المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : صوموا لعلكم تتقون



شام
07-10-2005, 20:43
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تقبل الله منكم الصيام والقيام .....
صوموا لعلكم تتقون ...
غاية الصيام تقوى الله عز وجل. تقوى يتمثل فيها الخوف من الجليل، والعمل بالتنزيل، والقناعة بالقليل، والاستعداد ليوم الرحيل. تقوى صادقة دقيقة يترك فيها الصائم ما يهوى حذرًا مما يخشى. ولئن كانت فرائض الإسلام وأحكامه وأوامره ونواهيه كلها سبيل التقوى، فإن خصوصية الارتباط بين الصيام والتقوى شيء عجيب.
التقوى – أيها السلمون - كنز عظيم، وجوهر عزيز. خير الدنيا والآخرة مجموع فيها:
وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى [البقرة:197].
القبول معلق بها: إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ [المائدة:27]. والغفران والثواب موعود عليها وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفّرْ عَنْهُ سَيّئَـاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْراً [الطلاق:5]. أهلها هم الأعلون في الآخرة والأولى: تِلْكَ الدَّارُ الآخرة نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لاَ يُرِيدُونَ عُلُوّاً فِى الأرْضِ وَلاَ فَسَاداً وَالْعَـاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ [القصص:83].
قلة الشبع تجعل الجوارح أقرب لفعل القربة، يرق القلب، ويغزر الدمع، ويخذل الشيطان. وانظر – حفظ الله دينك وزاد في تقاك – في الضعافٍ ؛ ممن جاع نهاره، وملأ في الليل بطنه، فهو صريع لذة عارمة، وعبد لشهوة جامحة. هل حقق معنى التقوى حين تفنن بأطايب الطعام وألوان الموائد ؟! بينما قليل منه قد يشبع جياعًا ويسعد أسرًا، قليل منه قد يكفكف دموعًا ويوقف عبراتٍ؟هل أعطى واتقى ـ أم كيف أعطى؟ وماذا اتقى؟ ـ من جعل رمضان تبذيرًا، وفطره تخمة؟‍! مسكين بائس لا يرى في الصوم إلا جوعًا لا تتحمله معدته، وعطشًا لا تقوى عليه عروقه.
أي تقوى وأي مقاومة عند أمثال هؤلاء الضعاف ؟! أولئك أقوام انهزمت عزائمهم أمام جوع بطونهم. لقد أورثهم الشبع قسوة، فجعلهم نائمين ، وأقعدهم كسالى.
ألا فاقعدوا أنتم الطاعمون الكاسون، من أعلن استسلامه في معركة لقيمات لا تدوم سوى سويعات فليس جديرًا بأن يعيش عزة المتقين، وعلياء الشهداء والمجاهدين.
صام القلب واتقى إذا جرد العبودية لله وحده، خضع لجلاله، وسعى لقربه، وأنس بمناجاته. خلص من الشرك، وسلم من البدع، وتطهر من المعاصي. قلب تقي يرى الهوى والشهوة والظن والبغي، والعداوة والبغضاء، والغل والحسد والجدل والِمراَء أمراضًا قلبية فتاكة تقتل الأفراد وتهلك الأمم. القلب التقي يرفضها ويأباها ويتقيها ، وصيامه ينفيها ويجفوها.
قلب صائم متدين لله بالطاعة، مستسلم له بالخضوع والاستجابة، منقاد لتنفيذ الشرع في الأمر والنهي. عبودية لله خالصة لا يصرفه عنها شهوة ولا شبهة، ولا يشوش عليه فيها أمان ولا طمع، قلب قوي تقي، لله صلاته وصيامه ونسكه ومحياه ومماته. ((فمن صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه)).وإذا صلح القلب صلحت الجوارح.
أيها المتقون الصائمون: فتشوا عن المحتاجين من أقربائكم والمساكين من جيرانكم والغرباء من إخوانكم، لا تنسوا برهم وإسعادهم، أشركوهم معكم في رزق ربكم. اذكروا جوع الجائعين، ولوعة الملتاعين، وعبرات البائسين، وغربة المشردين ووحشة المهجرين.
اسألوا في شهر التقوى والمحاسبة: هل قام بحق التقوى من بات شبعان وحوله جائع يستطيع إشباعه فلم يفعل؟ وهل قام بحق الشهر من رأى نفسًا مؤمنة بائسة يستطيع إسعادها فلم يفعل؟
فاتقوا الله أيها الناس، فالشهور والأعوام والليالي والأيام مواقيت الأعمال ومقادير الآجال، تمر سريعًا، وتنقضي جميعًا. إنها أيام الله خلقها وأوجدها وخص بعضها بمزيد من الفضل، فما من يوم إلا ولله فيه على عباده وظيفة من وظائف طاعاته، ولطيفة من لطائف نفحاته، يصيب بفضله ورحمته من يشاء من عباده وهو الغفور الرحيم. وإن بين أيديكم شهرًا عظيمًا، وأيامًا فاضلة ولياليَ شريفة، فأحسنوا فيها الوفادة وجدُّوا فيها بالعمل. فلم يكن سلفكم يستعدون لها بمزيد من الأكل والشرب، ولكن بالطاعة والعبادة والجود والسخاء، فهم مع ربهم عباد طائعون، ومع إخوانهم بررة محسنون، والأسوة في ذلك نبينا محمد عليه الصلاة والسلام فهو أجود ما يكون في رمضان، ويجتهد فيه ما لا يجتهد في غيره، يحيي ليله ويوقظ أهله ويشد المئزر. ذلكم هو مسلك التقوى، وهذه مراسم الاستقبال فاعملوا وأحسنوا وأبشروا.
أيها المسلمون: صوموا حق الصيام لعلكم تتقون. ومن يتق الله يكن معه، ومن كان الله معه فمعه الفئة التي لا تغلب، والحارس الذي لا ينام، والهادي الذي لا يضل، وإذا كان الله معك يا عبد الله فمن تخاف ؟ وإذا كان عليك فمن ترجو؟!
:32:

بـنـت النـور
07-10-2005, 23:57
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ايمان قويدر

موضوع قيم جزاكِ الله خيراً

شام
08-10-2005, 01:25
الأخت بنت النور ...
شرفني جداً حضورك ومرورك العطر ... وردك الرقيق ...
جزاك الله كل الخير ... وتقبل منك الصيام والقيام
ورمضان كريم

سيدة القـــــلم
08-10-2005, 13:11
الله يجزاكــِ خير أختـــي ايمـــان.. ..

شكراً لكــ





تحياتي
عشـق القصـيد

شام
08-10-2005, 14:58
الأخت سيدة القلم ...
شكراً لك ولحضورك الأنيق ..
ورمضان مبارك

راعي الطيب
08-10-2005, 15:16
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته


اختي القديره والفاضله ايمان

جزاكي الله كل خير في ما خطته اناملك
وجعله في ميزان حسناتك ووفقك في الدنيا والاخره


لا هنتي ومشكوووووووره على هذا الايراد الرااااائع

عبد الله السويدي
08-10-2005, 23:07
بارك الله فيكِ أختي إيمان ونفع بكِ

موضوعٌ قيّم جعله الله في ميزان حسناتكِ

وما من شكٍّ أن اسمى غاياتِ الصيام هو تحقيق التقوى لله عزّ وجلّ.

تقبّل الله منّا ومنكم صالح الأعمال.

شام
08-10-2005, 23:17
الأخ عبد الله ...
أشكرك على المرور العطر والرد الرقيق ... ونفعنا الله كلنا باعمالنا
جزاك الله كل الخير أخي .
ورمضان مبارك

شريف روما
09-10-2005, 03:51
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
احسنتي اخت ايمان وبارك الله بك على هذا الموضوع الطيب
وجزاك الله خير الجزاء
(( الصيام لله وهو يجزى به فكيف تريد ان يكون صيامك !! ))
شكرا لكي
وتقبلي خالص تحياتي

شام
09-10-2005, 04:38
الأخ راعي الطيب
شكراً لحضورك ولردك ... تفاعل ايجابي .. جماعي ... وروح واحدة...
جزاك الله كل الخير
رمضان مبارك

شام
09-10-2005, 04:39
الأخ الزقروطي ...
شكراً على الحضور الرائع والرد العطر ... بارك الله بكم جميعاً
جزاك الله كل الخير ...
رمضان مبارك

قيصر العرب
09-10-2005, 21:48
جزاك الله كل خير اختنا ايمان

وتقبل الله صيامك وقيامك

دمتي بخير

شام
10-10-2005, 10:44
الأخ قيصر العرب ...
شكراً على المرور العطر والرد الرقيق ..
ورمضان مبارك