المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ابداع بلا حدود مع محمد الشمري



شام
07-03-2007, 16:48
هناك مقالات و مواضيع كثيرة تنشر عبر المضيف العام منها لأسماء معروفة و منها لأسماء مبتدئة

ومنها لأسماء تريد أن تثبت وجودها للغير

ومنها من يريد ان يحقق هدفاً و منها من يريد ارسال رسالة ما الى احد ما ..

و عملية القراءة تعتبر عناء بحد ذاته ،، فمن الصعب جداً احضار كل ما يكتب

و قراءته قراءة متأنية و بالتالي نقد الكاتب عبر أكثر من محور ..

و أن يكون هذا النقد عادلاً منصفاً واضحاً و متضحاً بعيداً عن المهاترة و بعيداً عن التشنج

الذي قد يصيب المخ و القولون ..

وإني لا أخفي عنكم سراً إني لا أقرأ كافة المواضيع ،، و ربما غيري مثلي ..

يكفي منها الاطلاع على العنوان لنعرف هويتها ولسانها الناطق بها

هناك مواضيع لا يمل من قراءتها بمنتهى الشغف و المتعة و كأنها معلقة شعرية

أو قصيدة لشاعر مبدع في ديوان احتوى الكثير من صوره الإبداعية ..

من بين تلك المواضيع التي أحرص على قراءتها مرات عديدة و العودة لها باستمرار

مواضيع الكاتب الاستاذ القدير (( محمد الشمري ))

فهذا القلم لن اعرّف به فهو معروف ولكن أرغب بتسطير بضع كلمات تحمل انطباعي

حول قدرة قلم متمكن من محاكاة القضايا بموضوعية و منطقية ..

بأسلوب أدبي فذ ورفيع ،،، فالمداد الذي يسطره و يمتكله الكاتب محمد الشمري

مداد تفوح منه رائحة الإنسانية و أما القلم فيحمل آمال و آلام ومعاناة كبيرة بسبب ما تفرضه الأونة

و برأيي الأدب الناهض و الرفيع هو ذاك الأدب الذي يفرض وجوده في كل مكان و إن كثر

المعترضون عليه و هو ذاك الأدب الذي ينشر عطور التصميم و المتابعة و الصبر للمضي قدماً بالحياة

و المجتمع منطلقاً من رغبة حقيقية في ترسيخ صرخة تعبر تلك الآذان تفتح تلك العيون فلا يعكر

صفاء صفحاته أي شيء ...

و الروعة فيما يكتبه لنا محمد الشمري ذاك الحس المرهف في توصيف صور الواقع بكل مافيه

لتبدو لنا الحياة متسعة وممتدة لولا بعض العوائق التي أصابت فكر و مبدأ ومفاصل الأمة

كالظلم و الفساد و الاحتلال و غيرهم ...

وهنا اقتطفت بعض الفقرات من مواضيع محمد الشمري و التي توضح الحس العميق و الصرخة الرافضة لواقع قد امتلئ تناقضات و اشبع قسوة ...

(( كتبت مقالة في احد المجلات قبل اشهر عندما قدم استجواب الوزير السنعوسي بعنوان " معالي الوزير والتدوير " وذكرت بان حكومتنا تدور في عدة دوائر ، وادارت الشعب معها ، ودوائرها تتمثل في تدوير الوزراء الذين يدورون الوكلاء والمدراء ، الذين يدورون الموظفين ليثبتوا بانهم قد احدثوا تغيير في وزاراتهم ، ولا يعلمون بان الشعب قد دار معهم فاصيب بصداع الدوران ، وياداره دوري فينا
وسلملي على التدوير ))


هنا نرى كيف استطاع اختزال واقع مرير بسطور تغني عن مجلدات كبيرة ...

وفي موضوع آخر قال :

(( الحقيقة أن المرجلة ضاعت بين الطغاة والمحتلين والعصابات الطائفية لتلتصق بهم لا لصفاتها التي نبحث عنها ، بل لقوتهم وطغيانهم الذي يعتقد البعض بانها " هي هاي المرجلة "
فعزاؤنا للمرجلة وما تعنينه تلك الكلمة من معاني قد فقدت في زمن لا مرجلة فيه !!!))

وهنا نرى صورة اخرى لمعاني الرجولة التي اختصرت في كثير من المواقف العربية امام واقع

ربما لا نحسد عليه ..


ومن موضوع آخر اقتطفت منه :


(( أصبحنا طوائف بعد أن كنا طائفة واحدة ، وأصبح العدو يتفرج علينا بدلاً من أن يجابهنا مجتمعين ، ترك عناء قتالنا لنا فيما بيننا ، لنلتهي بقتل بعضنا البعض ، ويلتهي بتنفيذ مخططاته دون خسائر تذكر .
الكل منا أصبح يتهم الآخر بالطائفية ، ويقذف الآخر بالعنصرية ، وضاعت بين هذا وذاك القضية ، وأنتزعت من بين أيدينا الهوية ، وأصبحنا طائفيون أكثر من الطائفية ))

لست في ساحة مجاراة لما يكتبه هذا الأديب الهارب من تناقضات المرحلة ومن ألمها

فلن استطيع سبر هذا العطاء بسطوري ,, ولكن أستطيع أن أقول أنه استفز كثيراً تلك الادمغة

الغافية على عتبات أجيال مضت و أخرى قادمة بتناقضات أكثر عمقاً بل أكثر نزفاً

مسيرة قوية و إشباع محكم للقضايا بأسلوب الأدب الرفيع الذي لا يدرك كنهه الكثيرين

نحن أمام مدرسة ليتنا نعلم و نتعلم كيف تكون أصول الأدب و الإبداع في سطور وفي مقالات

ومواضيع الكاتب الأول في مضايف شمر الرائع


// محمد الشمري //