربي والإسلامي موقف لاينم إلا عن الحب ,ولم نلمس في العراق مع الفلسطينيين والسوريين مثله.
يا سيدي
بعد الحرب في أفغانستان وفي العراق, طفا على السطح أمراض فتاكة, تطال الجميع, وان لم نخرج منها متعاونين في تعريتها وانتزاعها من عقول أبنائنا سنباع جميعا في سوق النخاسين ويومها لايجيرنا علي ولا عمر , كما اليوم لا الحسين استل سيفه ومنع تقتيل الشيعة ولا يزيد امتطى جواده للدفاع عن السنة في العراق
بالعقل والعقل وحده تحمى الديار والقفار

8/4/2007 اسامه الدندشي