المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رسالة إلى أبطال الحياة



ميسون قصاص
13-06-2006, 20:56
* رسالة إلى أبطال الحياة *
كتبت يوم المعاق العالمي : 4 / 12 / 2005


إخوتي .. أخواتي : السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. وبعد :

فإنّني في هذا اليوم أحببت أن أتوجّه إليكم برسائل وجّهتها لنفسي قبل أن أوجّهها إليكم من خلال تجربتي التي دامت 35 سنة في مشكلة مرضيّة نادرة الظّهور في مجتمعاتنا فأنا أعاني من اضطراب حركي في سائر الجسد بسبب حمى أصابتني حينما كنت في منتصف الثّالثة من عمري أقعدتني لسنتين قبل أن أعاود المشي ، وحين كبرت كنت أظنّ نفسي أنّني الوحيدة في مجتمعي التي أعاني من هذه المشكلة حتّى جاءني من يقول لي : لست الوحيدة التي تعاني من هذا العَرَض لكنّك ربّما كنت من القلة الذين تخرجون من بيوتهم ويمارسون أعمالهم ويظهرون أمام النّاس بمشكلتهم هذه دون حرج ، فتعجّبتُ حينها وقلت له : ذلك الفضل من الله ثمّ من أمّي رحمها الله وأكرم مثواها، فبفضل احتوائها وحنانها وذكائها الأموميّ الفطري والّذي لم أر له فيمن حولي مثيلاً إلى الآن، أجل .. إلى الآن ، استطاعت أن تجعل من طفلتها المريضة طفلة متميّزة بين أقرانها ، في محيط عائلتها ومدرستها ، وما كانت تلقّبني إلّا بالبطلة ، ولذلك فإنّ لأمّي رحمها الله نصيب في الاسم الّذي أحببته لي ولكم كواحدة منكم وهو ( أبطال الحياة ) .
وكما كان لأمّي دورها المعنويّ فإنّ والدي رحمه الله لم يأل جهداً في محاولة علاجي ومساعدتي على تجاوز مشكلتي وقد سافر بي لهذه الغاية إلى خارج سوريا ، وحيث كنّا نسافر كان يعرضني على أطبّاء ذلك البلد .
ويؤسفني أن أقول أنّي وجدت حالات معاكسة تماماً لأمّهات وآباء حوّلوا أطفالهم الأصحّاء إلى معاقين نفسيّاً واجتماعيّاً وبالتّالي ذهنياً بسبب كثرة الإهمال وعدم الشّعور بالمسؤولية أو كثرة الدّلال وسوء التّربية .
وما زال ينمو في نفسي ما غرسه والداي في داخلي منذ سنين من معاني الإيمان والإرادة والأمل ومحبّة النّاس والخير . رغم أنّي فارقتهما رحمهما الله تباعاً في سنّ الخامسة عشر ممّا جعل حالتي الجسديّة تنتكس بعد كنت أتماثل للشّفاء كما أخبرنا بعض الأطبّاء .
لكنّ الله لا ينسى عباده ، فهناك من أهل الإيمان والخير من كان يثبّت أركاني ويدعمني في المواقف الحرجة من حياتي ، فاستمرّت بسقياهم غراس والدتي رحمها الله بالنّموّ بل وازدادت عطاء وخيراً ، وجاء اليوم الذي افتتحت فيه ساحة ( أبطال الحياة ) في أكثر من موقع ليمنحني ذلك مزيداً من الدّعم المعنويّ من خلال تواصلي مع الجميع أبطالاً وصنّاعاً للحياة في محاولة لصنع غد أفضل لنا جميعاً بإذن الله ، ولله الحمد والمنّة من قبل ومن بعد .
إخوتي ، أخواتي : إنّ تجربتي وبرغم مرارتها كانت من أكبر الدّوافع لي على النّجاح والتّميّز والإبداع ، ولأنّنا ربما نكون أصحاب احتياج أكثر من غيرنا ( من حيث القدرات الجسديّة ) فلا بدّ أن نكون أكثر استخداماً لقدراتنا الفكريّة كبديل عن ما فقدنا من قدرات جسديّة ، لنغدو بذلك من المبدعين ، فكما يقال: الحاجة أمّ الاختراع . وقد أثارتني جملة قالها شابٌّ غربيّ من ( أبطال الحياة ) ـ مبتور الأطراف الأربعة ـ جملة جعلها عنواناً لكتابه بل ولحياته كلّها الحافلة بالإنجازات والإبداعات ، جملة تقول : ( لا عذر لإنسان يعقل) ولا مانع يا إخوتي وأخواتي أن نستفيد من تجربة هذا الشابّ وإن كان غربيّاً ما دام يقدّم لنا تجربة إنسانيّة فريدة ومفيدة لنا ولمجتمعاتنا .
ومن خلال تجربتي أتيت عبر هذا الموقع المتميّز أحمل رسالة أسأل الله أن تكون متميّزة لأناس متميّزين إن شاء الله ، وأرجو الله أن ينفع بها أبطال الحياة وغيرهم من أصحّاء الأبدان والقلوب بإذن الله .

أترككم اليوم ونبدأ غداً بإذن الله خطوة خطوة مع الرسالة المطولة في الصفحات التالية ...

شام
13-06-2006, 21:20
رسالة إلى ابطال الحياة

و القلم مع ميسون قصاص

ورسالة فعلاً موجهة للجميع ، تحمل بين ثتاياها الكثير ، علنا نرتقي بهذا العالم من إطاره المحدود إلى اللامحدود .

و تكون لدينا ثورة و إنطلاقة ...

هذه هي البداية فقط .. وكانت المقدمة ..


وسيكون لنا وقفات ,,, لاحقة مع ابطال الحياة ...

أرى أن الموضوع مفتوح للمشاركات وابداء الرأي ... لذلك لن أتردد في نشر اي معلومة ..

واسمحي لي اختي ميسون أن أشاركك الفكرة و الموضوع ..

وياهلا بك ميسون

موضوع فعلاً جميل .. وراقي .. ومفيد ويستحق المتابعة و المساهمة ..

جزاك الله كل الخير

و يعطيك العافية ..

السرعوفي
14-06-2006, 00:57
شكرا اختي ميسون , مقالة رائعه جزاك الله كل الخير , ورحم الله والدتك فهي بلا شك كانت اما عظيمه أذ شجعتك واخرجتك الى الوجود رغم احتياجك الخاص !!! يبقى ان اذكر الى اننا هنا في المملكه نفضل اطلاق ذوي الاحتياج الخاص على كل من يحتاج الى خصوصيه في حياته ومعيشته !!! اجمل التحيات ... !!!

ميسون قصاص
15-06-2006, 01:52
شكرا اختي ميسون , مقالة رائعه جزاك الله كل الخير , ورحم الله والدتك فهي بلا شك كانت اما عظيمه أذ شجعتك واخرجتك الى الوجود رغم احتياجك الخاص !!! يبقى ان اذكر الى اننا هنا في المملكه نفضل اطلاق ذوي الاحتياج الخاص على كل من يحتاج الى خصوصيه في حياته ومعيشته !!! اجمل التحيات ... !!!

أخي السرعوفي .. حيّاك الله :
أشكرك ... ويبقى أن أذكر أنّنا أصحاب الشّأن أولى بتسمية أنفسنا من أي شخص أو بلد .. فلست أتصور أنّ أحداً ليس لديه احتياجه الخاص ( معرفيّاً ـ روحيّاً ـ جسديّّاً ـ ذهنيّاً ـ تواصليّاً ) ... فلماذا تُحصر التسمية فينا وحدنا ؟!!!... وهل تحبّ هذه التّسمية لنفسك لو قدّر لك ما قدّر لنا لا سمح الله .. على كلّ حال التّسمية معرّبة ... وليست من ثقافتنا ... وسيكون لي في رسالتي تفنيد لمصطلحات مجتمعاتنا فينا بما فيها ذوي الاحتياجات الخاصّة .... وإلى لقاء قريب مع رسالتي المطوّلة ..........

ميسون قصاص
15-06-2006, 01:58
أختي إيمان ... حيّاك الله ....
كلماتك رائعة ومشاعرك صادقة ... وإنّه ليسعدني أن تكوني شريكة لي في الفكرة والعمل عليها ... بارك الله بك .. ودمت بخير

ميسون قصاص
15-06-2006, 02:02
FF9900إخوتي ، أخواتي (أبطال الحياة ) :

1) لنعلم جميعاً نحن (أبطال الحياة ) أنّ لدينا مشاكل صحّيّة ما قد تقيّدنا لكنّها حتماً لا تقلّل من كرامتنا الإنسانيّة ، بل على العكس تماماً ، إنّها تزيد من كرامتنا كلّما عملنا على تحدّيها والانتصار عليها بما نملك من إيمان بالله وإرادة وثبات ، وكلّما حاولنا التّناغم مع الحياة بطاقات بديلة ، فلنمارس من الأعمال ما يتناسب مع معرفتنا لطاقاتنا الجسميّة والذّهنيّة ولنحاول أن نبدع في ما نجيد من الأعمال فنحن بإذن الله قادرون على ذلك ، ولنعلم أنّ إنكار الواقع أو محاولة إخفائه يرجع على النّفس بالشّقاء وخيبة الأمل ، شأنه شأن العيش في دوّامته .


2) لنستفد من جميع الإمكانيّات العلاجيّة المتاحة لنا ولنتابع مستجدّات العلم في كلّ ما يمكن أن يطوّر حالاتنا الجسديّة والنّفسيّة نحو الأفضل يحدونا في ذلك الأمل والرّجاء وحسن الظّنّ بالله ولنكثر من الدّعاء والتّضرع إلى الله وتلاوة القرآن والصّدقات بأنواعها وإن كان العلم لا يمنحنا الأمل في الشّفاء . ولنعلم أنّ ما ذكرناه من الوسائل وإن لم ترفع البلاء فإنّها تضعف سلطانه على أبداننا وأرواحنا ، وتمنحنا مزيداً من الثّواب المدّخر في الآخرة بإذن الله .


3) لنكن واثقين من وعد الله لنا بالثّواب العظيم إذا صبرنا فإنّ ذلك يخفّف ما نعانيه من صعوبات وآلام فالله تعالى يقول : (( يوم يوفّى الصّابرون أجرهم بغير حساب )) ويقول عزّ من قائل : ((ولنبلونّكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثّمرات وبشّر الصّابرين * الّذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنّا لله وإنّا إليه راجعون * أولئك عليهم صلوات من ربّهم ورحمة وأولئك هم المهتدون )) وقال رسول الله ( صلّى الله عليه والسّلام ) : ( يودّ أهل العافية يوم القيامة حين يُعطى أهل البلاء الثّواب لو أنّ جلودهم كانت قرضت في الدّنيا بالمقاريض ) وقد سُئل رسول الله ( صلّى الله عليه وسلّم) : أيّ النّاس أشدّ بلاءً قال : (الأنبياء ثمّ الأمثل فالأمثل : يبتلى الرّجل على حسب دينه ، فإن كان في دينه صلباً اشتدّ بلاؤه ، وإن كان في دينه رقّة ابتلي على قدر دينه ، فما يبرح البلاء بالعبد حتّى يتركَه يمشي على الأرض وما عليه خطيئة ) .

يتبع بإذن الله ...

ميرا
15-06-2006, 02:06
..شكــــــرا ..ميسون..

وأنا أحييّ فيك صبرك وشجاعتك وقوة عزيمتك ..

..ورحم الله والدتك وأسكنها فسيح جناته..إن شاء الله ..

ميرا
15-06-2006, 02:14
...سلمت أناملك .. ميسون قصاص

..وإلى الأمـــام..

شام
15-06-2006, 03:06
ميسون قصاص

بنت الحياة

ومن ابطال الحياة

حياك الله في مضايف شمر

ويسعدني تكثيف الجهود

وتوحدها للإرتقاء

في عالم ابطال الحياة

أو الاحتياجات الخاصة

ولي عودة قريبة


يعطيك العافية ميسون

ميسون قصاص
15-06-2006, 03:37
أشكر من كل قلبي كلّ من ترحّم على والدتي .. الأخ سرعوفي / الأخت ميرا / وكذلك الأخت إيمان من قبل / وإن شاء الله سأحدّثكم عن هذه الإنسانة العظيمة مطوّلاً ...

شام
15-06-2006, 03:53
رحم الله والدتك

رحم الله موتى المسلمين اجمعين

ميسون قصاص

بانتظار


البقية


فإننا على شوق


للقاء معك هنا

وياهلااااااااااااااااااااااا

حاتم الشمروخي
15-06-2006, 04:12
اختي / ميســــون

يقال ....

لايوجد معــاق بل مجتمع معيق ...

والمعاق : هو من لا يستطيع أن يقضي حاجاته اليومية بنفســــه

وما عدا ذلك هو المنتصر والله الناصر والمعين

هو البطل والقدوة والمحتذى يضرب به المثل

لبس تاج النبل والثقة والاعتزاز ملك نفسه وملك اعجاب وتقدير الناس

عرف نفسه جيداً .... وسيِدها ... هو العصامي بحق

اختي / اهني نفسي بتواجدك بيننا

واهني نفسي بتواجدي في متصفحك

وأن حــــاتم بحبــــــور

ويشهد الله اني بكِ فخـــــور ....

رافق قلبك وروحك

البهجة والسرور.

لكِ التحايا المبجلة ...

والشكر اجزله

الموفـــور المضفور

بعقد ورد الياسمين..


استميحك العذر من تقصير رافقني

ميسون قصاص
15-06-2006, 04:25
أخي الكريم أ حاتم :
شكراً لكلماتك الطّيّبة وشعورك النّبيل ....
ويشرّفني أن أحلّ ضيفة على مضيفك الحاتميّ الّذي يحسن القرى ويكرم الضّيف ...
وجزاك الله كلّ خير ...

مرفأ
16-06-2006, 01:08
الاخت الفاضلة ميسون

اثبتى انك بطلة من ابطال الحياه لانه بالاراده القوية تغلبتى على الكثير وواجهتى

رحمك الله والديك واسكنهم فسيح جناته

واهلا وسهلا بالمضايف عامة وذوى الاحتياجات خاصة وننتظر الاطلالات القادمة لك هنا

ميسون قصاص
17-06-2006, 03:51
أشكرك أختي مرفأ على مشاركتك الطيبة ... ودعواتك الصادقة لوالدتي رحمها الله ... رحم الله موتاكم وموتى المسلمين أجمعين ...
أعدكم بالمزيد إن شاء الله .. وجزاك الله خيرا ....

ميسون قصاص
17-06-2006, 13:11
إخوتي .. أخواتي .. ابطال الحياة :

4) لنتجاهل من يتجاهلنا أو ينفر من اختلافنا عنه ، ولنحاول أن لا نحزن من سخرية بعض مرضى القلوب، بل لنحزن على مثل هؤلاء ، لأنّهم أكثر ضعفاً من أن نحاسبهم على تجاهلهم إيّانا أو سخريتهم ، فهم عاجزون عن قبول قضاء الله فينا فكيف يكون حالهم لو نزل هذا القضاء فيهم ، وحينئذ سنعلم كم نفوقهم صبراً وقوّة ، وحبّذا لو استطعنا أن نواجه مزاح البعض وإن كان مزعجاً بروح الفكاهة ومشاعر المنتصر على محنته فإنّنا بذلك نساعدهم على أن ينظروا إلى أبعد من حدود العجز والإعاقة حتّى يتمكّنوا من معرفة ما لدينا من طاقات روحيّة وإبداعيّة ، وما نملك من قدرات وإنجازات لا يملكها كثير من الأصحّاء .

5) لنعلم أنّ عدم قبول بعض النّاس لنا لا يلغي وجودنا فنحن موجودون برضائهم أو عدمه ، فلنخرج إلى الدّنيا ولا ننـزوي على أنفسنا فإنّ ما نتميّز به مدعاة للفخر منّا والاحترام من كثيرين ، ولا يمنعنا خوفنا من أذى البعض من مواجهة الكلّ لأنّنا في ذلك نحجب عن مجتمعاتنا فرصة التغيير نحو قبول الآخر والتّفاعل معه مهما كان الاختلاف ، وقد قال الإمام عليّ (كرّم الله وجهه ) : إذا خفت من شيء فقع فيه .

6) لنحاول أن نعتمد على أنفسنا ما استطعنا حتّى لا نستشعر أنّنا عالة على من حولنا . بل ولنحاول أن نكون إيجابيّين مع الآخرين أيضاً ومتفاعلين مع مشكلاتهم قدر استطاعتنا فإنّ ذلك ينسينا مشكلاتنا ويجعل لنا يداً عليا في مجتمعاتنا إلى جانب احتياجاتنا الّتي تشعرنا أحياناً بأن‍ّنا يدٌ سفلى ، وبذلك نتساوى مع أبناء المجتمع كلّهم فليس من أحد إلاّ وله يدٌ عليا في مواطن قوّته ويد سفلى في مواطن ضعفه.

7) لنأخذ المبادرة بإراحة الآخرين إذا ما شعرنا بأنّ الآخرين مضطربين أو متردّدين عند لحظة المواجهة فإنّ ذلك يزيدنا ثقةً بأنفسنا ، ولا بأس أن نفصح عن مشكلتنا إذا لزم الأمر لأنّ الإنسان بطبيعته يخاف ممّا لا يستطيع فهمه وبالتّالي فهو عدوّ ما يجهل . وقد يستفزّ البعض فضولهم لإثارة أسئلة محرجة قد لا نرتاح إليها فتأتي المبادرة منّا لتزيل الحواجز مع الآخرين ، وتكسر وهم المواجهة لدينا مرّة بعد مرّة .

يتبع بإذن الله ..........

شام
17-06-2006, 13:46
لنتجاهل من يتجاهلنا أو ينفر من اختلافنا عنه ، ولنحاول أن لا نحزن من سخرية بعض مرضى القلوب، بل لنحزن على مثل هؤلاء ،

نعم ميسون

مقولة صالحة لكل زمان و مكان

ومع كافة المستويات و الانماط

ومتابعين كلنا سوا معك

ميسون قصاص

و رسالة الى ابطال الحياة

عبدالله المهيني
17-06-2006, 15:05
أختي العزيزة

ميسون قصاص



دخلت على عجالة من أمري

ووجدت الفرصة لأتواجد هنا


وسوف أعود للقراءة الكاملة

لما إحتواهـ هذا المتصفح من درر ونفيس

من حكاية حياة بطلة



.
.
.


للتثبيت


خروج بصمت

ميسون قصاص
19-06-2006, 04:36
شكراً لمرورك الكريم أخي عبد الله ... وجزاك الله خيرا ...

ميسون قصاص
19-06-2006, 04:37
8) إذا سمعنا حديث رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم ) : ( المؤمن القويّ خير وأحبّ إلى الله من المؤمن الضّعيف ، وفي كلٍّ خير ) فلنعلم أنّنا من المعنيّين بالمؤمن القويّ ، فأشدّ النّاس بلاء هم الأشدّ قوّة وصبراً وإرادة وإيماناً لأنّ الله لا يكلّف نفساً إلّا وسعها ولولا علم الله بقوّتنا الرّوحيّة والإيمانيّة ما ابتلانا ليطهّرنا ويقرّبنا ويوفّينا أجورنا بغير حساب بإذن الله .

9) لنعلم أنّ ليس كلّ مصاب هو عقوبة وتعجيل ، وليس كلّ عطاء مكافأة وتفضيل، ولنحاول إبعاد هذه الفكرة عن أذهان أهلنا وذوينا، فكثيراً ما تسيطر هذه الفكرة على عقول المصابين وذويهم في مجتمعاتنا وإذا أردنا أن نؤكّد لهم عدم صحّة فكرتهم فعلينا بالرّضى فإن لم يكن فبالصّبر فإن لم يكن فبالتّصبّر ، فبهذه الخصال تصير المحنة منحة وقرباً ، وبدونها تصير المحنة عقوبة وغضباً . وبهذه الخصال نعين ذوينا على تحسين ظنّهم بربّهم ، وبدل أن نكون بالسّخط في نظرهم ونظر من حولنا عبرة ونكالاً ، نغدو بالرّضى والصّبر آيةً تزداد رونقاً وجمالا ، فلنعمل على إشاعة الفرح والسّرور فيمن حولنا ما استطعنا بدءًا من الابتسامة العذبة والكلمة الطّيّبة فرسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول : ( المؤمن حزنه في قلبه وبشره في وجهه) .

10) لنتأمّل في سورة الكهف في قصّة السّفينة التي ركبها موسى عليه السلام مع الخضر فخرقها الخضر ، ولمّا سأله موسى عليه السّلام عن سبب خرقه لها أجابه : (( أمّا السّفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر فأردت أن أعيبها ، وكان وراءهم ملك يأخذ كلّ سفينة غصبا )) والحقيقة أنّنا كلّنا مساكين وفقراء إلى الله، وأنّ حالنا نحن أبطال الحياة حال أهل هذه السّفينة التي خُرقت ، أعيـبت سفينتا وهي أجسادنا لحكمة قد ندركها أو لا ندركها ، ولا شكّ أنّ حال الدّنيا والهوى والشّيطان وبعض شرار النّاس كحال هذا الملك الغاصب يجرون وراءنا ليغتصبوا إيماننا وأخلاقنا وديننا بإغراءاتهم الكثيرة ، فتأتي حكمة الله لتختار من تبتليه في بدنه ودنياه بينما تبتلي غيره في روحه ودينه ، والحمد لله الّذي جعل مصيبتنا في دنيانا ولم يجعلها في ديننا . فكم من عافية لم تقابل بشكر ساقت صاحبها إلى النّار ، وكم من بلاء قابله صبر ساق صاحبه إلى الجنّة بغير حساب . والله تعالى يقول : (( وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم ، وعسى أن تحبّوا شيئاً وهو شرّ لكم ، والله يعلم وأنتم لا تعلمون )) ويقول رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم ) : ( لا خير في خير بعده النّار ، ولا شرّ في شرّ بعده الجنّة ) فلنصبر إخوتي ولنحتسب ، وما عند الله خير وأبقى .

يتبع بإذن الله ...[/color]

ميسون قصاص
19-06-2006, 04:44
[11) لنذكر أنّ لنا سلفاً صالحاً من أبطال الحياة وعلى رأسهم الأنبياء ، فأيّوب نبيّ الله ابتلي بلاء عظيماً في جسده فكان مثالاً للصّبر يذكره النّاس إلى الآن حين تعرض لهم مشكلة فيقولون : اللّهمّ ألهمنا صبر أيّوب . وما كان يزيد عن قوله : (( ربّ إنّي مسّنيَ الضّرُّ وأنت أرحم الرّاحمين )) فينسب الضّر إلى الضّر نفسه وإلى الشّيطان في آية أخرى أدباً مع الله : (( ربّ إنّي مسّنيَ الشّيطان بنصب وعذاب )) فامتدحه الله تعالى فقال : ((إنّا وجدناه صابراً ، نعم العبد إنّه أوّاب)) وقد تعرّض عليه السّلام إلى سخرية النّاس وتضجّر الزّوجة فلم يقعده ذلك عن دعوة النّاس إلى الله والعمل بما أمره الله ، فشفاه الله وعافاه بصبره ورضاه.
وموسى عليه السّلام والذي كان لا يحسن النّطق حتّى دعا ربّه (( واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي )) . وكان فرعون يعيّره وهو من آذاه بتركه يحرق لسانه وهو يضع الجمر في فمه حين كان طفلاً في المهد فيقول : ((أهذا الذي هو مَهين ولا يكاد يُبين)) فصبر على البلاء وعلى أذى فرعون وغيره ممّن سخروا منه ، فاصطفاه الله برسالاته وكلامه وقال تعالى: ((وكلّم الله موسى تكليما)) لذلك سمّي موسى عليه السّلام : (كليم الله) فجاء العطاء من جنس الأخذ ولكن شتّان بين أن يكلّم الله عبده ، وبين أن يكلّمه النّاس ،ورغم أنّ سيّدنا هارون كان هو الأكبر سنّاً والأفصح لساناً إلّا أنّ اصطفاء الله بالنّبوّة جاء لسيّدنا موسى (عليه السّلام ) وإنّما جاءت نبوّة هارون عليه السّلام بدعوة من أخيه موسى : ((واجعل لي وزيراً من أهلي ، هارون أخي )) . ولعلّ أهمّ ما يحتاجه الدّاعية من الأسباب المادّيّة هو فصاحة اللّسان إلّا أنّ مقاييس الله ربّ العباد تختلف عن مقاييس العباد .
وخير الخلق وحبيب الله نبيّنا محمّد ( صلّى الله عليه وسلّم ) والّذي نسعى أن نسير على خطاه كان أعظم النّاس صبراً ورضًى وكانت أمّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها إذا تحدّثت عن مرضه لأصحابه تقول: ( كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يوعك ( يتوجّع ) كما يوعك الرّجلان الشّديدان منكم وذلك أنّ له أجران ) وكانت تقول: ( تعلّمت الطّب من جسد رسول الله ) . فهل بعد حبيب الله حبيب ومع ذلك فقد ابتلي في جسده وولده وأصحابه وماله ونفسه .
ولنا أسوة في أبطال الحياة من أصحاب رسول الله كـ ( عمرو بن الجموح ) والّذي لم يقعده عرجه عن الجهاد في سبيل الله وهو المعذور بل كان يقول لكل من أراد أن يثنيه عن الجهاد : ( سأدخل بعرجتي هذه إلى الجنّة ) وقد أشار الرّسول الكريم إلى ذلك بعد استشهاد عمرو بن الجموح (رضي الله عنه ) .
وكذلك لنا أسوة في ( ابن أمّ مكتوم ) مؤذّن الرّسول الّذي كان رسول الله صلى الله عليه وسلّم يقول له كلّما لقيه : ( أهلاً بمن عاتبني فيه ربّي ) .
وأسماء بنت أبي بكر حين عميت وكذلك جابر بن الله وسعد بن أبي وقّاص ، ومع أنّ سعداً كان مجاب الدعوة إلّا أنّه لم يشأ أن يدعو لنفسه بالشفاء وكان يقول : لقضاء الله فــيّ أحبّ إليّ من ردّ بصري .
ونماذج من كبار التّابعين كـ ( عطاء بن رباح ) والذي انتهت إليه فتوى أهل مكّة وكان أسود ، أعور ، أفطس ، أشلّ ، أعرج ، قطعت يده ثمّ عمي ، وكان يجتمع في مجلسه المئات . وفي ذلك حجّة على داعية قرأت له كتاباً يقول فيه : (( لا بدّ للدّاعية أن يكون سليماً من العاهات حتّى لا ينفّر النّاس )) أتراه كان يقول هذا الكلام لو كانت لديه عاهة كما يسمّيها ؟! أم أنّه لم يسمع بعطاء بن رباح رضي الله عنه .
وأمثلة أبطال الحياة من العلماء والحكماء والمبدعين في ماضينا وحاضرنا أكثر من أن تحصى، فما زالت هذه الأمّة .. أمّة الحبيب محمّد تلد همماً جبّارة في أصحّائها والمبتلين ، وكم رأينا أعمًى يقود مبصرا، ومشلولاً يحرّك ويحمّس سالماً ، ولله في خلقه شؤون .

يتبع بإذن الله ..[/color]

ميسون قصاص
19-06-2006, 04:47
12) وأخيراً أقول : لندرك جميعاً( أصحّاء ومرضى ) أنّ ما تستخدمه مجتمعاتنا من مصطلحات تصفنا بها كـ (عاجز ) ، ( معاق ) ، (معوّق) جميعها غريبة على ثقافتنا جاءتنا من الغرب قبل أن يتحضّر ويسمّينا ( ذوو الاحتياجات الخاصّة ) وكأنّ باقي النّاس في منأى عن العوز والاحتياج من أيّ نوع كان ، وفي الحالين قبل وبعد قمنا بالنّسخ وألصقنا وكلّ مجتمع من مجتمعاتنا انتقى ما يحلو له من المسمّيّات لنا دون أدنى اعتبار لوجودنا ، ودون وعي أو فهم بأنّ تلك المصطلحات لا تمتّ إلينا بأي صلة منطقيّة أو لغويّة أو شرعيّة ، فكلّنا يعلم بالمنطق أنّ كلّ إنسان منّا يعجز عن شيء ويقدر على شيء آخر .. وحتّى القدرات ليست مطلقة وهي تتفاوت من شخص لآخر.. فهل معنى ذلك أنّنا جميعاً نسمّى : عاجزون.. هذا هو المعنى الّذي تصف به مجتمعاتنا نفسها حينما تصفنا به دون أن تدري.. والعجز في اللّغة هو الضّعف أيّاً كان : جسديّاً أو نفسيّاً أو ذهنيّاً أو روحيّاً أو اجتماعيّا أو مادّيّاً أو معرفيّاً .. فلماذا يتّصف به ضعفاء الجسد دون سواهم .. ألضعفٍ في أجسادهم يراه النّاس فيهم بينما يغفلون عن رؤية ما هم فيه أيضاً من العجز والضّعف في أشياء أخرى عديدة ؟!…
وأمّا في ثقافتنا الإسلاميّة فمعنى العجز هو ما جاء على لسان النّبيّ ( صلّى الله عليه وسلّم) حين قال: (والعاجز من أتبع نفسه هواها ، وتمنّى على الله الأماني ) فهل كان هذا الوصف النّبويّ البليغ يعنينا نحن ضعفاء الأجساد أم أنّه كان وما زال يعني ضعفاء النّفوس ومرضى القلوب والأرواح . بل إنّ رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم ) لم يرض من أصحابه أن يقولوا عن رجل ضعيف الذّهن مرّوا به أنّه (مجنون).. بل قال لهم ( لا تقولوا مجنون وقولوا مريض ، المجنون من عصى الله ) فأين مجتمعاتنا اليوم من تلك المعايير النّبويّة الرّبّانيّة .
وكذلك الحال بالنّسبة لمصطلحي ( معاق ) و ( معوّق ) ، فالمعاق هو من يُعاق عن أداء أمر بعائق سواء كان العائق جسديّاً أو غيره … فهل نقول أنّنا جميعاً معاقون .. وهل ترضى مجتمعاتنا أن توصف بذلك رغم أنّ حالها أسوأ بكثير من هذا الوصف للأسف ؟!
وأساساً ليس في ثقافتنا ما يسمّى إعاقة في وصف حالاتنا الجسديّة تحديداً سيما إذا ما تجاوزناها وإن صحّ المصطلح لغة فإنّه لا يجوز أدباً مع الله ، فالله لا يضع العوائق أيّاً كانت أمام النّاس لينهزموا أمامها وهو القائل : ((وما ربّك بظلّام للعبيد )) وإنّما يبلوهم في أنفسهم وأموالهم وذويهم ليتجاوزوا البلاء بنجاح بما منحهم من إيمان وصّبر وإرادة وحين ذلك تنتفي المشكلة بتجاوزها أيّا كانت ، وينال صاحبها الأجر العظيم، وقد قال الله تعالى : (( أم حسبتم أن تدخلوا الجنّة ولمّا يأتكم مثل الّذين من قبلكم ، مسّتهم البأساء والضّرّاء وزُلزلوا حتّى يقول الرّسول والّذين آمنوا متى نصر الله ؟ ألا إنّ نصر الله قريب )) وقد قال رسول الله ( صلّى الله عليه وسلّم ) : ( الأجر على قدر المشقّة)
فوصف ( الإعاقة ) الذي يطلقه البعض علينا هو في ثقافتنا الإسلاميّة (البلاء) والبلاء هو الامتحان ، سواء كان الامتحان للمريض المصاب أو لذويه ، وعند الامتحان يُكرم المرء أو يُهان والله تعالى يقول : (( إنّ أكرمكم عند الله أتقاكم )) ولم يقل : أقواكم أو أذكاكم أو أغناكم.. حاش لله . ولا شكّ أنّ الرّضى والصّبر والاحتساب من علامات التّقوى .
أمّا كلمة ( المعوّق ) فهي الكلمة الأسوأ في حقّ مجتمعاتنا قبل أن تكون الأسوأ في حقّنا ، فالمعوّق هو المثبَّط ، المبالَغ في إعاقته بفعل فاعل .. ولا يعني مجرّد وجود مشكلة قدريّة أنّنا مثبّطون .. بل إنّ مثل تلك المشاكل غالباً ما تكون دافعاً لنا للنّجاح أكثر ، ولا يكلّف الله نفساً إلّا وسعها .
وبهذا فإنّ مجتمعاتنا تشير بأصابع الاتّهام نحوها من خلال ما تصفنا به من التعوّق .. وتلك حقيقة لا يمكنها إنكارها فهناك فئة جاهلة أو متجاهلة من أفراد مجتمعاتنا الذين يبالغون في وضع العوائق والأذى في طريقنا وأحياناً يكونون هم الأذى بعينه بدل أن يعينونا ويميطواعن طريقنا أذى اليأس والإحباط والخوف الّذي يمكن أن يعترينا بين الحين والآخر كأيّ إنسان تعرض له مشكلات وصعوبات ، غافلين عن قول رسولنا الكريم : (( والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه )) . ونحن لا نطلب العون من أمثال هؤلاء وإنّما نسألهم أن يكفّوا أذاهم عنّا " فإنّها صدقة منهم على أنفسهم " وهذا المعنى جاء في حديث لرسول الله عدّد فيه أبواباً للخير وكان كلّما ذكر باباً قال له أحد الصّحابة : ( أرأيت إن لم أستطع ) حتّى انتهى الأمر برسول الله أن قال له : " أمسك عن الشّرّ فإنّها صدقة منك على نفسك "
وما ذكرته سالفاً إنّما هو توضيح لنا جميعاً أنّ تلك المسمّيات مسمّيات لا تمتّ إلى الإنسانيّة والمنطق والأخلاق والأديان بصلة.. وهي عبارة عن رسائل سلبيّة مؤذية رفض استخدامها رسولنا الكريم منذ (14) قرن إلّا بحقّها فيمن يستحقّها من ضعفاء الإيمان لا الأجساد . بل إنّه عليه الصّلاة والسّلام كان يختار من الأسماء والصّفات أجملها ، ويغيّر ما كان قبيحاً منها ليبثّ من خلالها رسائل إيجابيّة تمنح النّفوس الأمل والقدرة على التّغيير ، ومن هنا أحببنا أن نتأسّى بنبيّنا وحبيبنا وطبيبنا ( صلّى الله عليه وسلّم ) الّذي سعينا أن نسير على هديه وخطاه في اختيارنا لاسم ( أبطال الحياة ) والّذي نرجو من خلاله أن نبثّ في نفوسنا ونفوس ذوينا ومجتمعاتنا رسائل إيجابيّة تحمل كلّ معاني الأمل والرّجاء وعلوّ الهمّة والبطولة وحبّ الحياة لصنع الحياة ، فلنتجاهل كلّ رسالة سلبيّة مؤذية تأتينا ولنرفضها ولتبق في بريدها حتّى تعود من حيث أتتأو يفنيها الزّمن .. ولنحاول بكلّ ما نملك من إيمان وإرادة وعزيمة أن نتجاوز ما يعيقنا في مجتمعاتنا إذا أردنا أن لا نسمّى ( معاقون ) .. ومن المعلوم أنّ العدّاء الأمهر هو الّذي يقفز فوق الحواجز وإن علت وتعدّدت ، إلّا أنّنا سنغيّر من قوانين السّباق المعروفة .. فكلّما قفزنا عن حاجز سنسعى لإسقاطه لأجل أن نهيّء المضمار لوصول أسرع لمن سيأتي بعدنا ودون عوائق تذكر ، فليس لنا من عذر .. ما دام الله قد وهبنا نعمة الفكر ، ولتحقيق ذلك لا بدّ أن نقرّر ـ من الآن ـ أن نأخذ بزمام المبادرة لتغيير نظرة مجتمعنا إلينا من خلال شعارنا : ( إيمان ، إرادة ، نجاح ) .. كي نفوز في سباقنا سباق الحواجز عن جدارة ونكون بحقّ (أبطال الحياة) الّذين يشاركون في صنع حياة أفضل وغد أجمل للجميع بإذن الله، والله من وراء القصد .

----------------------------------------------------------

أختكم من ( أبطال الحياة ) ميسون قصّاص / سوريا / العمر : 38/ مجازة في القراءات العشر والحديث الشريف والأدب الإنكليزي / كاتبة متخصّصة بأدب الطّفولة / عاملة في المجال الخيري التّطوّعي /

---------------------------------------------------------------------

شام
19-06-2006, 22:36
نعم ميسون

رسالة في الصميم


وأمّا في ثقافتنا الإسلاميّة فمعنى العجز هو ما جاء على لسان النّبيّ ( صلّى الله عليه وسلّم) حين قال: (والعاجز من أتبع نفسه هواها ، وتمنّى على الله الأماني )

ليت الكل يدرك .. هذا المعنى لتوضيح الرؤية وتجلى الحقيقة

ميسون قصاص

رسالة الى ابطال الحياة

جديدة ومتجددة

وتحتوي من الثمين الكثير

شكراً لكـــ

ومعك متابعين

مرفأ
20-06-2006, 00:31
http://www.shmmr.net/vb/images/separators/c.gif

اختى ميسون
وجهتى رساله قوية مليئة بالامل والتحدى لدينا الكثير وما اجملهم لانهم لم يستلموا

ميسون قصاص
20-06-2006, 05:48
أشكركما أختاي إيمان ومرفأ .. ومع المزيد من الرسائل بعون الله ثمّ دعمكم ... وجزاكم الله خيرا ...

ميسون قصاص
20-06-2006, 05:54
أيّهما يستحقّ الشّفقة ، المريض الطّبيعيّ أم الطّبيعيّ المريض ؟ المريض أم المجتمع ؟
هكذا وجد في الحياة أو هكذا أصبح . هكذا انبعث من رحم امرأة دون إرادة لها أو له في هذا المصير . أو هكذا صيّره القدر بعد حين مختلفاً عن سواه ، إنّه بطل الحياة .. المختلف عمن سواه ..

إنّه همّ الأسرة الّذي يكبر مع الزّمن ، محور اهتمامها وشغلها الشّاغل ، مصدر حزنها إذا ساءت حاله ومصدر فرحها إذا تحسّنت، محطّ عطفها وحنانها ، إنّه قضيّة الأسرة المستمرّة والمتجدّدة مع كلّ نظرة إليه أو لفتة منه تشعرها بوجود مشكلة لديه .

تُرى أيُعقل أن يدلهمّ جوّ الأسرة وأن تتشنّج الحياة في داخلها ؟ أيُعقل أن تتجاذب أفرادها حالة مرضيّة مقابلة من التّعصيب والتّوتر وشراسة التّعامل ؟ وهل من المسموح به أن يبقى الطّفل المريض عالة على أسرته ومجتمعه ؟ أم هل من الإنسانيّة أن يبقى محجوراً في مؤسّسة داخليّة تُحجَر فيها طاقاته ليصبح كتلة من النّواقص ؟

أليس له الحقّ في أن يشعر بوجوده الفاعل ويعيش حياته بكرامة ؟ أليس من الواجب طرح قضيّة الإعاقة ضمن قضية حقوق الإنسان ؟ متى تتحوّل هذه القضيّة من قضيّة فرد إلى قضيّة مجتمع ؟ من هو المريض فعلاً : الطّفل المصاب أم أسرته الّتي تعيقه؟ أيّهما الّذي يستحقّ الشّفقة والمعالجة : المريض الطّبيعيّ ( صاحب المشكلة المتوافق مع طبيعته الخَلقيّة أو المكتسبة التي لا يملك تغييرها ) أم الطّبيعي المريض ( المحيط الّذي سبّب المشكلة أو تعامل معها بأسلوب مرضيّ )؟

أسئلة عديدة تبقى الإجابة عليها رهناً بتعامل الأهل مع ابنهم المريض أو المصاب، وبكيفيّة تعاطي المجتمع تالياً مع هذا الإنسان الّذي فقد شيئاً لكنّه ما زال يمتلك أشياء لعلّها لا توجد فيمن سواه .

والغرض من هذا الطّرح يهدف إلى :

ـ ضرورة إبراز قضية الاختلاف الجسديّ وما يترتب عليها من حقوق وواجبات كقضيّة اجتماعيّة يجب أن تأخذ حجمها الكافي : تشخيصاً وعلاجاً .

ـ إبراز أهمّيّة دعم هذا الإنسان نفسيّاً ومعنويّاً بالمحاولة الدّائمة لإزالة الأفكار الخاطئة التي تحيط به والتي تنعكس سلباً على صحّته النّفسيّة والجسديّة .

ـ إبراز أهمّيّة أن يستعيد الإنسان المريض أو المصاب إنسانيّته من خلال توظيف قدراته الكامنة ودمجه في مجتمعه ، والعمل على أن يكون منتجاً وبطلاً صانعاً للحياة فيه .

-------------------------------------------------------
نقلاً عن كتاب : معاقون لكن عظماء ( بتصرّف )
للدكتور :جليل وديع شكّور

شام
20-06-2006, 23:52
أيّهما يستحقّ الشّفقة ، المريض الطّبيعيّ أم الطّبيعيّ المريض ؟ المريض أم المجتمع ؟

من ناحية الشفقة فأرى اختي ميسون أن من يستحقها هو المجتمع صاحب النظرة القاصرة و الرافض لعملية التحديث الذاتي ؟

المريض الطبيعي بحاجة للعلاج .

الطبيعي المريض بحاجة لنوع خاص من العلاج

و رسالة هامة ومهمة خطت على سطور من نور بأحرف من نار

شكراً لك ميسون

وثقي كلنا متابعين معك مشوار

رسالة الى ابطال الحياة

ميسون قصاص
21-06-2006, 05:46
شكراً أختي إيمان على تعقيبك الجميل ومتابعتك الأجمل ... بارك الله بك ... وجزاك خيرا ...

الراميه
24-06-2006, 04:03
أختي العزيزة


ميسون

جميل ان نرى هكذا عزم و اراده تتقد من روح

لا تعرف العجز ولا تعترف به

والعجز الحقيقي

كامن في عقلية من يدعون الكمال ..

والكمال لله تعالى .. ومن يقبعون في انفسهم......

ومااراه هنا هو عزيمة (( ماشاء الله)) منحك أياها الخالق

رغم كل ما تعثرتي به طوال حياتك

امدك الله بالقوة والنجاح والصبر ..


رحم الله والديك وجعل الجنه دارهما

لك جزيل الشكر ....


سأعود ثانية لاكمل قرأتها ...


دمت بخير وسلامة ...

ميسون قصاص
26-06-2006, 05:36
بارك الله بك أخي الكريم ... وشكراً لكلماتك الطيبة ... ورحم الله من مات من ذويك وبارك لك في عمر من بقي منهم ...
وهناك مقولة أحب أن أشاركك والإخوة والأخوات فيها :
سأل الممكن المستحيل : أين تسكن ؟
قال : في قلوب العاجزين ....