المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لن أنسى ما كنتى تفعلين من أجلي .. وكيف أنسى ؟؟



براء
11-01-2007, 14:30
لن أنسى .. !!

جلست على طاولتي .. وقد غمرني الخجل ..
لم أستطع حتى أن أجلس على الكرسي ..
*نظرت إلى شمعةٍ أمامي كانت قد ذرفت كل دموعها وانتهت !!
فأغمضت عيني .. !!
*نظرت .. إلى علبة الأقلام .. التي أجمع فيها كل أقلامي وبجميع الأحجام
والأشكال فأغمضت عيني .. !!
*رفعت رأسي .. وإذ بلوحةٍ زيتية قد عُلّقت على الجدار ..
لوحة جميلة ..
زاد في جمالها تلك الإضاءة الخافتة التي جعلتها تشع نظارةً ..
أغمضت عيني وأنزلت رأسي .. !!
*ثم فتحت درج مكتبي وقد أضاء نورٌ أصفر من داخله عندما فتحته ..
فكان للون الأحمر الغامق ( لون مكتبي ).. عندما أضاءه نور الدُرج المفتوح
لونٌ آخر لونٌ رائع وساحر !!
..... أغلقته بقوةٍ ..
كدت أن أكسرهُ .. !!
ثم رميت برأسي على مكتبي ..
وأغمضت عيني ..
ضللت هكذا ..
إلى أن شممت رائحة ً طيبة ..
رائحة عطر ..
ففتحت عيني لأرى أين مصدره ..
وإذْ بعلبة العطر منتصبةً على مكتبي ..!!
أخذتها ..
وقربتها من أنفي لأشمها ..
يا له من عطر رائع ..
وضعت منه على كفي !!
وفي لحظة .. تذكرت ..
فأغمضت عيني !!
ثم ضربت بعلبة العطر على الأرض فانكسرت ..!!
قمت إليها ..!!
وإذا بها قد انتهت .. تكسّرت تماماً ..
ذهلت !!
انكسرت !!
وأخذت أجمعها .. قطعة ً قطعة ً بيدي ..
وقلت في نفسي ..علّيْ أن أعيدها .. فهذه القطعة من جواهري الثمينة ..
وقد صنعت من الزجاج ..
فأصبحت حادة ً بعد ما انكسرت ..
لم أشعر بالدم وهو يخرج من يديّ ..
فضوء الغرفة .. هافت ضعيف .. كنور شمعة ٍ ..
ما أحسست بخروجه ..
إلا .. من حرارة العطر .. وقد لامس يديّ .. اللتين امتلأتا بالجروح ..
لم يثنين الألم أن أكمل تركيبها ..
وعندما انتهيت !!
شعرت بالألم الشديد في يديّ ..
فغسلتهما ولففتهما ..
فمن شدة التعب ونـَـزْفِ الدم من يدي .. جلست على الكنبة ونمت !!
وحلمت حلماً .. طويلاً ثقيلاً .. زادني ألماً وخجلاً !!
فأستيقظت على صوتٍ قويٍ مرعبٍ ..
إذا به صوت الرعد !!
فتحت عيني .. فلم أرى .. فضوء الغرفة قد زاد ظلاماً بسبب الغيوم ..
ركضت إلى النافذة .. !!
وأنا أتألم بشدة من الجروح التي في يديّ ..
رفعت الستارة !!
وكانت ستارة طويلة جداً من المخمل الناعم ..
أطلقت بصري إلى الخارج ..
فلم أرى إلا الظلام الشديد ..
وفجأة ..!!
لمع نور البرق ببياضه ..
وأضاء كل ما رأت عيني من تلك النافذة ..!!
في ذلك الموقف .. أغمضت عيني ..
ولكن !!
ليس من نور البرق الخاطف ..
أومن صوت الرعد الهادر !!
إنما أغمضتهما عندما تذكرت ما لم أنساه ..
عندما تذكرتها ..
عندما تذكرت حبيبتي ..
تذكرتها .. وتذكرت كيف !! وضعت لها في مكان في حياتي لمسة ..
لا أنساها ..!!
حين نكون عند النافذة واقفين ..
والرعد والبرق عند نافذتنا ..
فتخاف ..!!
وتمسك بيدي وتسحبني إلى داخل الغرفة ..
خوفاً عليّ ..
تخاف علي من البرق والرعد والصواعق !!
حتى وهي في أصعب المواقف .. لا تنساني ..
تذكرني .. في كل لحظاتها ..
ما زلت أذكر أيضا ً..
ذلك العطر الذي أهدتني إياه ..
كان عطرها .. الذي تستعمله ..
قالت : ليكن عطرك مثل عطري ..
حتى لا تنساني ..!!
وتشم رائحتي ..
قالت ليكن هذا العطر رمزاً لما بــنـَـينـَـا بأيدينا من حب سامي ..
حباً نديّاً .. حبا .. طاهراً حباً يفوق جماله تلك العلبة من العطر ..
تعمدت أن تجعلني أتذكرها بكــــــــل شي حولي ..
كنت أفتح درج المكتب .. فيضيء لما في داخله ..
على أشياء كانت تضعها لي في ذلك الدرج ..
علبة حلوى .. أو صورة ً لها .. أو بطاقة معايدة ..
وكثيراً ما كانت تضع .. وردة ..
كانت شاعرة ً ذكية ..
تنظم الأشعار فيني ..
ثم تستحي أن تقولها لي بلسانها ..
فتضعها في ذلك الدرج ..
ما كان يضيء ذلك الدرج إلا على مفاجأةٍ منها ..
لذلك أحببت ذلك الدرج ..
نعم لقد نجحتي ..
ها أنا أتذكرك في كل جزء .. من حياتي !!
في كل همساتي ولمساتي وسكناتي ..!!
أتذكر .. اللوحة الزيتية الرائعة ..
التي كثيراً ما كنا نأخذ صوراً لنا عندها ..
كانت تأخذني عند اللوحة .. وتقول قف هنا ..!!
ثم تضبط الكاميرا ..
وتشغل المؤقت .. وتأتي مسرعة ً وتقف بجانبي ..
وأنفاسها .. ثائرة .. وقد امتلأت ضحكاً ..
وتخرج الصورة .. رائعة ..
وكأن التصوير من محترف !!
أقول لها : دعينا ننادي أحداً ليأخذ لنا الصورة !!
فترفض وتقول لا أريد أن يراك أحد غيري !!
والله لقد نجحتي بأن تكوني حاضري ومستقبلي ..
حتى الماضي هو أنتي !!
ها أنا كما أردتي ..
أتذكركِ بكل شي ..
حتى بأحلامي .. لا تفارقيني ؟؟
دائما ما كانت ..
تأخذ علبة الأقلام .. وتختار قلماً .. ثم تأتي بورقةٍ !!
وتقول : اكتب اسمي بخطك الجميل ..
وفيما أنا اكتب ..
تنظر إلي ..!! وتبتسم ..
تنظر إلي .. !! وتلمس وجهي ..
تنظر إلي .. !! وتنسى ما أكتب ..
جميلة في كل ما تفعل ..
جميلة ..
وقد نجحت فعلاً في أن أتذكرها في كل شي ..
يا لتلك الشمعة .. التي بكت حبنا ..
يا لدموعها .. التي ما زالت ندية ..
يا لدموعها التي ما زلت أسقيها من حوض دموعي ..
أتذكر عندما تشعلها .. في آخر الليل ..
في تلك السهرة الشفافة ..
أتذكر عندما لا تـُبقي من النور إلا تلك الشمعة ..
ها هي أصبحت ماضياً ..
وكومة ً من الدموع ..

كم أنا خجل من نفسي ..
نعم ..
كنت أغمض عينيّ كلما حملتني الذكرى لها ..
كنت أغمض عينيّ ندماً .. وأسفاً ..
أغمضهما .. خجلاً على ما كنت أعمل معها ..
كنت لا أحس عملها معي إلا تمثيلاً ..
ولا أُقـــَدّر ما كانت تعطيني ..
فقد أعطتني .. أثمن شي ..
أعطتني عمرها ..
وأهدتني إياه ..
كأي هدية عادية ..
كأي وردة .. أو علبة .. أو كتاباً .. أو عطراً ..
كان في نظرها رخيص .. لأنه لي ..
وكانت تقول .. أنت تستحق أكثر وأكثر ..
كانت تحارب من أجلي ..
بلا سلاح ..
وأنا ..
كلما انهزمت .. في أي معركة !!
وسقطت ..
ثم غابت عني .. بسبب جروح المعركة ..!!
أحمل سيفي عليها ..
وأحملها التـُّــهم فوق التــــُّهم ..
وأقول ..
غيبتك كانت بسبب كذا ..
وانشغلتي عني بسبب كذا وكذا ..
فتحزن ..
أيما حزن ..
تحزن حينما لا ترى لما فــَعــَلــَتْ أي تقدير !!
ترى نفسها وحيدة ..
فالذي تقاتل من أجله .. قد خذلها !!
عذراً حبيبتي ..
لم أكن أستحق منك ما أعطيتني ..
لم أكن أستحق أي شي ؟؟
تدمرت حياتي ..
لماذا لم أكن أفهمك ؟؟
لما عميت عما تضحي من أجلي ..
لم أكن أحب أن أكون هكذا !!
لا أحب النذالة .. لا أحب القسوة ..
ولا الخذلان .. ولا الغدر ..
لم أكن يوماً أفكر أن أكون هكذا ..
أهذه خسة مني ..
لا أرى لفعلي معك أي تفسير ..
إلا الرداءة ..
سامحيني حبيبتي ..
سامحيني وعودي ..
ارجعي إلي حبيبتي .. لنوقد شمعة ً ..
عودي ..
عودي .. وأأتي بالورقة أكتب بها اسمك ..
هاتي الكاميرا .. فاللوحة الزيتية ما زالت مكانها ..
هيا ارجعي لمن أحبيتي ..
هيا واجعلي عودتك مفاجأة .. كالتي كنت ِ تضعين في الدرج ..
فمنذ غيابك ..
لم يكن هناك مفاجأة ..
ولم أتلقى أي هدية ..
أرجوك عودي وكوني أحلى هدية تقدم لي ..
هيا يا حبيبتي ..
هيا عودي .. قد اشتقت لعطرك ..
وعطري قد انكسر .. وجرّح يدي ..
تعالي .. وخذي الألم منها ..
هيا عودي ..
ألا تسمعين صوت الرعد .. ألا ترين البرق في السماء ..
هذه المرة ..
أظن الصاعقة .. ستقتلني ..
أظنها ستأخذني منك ..
هيا عودي واسحبيني من بين يديها ..
هيا وكوني تلك الجندية .. المقاتلة ..!!
أتسمحين لأحد ٍ أن يأخذني من بين يديك ..
هيا ارجعي هيا .. فقد ندمت ..
هيا ارجعي وانظري كيف أنك نجحت ..
كيف أنك جعلتني أتذكرك في كل شي ..
هيا عودي ..
عودي ..
ولا تتركيني أموت ألما ًمن كل شي يذكرني بك ِ ..!!
امنحيني الفرصة ..
لأوفي ديونك .. فقد ثقل كاهلي منها ..
هيا ارجعي .. فأنا أبصر الآن جيداً ..
أفهمك جيداً ..
هيا يا حبيبتي ..
هيا لنفتح صفحة جديدة ..
ولنجعل يوم عودتك ..
صفحة الأيام ..
@
@
كل
الحب
لكم

شام
11-01-2007, 16:12
رسالة وجدانية

عبقت بالمعنى و استرسلت مع الحروف

جوهر المعنى يستحق عناء القراءة

بوح فيه نزف و اعتصار

ليتساقط كلمات

و القلم لــ براء


شكراً

المهرة
11-01-2007, 22:03
ليست الاقلام ولا العطور

ولا باقة الزهور ولا تلك الالوان الممزوجة بألوان حياتنا معهم

تجعلنا ننسى تلك الذكريات ولدت يوم ميلادهم
وكبرت بين ايديهم وشاخت وسط اعينهم


تأخذنا الذكرى الى احضان الطفولة
وتلك الايام الواعدهـ والكلمات الممزوجة
بشهد الاحاديث


وان طبقت الجفون وغابت الذكرى
سترسل نوافذ الذكرى يوماً ما
مرسولها لتبشرنا بالأمل
فتغفو الاحزان وتزهو الاحلام




كان حديث ذو شجون

فأهديتنا شموع الحرف وضيائه

وسكبت لنا عطر
فـ نبتت ازهار الامتنان

دمت بخير

اختك / المهرة

الشاهري العبيدي
11-01-2007, 22:21
ذكريات جميله....لا بل ذكرى اليمه
كم عشناها...عشنا لحظات بريئه
لحظات وجدان بعيدا عن دنيا الحقيقه
بحلوها ومرها...كانت اطار عذب لحياه اضحت ذكرى
يوم نعيش الفرح ويوم نتوشح الهم لباس
ايه..ايه يا زمن كم من خليل فقدناه
وكم من حبيب راح

وما بقى من الايام الا ذكرى يتيمه



(فعلا...فعل بنا الوقت الافاعيل وكم من حبيب وخليل مر على قلوبنا واصبحت لحظات الانس هبوب طاريه)

غروب ليس إلا
13-01-2007, 00:05
أخي براء , لا أعلم بماذا أصف بوحك ...

أحرفك " مسجونة " داخل قصة " لا تغيب عن أسطرك ..

ذكرى قاتلة ...

قصة نازفة ..

لا تشبه قصص الكتـّاب ,

عادة يكتب الكاتب عن جراحاته , وكيف غـُــدر.. خـُــدع , وكيف تم إسقاطه من حسابات شخص آخر..

ولكن "ضمير " الكاتب في بوحك هو من يقسو ,, وهو من يـُعرض عن الحب ...

أخي براء نزف مختلف وآسر ...

دمت بخير

غروب ليس َ إلا