المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الأمانة هي الحرية ، والحرية أمانة ،،،،،،،،،،،



الرعب
10-02-2006, 02:51
الله – جل وعلا – يقول:
{إِنَّ اللهَ يَأمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّوا الأمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ
أَن تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا}
إذا تتبع المسلم الآية التي تحتوي على :
"أينما يوجهه لا يأت بخير"
يجد إشارات حكيمة، والنص هو كالتالي :
{وَضَرَبَ اللهُ مَثَلاً رَّجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ لاَ يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ وَهُوَ كَلٌّ
عَلَى مَوْلاَهُ أَيْنَمَا يُوَجِّههُّ لاَ يَأْتِ بِخَيْرٍ هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَن يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ
وَهُوَ عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ}
الرجل الذي لا يقدر على شيء، وهو عالة على صاحبه، ويعتمد عليه في كل شيء، وأينما يوجهه فالناتج سالب أو صفري، وهو دائمًا وأبدًا مصاحب للفشل في كل أحواله ومشروعاته وأعماله وهيئاته وتنظيماته، هو رجل (أبكم)، ولا يعقل أن يقصد المثل القرآني الشخص الأخرس، والذي غالبًا ما يكون فاقدًا للسمع أيضًا، لا يقصد الأخرس بالمعنى الحرفي للكلمة أي لا يستطيع النطق لعاهة فيه، ولكن قد يكون المقصود أنه الشخص الذي لا يستطيع السؤال، والمناقشة والجدل، وإبداء الرأي وحرية التعبير عن هذا الرأي، كما أنه (لا يسمع) أي أنه محروم بالتبعية وفي الغالب من التفكير وتنمية مهارات الجدل والتعقل والتبصر. هل تكون الإجابة، أو نستطيع القول إن الشخص المحروم من حرية السؤال والمناقشة والجدل والتفكير، ومن حرية إبداء الرأي أو التعبير، هو الذي أينما توجهه لا يأتِ بخير، وإن المقابل لـه، أي الذي يملك تلك الحريات بالضرورة ،،،،،،،،،،
هل في غياب حرية الرأي والتعبير والمناقشة والجدل والتفكير إجابة ولو جزئية على تلك الحال التي وصل لها المسلمون؟
أما الآية التي تسبق التي ذكرناها لتونا، وهي الآية (75) من سورة النحل فيقول سبحانه :
{وَضَرَبَ اللهُ مَثَلاً رَّجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ لاَ يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ وَهُوَ كَلٌّ
عَلَى مَوْلاَهُ أَيْنَمَا يُوَجِّههُّ لاَ يَأْتِ بِخَيْرٍ هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَن يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ
وَهُوَ عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ}.
هنا تجد الفرد (مملوكًا) أي سلبت منه كل الحريات المكفولة له بحكم حمله للأمانة، وهي الحريات التي وهب على أساس تحمله لمسئوليتها خلافة الله في أرضه -والتي ذكرنا أصنافها سلفًا- يصفه القرآن بأنه (لا يقدر على شيء)، أي أن القدرة على أي فعل معدومة، فما هو توصيف الوضع المعاكس لذلك؟ هو الرجل الذي رزق الرزق الوفير، فهو ينفق منه في السر والعلن. فهل يكون القصد أن النتيجة الحتمية للسلب الكامل لحرية الفرد وبالتالي الجماعة، هي الانهيار الاقتصادي وما يعقبه من انتشار الفقر، وانخفاض الدخل القومي والفردي، أي انخفاض الإنتاج، وانخفاض القيمة المضافة الناتجة عن عمل الأفراد والجماعات، واختلال الموازنات والميزانيات، وما يترتب على ذلك من ارتفاع الدين الخارجي والداخلي، وانهيار الخدمات، والوقوع في فخ العجز عن دفع أصل الدين ناهيك عن فوائده، ثم استجداء إلغاء أو جدولة الديون، وبعد ذلك رهن الموارد القومية، ورهن استقلال القرار السياسي لدى أصحاب الديون ،،،،،،،،،،،،،،،،
هل تقصد الآية ما سبق؟
هل للحرية كل ذلك التأثير؟
هل يستوي الفرد الحر والجماعة الحرة، مع الفرد والجماعة مسلوبي الحرية؟
وهنا يجب التأكيد على أن الحرية لا ترادف اتباع الهوى، فلا يوجد أعداء أخطر على الحرية
من تقي جاهل، أو عالم فاجر ،،،،،،،،،،،،،،،
والحرية ليست بالتمني أو الادعاء، فلكي تكون حرًّا كالرسول، لا بد من الجهاد والمجاهدة
ولا بد من الترقي في الكمالات الأخلاقية للحصول على الحرية ،،،،،،،،،،،،،،
الحرية هي القرار الذي يتخذه الإنسان الحر الواعي المكلف، والذي لا تستطيع قوى العالم مجتمعة أن تسلب هذا الإنسان هذا القرار، مهما كانت الإغراءات أو مهما توحش العدوان أو مهما كانت الظروف، والحرية هي التي تحمي صاحبها في الوقت نفسه ،،،،،،،،،،،،،،،
الإنسان خليفة الله في أرضه، باختياره الحرية، اختاره الله لهذا المعنى الرفيع، اختاره الله لجدارة الإنسان بها، والله أعلم حيث يضع رسالته ،،،،،،،،،،،،،

دمتم ،،،،،،،،،،،،،،

الرعـــــــــــــــب

شام
10-02-2006, 03:16
أخي الرعب ..
الموضوع واضح كبير ...
لي عودة بإذن الله ..
ويعطيك العافية ..

الرعب
10-02-2006, 03:26
الله يستر!!!!!!!

بإنتظار عودتك وما تحملينه بشغف ،،،،،،،،،،،،

دمت ،،،،،،،،،،،،،،،

الرعـــــــــــــــــب

المتوقد
10-02-2006, 08:43
باختصار وتأمل أن أكثر من يتكلمون عن الحريه من شتى طبقات المجتمع ..هم أنفسهم اللذين ينتهكون حريات الغير ....

أما الانسان الطبيعي ...وأقصد المسلم فهو يذوب باطاره الاسلامي داخل أي مجتمع وينفعهم ..ويؤثر باطاره هذا على كل من أراد أن يحتويه وهو أيضا قابل للاتساع والشموليه وبالتالي لايبقى أنسان خامل أو منتهك حريه

لكن يأتي الارتباك والانتهاك لابسط حقوق الانسان من أولائك الذين تأطروا بالشيطان والهوى..

ودمت بخير يالرعب

سيدة القـــــلم
10-02-2006, 15:58
!!
.
.
!!

مرحبَـاَ الرُعــب ..

في الحقِقَه تفسِير عمِيـــق جداً..
جداً..
جداً.. للأيه الكَرِيمــه ..

مَاَ شَاَء الله علِيك .. ولا إله إلاّ الله..

حُرِيه الَرَأي تخَتلف تعبِيرهَـاَ ومفهُمهَـاَ مِن شَخص لأخَـــر..
هُنَــاَك من يرَىَ انهَاَ مُراَدِفـه للأنحَــلاَلــ

وانَاَ ارَىَ انهَاَ احَد اسبَاَب تقَدُم الأمُــم ..

اعتَقــد ومِن وجَهه نظــرِي الخَاَصَــه لا يحُد مِن حُدود الحُرِيّة شِئَ
سُوىَ حدُود الله و محَاَرمه
و حقُوق البَشر المنصُوص
علِيهَاَ ..
مَاَ عدَاهَاَ يحق للإنسَاَن أن يتَكلم
يعَتقد
يعَمَل
يعتَنق
مَاَ شَاَء
و كِيفَمَاَ شَاَء..


شُكرَاً لكِ الرعب على هَذا المُوضُوع الأكثر من عمِيق..
واكثر من رائــع


كُــن بخير




.

الرعب
10-02-2006, 18:17
باختصار وتأمل أن أكثر من يتكلمون عن الحريه من شتى طبقات المجتمع ..هم أنفسهم اللذين ينتهكون حريات الغير ....

أما الانسان الطبيعي ...وأقصد المسلم فهو يذوب باطاره الاسلامي داخل أي مجتمع وينفعهم ..ويؤثر باطاره هذا على كل من أراد أن يحتويه وهو أيضا قابل للاتساع والشموليه وبالتالي لايبقى أنسان خامل أو منتهك حريه

لكن يأتي الارتباك والانتهاك لابسط حقوق الانسان من أولائك الذين تأطروا بالشيطان والهوى..

ودمت بخير يالرعب
:thumb:

وانت دم بخير اخي الفاضل المتوقد ،،،،،،،،،،،،

الرعــــــــــــــب

الرعب
10-02-2006, 18:20
!!
.
.
!!

مرحبَـاَ الرُعــب ..

في الحقِقَه تفسِير عمِيـــق جداً..
جداً..
جداً.. للأيه الكَرِيمــه ..

مَاَ شَاَء الله علِيك .. ولا إله إلاّ الله..

حُرِيه الَرَأي تخَتلف تعبِيرهَـاَ ومفهُمهَـاَ مِن شَخص لأخَـــر..
هُنَــاَك من يرَىَ انهَاَ مُراَدِفـه للأنحَــلاَلــ

وانَاَ ارَىَ انهَاَ احَد اسبَاَب تقَدُم الأمُــم ..

اعتَقــد ومِن وجَهه نظــرِي الخَاَصَــه لا يحُد مِن حُدود الحُرِيّة شِئَ
سُوىَ حدُود الله و محَاَرمه
و حقُوق البَشر المنصُوص
علِيهَاَ ..
مَاَ عدَاهَاَ يحق للإنسَاَن أن يتَكلم
يعَتقد
يعَمَل
يعتَنق
مَاَ شَاَء
و كِيفَمَاَ شَاَء..


شُكرَاً لكِ الرعب على هَذا المُوضُوع الأكثر من عمِيق..
واكثر من رائــع


كُــن بخير




.
:thumb:

شاكر لك قراءتك الرائعة ،،،،،،،،،،،،

دمت كيفما تشائين:)

الرعــــــــــــــب

فيصل حمود
11-02-2006, 16:49
الأخ الرعب

الحريه كلمه فضفاضه وبالأمكان تفسيرها بعدة تفاسير. وعليه لا يمكن أن يستوى ويقوم حكم أو دوله بفتح الباب علي مصراعيه ومنح حريه مطلقه. فحريتي تنتهى وتقف عند حرية الغير وكذلك هناك ثوابت وخطوط حمراء لا يجب تجاوزها في الدين الأسلامي. هناك تفسيرات متباينه بيننا نحن المسلمون وبين الأمم الأخرى حول هذه المسأله (الحريه). المسلمين يحكمهم دين وعقيده وحريتهم مكفوله ضمن هذا الدين ولكن لا يمكن تجاوز الأحكام والتشريعات الدينيه بحجة الحريه.

فعلي سبيل المثال:

كيف يمكن ضمان حرية العقيده وممارستها في بلد يحكم بالشريعه الأسلاميه السمحاء ونحن نعرف أن من يرتد عن دينه يستتاب ثلاثة أيام ثم يقام عليه الحد أن لم يرجع الي الحق.

كيف نضمن حرية من يريد شرب الخمر في بلادنا ونحن نعلم أن شرب الخمر حرام؟

كيف نضمن حرية من يريد ممارسة طقوس دينيه مبتدعه علنا من بعض الطوائف الأسلاميه ونحن نعرف ان هذه الطقوس هي بدع ما أنزل الله بها من سلطان (اللطم)؟

كيف نضمن حرية من يؤلف كتابا يدعو الي السفور والفجور وهذا محرم في ديننا؟

قمة النفاق أن يدعو الغربيون الي حقوق الحيوان ويؤسسون الجمعيات ويصدرون التشريعات للرفق بالحيوان وبالجانب الآخر يتم قتل الأنسان واحتلاله واستغلال ثرواته وهذا مايفعله دعاة حقوق الأنسان والحريه الغربيون. أعتقد انهم يقصدون حقوق الأنسان الغربي فقط وقتل الآخرين.

ممكن تبين لي لو تكرمت المصدر والمرجع لتفسير الآيات التي ذكرت ياعزيزي أم أن التفسير هو أجتهاد شخصي منك. أرجو التوضيح.

موضوع حساس وحيوي وشكرا لك لكتابة هذا الموضوع المهم عن الحريه

تحياتي لك ودمت بود

الرعب
12-02-2006, 03:02
ممكن تبين لي لو تكرمت المصدر والمرجع لتفسير الآيات التي ذكرت ياعزيزي أم أن التفسير هو أجتهاد شخصي منك. أرجو التوضيح.
الاخ فيصل حمود

اذا كان عندك اعتراض على التفسير او اذا كان عندك تفسير آخر للآية الكريمة

فياليتك تعطينا ذلك التفسير ،،،،،،،،،،،

شرفني مرورك وتعليقك اخي ،،،،،،،،،،،

دمت بكل الود ،،،،،،،،،،،

الرعـــــــــــــــب

الرعب
13-02-2006, 02:35
الحرية هي فريضة وواجب والتزام وتكليف قبل أن تكون حقًّا، والمسئولية عن نشرها وتوفيرها وحمايتها يدخل ضمن هذا التكليف للإنسان المكلّف، وقد مثّل ذلك سياج الحركة والدعوة ومناط التوحيد الحق للصحابة والتابعين ،،،،،،،،،،،،،،،،،

وليس من واجب الإنسان المكلّف فقط السعي للحصول على الحرية، والمحافظة عليها، والدفاع عنها، وألا يسمح لنفسه أو لغيره بالافتئات عليها، بل إن عليه أيضًا إلزاما وواجبًا بالدفاع عن حق الآخر في الحصول على الفرصة العادلة للتعرف على ملامح الحرية، وأن يوفر لـه المناخ المناسب لممارستها، وتذوق نتائجها وآثارها، وما فُرض الجهاد إلا لذلك الهدف، تحرير الناس من الهيمنة على العقول والمقادير من قبل السلطة الباغية المستبدة، ثم بعدها من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر. القفزة هائلة والبون شاسع بين مفهوم الحق السلبي أو العاطل، ومفهوم التكليف والواجب الإيجابي الحي والفاعل والديناميكي ،،،،،،،،،،،،،،

وإذا كان الكون خلق لغاية وليس عبثًا، والإنسان كائن مكلف، والعقل هو مناط التكليف، ومن شروط قبول الإنسان ذلك التكليف الحرية والاستطاعة والطاعة، فلا يعني شرط الحرية هنا أن للإنسان من حيث المبدأ أن يرفض التكليف أو يقبله ولا يتحمل تبعة الاختيار؛ لأن الإنسان قد سبق وأقر بالتوحيد حين شهد لله بالربوبية بنص {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَن تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ * أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِن قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِّن بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ} [الأعراف: 172-173].

فليست الحرية هنا والتي هي شرط للتكليف، تمارس في قبول التكليف أو رفضه؛ لأن التكليف ليس موضوعًا للمساومة، وإنما مجال الحرية للإنسان هو في العمل وفقًا لمتطلبات هذا التكليف أو ترك العمل بها وتحمل مسئولية هذا الاختيار بتقديم مشيئته في الكفر على مشيئة الله في استخلافه وتكليفه وتحمل عواقب ذلك في الدنيا والآخرة.. فأمر التكليف للإنسان محسوم في الآية 6 من سورة الانشقاق {يَا أَيُّهَا الإِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلاَقِيهِ}.

وهكذا يمكن تحديد الحريات الأساسية بالتالي:

1 – حرية العقيدة والاعتقاد.

2 – حرية الفكر.

3 – حرية الاختلاف.

4 – حرية السؤال، وحرية المجادلة، وحرية المناقشة،

وحرية إبداء الرأي، وحرية الاجتهاد، وواجب الشورى.

5 – حق العمل، وحق المرء في سؤال دولته تقديم خدمات لـه.

6 – حق التنقل والانتقال.

7 – حرية الاجتماع وتكوين الجمعيات والنقابات والشركات.

8 – سلامة البدن وحق الأمن، وحرمة المسكن وسرية المراسلات.

وهناك حريتان إضافيتان، أضافهما الإسلام إلى حريات الفرد والجماعة، وهما:-

9 – حرية الدعاء وحق الاستجابة.

10 – حق الخطأ وحق المغفرة – واجب الاجتهاد وأجر المحاولة.

فأي تلك الحريات يخالف الشرع أحكاماً ومقاصد؟

ودمتم ،،،،،،،،،،،،،،،

الرعـــــــــــــــب