المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : في ظلال آية ...



شام
22-04-2006, 01:41
http://chamsona.free.fr/tarhib/ism1.gif

http://members.lycos.co.uk/drmas82/up_ar/ar/mine/alsalm002.gif

في ظلال آية
الحمد لله الذى فزعت الجن من مخافته ، وتزلزت الأقدام من سطوته ، وخرست الأفواه من عزته ، واقشعرت الجلود من هيبته ، وانخلعت القلوب من رهبته .
والصلاة والسلام على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم .
أحبتى فى الله .. .. ..
هذه رحلة فى كتاب الله الكريم ، نتدبر ونتفكر ونتأمل ونتذكر ما فيه من الهدايا القيمة ، فتعالو معي أحبتي فى الله نغوص سوياً بأرواحنا فى كتاب الله ولا تردوا الهدية .

فهى رحلة ... لحـظـات إيمانية
فهى رحلة ...إلتفاتة إلى كتاب الله
فهى رحلة ... تفكـرفي كلام الله
رحلة فى كتاب الله ، وتأملات فى آياته ... لتطمئن القلوب الحائرة بذكر الله (* أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ*) ... وترسو النفوس الحائرة على شواطيء الإيمان الآمنة.
رحلة فى كتاب الله ... جرعة إيمانية يومية (أو شبه يومية) نتناول فيها آية من كتاب الله نتفيأ ظلالها الوارفة ونستنير بهديها المنير ونسير على صراطها القويم ونتفكر في معانيها السامية ومضامينها الإيمانية... نقرأ كلام المفسرين حولها لنفهم مراد الله منها فليس كمثل كلامه كلام وليس بعد بيانه بيان.
الآية من كتاب الله الكريم والتفسير من كتب التفسير المعتبرة ... ودوري سيقتصر فقط على الإختيار وقليل من التعليق لربط جوانب الموضوع ولن آتي بشئ من عندي ... فكم تحلو الساعات ونحن نقضيها بين كتاب الله .
ونحن نعيش في كل كلمة من كلماته.
http://up5.w6w.net/upload/08-04-2006/w6w_20060408125415440fd543.gif

شام
22-04-2006, 01:49
:: الرحلة الأولى :: ....
قال الله تعالى : (*وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ *) .
[البينة : 5]
إخلاص النية .... حاجتنا إلى إخلاص النية لله عز وجل حاجة مهمة جداً ، تدخل فى أمور حياتنا كلها ، والله سبحانه وتعالى خلقنا لعبادته ، وأمرنا بالإخلاص فى هذه العبادة ، فقال عز وجل : (*وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ *) أمر واضح جلى وصريح ، خلقنا الله لعبادته ، ولكن أى عبادة !! عبادة المخلصين ، أى القاصدين بجميع عبادتهم الظاهرة والباطنة وجه الله وطلب الزلفى لديه (*حُنَفَاء *) أى : معرضين مائلين عن سائر الأديان المخالفة لدين التوحيد ، وخص الصلاة والزكاة بالذكر مع أنهما داخلان فى قوله (* لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ*) لفضلهما وشرفهما وكونهما العبادتين اللتين من قام بهما قام بجميع شرائع الدين (* وَذَلِكَ *) أى التوحيد والإخلاص فى الدين ، هما (* دِينُ الْقَيِّمَةِ *) أى : الدين المستقيم الموصل إلى جنات النعيم وما سواه فطرق موصلة إلى الجحيم .
الإخلاص يريح الناس يوم يقول الله للمرائين اذهبوا إلى الذين كنتم تراءون بأعمالكم في الدنيا فانظروا هل تجدون عندهم جزاء.
اعلمو أحبتى فى الله أن تحقيق الإخلاص عزيز ، لذا فإنه يحتاج إلى مجاهدة قبل العمل وأثناءه ، وبعده ، حتى يكون عمل العبد لله .
فالمخلصون _كما ذكر ابن القيم-: "أعمالُهم كلُّها لله، وأقوالُهم لله، وعطاؤهم لله، ومنعُهم لله، وحبُّهم لله، وبُغضُهم لله؛ فمعاملتُهم ظاهراً وباطناً لوجهِ الله وحدَه لا يريدون بذلك من الناسِ جزاءً ولا شكوراً، ولا ابتغاءَ الجاهِ عندَهم، ولا طلبَ المحمدةِ والمنزلة في قلوبِهم، ولا هرباً من ذمِّهم. بل قد عَدُّوا الناسَ بمنزلةِ أصحابِ القبورِ؛ لا يملكون لهم ضرّاً ولا نفعاً ولا موتاً ولا حياةً ولا نُشوراً. فالعملُ لأجلِ الناسِ وابتغاء الجاهِ والمنزلة عندهم ورجائهم للضرِّ والنفعِ منهم لا يكون من عارِفٍ بهم البتة؛ بل من جاهلٍ بشأنِهم وجاهلٍ بربِّه؛ فمن عرفَ الناسَ أنزلَهم مَنازلَهم، ومن عَرفَ اللهَ أخلصَ له أعمالَه وأقوالَه وعطاءَه ومنعَه وحُبَّه وبُغضَه".
نسأل الله الكريم بمنه أن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل ، والفعل والترك ، وأن يجنبنا الرياء والعجب . وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

http://up5.w6w.net/upload/08-04-2006/w6w_20060408125415440fd543.gif.

شام
22-04-2006, 14:23
يقول الله تعالى :
( لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللّهِ إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللّهُ بِقَوْمٍ سُوءاً فَلاَ مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ)
أحبتى فى الله ....
بعد ما تكلمنا فى الرحلة الأولى عن الإخلاص وأهميته ، فلابد لنا من تغيير أنفسنا ، وإعادة إعمار هذا القلب اللاهي عن ذكر الله ، وإعادة النظر لحالنا هل نحن على مايرام ، هل نحن راضين عن أنفسنا؟؟ ، هل نحن موقنين برضا الله عنا ؟؟، وبعد كل هذا لماذا ؟؟ لماذا هذا حالنا ؟؟ ولننظر لقوله تعالى فى الآية الكريمة .
أحبتى فى الله ...إن ما نحن فيه مما لا يخفى على أحد وما يعيشه الجميع أفرادا و جماعات و مؤسسات ودول ليس له إلا حل واحد لا يمتلكه إلا أنتم ... ولكن ...
أحبتى فى الله ...
الكل يتحدث عن ضرورة التغيير وتتعالى الصيحات المطالبة بالإصلاح من هنا وهناك ولا طريق للإصلاح إلا معكم ... ولكن ...
ولكن لا بد من إيمان بأن الحل معكم ولا يملكه غيركم ثم لا بد من بداية للتغيير والتى معها إن رآها الله منا غير ما بنا مصداقا لقوله ( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) فالحل فى العودة لدينكم والعمل بشريعة ربكم وهدي نبيكم ولا يملك ذلك غيركم.
إن لله تعالى سنناً لاتتغير وقوانين لاتتبدل : سنة الله التي قد خلت من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلاً . وهذه سنة وقاعدة اجتماعية سنها الله تعالى ليسير عليها الكون وتنتظم عليها أسس البنيان: إن الله لايغير مابقوم حتى يغيروا مابأنفسهم : أي أن الله تبارك وتعالى إذا أنعم على قوم بالأمن والعزة والرزق والتمكين في الأرض فإنه سبحانه وتعالى لايزيل نعمه عنهم ولايسلبهم إياها إلا إذا بدلوا أحوالهم وكفروا بأنعم الله ونقضوا عهده وارتكبوا ماحرم عليهم. هذا عهد الله ومن أوفى بعهده من الله ؟ فإذا فعلوا ذلك لم يكن لهم عند الله عهد ولا ميثاق فجرت عليهم سنة الله التي لاتتغير ولاتتبدل فإذا بالأمن يتحول إلى خوف والغنى يتبدل إلى فقر والعزة تؤل إلى ذلةٍ والتمكين إلى هوان.
أحبتى فى الله إن المتأمل اليوم في حال أمة الإسلام وماأصابها من الضعف والهوان وماسلط عليها من الذل والصغار على أيدي أعدائها بعد أن كانت بالأمس أمة مهيبة الجناح مصونة الذمار ليرى بعين الحقيقة السبب في ذلك كله رؤيا العين للشمس في رابعة النهار . يرى أمةً أسرفت على نفسها كثيراً وتمادت في طغيانها أمداً بعيداً واغترت بحلم الله وعفوه وحسبت أن ذلك من رضى الله عنها ونسيت أن الله يمهل ولايهمل ، وما الأمة إلا مجموعة أفراد من ضمنهم أنا وأنت .
تجول أخي الحبيب في ديار الإسلام (إلا من رحم الله) واخبرني ماذا بقي من المحرمات لم يرتكب وماذا بقي من الفواحش لم يذاع ويعلن ، الربا صروحه في كل مكان قد شيدت وحصنت حرباً على الله ورسوله، والسفور قد حل محل الستر ، والخمر ( أم الخبائث) صارت لها مصانع ومتاجر. المعروف أصبح منكراً والمنكر غدا معروفاً. أرتفع الغناء (صوت الشيطان) ووضع القرآن (كلام الرحمن). حكمٌ بغير ماأنزل الله وقوانين ماأنزل الله بها من سلطان. وقبل ذلك كله تخلينا عن الجهاد وركنا إلى الدنيا وتبايعنا بالعينة وتتبعنا أذناب البقر ، أفبعد هذا نرجوا نصر الله وعزته وتمكينه ؟ أبعد هذا نتساءل لماذا حل بنا هذا الهوان ؟ .
أفبعد هذا نستغرب ماأصابنا من الذل على أيدي أعدائنا من شرار الخلق من اليهود والنصارى والهندوس والبوذيين وغيرهم ؟ نعم والله إن الله لايغير مابقوم حتى يغيروا مابأنفسهم .. إننا لن نخرج ممانحن فيه من الذل والصغار ولن ننال العزة والكرامة إلا إذا عدنا إلى ديننا وتمسكنا بإسلامنا فكماقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : نحن قوم أعزنا الله بالإسلام فإن ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله.
إخوانى وأحبابى فى الله : إن الأمة لن تتغير إلا إذا تغير أفرادها إلا إذا تغيرت أنا وأنت وهو وهي ، إذا غيرنا أسلوب حياتنا بما يوافق شرع الله وقلنا لربنا سمعاً وطاعة واتبعنا هدي نبينا صلى الله عليه وسلم: وماآتاكم الرسول فخذوه ومانهاكم عنه فانتهوا. عندها نصبح أفراداً وأمة أهلاً لموعود الله بإن يغير الله ذلنا إلى عزة وضعفنا إلى قوة وهواننا إلى تمكين.
أحبتى فى الله أما آن لنا أن نغير ما بأنفسنا وعلى كل منا أن يبدأ بنفسه ، أما آن لنا أن نتيقن أنه لا عز لنا إلا بالإسلام
ولا نصرة لنا إلا بالعودة لكتاب الله والتمسك به وبسنة نبيه وبتطبيق أحكامه وعلى أنفسنا أولاً
أعتقد أننا فى أشد الحاجة لتغيير ما بأنفسنا .
نسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يردنا جميعاً إلى دينه رداً حسناً وأن يلهمنا رشدنا ويفقهنا في ديننا ويرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه والباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه وأن يمكن لأمة الإسلام ويعيد لها عزتها ومكانتها وأن ينصرها على أعدائها إنه سميع مجيب. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
http://up5.w6w.net/upload/08-04-2006/w6w_20060408125415440fd543.gif

د.ابو غوش
22-04-2006, 14:50
بارك الله فيكي و جزاكي خيرا

شام
22-04-2006, 21:52
جزاك الله كل الخير أخي

شكراً للمرور العطر و المشاركة الكريمة

و دمت بكل الخير أخي

شام
22-04-2006, 22:03
الرحلة الثالثة
يقول الله تعالى :.
( يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُواْ نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُواْ بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ ){ البقرة 40}

الأمر بذكر النعمة هنا مراد منه شكرها ، ويفيد مع ذلك أمرهم بتذكر النعم التى أنعم بها عليهم لينصرفوا بذلك عن حسد غيرهم ، وهذا تعريض بهم أنهم حاسدون للعرب ، فيما أوتوا من الكتاب والحكمة ، وانتقال النبوة من بنى إسرائيل إلى العرب ، وإنما ذُكروا بذلك لأن للنفس غفلة عما هو قائم بها ، وإنما تشتغل بأحوال غيرها لأن الحاسد إذا رأى نعم الغير نسى أنه أيضاً فى نعمة ، فإذا أريد صرفه عن الحسد ذُكر بنعمه ، حتى يخفَّ حسده ، فإن حسدهم هو الذى حال دون تصديقهم به ، وتقديمه على قولهم ( وَأَوْفُواْ بِعَهْدِي ) من باب تقديم التخلية على التحلية ويكون افتتاح خطابهم بهذا التذكير تهيئة لنفوسهم إلى تلقى الخطاب بسلامة طويلة وإنصاف .
فإياكم والحسدوليكن لنا فى بنو إسرائيل موعظة وعبرة ولننظر إلى حالهم وما وصلوا إليه من غضب الله عليهم .
فيجب علينا أحبتى فى الله ذكر النعم لشكر الله تعالى عليها.
وكثير من الناس اليوم يتورع عن أكل الحرام أو النظر الحرام ويترك قلبة يرتع في مهاوي الحقد والحسد والغل والضغينة .
وبعض الناس يظن أن سلامة القلب تكمن في سهولة غشه وخداعه والضحك عليه وهذا خلاف المقصود.
قال ابن القيم رحمه الله: ( الفرق بين سلامة الصدر والبله والتغفل: أن سلامة القلب تكون من عدم إرادة الشر بعد معرفته، فيسلم قلبه من إرادته وقصده لا من معرفته والعمل به، وهذا بخلاف البله والغفلة فإنها جهل وقلة معرفة، وهذا لا يحمد إذ هو نقص، وإنما يحمد الناس من هو كذلك لسلامتهم منه ). والكمال أن يكون عارفاً بتفاصيل الشر سليماً من إرادته.
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: ( لست بخبِ ولا يخدعني الخب ) وكان عمر أعقل من أن يُخدع وأروع من أن يَخدَع.

جعل الله قلوبنا سليمة لا تحمل حقداً ولا غلاً على المسلمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

http://up5.w6w.net/upload/08-04-2006/w6w_20060408125415440fd543.gif.

مخـــ الذيــب ــــاو
23-04-2006, 08:17
اللهم صلي وسلم على عبدك ونبيك محمد وعلى آله وصحبه أجمعين



الأخت إيمان



جزاكي الله خيراً


جعلها الله في ميزان حسناتك

شام
23-04-2006, 12:27
وجزاك الله كل الخير أخي الفاضل
لحسن المرور و المشاركة

و يعطيك العافية

شام
23-04-2006, 12:41
الرحلة الرابعة
يقول الله تعالى :
(وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (104)
وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَـئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (105) )(آل عمران)

يقول تعالى‏:‏ ولتكن منكم أمة منتصبة للقيام بأمر اللّه في الدعوة إلى الخير، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ‏{‏وأولئك هم المفلحون‏}‏ قال الضحاك‏:‏ هم خاصة الصحابة ، وخاصة الرواة يعني المجاهدين والعلماء ، ‏والمقصود من هذه الآية أن تكون فرقة من هذه الامة متصدية لهذا الشأن ، وإن كان ذلك واجباً على كل فرد من الأمة بحسبه ، كما ثبت في صحيح مسلم عن أبي هريرة قال ، قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ‏:‏ ‏"‏من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان‏ " وفي رواية‏:‏ ‏"‏وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل‏" .

وروى الإمام أحمد عن حذيفة بن اليمان أن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال‏:‏" والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف، ولتنهون عن المنكر، أو ليوشكن اللّه أن يبعث عليكم عقاباً من عنده ثم لتدعنه فلا يستجيب لكم‏‏" . " ‏أخرجه أحمد والترمذي وابن ماجه‏"‏‏
(‏ولا تكونوا كالذين تفروقا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات‏ . . . )
‏ الآية‏.
‏ ينهى تبارك وتعالى هذه الأمة أن يكونوا كالأمم الماضين ، في افتراقهم واختلافهم وتركهم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، مع قيام الحجة عليهم‏ .‏

روى الإمام أحمد عن أبي عامر عبد اللّه بن يحيى قال‏:‏ حججنا مع معاوية بن أبي سفيان ، فلما قدمنا مكة قام حين صلى صلاة الظهر فقال‏:‏ إن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏إن أهل الكتابين افترقوا في دينهم على ثنتين وسبعين ملة، وإن هذه الأمة ستفترق على ثلاث وسبعين ملة - يعني الأهواء - كلها في النار إلا واحدة - وهي الجماعة - وإنه سيخرج في أمتي أقوام تتجارى بهم الأهواء كما يتجارى الكَلَب بصاحبه لا يبقى منه عرق ولا مفصل إلا دخله‏(‏ واللّه يا معشر العرب لئن لم تقوموا بما جاء به نبيكم صلى اللّه عليه وسلم لَغيركم من الناس أحرى أن لا يقوم به‏)‏ ‏"‏رواه أحمد وأبو داود‏"‏ مختصر ابن كثير

أهمية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر . . .
وسيلة للنجاة من العذاب الدنيوي والأخروي الذي توعد الله به من قعد عنه وأهمله قال تعالى :
(( فَلَوْلاَ كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِن قَبْلِكُمْ أُوْلُواْ بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الأَرْضِ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّنْ أَنجَيْنَا مِنْهُمْ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مَا أُتْرِفُواْ فِيهِ وَكَانُواْ مُجْرِمِينَ *وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ )) (هود117,116).

يقول صاحب الظلال : ( وبهذا تعلم أن دعاة الإصلاح المناهضون للطغيان والظلم والفساد هم صمام الأمان للأمم والشعوب ، وهذا يبرز قيمة كفاح المكافحين للخير والصلاح الواقفين للظلم والفساد ، إنهم لا يؤدون واجبهم لربهم ولدينهم فحسب ، إنما هم يحولون بهذا دون أممهم وغضب الله واستحقاق النكال والضياع )
ويقول الله تعالى : ((فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ أَنجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُواْ بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ )) (الأعراف:165) .

يقول بن كثير فى تفسير هذه الآية :
قال تعالى: {فلما نسوا ما ذكروا به} أي فلما أبى الفاعلون قبول النصيحة {أنجينا الذين ينهون عن السوء وأخذنا الذين ظلموا} أي ارتكبوا المعصية {بعذاب بئيس} فنص على نجاة الناهين وهلاك الظالمين .
أفلا نريد أن نكون من الناجين الذين ينهون عن السوء ويأمرون بالمعرف .

وعن حذيفة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( والذي نفسي بيده لتأمرون بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقابا منه فتدعونه فلا يستجب لكم)) .

فعلام ننتظر ... !!!
أننتظر العقاب من الله .... !!!
أننتظر أن ندعوا الله فلا يستجيب لنا ... !!!
ثم نعود نقول مثل ما قالوا ندعوا ولا يُستجاب لنا .... !!!
ألم نعلم ما أسباب قبول الدعاء ... !!!
http://up5.w6w.net/upload/08-04-2006/w6w_20060408125415440fd543.gif

شام
24-04-2006, 00:11
( إنَّ مَعَ العُسْرِ يُسْراً )
في هذه الآية خير عظيم ، إذ فيها البشارة لأهل الإيمان بأن للكرب نهاية مهما طال أمده ، وأن الظلمة تحمل في أحشائها الفجر المنتظر .
وتلك الحالة من التعاقب بين الأطوار والأوضاع المختلفة تنسجم مع الأحوال النفسية والمادية لبني البشر والتي تتأرجح بين النجاح والانكسار والإقبال والإدبار ، كما تنسجم مع صنوف الابتلاء الذي هو شرعة الحياة وميسمها العام .
وقد بثت هذه الآية الأمل في نفوس الصحابة - رضوان الله عليهم- حيث رأوا في تكرارها توكيداً لوعود الله - عز وجل - بتحسن الأحوال ، فقال ابن مسعود : لو كان العسر في جحر لطلبه اليسر حتى يدخل عليه .
وذكر بعض أهل اللغة أن (العسر) معرّف بأل ، و (يسراً) منكر ، وأن العرب إذا أعادت ذكر المعرفة كانت عين الأولى ، وإذا أعادت النكرة فكانت الثانية غير الأولى, وخرجوا على هذا قول ابن عباس : لن يغلب عسر يسرين .
وفي الآية إشارة بديعة إلى اجتنان الفرج في الشدة والكربة مع أن الظاهر أن الرخاء لا يزامن الشدة وإنما يعقبها ، وذلك لتطمين ذوي العسرة وتبشيرهم بقرب انجلاء الكرب .
ونحن اليوم أحوج ما نكون إلى الاستبشار بهذه الآية حيث يرى المسلمون الكثير من صنوف الإحباطات والهزائم وألوان القهر والنكد ؛ مما أدى إلى سيادة روح - التشاؤم واليأس ، وصار الكثيرون يشعرون بانقطاع الحيلة والاستسلام للظروف والمتغيرات .
وأفرز هذا الوضع مقولات يمكن أن نسميها بـ ( أدبيات الطريق المسدود ) ! هذه الأدبيات تتمثل بالشكوى الدائبة من كل شيء ، من خذلان الأصدقاء ، ومن تآمر الأعداء ، من تركة الآباء والأجداد ، ومن تصرفات الأبناء والأحفاد

(*فإنَّ مَعَ العُسْرِ يُسْراً * إنَّ مَعَ العُسْرِ يُسْراً*)، وإن النصر مع الصبر وإن الفرج مع الكرب ، وإن في رحم كل ضائقة أجنة انفراجها ومفتاح حلها ، وإن لجميع ما نعانيه من أزمات حلولاً مناسبة إذا ما توفر لها عقل المهندس ومبضع الجراح وحرقة الوالدة .. وعلى الله قصد السبيل .
http://up5.w6w.net/upload/08-04-2006/w6w_20060408125415440fd543.gif

فـارس الحـرف
24-04-2006, 00:16
اللهم صلي وسلم على عبدك ونبيك محمد وعلى آله وصحبه أجمعين



الأخت إيمان



جزاكي الله خيراً


جعلها الله في ميزان حسناتك

شام
24-04-2006, 22:29
شكراً اخي بدر ..

مرور عطر و تعليق كريم

تقبل الله منك ومنا الطاعة و العبادة

و صلى الله على محمد صلى الله عليه وسلم

شام
09-05-2006, 17:25
قال تعالى :
زُيِّن للناس حُبّ الشهواتِ من النساءِ والبنينَ والقناطير المقنْطرة من الذهبِ والفضّةِ والخيلِ المسوّمة والأنعام والحرث، ذلك متاعُ الحياةِ الدنيا، والله عندهُ حسن المآب )

في هذه الآية العظيمة مقارنة لطيفة بين متاع زائل وبين نعيم دائم وبين دنيا فانية وأخرى باقية، إنه امتحان ولكنه مكشوف الأوراق و محدد النتائج
فأي عاقل لابد أن يختار الحياه الباقيه على الدنيا الفانيه لأن النتيجة هي: جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها، وأزواج مطهرة، ورضوان من الله

أ فهذا خير أم متاع زائل وشهوة عابرة ونشوة زائلة؟

و لكن بما أن المسألة بهذا الوضوح فلماذا يفشل كثير من الناس في هذا الامتحان؟

لابد أن في الأمر سر والسر هو في أول كلمة في الآية : زُين

فمن المُزين و لماذا هذا التزين؟

يرى بعض المفسرين أن المزين هو الشيطان وذلك بوسوسته للإنسان
وتحسنه الميل لهذه الشهوات قالوا ويؤيد ذلك قوله تعالى: "وزين لهم الشيطان أعمالهم.."
ويرى البعض أن المُزين هو الله تعالى و ذلك للامتحان والابتلاء
ليظهر عبد الشهوة والهوى من عبد الله ويؤيد ذلك قوله تعالى: "إنا جعلنا ماعلى الأرض زينة لهم لنبلوهم أيهم أحسن عملاً "
و كلا القولين له وجه
ومن رحمة الله بنا أنه لم ينهنا عن التمتع بتلك الشهوات بالكلية ولكنه نهانا عن أن نتعلق بها فتشغلنا عن العمل للآخرة ونهانا عن أن نؤثر حبها على حب الله والدار الآخرة فتعمي أبصارنا وتطغينا فنتجاوز حدود الله ونرتكب الآثام من أجلها ونبيع ديننا لتحصيلها

قال تعالى : " فأما من طغى وآثر الحياة الدنيا فإن الجحيم هي المأوى وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى"



لفتة أخيرة

و هي أن في تعداد هذه الشهوات دون غيرها وبالترتيب الوارد في الآية الكريمة لفت نظر لنا وتأكيد على خطر هذه الشهوات المعددة في الآية لنتنبه لها ونحذر منها أشد من غيرها وهي : النساء، والأبناء، والذهب، والفضة، والخيل الأصيلة، والإبل والبقر، والغنم، والحرث، والزرع

فا للهم لا تجعل الدنيا أكبر همنا و لا مبلغ علمنا ولا إلى النار مصيرنا واجعل الجنة هي دارنا ومآلنا


والى اللقاء مع أيه أخرى من كتاب الله