المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الواحد وعشرون من كل عام



شام
17-03-2007, 04:28
في مثل هذا اليوم من كل عام

يحتفل عالمياً و عربياً بعيد

هم خصصوا لها يوماً في العام

يصار الى تجاوز كل أنواع العقوق في هذا اليوم فقط

البر لا يتجسد شكلاً إلا في هذا اليوم فقط

الاحسان لمن أحسن إلينا لا يرد الا في هذا اليوم فقط

الصلة و التواصل و الرحم لا يعرف معناها الا في هذا اليوم فقط

الهدية و الكلمة الطيبة و قبلة اليد و الابتسامة العريضة

لا يعرف صداها الا في هذا اليوم فقط

باقة الزهور و ثوب النوم أو ذاك الوشاح الحريري لا يشترى

إلا في هذا اليوم فقط

احترت ماذا أعد ماذا أحصي

عما يحدث في الواحد و العشرين من شهر آذار ( مارس ) من كل عام

في أغلب دولنا العربية و في الدول الغربية عموماً

قال تعالى :
{ وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا } .

من أحق الناس يارسول الله بحسن صحابتي

قال عليه الصلاة و السلام أمك

{ ألا أخبركم بأكبر الكبائر ؟ قلنا : بلى يا رسول الله . قال : الإشراك بالله , وعقوق الوالدين }





غذوتك مولودا ومنتك يافعا تعل = بما أجني عليك وتنهل
إذا ليلة ضافتك بالسقم لم أبت = لسقمك إلا ساهرا أتململ
كأني أنا المطروق دونك بالذي = طرقت به دوني فعيني تهمل
تخاف الردى نفسي عليك وإنها = لتعلم أن الموت وقت مؤجل
فلما بلغت السن والغاية التي = إليها مدى ما كنت فيك أؤمل
جعلت جزائي غلظة وفظاظة = كأنك أنت المنعم المتفضل
فليتك إذ لم ترع حق أبوتي = فعلت كما الجار المجاور يفعل



تقودنا السطور اعلاه الى معنى ومغزى ..

لقد كرم الإسلام الام و الأب إلى درجة جعل دخول الجنة ممهوراً برضاهما و عدم عقوقهما

ولقد حافظ الاسلام على صلة الرحم بالقول اللين و بالموعظة الحسنة

و قدم الإسلام مكرمات عديدة للوالدين لا يمكن احصاءها في سطور

لأن الإسلام من منهجيته و مبادئ العقيدة السمحاء التي قادت المسلمين في دروب النور و الايمان

تعتني بالفرد و الاسرة و المجتمع بشكل متكامل غير منقوص

وكون الأسرة هي عماد المجتمع لذلك حرص الاسلام على وحدة الاسرة وعدم تفككها ولو بكلمة

( أف ) بين الولد و أبيه و أمه ..

غزت الحضارة عقولنا و مجتمعنا و أسرنا بمنتهى القوة فكان لا بد من دفع الضرائب الحضارية

أولها كان التفكك الأسري الذي صرنا نلمحه في مجتمعات عديدة

و ثانيها العقوق و هذه أسواء من سابقتها

وثالثهما بدأ المجتمع ينهار كنتيجة ملازمة لانهيار الأسرة

ورابعها وخامسها و القائمة طويلة يمكن الزيادة عليها ولا يمكن حذف بند منها

و من ضمن تلك الضرائب اختراع مايسمى عيد الأم ..

نحن لسنا ضد مظاهر الفرح ولسنا ضد تكريم الام

ولكن ألا يكون ذلك الا يوم في العام و باقي أيامه .. أين ذهبت

محلل فيها قطع الرحم و العقوق و انتفاء البر و غيرهم كثير

لقد اخترع الغرب فكرة عيد الأم لأنهم يعانون بالفعل من مشكلات اجتماعية و نفسية و اخلاقية خطيرة

ولكن السؤال .. نحن المسلمون و المسلمات لماذا طغى هذا اليوم من سنوات عديدة

فصرنا مقلدين للغرب بلا تفكير و بلا اتزان

و تناسينا شريعتنا الاسلامية و ما أوصى به الله ورسوله المرسل رحمة للعالمين

آلا يمكننا التعبير عن هذه المشاعر الطيبة حكماً الا ضمن يوم في العام

لعلي اقف موقف استغراب .. مع رؤيتي لهذا الانجراف الساحق نحو

التقليد الأعمى الخالي من المحتوى و الذي مؤكد إن تفاقم أكثر

سيقضي على بقية ما تبقى منا كأمة تحمل اعظم شرائع السماء

نقطة ضوء ... مع مظاهر مرفوضة دينياً و أخلاقياً و إنسانياً

هـــــي عيد الأم يوم واحد في السنة و هذه البدعة الداخلة على

مجتمعنا بكل قوة و بلا أي وازع ... أو رادع ..