في مهب الريح .. والقلب الجريح

[العذب]

بعد ما حدث في فلسطين في الأيام الماضية ..

وبعد أن رأينا تلك الفتاة التي هي في عمر الزهور ...

رأيناها ترمي بنفسها في مهب العاصفة ...

رأيناها ...... ولكن ماذا فعلنا ....؟؟؟

لم نفعل شيئاً ... لم نفعل شيئاً .... وماذا بإمكاننا أن نفعل ... غير التجسيد الذي
يحييه القلم والفكر ....


أسأل الله أن يتقبل الشهداء وأن يلحقنا بهم ...


---------

اقذفي بي يا ريا العز
في أرض الكرامة
وامنحيني صولة الليث
وإقدام أسامة
واسأليني عن مدى الإقدام
في أرض أنارت
جثث القتلى ظلامه
اقذفي بي يا رياح العز
ما عدت أغني
شعر أنس وهناء
لم أعد أشعر بالهمس وبالأنس
وأزهار البهاء
لم أعد أرتاح للبلبل
أو صوت الحداء
لم أعد أضحك جذلانَ
ولا أبدي الصفاء
كيف لي
والليل ما زال يغني بالحمم
ويغذيه الأ لم
كيف لي بالنبع عذب
وعيون القوم دم
آه يا شعر المآسي
آه يا صعب المراسِ
آه يا دمعة إحساسي على حمرة كاسي
آه ا ليل الوجوم
كم تراءت فيك أبراج الهموم
فتساقينا السموم
لم أزل أرقب ذاك الفجر في الليل البهيم
بين آلاف النجوم
كيف والحزن يعريني أمامه
ويريني عين إقدام أطلت
خلف ( آيات ) الإمامة
اقذفي بي يا رياح …
فلقد طال انتظاري للصباح
وعلا حولي الصياح ..!!
الصياح ؟
صوت عذراء رماها الكفر في خدر الأسى
ورمى عنها الكسا
كي تعيش العمر عيش البؤسا

صوت عذراء تنادي
خلف أسوار المهانة
أوقفوا زحف الخيانة
أوقفوا الباغي
فإني
في محيط الرعب
أجني
شوك آلم الإهانة
ويح قومي
ويح نفسي
لم نرَ العز ينادي
بعد أن ملَّ النداء
وانقضى منه الرجاء
كيف لا
والكفر يحييه الولا
وينميه الملا
وعيون في فلسطين تناجي الأملا
وفتاة القدس ترمي نفسها في ثورة الموت
لتحيينا
ولكن
لم يعد فينا حياة
لا
ولا حتى حياء
ليس من قلة مالِ
ليس من قلة آلِ
ليس من قلة عـدَّةْ
أو عتادْ
سبب لا غير أردانا
فصرنا أدعياء
هو ( أنا جبناء )
يا فتاة العز في القدس
عرفنا قدرنا
وعلمنا أننا
في زحمة الخوف
نني الدرنا
يا بنة الأخرس نحن الخرس
إذ دوَّت قنابل
قد هربنا فرقاً
من سطوة الباغي المقاتل
وبقيتي في نحور الكفر
تحيين الجحافل
لم يعد فينا وفاء
يا وفاء
كلنا كالببغاء
قد مضى خمسون عاماً
لم تكوني وقتها ضمن الوجود
ما رأيت الذل إذ حلَّ
وأبدى رعشة الغِـر البليد
عندها صغنا قرارات السلام
ثم طيرنا الحمام
ورسمنا لوحة الذل
بألوان الظلام
لم يكن في ذلك اليوم ضياء
لا
ولا حتى خيوطاً من سناء
ثم لما جـنَّ ليل الذل
لم نبصر نجومه
لم نرَ إا غيومه
ودموع القمر الحالم من خلف الأنين
ينسج الحزن المهين
في قلوب المسلمين …..
ملّ صبري
جف حبري
لم أعد أسطيع قولا
كل ما أسطيعه
أن أرسل الأحزان شعرا
رغم حقد الحاقدين
فاسأليني يا سنين
فاسأليني يا سنين

------------------------
الثلاثاء 19/1/1423 هـ
الساعة 4.30 فجراً

[عاشق سلمى]

أســـــــأل المولى جل شأنه أن يكتب لنا الشهادة والخالصه لوجهه سبحانه

[وميض]

الأخ الكريم العذب :
أتعلم بمن ذكرتني في نصك هذا ؟
ذكرتني بالشاعر أحمد مطر .. ذلك الغني عن التعريف ..
برشاقة عباراتك .. وقدرتك على تجسيد الألم .. والسخرية المبطنة بالقهر المميت من وضع نستطيع تغييره لكننا مكبلون .
أخي الكريم : اسمح لي أن أعترض فقط على قولك : ( امنحيني صولة الليث ..وإقدام أسامة .. ) من قال أنك ونحن لا نملك ؟؟ أنت ونحن نملك لكننا مكبلون بقيود من يخشى على كرسيه ولا يبغي الكرامة .. )
أيها المبدع الذي عزف عل جراحاتنا ألماً لم يسكن ..
اسمح لي أن أعرض رؤية متواضعة لنصك ؛ هو أجمل وأرقى بكثير منها .. لكنني تأملت هذا النص بعين العاشق للجمال .. لذا استغرقت أياماً للرد عليه .. فكل مرة أتأمله أشعر بجماله .. لكني ألمح ما يؤرقني في ذلك .. وهو قليل جداً ؛ أعرضه فيما يلي :
* في قولك : ( آه يا شعر المآسي .. آه يا صعب المراسِ .. آه يا دمعة إحساسي على حمرة كأسي ) أشعر أن هذا الفاصل حجر عثرة بين ما قبله وما بعده .. لأنه ليس بقوة سابقيه ولا لاحقيه ..
* لو وضعت فواصل بين كل مقطع وآخر .. حتى يتمكن القارئ من أخذ نفسيمنحه طاقة أكبر للانسجام والتلذذ ..
* ما رأيك لو أنهيت نصك عند قولك : ( ينسج الحزن المهين .. في قلوب المسلمين .. )
حتى لا يفقد نصك طاقته الإبداعية التي بدأته بها ..
**********
أخيراً ...
رؤيتي هذه ماهي إلا محاولة تعمق في نص عشقت معانيه وانسجمت مع موسيقاه العذبة التي صاغها مبدعها بروحه السامية ..
شكراً لك .. وننتظر منك ما يرتحل بنا معك في غياهب الجمال والإبداع .
********
أختك وميض .

[العذب]

أخي الكريم ( عاشق سلمى )


أسأل الله العلي القدير أن يتقبل دعاك ...

وأن يحيينا مسلمين ويميتنا مجاهدين في سبيلة ، ويبعثنا شهداء

تثعب جروحنا دما ...





وعلى المحبة ,,,

[العذب]

أختى ( وميض )

لك كل الشكر على هذه القراءة النقدية العاجلة ...


فقد أثلج صدري وجود أمثالك بيننا ...

اسلوب جميل ....

بعيد عن التجريح ...

حس نقدي جيد



أقد ر كل ما قلتيه يا أختي الكريمة



فشكرا ثم شكرا



وعلى المحبة ,,,